منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الاستشراق الألماني

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الاستشراق الألماني Empty الاستشراق الألماني

    مُساهمة   الخميس نوفمبر 11, 2010 12:03 pm



    فيض الجهات
    <table style="border-collapse: collapse;" id="AutoNumber1" border="0" bordercolor="#111111" cellpadding="0" cellspacing="0" width="580"> <tr> <td>
    الاستشراق الألماني Images%5Cmohd_abu_alfadl
    د.محمد أبوالفضل بدران


    </td> </tr> <tr> <td style="border-width: 1px 3px; border-left-style: solid; border-right-style: solid;" bordercolor="#800000">
    حفنة كلام

    فيتناول إدوارد سعيد(1) للاستشراق أغفل – عن عمد- الاستشراق الألماني وربماكان عامل اللغة حائلا بينه وتناول المستشرقين الألمان، وقد جاءت بعضالدراسات التي تناولت الاستشراق الألماني أبحاثا جادة ومفيدة ، ألقت بعضالضوء على بعضهم إلا أننا نفتقد دراسة جادة تتناول الاستشراق الألماني ككللما يحتله هذا الاتجاه من أهمية بالنسبة لنا نحن إذ إننا –نحن- موضوعالاستشراق تراثا وتاريخا وواقعا واستشرافا، وسواء علينا أوافقنا علىنتائجهم أم اختلفنا حيالها فلن يقلل من أهميتها ، ومن ثم دراستها ونقدها.
    وقبيل أن أتناول الاستشراق الألماني المعاصر أود أن أذكر هنا عدة أشياء تساعدنا في فهم واقع الاستشراق الألماني:
    أولا: لم تَستعمر ‘تستخرب’ ألمانيا أية دولة عربية ومن هنا ينتفي الغرضالاستعماري ‘الاستخرابي’ عنها، وقد يقول قائل: ربما لو استطاعت لفعلت،ولكن هذا الحكي غير مقبول منهجيا فالباحث عليه أن يحلل التاريخ الذي حدثوليس الذي من المفترض حدوثه في الماضي!!
    وربما كان هذا البعد ذا أهمية في نقد المستشرقين الألمان إذ إنهم لميكونوا – أعني غالبيتهم -أدوات استعمارية.ثانيا: لا نغفل التوسعات الطموح لهتلر نحو السيطرة على كل العالم ولكننالاننسى أن بعض الدول العربية الإسلامية كانت واقفة إلى جواره وقوفا حقيقياأو معنويا لاحبا فيه بل كراهية للاستعمار البريطاني الذي كان يحثم علىأرضها، وقد كان كتاب هتلر ‘كفاحي’(2) من العوامل التي ساعدت على الاهتمامباللغة العربية في ألمانيا وربما نعجب إذا عرفنا أن أهم قاموس عربي فياللغة الألمانية قد وضع لاهتمام سياسي بترجمة كتاب كفاحي لهتلر.
    ثالثا: إن الموقف الألماني في عهد هتلر كان ضد اليهود، ولعل قراءة في كتابهتلر سالف الذكر توضح إلى أي مدى كانت الكراهية في صدره ضد اليهود ولم يكنفردا في ذلك التوجه بل كان يعبر عن قطاع من الشعب. وربما كان ذلك منالعوامل المساعدة التي حدت ببعض المستشرقين أن يسيروا في فلكه فألفواآنذاك العرب والمسلمين أعداء لليهود فأخذوهم مادة للدرس والاستشراق.
    رابعا: من السذاجة أن أقول إن الاستشراق الألماني المعاصر محايد أو معالعرب والمسلمين في قضاياهم وليس ذلك لمصلحة العرب ولا المسلمين لأننا فيحاجة إلى من ينقدنا بمنهج علمي قد نتفق معه أو نختلف لكننا في حوج إليه ؛حتى نرى كيف يرانا الآخر لا كما نرى ذواتنا من منظار تضخيم الذاتوإعلائها،أو التقليل من شأنها ومن هنا فإن بعض المستشرقين الألمان ضدالعرب وضد المسلمين وضد المنطق أحيانا إلا أننا في حاجة إلى هؤلاء وإلىأولئك حتى نعرف موطئ أقدامنا في عالم معاصر متغير يسبح فوق بحار الكونيةوالعولمة وتختفي فيه المساحات والرؤى الأحادية. وحتى نكشف هؤلاء الذينيسيئون إلينا وإلى تراثنا وديننا ينبغي علينا قراءتهم ومن ثم نقد مايكتبون بغية الوصول إلى الحقيقة.
    أود هنا أن أوضح دور المستشرقين الألمان حيال اللغة العربية والعرب:
    أولا: حفظ المخطوطات العربية:
    من المؤسف ومن المفرح في آن واحد أن آلاف المخطوطات العربية والإسلامية قدوجدت طريقها نحو المكتبات الألمانية فربما لوظلت قابعة في بيوتنا لقضيعليها وقد آلت إلى المكتبات الألمانية بالجامعات والبلديات من خلال الشراءوالاستيلاء عليها من الأقطار العربية لكنها – وبحق- وجدت من يسعى إلىحفظها وتصنيفها وفهرستها والعمل على تحقيقها، وإن نظرة في أعداد هذهالمخطوطات لتوضح لنا أهميتها كذخائر تراثية لا تقدر بثمن.وقد احتلت مكتبة برلين الوطنية نصيب الأسد من هذه المخطوطات إذ إن عددهايربو على عشرة آلاف مخطوط ، فُهرست في عشرة مجلدات ؛وفي مكتبة جامعةجوتنجن حوالي ثلاثة آلاف مخطوط من نفائس التراث العربي وفي مكتبة جامعةتوبنجن بجنوب المانيا العديد من المخطوطات الذخائر ناهيك عما بها من كلإصدارات العالم العربي والإسلامي من كتب ودوريات منذ اختراع المطبعة ؛جاوزعمر بعضها المائة عام واختفت من المكتبات العربية وصار الحصول على بعضهاضربا من المستحيل ، كل ذلك محفوظ بمكتبة جامعة توبنجن مما يجعل دورهادوراً ثنائيا في خدمة المخطوط والمطبوع من الفكر العربي ، ولقد عثرت فيإحدى زياراتي على مخطوط فريد في العروض العربي وهو مخطوط ‘كتاب العروض’لعلي بن عيسى الربعي المتوفى سنة 420هـ وقمت بتحقيقه وعلى الرغم من مضىأكثر من ألف عام على المخطوط إلا أن حالته جيدة ، وقد اغتظت ذات مرة منالمبالغة في حفظ المخطوطات، وكانت إحدى موظفات المكتبة ترمقني وأنا أقلبالمخطوط ، وودَّتْ أن تقلب لي المخطوط بدلا عني ، فَصِحْتُ بها في لطفممازحا: ربما يكون هذا المخطوط بخط جدي!
    فأردفت على التوّ: لكنْ لم يحافظ عليه أبوك!
    وربما كانت على حق في ذلك، حتى لو قلنا إنهم قد سرقوا هذه المخطوطات!
    ثانيا تحقيق المخطوطات العربية والإسلامية:
    لم يقتصر دور المستشرقين الألمان على حفظ هذه المخطوطات فحسب بل عمدوا إلىتحقيقها تحقيقا علميا ذا فهارس متعددة واستوجب تحقيقهم وضع مؤلفات تعدعُمُدا في موضوعاتها كالمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم الذي وضعهالمستشرق الألماني فلوجيل Flugel والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي ،ومعجم شواهد العربية ، وهي بحق مؤلفات رائدة يعتمد عليها المحققون العربوقد قام بعض العرب بالسطو عليها وكتبوا أسماءهم كمؤلفين لها وربما تواضعواوذكروا اسم المستشرق الألماني في سطر في مقدماتهم الطويلة!
    وقد حقق المستشرقون الألمان عدداً كبيرا من أمهات التراث العربي كالكاملللمبرد وتاريخ الطبري الذي استغرق تسعة عشر عاما من العمل المتواصل ،ومؤلفات البيروني، وبدائع الزهور لابن إياس، وطبقات المعتزلة لابن المرتضىومقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري، والفهرست لابن النديم ومؤلفات ابنجنى، وعدد كبير من دواوين الشعراء القدامي، وقد عكف إيفالدفاجنز على ديوان‘أبي نواس’ (3) قرابة عشرين عاما حتى أكمله تحقيقاَ.
    وهو دور يجب أن يحمدوا عليه ، وقد يقال : إن بعض ما حققوه كان اختياراًمتعمدا لبعض الكتب التي تعنى بالفرق الإسلامية واللهجات ،وهي مقولة صحيحةلكن جلّ تحقيقهم كان بعيدا عن ذلك ؛ فما علاقة تحقيق المعلقات وترجمتهاإلى العربية بحالة العرب الآن وتشرذ مهم وتخاذلهم؟!
    كما أن أخطاء كثيرة وقعت في تحقيقاتهم وهذا أمر منتظر ؛ فسرُّ العربيةعصيٌّ على أبنائها ، فكيف على غير أبنائها، وقد جاءت بعض الأخطاء مضحكة،فقد قرأت لأحد المستشرقين تحقيقا لكتاب ورد فيه مقولة:’أشهر من قفا نبك’وجاءت في المخطوط’ أشهر من قفانبك’ وقام المستشرق الألماني بالبحث فيالمعاجم والقواميس عن شخصية ‘قفان بك’ ومن عجب أنه قد وجد أن قائدا تركياقديما كان يدعى بهذا الاسم فعزا إليه الشهرة! ولم يهتد إلى معلقة امرئالقيس المبدوءة بقوله: ‘قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلِ بسقط اللوى بينالدخول فحوملِ’
    لكن ذلك الأمر لا يخلو منه المحققون العرب الذين يخطئون في أشياء مضحكة أيضا.
    وأود هنا أن أنوه بجهود مركزين هما: معهد الدراسات الشرقية في استانبولبتركيا، ومعهد الآثار والدراسات الشرقية في بيروت، إذ يعملان على تحقيقالمخطوطات العربية والإسلامية ونشرها في سلسلتين هما : المكتبة الإسلامية،وسلسلة بيروت ، وقد أسهمتا في نشر الكثير من النصوص الأدبية المخطوطةوتحقيقها كالوافي بالوفيات للصفدي على سبيل المثال.
    ثالثا تأليف الكتب والدراسات حول الفكر العربي والإسلامي:
    لا يمكن لأي دارس في الأدب والنقد العربيين أن يتجاهل أعمال مستشرقينألمان كبار مثل كارل بروكلمان Carl Brockelmann وكتابه تاريخ الأدبالعربي(4) على الرغم مما ورد فيه من بعض الأخطاء التي حاول دارسون عرب أنيتداركوها عليه كما فعل عبدالله بن محمد الحبشي (5)، لكن يبقى لكتاببروكلمان فضل السبق في التعريف بالتراث العربي والإسلامي المخطوط في جميعمكتبات العالم وهو جهد فردي لم نستطع نحن – للأسف- فرادى وجماعات أن نقومبه، وقد أحسن الدكتور محمود فهمي حجازي - وجمعٌ من المهتمين باللغةالألمانية - في ترجمته لهذا الكتاب ترجمة وافية أفادت المتلقي العربي..
    كما أن المعاجم التي وضعت في الألمانية كمعجم هانزفير Hans Wehr العربي/الألماني يعد معجما رائداً ، كما يعد كتاب ‘العربية’ ليوهان فك Johan Fuckمن المصادر التي لا يستغنى عنها ، وقد تحدث نجيب العقيقي في كتابه‘المستشرقون (6)’ عن بعض المستشرقين الألمان وعن إسهاماتهم الفكرية ويعدهذا الكتاب مرجعاً في بابه حتى زمن نشره.
    وقد وجّه بعض الباحثين نقدا لهذه المؤلفات تركز معظمه على النحو التالي:
    إن معظم هذه المؤلفات قد اتجه إلى اللهجات وإن هذه الدعوة لتعميم اللهجاتورعايتها لم تكن لصالح البحث العلمي بل هي لإشعال الفتن المحلية والقومياتغير العربية ولا أبرئ نفرا منهم قصدوا إلى ذلك قصدا لكن ذلك لا يجعلنانلقى دائرة الاتهام على الآخرين وبيننا نفر قد نحوا نحو هذا المنحي،وإضافة إلى ذلك يجب ألا نرى كل الأبحاث حول اللهجات المحلية أو العاميةبعين الريبة فقد تكون من أجل البحث العلمي الداعم للفصحى.
    اتجه بعض الدارسين إلى وضع مؤلفات عدة في التراث الروحي في الإسلام وألقواباللائمة عليهم إذ إنهم قد اهتموا بالتصوف –مثلا- الداعي إلى الزهد وإلىالخلوة، وهذه نظرة حقيقة فالتراث الصوفي من تراثنا وهو فرع من تاريخالآداب العالمية وأظن أن تجاهله أو التعالي عليه يفقد الأدب العربيوالإسلامي رافداً كبيرا من روافده المتجددة.
    ولقد جاءت جهود بعض المستشرقين الألمان في دائرة التصوف من أفضل ما كتبنحوه إذ أن معظمهم أجاد عدة لغات بجانب العربية كالفارسية والأردية وبعضلغات الهنود والتركية ولغات بعض الأقليات الإسلامية في ربوع الأرض معإجادتهم للغات القديمة ومعظم اللغات الحديثة الحية مما جعل نظرتهم فيالآداب المقارنة تبدو أشمل وأكثر عمقا.
    رأي البعض أن جل كتابات المستشرقين الألمان مجدت الفرق الإسلامية المناوئةورأت من واضعيها أبطالا وأضفت على المرتدين والمنافقين هالة من البحثوالضوء، فمنهم من عني بابن الراوندي وغيره من الزنادقة ومنهم من أعلى مندور الشعراء الفاسقين كأبي نواس وابن أبي حكيمة وبشار وغيرهم من شعراءالمجون، وربما كان لهم في مقولة القاضي عبد العزيز الجرجاني ‘إن الدينبمعزل عن الشعر’ حجة بيد أنهم لن يجدوا حجة في إزكاء روح التعصب والطعن ضدالإسلام والمسلمين في بعض كتابتاتهم.
    رابعا نشر اللغة العربية في ربوع ألمانيا:
    بجنب دورهم انصب اهتمامهم على تعلم اللغة العربية وتعليمها ولقد كانللمعاهد الاستشراقية في الألمانيتين – قبل الوحدة- وفي الدول الناطقةبالألمانية كالنمسا وسويسرا وجانب كبير من هولندا أو بلجيكا ولوكسمبورجوغيرهم دور كبير في نشر اللغة العربية، وقل أن نجد مدينة كبرى في ألمانيادون أن نرى مركزا لتعليم اللغة العربية وبغض النظر عن المقاصد فإن ذلكاتجاه محمود.
    خامساً ترجمة الأدب العربي إلى الألمانية:
    في ظل وجود حوالي مائة وخمسين مليونا ينطقون بالألمانية أو يجيدون قراءتهافإن أهمية ترجمة أدبنا العربي إلى الألمانية تبدو مهمة، وقد قام بعضالمستشرقين بهذا الدور الرائد وقد وصل الأدب العربي إلى القارئ الألمانيمن خلالهم وغدا نجيب محفوظ والغيطاني وجبران خليل جبران ومحد شكري وغيرهمأسماء مشهورة في الأوساط الثقافية الألمانية، وربما يعيب هذا الاتجاه عدموجود خطة للترجمة التي تخضع للإنتقاء الشخصي والمزاج الشخصي أيضا بل إنبعضها لا يخلو من سوء القصد كترجمة الأدب الذي يتحدث عن إضطهاد المرأةبحيث تغدو أليفة رفعت أديبة كجونتر جراس في ألمانيا، وتغدو كتابات الختانوالأقليات والطعن في الإسلام هي الكتابات التي يتلقفها بعضهم للترجمة لامن الأدب العربي بل من غير العرب كما فعلوا بتسليمة نسرين التي ودوا أنيجعلوا منها سلمان رشدي الجديد لكنهم فشلوا وعادت إلى أدراجها كسيرة.
    سادسا المجلات والمتاحف:
    هنالك عدد لابأس به من المجلات المتخصصة في الآداب العربية والإسلامية أوفي أمور السياسة والاقتصاد بالمنطقة وربما كان من أهم هذه الدوريات مجلة‘عالم الإسلام’ Die welt des Islam التي يرأس تحريرها المستشرق اشتيفانفيلد Stefan wild وهي مجلة تعنى بالتراث والحداثة في الإسلام وبها مقالاتلاغني للباحث عن الإطلاع عليها ومن أسف أن ما ينشر بها لا يترجم إلىالعربية.
    وهنالك مجلة ‘الشرق’ Orient ويرأس تحريرها المستشرق أودو اشتاين باخSteinbach وهي مجلة تعني بالأمور المعاصرة في العالم الإسلامي المعاصر.
    كما أننا لا نغفل دور المتاحف الإسلامية المنتشرة في ربوع ألمانيا ومعظمهاعبارة عن مجموعات فنية خاصة لهواة جمعوها ومعظمهم من المستشرقين طيلةرحلاتهم نحو الشرق وإذا تجاوزنا عرضا عن كيفية الجمع وما اعتراها من شبهاتالسرقة إلا أن فتحها للجمهور مجانا يعرف المشاهد الأوربي بحضارة الإسلاموفنونه المبدعة بما فيها من نفائس المخطوطات والمصاحف النادرة والأيقوناتالمدهشة وغير ذلك.
    بقي أن ألقى الضوء عن أهم اتجاهات المستشرقين الألمان وأستطيع أن أصنفهم في ثلاث:
    الاتجاه الأول: الموسوعيون التراثيون:
    يرى هؤلاء أن التراث العربي والإسلام بحر يجب خوضه وقد أنفقوا سنوات عمرهمفي هذا التراث قراءة وتحقيقا ونقدا وتحليلاً وأهمهم كما أشرت آنفابروكلمان Brockelmann وفرايتاج Freytang والشاعر والأديب فريدريك روكرتRuckert الذي اعتنى بشعر المعلقات ومقامات الحريري وترجمة ديوان الحماسةلأبي تمام مع تعليقات وافية وغير ذلك ومنهم سيمون فايل Weil ومارتنهارتمان Hartmann وشبيتا Spitta وأوجست فيشر August Fischer وليتمانLittmann ونولد كه Theodor Noldeke وآدم بيتز Adam Mez (Cool، والمستشرقةالألمانية أنا ماري شيمل Annemarie Schimmel التي حصلت على جائزة السلاممن رابطة دور النشر الألمانية في 1995 وقد صاحب منحها الجائزة نقاش واسعبسبب موقفها ضد سلمان رشدي وكيلت لها الحراب من كل جانب إلا أنها صمدتوألقت خطابها بحضور رئيس جمهورية ألمانيا في 15/10/1990 في فرانكفورتقائلة ‘ لم أجد بتاتا في القرآن أو في الحديث دعوة إلى الارهاب.. وتمثلالقاعدة الذهبية القائلة عامل الناس كما تحب أن يعاملوك’ ركنا أساسيا فيعلم الأخلاق الإسلامي’(9) ومضت تقول: ‘ وليست معرفتي للإسلام مستمدة منالبحث عشرات السنين في الآداب والفنون الإسلامية فحسب بل كذلك من معاشرةالأصدقاء المسلمين من طبقات الشعب كافة في جميع أنحاء العالم الذيناستقبلوني في بيوتهم بود بالغ’(10) ثم تحدثت عن الحملة في الغرب ضدالإسلام والمسلمين’ إن الإسلام يوشك – إثر انتهاء المواجهة بين الكتلتينالغربية والشرقية – أن يصور على أنه العدو الجديد للغرب (..) وأعتقد أنالشعوب يمكنها أن تتحاور حواراً أصيلا يحترم فيه أحد الطرفين الآخر دون أنيعني ذلك القضاء على الاختلافات بينهما بل البت فيها إنسانيا والسعي إلىالتغلب عليها.. ولكني واثقة أن الماء الرقيق الجاري سيُظهر – مع الزمن-الحجرَ الصلب’(11)
    وقد استحقت الكلمات التي قالها رومان هيرتسوج رئيس ألمانيا السابق فيالحفل المشار إليه آنفا: ‘لقد استحقت الأستاذة أنّا ماري شيمل جائزةالسلام لأنها تهوى وتحب الفكر الإسلامي(..) إنني فقط أريد أن أوضح لكم كيفاستطاعت بنجاح أن تساعدني في ترجمة الأفكار بين الحضارات والثقافات خلالمرافقتها لي في زيارتي للباكستان، وفتحت لي قلوب من تباحثت معهم منالمسلمين ، (..) لقد مهدت لنا الطريق لفهم الإسلام’(12)
    الاتجاه الثاني : المستشرقون التراثيون المتخصصون
    وهم كثر ولعل أهمهم أعضاء جميعة المستشرقين الألمان DMG
    Die Deutsche Morgenlandische Gesellschaft التي تأسست في 1845، وقد عقدتمؤتمرها العلمي السابع والعشرين في رحاب جامعة بون وكنتُ أحد المشاركينفيه، وقد ضم أكثر من خمسمائة مستشرق واستمر من التاسع والعشرين من شهرسبتمبر حتى الثاني من أكتوبر 1998، وقد تنوعت الأبحاث بين التراثوالمعاصرة لكنها اتجهت نحو التخصص.
    ولوحظ أن أعداداً كبيرة من المستشرقين الشبان قد احتلت مكانها بين جيلالكبار وأهم الشبان: اشتيفان كوت Stephan Guth وباتريك فرانكه Frankeوفيريناكليم Verena Klemm وغيرهم ممن تنوعت مشاربهم ورؤاهم تجاه الاستشراقوحاولوا من خلال المناهج الحديثة استحداث طرق جديدة، وقد أثبت المستشرقراينهارد شولسه Schulze رؤى جديدة في طرق التجديد في علم الاستشراق.ومن الكبار اشتيفان فيلد Stepan Wild وأنجليكا نويفيرت Angelika Nevwirthوفيبكا فالتر Wiebke walter وجيرهارد إندرس Gerhard Endress ومونيكا فاطمةمولبوك Monika Fatima Muhlback والمستشرقة جودرون كريمر Gudrun Kraemerوروتراود فيلاند Rotraud wielandt وغيرهم ممن يستحقون أن نتناولهم في مقالآخر
    الاتجاه الثالث: جماعة دافو DAVO
    تعد جماعة دافو DAVO Deutsche Arbeitsgemeinschaft Vorderer Orient fuergegenwartsbezogene Forschung und Dokument (13) من أحدث جماعات الاستشراقالألماني المعاصر وهي تعنى بالواقع الاستشراقي وبأمور الشرق الأوسطالمعاصرة وقد تأسست في هامبورج في 1994 بقيادة المستشرق أودو إشتاين باخSteinbach وقد وصل عدد أعضائها إلى خمسمائة ، وقد عقدت مؤتمرها الخامس فيالفترة من 19 إلى 21 نوفمبر 1998 وربما تعد الجيل المتجدد والمتمرد فيتاريخ الاستشراق الألماني إذ وجهوا جل اهتمامهم إلى مواضيع جديدة لم يكنالاستشراق التقليدي يوليها اهتماما كبيرا كالسياحة في الشرق الأوسطوالدراسات الاجتماعية في بلدان المسلمين، والعوامل الاقتصادية والربطبينها والنظم السياسية وقراراتها، وكذلك البحث في جغرافية العمران وفيالإعلام ، واستطاعوا أن يحلوا عقدة المستشرقين الألمان من الإعلام إذ كانودوما في عزلة أما هؤلاء فإنهم يناقشون وسائل الاعلام وخرجوا من خلواتهمللاسهام في تشكيل الرأي العام ، وأستطيع أن أقول إن الفارق الأكبر بينجمعية DMG وجماعة DAVO أن الأخيرة لا تهتم بالتراث ولا بدراسته بل جلاهتمامها منصب على الواقع المعاصر بكل أبعاده وربما كان لهم في المستقبلالاتجاه الأكبر في عالم الاستشراق الألماني المعاصر.
    بقيت كلمة ينبغي مناقشتها في هذا المجال حول مستقبل الاستشراق الألماني إنالمتتبع لحركة الاستشراق الألماني ربما يعود بها إلى القرن الثاني عشرالميلادي إلا أن البداية الحقيقة المنظمة ولدت على يد جمعية المستشرقينالألمان DMG وهي في منعطف طرق فجماعة DAVO استقطبت الشباب ومن لم يجد دورافي DMG من كبار المستشرقين، لأنها قد احتفظت بطابع تقليدي وطقوس جامدة لميجد فيها الشباب دورهم ولم يجد فيها ما يصبو إليه فأعضاء الجمعية الكباروجهوا اهتمامهم كما رأينا إلى علوم الشريعة والفلسفة الإسلامية والفلكوالنحو والمعاجم والتحقيق والشعر والنثر وهي أمور لم يعد لها من الشباب منيتحمس لها كثيرا لكن هذا الجيل الجديد لم يهتم كثيرا بعلوم اللغات الشرقيةالقديمة وإنما يود أن يقفز عليها معتمدا على مصادر باللغة الألمانيةوالإنجليزية وأحيانا الفرنسية مغفلا المصدر العربي حتى لوكان مختلفا معه.
    إضافة إلى ذلك نجد أن المستشرقين الألمان لديهم مناهج يستخدمونها فيأبحاثهم الجزئية لكننا نفتقد منهجا كليا للإستشراق نفسه وهذه نقطة في غايةالأهمية، ولقد خدم بعض المستشرقين الكنيسة بل إن بعضهم من الرهبان مثلكراملش Gramlich ولكن هذا الدور يظل محدودا لانتشار الاتجاه العلمانيوتحول الكنائس في ألمانيا إلى مزارات سياحية بل لم يجد أحد القساوسة بداًمن تأجير إحدى الكنائس إلى مخزن للبضائع عندما لم يجد مصلين ، ولكن هذا لاينفي وجود بعض المتعصبين ضد الإسلام وليس بالضرورة أن يكونوا مع المسيحية،ولقد وجد بعض المحايدين أنفسهم في حالة حرب ضد الإعلام الغربي الذي يكيلالتهم للعرب والمسلمين ليل نهار فساير بعضهم الإعلام بل تحول واحد منهممثل كونسلمان إلى بوق إعلامي خطير ضد الإسلام لكن المستشرقين الألمان لايعدونه واحدا منهم لأنه نشأ إعلاميا وعمل في الحقل الإعلامي.
    لكل ما سبق فإن الاستشراق الألماني يظل بمعزل عن الاستشراقات الأمريكيةوالبريطانية والفرنسية ويظل له نكهته المميزة حتى لو اختلفنا معه وإنالمختلفون، بيد أن هذا الاختلاف يجعلنا نردد مع الشاعر الألماني الكبيرجوته Goethe : ‘من عرف نفسه أدرك أن الشرق والغرب لا يفترقان’ وهي مقولة’نحن في حاجة إليها الآن بعد مضي قرنين ونصف على رحيل قائلها الذي أراه منكبار المستشرقين الألمان الذين أنصفوا الحضارة الإسلامية وتأثروا بها ولعلنظرة في ديوانه الشرقي الغربي تؤكد ما أميل إليه، وها هو يسبّح:
    ‘ لله الشرق
    لله الغرب
    البلاد الشمالية والجنوبية
    تنعم في سلام بين راحتيه
    هو الوحيد العادل
    يريد العدل للجميع
    فتبارك من أسمائه المئة هذا الاسم
    آمين’(14)

    (1) إدوارد سعيد : الاستشراق
    (2) هتلر : كفاحي:
    (3) Siehe: Rudi Paret: Arabistik and Islamkunde an deutscherUniversitaeten, Deutsche Orientalisten Seit Theodor Noldeke, SteinerWiesbaden, 1966.
    (4) Carl Brockelmann: Geschichte der Arabischen Literatur, Leiden 1938.
    (5) عبد الله بن محمد الحبشي: تصحيح أخطاء بروكلمان، الأصل – الترجمة ط. المجمع الثقافي – أبوظبي، 1998.
    (6) نجيب العقيقي: المستشرقون جـ2 ، ص، 342-512، دار المعارف، القاهرة 1980.
    (Cool القاضي الجرجاني: الوساطة بين المتنبي وخصومه.
    (9) Prret: Arabistik and Islamkunde an deutschen Universitaten.
    (10) مجلة فكر وفن ص 16-17.
    (11) السابق
    (12) السابق 17
    (13) السابق ص12
    (14) Davo Nachrechten, September 1998.
    جوته: الديوان الغربي الشرقي.




    </td> </tr> <tr> <td>


    </td></tr></table>

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 11:09 am