منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الكائن والمكان بين الفراغ والفضاء

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الكائن والمكان بين الفراغ والفضاء Empty الكائن والمكان بين الفراغ والفضاء

    مُساهمة   السبت أكتوبر 16, 2010 1:18 pm

    الكائن والمكان بين الفراغ والفضاء __save

    الكائن والمكان بين الفراغ والفضاء


    ملحق ثقافي
    29/7/2008م
    محمد أبو معتوق
    ـ المكان مفهوم ملتبس في النقد والأدب وهو أكثر التباساً في الرواية العربية والرواية الغربية ونقدهما.

    الكائن والمكان بين الفراغ والفضاء Images%5C609%5C15

    [size=16]ولأننا ولوعون في اللـهاث طويلاً وبعيداً خلف المصطلح الغربي وأبعادهواحتدام دلالاته. لذلك ترانا ننتزعه من سياقاته ومعانيه ونشكله في نقدنا«خبط عشواء من تصب تمته». ولأن الإصابة غير محققة غالباً في نقدنا وأدبنالذلك نظل أحياء, ويظل النقد بين ربوعنا وظهرانينا بالغ الاضطراب بيَّنالبعد عن تحقيق الأهداف. لا أتحدث عن المكان في الرواية العربية عموماًورواياتي خصوصاً لأصدر عن فهم متفرد للمكان في الرواية وإنما أنا واحد منالولوعين في التعجل وإطلاق الأحكام ربما أبعد مما يذهب إليه نقادناوأدباؤنا العتاة. وما يشغلني ويؤرق معرفتي... الربط الجائر الذي ذهب إليهنقادنا بين (الفضاء والمكان) فصارت مفردتا الفضاء المكاني والفضاء الزمانيتشكلان مصطلحين متلازمين ومتجاورين, لا يردان في قراءة نقدية أو بحث إلامعاً رغم ارتباك الجميع في تحديد دلالة ومعنى (الفضاء) ناهيك عن الاضطرابفي تأويل مصطلحي الزمان والمكان النقديان. ـ في النقد واللغة ترد مفردة(Space) بوصفها تحتمل في اللغات الغربية والمصطلحات النقدية الغربية معنى(الفراغ) أما نقادنا فقد ذهبوا مذهباً تأويلياً مغايراً وأطلقوا علىالفراغ المجاور للمكان والزمان لقب (الفضاء) وشتان بين دلالة الفضاءوالفراغ في النقد الأدبي الغربي والنقد الأدبي العربي. • (الفضاء والفراغ)بالمعنى الغربي مفردتان متماثلتا الدلالة والمعنى. فالثورة العلمية أفرغتالفضاء من دلالاته وجعلته فراغاً أما لدينا (فالفراغ والفضاء) مفردتانمتناقضتان متضادتان ولا تحتمل إحداهما معنى الأخرى ودلالتها. الفضاء فيروعنا ونقدنا وعقائدنا حيز هائل ممتلئ بالقداسة والتأثير والجذب والضوءوالعتمة والفتنة والألوان. وعندما يتحول الحيز أو الفراغ إلى كيان مملوءبالصفات والدلالات.. يتحول إلى مكان. وبذلك يصبح مفهوم الفضاء المكانيعندنا مختلفاً عن الفراغ المكاني عند غيرنا. غير أن اللبس في تحديدالمفاهيم عندنا ظلّ قائماً وتحولت مفردة (فضاء) إلى مفردة لا تعني شيئاًولا تؤثر في تحديد وتعميق المصطلح. • أنا من جهتي كمشتغل في كتابةالرواية, استهواني مصطلح فضاء أكثر مما استهواني مصطلح فراغ وخلصني منآليات الفهم الأحادي للمكان, هذه الآليات التي شغلت بال سواي, وأوقعتهم فيالارتهان للبعد الأحادي للمكان فحولوه إلى بطل فرد له سطوة وقوة وتأثيروكأنه العامل الفرد في تحريك الكائنات والأحداث. • وعندما تكون للمكانسطوة في الوصف والحضور يتحول الكائن الذي يملأ المكان إلى هباء. • لقدأعادت الحفاوة بالمكان الفيزيقي للواقعية الفوتوغرافية سطوتها السالفة رغمالمأزق الذي وصلت إليه في روايات كتابنا الواقعيين والأيديولوجيين وصاروصف جدران الغرفة وأثاثها ونقوشها أكثر أهمية من اضطراب الشخوص وحركتهم,واحتدام حضورهم وغيابهم مع سجايا المكان. لقد تعالى الصخب حول روايةالأشياء وممثليها في الغرب كـ (ناتالي ساروت وآلان روب غرييه).. وتفرغالكثيرون لوصف الرفارف والزخارف.. وافتتنوا في الحديث عن الخطوطوالمقرنصات والمنمنمات, منحازين للموت المصلوب في الأشياء وغير منحازينلرواية الحياة. في رواياتي عموماً, أحاول أن أتجلى روح المكان, أتنشق حيزهوطبيعته لأشي بهما من خلال الكائن الذي تتداخل فيه روح المكان حيث يمنح كلمنهما للآخر ما يمكنه من الحركة والحياة. • لذلك أتحدث عن ظلال المكان لاعن فراغه ومساحته وامتلائه بالأشياء. الكائن الروائي عندي يفصح عن مكانهولا يتحدث عنه. لذلك يظل المكان محتفظاً بسحره وبلاغته وتحول دلالاتهومعناه. وهكذا أفسح مجالاً للقارئ لكي يصوغ المكان الذي يخصه ويستهويهبدلاً مني في نصي. وبهذا وحده يصبح القارئ منتجاً للنص وللحدث وللأبطال..وشريكاً في تجلّي الكائن والمكان.‏ [/size]
    <table align="center" bgcolor="#ddecfe" width="100%"><tr> <td colspan="3" align="center" width="100%">
    </td></tr></table>

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 11:02 pm