منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    العلاقة الدلالية بين المتضايفين بين التوليد والتأويل

    أروى55
    أروى55


    عدد المساهمات : 235
    تاريخ التسجيل : 07/10/2009
    العمر : 31

    العلاقة الدلالية بين المتضايفين بين التوليد والتأويل Empty العلاقة الدلالية بين المتضايفين بين التوليد والتأويل

    مُساهمة  أروى55 الجمعة ديسمبر 10, 2010 2:42 pm

    [b][center]المعداوى للعلوم والتكنولوجيا :: الابحاث العلمية
    صفحة 1 من اصل 1 • شاطر • المزيد!

    المزيد!
    العلاقة الدلالية بين المتضايفين بين التوليد والتأويل في ضوء النظريات اللغوية الحديثة من خلال ثمار القلوب للثعالبي الأستاذ الدكتور: عطية سليمان أحمد

    مُساهمة المشرف العام في السبت 21 أغسطس 2010 - 22:49
    المقدمة :
    يرتبط المضاف والمضاف إليه بعلاقة دلالية سوغت لهما أن يقترنا معا ، وهذه العلاقة أعـيد النظر إليها من خلال نظريات علم اللغة الحديثة ، فاتضح الفرق الشاسع بين الدراسة التقليديـــــة لتلك العلاقة ،وما وصلت إليه النظريات الحديثة من نتائج أوضحت من خلالها الجانب الإبداعـي في تلك التراكيب الإضافية ، وقد وظف المتكلم المبدع هذه التراكيب للتعبير عن معان معروفـة، وأخرى غــــــــير معروفة من قبل ، بل إنه وظفها لسد ثغرات في بعض مفردات اللغة.
    هذا العمل يقوم علي فكرة التوليد الدلالي ، حيث نجمع بين لفظين لإنتاج مركب جديد، يحمـــل دلالة جديدة ، ربما لا تتكون من كل لفظة علي حدة ، هذا هو التوليد الدلالي الذي يمثل الجانــــب الإبداعي في اللغة ،ويوضح إلي أي مدى يتفاعل أبناء اللغة مع الجانب الخلّاق في اللغة (الدلالة ) في التعبير عن أفكارهم المتجددة .
    إن المتكلم المثالي يستطيع أن يولد من اللفظة الواحدة عددا لا نهائيا من المعاني ، وقد جاءه ذلك من قدرته على توليد المعاني، والدلالات الجديدة من اللفظة الواحدة ( الكفاءة) فالــقدرة على إنشـاء جمل جديدة تكون محدودة لو أننا أكتفينا بتغيير أشكال ، وأنماط القوالب التركيبية للجملة فقـط ، فلولا ما لدى الألفاظ من معان مكبوسة داخل كل لفظة ، وما لدى المتكلم من قدرة إبداعية علـــى توليد تلك المعاني ؛ لما تولدت منها كل هذه الدلالات .
    يقول د.عبدالقادر فاسي فهري: إن المفردات ما هي إلا بنيات مركبة مكبوسة ، والكلمة تجميع لما كان يمكن أن يكون جملا. و من هنا كان تحليل المفردة لا يختلف أساسا عن تحليل الجملة وضوابط النحو ( بالمعنى العام الذي يعنى نظام القواعد ) لا ينطبق على الجمل فقط ، بل ينطبق كذلك على المفردات ... والمعجمية لا يمكن أن تكون محددة في الكلمات أو المفردات ، بـــل إن الوحدة المعجمية قد تكون مفككة ومبعثرة في عدد من الكلمات )(1)
    فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا نعيد النظر إلى هذه الألفاظ ذات القدرة التوليدية ‘ التي أظــــهر المتكلم من خلالها قدرته الإبداعية ؟ فنرى كيف استخرج ما لديها من معان مكبوسة ؛ وذلك مـن خلال اللفظين المتضايفين ،ويمكن التطبيق على ذلك من خلال كتاب ثمار القلوب في المضاف والمنسوب لأبي منصور الثعالبي ،الذي جمع فيه عددا كبيرا من العبارات الإضافية، لنرى مـــن خلالها كيف استطاع المتكلم أن يستخرج ما في الكلمة من معان خفية ، ويولد منها دلالات جديدة لبّي بها حاجته الشخصية ومتطلباته الاجتماعية .
    وأسأل الله تعالى أن يوفقني إلى ما يحب ويرضى.

    أد . عطية سليمان أحمد

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1) المعجمية والتوسيط د . عبد القادر فاسي فهري المركز الثقافي العربي دار البيضاء المغرب ط/1 /1997ص4


    الفصل الأول : معنى الإضافة بين القدماء والمحدثين .


    الفصل الثاني : نماذج للعلاقات الدلالية بين المتضايفين .


    الفصل الثالث:الدراسة التطبيقية للعلاقات الدلالية بين المتضايفين
    في كتاب ثمار القلوب للثع

    الفصل الأول :

    معنى الإضافة بين القدماء والمحدثي
    معنى الإضافة عند القدماء

    الإضافة تكون بمعنى اللام عند جميع النحويين ، وزعم بعضهم أنها تكون أيضا بمعنى (مِن) أو في ... وضابط ذلك: أنه إن لم يصلح إلا تقدير(مِن) أو(في) فالإضافة بمعني ما تعين تقديـــره، وإلا فالإضافة بمعني اللام فيتعين تقدير (مِن ) إن كان المضاف إليه جنسا للمضاف ، نحو :هــذا ثوب خّز ، وخاتم حديد ، والتقدير : هذا ثوب من خز، وخاتم من حديد .
    ويتعين تقدير (في) إن كان المضاف إليه ظرفا واقعا فيه المضاف ، نحو (أعجبني ضـــــرب اليوم زيدا )أي ضرب زيد في اليوم ... فإن لم يتعين تقدير (من) أو (في) فالإضافة بمعني الــلام نحو (هذا غلام زيد ،وهذه يد عمرو ) أي غلام لزيد ويد لعمر .
    إن الإضافة علي قسمين : محضة وغير محضة :
    غير المحضة : هي إضافة المشابه للفعل المضارع إلي معموله،وهذه لا تفيد الاســــم الأول تخصيصا ولا تعريفا .
    والمحضة : هي غير إضافة المشابهة للفعل المضارع إلي معموله، وتفيد الاســـــــم الأول : تخصيصا إن كان المضاف إليه نكرة ،نحو :هذا غلام امرأة ، وتعريفا إن كان المضاف إليــــــه معرفة ، نحو: هذا غلام زيد .)(1)
    إن العلاقة بين المضاف والمضاف إليه تقوم علي ربط بين كلمتين لإنتاج كلمة مركبة منهما تشير إلي شيء واحد كما في (يد زيد ، أو كتاب عمرو ) فإن المقصود بذلك يد معينة ومحددة هي يد زيد ،وكذلك في كتاب زيد ، فالهدف الأصلي من الإضافة هو زيادة التحديد للمعني المقصـــود من الكلمة بإضافتها إلي غيرها .
    لقد تناول النحاة جانبين من معاني الإضافة :
    الأول : الإضافة المعنوية، وهي تقدير الرابط بين الكلمتين من الحروف المختلفة ،وتحديد نوع الحرف حسب التقدير ، وقد قام هذا علي اعتبار معني الحرف المقدر ،وتم التحويل بواسطـــــــة حذف هذا الحرف ، وتحديد الحرف المحذوف (المقدر) منوط بمعاني المفردات في المركـــــــب الإضافي والعلاقة بينهما .
    الثاني :الإضافة اللفظية،ويكون فيها المضاف صفة (اسم فاعل أو اسم مفعول أوصفة مشبهة )
    والمضاف إليه معمولا لتلك الصفة نحو : هذا ضارب زيد الآن ، أو غدا ، هذا معمور الدار الآن أوغدا ، هذا رجل حسن الوجه )وتسمي إضافة لفظية لأنها تفيد أمرا لفظيا ’ و هـو التخفيف (إن مصطلح الخاص بهذا الضرب من الإضافة يشير إلي أن الإضافة إنما هي إضافة فــــــــي اللـفظ المنطوق فقط ،ولكنها بحسب المعني أو العمق ليست إضافة ويشير أيضا إلي أن هذا التركـــــيب يكتسب معناه من عمقه لا من سطحه )(2) ولهذا سميت بالإضافة غير المحضة ، حيث فــــــرض البناء التركيبي للنحو العربي اعتبار هذا التركيب تركيبا إضافيا . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1) شرح ابن عقيل ج3/43،44 دار الفكر القاهرة بدون تاريخ
    2) من أنماط التحويلية في النحو العربي .د.حماسة ، الخانجي ، ط 1990م


    الخلاصة :
    إن حديث القدماء حول المتضايفين يتمحور حول نقاط عدة هي :
    1) أسماء الإضافة وأنواعها : محضة وغير محضة ومعنوية ولفظية .
    2) تعريف المضاف وتنكيره ـ تعريف المضاف إليه وتنكيره .
    3) العلاقة بين المضاف والمضاف إليه : منفصلة أو متصلة ،أي دائمة أو مؤقتة محضة، وغير محضة،وهذا الجانب يمثل الجانب الدلالي في القضية ، وإن كان يمثل جزءاصغيرا من دراسة القدماء؛ فإنه أخذ جانبا كبيرا من دراسة المحدثين ، فقد قاموا بإيضاح العلاقة الدلالية بين المتضايفين ، التي ستفتح الباب أمام تحليل مركبات إضافية كثيرة ستوظف دلاليا في مجالات عدة تسد بها ثغرات في اللغة ،حيث يقوم المركب الإضافي بابتـــــكار كلمات ناقصة ، وإبداع دلالات تعجز عن إيجادها الكلمات المنفردة .
    وبهذا يمكن تصور التركيب الإضافي عند النحاة كما في هذا الشكل التشجيري :
    التركيب الإضافي


    أ) محضة: خالص من نية الانفصال ب )غير محضة:علي تقدير الانفصال
    تسمي : الإضافة المعنوية تسمي : الإضافة اللفظية
    علي تقدير (من ـ في ـ اللام) إضافة ( اسم فاعل ـ مفعول صفة مشبهة)
    يفيد : تخصيصا أو تعريفا لا يفيد : تخصيصا ولا تعريفا
    1ـ تخصيصا: 2ـ تعريفا: المضاف إليه مع أل :
    المضاف إليه نكرة المضاف إليه معرفة 1ـ المضاف لا تدخله أل 2ـ يجوز أل فيهما:
    (هذه دار رجل) (هذه دار الرجل) (هذا الضارب الرجل)

    معني الإضافة عند المحدثين
    أولا : مرحلة التكوين :
    تناول المحدثون التركيب الإضافي من منطلق جديد يقوم علي أساس سليم ،مستلهم مــــــن الفكر القديم ، وهذا الفكر الجديد يفتح آفاقا جديدة لفهم قضية المضاف والمضاف إليه بصورة أرحب مما لدي القدماء،ويجعلنا نري العلاقة بين المتضايفين بصورة أوضح وأدق وأوسع لتشمل كل اللغات،إنه مفهوم ينطلق من نظرة أعم وأشمل؛لهذا يجب عرضه ومناقشته ومحاولة الاستفادة منه ؛لفهم قضية أكبر من العلاقة بين المتضايفين، وهي قضية الجانب الإبداعي في اللغة ؛ فنرى كيف يعمل هذا الجانب ؟ وكيف ينتج ما لم نسمع به من قبل من تراكيب إضاف
    ويقدم لنا الدكتور عبد القادرالفاسي فهري تصورا جديدا للتركيب الإضافي قائلا: ( أقدم تصورا جديدا لبنى الملكية ،التي تعرف في الأدبيات التقليدية بالمركبات الإضافية ، وسيأخذ التحليل بعين الاعتبار عددا من خصائص هذا التركيب وضمنها :
    أ‌) أن المركب يتصدره اسم عار (1)
    ب‌) أن هذا الاسم يحمل الإعراب المسند للمركب بأتمه
    ت‌) أن هذا المالك يكون في موقع بعد س ( المملوك )وقبل الصفات الناعتة
    ث‌) أن المالك مجرور
    ج‌) الرأس الاسمي ( المضاف )لا يحمل أداة تعريف ...
    ح‌) الرأس الاسمي يؤول (عادة) علي أساس أنه معرفة أو نكرة ، بناء علي قيمة سمة التعريف في المركب المالك ( المضاف إليه ) كما في (احترقت دار الرجل الواسعة ) (2)
    إن الفكر الجديد لم يترك الأسس التي يقوم عليها هذا التركيب الإضافي ، بل استعان بها للانطلاق إلى فكر جديد ،بل يراه بصورة أعم ، وأشمل في لغات أخرى يقول : و قد اتفقت التحاليل السابقة للمركـب الإضـافي في العربية ، والعبرية، والبربرية على أن اشتقاق هذا التركيب يتطلب صعود (س) إلى حد ، وموقعة (أو صعود) المالك في مكان أعلى من مكان الصفة )(3)
    ويذكر د .غاليم : أن الإضافة نوعان :
    أ‌) إضافة تخصيصية أو إفرادية :
    نحو 1ـ دار الرجل :حيث المضاف إليه حد ( determiner ) للاسم الرأس ،وحيث يحيل المركب كله علي كيان مخصص خارج طبقة الكيانات التي تحيل عليها الاســـــم الرأس ، أي أن المقصود بـ ( هذه دار الرجل ) دار الرجل لا قصره أو ضيعته .
    ب ) إضافة تصنيفية أو وصفية :
    نحو (دار رجل ) حيث المضاف إليه بمثابة نعت (modifier) للاسم الرأس ،وحيث يحيل المركب كله علي طبقة فرعية معينة داخل الطبقة التي يحيل عليها الاسم الرأس ،أي أن المقصود بـ { دار رجل} دار رجل لا امرأة أو طفل أو فتاة ...)(4)
    هذا المفهوم الجديد للعلاقة بين المتضايفين يجعلنا نعمق الفهم لتلك العلاقة ،والأسس التى تقوم عليها ، في ضوء معرفة مستقلة بكل من المضاف ،والمضاف إليه كل علي حدة ، وما الذي أجاز لنا أن نجمع بينهما ؟
    فلننظر في هذه المفاهيم :
    أولا الدلالة : من حيث الدلالة ( فمادامت البنية الإضافة قائمة علي تضايف اسمين،فإن دلالتها تنتج عن التأليف المشترك بينهما ، ومن ثمة ضرورة النظر في خصائصهما الدلالية ...ويجب أن ينصب الاهتمام علي تخصيص أكفى لبنية الاسمين المتضايفين الدلالية،ولكيفية تآلفهما لبناء دلالة المركب الإضافي )(5) ولهذا يجب الاهتمام بـ :

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1) هذه بعض الإيضاحات لما يقصده د. الفاسي )المركب : المضاف والمضاف إليه ، عار :نكرة ،الاسم :المضاف ويعرب حسب موقعه في الجملة ، المالك :المضاف إليه ، المملوك :المضاف )
    2) المقاربة والتخطيط في البحث اللساني العربي د. عبد القادر الفاسي الفهري، دارتوبقال ، دارالبيضاء المغرب 1990ص76
    3) المرجع السابق 70
    4)النظرية اللسانية والدلالية العربية المقاربة مبادئ وتحاليل جديدة،د غاليم ، دارتوبقال للنشر دار البيضاء المغرب1999 ص95
    5)المرجع السابق ص 96

    1ـ دلالة كل كلمة من الكلمتين ( المضاف والمضاف إليه ) علي حدة.
    2ـ كيفية التآلف بينهما لبناء مركب جديد بدلالة جديدة .
    3ـ معرفة الجانب الإبداعي في المنتج الجديد (استعارة ـ مجاز ـ كناية…).
    ثانيا معني الكلمة : من أهم مظاهر معني الكلمة المعلومات المتعلقة بنمطها الدلالي أو مقولتها الدلالية ،وهي تستقى معناها من :
    1ـ الدلالة المعجمية :أي معنى الكلمة في المعجم ،وهذا المعني المعجمي يحتاج إلى مزيد من التمييزات التي تسفر عن مجموعات انتقائية فرعية أدق داخل عناصر الأنماط المذكورة ، ولـهذا نحن في حاجة إلى هذه التمييزات الخاصة بالكلمة ولا توجد في المعجم .
    2ـ التمييزات الخاصة بالكلمة : وهي تساعد على تحديد أدق لمعنى الكلمة نحو:
    أ) التمييز على أساس الحيوية :كما في كتاب ـ رجل ، فالأول ميت و الثاني حي.
    ب) التمييز بين الكتلة والمعدود في (سمن ودار) فالأول كتلة تعين منطقة غير محددة داخل المجال، فلا نعرف أين تقع الكتلة (كيلو مثلا)في داخل السمن،والثانية دارالتي تعين منطقة محددة داخل المجال ؛أي تشير إلى شيء محدد الأبعاد ، ويمكن معرفته وعزله .
    ج) التمييز بين الفرد: مثل رجل من الجماعة مثل لجنة .
    د) التمييز :1ـ طبقة الأسماء الحملية(predicative ):نحو رجل وماء، وهي تستطيع بمفردها أن تشير إلى شيء موجود في العالم الخارجي .
    2 ـ طبقة الأسماء العلاقية (relational ):نحو أب ،وأخ ،وهي لا تستطيع بمفردها أن تحيل إلى شيء دون أن تكون تابعة لكيان إحـــالي آخر ، فهي تحيل على أفراد يقيمون علاقة مخصوصة بفرد آخر على الأقل ، وهنا نحتاج إلى كيان آخر بالنظر إليه تقوم العلاقــة ، كما في علاقة القرابة ، فرأس المركب الإضافي مثل :أب يحتاج لاستكمال إحالته إلى ابن أو ابنة نحو : أب زيد ، أب هند ، وكذلك علاقــــة الجزء بالكل كما في (يد زيد ـ رجل عمرو ) الذي تربطه به علاقة عضوية ، وعلاقة الشيء بمصدره أو(حيث تطلب الرأس مباشرة كيانا يحيل على مصدره
    نحو: رأى زيد ـ صوت هند ) (1)
    هذه العلاقات ( القرابة ـ الجزء بالكل ـ الشيء بمصدره) تلعب دورا بارزا في تحديد دلالــــة المركبات الإضافية ، ولذا تصبح هذه العلاقات الرابط بين المتضايفين ، ويمكن من خلالها إعادة تصنيف المعاني المكونة للمتضايفين في شكل علاقات جديدة تربط بينهما ، وتدل علي الـــــــنمو الفكري، والتطور اللغوي ،والحضاري عند أبناء هذه اللغة .
    وقيمة أخرى لتلك العلاقات؛ فهي تقلص إمكانيات تأويل معني المركب الإضافي، وتجعله أكثر تحديدا , ويمكن توظيف هذا العنصر ( طبقة الأسماء العلاقية) فـــي تصنيف المركبات الإضافية المختلفة ، ويعد هذا العمل المرحلة الأولى في تحليل معني المركب الإضافي ، وبعد تصنيفها إلي طبقة الأسماء الحملية، وطبقة الأسماء العلاقية .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1) النظرية اللسانية والدلالة العربية مبادئ وتحاليل جديدة 97



    ثالثا التأويل : ونعني به محاولة فهم العلاقة بين المتضايفين، والمعنى الناتج عن اقترانهما، وتتعدد إمكانيات التأويــل في حالة المركبات الإضافية التي ترأسها رؤوس حملية أو متعددة العلاقة ،أي رؤوس لا تتطلب مباشرة علاقة مخصوصة ، وإنما يمكن أن تدخل في عدد من العلاقات بكيانات أخرى، وهذا التنوع ، والتعدد أعطى فرصة أكبر للتأويل كما في رجل وماء ،و يمكن أن تضاف إلى أشياء متعددة، ولكن في كل الحالات المتعددة للمضاف إليه ، تظل كل منهما تشير إلى موجود في العالم الخارجي،هو الماء والرجل ، والتعدد جاء من إمكانيات إضافتهما إلى أشياء كثيرة ، مما يؤدى إلى كثرة التأويل ، والافتراض في المعنى الناتج عنهما .
    وفي حالة محاولة تأويل المركب الإضافي فإننا نحتاج إلى تفحص أوسع للبنية الدلالية للاســـم الرأس، وذلك بناء على أن التأويل ينتج عن خصائص هذه البنية في علاقتها ببنية الاسم المضاف إليه )(1) وهذا يعنى أننا في حاجة إلى معرفة أكبر بالبنية الدلالية للمضاف ، والمـضاف إليه، ومعرفة خصائص هاتين البنيتين عندما ترتبطا معا .
    وتجمع هذه المكونات مجموعة خصائص تشكل بنية الأسماء والوحدات المعجمية عموما وهى:
    1ـ الخاصية الصورية :أي علاقة الشيء وما يميزه داخل مجال أوسع ومحددات : حجم لون بُعد..
    2ـ الخاصية التكوينية :أي علاقة الشيء بمكوناته وأجزائه الذاتية .
    3ـ الخاصية الغائية : أي الغاية من الشيء ووظيفته التي يستعمل من أجلها .
    4ـ الخاصية المنفذية : أي العوامل المـــــــتداخلة في إيجاد الشيء وأصله ومحددات تتعلق بمنتجه وبكونه منتوجا ، أو نوعا طبيعيا .
    تعتبر هذه الخصائص القيود الدلالية التي نفهم عن طريقها الكلمة عندما تدمج في اللغة،وتفيدنا في
    1ـ تحديد إضافة اسم إلى اسم آخر . 2ـ تأويل معنى المركب الإضافي .
    3ـ تحديد القيود الدلالية للكلمة .
    وبناء على هذه الخصائص وما تفرضه على الكلمة من قيود دلالية يمكن أن نفهم لماذا أضيفت هذه الكلمة إلى تلك الكلمة ؟ ولماذا لا يصلح إضافة هذه الكلمة إلى تلك الكلمة؟ وهذا الأمر يعتبر المرحلة الأولى في صناعة المركب الإضافي وتسمى Sadمرحلة التكوين )

    نموذج تطبيقي على مرحلة التكوين

    يمكن أن نأخذ كلمة كتاب في هذه التراكيب الإضافية كنموذج للتحليل الدلالي للمركب الإضافي : أـ كتاب الفلسفة ب ـ كتاب زيد ج ـ كتاب الثمانية أجزاء
    رأس الإضافة : (كتاب) تحمل خصائص معينة يقوم المضاف إليه بالإحالة على خاصية من خصائص هذا الرأس (كتاب) ، فنجد في المركب (أ) أن المضاف إليه يحيل علي خاصية الرأس الصورية باعتبار الكتاب مجموعة معلومات في مجال محدد هو الفلسفة .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1النظرية اللسانية والدلالة العربية مبادئ وتحاليل جديدة 99


    وفي (ب) نجد في إحالة علي عدة خصائص توجهنا لها كلمة زيد،فقد يكون زيد هو المؤلف ، فيحيلنا ذلك إلي خاصية المنفذ،أوخاصية الغائية باعتبار زيد المستعمل للكتاب أي القارئ له .
    وفي (ج) يحيل المضاف إليه الخاصية التكوينية باعتبار الكتاب مكون من عدة أجزاء ، فتبين من ذلك أن تأويل المركب الإضافي جاء من التأليف المشترك بين بنية خصائص الرأس، ونمط المضاف إليه الذي يستجيب لإحدى هذه الخصائص (1)
    ويوضح د غاليم كيف تعمل تلك الآلية على استخراج البنيات الدلالية للرأس (كتاب) قائلا ( إن الكتاب باعتباره اسما مفردا،نمط دلالي يقوم على بنية من الخصائص المتساوية، ولكن تركيبه مع اسم آخر في مركب إضافي يفرض تأويله في اتجاه معين باعتبار إحدى خصائص البنية ،وتبعــــا لنمط المضاف إليه ، فالفلسفة معلومات تفرض تأويل (كتاب الفلسفة) على شيء فيزيائي يحمــــل معلومات تبعا للخاصية الصورية ، ويستعمله(زيد) لغاية القراءة ، تبعا للخاصية الغائية ، أو يؤلفه (زيد) تبعا للخاصية المنفذية) وعن سبب تعدد التأويل في (كتاب زيد) يقول : إن مايسمح بتأويــل (كتاب زيد) بالإحالة على الخاصية الغائية أو المنفذية أن المضاف إليه من نمط إنسان يـــمكنه أن يقرأ أو يؤلف ... فهذا يعنى أن المضاف إليه لا يقوم بتحديد الخاصية المطلوبة من خـــــــصائص المضاف فحسب ،بل إنها يمكنها أن تختار أكثر من خاصية من خصائصه بناء على طبيعـتها هي ( أى المضاف إليه)(2)
    فلو قمنا بتحليل كل مركب إضافي بهذا الشكل لأدركنا سر العلاقة بين المتضايفين في مرحلة التكوين ، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التوليد والإبداع (كما سنرى)
    ثانيا : مرحلة التوليد الدلالي والإبداعي :
    تأتي بعد مرحلة التكوين للمتضايفين مرحلة الإبداع ، حيث يوظف المتكلم المركبات الإضافية للدلالة على معان شتى ، ربما لا يكون بعض هذه المعاني من مكونات أحد اللفظين المتضايفين ، ويرجع هذا إلي القدرة الإبداعية لدى المتكلم على الربط بين الأشياء ‘ ويبدو ذكاؤه في إظهار هذه العلاقات التي ربما كانت خفية على الـبعض ، وخلق علاقات بينهما لم تكن موجودة مــــن قبل ، وبذلك يكون المتكلم قد ولّد دلالة جديدة من هذا المركب الإضافي، ويستعين في ذلك بوسائل اللغة المختلفة ( استعارة ـ كناية ـ مجاز )
    وهذا الأمر سوف يظهر من خلال جانب الدراسة التطبيقية على عبارات ثمار القلوب للثعالبي، حيـث تبدو المركبات الإضافية في واقع الاستخدام الــــــفعلي بمعانيها المختلفة ، فتظهر علاقات دلالية جديدة ومختلفة حتى عن ما ذكرها المحدثون .
    أنواع الإضافة عند القدماء والمحدثين
    أولا :عند القدماء : يرى القدماء أن الإضافة على قسمين : محضة وغير محضة
    فالمحضة : غير إضافة المشابه للفعل المضارع إلى معموله ، وتسمى إضافة معنوية .
    غير المحضة : إضافة الوصف المذكور، وتسمى الإضافة اللفظية؛فيكون المضاف صفة (اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة) والمضاف إليه معمولا لتلك الصفة .
    وقد لاحظ د. حماسة العمق في هذين القسمين فقال : (ومن الملاحظ أن المصطلح الخاص بهذا الضرب من الإضافة،وهو الإضافة اللفظية ،يشير إلى أن الإضافة إنما هي إضافة في اللفظ فقط ، ولكنها بحسب المعنى، أوالعمق ليست إضافة ،ويشير أيضا إلى أن هذا التركيب يكتسب معناه من عمقه لا من سطحه )(3)
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1)النظرية اللسانية والدلالة العربية المقارنة99
    2) المرجع السابق 99
    3) من أنماط التحويلية في النحو العربي 5


    ثانيا عند المحدثين :
    وهذا يماثل ما قال به المحدثون مثل ديريو (1990) من أن العلاقات التي تدل عليها بنيات المركبات الإضافية تنقسم إلي علاقات ساكنة ، وعلاقات غير الساكنة ، فالساكنة كما في :كتاب زيد ، أما غير الساكنة فهي التي تدل عليها البنيات التي يكون رأسها فعليا، مثل المصدر أو اسم الفاعل أو اسم المفعول ، ومن العلاقات الساكنة التى تضاف إلى البنيات السابقة علاقة المحلية ، نحو حضور القاعة ، حيث يدل الاسم المضاف إليه على محل ، أما العلاقات غير الساكنة فتبنى بين الرأس وما يضاف إليه، على نفس ما تبنى عليه العلاقة بين الفعل (أو المحمول) وموضوعاته نحو : للمنفذ وللمعاني وللضحية تباعا:
    أ)غناء هند ب)حزن زيد ج ) تدمير المدينة
    ومن هذه الرؤوس غير الساكنة رؤوس ذات أنماط دلالية مركبة تمكنها من التعدد الدلالي مثال ذلك الرأس بناء في مركب إضافي نحو:
    بناء الدار ، التي يمكن أن تحيل علي النمط بأتمه ، كـمـا في (تم بناء الدار في ثلاثة أشهر)
    أو علي السيرورة،أي علي فعل البناء كما في( كان بناء الدار متعبا وصعبا ) أو علي الحالة،أي علي نتيجة السيرورة ، كمــا في (يوجد بناء الدار في الشارع الآخر ) ،فهي علاقة بين الحدث ومعموله (اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة) فهي ليست علاقة ملكية ، وهي علاقة غير ساكنة ،بل متغيرة ،فإن هذا الرأس (بناء) أعطى فرصة أكبر لتوليد دلالات متعددة تدل جميعا على حركة .
    وفي مقابل هذه العلاقات غير الساكنة توجد العلاقات الساكنة ، نحو( مكتب الرئيس ـ سيارة الرئيس ـ أب زيد ـ أب هند ـ يد الرجل ـ رجل الطفل ـ صوت هند ـ رأى زيد ـ كتاب الفلسفة)، فالعلاقة بين الرأس و المضاف إليه علاقة ثابتة مستقرة ساكنة غير متغيرة ،فهي في العمق تعد إضافة محضة كما ذكر القدماء ،وقد جاءت من أن العلاقة بين أب وزيد لا تتغير فهو دائما أب لزيد ، إذن الذي حدد نوع العلاقة (ساكنة وغير ساكنة )هو الرأس (البناء ـ أب ـ مكتب )
    يقول دغاليم (وإجمالا فإن النظر في البنية الدلالية للرأس وللاسم المضاف إليه ، يمكن أن يسمح بتفصيل أنماط العلاقات الدلالية في البنيات الإضافية بشكل أوسع وأدق مما يوجد في أغلب الأنحاء ،ومنها التقليدية التي لم تقف بما فيه الكفاية عند بنيات الرؤوس وما يضاف إليها )(1) وهذا يجعلنا نعيد النظر إلي تلك العلاقات الدلالية بين المتضايفين ،وكيفية تعددها ومسوغات هــذا التعدد ، ونقول :إننا لتحديد الدلالة الناتجة عن اجتماع كلمتي الإضافة يجب أن ننظر إلى:
    1ـ البنية الدلالية للمضاف .
    2ـ البنية الدلالية للمضاف إليه .
    3 ـ السياقات التركيبية والدلالية المختلفة التي يرد فيها اللفظان .
    4ـ قدرة الوحدة المعجمية على ضم معان متعددة .
    5ـ قدرت الأسماء على إسقاط أي معني من معانيها في سياقات تركيبية ،ودلالية مختلفة .
    6 ـ العلاقات الدلالية في البنيات الإضافية بشكل أوسع وأدق .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1) النظرية اللسانية والدلالة العربية المقارنة 99 ـ 100


    الفصل الثاني
    من معاني الإضافة في ضوءالعلاقة بين المتضايفين
    يذكر دغاليم أن العلاقة بين المتضايفين تقوم علي معني الملكية ، يقول (سنفترض أن معنى الملكية يشكل المعنى النمطي النموذجي للجر في الإضافة )(1) وهو ما قال بــــه القدماء من تقدير اللام أو من أو في ، فنقول : دراجة زيد ،أي دراجة لزيد ، فهي ملك له،ولكن الأمر أكبر من ذلك حيث العلاقة بين المتضايفين تدخل فيها عناصر إبداعية تجعل الباب متسعا لاستيعاب كل جديدفي اللغة ،ويصبح باب الإضافة من أكبر أبواب اللغة للإبداع ، وزيادة الثروة اللغوية (بالتوسيع الدلالي) وسد ثغرات اللغةـ كما سنرى في الجانب التطبيقي من البحث ـ
    وقد حظّر د.عبد السلام العساوي من مغبة السير وراء هذا التفسير للعلاقة بين المتضايفين على أساس علاقة الملكية قائلا :الإضافة من المعاني النحوية الممثلة لقدرة البنية على استيعاب العلاقة والتفريق بين الدراسة الدلالية الخالصة ، والدراسة الإعرابية الخالصة . على أننا نشير إلى أنّ الاعتماد على العلاقة لفهم البنية سبيل محفوف بكثير من المخاطر لأن العلاقــــــــــة أوسع من أن نحصرها في بعض الأبنية . من ذلك ما يثار عن دلالة (المُلْك) في الإضافة الــــــمعنوية التي ترد على معني اللام إذ اعتبر بعض النحاة أمثال سيبويه والمبرد أن المضاف إليه يملك المضاف ، نحو قولهم في (غلام زيد) يملك زيد الغلام. لكن منهم من قال مثل ابن السراج : إن علاقة الملك غير مطردة مع جميع الأمثلة ، ففي مثال (سيد العبد) لا يملك العبد السيد ؟ مثلما يوهمنا به إنجاز هذه البنية .
    معني ذلك أن هؤلاء النحاة تفطنوا إلى أن دلالة الملك بما هي علاقة بين عنصري بنية المركب الإضافي أوسع من إمكانات البنية .
    فهل أن البنية شكل مجرد مسير بقواعد ؟
    الثابت أن احتمالاتها الدلالية لا يمكن حصرها في ما هو منجز منها ، بل إن تجردها يضعف في أغلب الأحيان دلالتها الحاصلة ، والنحويّ لا يهتم بصورة عامة بالإيجاز .(2)
    وفي قوله (أن احتمالاتها الدلالية لا يمكن حصرها) يوضح اتساع الاحتمالات الدلالية للمركب الإضافي ، فهي أكبر من أن نحصرها ، بما يعني أنه توجد احتمالات دلالية أخرى غير علاقة المُلْك بين المتضايفين يجب أن نضعها في الاعتبار .
    ويتهم د. غاليم الفكرالتقليدي بالتقصير في إدراك هذه العلاقة فيقول: مثلما لم تهتم الأنحاء التقليدية بالبنيات الدلالية للأسماء المتضايفة ، لم تهتم بالعلاقات التصورية (أو المعرفية) الممكن قيامها بين مختلف معاني الإضافة ، فأوردت هذه المعاني ،في صورة ناقصة ( تجمل أحيــانا في معاني اللام ومن وفي)...أي أن بنية الإضافة عوملت باعتبارها نوعا من المشترك اللفظي، وليس باعتبارها مجموعة من المعاني المبنية أو المتعالقة على أساس معين ... إننا نحتاج إلى افتراض أقوى يذهب إلى وجود علاقة ما بين معاني البنيات الإضافية ، تقوم على نوع من التعدد الدلالي أو التماثلات التصورية ( الجزئية ) ،وإلى أن هذا التعدد ليس اعتباطيا ... كما أن هذا
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1) النظرية اللسانية والدلالة العربية 101
    2) التأريخ النصيّ للنحو العربي من خلال مفهوم الإضافة،دعبد السلام العساوي ،دار سحر للنشر تونس 2004 ص 8




    الافتراض يمكن من عدم تنزيل مختلف معاني الإضافة منزلة واحدة ،... ويسمح بتبين إمكان وجود درجات من التعالقات النمطية النموذجية (degrees of prototypicality) بين مختلف المعاني ،وتميز بعض المعاني المركزية من أخرى مشتقة أو غير مركزية ، ويمكـــن مثل هــذا الافتراض أيضا من تفسير كون هذه المجموعة من المعاني المخصوصة ،دون غيرها،يعبر عنها بنفس البنية الصورية ،وذلك بتبيان الرابط ( الاستعاري أو التصوري الجزئي ) الذي يربط هـــذه المعاني ببعضها ،ويربطها بنمط نموذجي )(1) . وللرد على هذا القول للدكتور غاليم نذكر أن الأساس في العلاقة بين المتضايفين (كما يرى هو وكذلك القدماء) هو علاقة ملكية، ومنها ينطلق النمط النموذجي نحو:دراجة زيد ،أي الدراجة التي يمتلكها زيد ، فهي ملك لزيد .
    وتم التوسع في هذا الباب بعدة صور أفقية وعمودية عن طريق روابط استعارية ، فـــــقد ميز نيكيفوريدو(1989) بين روابط استعارية تعمل في اتجاه عمودي ، فــتربط أمثلة مـلموسة بأمثلة مجردة لنفس المعنى ، وروابط استعارية في اتجاه أفقي ، فتربط معنى معينــــا بالنمط النموذجي أو بمعنى آخر مربوط به .
    أولا الاتجاه العمودي:
    يمكن أن نلاحظ الوجه الاستعاري بين كلمة نفس،وهي تعني ذات الشيءالمحسوسة والمجردة ؛ فنعنى بها ذات الشيء الملموسة من إنسان أو حيوان أو جماد، ونعنى بها ذات الشيء المجردة من ضميره وقلبه ،أونعنيهما معا (ذات الشيء الملموسة والمجردة) مما أنتج لنا عددا لانهائيا مـــــــن الدلالات عن طريق التوسع في هذا الباب باستخدام الروابط الاستعارية العمودية (2) وهـــــــناك أمثلة علي ذلك في باب الإضافة في نحو:أم قشعم للحرب،حيث أشرنا بعلاقة القرابة الملموسة(أب ـ أم ـ ابن ) لشيء مجرد لا يلد،وهو الحرب باستخدام تركيب إضافي :أم+قشعم.
    ثانيا الاتجاه الأفقي :
    يذكر دغاليم مجموعة من صور الاستعارة أو التمثلات التصورية الجزئية التي تربط أفقيـــــا بين بعض معاني الإضافة (سوف نتحدث عنها بالتفصيل بعد قليل) نحو: من المملوك إلى الــجزء فى(يد زيد ـ رجل الطاولة) على اعتبار أننا نتصور الأجزاء، باعتبارها ملكيات ؛ فــيــكون معني التبعيض في يد زيد توسعا اســتعاريا لمــعنى المــلكية في نـحو دراجة عمرو ، بناء على رابط استعاري هو :الأجزاء ملكيات .
    هذا التصور لنيكيفوريدو للروابط الاستعارية بنوعيها يعطى توسعا دلاليا لمعني المركـــب الإضافي ، وهذا ليس جديدا؛بدليل أن الناس يستخدمونه بكثرة حتى أصبح من الاســـــتعارات الميتة في نحو: رجل الطاولة،ولكن الجديد في ذلك هو ذلك التقسيم الذي يعطى فرصة لتحليل أدق للصورة الاستعارية ، إلى جانب هذا يظل معني الملكية مسيطرا على العلاقة بينهما في



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1)النظرية اللسانية والدلالة العربية المقارنة 100ـ101 باختصار
    2)انظر لفظة نفس في القرآن الكريم دراسة دلالية معجمية،عطية سليمان ،مجلة كلية آداب المنوفية،فبراير2008


    كل الصور السابقة ، وهو ينطلق من باب الإضافة المحضة ،أي الإضافة المعنوية لا الــلفظية ، حيث الإضافة هنا حقيقية ،وليست إضافة عامل إلى معموله ،وهنا تظهر قدر المتكلم على إيـــجاد روابط استعارية ،أو تصورية بين كلمتي الإضافة ؛ ينشأ عنها هذا المنتج الجديد (المــــتضايفان ) بدلالاته الجديدة ،التي تشير إلى قدرة المتكلم الإبداعية على خلق دلالات جديدة من مـــــــركبات إضافية معروفة سلفا ،يسد بها حاجاته اللغوية المتزايدة في كل يوم .
    إن ما ذكره القدماء من تقسيم هو أصل القضية (أي تفسير العلاقة بين المتضايفين مجملة فـي معاني اللام ،ومن ، وفي أحيانا ، واعتبارها نوعا من المشترك اللفظي في أحيان أخرى) ، ومـا ذكره المحدثون هو تحليل أكبر للقضية وتوسيع لفهم جوانبها ،و ادخل لمفاهيم موجودة ضمنا ،تم التركيز عليها وفصلها عن بعضها من قبل المحدثين ؛لتتضح القضية بالدراسة والتحليل.
    وأتفق مع هذه النظرة الجديدة للعلاقة بين المتضايفين ؛وذلك لتحديد الآتي :
    1ـ الجانب الإبداعي في الربط بين المتضايفين .
    2ـ توضيح تنوع العلاقة بين المتضايفين واعتبارها أنوعا متعددة مـــــتجددة لا تنتهي ، فيعطيها الجانب الإبداعيّ صفة الاستمرار، والتجدد، والتطور ، الذي يقوم على الحـــــــــاجات المتجددة ، والمبتكرة للمتكلمين المبدعين، والمستمرة بصورة تلقائية يومية إرادية ولا إرادية .
    3 ـ التوليد الدلالي في المتضايفين بإيجاد دلالات جديدة من ألفاظ قديمة معروفة ســــلفا في شكل مضاف ومضاف إليه.
    4 ـ التنوع الدلالي في استخدام المتضايفين ليشمل كل مناحي الحياة من خلال تطبيق نــــــــظرية الحقول الدلالية على المركبات الإضافية الواردة في أحد كتب المتضايفين مثل :ثمار القــــــــلوب للثعالبي ،حيث قسمه صاحبه لأبواب تشبه الحقول الدلالية ،وتشمل كل مناحي الحـــــــياة في ذلك العصر ،بل من الممكن رؤية الصورة الاجتماعية الخاصة بهذا العصر، وتلك البيئة مـــــن خلال دراسة عبارات الثعالبي في كتابه ثمار القلوب.
    5ـ أن مكونات بنية الأسماء ( والوحدات المعجمية عموما) التي قسمها بوستيوفسكي (1995) إلى خاصية صورية ، وخاصية تــــكوينية ، وخاصية غائية ،وخاصية منفذية ؛ ما هي إلا عملية إفراغ للمحتوى الدلالي لبنية الوحدة المعجـــــــــمية ، يمكن المتكلم المبدع من أن يوظفها لابتكار مركبات إضافية جديدة ، أو استخدام مركبات إضـافية موجودة سلفا في توليد دلالات جديدة لهذه المركبات الإضافية ، لم تكن معروفة من قبل من خلال الربط بين تلك الخاصيات المختلفة.
    نماذج للعلاقة بين المتضايفين
    مفهوم الملكية :
    إن مفهوم المكية مفهوم مشتق ،وليس أوليا ’فهو مشتق من الخاصية الغائية ، إذ لا نملـــــك إلا الأشياء التي لها قيمة معينة ،لأننا نستعملها لغاية مخصوصة ،فمفهوم الملكية مفهوم مركـــــب لا يقوم بدون عناصر تكونه ؛ منها خاصة مفهوم مراقبة الشيء ، والحق في استعماله ، فمـــــــن البنيات التي لا يظهر فيها من هذه العناصر سوى الحق في الاستعمال : أـ مكتب الرئيس
    ب ـ سيارة الرئيس
    أي المكتب أوالسيارة الموضوعان رهن إشارة الرئيس أو استعماله ما دام رئيسا ، فيدل الاسم الرأس على شيء يستعمله المضاف إليه عوض أن يكون في ملكه.
    فلو إفترضنا أن معنى الملكية يشكل المعنى النمطي النموذجي للجر في الإضافة ،فيصبح معني الملكية الأساس للعلاقة التي تربط بين المتضايفين،وهذه العلاقة تفسر سبب إقتران هاتين الكلمتين ببعضهما،وعلي ذلك يمكن ملاحظة مايتفرع عن تلك العلاقة (الملكية) من العلاقات الاستعاريــة أو التماثلات التصورية الجزئية التي تربط أفقيا (أي تربط معنى معينا بالنمط النموذجي أو بمعنى آخر مربوط به) بين بعض معاني الإضافة ، وعلى هذا يصبح الباب مفتوحا لادخال كثير مـــــــن معاني الإضافة التي تربط بين المتضايفين من خلال علاقة الملكية ، و فـــي إطارعلاقات استعاريــة ،أوتماثلات تصورية جزئية .
    يذكر دغاليم بعض هذه الاستعارات ، وهي لا تعنى كل ما يمكن أن يدخل في هذا الباب مـــن استعارات ، بل يمكن أن يضيف البحث التطبيقي صورا لاستعارات أخرى سوف تظهربعد ذلك. وهذه الاستعارات أو قل الروابط الاستعارية تربط أفقيا بين معني معين بالنمط النموذجــــــــــي أوبمعنى آخر مربوط به ،ولهذا يمكن تصور نمو العلاقة بين المتضايفين كالآتي :
    أولا : العلاقة مع النمط النموذجي ( تقوم أساساعلى علاقة الملكية )
    ثانيا :علاقة تقوم على الروابط الاستعارية بنوعيها (عمودية ـ أفقية)
    فمن العلاقات التي تقوم علي روابط استعارية أفقية :
    1 ـ من المملوك إلي الجزء : [المعاني المادية]
    إننا نعتبر أجزاء الشيء ملكيات له ،وهي في الواقع بعض منه ’ وقياسا علي ذلك نرى في(يد زيد ) توسعا استعاريا لمعنى الملكية الموجود في عبارة (دراجة عمرو) أي الذي سوغ لنا هــــذا التركيب (يد زيد) استعارة ذلك من تركيب (دراجة عمرو) والقياس عليه ’فهو النمط النموذجي، فيصبح التركيب (يد زيد) متطورا عن التركيب السابق ،بناء علي وجود رابط ستعاري أفقي بينها ،يقوم علي علاقة الملكية ،ويكون توسيعا لهذه العلاقة بالرابط الاستعاري ،ويكون فيه معنى (من) هوالتبعيض فيد زيد بعض منه.
    ولكن بعد ذلك تشيع هذه الاستعارة ، وتنتشر حتي يختفى الجانب الاستعاري منها ،وتصبح استعارة ميتة ،وفي هذه الحالة يقوم المتكلم بإبداع استعارات جديدة قياسا على ذلك .

    2 ـ من الكل إلي الأصل( أو المصدر) : [ المعاني المادية ]
    من معان التبعيض هذه العبارة (غصن الشجرة) أي غصن من الشجرة ، وهوتطور للنمط النموذجي ( دراجة عمرو )فهي ملك لعمرو ، وهذا الغصن ملك لتلك الشجرة ، وهنا تقوم علاقة بين الكل (الغصن) وأصله(الشجرة)،وهي علاقة استعارية تربط بين الغصن والشجر ،كما ربطنا بين الماء وعينه في عبارة (ماء العين) وهنا أيضا ربط باستخدام علاقة الملكية، فيصبح الغصن ملكا للشجرة ،والماء ملكا للعين .
    3ـ من أصل الحدث (أو مصدره) إلي سببه : [المعاني المجردة]
    ينظر إلي أسباب الأحداث علي أنها أصـول أو مصادر مجردة كما في (هو يعاني من الوحدة )
    فيكون معنى السبب في ألم الوحدة توســـعا دلاليا في معني الملكية، حيث الوحدة تملك أشياء منها الألم ، فهي مصدر الألم ومالكته ، فهذا بناء علي رابط استعاري مفاده أن الأسبـــاب أصول ، أو مصادر .
    هذه العلاقة بين (الألم ) كأصل الحدث ، أومصدره وبين (الوحدة )التي هي سبب له،وتقــــوم عليه ، تماثل النمط النموذجي ، وهـو (دراجة عمرو) حيث يحمل هذا التركيب الإضافي معني الملكية ، فهذا الألم ملك للوحدة،وهو الرابط الاستعاري في ذلك التركيب ، وهوأيضا يحمل معني التبعيض ، فالألم بعض من الوحدة ،فظل هذا النموذج مرتبطا بالنمط النموذجي الدال علي مــعني الملكية ، و التبعيض .
    4ـ من المالك إلي المُعاني : [المعاني المجردة]
    يعتبر المُعاني للشيء مالكا لمعاناته ،نحو( لايملك هذا الرجل شفقة ولا رحمة) فيبدو أن هناك علاقة تربط بين معني المُعاناة في (حزن زيد ) ومعني الملكية فــــــي عبارة (دراجة عمرو) بناء على رابط استعاري مفاده أن المُعاني مالك لمعاناته،إن هذه الاستعارة جاءت مرتبطــــــة بالنمط النموذجي الدال علي الملكية في:دراجة عمرو؛والملكية في :حزن زيد ،فتكون العلاقة الاستعارية قائمة علي استعارة صفة الملكية من النمط النموذجي إلي المُعاني، وهو زيـد ،ولا يصح هنا معني (من) لعدم وجود معني التبعيض ، ولكن يصح اللام ؛ فنقول ( حزن لزيد ) ولا نقول ( حزن من زيد ) ، كما يقول القدماء إذا لم يصح تقدير من في الإضافة ،فيمكن أن نـقـــدر اللام ، وهي الأصل في التقدير عندهم ،يقول ابن عقيلSad الإضافة تكون بمعني اللام عند جميع النحاة ، وزعم بعضهم أنها تكون أيضا بمعنى (من) أو (في) ... وضابط ذلك أنه إن لم يصلح إلا تقدير( من) أو (في) فالإضافة بمعنى ما تعين تقديره ، وإلا فالإضافة بمعنى اللام ، فيتعين تقدير (من) إن كان المضاف إليه جنسا للمضاف ، نحو (هذا ثوب خز،وخاتم حديد ) والتقدير هــــذا ثــوب من خز، وخاتم من حديد، ويتعين تقدير (في) إن كان المضاف إليه ظرفا واقعا فيه المضاف،نحو (أعجبني

    ضرب اليوم زيدا ) أي ضرب زيد اليوم )(1 ) وهذا يعني صحة تقدير اللام هنا، ولا يصح تقدير (من )لأن الحزن ليس من جنس زيد ،كما في( ثوب خز) فالثوب من جنس الخز وهو مصنوع منه ، وفي(خاتم من حديد) فالخاتم مصنوع من الحديد ،فهو من جنسه .
    5ـ من المالك إلي الضحية : [المعاني المجردة]
    إن ما يقع لنا من أحداث هي ملك لنا، كما في (حادثة زيد) فالعلاقة هنا تقوم علي رابــــــط استعاري مأخوذ من النمط النموذجي( درجة عمرو ) علي معنى الملكية،فالحادثة ملك زيـد، فجاز لنا أن نستعير معني الملكية كرابط استعاري،كما في امتلاك عمرو للدراجة، تمتلك الضحة[زيد] الحادثة ، على أساس رابط استعاري مفاده أن ما يقع لنا ملك لنا، وهنا نقدراللام، أي حادثة لزيد ، ولا يصح حادثة من زيد ، فلا يصح أن نقدر[ من] فالحادثة ليست من جنس زيد ، وليست بعضا منه.
    6ـ من الأصل ( أو المصدر )إلي المكون المادي: [ المعاني المادية]
    يقول د. غاليم : تبين الجمل التالية أن الحرف الدال علي الأصل (أو المصدر) في نحو (هذا الخمر من العنب ) يستعمل للإحالة على المكون المادي في نحو (الفولاذ مصنوع من الحديــد ) و( هذا الخاتم من ذهب صاف ) ، فيبدو أن معنى المكون المادي في نحو (خاتم ذهب) توســـــع لمعنى الأصل (أو المصدر ) في نحو : خمر العنب ، بناء على الرابط الاستعاري : المكونات المادية أصول (أو مصادر ) (2) وهذا القول يدل على ارتباط المكون المادي بأصله ،فهو أصل له وملك له ، وهنا يمكن أن نقدر(من) لأن الخاتم من جنس الذهب وبعض منه (الملكية والتبعيض) 7ـ من الجزء المكون إلى الخاصية المادية : [ المعاني المجردة]
    إن الخصائص المميزة تعد أجزاء مكونة ، نحو ( الصفات المكونة لشخصية زيد) تـــــعــد أجزاء مكونة له ، لأن هناك علاقة بين معنى الجزء المكون في (حديد السيارة ) ، و مــــعــني الخاصية المميزة في نحو ( قوة الشخصية) ،فكما نقول : إن من مكونات السيارة الحديد ؛ فـــــإن من مكونات الشخصية (القوة) كصفة لها لا يمكن عزلها عنها ، وهي ملك للشخصية ( أي القوة) وهنا يأتي معنى الملكية ، ولا يأتي معني التبعيض فليست القوة بعض من الشخصية ، كما فــــي خاتم من ذهب ، فالخاتم بعض من الذهب ، ويمكن أن يفصل عنه، ويبقى كبعض منه، أي مـــــن الذهب ، ولكن لا يمكن فصل القوة في مكان منعزل عن الشخصية ، ونقول هذا جزء مـــــــــن الشخصية ، فلا يوجد هنا معنى التبعيض ، بل الملكية فقط ، فالقوة ملك للشخصية .
    8ـ من المملوك إلى القريب : [ المعاني المجردة ]
    يقول د غاليم )إن هناك رابطا بين علاقة الملكية وعلاقة القرابة في نحو : ابن هند ، أســـاسه استعارة تصويرية مفادها أن الأقارب ملكيات،وتدل عليها جمل نحو:وهب زيد ابـــــــــــنه لحرب التحرير ، ولا يملك عمرو أخوالا ) (3) إن النمط النموذجي [دراجة عمرو] تقابله الاســــــــتعارة التصويريـــة [ابن هند] وهو يقاس عليه ، بمعنى أن هند تملك ابنا، فالأقارب ملكيات، وهـــــى ليست بعض منه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1) شرح ابن عقيل ج/3 ص 43
    2) النظرية اللسانية والدلالية العربية المقارنة 103
    3) المرجع السابق 104
    الخلاصة :
    ( تربط مثل هذه الاستعارات مختلف معاني الجر في الإضافة ببعضها والنمط النموذجي ، والنتيجة مقولة مبنينة من المعاني تقوم على نمط نموذجي يسمح بعدد من التوسعات الاستعارية) ولكنهذه الاستعارات ليست كل ما في الأمر،فلدى المتكلم قدرة غير محدودة على الخلق والإبداع ، تمكنه من خلق وإبداع عددا من الاستعارات،وإقامة كثير من العلاقات بين كلمتي الإضافة ، يمكن متابعة كل جـديد في تلك العلاقات والاستعارات من خلال تحليل عبارات ثـمـار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي .
    ويمكن أن نجمل العلاقة بين المتضايفين على أساس معنى الملكية ، وما يحدث لها من توسعات استعارية أفقية . كما يتضح من الشكل الآتي :

    الملكية


    1ـ التبعيض 2 ـ المُعاني 3ـ الضحية 4ـ القرابة

    الأصل


    أ)السبب ب)المادة المكونة


    الخصائص المميزة


    يذكرد. غاليم أن هذا الشكل يظهر أن المعاني ليست كلها مربوطة مباشرة بالملكية،لكنها كلها مبررة على أساس معنى الملكية باعتبار أن الرابط الاستعاري يتم عبر أكثر من مرحلة واحدة(1) هذا المفهوم الذي ذكره د.غاليم، وهومرور هذا الرابط الاستعاري بعدة مراحل ليتحول من معنى إلى معنى آخر، يمكن تأكيده من خلال الدراسة التطبيقية على عبارات إضافية مختــلــــــفة،فنرى التحول الدلالي للعبارة من مرحلة التكوين التى تبنى فيها الدلالة الأساسية للعبارة،وما تقوم عليه من علاقة تربط بين المتضايفين،إلى مرحلة الإبداع، وفيها يتم توظيف هذه العبارة لتحمل دلالات جديدة ، تسد بها ثغرات في اللغة كانت شاغرة بالأمس، وتلبي بها حاجة المجتمع المتزايدة كل يوم إلى كل جديد حضاري ؛وفكري؛ وعلمي؛مما يجعل هذا المجتمع مواكبا للتطور الذي يحيط

    معاينة ص
    الجزء الثانى العلاقة الدلالية بين المتضايفين بين التوليد والتأويل في ضوء النظريات اللغوية الحديثة من خلال ثمار القلوب للثعالبي الأستاذ الدكتور: عطية سليمان أحمد

    الدراسة التطبيقية للعلاقة الدلالية بين المتضايفين


    في كتاب ثمار القلوب في المضاف والمنسوب


    ثمار القلوب في المضاف والمنسوب للثعالبي

    الكتاب والمؤلف :
    كتاب ( ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ) لأبي منصور الثعالبي ، بناه على ذكر أشياء مضافة ومنسوبة إلى أشياء مختلفة يتمثل بها ، ويكثر في النظم ، والنثر، وعلى ألسنـــة الخاصـة، والعامة استعمالها كقولهم :غراب نوح ، ونار إبراهيم ، وذئب يوسف ، وعصا موسى ، وخرجها من واحد وستين بابا ينطق كل منها بذكر ما يشتمل عليه أولا ، ويفصح عن الاستشهاد وسياقــــة المراد آخرا)(1)
    هذا الكتاب بأبوابه المختلفة جاء في شكل يشبه الحقول الدلالية في تقسيمه،حيث قسمت نظرية الحقول الدلالية الألفاظ إلى موجودات ومجردات وعلاقات وأحداث ، فلو أننا قابلنا أبواب الكتاب بأقسام النظرية ،فإننا سنُدْخل تحت قسم :
    1 ـ الموجودات:أبوابا من الكتاب مثل:باب أعضاء الحيوان ، و باب الشجروالنب

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 10:37 am