منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    ..مقال بنيوي لسويسر

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    ..مقال بنيوي لسويسر Empty ..مقال بنيوي لسويسر

    مُساهمة   الأحد أبريل 11, 2010 3:31 am

    أليف: روجر جونز
    ترجمة: خضير اللامي
    في منتصف القرن العشرين كان ثمة
    نظريات بنيوية عن الوجود الانساني، في دراسات اللغة وعلم اللغة البنيوية
    لفرديناند دي سوسير (1857-1913) تقول ان المعنى يجب ان يكون في بنية كل
    اللغة من تحليل الكلمات ذاتها،

    اما الماركسية فتؤكد على ان حقيقة
    وجود الانسان يجب ان ندركه من خلال تحليل البنى الاقتصادية، ويحاول علماء
    النفس ان يصفوا بنية النفس من خلال مفهومات العقل الباطني. وفي ستينيات
    القرن الماضي فان الحركة البنيوية في فرنسا، حاولت ان تركب الفرضية
    الديالكتيكية لتناول الحقيقة من خلال افكار ماركس وفرويد وسوسير، بيد انها
    لم تتفق مع ادعاءات الوجوديين التي تؤكد ان الانسان هو الذي يحقق ذاته او
    يصنع نفسه. بينما تقول البنيوية ان الانسان”الفرد“ شكلته البنى
    السسيولوجية والسايكولوجية وبنى علم اللغة لانه اي الانسان لا سيطرة له
    عليها؛ ولكنه يستطيع ان يكشفها عن طريق استخدام مناهجها من خلال الاستقصاء.
    ان
    الاصالة من سمات البنيوية، ويعد المؤرخ ميشيل فوكو ابرز ممثلي حركة ما بعد
    البنيوية، فهو يعتقد ان اللغة والمجتمع تشكلهما اسس الانظمة الحاكمة،
    ولكنه لا يتفق مع البنيويين في اعتبارين، فهو لا يعتقد في المقام الاول،
    انه كان ثمة بنى تحتية يمكن ان توضح الشرط الانساني وثانيا، انه يعتقد انه
    من المستحيل ان يخطو خارج الخطاب ومسح الوضع موضوعيا.
    وطور جاك دريدا (1930-2005) التفكيكية بوصفها تكنيكا لكشف تعددية تأويل النصوص.
    وهو
    بهذا قد تأثر بهيدغر ونيتشة، ويقول دريدا: ان النص كله يكتنفه الغموض،
    وهذه الاحتمالية للتأويل النهائي والكامل هي من المستحيلات.
    ما بعد الحداثة
    يمكن
    ان نصف ان ما بعد البنيوية والتفكيكية هما صياغات نظرية لظروف ما بعد
    الحداثة، والحداثة التي بدأت فكريا مع عصر التنوير (Enlightenment) حاولت
    ان تصف العالم في مصطلحات الموضوعية، والعقلانية، والتجريبية. وافترضت ان
    ثمة حقيقة يجب ان يزاح عنها الغطاء كطريقة للحصول على اجابات عن اسئلة
    مموضعة نتيجة ظرف انساني، وما بعد الحداثة لا تعرض مثل هذه الثقة والذهاب
    الى تأكيدات ضمنية عن العقل، لان العقل ذاته هو الان صيغة
    تراتبية””هيراركية “ خاصة، كما الابرشية في طريقتها لتوضيحاتها القديمة
    للعالم في مفاهيم الالهة.
    وموضوع ما بعد الحداثة لا يمتلك طريقة
    عقلانية لتخمين افضلية في علاقة احكام الحقيقة والفضيلة والتجربة الجمالية
    او الموضوعية، وبما ان الهيراركيات القديمة قد تفككت فان ثمة غابة جديدة
    بلا اشجار تشكلت في تخوم الوعي، تماما كما ينمسخ الفكر ويتناسل وينمو في
    هذه الغابة من اجل مستقبل يتقرر.
    ميشيل فوكو: أنساب المعرفة
    حاول
    فوكو ان يحلل الممارسات الاستطرادية او افعال الكلام الجادة التي تتطلب
    اظهار المعرفة افضل من تحليل هذه الممارسات الاستطرادية في مفهومات
    حقائقها، فهي تحللها في مفهوماتها التاريخية او جنسانينها”genesis “. وقد
    ادعى انه كان يحاول ان يقوم بحفريات المعرفة ليظهر تاريخ متطلبات الحقيقة.
    وفي
    اخر عمل له، استعار فوكو من نيتشة مقارب الانساب، ومن ماركس استعار
    التحليلات الايديولوجية، وبحث في تطور المعرفة التي كانت مجدولة مع
    ميكانيزميات القوة” السياسية “ وبعكس ماركس، فان فوكو لايمتلك
    قناعات”ايديولوجيات “ اساسية في حقيقة اساسية عميقة او بنية: اذ ليس ثمة
    وجهة نظر موضوعية يستطيع المرء من خلالها تحليل الخطاب او تحليل المجتمع.
    وركز
    فوكو على طريقة المعرفة وزيادة ضغط الدولة على الفرد، وتطورهما في عهد
    الحداثة، وفي كتابه”تاريخ الجنس“ ناقش ان بروز العلوم الطبية
    والسايكولوجية قد خلقت خطابا جنسيا عميقا، وغرائزيا، ولا باطنيا، وهذا
    الخطاب مقبول كتوضيح سائد، وبدت افتراضاته تنز الى داخل الخطاب اليومي،
    وفي هذه الطريقة فان تجربة الذات الانسانية لجنسها sexuality قد شكلته
    وسيطرت عليه الخطابات التي تزعم شرحها، والبحث عن المعرفة ليس ببساطة كشف
    للمادة ما قبل الوجود، انها شكلتها وخلقتها بفاعلية.
    ولم يعرض فوكو اية
    نظرية شاملة عن الطبيعة البشرية، انه ناقد ما بعد النظرية والقناعات التي
    تتطلب توضيحات موضوعية هي حصريا عن الواقعية، ولا ينتظر فوكو الجواب
    النهائي. والممارسات الاستطرادية للمعرفة ليست مستقلة عن تلك التي يجب ان
    تدرس وتلك التي يجب ان تكون مفهومة في سياقاتها السياسية والاجتماعية.
    جاك ديريدا: التفكيكية
    يرى
    ديريدا ان اللغة او”النص“ هي ليست انعكاسا طبيعيا للعالم، فبنيات النص هي
    تأويلنا للعالم، وقد اتبع ديريدا مسار هيدغر اذ يعتقد ان اللغة هي التي
    تشكلنا: والنصوص تخلق غابة بلا شجر نفهمها كواقعية، ويرى ديريدا ان تاريخ
    فكر الغرب قاعدة للتضادات: الخير عكس الشر، والعقل عكس المادة، والرجل عكس
    المرأة، والكلام عكس الكتابة. وهذه التضادات محددة تراتيبيا”هيراكيا“:
    والمفهوم الثاني، يعد افساداً للاول، والمفهومات بالتالي، ليست تضادات
    متساوية.
    ويعتقد ديريدا ان كل النص يحتوي شرعية هذه الافتراضات، ونتيجة
    لذلك فان هذه النصوص يمكن ان تكون اعادة تأويل مع ادراك للتضمينات
    التراتبية في اللغة، ولايعتقد ديريدا اننا يمكن ان نصل نقطة نهاية التاويل
    والحقيقة. ويعتقد ديريدا ايضا ان النصوص كلها تعرض”الاختلافات“ التي تسمح
    بتعدد التأويلات، والمعنى مهمتها نشر المعرفة ولاتعرف الاستقرار.
    والنصية تعطينا دائما فائض الاحتمالات ولانستطيع ان نقف خارج النصية في محاولة لايجاد الموضوعية.
    واحدى
    النتائج للتفكيكية انها حقيقة في التحليل النصي وتتحول الى استحالة. وربما
    هناك تأويلات متنافسة ولكن ليس هناك طرق لا تأويلية يستطيع المرء ان يقدر
    صلاحية هذه التأويلات التنافسية اكثر من الاعتماد على فهم فلسفتنا للحقائق
    التي لايمكن نكرانها، وتحول التفكيكية اعماق الحقيقة المستقرة الى العقلنة
    في داخل رمال متحركة لتعددية التأويلات.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 9:12 pm