منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    في تحليل الخطاب/ لسانيات النص

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    في تحليل الخطاب/ لسانيات النص Empty في تحليل الخطاب/ لسانيات النص

    مُساهمة   الأربعاء نوفمبر 17, 2010 1:58 pm

    في تحليل الخطاب/ لسانيات النص

    <blockquote class="postcontent restore">لنا حديث- قبل الخوض في تحليل الخطابين- في مفهوم الخطاب، هذا المفهومالذي يتقاطع مع مفاهيم أخرى من كلام و نص...وسنمر بعجالة على بعض الآراءالتي تتطرق إلى مفهوم الخطاب.

    إذا كان أب اللغويات الحديثة فريديناند ديسوسير قد أقر بثنائيتياللسان والكلام ، فإن هذا الأخير يتحول عند بول ريكور إلى مفهوم الخطاب،فالخطاب إذا عند ريكور هو التحقق الفعلي للسان.



    عند سارة ميلز نجد تمييزا آخر، فهي تضع الخطاب مقابل النص، فالخطابهو التصور المجرد والنص هو التحقق الفعلي للتصور المجرد. إن الخطاب عندهاأعم وأشمل من النص، وهو الرأي نفسه الذي يدافع عنه الباحث محمد مفتاح، فيحين نجد الباحث سعيد يقطين يدافع على شمولية النص على الخطاب، فالخطابعنده يرتبط بالجانب النحوي، في حين أن النص يرتبط بالجانب الدلالي...



    ونعرج إلى الخيط الناظم بين هذه التعريفات فنمثل له برأي ميشيل فوكوو ماكدونيل حيث يريان أن شرط الترابط المعنوي هو الشرط الأول والمهملتشكيل نسق خطابي متسق ومنسجم.



    ولأننا سنتحدث عن الخطاب السياسي أقترح أن نميل مع الطرح الذي يرى أنالخطاب كلام ينجز في ظرفية ما من ظروف التواصل، وهي ظرفية تعامل اجتماعيةخطابية، بينما النص هو كلام من غير تركيز على الوضعية التواصلية ( رأي ج .أدام )، وهو الرأي الذي يذهب إليه بنفنست عندما يقول بأن الخطاب هو كل قوليفترض متكلما ومستمعا، ويكون لدى المتكلم مقصد التأثير في الآخر على نحوما.

    إن الخطاب مرادف للسلطة وللرغبة في السيطرة ( عند فوكو )، السيطرةعلى قلوب وعقول المستمعين و" تنويمهم " كلاميا وذلك بتوظيف متوالياتكلامية عن طريق اللعب باللغة لإنتاج خطاب يدفع الجمهور إلى تبني أفكار،وتعديل أو ترك أخرى.



    في محاولتنا هذه سنحاول الدخول إلى اللسانيات التطبيقية، وذلكبالاشتغال على خطابين وتحليلها لمعرفة مدى قدرة صانع الخطاب على التأثيرفي نفوس " مريديه " واستخراج ما يجعله ينجح في هذه المهمة. وسيكون متناشتغالنا هو خطاب الأمين العام لحزب الله في مهرجان النصر والتحرير في ماي2000 ( حاولت إيجاد نص حديث له ولكنني لم أفلح )، وكذا خطاب الرئيسالأمريكي عن العراق في 13 شتنبر 2007.
    سنشتغل على مفهوم الخطاب انطلاقا من المفاهيم اللسانية، وجب تحديد المرجعالذي سنشتغل به في تحليل الخطابين السابقين، وذلك حتى نبقى تائهين أمامالزخم المفاهيمي الكثيف والمدارس اللسانية الكثيرة التي عالجت مفهومالخطاب وإن بتسميات أخرى كلسانيات ما بعد الجملة، ولسانيات النص...

    لذلك سنعتمد في تحليلنا للخطابين على مفهوم " المكانة " لدى الباحث "مانكونو، وسنجمل أهم القواعد التي تحدث عنها في كتابه " تحليل الخطاب ".وربما سيلتبس علينا الأمر خصوصا وأن الدراسة اللسانية تهتم أكثر بالبنية،إلا أن مفهوم " المكانة : وبعد تطبيقه على الخطابين سيتضح أنه يتجه أكثرإلى دلالة الخطاب. وهو ما بجعلنا نقول بأن تحليل مانكونو هو تطويرللسانيات المدرسة الوظيفية والمدرسة التخاطبية.



    إن إنتاج المعنى في الخطابين وإعطاؤهما بعد الرغبة والسيطرة تم عبرفهم باعثي الرسالتين للوقائع المحيطة بهم، فكل من حسن نصر الله وجورج بوشيدرك " مكانته " بعد عناصر الخطاب الأخرى. ولتفسير ذلك تستحضر المقاربةالذريعية لدى "ماركونو " حيث يقول : "المكانة التي تسند الخطاب، هي مجموعةمن السمات الاجتماعية.. لكنها حولت إلى متتالية من التشكيلات التخييليةالمعينة للمكانة، حيث (أ) و(ب) (مرسل ومرسل إليه)، يسند كل واحد منهمالنفسه وللآخر الصورة التي يكونها عن مكانته الخاصة ومكانة الآخر".

    يتسم الخطاب لدى كل من جورج بوش وحسن نصر الله بفهم الوقائع المحيطةبإنتاجه، وتفسير ذلك يحتم علينا تبيان مقومات مفهوم المكانة، والذي يساهمفي إنتاج الخطاب من قبل المخاطب وكذلك تقبله من قبل المستمع. وهذهالمقومات لا تعدو أن تكون مقدمات/أسئلة تشكل منطلق تشكيل الخطاب وتقبله:



    السؤال /المقدمة/ الأول: من أكون حتى أكلمهم هكذا؟

    إن هذا السؤال هو المتحكم في إنتاج الخطاب، فنصر الله وبوش يتحدثانبنوع من الثقة، وبنوع من " المسؤولية " صوب " المستمعين. الثقة التييستشعرها نصر الله من كونه انتصر للتو على الجيش الإسرائيلي، والثقة التييحس بها بوش خصوصا وأنه يلقي خطابه بعد تقرير دافيد بترايوس وكروكر.ويتجلى ذلك من ألفاظ نصر الله : نحتفل / النصر / العدو / اندحاره / العدوالمهزوم/ هم الخائفون...وكذلك في كلام بوش: الهزيمة / الإرهابيون / بعقوبةمطهرة / الشبان ينخرطون في الجيش...

    والمسؤولية تأتي من فهم مكان نصر الله لمركزه كأمين عام لحزب مقاوم،رمز للمقاومة الإسلامية هو حزب الله، فلابد له أن يستحضر المسؤوليةالملقاة على عاتقه، ويتجلى ذلك في: شكره لكل من ساعد الحزب في حربه، فهواستحضار للذات الجماعية مقابل ذات جماعية أخرى ( إيران، سوريا...)، ثمتوزيعه صك الأخوة على مستمعيه، حتى يضمن الإصغاء الجيد أو التماهي المطلقبينه وبين حزبه ( أيها الإخوة والأخوات...). وهو الأمر الذي نجده عند بوشمن فهم لمسؤوليته كرئيس للأمة الأمريكية والمدافع الأول عن مصالحها (علينا أن نهزم القاعدة / نقوي قواتنا المسلحة...).



    السؤال /المقدمة / الثاني: من يكونون حتى أكلمهم هكذا؟

    لكي يكون تأثير الخطاب قويا ويساهم في تحقيق وظائفه فلابد أن يستحضركل من بوش ونصر الله كينونة ومكانة المخاطب. هذا الفهم الذي يخلق نوعا منالانسجام والتناغم بين المخاطب والمستمعين. فهذا بوش يستعمل العباراتالآتية: التقدم راجع إلى شجاعتكم/ هذه البلاد مباركة ( إشارة إلىالأمريكيين )/ يقومون بتضحيات عظيمة... ومن خلال ما يأتي : نحن المسلمونوالمسيحيون/ لبنان الانتصار ( من خلال البلد حديث عن أهله ) / لبنانالعزة... نرى رغبة نصر الله في الاستحواذ على عاطفة مستمعيه بادية من خلالما يصفهم به، هذه الأوصاف التي تنزل عليهم بردا وسلاما إضافة إلى أنهاتحمسهم لرد العطاء الذي يحسون أن القائد أجزله لهم وهذا يرتبط بالسؤالالثالث.

    السؤال / المقدمة / الثالث: من يكون حتى يكلمني هكذا؟

    يعني هذا السؤال استحضار المخاطب لنقطة مهمة، وهي أن المستمع ينظرإليه باعتباره رمزا أو كيانا أو ضامنا للوحدة، أو مدافعا...هذه الأموركلها يستغلها المخاطِب لينقل للمتسمعين صورة الرجل المدافع عن حقوقهموالحامي لأموالهم وممتلكاتهم وأرضهم. وهذه الأخيرة هي التي نجدها بكثرةعند بوش ونصر الله، فكلاهما يستحضران نظرة المستمعين إليهما، وبالتالي وجبعليهما إشباع رغبتهم للحيلولة دون سقوط الرمز الذي يمثلانه، فبوش خادمالأمة الأمريكية، هكذا يفترض – وهو يلقي خطابه – أن نظرة الأمريكيين له هيهذه. وفي الوقت نفسه هو سيد ذو مكانة، إنه رئيس ذوسلطة ذو هيبة، وعلىخطابه أن يحمل نفحات من هذا الجانب ( تكرار الأفعال المفردة المنسوبة إلىنصر الله، اخرجوا – الأمر – أنصحه، أن يخرج،)،
    </blockquote>



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 10:35 am