منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    تابع للبلاغة........2

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    تابع للبلاغة........2 Empty تابع للبلاغة........2

    مُساهمة   الثلاثاء مايو 04, 2010 9:52 am

    ***

    كيف صيغت التعاريف الحديثة للبلاغة؟

    حاول بلاغيون غربيون، بعد الحرب العالمية الثانية ـ ظهرت أعمالهم خلال الستينات في الغالب ـ استثمار الأفق العام الذي تفتحه الريطورية القديمة في الواجهتين: في اتجاه الحجاج والجدل، وفي اتجاه الأسلوب والشعر، وذلك قبل أن تظهر صياغات عامة ذات طابع سميائي في اتجاه الخطاب عامة.

    عادت البلاغة القديمة محاورا جديا في بناء بلاغة جديدة وحديثة لعدة أسباب. يرى أوليفي روبول أن من المفارقات كون البلاغة القديمة استدعيت لعلاج قضايا حديثة لا تعود إلى مجال الخطاب واللغة (بالمعنى الخاص)، بل تعود إلى مجالات أخرى كعلم النفس والموسيقى والصورة، ومن هذه القناة عادت إلى مجال اللغة: "وعموما فإن البلاغة عادت إلى مجال اللغة عبر مباحث غير لسانية"[49]. و يُجمل هنريش بليت تلك الأسباب في ازدهار البحث التداولي (في اللغة والخطاب) ونظريات التواصل والنقد الأيديولوجي، والشعرية اللسانية. يقول، (بعد التذكير بتردي البلاغة وسوء سمعتها قبل نهضت علوم اللغة في العصر الحديث):

    " ثم تغيرتْ هذه الوضعية (وضعية التردي) بشكل يكاد يكون مفاجئا في الستينات من هذا القرن. وكان باحثون ألمان قد حاولوا، قبل ذلك، إعادة الاعتبار إلى البلاغة: دُوكهورن Dock-horn (1944-1949) بتأسيسه لعلم جمال بلاغي قائم على التأثير، وكورتيوس (1956) بتبريره للتحليل التاريخي للمعاني المشتركة[50]، و لَوَسْبِيرك (1960-1967) باستقصائه المنهجي الواسع لمواد البلاغة الكلاسيكية. ونلاحظ حالياً كثرة مفرطة من الأعمال المرصودة للبلاغة تنظيراً وتأريخاً، في أوربا والولايات المتحدة في وقت واحد. إن سببَ هذه "النهضة" البلاغية يرجع، في مجال التنظير، إلى الأهمية المتزايدة للسانيات التداولية، ونظريات التواصل والسميائيات والنقد الأيديولوجي، وكذا الشعرية اللسانية في مجال وصف الخصائص الإقناعية للنصو وتقويمها. ونتيجة لهذه الأهمية يجب أن سنجل، أولاً، أن البلاغة قد صارت عِلماً، وأننا نهدفُ من جهة ثانية إلى إقامة نظرية بلاغية، وأن البلاغة من، جهة ثانية، ليست محصورة في البُعد الجمالي بشكل صارم، بل إنها لتنزع إلى أن تُصبح عِلماً واسعاً للمجتمع. إن روادَ هذه البلاغة الجديدة في فرنسا[51] هم رولان بارثْ وجِيرار جِينت وَ ب. كونتر و كبدي فاركا، ومجموعة Mu بلْييجْ و بيرلمان و تودوروف. لقد استطاع هؤلاء الباحثون وباحثون آخرون كثيرون في بلاد أخرى أن يجعلوا من البلاغة مبحثاً علمياً عصرياً"[52].

    لم يعُد الرجوع للبلاغة القديمة يستتبع أية عبارة من عبارات القدح بالمحافظة والرجعية، بل صار دليلا على الإحاطة بالإشكالية الخطابية والإمساك بخيوطها. لقد صار استحضار البلاغة القديمة حجة على نجاعة المنهج وملاءمته لموضوعه. ومن هنا وجدنا الحديث (بل الاعتزاز) بوراثة البلاغة القديمة وتمثيلها. فتودوروف (وديكرو بالتضامن) يرى أن الأسلوبية هي الوريث الشرعي للبلاغة[53]، ويصرح بيرلمان ومن معه بأن الوجهة الصحيحة لحجاج فعال وناجع في البيئة الديمقراطية الحديثة هي وجهة بلاغة أرسطو[54]. كما يصرح رائد علم النص، فان ديك، أن علم النص هو الممثل العصري للبلاغة[55]. وتجاوزَ جان كوهن فتوى المشروعية فوضع يده على الميراث البلاغي مباشرة فسجله وحفظه تحت اسم اللغة الشعرية في كتابه: بنية اللغة الشعرية.

    من كل هذا التنوع في الاهتمام بالبلاغة وإعادة صياغة نظرية حديث في حوار مع التراث البلاغي الضخم تكشفت توجهات ثلاث:

    1 ـ التوجه الحجاجي/ المنطقي (أو الفلسفي)

    2 - التوجه الأسلوبي/ الأدبي (إو الشعري)

    3 – التوجه الخِطابي/ السميائي (أو النصي)

    في حين يبدو التوجهان 1 ، 2 نزوعين متعارضين: أحدهما يجر البلاغة نحو المنطق عبر الجدل، والثاني يجرها نحو الشعر عبر الأدب، فإن الاتجاه الثالث حاول تجاوز هذه الازدواجية طامحا إلى تغطية المجال التواصلي بشكل عام، معتمدا الخطاب.

    من الكتب المعالم في مسار هذا التحول،الكتب التي حددت ملامح الاتجاهات الثلاثة، (الكتب التي نطمئن إلى أن القارئ سيجد فيها ما تعجز هذه المقالة عن الإحاطة به):

    1 ـ كتاب مشترك بين بيرلمان وأولبريشت تيليكا بعنوان:

    مصنف في الحجاج، البلاغة الجديدة

    TRAITE DE L’ARGUMENTATION, LA NOUVELLE RHETORIQUE

    2 ـ وكتاب مشترك بين أفراد مجموعة مي بِ لييج (GROUPE Mu DE LIEGE) بعنوان:
    البلاغة العامة: LA NOUVELLE RHETORIQUE[56]

    3 البلاغة والأسلوبية Rhétorique et stylistique لهانريش بليت. Henreih Plett

    1 – التوجه الحجاجي المنطقي:

    البلاغة حجاج والحجاج بلاغة[57]

    العنوان المزدوج لكتاب بيرلمان وأولبريشت تليكا (مصنف في الحجاج، البلاغة الجديدة) جدير بالتأمل، فهو إذ يسعى إلى ضبط العلاقة بين الحجاج والبلاغة؛ يعطي إمكانية قراءتين:

    أ ـ الحجاج هو البلاغة الجديدة.

    ب ـ الحجاج من البلاغة الجديدة[58].

    وإذا وضعنا الكتاب في السياق المعرفي العام حيث مُدت البلاغة نحو الجدل في سياق قراءة خاصة تساهم فيها أعمال أخرى للمؤلفين (منها كتاب امبراطورية البلاغة لبيرلمان) جاز أن نرجح الاعتبار الأول: الحجاج هو البلاغة. إذا ما ليس حجاجا بالمعنى الذي يرتضيه المؤلفان سينتميإلى أحد القطبين: السفسطة أو البرهان.

    وحين توضع البلاغة في سياق منازعة المنطق الصوري في استنباط المعرفة تصبح مبحثا فلسفيا. يقول روبول: "أن تكون البلاغة بيداغوجيا هذا أمر قد لا يكون محل نزاع، ولكن ألا يمكن أن نذهب بعيدا فنجعلها أداة من أدوات االفلسفة؟ هل يمكن أن تعتمد الفلسفة على البلاغة؟ في الاستكشاف والبرهنة؟"[59].

    يعترض البعض بكون الفلسفة تهتم بالحقيقة في حين تقوم البلاغة على قيم من قبيل: العادل والنافع والجميل. هذا أيضا لا يحرج نظرية الحجاج البلاغي لأنها ترى أن الفلسفة إنما وقعت في الحرج بسبب عدم قدرتها على الخوض بكفاءة في هذه المجالات نتيجة المأزق الذي وضعتها في الفلسفة الوضعية والعقلانية فيه. والحال أنها مضطرة للخوض في مجال القيم بمجرد ما تعطي معنى للوجود الإنساني: "وهل هناك مناهج عقلانية مقبولة تسمح باختيار الخير من الشر، والعدل من الظلم، والديمقراطية من الدكتاتورية؟…"[60].

    وبقدر ما حاول بيرلمان إثبات عجز المنطق الصوري والفلسفة الوضعية في المجال القيمي بقدر ما حرص على إبعاد الأحكام الانفعالية والاعتباطية عن البلاغة. "فالبلاغة صالحة عنده لأن تكون منطقا لأحكام القيمة، أي للفلسفة، على شرط التخلي عن التعارض التبسيطي بين منطق مختزل في البرهنة الشكلية والبلاغة مختزلةً في إجراءات إقناعية غير عقلية. وباختصار فالفلسفة يمكن أن تظل عقلية حتى وهي تؤسس أحكامها القيمية على البلاغة"[61].

    [يعرض بيرلمان في مقدمة إمبراطورية البلاغة "قصة" لقائه بالبلاغة، ذلك العلم العتيق الذي عالج مسألة القيم بكفاءة تثير الإعجاب. لقد كان منطلقه هو البحث عن "منطق للقيم" قال: "إن العمل الطويلل النفس الذي خضت فيه مع أولبريشت تيتيكا هو الذي قادنا إلى نتائج غير متوقعة إطلاقا. نتائج كانت بالنسبة إلينا كشفا لأمر كان محجوبا عنا ألا وهو أنه لا يوجد منطق للقيم وأن ما نبحث عنه كان قد عولج من طرف مبحث ضارب في القدم، منسي حاليا ومستهجن، هو البلاغة، أي فن الإقناع والاقتناع[62].."

    ليس مما يناسب سياق هذا الحديث مناقشة هذه النظرية في جوهرها ، فهذا من اختصاص جيرانها من المناطقة والتداوليين الذين اهتموا بها طوال العقود الخمسة التي مضت على ظهورها[63]. الذي يهمني هو امتدادها التأويلي في توجيه التراث البلاغي لصياغة نظرية ذات عمق حواري فلسفي، نظرية قرئت على نطاق واسع وأثرت في المسار البلاغي أعمق الأثر، وأبسط دليل على ذلك رواج كتاب بيرلمان وأوليرشت ـ تيتيكا الذي ترجمته طبعاته المتعددة برغم حجمه الكبير[64].

    وتمثل هذه الصياغة أحد تخوم البلاغة التي تتعرض باستمرار للاقتحام من طرف المناطقة، غير أن دخول المناطقة إلى هذه الأرض لم يكن مقرونا على الدوام بالنظر في زواياها الملتبسة حيث يختلط العقل والعرف والجمهور بالخيال والبدعة والفرد، على الترتيب. ولذلك كثيرا ما تستهويهم إقامة المتارس والحدود، وصبغ الأخضر بالأحمر! فتتحول الأدوات الشعرية المرصودة للبس وإطلاق الذات من عقالها إلى أدوات لتقييد النظر وتجفيف الفكر. ويتحول المنطقي إلى منفذ من الضلال. يلقي القبض على البلاغي من سكان ضفة الشعر ويقطر في عينيه عصير أوراق "الفهم الصحيح" التي مضغها فأحسن مضغها، وبعد أن يطوق عنقه بذراع الحق يجرعه غصص الصواب، علَّ الله يفتح بصيرته فلا يفعل. وهذا انطباعي عن حوار سنوات مع بعض الزملاء الأعزاء من المناطقة.

    2 ـ الاتجاه الأسلوبي: البلاغة هي الأسلوب

    القطب الآخر للبلاغة الحديثة هو قطب بلاغة العبارة وقد كرس هذا الاتجاه نفسه كبلاغة عامة أو معممة عبر تاريخ طويل امتد من القرون الوسطى إلى العصر الحديث. لقد أدت بلورة سؤال "الأدبية" مع الشكلانيين الروس في إطار لساني وكرد فعل على الاهتمام بالمكونات الخارج-أدبية إلى تقوية هذا المسار الاختزالي[65] وتعميمه باعتباره بلاغة عامة كافية لفهم الخطاب وتفسيره. غير أن توسع نظرية الخطاب عرض هذا التوجه إلى النقد خاصة حين تابع الحركات الطليعية في مجال الشعر فاختزل البلاغة (الشعرية) في صور دلالية خاصة ثم في صورة واحدة: الاستعارة. وقد اشتهر مقال جيرار جنيت البلاغة المختزلة في انتقاد هذا التوجه، ولذلك نكتفي في هذه المناسبة بخطوطها العامة.

    في أوائل السبعينات نشر جرار جينيت مقالا يُعتبر رد فعل إزاء هيمنة العبارة (بل الشعرية) على البلاغة، قال في مستهله، (وأهل مكة أدرى بشعابها):

    "عرفت الفترة الممتدة بين 1969-1970 ظهور ثلاثة نصوص تكاد تكون متزامنة، ومع اختلاف أحجامها فإن عناوينها تشي بأمر ذي اعتبار. نقصد بذلك: البلاغة العامة لجماعة لييج Rhétorique) générale du Groupe de Liege) ، الذي نعلم أن عنوانه الأصلي هو : البلاغة المعممة Rhétorique généralisée))، ونقصد (ثانيا) مقال ميشيل دوكي Michel Deguy: نحو بلاغة لصورة التعبير المعممة (Pour une rhétorique de la figure généralisée) ، ونقصد (ثالثا) مقال جاك سوشرJaques sojcher: الاستعارة المعمَّمة (La métaphore génénalisée). هكذا [يتقلص الموضوع] من البلاغة إلى صورة التعبير إلى الاستعارة"[66].

    وحين نفحص كتاب البلاغة العامة المذكور نجد أن ما يقدمه إنما هو بلاغة لصور التعبير لا تمس الجوانب الأخرى من البلاغة، بمفهومها العام عند أرسطو، أي أنها لا تهتم بمبحثي الإيجاد(اجتلاب الحجة) والتنظيم. ولذلك تحول المركزي في البلاغة القديمة إلى الهامش. يقول جينيت :"ها نحن اليوم نطلق اسم بلاغة عامة على مصنف في صور التعبير. إن إحساسنا بالحاجة إلى "التعميم" ناتج عن إفراطنا الواضح في الاختزال. إن تاريخ البلاغة، من كوراكس إلى اليوم، هو تاريخ اختزال مُعمَّم"[67].

    اعتبر الدارسون لزمن طويل ـ وربما ما يزالون كذلك ـ أن أحسن مَسرَد لتاريخ "اختزال البلاغة الغربية" (بإهمال أبعادها الحجاجية والمعرفية) هو الذي قدمه رولان بارت؛ فقد اعتمده جل الدارسين وأفتوا به، ومنهم جيرار جينيت[68] وبيرلمان[69]، مع تركيز كل على ما يهمه.

    وهكذا ركز جيرار جينيت على لحظات الاختزال الكبرى. فذكر من الأعمال التي كرست تحويل البلاغة نحو صور التعبير عامة والمجاز، خاصة كتاب ديمارسيDumarsais: المجازات Les tropes. "لقد ساهم هذا المؤلَّف في تقوية الاهتمام بصور التعبير المعنوية القائمة على المجاز، وبذلك وضع التعارض بين المعنى الحقيقى والمعنى المجازي في مركز التفكير البلاغي … كما جعل البلاغةَ تفكيرا في التصوير التعبيري…"[70].

    وقد اعتبر فونتاني عمله امتدادا لعمل ديمارسي وتكميلا له.

    يقول جينيت رابطا بين العملين: "لاشيء يمكن أن يجسد أثر هذا الاختزال المجازاتي (tropologique ) في تطور البلاغة الفرنسية كما جسده عمل (فونتاني)"[71]. كان عنوان منجزه في الأول: شرح نسقي للمجازات (1818 (Commentaire raisonné des tropes .، ثم عدل إلى: مصنف عام في صور الخطابTraité général des figures du discours.(1821-1927)) . لقد وسع فونتاني لائحة الصور مستوعبا المجازات وغيرها. ونظرا لما يطبع الكتاب من استقصاء وحسن تصنيف فقد لعب دورا أساسيا في تحديد مفهوم البلاغة المعاصرة عامة[72]. وهذا" التعميم" من البلاغة الفرنسية إلى البلاغة المعاصرة ليس حيلة خطابية من جيرار جينيت لتعميم حكم غير معمم، بل إن الملابسات التاريخية تشهد لهذا الحكم.

    وقد تمثلت الخطوة اللاحقة، بعد عملية الجرد والتصنيف، في عملية الاختزال عن طريق الدفع بالقيمة المجازية إلى أقصى الحدود؛ ففي مرحلة أولى أرجعت التحويلات الدلالية إلى علاقتين: مشابهة ومجاورة كما صاغ ذلك ياكوبصون مستفيدا من تراث الشكلانيين الروس ، ثم أعطيت الاستعارة مفهوما واسعا وعاما لتستوعب كل صور التغيير الدلالي. وفي هذا السياق، ومسايرة للإبداع الشعري الحديث، أمكن لبلاغي مثل جاك سوشر أن يحسم الاختيار لصالح الاستعارة وحدها قائلا دون تحفظ: "إذا كان الشعر فضاء ينفتح في اللغة، وإذا كانت الكلمات تتكلم من جديد والمعنى يتمعنَنُ من جديد بواسطتها، فذلك لوجود تحويل للمعنى بين اللغة المستعملة والقول المتوصل إليه، أي وجود استعارة. وفي هذا المنظور لا تبقى الاستعارة مجرد صورة من الصور بل تصير صورة الصور، ومجاز المجازات"[73].

    هذا الرأي هو نفسه الذي وصل إليه ميشيل جوكي برغم أن عنوان مقاله يوحي بتوسيع المجال، قال: "إذا تعلق الأمر بإخضاع نوع من الأنواع لجنس ما، فإن الاستعارة،أو صورة الصور، هي المؤهلة للعب دور الجنس… لا يوجد غير جنس أعلى واحد هو جنس صورة التعبير أو الاستعارة… الاستعارة والكناية تنتميان، رغم اختلافهما الثانوي، إلى بُعْدٍ واحد، هذا البعد الذي يمكن التعبير عنه عامة بعبارة الاستعارية"[74].

    وبعد تتبع لمسار عملية الاختزال حيث يتضح أن البلاغة وقعت أسيرة الشعرية يختم جينيت مقاله بعبارة فيها الكثير من المداعبة، أو السخرية البيضاء من ذلك التابع الذي يريد أن يصير متبوعا، مسجلا تعجبه من ادعاء الشعر والقدرة على تغيير العالم المهمة التي تعتقد البلاغة أنها من اختصاصها قائلا: "من البديهي، فيما آمل، أننا لا نقترح هنا لا على الشعر ولا على الشعرية التخلي عن استعمال الاستعارة أو عننظريتها. بل الصحيح بالمقابل هو أن الاستعارية أو المجازية أو نظرية صور التعبير هي التي لا تتركنا وشأننا فيما يخص البلاغة العامة، وأكثر من ذلك فيما يخص هذه " البلاغة الجديدة" (إذا شئنا) فهي التي تنقُصُنا(من بين أشياء أخرى) من أجل "التأثير في محرك الكون"، وهي التي ستكون سميائيات للخطابات، لجميع الخطابات"[75].

    لعل هذه العبارة الكاشفة لكثير مما وراء الخطاب أحسن تمهيد للتوجه الثالث.

    3 ـ التوجه الخِطابي: السميائيات وعلم النص

    يتجسد البحث عن بلاغة لكل الخطابات كما تمناها جينيت، البلاغة المؤهلة "للتأثير في محرك الكون"، في البحث عن صيغة تجمع بين الاتجاهين 1 وَ 2 في ربقة، وصهرهما في بوتقة. فبذلك نخرج البلاغة من أن تكون بلاغة معمَّمة أو مؤمِّمة (أي يصادر مكون من مكوناتها المكونات الأخرى ويؤممها) إلى بلاغة عامة ينصهر فيها المكونان الشعري والتداولي الخُطبي وتتجاوز اللغة الطبيعية إلى عالم العلامات. بلاغة تقع عند تقاطع أجناسالقول وأشكال التواصل. رائدها التأثير والتفعيل. إنها صيغة قد تظل هدفا تهفو نحوه القلوب وتقصر دونه المشاريع المضبوطة علميا وهذا ليس عيبا نظرا لطبيعة الموضوع المتحركة. لقد شكر جينيت مسعى رولان بارت وكبدي فاركا نظرا لكونهما خرجا بالبلاغة عن حدود صور التعبير واهتما بالأبعاد الأخرى التي أغفلتها الشعرية.

    وأرى أن أجرأ محاولة للخروج من الثنائية، فيما اطلعت عليه، هي التي اقترحها هنريش بليت في مقاله المطول: البلاغة والأسلوبية Rhétorique et stylistique.

    يأخذ هنريش بليت على التوجه الثاني (الشعري) إهمال البعد التداولي للخطاب هذا التوجه الذي اغتنت به البلاغة القديمة قبل أن تختزل، قال:

    "لقد اعترف منظرون محدثون مثل ج.ن.ليش (1969،1966)، و ت. تودوروف (114-117: 1967)، ومجموعة لييج (ج. ديبوا وَ ج.م. كلانكبيرك وَ أل 1970) بدقة فن العبارة القديم(élocution)، وأسلوبية الانزياح، وحاولوا إدماجهما اعتمادا على اللساانيات البنيوية. كانت النماذج المحصلة بهذه الطريقة أحيانا أكثر تماسكا من البلاغة الكلاسيكية، غير أنها، بخلاف الأخيرة، تتخلى بشكل يكاد يكون تاما عن التوجه التداولي"[76].

    يستند مقترح هنريش بليت في أساسه النظري إلى منزع سميائي ينطلق من المقام التواصلي ويراعي ثلاثة أبعاد في بناء الخطاب: التركيب. الدلالة. التداول[77].

    وهذا النموذج يتعامل مع في الخطابات المختلفة حسب مقاماتها ابتداء من الخطاب اليومي وانتهاء بالخطاب الناقص عبر الخطابين الخُطْبي والشعري، وتتدخل المقاصد في تحديد طبائع الخطابات، ويقوم التمييز بينها على الهيمنة، حسب مفهومها عند ياكوبسون لا على الانفصال والقطيعة. نأخذ فقرة من المقال المذكور تعالج هذه القضية القديمة الجديدة، قضية التداخل والتخارج بين الخطابات:

    "وإذا مال التواصل الخُطبي نحو التواصل الشعري فإن الصورة البلاغية تتحول إلى صورة شعرية. وهذا يتضمن تغييرا في الوظائف، ففي حين يررتبط التواصل الخطبيي (مثل التواصل الليومي) بوظيفة مقصدية ملموسة لا بوظيفة لسانية فإن الغرض من التواصل الشعري ـ بحسب ياكوبصون ـ ليس إلا غرضا في ذاته (الغائية الذاتية)، أي أن الدليل اللساني الثاني يحيل على نفسه. من هذه الزاوية فإن التواصل الشعري لا يرتبط بعناصر خارج اللغة بل يكون نظامه التواصلي الخاص. ومع ذلك فإن هذه المعالجة لا تعني أن هناك رجوعا إلى تصور عتيق وعازل للأدب، بل إنها أكثر تعقيدا في الواقع. فالوظيفة الشعرية لا تلغي الوظائف الأخرى، بل تكتفي بالهيمنة عليها. فالواقع أن النص الشعري يحتوي أيضا على عناصر إقناعية وعناصر حمالة للأخبار. كما أن النص الإقناعي يحتوي عناصر شعرية وعناصرر إخبارية. وإذا وقعت انزلاقات في تراتبية الوظائف النصية، تبعا لتغير في نمط التلقي، فقد ينتج عن ذلك شعرنة نص أو ضياع شاعريته. وينبغي ترتيب الصور اللسانية حسب الهيمنة الوظيفية، وبذلك ستنتمي حينا إلى تصور أسلوبي شعري، وحينا إلى تصور خطبي، وحينا إلى تصور يومي"[78].

    ويأسف هنريش بليت لكون اسلوبية السجلات لم تطور برغم كونها مؤهلة لتجاوز النقص المترتب عن اقتصار الأسلوبيات الأخرى التي تركز على جانب من جوانب مقام التواصل(المرسل، المتلقي، السنن) دون الآخر. فبرغم كون التكيز على جانب دون الآخر "ضروري لإبراز الطابع الخاص لتوجه متميز، غير أنها (أي التوجهات الجزئية) تمنع من رؤية مجموع ظاهرة التواصل الأسلوبي في مجملها. ولذلك كانت النظريات التي تستوعب عدة عوامل تواصلية مفضلة على غيرها: كما هو الشأن بالنسبة لنظرية السجلات . والسجل يعني "تنوع الأدب بحسب الاستعمال" الذي يسمح بتقسيم ثلاثي ملائم لكل مقام، كما يلي:

    1 ـ حقل الخطاب: العلاقة بين النص والموضوع،

    2 ـ نوع الخطاب: العلاقة بين اللغة المكتوبة واللغة المنطوقة.

    3 ـ فحوى الخطاب: العلاقة بين المرسل والمتلقي في بعض مقامات التواصل الاجتماعي"[79].

    ويبدو أن الصياغة السميائية حسب التصور الذي قدمه هنريش بليت أكثر انسجاما وأوضح دلالة من توجه علم النص الأدبي الذي بدا لي ـ في حدود فهمي ـ تلفيقيا وغير دال؛ يسوده الكثير من التكرار، وتضع فيه الخصوصيات النوعية.

    هذه خطوط عامة لرسم تخوم البلاغة وما تتعرض له من اقتحام، مع بيان المحاولات المتكررة من طرف الشعوية والحجاج للاستيلاء على مركزها وعاصمتها، وقد اتضح كيف أن الخطابة كانت على الدوام نقطة تقاطعهما حتى التبست كإنتاج نصي بالصناعة التي تتناول الخطاب أي بلغته الواصفة: البلاغة. كما التبست البلاغة بالمعرفة أي بالرصيد الثقافي للخطاب n

    [1] ـ لا أريد أن أشوش على مسار العرض باستعراض صور من الخلط لدى بعض الدارسين المختصين في هذا المجال، ويكفي أن تجد داخل خطة لتحليل الخطاب عبارات من قبيل: "المستوى البلاغي" و "المستوى التركيبي" و "المستوى الحجاجي" وجنبا بجنب... لتتساءل عن انسجام الكلام.
    [2] ـ البديع 58. ( ابن المعتز عبد الله. كتاب البديع. تحقيق كراتشقوفسكي. لندن 1935.)

    [3] ـ توفي الخليل سنة 170هـ وسيبويه سنة 180هـ .

    [4] ـ وقد صرح أحيانا بانتماء البديع إلى مجال الشعر كما يفهم من عنوان أسامة بن منقذ: البديع في نقد الشعر.

    [5] بعد انتهاء ابن المعتز من عرض صور البديع حسب مفهومه و اختياره (وهي الاستعارة و التجنيس و المطابقة ورد أعجاز الكلام على ما تقدمها، والمذهب الكلامي) قال: "قد قدمنا أبواب البديع الخمسة … ونحن الآن نذكر بعض محاسن الكلام والشعر، ومحاسنها كثيرة لا ينبغي للعالم أن يدعي الإحاطة بها… فمن أحب أن يقتدي بنا ويقتصر بالبديع على تلك الخمسة فليفعل… " والمحسنات المقصودة هي: الالتفات، الاعتراض، الرجوع، حسن الخروج، تأكيد المدح بما يشبه الذم، تجاهل العارف، حسن التضمين، التعريض والكناية،الإفراط في الصفة،حسن التشبيه، إعنات الشاعر نفسه فيي القوافي، .(البديع).

    [6] - Dictionnaire encyclopédique. (Rhétorique)

    (Oswald Ducrot/Tzvetan Todorov- Dictionnaire encyclopédique des sciences du langage. Edition du Seuil 1972)

    [7] ـ انظر تفصيل ذلك في كتابنا : البلاغة العربية. ص.200.

    (محمد العمري. البلاغة العربية أصولها وامتداداتها. طبع إفريقيا الشرق.بيروت/ الدار البيضاء 1999)

    [8] ـ انظر تفصيل ذلك في الكتاب المذكور.ص.431 – 441 وما حولهما. والصفحة 291 . وقارن بِ ص 271.

    [9] ـ أقصدُ بالجدة عدم ظهوره قبلُ عنوانا لكتاب في وصف الخطاب الشعري والتداولي.

    [10] نشير بذلك إلى استغلال الخطيب للمعطيات المنطقية و الشعرية (موسيقية وسردية) و السيكولوجية والأخلاقية… إلخ ذلك لغرض التأثير و التفعيل.

    [11] ـ وهذا الفهم يبعدنا عن كثير من الحرج الذي يؤدي إليه الحديث عن البيان باعتباره صفة للعقل العربي، حتى ولو قيد ذلك بمرحلة تاريخية. أضف إلى ذلك ارتباط البلاغة باعتبارها صفة للكلام بالنثر كما يظهر من الكتب التي ألفت تحت العنوان مثل: نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، وكمال البلاغة لعبد الرحمن اليزدادي (وهو رسائل شمس المعالي قابوس بن وشمكير).وهناك مع ذلك بلاغات النساء من الشعر وغيره.

    [12] ـ كانت قد بدأت مع علماء الإعجاز: الباقلاني على وجه الخصوص، ثم كان الإطلاع على القراءة العربية لنظرية المحاكاة مسعفاً للوصول بعملية الاختزال إلى نهايتها، بإرجاع الشعر إلى صور المشابهة دون غيرها، ولاشك أن هذا المنحى سيذكر المطلعين على إشكالات البلاغة الغربية بالعرض الذي أنجزه جيرار جينيت لمراحل اختزال البلاغة الغربية وسيرد ذكره لاحقا.

    [13] ـ دلائل الإعجاز 34. (تحقيق محمود محمد شاكر.مطبعة المدني مصر ودار المدني بجدة 1992.)

    [14] ـ نفسه 43 .

    [15] ـ قال: "والفرق بين الفصاحة والبلاغة أن الفصاحة مقصورة على وصف الألفاظ، والبلاغة لا تكون إلا وصفا للألفاظ مع المعاني...وكل فصيح بليغ وليس كل بليغ فصيحا". ( سر الفصاحة 59). وهذا التعريف سيخلق مفارقة بين عنوان الكتاب كمشروع وبين منجزه المتحقق.(انظر تاريخ البلاغة418-420).
    [16] ـ سر الفصاحة 59. (ـ ابن سنان الخفاجي. سرُّ الفصاحة. دار الكتب العلمية. بيروت. 1982).

    [17] ـ ميز بيرلمان بين صورة التعبير الحجاجية والصورة التحسينية بقوله: " نعتبر صورة التعبير حجاجية إذا كان استتبعت تغييرا في الأفق فبدا استعمالها عاديا بالنسبة للمقام الجديد المقترح. أما إذا كان الخطاب، على خلاف ذلك، لا يستتبع انخراط المستمع في هذا الشكل الحجاجاي فإن الصورة ستظهر كمحسن، أي كصورة أسلوبية. بوسعها أن تثير الإعجاب، ولكن ذلك يظل في المستوى الجمالي، وقد تدل على أصالة الخطيب". ( Ch.Perelman et Olbrechts –Tyteca. La nouvelle rhétorique’ traité de l’argumentation (Paris 1976).p.229 . ونقله في L’empire rhétorique.p.13 أيضا.

    [18] ـ أخذنا هذه الفقرة والخطاطة الآتية بعدها من كتاب: البلاغة العربية، أصولها وامتداداتها 488. انظر تفصيل الكلام هناك.
    [19] ـ مفتاح العلوم415.
    (ـ السكاكي أبو يعقوب. فتاح العلوم. ت. نعيم زرزور. دار الكتب العلمية. بيروت. 1983.

    [20] ـ نفسه 432.

    [21] ـ نفسه 416.

    [22] ـ المثال الأول هو قول الفرزدق:

    وما مثله في الناس إلا مملكـا أبو أمه حي، أبــوه يقاربـــه

    وهو من أمثلة مداخلة الكلام(ابن سلام. طبقات1/364 ـ365). و"التعسف الشديد و وضع أشياء في غير مواضعها" . (المرزباني. الموشح 134)

    والمثال الثاني قول أبي تمام (في مفتاح العلوم 416):

    ثانيه في كبـد السماء ولـم يكــن كاثنيــن ثــان إذ هما في الغـــار

    [23] ـ نفسه 485-486.

    [24] ـ انظر مقال فان ديك، وهو من أعلام علم النص: "النص؛ بنياته ووظائف" ترجمة محمد العمري. منشور ضمن كتاب نظرية الأدب في القرن العشرين. دار إفريقيا الشرق . الدار البيضاء 1997.

    [25] ـ حاولنا بناء هذا القسم في آخر كتابنا: البلاغة العربية، أصولها وامتداداتها. ص 512-518.

    [26] ـ ومن البديهي أن عمل ابن رشد امتداد لعمل الفلاسفة خاصة الفارابي في حديهم عن المكون الجوهري المعتمد (أو العمد’) في كل من الشعر والخطابية : التخييل أو التصديق. والحديث عن "عمود الخطابة" في هذا العصر يذكر من الناحية المنهاجية بمشروع ابن وكيع التنيسي في البحث عن بلاغة للنثر على نمط بلاغة الشعر التي تناولها القدماء.

    [27] - تلخيص الخطابة 10.

    ( تلخيص الخطابة . ت. عبد الرحمن بدوي . دار العلم بيروت . 1959.)

    [28] ـ نفسه 11. وهذا يرجع إلى أن "المقصود بهذه الصناعة، مِنَ الذي يُرادُ إقناعُه، إنما هو الفعل أو الانفعال".(ص14). وقوله "الذي" = الشخص.

    [29] نفسه 4 – 5.

    [30] ـ نفسه 11.

    [31] ـ نفسه 11.قال: المقدمات المحمودة التي ليست دلائل". (ص 23.) "المحمودة عند الأكثر أو الجميع على نحو ما تستعمله صناعة الجدل".( ص20). "المقدمات المحمودة أعني المقبولة" (ص20).

    [32] ـ تلخيص الخطابة 11.

    [33] ـ نفسه 12.

    [34] - نفسه 12.

    [35] ـ نفسه 12 ـ 13.
    [36] ـ منهاج البلغاء 266-227.
    حازم القرطاجني أبو الحسن. منهاج البلغاء وسراج الأدباء. تقديم وتحقيق محمد الحبيب ابن الخوجة. دار الغرب الإسلامي. بيروت. 1981/1986. تونس 1966.

    [37] ـ نفسه 231.

    [38] ـ نفسه 362.

    [39] ـ نفسه.

    [40] ـ نفسه 96. انظر أيضا حديثه عن المتداول والمخترع من المعاني في ص 192-196.

    [41] ـ البلاغة العربية ، أصولها وامتداداتها 510.

    [42] ـ علوم البلاغة 13.

    [43] ـ المنهاج الواضح 10-13.

    [44] ـ سبق أن عرضنا لواقع البلاغة العربية بعد المراغي في مقالة بعنوان: "البلاغة المأسورة".نشرت ضمن سلسلة مقالات بعنوان: مراصد الخطاب، ظهرت بجريدة الرياض سنة 1996.

    [45] ـ تناولت واقع الدرس الأدبي (وضمنه الدرس البلاغي) في الجامعة المغربية في عرض قدم في ندوة العلوم الإنسانية الجامعة والشراكة. نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية نونبر 1998.

    [46] ـ اعتمدنا هذا التعريف لاختزاله وتأخره ، وكون صاحبه من المختصين المشهورين في هذا المجال. ويمكن دعمه بالرجوع إلى موسوعة علوم اللغة encyclopédique des sciences du langage Dictionnaire لتودوروف وديكرو. حيث يوسعان التعريف المعتمد حتى ليبدو مأخوذا عنهما.

    [47] ـ رُكز أحيانا على هذا المنحى في البلاغة الغربية لكونه طبع البلاغة بالمعيارية فكان ذلك سببا في الثورة عليها. وهذا منحى عرفته البلاغة العربية أيضا بعد القرن الخامس الهجري. ومن أهم الأعمال التي استهدفت تعليم البلاغة في مجال الكتابة: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر. لابن الأثير.

    [48] ـ انظر تفصيل ذلك في كتابه: La rhétorique. منشور بسلسلة Que sais-je?. PUF. Paris .1984

    [49] ـ Olivier Reboul. La Rhétorique. P.32-33.

    [50] ـ ترجمة لكلمة topique ، وسيأتي بيان معناها في الحديث عن الإيجاد (المترجم).

    [51] ـ لعله يقصد في أوربا، فمن بين هؤلاء من ليس فرنسيا (المترجم).

    [52] ـ البلاغة والأسلوبية 15. وتكتسي عودة البلاغة في نظر هنريش بليت مشروعية تاريخية ومنهاجية. ص16.

    [53] Dictionnaire Encyclopédique: Rhétorique

    [54] L’empire rhétorique. P. 14.

    [55] - النص بنياته ووظائفه.(المقدمة).

    [56] ـ ولبيرلمان كتاب آخر مشهور في بسط سلطة البلاغة الحجاجية، وهو كتاب إمبراطورية البلاغة L’EMPIRE RHETORIQUE كما خصصت جماعة مي كتابا للشعر بعنوان: بلاغة الشعر: RHETORIQUE DE LA POESIE. لقد أشرنا إلى الطابع الجماعي لهذه الأعمال آملين أن يستخلص القارئ بنفسه دلالة ذلك.

    [57] - نحيل هنا على كتاب جماعي بعنوان: أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم. من إنجاز فريق البحث في البلاغة والحجاج. جامعة الآداب والفنون … تونس1. كلية الآداب منوبة. تونس1998.

    تحت إشراف حمادي صمود وتقديمه (مقدمة في الخلية النظرية للمصطلح). ومشاركة الباحثين : هشام الريفي (الحجاج عند أرسطو)، وعبد الله صولة(الحجاج أطره ومنطلقاته وتقنياته من خلال مصنف في الحجاج، الخطابة الجديدة، لبيرلمان وأولبريشت تيتيكا) وشكري المبخوت (نظرية الحجاج في اللغة)، ومحمد علي القارصي (البلاغة والحجاج من خلال نظرية المساءلة لميشال مايير)، ومحمد النويري (الأساليب المغالطية مدخلا لنقد الحجاج). (عدد صفحاته 547)

    [58] ـ انظر في هذا السياق مقال أوليفي روبول: هل يوجد حجاج غير بلاغي؟ ترجمه محمد العمري. في مجلة علامات. جدة 1996.

    [59]. Olivier Reboul . La Rhétorique .p. 109.

    [60] ـ نفسه ص. 110.

    [61] ـ نفسه.

    [62] L’empire rhétorique . P. 9.

    [63] ـ انظر تقويما موجزا لعمل بيرلمان وأولبريشت تيتيكا في مقال عبد الله صولة ضمن كتاب: أهم نظريات الحجاج 348- 350.

    هذا، وكثيرا ما استعمل هذا التوجه نحو "أبلغة" المنطق و "منطقة" البلاغة في التشويش على العقلانية في البيئة العربية المتخلفة، ففكان ذلك كالحق الذي أريد به باطل. ويكمن الباطل في الوقوف عند الخطوة الأولى من الإجراء: الأخذ بالاحتمال، وعدم الانتقال إلى الخطوة الثانية في الترجيح؛ ترجيح القيم الإيجابية في ضوء المسار التاريخي للإنسانية، على نحو ما قصد أرسطو ووضح ابن رشد وبيرلمان.

    [64] ـ ذكر الزميل عبد الله صولة خمس طبعات لكتاب Traité de l’argumentation, La nouvelle rhétorique. 1958. 1970. 1976. 1988. 1992.

    [65] ـ عرضنا للتوجهات العامة لهذه البلاغة الشعرية في مقدمة كتابنا: تحليل الخطاب الشعري البنية الصوتية. وتحدثنا هناك عن شعرية لسانية (إكوبسون)، وشعرية بلاغية (جان كوهن) (وكنيدي فاركا) وشعرية سميائية (لوتمان).

    [66] ـ “Rhétorique restreinte” في Figure3. .ص21 .

    Gérard Genette. Figure 3. Editions du Seuil, Paris.1972.

    [67] ـ نفسه 22.

    [68] ـ قال جيرار جينيت: "من أجل تفصيل هذه النظرة المسيطرة وإصلاحها يلزمنا القيام بفحص تاريخي واسع يتجاوز طاقاتنا بكثير، وقد كان رولان بارت قدم الخطوط العامة له في ندوة بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا. ولا نطمح هنا لأكثر من الإلحاح على المراحل الأساسية لهذه الحركة؛ المراحل التي سجلت الانتقال من البلاغة الكلاسيكية إلى البلاغة الجديدة المعاصرة، مع التساؤل عن دلالاتها". (La rhétorique restreinte.p. 22) وأشـتار في الحاشية إلى المنحى المخالف الـذي سار فيه كبدي فاركا Kibédi Vrga في كتابهRhétorique et littérature حيث اعتمد مؤلفات مغايرة تظهر الاهتمام بالأبعاد الأخرى للبلاغة مما لا يتسع المقام لذكره. و وجد بيرلمان ضالته،وهو بصدد بيان هيمنة الاتجاه الأسلوبي على البلاغة، فيما كتبه جيرار جينيت، فاستأذن القارئ في نقل فقرات من مقاله(الصفحتان21-22 من مقال جينيت).

    [69] ـ قال في إمبراطورية البلاغة : "برغم أن رولان بارت لا يرى في البلاغة القديمة أكثر من موضوع تاريخي، أي أنه متجاوز حاليا، فإنه يؤكد أن حصر البلاغة في صور التعبير يجافي المنطق". L’empire rhétorique.p.11.

    [70] ـ 23 L’empire rhétorique.p..

    (ch. Perlman. L’empire rhétorique, rhétorique et argumentation. Librairie Philosophique j. Vrin. Paris. 1977)

    [71] ـ نفسه.

    [72] ـ نفسه24.

    [73] ـ نقله جينيت في figures3.p.33. من المقال المذور سابقا.

    [74] ـ نقله جينيت في 3figures ص34.

    [75] ـ نفسه 40.
    [76] ـ البلاغة والأسلوبية 41.
    (هنريش بليث، البلاغة والأسلوبية. ترجمة محمد العمري. د.سال. الدار البيضاء. 1989)

    [77][77] ـ قال: "إذا ما تبنينا وجهة نظر سميائية تستلهم نموذج موريس ch. w. Morris فإننا نميز ثلاثة أصناف من الانزياحات:

    انزياح في التركيب (العلاقة بين الدلائل)، 2) وفي التداول (العلاقة بين الدليل والمرسل والمتلقي)،3) وفي الدلالة (العلاقة بين الدليل والواقع).

    يرتبط بكل مجال من هذه المجالات صنف من الصور التعبير". (البلاغة والأسلوبية 41).

    [78] ـ البلاغة والأسلوبية 64-65.

    [79] ـ نفسه39.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 1:08 pm