منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الأسلوبية، نظرة تاريخية تأريخية/

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الأسلوبية، نظرة تاريخية تأريخية/  Empty الأسلوبية، نظرة تاريخية تأريخية/

    مُساهمة   الجمعة ديسمبر 09, 2011 1:00 pm

    [الأسلوبية، نظرة تاريخية تأريخية/ أ بوزيد مومني


    كتبهاناصر معماش

    لم يظهر مصطلح “الأسلوبية ” إلا في بداية القرن العشرين مع ظهور الدراسات
    اللغوية الحديثة ، وبالتدقيق بعد مجيء العالم اللغوي السويسري ” فرديناد
    دي سوسير ” (1875-1913) الذي أسس علم اللغة الحديث وفقا لمبادئ معينة منها

    أولا : العلاقة بين اللغة والكلام ، أو بين عناصر الوراثة في اللغة وهو ما
    أطلق عليه اسم(Langue) وبين الاستخدام الخاص الذي يزاوله الناس في
    الحديث(Parole).

    وقد كان من رأيه عزل اللغة ودراستها بوصفها نظاما اجتماعيا … فاللغة في وجوهرها نظام للعلاقات .

    ثانيا : تحليل الرموز اللغوية ، وذلك باعتبار المسميات اللغوية ليست سوى
    مفاهيم تربط بـذهن من ينطقها أو على أساس أنها محرك يثير معنى ما .

    ثالثا : دراسة التركيب العام للنظام اللغوي ، وحيث أنه لا علاقة بين صوت
    الكلمة ومفهومها ، لأن المفهوم لا يتحدد إلا في ذهن الإنسان ، فالدارسات
    الحقيقية يجب أن تكون متمثلة في العلاقات القائمة بين هذه الكلمات، لأن
    الكلمة في حد ذاتها لا تمثل بناء لغويا .

    رابعا : التفرقة بين مناهج الدراسة الوصفية ومناهجها التاريخية وقد فصل(دي
    سوسير) بين المنهجين ووجه اهتمامه بشكل واضح إلى الناحية الوصفية دون تنكره
    إلى الناحية التاريخية .

    هذه باختصار هي المبادئ التي أقام عليها ” دي سو سير “الدراسة الحديثـــة
    للغة وهي المبادئ التي كانت بمثابـة الأرضية التي انطلق منهـا تلامذتـه
    للـوصول إلى مـا سمى “بالأسلوبية“.فهذا الجهد حمّس” شارل بالي” ( 1865-
    1942)لتدعيمها » كعلم للأسلوب وتمييزها على الخصوص عن النقد الأسلوبي
    القديم فأصدر عام

    1902كتابه – في الأسلوبية الفرنسية – ثم عام 1905 كتابه – المجمل في الأسلوبية – والذين أقامهما على الوجدانية وتعبيرية اللغة «33.


    إلا أن » “شارل بالي” عدّ الأسلوبية دراسة المصادر المعبرة للغة معينة
    واستبعد عنها دراسة اللغة الأدبية واللغة المعدة لأعراض جمالية «34 .


    لقد اعتبر ” بالي ” أن دور الأسلوبية يكون بدراسة القيمة العاطفية للأحداث
    اللغوية المميزة والعمل المتبادل الأحداث التعبيرية التي تساعد في تشكيل
    نظام وسائل التغيير في اللغة فهناك – من جهة – قيم تعبيرية لا واعية
    أحيانا ضمن هذا النظام وهناك أيضا – من جهة ثانية – قيم تأثرية واعية تنتج
    عن قصد فالتعبير عن الامتنان مثلا له عدة إمكانات تعبيرية منها :

    - تفضلوا بقبول خالص الشكر والامتنان .

    - شكرا جزيلا .

    -كم أنا ممتن .
    صديق .


    هذه العبارات الأربعة هي متغيرات (Variantes ) أسلوبية حيث أن كل منها يشكل
    طريق خاصة للتعبير عن نفس الفكرة “ينبئني أحدهم بخبر حادث اصطدام فأصرخ :
    يا للمسكين !“


    بالنسبة لـ ” بالي” يوجد في هذا التعبير تركيبتان تتطابقان مع حدثين :


    أ – التعجب المرتبط بالتنغيم أو طريقة أداء العبارة .

    ب- الحذف( Ellipse) أو علية الإضمار التي حذف الفعل الذي تفترضه الجملة
    المفيدة ، فدور الأسلوبية يكون باستنتاج أن التعجب والحذف هو “وسيلتان “من
    وسائل التعبير عن الانفعال وهذا الانفعال هو الشفقة إذا ما رجعنا إلى
    السياق 35.

    وجاء بعده علماء آخرون استخدموا التيار الوصفي في منهج البحث وغرقوا في
    العقلانية مثلما فعل ” ج ماروزو “ (Jules Marouzeou )و” م كراسو
    “(Marcel Gressot)من المدرسة الفرنسية مما أثار رد فعل ” ليوسبيتزر “(Leo
    Spitzer ) الألماني الذي غلبت عليه الانطباعية في محاولة تأسيس الأسلوبية
    السيكولوجية ” وغرق في الذاتية عند إلغائه الكلي لعلمانية البحث الأسلوبي”
    36و هو بالتالي”ربط بين المؤهلات العقلية للعالم اللغوي “37.


    وهكذا فإن ) سبيتزر( يؤكد فكرة إبداعية للعبقرية الفردية الواعية وإنه لا
    يمكن للأسلوبي أن يستبعد في دراسة معرفة العصر ، والدراية بعلم النفس .

    إلا أن منهجيته هذه لا يجب أن تفهم وكأنها الوسيلة الوحيدة لحل جميع
    المعضلات ، و لكن القول بأن مقاربته أعطت نتائج أهم بكثير من تلك التي
    أوجدتها المسائل النظرية في المنهجية والتي تبدو خالية من أية قيمة
    استكشافية”ونرى اليوم أن التفكير في قضية الأسلوبية أصبح موجها ليس فقط نحو
    مشكلة وظائف اللغة بل أيضا نحو تركيباتها “38.و في سنة 1941 عبّر” ماروزو“
    – Marouzeou- عن أزمة الأسلوبية واضطرابها موضعية اللسانيات ونسبية
    الاستقراءات وجفاف المستخلصات ، وأكد على حقها في شرعية الوجود”39 وقد رفض
    أن يحصر حقل الأبحاث باللغة المحكية فقط 40.

    وخطت الأسلوبية خطوات نوعية بتفاعلها مع مناهج البحث المعاصرة و العلوم
    اللسانية عامة ، وبظهور قواعد »نظر الأدب « سنة 1948 لرينه ويلك R-Wellek
    وأوستن وارين A-Warren وبعد انعقاد ندوة جامعة” أنديتنا” الأمريكية سنة
    1960 حول “الأسلوب ” بتظافر جهود نقاد الأدب وعلماء النفس وعلماء الاجتماع
    وعلم اللسان.وبعد التواصل الذي بشر به”ر . جاكبسون”(Romon Jarbson )

    والذي بنى أعماله على مفهوم (الوظيفة) في اللغة و التي سبق وأن اعتمدها شارل بالي

    إنّ وظيفة اللغة في نظر”جاكبسون“هي أن تنقل وتوصل، وعملية التواصل هذه
    تفترض ستة مركبات هي: المرسل ، المستقبل، القناة، الرسالة، المرجع إليه،
    والاصطلاح أوالرمز .وانطلاقا من هذا، يميز جاكبسون ست وظائف شعرية للغة هي :


    1-الوظيفة التعبيرية أو الانفعالية المركزية على المرسلfonction expressive ou émotive

    2-الوظيفة الندائية Conative الموجهة نحو المستقبل .

    3-الوظيفة المرجعية Référentielle.

    4-الوظيفة الانتباهية Phatique التي تقيم الاتصال.


    5-الوظيفة الماورا لغوية Métalinguistique التي تتعدى اللغة إلى تفسير الاصطلاح أو الرمز .

    6-الوظيفة الشاعرية Poétique التي تركز على الوزن والإيقاع وكذا المصوتات41 .

    تطورت الدراسات الأسلوبية لتبلغ درجة من الثراء والنضج جعل العلماء يطمئنون
    إلى مستقبلها وخاصة أعمال « الشكلانيين الروس » بعد سنة 1965 على يد”ت
    تودوروف” -Tzvtetan Todorov - وتداخلت الأسلوبية مع النقد الأدبي في مجالات
    كثيرة نتج عنه علم العلامات-SEMIOLOGIE - الذي يدرس التنظيمـات القائمـة
    على الإشـارات، هـذا العلـم الـذي تولد منه ” علامية الأدب “ Sémiotique
    Littéraire والتي تسعى إلى أقلمة النظرية في نوعية الخطاب الأدبي باعتباره
    نظاما من العلامات الجمالية والتي يتزعمها في المدرسة الفرنسية “أ . ج .
    قرايماس”-Algides julier Griemas-

    « وتفاعل الأسلوبية مع المدارس اللسانية والنقدية فتح مجلات جديدة وكشف
    سبلا حديثة في البحث مثل نظرية الشعرية ” Poétique” أو ما يصطلح عليها ”
    الإنشائية “ و التي حمل لواءها – جاكبسون - والتي تهدف إلى ضبط مقولات
    الأدب من حيث هو ظاهرة تتنوع أشكالها وتستند إلى مبادئ موحدة» 42

    وعلى هذا النحو صار الأسلوبيون يطمئنون إلى موضوعهم مجاله ومنهجيته …
    وعام 1969 يبارك “ستيفان أولمان” استقرار كل من علم اللغة و الأسلوبية
    …وعام 1970 أصدر “فريدريك ديلوفر ” كتابه – الأسلوبية والشعرية الفرنسية –
    فنقض البحث الأصولي الوضعي في العمل الأسلوبي مسلما بداهة بما قبلية المنهج
    في كل بحث أسلوبي … و في عام 1971أصدر“نيقولا ريفاتير” كتابه في الأسلوبية
    البنيوية فأظهر كيف أن الأسلوب هو العلامة المميزة للقول داخل حدود الخطاب
    43.

    ومقابلة لما قلناه حول تاريخ الأسلوبية نجد بعض الباحثين 44 العرب يرون أن
    عبد القاهر الجرجاني هو رائد الأسلوبية في كتابيه (أسرار البلاغة ) و(
    دلائل الإعجاز ) حيث خلص إلى أن الإعجاز ليس في اللفظ ولا في المعنى و إنما
    هو نظم الكلام أي في الأسلوب ،ثم يحاول بعد ذلك أن يبين فيم يكون جمال
    الأسلوب وروعته ، فيدرس الجملة بالتفصيل ،منفردة ومتصلة، ويضطره البحث إلى
    الكلام على أهمية حروف العطف وقيمة الإيجاز والإطناب وضرورة مطابقة الكلام
    لمقتضى الحال/]

    .[/center]
    [/color][/font]

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 5:50 pm