منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    علم السيمياء في التراث العربي

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    علم السيمياء في  التراث العربي Empty علم السيمياء في التراث العربي

    مُساهمة   الأربعاء سبتمبر 22, 2010 8:21 am

    ناشر الموضوع : مشتاق


    علم السيمياء في التراث العربي ـــ د.بلقاسم دقّة *
    مقدمة:
    لم يكنعلم السيمياء وليد العصر الحديث كما يزعم بعضهم، بل هو قديم النشأة؛ فقداهتم القدامى من عرب وعجم بهذا الجانب من علوم اللسانيات منذ أكثر من ألفيسنة. لقد أفرد الفيلسوف أفلاطون هذا الموضوع في كتابه «Cartyle»، وأكد أن للأشياء جوهراً ثابتاً، وأن الكلمة أداة للتوصيل، وبذلك يكون بين الكلمة ومعناها، أي بين الدال (Signifiant) والمدلول (Signifié) تلاؤم طبيعي (Justesse naturelle)،فلهذا كان اللفظ يعبر عن حقيقة الشيء. وقد أشار أفلاطون إلى ما تمتاز بهالأصوات اللغوية من خواص تعبيرية، أي العلاقة الطبيعية بين الدالوالمدلول. ولذلك كانت الأصوات أدوات تعبير عن ظواهر عديدة(1)، تلتقي فيهالغات البشر باعتبارها ظاهرة إنسانية.
    وقدربط علماء العرب قديماً بين هذه المعطيات وبين ما أسموه بعلم أسرارالحروف، أي: علم السيمياء. وقد تعددت في ذلك دراسات الحاتمي، والبوني،وابن خلدون، وابن سينا، والفارابي، والغزالي، والجرجاني، والقرطاجني،وغيرهم.
    ولهذايمكن القول: إن دراسات النظام الإشاري في التراث العربي هي دراسة قديمةقدم الدرس اللساني، إلا أن الأفكار والتأملات السيميائية التي وصلت ظلت فيإطار التجربة الذاتية، ولم تتجسد في إطار التجربة العلمية الموضوعية. ومنثم فالمنطلقات السيميائية للدراسة العربية تنقصها الإجراءات التطبيقيةالموسعة.
    أماالدراسات السيميائية الحديثة فقد تشعبت في مجالات عديدة وحضارات مختلفة،بحيث لم تبق حكراً على أمة دون أمة، وثقافة دون أخرى. وأخذ العلماء يفحصوننصوص الحضارات القديمة بحثاً عن تأملات وخواطر سيميائية لعلهم يعثرون علىبدايات معمقة وجادة لهذا العلم. فالرغبة الكامنة في السيمياء والتي ماتزال توجه مسيرة البحث فيها هي الرغبة في الإحاطة الشاملة، ولو أن الإحاطةتبدو صعبة التحقيق، إلا أنه لا بد من إجهاد العقول لتحقيق ذلك الطموح.
    مصطلح "سيمياء":
    أتحدث بادئ ذي بدء عن معنى "السيمياء" لغة، ثم أنتقل إلى معناها اصطلاحاً.
    أ-معنى (السيمياء) باللغة العربية:
    السيمياء:العلامة، مشتقة من الفعل "سام" الذي هو مقلوب "وَسَمَ"، وزنها "عِفْلَى"،وهي في الصورة "فِعْلَى"، يدل على ذلك قولهم: سِمَةٌ، فإن أصلها:وِسْمَةٌ، ويقولون: سِيمَى بالقصر، وسيماء بالمد، وسيمياء بزيادة الياءوبالمد، ويقولون: سَوَّمَ إذا جَعَلَ سمة، وكأنهم إنما قلبوا حروف الكلمةلقصد التوصّل إلى التخفيف لهذه الأوزان، لأن قلب عين الكلمة متأتٍ خلافقلب فائها، ولم يسمع من كلامهم فعل مجرد من "سَوَمَ" المقلوب، وإنما سمعمنه فعل مضاعف في قولهم: سَوَّمَ فرسَهُ، أي: جعل عليه السيمة، وقيل:الخيل المسومة هي التي عليها السيما والسومةُ، وهي العلامةُ(2).
    وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى: )تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناسَ إلحافاً(. البقرة(273). وقوله: )وبينهما حجابٌ وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلا بسيماهم(، الأعراف(46). وقوله: )ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم(، الأعراف (48)، وقوله: )سيماهم في وجوههم من أثر السجود(، الفتح(29). وقوله: )يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام(، الرحمن(41).
    وقد وردت كلمة السيمياء كذلك في الشعر، ومنه قول أسيد بن عنقاء الفزاري يمدح عميلة حين قاسمه ماله:

    غُلاَمٌ رماه اللهُ بالحسنِ يافعاً





    لَهُ سيمياءٌ لا تَشُقُّ على البصر




    كَأنَّ الثُّرَيا عُلِّقَتْ فوقَ نحرهِ





    وفِي جيدِه الشعرَى وفي وجهه القَمر(3)




    وفي مقدمة ابن خلدون بحث كامل عنوانه: (علم أسرار الحروف) أو علم السيمياء كما فهمه القدماء.
    يتَّضحُ مما أوردنا أن كلمة سيمياء مشتقة، وهي بمعنى العلامة أو الآية، أي بالفرنسية (Signe)(4). والأولى لنا استخدام هذا المصطلح (سيمياء) دون غيره لأنه مصطلح ضارب في الأصل العربي. ويعبر عنه حالياً بمصطلحين، هما: "Sémiologie" بالفرنسية و"Sémiotice" بالإنكليزية. وهذان المصطلحان مشتقان من اللفظة الإغريقية لـ "Sémion" بمعنى الإشارة أو العلامة.
    ب- (سيمياء) اصطلاحاً:
    إنمصطلح «سيمياء» يعني في أبسط تعريفاته وأكثرها استخداماً نظام السمة أوالشبكة من العلاقات النظمية المتسلسلة (5)، وفق قواعد لغوية متفق عليها فيبيئة معينة.
    إنالسيمياء هي "عبارة عن لعبة التفكيك والتركيب، وتحديد البنيات العميقةالثاوية وراء البينات السطحية المتمظهرة فونولوجياً ودلالياً"(6)، وهيبأسلوب آخر "دراسة شكلانية للمضمون، تمر عبر الشكل لمساءلة الدوال من أجلتحقيق معرفة دقيقة بالمعنى"(7).
    وهناكشبه اتفاق بين العلماء يعطي مكانة مستقلة للغة، يسمح بتعريف السيمياء علىأنها دراسة الأنماط والأنساق العلاماتية غير اللسانية(9). إلا أن العلامةفي أصلها قد تكون لسانية (لفظية)، وغير لسانية (غير لفظية)(10). فالسيماء"هي علم الإشارة الدالة مهما كان نوعها وأصلها. وهذا يعني أن النظامالكوني بكل ما فيه من إشارات ورموز هو نظام ذو دلالة. وهكذا فإنالسيميولوجية هي العلم الذي يدرس بنية الإشارات وعلائقها في هذا الكون،ويدرس بالتالي توزعها ووظائفها الداخلية والخارجية"(11).
    إنالسيمياء أو السيميولوجيا كما عرّفها فرديناند دوسوسير هي عبارة عن علميدرس الإشارات أو العلامات داخل الحياة الاجتماعية(12). والنص الذي يتلىدوماً هو "اللغة نظام علامات، يعبر عن أفكار، ولذا يمكن مقارنتهابالكتابة، بأبجدية الصم إليكم، بأشكال اللياقة، بالإشارات العسكرية،وبالطقوس الرمزية، إلخ.. على أن اللغة هي أهم هذه النظم على الإطلاق"(13).
    إنسوسير يضع العلامات داخل أحضان المجتمع، ويجعل اللسانيات فرعاً منالسيمياء خلافاً لغيره من العلماء، وهكذا فإن علم السيمياء هو ذلك العلمالذي يدرس حياة الإشارات في قلب المجتمع، ويهتم بإنتاج الإشارات أوالعلامات واستعمالها، بحيث تبرز الأنظمة السيمائية من خلال العلاقات بينالعلامات.
    والواقع أن السيمياء لم تصبح علماً قائماً بذاته إلا بالعمل الذي قام به الفيلسوف الأمريكي تشارلز سندرس بيرس Ch. S Peirce(1839-1914م). فالسيمياء أو السيميولوجيا تبعاً لرؤيته هي علم الإشارة،وهو يضم جميع العلوم الإنسانية والطبيعية، حيث يقول: "ليس باستطاعتي أنأدرس أي شيء في هذا الكون كالرياضيات، والأخلاق.. وعلم النفس، وعلمالصوتيات، وعلم الاقتصاد.. إلا على أنه نظام سيميولوجي"(14).
    إننظام بيرس السيميائي (السيميولوجي) هو عبارة عن مثلث، تشكل الإشارة فيهالضلع الأول، وهو الذي له صلة حقيقية بالموضوع الذي يشكل الضلع الثانيالمحدد للمعنى. وهذا الضلع الثالث –أي المعني- هو إشارة كذلك تعود علىموضوعها الذي أنتج المعنى(15).
    فالعلامة عنده متعددة الأوجه على خلاف العلامة (الدليل) عن دوسوسير، فإنها ذات وجهين: دال (Signifiant) ومدلول (Signifié).
    وتبعاًلرؤية بيرس فإن كل العلامات تدرك من خلال تلك المستويات الثلاثة(الإشارة-الموضوع-المعنى). ولهذا فإن المدلول هو معنى الإشارة، أي أنهيمثل العلاقة الأفقية بين إشارة وأخرى. وهذا هو الذي يجعل من المدلولإشارة أيضاً تحتاج إلى مدلول آخر يفسر غموضها ويزيح إبهامها.
    ومن الملاحظ أن بيرس يركز على الوظيفة المنطقية للإشارة، بينما يركز دوسوسير على الوظيفة الاجتماعية، ولكن المظهرين على علاقة متينة.
    والمصطلحان سيميولوجيا (sémiologie) وسيميوطيقا (Sémiotice) يغطيان اليوم نظاماً واحداً متكاملاً. والفرق الوحيد بين هاتين اللفظتين أن Sémiolgie مفضلة عند الأوروبيين تقديراً لصياغة سوسير لهذه اللفظة، بينما يبدو أن الناطقين بالإنجليزية يميلون إلى تفضيل Sémiotice احتراماً للعالم الأمريكي بيرس.
    العلامة وطبيعتها في التراث العربي:
    نتناول الموضوع من حيث النقاط التالية:
    أولاً: العلامات في التراث:
    يبدوالبحث في هذا الموضوع مثيراً للجدل، لما يتضمنه من مفارقة؛ لأن علمالعلامات أو علم السيمياء –كما يسمى اليوم- علم حديث، يزعم لنفسه القدرةالكاملة على دراسة أنظمة العلامات التي ابتكرها الإنسان. فكيف نربط بينهذا العلم الحديث، وبين ما هو موجود في التراث العربي؟ وما جدوى هذاالربط؟ أهي نزعة تأصيل التراث تدفعنا لذلك؟ أم هي صيحة جاءتنا من غيرناجعلتنا نعود إلى تراثنا لعلنا نجد فيه ما يشبه هذا العلم الوافد إلينا منالغرب؟.
    هذه الأسئلة وغيرها مما يدور في فلكها تحتاج إلى مواجهة، وإلى عودة إلى التراث قصد تفهمه وتحليله وتقويمه.
    إنالموروث الفكري العربي لا يعدو أن يكون في كنهه مخزوناً علمياً أوثقافياً، يظهر في شكل نظام من العلامات الدالة. وتتجلى سيميائية هذاالنظام في إطاره اللغوي والثقافي والحضاري.
    وقدتبلور علم السيمياء على يد علماء الأصول والتفسير والمنطق واللغةوالبلاغة. وكان الباحث والموجه للدرس السيميائي هو القرآن الكريم؛ إذ منذنزوله كان التأمل في العلامة بغية اكتشاف بنيتها الدلالية. فقد أرشدالقرآن الكريم في مواضع عدة إلى تدبرها، ومن ذلك قوله تعالى: )إن في ذلك لآياتٍ لقوم يعقلون(. الرعد، 4. وقوله: )وعلاماتٍ وبالنجم هم يهتدون(. النحل، 16.
    ففيهذا التوجيه الرباني كان التعامل مع العلامة قصد فهم دلالته الروحيةوالعقلية والكونية، والاستدلال بحاضرها على غائبها. يقول القاضي عبدالجبار: "إن من حق الأسماء أن يعلم معناها في الشاهد ثم يبنى عليهالغائب"(16). وقد أشار إلى هذا المعنى –كذلك- الراغب الأصفهاني، وذلكحينما تحدث عن الفقه، فيقول: "إن الفقه هو معرفة علم غائب بعلم شاهد"(17).
    فمن هذه الوجهة تعامل العلماء مع العلامة من حيث هي علامة تدل على حقيقة حسية حاضرة تحيل إلى علامة دالة على حقيقة مجردة غائبة.
    ثالثاً: ماهية العلامة:
    الواقعأن دراسة نظام العلامات قديم قدم الحياة نفسها، ولكن المنطلقات النظريةلهذه الدراسة اختلفت من عصر إلى عصر، ومن أمة إلى أخرى، وذلك لاختلافالحقب التاريخية، واختلاف الحضارات. وقد وصلت بعض الأفكار السيميائية منحضارات قديمة كالحضارة اليونانية والعربية، إلا أن تلك الأفكار السيميائيةظلت في إطار التجربة الذاتية، ولم تدخل في إطار التجربة العلميةالموضوعية(18).
    فقدرأى الباحثون أن القدامى من عرب وعجم اهتموا بهذا الجانب من علوم اللسانمنذ أكثر من ألفي سنة. فقد أفرد الفيلسوف أفلاطون بالتأليف. وأكد أنللأشياء جوهراً ثابتاً، وأن الكلمة أداة التعبير عن الحقيقة، وبذلك يتمتبين الكلمة وحقيقتها الدالة عليها، أي: بين الدال والمدلول، أو المبنىوالمعنى تلاؤم طبيعي. فلهذا كان اللفظ يعبر عن جوهر الأشياء، وكانت الكلمةتظهر أول ما تظهر في وسط بدائي، وهذا ما حدا بسقراط إلى القول بأن المجتمعالبدائي هو المنبع الأصيل للكلمة. وقد أشار أفلاطون إلى ما تمتاز به أصواتالكلمة من دلائل، أي العلاقة الطبيعية مع المدلول، ولذلك كانت الأصواتاللغوية أدوات للتوصيل عن معان عدة كالحركة والخفة والاضطراب والخوفوالطموح والعظمة والاستبطان وغير ذلك من المعاني(19).
    وإذاكانت السيمياء تتناول العلامة، فقد اهتم الدارسون العرب القدامى بتعريفها.ويتقارب مفهومها عندهم مع مفهوم السمة والأمارة والأثر والدليل. فكل ذلكيتعلق بالدلالة. وهي في اعتقادهم "كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلمبشيء آخر"(20). يقول أحمد بن فارس حين كلامه عن مادة (دلّ): ".. أصل يدلعلى إبانة الشيء بأمارة تتعلمها، والدليل الأمارة في الشيء"(21). ويقولأبو هلال العسكري في هذا الأمر حين كان بصدد الحديث عن العلامة والدلالة:"يمكن أن يستدل بها، أَقَصَدَ فاعلها ذلك، أم لم يقصد، والشاهد أن أفعالالبهائم تدل على حدثها، وليس لها قصد إلى ذلك.. وآثار اللص تدل عليه، وهولم يقصد ذلك، وما هو معروف في عرف اللغويين يقولون استدللنا علينا بأثره،وليس هو فاعل لأثره من قصد"(22).
    هذهإيماءة من أبي هلال إلى إشكالية القصدية في العلامة، وهي الإشكالية التيتعد في الفكر السيميائي الحديث، موضوع نقاش بين اتجاهين: اتجاه يؤكد علىالطبيعة الإبلاغية التواصلية للعامة، ويمثل هذا الاتجاه كل من مونان،ومارتيني، وبرييطو في الفكر السيميائي الفرنسي. وهم يعتقدون أن العلامةتتألف في أساسها من دال ومدلول وقصد. واتجاه آخر يركز على الجانب التأويليللعلامة، أي من حيث إمكانية العلامة للتأويل بالنسبة للمتلقي. ويمثل هذاالاتجاه رولان بارت الفرنسي، وهو اتجاه يوصف بالسيميمائية الدلالية.
    نجدهذا التصور نفسه للعلامة عند الراغب الأصفهاني، إذ يقول: "الدلالة مايتوصل به إلى معرفة الشيء، كدلالة الألفاظ على المعنى، ودلالات الإشاراتوالرموز والكتابة، وسواء أكان ذلك بقصد من يجعله دلالة، أم لم يكن يقصد،كمن يرى حركة إنسان فيعلم أنه حي"(23). ويستشهد الأصفهاني على تصوره هذابما ورد في قوله تعالى: )ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل مِنْسأَته(سبأ، 14. فالراغب بهذا المفهوم للدلالة يوسع المجال التطبيقي الإجرائيللعلاقة لتشمل أنماطاً سيميائية، هي: (الألفاظ، الإشارات، الرموز،الكتابة، الهيئة). ثم يركز على مسألة الدلالة القصدية وعدمها في العلامة،وقد كان مدركاً عندما جسد ذلك بصورة سيلمان –عليه السلام- كما ورد فيالآية الكريمة –حيث ظل بعد وفاته عاماً منتصباً ومستنداً على منسأته(عصاه). هذه الهيئة أو النصبة كما يسميها الجاحظ(24)، أوّلها الجن بدلالةالحياة، لذلك كانت تعمل، وكأنها مأمورة. وبالتقادم الزمني أكلت الأرضةمنسأته، فخر ساقطاً، وهذه الهيئة هي علامة موت وفناء، وهذه الصورة التيمثل بها الأصفهاني تنطبق على أي هيئة.
    يتضحمما سبق أن التأويل وجد طريقه في الدراسات العربية، وبخاصة في الدراساتالقرآنية، وقد اتسعت دائرته لدى الشيعة والمتصوفة والفلاسفة والمعتزلةوإخوان الصفا.. واتخذ بعضهم المصحف جلّه موضع تأويل، رغم اختلاف مستوياتخطاب النص القرآني. وانتقى آخرون نصوصاً تخدم مقاصدهم المختلفة، إلا أنهيمكن القول: إن المفسرين على اختلاف مشاربهم استثمروا النصوص الوارد فيهاالتشبيه بكيفية صريحة أو مجازية.
    ولميقتصر منظور القدامى لمفهوم العلامة التأويلية على النص القرآني، وإنماتجاوز إلى كل ما له علاقة بالعمل الأدبي، فقد تعاملوا مع الإشارة الموحية،وهو نوع من الأساليب البلاغية التي تخرج إلى المعنى المجازي.
    3-طبيعة العلامة:
    لقداهتم الدارسون القدامى على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم العلمية، من لغويينوفلاسفة وعلماء أصول، بطبيعة العلامة من حيث هي شيء محسوس يدلّ على شيءمجرد غائب عن الأعيان. يقول ابن سينا: "إن الإنسان قد أوتي قوة حسية ترتسمفيها صور الأمور الخارجية.. فترتسم فيها ارتساماً ثانياً ثابتاً، وإن غابتعن الحس... ومعنى دلالة اللفظ (هو) أن يكون إذا ارتسم في الخيال مسموعاسم، ارتسم في النفس معنى، فتعرف النفس أن هذا المسموع لهذا المفهوم،فكلما أورده الحس على النفس التفتت إلى معناه"(25).
    إذاتدبرنا مفهوم ابن سينا لدلالة اللفظ نجده يتفق ومفهوم دوسوسير للعلامة.فالعلامة في منظور ابن سينا ثنائية المبنى، تتألف من مسموع، ومعنى(مفهوم). وبهذا التصور يلغى من مفهوم العلامة المرجع الذي تحيل إليهالعلامة، وذلك ما نجده عند دوسوسير أيضاً، إذ تتألف العلامة عنده من صورةسمعية (دال) وصورة ذهنية أو تصور (مدلول). وهناك بعض العلماء يعدون المرجعطرفاً أساسياً في العلامة. من أولئك أبو حامد الغزالي الذي يرى أن الأشياءفي الوجود لها أربع مراتب، إذ يقول: "إن للشيء وجوداً في الأعيان، ثم فيالأذهان، ثم في الألفاظ، ثم في الكتابة. فالكتابة دالة على اللفظ، واللفظدال على المعنى الذي في النفس، والذي في النفس هو مثال الوجود فيالأعيان"(26). فالعلامة في نظر الغزالي تتألف من أطراف أربع أساسية، هي:الموجود في الأعيان، الموجود في الأذهان، الموجود في الألفاظ، الموجود فيالكتابة.
    يبدوأن الغزالي قد أدرك أهمية اللغة في إبداع النظام التواصلي، إذ أن الإنسانيكيّف تعامله مع الواقع الخارجي، من خلال كفاءته العقلية التي تسمح لهبابتكار النمط الترميزي الدال وفق التصور الحسي، وما يوفره المحيطالاجتماعي من إشارات ورموز ترتبط بعالم الأشياء المحسوسة. وقد أصبح هذاالتصور لعالم الأشياء محوراً أساسياً في النظرية الدلالية الإحالية التيجاء بها ريتشاردز، (Richards)، وأوجدن (Ogden) في مؤلفهما (The meaning of meaning)،أي: معنى المعنى، والذي أصدره سنة 1923م، حيث أشارا إلى أهمية التحليلالمزدوج الذي يتناول العلاقة بين الألفاظ والأفكار من جهة، والأشياءالمشار إليها من جهة ثانية.
    وقد أوجزا فكرتهما في شكل مثلث، اشتهر في الدراسات الدلالية(27).
    1
    -الرمز:هو الدال، ويأتي كلمة مكتوبة أو منطوقة، تتألف من مجموعة وحدات صوتية. وهويقابل اللفظ في التراث، ويقابل الدال عند دوسوسير. والعلاقة بين الرمزوالمرجع علاقة غير معللة وغير مباشرة، ولا تتم إلا من خلال جانبي المثلثأي: المرجع-الفكرة-الرمز.
    -الفكرة(المفهوم): وهي الصورة الذهنية التي تتراءى من خلال الدال، والفكرة تقابلالمعنى أو المدلول عند دوسوسير. والعلاقة بين الرمز والفكرة هي علاقةسببية، أي أن الفكرة هي العلة في وجود الرمز.
    -المرجع:وهو الواقع الخارجي (المشار إليه) الموجود في الأعيان. وهذا لا وجود لهعند دوسوسير. ويقابل المشار إليه في تعريف أوجدن وريتشاردز.
    فالعلاقةبين الموجود في الألفاظ (الرمز)، والموجود في الأذهان (الفكرة) علاقةسببية، أي: أن الدال يتطلب في ذهن المتلقي المدلول، كما أن المدلول يتطلبهو الآخر في ذهن المتكلم الدال الملازم له، لذلك فإن المفاهيم المستوحاةمن المرجع الخارجي قابلة لأن تكون مشتركة بين أفراد المجتمع، بينما هذهالخاصية تفتقر إليها الموجودات في الألفاظ (الدوال) وارتباطها بالمدلولات؛لأنها تواضعية اصطلاحية. وقد ذكر ذلك الغزالي بصريح قوله: "الموجود فيالأعيان والأذهان لا يختلف باختلاف البلاد والأمم بخلاف الألفاظ والكتابة،فإنهما دالتان بالوضع والاصطلاح"(28).
    نجدهذا المفهوم للعلامة بأطرافها المذكورة عند حازم القرطاجني، حيث يقول: "قدتبين أن المعاني لها حقائق موجودة في الأعيان، ولها صور موجودة في الأذهانولها من جهة على ما يدل على تلك الصور من الألفاظ وجود في الأفهاموالأذهان"(29). وتبعاً لهذه الرؤية، فإن كل العلامات تدرك من خلال تلكالمستويات الثلاثة. ولهذا فإن المدلول هو معنى الإشارة، أي: أنه يمثلالعلاقة الأفقية بين إشارة وأخرى. وهذا هو الذي يجعل المدلول إشارة أيضاًتحتاج إلى مدلول آخر يفسر غموضها ويزيح إبْهامها.
    إنالمعاني، بوصفها مدلولاً تدل على العلامات اللغوية، هي فيما يذهب إليهحازم القرطاجني "الصور الحاصلة في الأذهان عن الأشياء الموجودة فيالأعيان"(30). وهذه الصور الحاصلة في الأذهان (المفاهيم الذهنية) ليست إلامحصلة لعملية إدراك الواقع الخارجي، وليست العلامات اللغوية إلا عبارة عنهذه الصور الذهنية المدركة. من هنا تتساوى العلامات المنطوقة بالعلاماتالمكتوبة، أي: أن الألفاظ تتحول في الذهن إلى مجموعة من الصور والمفاهيم.وبعبارة أخرى تتحول من وجود عيني محسوس إلى وجود ذهني متخيل، ثم تتحول منهذا الوجود الذهني المتخيل إلى معان صوتية، فرموز كتابية. يقول حازمالقرطاجني: "كل شيء له وجود خارج الذهن فإنه إذا أدرك حصلت له صورة فيالذهن تطابق ما أدرك منه، فإذا عبر عن تلك الصور الذهنية الحاصلة عنالإدراك، أقام اللفظ المعبر به هيئة تلك الصورة الذهنية في أفهام السامعينوأذهانهم، فصار للمعنى وجود آخر من جهة دلالة الألفاظ. فإذا احتيج إلى وضعرسوم من الخط تدل على الألفاظ لمن لم يتهيأ لها سمعها من المتلفظ بها،صارت رسوم الخط تقيم في الأفهام هيئات الألفاظ، فتقوم بها في الأذهان صورالمعاني، فيكون لها أيضاً وجود من جهة دلالة الخط على الألفاظ الدالةعليه"(31).
    إنما قدمه القرطاجني في هذا النص يقيم العلاقة بين الدلالات الصوتية والرموزالكتابية على أساس من الترابط الدلالي، حيث تجسد الرموز الكتابية هيئاتالألفاظ في الأفهام. فإذا قامت هيئات الألفاظ في الأفهام تطلبت واستدعتالصورة الذهنية. والصورة الذهنية تشير بدورها إلى المدركات العينيةالخارجية. وهكذا تجد العلاقات الدلالية قائمة على الترابط بين كل طرفين.وهذه العلاقات الدلالية عند القرطاجني يمكن تمثلها على النحو الآتي:
    -الرموز الكتابية (دال) f الصورة السمعية للألفاظ (مدلول).
    -الصورة السمعية للألفاظ (دال) f الصورة الذهنية (مدلول).
    -الصورة الذهنية (دال) f الأعيان المدركة (مدلول).
    وترىأن كل مدلول يصير بدوره دالاً؛ فالصورة السمعية للألفاظ تكون مدلولاً فيعلاقتها بالرموز الكتابية، ولكنها تصير دالاً في علاقتها بالصور الذهنية.والصور الذهنية تكون مدلولاً في علاقتها بالصورة السمعية، ولكنها تتحولإلى دال في علاقتها بالمدركات العينية الخارجية.
    4-أنواع العلامات ومجالها الدلالي:
    إذاكانت السيمياء تبدأ بالعلامة، فقد اهتم العلماء بتصنيف العلامات وتميزهاوتعليلها من أجل إدراك مجال أوسع لماهيتها، وتوصلوا إلى أن النظامالسيميائي للعلامة يتأسس على أنواع من العلامات، يمكن الإشارة إليها فيمايأتي:
    1- إذا نظرنا إلى العلامة من حيث طبيعة الدال فهي إما أن تكون لفظية أو غير لفظية(32).
    2-أما إذا نظرنا إلى العلامة اللفظية الوضعية أو الاصطلاحية، فهي لا تعدو أنتكون واحدة من ثلاث، وهي: المطابقة، والتضمن والالتزام. فإن لفظ "البيت"–مثلاً- يدل على معنى البيت بطريق المطابقة، ويدل على السقف بطريق التضمن،لأن البيت يتضمن السقف. وأما دلالة الالتزام فهي كدلالة لفظ السقف علىالحائط، فهو كالرفيق الملازم الخارج عن ذات السقف الذي لا ينفصل عنه(33).
    3- وإذا نظرنا إلى العلامة من حيث طبيعة العلاقة القائمة بين طرفي الدال (significant) والمدلول (signifié)، فهي إما وضعية أو طبيعية أو عقلية(34). ويمكن توضيح هذه المفاهيم في الآتي:
    أ-الوضعية:هي العلامة الاصطلاحية المتفق عليها في وسط اجتماعي، أو المتواضع عليهابين أفراد المجتمع، ويضم هذا النوع كل العلامات اللفظية.
    فقد توصف الفتاة فتسمى غزالاً دلالة على رشاقتها، وقد تسمى حمامة، وزهرة،وقضيباً،.. وقد يسمى الرجل جملاً دلالة على صبره وتحمله المشاق، وقد يسمىثوراً وسيفاً ونجماً،.. وبعض هذا النوع من العلامات يدخل في إطار المجاز.
    ب-العلامةالطبيعية: المقصود بالعلامة الطبيعية هي تلك العلامة الناتجة عن أحداثطبيعية، سواء أكانت طبيعة اللفظ، أم طبيعة الحامل المادي للعلامة. فكلالعلامات التي تعكس أصوات الطبيعة من خرير المياه، وحفيف الأشجار، وولولةالريح تنسحب ضمن هذا النوع، وكذلك الأصوات الملازمة للانفعالات،والتعبيرات الفيزيولوجية، كملامح الوجه، وتغير لونه من حالة إلى أخرى(35).
    جـ-العلامةالعقلية: المراد بها دلالة الأثر على المؤثر، كدلالة السحاب على المطر،والدخان على النار. فالعلاقة العقلية في التراث العربي تنحصر في علاقةالسببية، أي: يجد العقل ثمة علاقة ذاتية بين طرفي الدال والمدلول.
    إنالعلامة بنمطها السيميائي ذات فضاء، ليس من السهل إخضاعه لثنائية الدالوالمدلول، لأن العلامة في أساسها تتسم بدينامية وحركية، وبالأحرى فهيانزياحية، وتكتسب دلالتها من الوسط الاجتماعي.
    5-العلامة اللغوية والتحول الدلالي:
    إنالألفاظ المفردة في التركيب "تجري مجرى العلامات والسمات ولا معنى للعلامةوالسمة حتى يحتمل الشيء ما جعلت العلامة دليلاً عليه وخلافه"(36).
    ولكنهذه العلامات اللسانية، لما تتميز بقابليتها للدخول في علاقات تركيبية،تتميز أيضاً بقابليتها للتحول الدلالي، بحيث تتحول العلامة في سياق معينإلى علامة ذات دلالة مركبة، يتحول مدلولها إلى دال باحثاً عن مدلول آخر.فإذا وصفت فتاة –مثلاً- في سياق معين بأنها نؤوم الضحى، فإن الصفة هذهتشير إلى مدلول آخر، هو أن الفتاة تنام حتى ترتفع الشمس في السماء. ولكنهذا المدلول يتحول إلى دال باحثاً عن مدلول، وهو أن الفتاة هذه مترفة،ولها من يخدمها.
    وعبدالقاهر الجرجاني وإن كان لا يتحدث عمّا يسمى بالتحول الدلالي، فإنه يتحدثعن المعنى ومعنى المعنى. فقد بين عبد القاهر الميدان الإجرائي للعلامة حينصنف الخطاب المنجز في الفكر الإنساني، فيقول: "الكلام على ضربين: ضرب أنتتصل منه إلى الغرض بدلالة اللفظ وحده،.. وضرب آخر أنت لا تصل منه إلىالغرض بدلالة اللفظ وحده، ولكن يدلك اللفظ على معناه الذي يقتضيه موضوعهفي اللغة، ثم تجد لذلك المعنى دلالة ثانية تصل بها إلى الغرض.. أولاً ترىأنك إذا قلت: "هو كثير رماد القدر"، أو قلت: "طويل النجاد"، أو قلت فيالمرأة: "نؤوم الضحى"، فإنك في جميع ذلك لا تفيد غرضك الذي تعني من مجرداللفظ، ولكن بذلك اللفظ على معناه الذي يوحيه ظاهره، ثم يعقل السامع منذلك المعنى على سبيل الاستدلال معنى ثانياً(37).
    وإذاتأملنا قول الجرجاني، فإننا نجده يماثل مفهوم بيرس للعلامة، من حيث قابليةالتفسير، لأن تتحول إلى متوالية من العلامات، لها فضاء دلالي غير محددفيقول: "المعنى ومعنى المعنى، تعني بالمعنى المفهوم من ظاهر اللفظ الذيتصل إليه بغير واسطة، ومعنى المعنى هو أن تعقل من لفظ معنى، ثم يقضي بكذلك المعنى إلى معنى آخر"(38).
    يفهممن هذا القول أن المعنى (المدلول)، قد يتحول إلى مبنى (دال) باحثاً عنمدلول آخر، أي: أن المعنى بحد ذاته إشارة تعود على موضوعها الذي أفرزالمعنى.
    الخاتمة:
    يتضحمن هذا البحث المتواضع، حول علم السيمياء في التراث العربي، أن القدامى قدتفطنوا في وقت مبكر إلى قيمة العلامة، من حيث هي حقيقة حسية تعود وتحيلإلى حقيقة مجردة غائبة. وكانت دراستهم التطبيقية تتمركز حول الدراساتالقرآنية؛ فالقرآن هو الموجه والباعث الحقيقي للدرس السيميائي.
    ولعلنانكون في النهاية قد لفتنا أنظار الدارسين إلى أهمية علم السيمياء فيمايمكن أن يفتح لنا من مداخل، تمكننا من إعادة قراءة التراث بكل جوانبهومناحيه قراءة جديدة، فنعيد اكتشاف ذاتنا الثقافية والحضارية من خلاله.
    الهوامش:
    (1)-ينظر، عبد العزيز بن عبد الله، التعريب ومستقبل اللغة العربية، معهد البحوث والدراسات العربية، 1975، ص 78، 79.
    (2)-ينظر، ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، (د.ت)، 12/311، 312، مادة (سوم).
    (3)-ذكره الجوهري في الصحاح، دار العلم للملايين، بيروت، ط3، 1984، 5/1956، (سوم). وابن منظور، لسان العرب، 12/312، (سوم).
    (4)-ينظر،عبد العزيز بن عبد الله، الدلالة المقارنة في خدمة تاريخ الحضارة المقارن،مجلة اللسان العربي، العدد 23، الدورة المالية 1982، 1983، ص166.
    (5)-Greimas. couteé sémiotique. Hedrette. Paris. 1979. p 339
    (6)-جميل حمداوي، مجلة عالم الفكر، الكويت، المجلد 25، العدد 3، مارس 1997، ص79.
    (7)-المرجع السابق، ص 79.
    (Cool-بييرجيرو، علم الإشارة –السيميولوجيا- ترجمه عن الفرنسية منذر عيّاشي، دارطلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق، ط1، 1988، ص 23.
    (9)-ينظر، المرجع السابق، ص 23.
    (10)-ينظر، حنون مبارك، دروس في السيميائيات، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب،

    ط1، 1987، ص29 وما بعدها.

    (11)-مازن الوعر، مقدمة علم الإشارة –السيميولوجيا- لبييرجيور، ص9.
    (12)-ينظر، ترنس هوكز، البنيوية وعلم الإشارة، ترجمة مجيد الماشطا، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 1986، ص113.
    (13)-بيير جيرو، علم الإشارة، السيميولوجيا، ص 23، 24.
    (14)-C. Peirce, Iettrs to welby, ed. i. Clieb, New haven, 1953, p 32.
    (15)-C. Peirce, colle ceted papers, vol 2, combridge, mass, 1960, p156.
    (16)-القاضي عبد الجبار، المغني، تحقيق تحت إشراف طه حسين إبراهيم مدكور، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، مصر، 1960-1965، ص 186.
    (17)-الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن ت: محمد أحمد خلف الله، مكتبة الأنجلو المصرية، (د،ت)، مادة (فقه).
    (18)-ينظر، مازن الوعر، مقدمة علم الإشارة، لبيير جيرو، ص 10.
    (19)-ينظر، عبد العزيز بن عبد الله، التعريب ومستقبل اللغة، ص 78-79.
    (20)-الجرجاني، كتابة التعريفات، ت: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1985، ص 139.
    (21)-ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، دار الفكر، 1979، 2/259، مادة (دل).
    (22)-أبو هلال العسكري، الفروق في اللغة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط4، 1963، ص13.
    (23)-الراغب الأصفهاني، مفردات في غريب القرآن، مادة (دل).
    (24)-الجاحظ، البيان والتبيين، ت:عبد السلام محمد هارون، ط3، (د،ت)، 1/76.
    (25)-ابن سينا، العبارة، ت:محمود الخضيري، القاهرة، 1970، ص3، 4.
    (26)-الغزالي، معيار العلم، ت:سليمان دنيا-دار المعارف، القاهرة، ط2، (د،ت)، ص، 35، 36.
    (27)-ينظر، كمال البشر، دراسات في علم اللغة، القسم الثاني، دار المعارف بمصر، ط3، 1971، ص159.
    (28)-الغزالي، معيار العلم، ص،75، 76.
    (29)-حازم القرطاجني، منهاج البلغاء، وسراج الأدباء، ت:محمد الحبيب بن الخوجة، دار الكتب الشرقية، تونس، 1966، ص19.
    (30)-ينظر المصدر السابق، ص، 18.
    (31)-ينظر، المصدر السابق، ص، 18، 19.
    (32)-ينظر، عادل فاخوري، علم الدلالة عند العرب، دار الطليعة، بيروت، ط1، 1985، ص، 13-37.
    (33)-الغزالي،المستصفى من علم الأصول، ت:محمد مصطفى أبو العلاء، شركة الطباعة الفنيةالمتحدة، 1971، ص41، ماهر مهدي هلال، حرس الألفاظ ودلالتها في البحثالبلاغي والنقدي عند العرب، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1980، ص، 286.
    (34)-ينظر، الآمدي، الإحكام في أصول الأحكام، مؤسسة الحلبي وشركائه، القاهرة، 1967، 1/17.
    (35)-عادل فاخوري، علم الدلالة عند العرب، ص18 وما بعدها.
    (36)-الجرجاني، دلائل الإعجاز، دار المعرفة، بيروت، 1984، ص 202.
    (37)-المصدر السابق، ص 262، 263.
    (38)-المصدر السابق، ص 203.



    * قسم اللغة العربية وآدابها- جامعة محمد خيضر ببسكرة.
    مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 91 - السنة الثالثة والعشرون - أيلول "سبتمبر" 2003 - رجب 1424

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 2:38 am