منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    المكان، الشخصيات، المتخيل والواقع في رواية أحلام مستغا نمي

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    المكان، الشخصيات، المتخيل والواقع في رواية أحلام مستغا نمي Empty المكان، الشخصيات، المتخيل والواقع في رواية أحلام مستغا نمي

    مُساهمة   السبت أكتوبر 16, 2010 12:38 pm

    <table id="table14" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr><td></td> </tr> <tr> <td height="5" width="14"> </td> <td height="5"> المكان، الشخصيات، المتخيل والواقع في رواية أحلام مستغا نمي Lls4</td> </tr> </table>
    المكان ، الشخصيات ، المتخيل والواقع في رواية أحلام مستغانمي

    نور عامر

    المكان، الشخصيات، المتخيل والواقع في رواية أحلام مستغا نمي Noramer

    <table id="table33" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="50%"> <tr> <td>
    30/12/2007</td> <td></td> <td width="24">function fbs_click() {u=location.href;t=document.title;window.open('https://www.facebook.com/sharer.php?u='+encodeURIComponent(u)+'&t='+encodeURIComponent(t),'sharer','toolbar=0,status=0,width=626,height=436');return false;} المكان، الشخصيات، المتخيل والواقع في رواية أحلام مستغا نمي Facebook </td> </tr> </table>

    المكان، الشخصيات، المتخيل والواقع في رواية أحلام مستغا نمي Lls3 المقالات الرئيسية
    المكان، الشخصيات، المتخيل والواقع في رواية أحلام مستغا نمي Lls3
    الدراسات الرئيسية
    المكان، الشخصيات، المتخيل والواقع في رواية أحلام مستغا نمي Lls3
    مقالات أخرى للكاتب
    <table id="table34" border="0" cellpadding="5" cellspacing="0" width="100%"> <tr> <td></td> </tr> <tr> <td>
    يقالأن إحدى ميزات الابتكار، الهدم والبناء، أو التحطيم والتأليف. وأحلاممستغانمي في روايتها ذاكرة الجسد لم تهدم ولم تحطم ! إنما أنجزت عملاًيبدو فخماً وهاماً، رواية تختصر تاريخ الثورة الجزائرية، هذا هو موضوعهاالأساسي، أزمة تاريخ وطني تثير الحاضر.
    وقدانطلقت في روايتها من باريس مدينة الفنون والمهارة . ولن نسأل لماذا منباريس، ما دامت الجزائر أفق الحدث. فقد شهد القرن العشرين انتقال الروايةالعالمية من الريف إلى المدينة، أو من قلب المدينة يكتبون عن الريف. وهذاأغرى كتاب جدد بالانتقال إلى المدينة. واسم باريس تحديداً ، تكرر عشرات بلمئات المرات في روايات بارزة، تكرر 539 مرة في رواية في البحث عن الزمنالمفقود كما أشار ناقد فرنسي اهتم بأعمال بروست .
    هذامن ناحية، ومن ناحية أخرى مختصرة جداً، فقد استقطبت فرنسا عدداً هائلاً منالجزائريين، بحثاً عن لقمة العيش، وفريق آخر كان يبحث عن فرص للظهوروالانتشار، في مجال الكتابة والفن، باعتبار باريس عاصمة الفكر والأدب، كمايصفونها. ويصر أحد الكتاب من أصل جزائري، أنه ما كان ليبدع لو كان في بلدعربي. وقد لامس بتصريحه شيئاً من الحقيقة وليس كلها، فالإبداع يحتاج إلىمناخ صحي وديمقراطي، يحتاج إلى قراء ومتذوقين. وهذه أحـــلام مستغانمي فيروايتها تعلن الأنظمة العربية تعلم الإنسان الصمت .
    وإنكان لهذه الرواية ذاكرة الجسد من مكان يفترض أنه نقطة البيكار، أو المركزالذي تشع منه الرواية، فالأحرى أن نشير إلى شقة مرتفعة في باريس تطل علىنهر السين، هي برج المراقبة لدماغ يفكر وجسد يعاني، بطل الرواية خالد ،تتحدث الكاتبة بلسانه، بطلاقة وغزارة، ممهدة لموضوع الحب، ليصبح شريكاًبارزاً في الحبكة. وأكبر الظن أن هذا الحب متخيل، لكن بطريقة لبقة وذكية.ولا يعنينا – على الأقل الآن .. – البحث في الجانب الخفي لهذا المتخيلالجميل، هل هو تعويض ذهني عن كبت مترسب في الغريزة، أم رغبة جامحة فيتفعيل حركة العاطفة. إنما السؤال الذي يطرح : هل كان الحب ضرورياً للظروفالتي عاشها البطل ؟.
    كانالحب بمثابة عملية ترميم داخلي للبطل، وإلا كان سينهار، وتنهار الرواية.وفي أفضل الأحوال كانت ستفقد جزءاً كبيراً من عنصر التشويق، وتبقى روايةتاريخية شبه جافة.
    إذنهذا المتخيل الجميل كان إيجابياً وبناءاً . وهذا يتفق وترجمة د. صالح جوادالكاظم: يقول (الفريد دوبلن) إن الرواية المعاصرة وليس التاريخية وحدها ،خاضعة لتيارين، تيار ينشأ من الحكاية الخيالية، والآخر من النقل .
    وقارئالرواية عموماً بخاصة التاريخية، لا يطلب تقريراً صادقاً وحقائق مجردة، بليريد رواية ممتعة، كروايات وولتر سكوت المعروف بصدقه التاريخي، لكن أسلوبهالمشوق جعل منه أحد كتاب عصره الأكثر شعبية وقراءة على صعيد عالمي.
    وعموماًليست الدراما العاطفية شرطاً، من شروط توفر المتعة في العمل الروائي، لكنهندسة الرواية عند أحلام مستغانمي، فرضت هذا الحب الذي هو مادة منشطةلمعنويات البطل الروحية. وقد انبلج فجر هذا الحب بين خالد و حياة – أوالمفترض أن اسمها حياة – في مكان مناسب لهذا الغرض، معرض للرسومات فيباريس. لعل الكاتبة تؤمن بنظرة الرسام، أن كل شيء في الروح.
    وإنكان هذا المعرض يشكل إرهاقاً لعلاقة عاطفية مثيرة، فإن ما تمخض عنه، وماانتهى إليه هذا الحب، يجعلني أغامر بالقول أن الكاتبة وظفت عفوياً اسطورةقيس وليلى.
    ولا غرابة أن تمارس الأسطورة في أدبنا العربي، حضوراً لافتاً لما لها من سحر ورموز. وقد لمسناذلك عند السَياب وادونيس وغيرهما من الشعراء المحدثين. فلماذا لا نقول أنخالد في سياق العاطفة هو قيس وأن حياة هي ليلى لكن بمواصفات عصرية.
    حياة تعتبر شخصية أنثوية رئيسية، حساسة ولها فلسفة في الحياة. لم أدرسحياة مستغانمي، لكن من خلال تفكير مستغانمي يظهر تقريباً، من خلالالتصوير، وجه التشابه بين شخصية حياة وشخصية مستغانمي. وليس سراً أن كاتبالرواية يصور أحياناً نفسه، في شخصية من شخصياته. الكاتب الفرنسي من أصلجزائري عزوز بجاج صور في إحدى رواياته حياة طفل عانى البؤس في بيوت الصفيح، ولم يكن هذا الطفل سوى الكاتب نفسه، هاجر مع أسرته إلى فرنسا بعد الثورة الجزائرية.
    هذهالشخصية حياة صنعت بدقة واهتمام، وكانت ملائمة ذوقاً وشكلاً لزمن ومكانالرواية، فاستحوذت على قلب خالد ، وأخذ يربطه ذهناً وشعوراً بين حبيبتهومدينة قسنطينة ، التي نشأ فيها، وخاض غمار الثورة في ظلها، قبل أن يشدالرحال إلى فرنسا، ويبدأ معاناة الغربة، والحنين إلى الوطن، هذا الهاجسالذي لازمه أعوام طوال، هم في المحصلة تجربة فاشلة، لإنسان اعتقد أناغترابه سيفتح أمامه مجالاً لبدء حياة جديدة، خالية من الهموم والمشاكل.
    لكن حين عاد إلى الوطن، أصيب بالخيبة، اصطدم بمظاهر الجهل والتخلف والفقر والظلم والنفاق .
    وساءتالظروف في هذه المرحلة بالذات، أن يشهد زواج حبيبته من آخر !. إنها دراماحادة استدعت التساؤل: هل استطاع احتمال كل هذا الثقل ؟!.
    كيفاستطاع أن يحضر حفل زفاف حبيبته، دون أن ينفجر!، أو دون أن يعبر عن غضبه /ألمه، بكلمات عطيل دراما شكسبير أما الآن فوداعاً إلى الأبد / أيها البالالهادئ . علماً أن خالد لم يكن هادئ البال .. , ولم تقم حبيبته حياةبخيانة ، كخيانة ديزديمونا .
    لقدتحولت عن حبيبها خالد، ربما لأنها رأت مصلحتها مع سي الشريف الذي سيصبحوزيراً. هي نظرت إلى المسألة بمقياس العقل، أو بمقياس المادة. هذا مجردتخمين، ربما كان هناك دوافع غامضة بالنسبة لنا. فمن الخطورة بمكان أن نقدمشرحاً لسلوك نجهل دوافعه.
    إنهاباختصار اتخذت قراراً حاسماً، جعل من خالد وليمة، للآلام والأوجاع. ولاأصدق أنه انسحب بهذه السهولة حاولت أن الملم جرحي وأنساه .
    فالحدث بالنسبة إليه أكبر من أن يختزل ببضع كلمات !!.
    وإنكنا نفتقد في هذه الشخصية خالد بعض مزايا البطل التقليدي، كالوضوحوالصراحة والارتجال، فذلك لكون الرواية معاصرة، فكراً ونهجاً وتقنية. وفيرأي الناقد جان – إيف تاديه في الرواية المعاصرة تختفي الشخصيةالكلاسيكية، كما يختفي من الرسم المعاصر فن الصورة .

    وقد لمسنا فعلاً هذه المعاصرة في ذاكرة الجسد من خلال تحديث الشخوص حواراً وسلوكاً، وإضفاء طابع حضاري على الأحداث.
    أماحالات ما يشبه الانسلاخ عن الواقع، فهي بفعل كثافة اللغة الشاعرية، حتىخلت نفسي في لحظات معينة، أطالع شعراً ، لاسيما وأن الوزن ليس هو الشيءالأساسي في لغة الشعر كما تعرفون.
    وبالرغممن استمتاعي بهذا الشعر الذي يزاوج بعضه بين اللاوعي والظرف اللامطلق، فقدكدت احتج على تدفقه بهذا القدر. ربما لأن الموضوع نفسه لا يحتمل خيالاًكثيراً.
    كان الوطن في صيف 1960 بركاناً يموت ويولد كل يوم .
    إنهاتطرق واقعاً ، ثورة، ربما كانت بحاجة إلى المزيد من التفصيل. والحديث عنثورة قدمت مليون شهيد، كفيل بأن يذكر المرء، أدبياً كان أم عادياً، ثوراتمشابهة، فكان للقضية الفلسطينية حضور أيضاً في الرواية.
    وكأنيبالكاتبة أرادت أن تربط بين قضيتين بارزتين في حركة التحرر الوطني، وكانلابد لهذا الربط من شخصية تمثل إلى حد ما الجانب الفلسطيني، لذلك تماختراع زياد الخليل في عاصمة فرنسا، وأخذ يؤثر في نفسية حياة حبيبة خالد.فتوهمت أن زياد سيزاحم خالد في عشق هذه الجزائرية الحسناء، ابنة أحد أقطابالثورة البارزين.
    لكن هذا الوهم تلاشى باستشهاد زياد حين عاد إلى الوطن.
    وأن يجعلنا الكاتب نتوهم شيئاً ، ثم نفاجأ عكس ما توهمنا، فهذه خدعة، قد تشعرنا بتفاهة تفكيرنا، لكنها خدعة في صالح عنصر التشويق.
    أظنأن الكاتبة قضت على زياد عمداً، لتتخلص من حضوره على الورق !. ومسألة قتلالشخصية في الرواية سهل للغاية. كان يمكن أن تؤجل موته، أو تدعه يعيش.فضجر الكاتب من شخصية معينة، لأسباب تتعلق بالحبكة، لا يعني بالضرورةالقضاء على الشخصية!.
    ثمةشيء آخر لم يرقني ، فقد أدركنا بالحدس أن الكاتبة أرسلت زياد ليستشهد!،لذلك لم يكن موته مفاجأة، أي أن عنصر المفاجأة أفسد في هذا الموقع.
    أماخالد فلكي تجعله الكاتبة بطلاً تراجيدياً، كان عليها أن تضفي عليه صفة منصفات البطل التراجيدي، كأن يكون البطل في أزمته السبب في عرقلة وتيرةالاستقلال في بلده. لذلك رأينا هروب خالد من واقعه، كإنسان فرد يمثلجماعة، اختارت الاغتراب على مواجهة الفئات الانتهازية التي ولدت بعدالثورة، ضاربة بمصالح الشعب عرض الحائط، ومؤثرة الثراء والمناصب علىالمبادئ والقيم. وبذلك يكون خالد سبباً من أسباب تفشي حالة الفوضى فيمجتمع!.
    منالخطأ القول أنه كان على الكاتبة، أن تلزم خالد بتحدي الفئات الانتهازيةومواجهتها، من أجل بناء مجتمع جزائري جديد مزقته الحرب. فبعض الآراءالنقدية تقول ما معناه: ليس من حق الروائي أن يخضع شخصياته لقدر يختلطبإرادته. وقد عزز هذا الرأي سارتر الشخصيات الروائية ينبغي أن تكون مستقلةوحرة، ولا ينبغي أن يحكم عليها المؤلف .
    كذلكعلينا ألا ننسى أن ظروف الحرب التي عاشها البطل، كانت تعكس على نفسيتهجواً معيناً يؤثر في سلوكه وتطلعاته وأفكاره، لذلك تعذر على الكاتبةأحياناً التحكم بهذه الشخصية حسب رغبتها (رغبة الكاتبة) . فالحرب كانتتنافس البطل في الظهور، وتكاد أحياناً تخفيه بثقلها وسيطرتها. ولا غرابةأن هناك في النقد المعاصر، من رأي أن الحرب هي البطل، في رواية أو أكثر،من الروايات العالمية التي تناول الحرب الهتلرية.
    وعلىضوء هذا الرأي يمكن أن تستباح حقوق البطل، لدى روائي ما !، يمكن أن يصبحالبطل مجرد موظف في شركة، أو شخصية لا وزن لها في القضية !. لذلك لم أرتحلهذا الرأي، وإن كان صائباً في موضعه، ربما بدافع إصراري على رؤية البطلالبطولي، في كل رواية، البطل الذي ينحدر من هوميروس.
    لكنبطلنا في ذاكرة الجسد ليس أسطورة، إنما هو إنسان معاصر بملامح ومواصفاتتحمل الكثير من صفات البطل البطولي، الذي يقوم بدور الفعل الإنسانيالفردي، ضمن مجرى الأحداث. وهذا يدل على تمكن الكتابة من بناء الشخصية،وإن لم تكن الشخصية مطابقة تماماً للواقع، إلا أنها صورة أقرب إلىالحقيقة، وهذا يمنحها مصداقية. والمصداقية باعتقادي شرط من شروط الشخصيةالروائية، لاسيما الشخصيات المعقدة أو العميقة.
    أماالشخصيات التي اصطلح على تسميتها شخصيات مسطحة كشخصية كاترين الفرنسية،فلا تحتاج إلى جهد في العمل الروائي، يمكن أن يتناولها الكتاب بسهولة منقارعة الطريق، ويزج بها في السياق.
    هذهالشخصية كاترين لم تؤثر في أحد ، ولم يكن خالد ينظر إليها نظرة الغبطةوالأمل، كما نظر ليفين إلى كاترين في رواية تولستوي. كانت بالنسبة لخالدوسيلة لتزجية بعض الوقت في متعة مشتركة. وأظن أن الكاتبة أهزلت هذهالشخصية، لتجعل منها صورة بدون قيمة. وقد ترمز هذه الشخصية إلى شريحةمعينة في باريس ، هذه المدينة التي لم تستطع رغم إغراءاتها وتوهجها، إقناعخالد أن يتقبل إيقاع حياته الجديدة فيها. كان جسده في باريس، ودماغه فيالوطن، يعيش الماضي، التذكر والذكريات، وكانت خارطة قسنطينة لا تغيب يوماعن ذهن هذه الشخصية المركبة، والتي تكونت بفعل بعض العوامل والظروف، التيصقلت هذه الشخصية وأبرزت سماتها.
    هناكما يسمى بعلم النفس أثر العوامل الجغرافية في الشخصية. وهذا العامل دفعالبطل ليحدثنا بواسطة المونولوج، عن أماكن هامة في قسنطينة، كان بعضهاملاذاً للثوار الجبال الخضر، الكهوف، قنطرة الحبال، الجسور، الأوديةالسحيقة.
    وكانوصفاً مشوقاً للغاية، لدرجة أن هذه الأماكن ظلت ملتصقة في أذهاننا، وأخذنانتصورها بجمالها ورهبتها، بل أصبحنا نراها تنطق وتتحرك .. وهذا ما يسمىالظاهرة الإحيائية إحياء الجمادات. وقد تحقق ذلك بفعل موهبة البطل.
    وهناكعامل البيئة، البيئة الحياتية، التي قضى فيها البطل أكثر أيامه، وكان لهذهالبيئة حصة الأسد من الذكريات المعتقلات، ملاحقة الثوار، البطولات،المرتزقة، التعذيب، زنزانة رقم 8 ، خطة الهرب، حي كوشة الزيات ، سجنالكديا ، سي طاهر
    مؤسس إحدى الخلايا الأولى للكفاح المسلح. وأشياء أخرىكثيرة ومثيرة، بعضها متخيل وبعضها واقع. وليس لنا أن ننشد فقط الحقيقة،حين تتحدث عن البيئة، فقد أقر علم النفس أن الفرد يستجيب للبيئة لا كما هيعليه في الواقع، بل كما يدركها، وحسب ما يفرغ عليها من معنى وقيمة وأهمية.

    أماالخيال في الرواية فلم يحصل لمجرد الخيال، إنما كان له دوافع ومبررات،أوجدتها ظروف مختلفة، سياسية اجتماعية ونفسية، لذلك رأينا هذا الخيال فيحالات مختلفة متغيرة، أحياناًُ خيالاً فرحاً، أو جحيم الخيال، تارة خيالاًمنظماً، وتارة خليطاً وفوضى، كفوضى المدن في بعض الروايات العالمية، وهذامؤثر آخر لبيئة أخرى هي باريس .
    ولاغرابة أن تداخل أحياناً الواقعي والمتخيل، وإن نشط الخيال بهذه الوتيرة،فوجود البطل ليس وجوداً عادياً، إنما هو وجود معذب مأساوي، لذلك كان خيالهوسيلة وهمية للخروج من أزمة، حتى وصل بخياله أحياناً إلى درجة اللامنطق،وقد قيل حين يكون الواقع مراً يتخاذل المنطق .
    ويمكنأن نجد أسباباً أخرى لهذا المتخيل: كأن يكون الغرض غير واضح في ذهن البطل،أو حين يريد البطل أن يحوم حول الهدف، قبل أن يلمسه. عموماً فإن الصراعالذي عاشه البطل، خلق لديه رغبة التجديف في مناخات عمودية بعيدة، لكنالواقع كان دائماً يشفطه ويعيده .. كما تشفط الجاذبية عنفوان النسر منشاهق.
    لاشكأن هذا الخيال الخصب، المشحون بتجارب لها قيمة، قد زاد في جمالية هذهالرواية المؤثرة والرائعة، برموزها وجنونها وشاعريتها، والتي ستظل إبداعاًحقيقياً، في سجل الرواية العربية المعاصرة.

    </td></tr></table>

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 2:50 am