منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    ضد النص

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    ضد النص Empty ضد النص

    مُساهمة   السبت مارس 13, 2010 8:16 am

    ضِدَّ النَصِّ

    النَصُّ سُلْطَةٌ يُمَارِسُ سَيْطَرَتَه مِنْ خِلاَلِ ما يَتَوَفَّرُ لَدَيْهِ مِنْ احْتِمَالاَتِ غِوَايَةٍ احْتِمَالاَتٌ تَبْقَى رَهِينَةُ التَحَايُلِ عَلَى تَشْرِيعَاتِ هَذِهِ السُّلْطَةِ النَّافِذَةِ المُتَمَكِّنَةِ.
    وَفِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ لَنْ يَتُمَّ الدُّخُولُ إِلَى النَّصِّ –قِرَاءَةً أَوْ كِتَابَةً-إِلاَّ بالْمُرُورِ عَبْرَ بَوَّابَاتِهِ وامْتِلاَكِ تأَشِيرَةِ الْعُبُورِ.لَنْ يَتُمَّ الْعُبوُر ُإِلَى النَصِّ إِلا َّبَعْدَ الالْتِزَامِ بِتَشْرِيعَاتِهِ؛ إِنَهُ مُؤَسَّسَةٌ, لَهَا قَواِنيِنُهَا وَهَيَاكِلُهَا الْتِي لاَ مَجاَلَ للانْخِرَاطِ فِيهَا إِلاَّ بالامْتِثَالِ لِأَعْرَافِهَا وَدَسَاتِيرِهَا.
    عَلَى الْكَاتِبِ أَن ْيَلْتَزِمَ بِهَذهِ التَشْرِيعَاتِ والْقَوَانِينِ مُتَمَكِّنًا مِنْهَا خَبِيرًا بِهَا حَافِظًا لَها حَتَّى إِذَا قَدَّمَ عَمَلاً يَجِيءُ مُسْتَوفِيًا شُرُوطَ النَصِّ وَعَلَى القَارِيء أَيْضًا أَنْ يَكُونَ مُلِمًّابِشَيءٍ مِنْ هَذِا حَتَّى لاَ يَشْتَكِي مِنْ عَدَمِ الْفِهْمِ .
    النَصُّ سَقَفٌ عَالٍ ؛ وَاطِيءٌ لِمَنْ خَبِرَ أَرْكَانَهُ.
    النَصُّ مَمْلَكَةٌ رَحْبَةٌ ,شَاسِعَةٌ ؛ضَيّقَةُ لِمَنْ اتَّسَعَتْ رُؤَاهُ.
    كُلُّ نَصٍّ وَقَبْلَ البَدْءِ فِيهِ هُوَ جَاهِزٌ وَمُكْتَمِلٌ وِفْقَ الصِّيَغِ الْتِي تَسْمَحُ بِهَا وَ تُوَفِّرُهَا تَعَاليمَه وَ اشْتِرَاطَاتُهُ وَإِذْ يُوَفِّرُ كُلُّ نَصٍّ مَرْجَعِيَةً تَمْنَحُ النّاصَّ/ الْكَاتِبَ تَاْشِيرَةَ مُبَاشَرَةِ إِنْجَازٍ فَنِّي فَإِنَّهَا تَضَعُ مَجْمُوعَةً مِنَ الاشْتِرَاطَاتِ وَتُحَدِّدُ جُمْلَةً مِنَ الالْتِزَامَاتِ عَلَى هَذَا النَّاصِّ /الْكَاتِبِ الانْصِيَاعَ لَهَا والْعَمَل ِفي دَائِرَتْهَا .
    لاَ مجَالَ للْخُرُوجِ عَنِ النَصِّ كَيْ يَجِيءَ مُطَابِقًا للْمُوَاصَفَاتِ المَعْهُودَةِ .
    كُلُّ نَصٍّ وَحَسَبَ جِنْسِهِ لَهُ تَعَالِيمُهُ.
    القَصِيدَةُ الْعَمُودية؛ نصُّ؛ لَها بُحُورُهاكاملها مشطورها ومجزؤها ومنهوكهاولها زحافاتها وعروضها وأغراضها وقوافيها ورويها وتصريعهاومحسناتها البديعية وقوانينها البلاغية .
    قَصيدة التفعيلة ؛نصٌّ؛ مدورة أو مسترسلة لها نظامها وأشطار ها وعدد التفعيلات في كل سطر والزحافاتالمجازة لهذه التفعيلات ومواقع التقفية الممكنة.
    قصيدة النثر؛نص؛ لها أعرافها وقانونها الداخلي وطرائق تشكيل الصورة كما حددها وبينها أهل البلاغة الحديثة ولها لغتها المناسبة .
    الرواية؛نصٌّ؛ لها ضوابطهامن تقنيات سردية وآليات لتشكيل المعمار الدرامي وقوانين لهيكلة الشخوص وحبك العقد وبناء الحوارات بجميع أصنافهاوحذق تقنيات الإسترجاع والإستباق والتداخل بين الأحداثِ ألخ ألخ
    وكذا القصة والمسرحية والمقالة.....
    الخ الخ ...من القوانين التي يتحدد بها كل نص حسب جنسه .
    النص سقف علوه واطيء ؛ ’’النصُّ ما لايحتل إلا معنى واحد’’
    يقول محمد مفتاح:
    ((يفترض في النص أن يحتوي على معنى قار وحقيقي ونهائي) )
    النصّث مشروع مكتمل وجاهز وهو أفق غير أنه أفق محدود أما الكتابة فهي مشروع مفتوح لن يكتمل وهي أفق مفتوح .
    الكتابة إحياء للكاتب والنص قتل له
    كل نص هو اغتيال حقيقي للكاتب أما الكتابة فهي خروج به إلى الخلاء واختبار لقدراته الفنية وإمكاناته الإبداعية بعزل عن كل مرجعية ؛ ليس في الكتابة تجنيس وتصنيف وهي أوسع من النص المسجون في جملة من الأطر
    تدشن الكتابة السؤال في الإبداع أما النص فهو يقتل السؤال بما أنه جاهز وثابت
    يمنح النص الكاتب آلية تيسر سبل اشتغاله وتققل من دوافع الحيرة فيه إن لم تنفها تماما أما الكتابة فلا تمنح الكاتب شيئا ولكن تفسح له مجال التجلي وفق رؤاه وبقدر فوضاه حتما ليست الفوضى العدمية ؛غير أن فوضى السطح تدل على انتظام العمق
    عبد النور إدريس
    30/07/05, 02 :04 02:04:28 PM
    النص كائن متعدد الدلالة ،يتحمل انفتاحه على تعدد التأويلات ، من حيث انزياحه المستمر عن الكاتب ، وبذلك يصبح التلقي ملزما للكتابة بالانفتاح يقول ايكو "لا شئ مفتوح أكثر من نص مغلق" .
    من هنا فالنص يحمل تشظيه في المعنى يحيل على فضاءات متعددة تمتح من التلقي أكثر من التقيد بالنص في شكله الجامد. فالنص الذي يحتوي على المعنى الواحد نص ميت..وأختلف هنا كليا مع طرح الأستاذ محمد مفتاح الذي يقول
    ((يفترض في النص أن يحتوي على معنى قار وحقيقي ونهائي)
    إن النقد ليس سوى لحظة قراءة تشير إلى حقيقة أن الانتقال من النقد إلى القراءة معناه الدخول في عشق اللغة الخاصة، عشق الذات القارئة ، حيث يجد المتلقي في رغبة اللغة إمكانية للبحث عمّا هو مغيّب فيها مما يحقق لقارئ النص عشقا ولذة تدفع بالتفكيك إلى اقتراح قراءة متعددة الأوجه للخطاب والابتعاد عن اشتهاء الأثر الأدبي وفق صنمية نصية للمعنى، فالقراءة وحدها تعشق الأثر الأدبي، وتقيم معه علاقة شهوة.فأن نقرأ معناه أن نشتهي الأثر.
    فقبل مباشرة القراءة والتأويل والقيام بعملية توليد المعاني وملء الفراغات التي يقترحها علينا نص
    ما تختلق عما يُؤمنه النص من معاني جاهزة معطاة سلفا لا تحقق سوى تجسيد السلطة بمعناها الإطلاقي وهذا ما يجعل النص الجديد بعيدا عن الواقع الموضوعي ، خارج مدار المعاني الجاهزة فالقارئ حسب ناتالي ساروت وكما أكد هذا الطرح، الروائي Alain Robbe – Grillet يجب عليه أن يتعرف في ما يقرأ على عالم ليس عالمه، ولكن يرغب في أن يكون عالمه وبذلك يصبح النص المقروء خارج السلطة كما يرسمها النص الأصلي
    "الكتابة إحياء للكاتب والنص قتل له "
    إنه نسق الكتابة .. الكتابة عالم مهووس بالاثر ..وهي قاعدة نميت فيها ذواتنا عبر متواليات نصية لا تخدم القطيعة الابستمولوجية مع النص المكتوب ولهذا كان ديريدا يركز على الصوت داخل النص وتجاوز النسق اللغوي الواصف.
    أقف هنا أخي عبد الوهاب وشكرا لك على هذه الفسحة النقدية
    محبتي وصداقتي

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 1:29 pm