منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    فلسفة الأنا بين الكشف والرؤيا

    خنساء محبة السماء
    خنساء محبة السماء


    عدد المساهمات : 96
    تاريخ التسجيل : 02/11/2009
    العمر : 34

     فلسفة الأنا بين الكشف والرؤيا Empty فلسفة الأنا بين الكشف والرؤيا

    مُساهمة  خنساء محبة السماء الأحد ديسمبر 12, 2010 9:05 am

    فلسفة الأنا بين الكشف والرؤيا / في " امرأة من خزف الروح " للشاعرة بهيجة مصري إدلبي

     فلسفة الأنا بين الكشف والرؤيا 6086210720060818190931

    عامر الدبك

    فلسفة الأنا بين الكشف والرؤيا
    في ' امرأة من خزف الروح ' [1]
    إذالم تنشغل الذات الشاعرة بذاتها ، بالقدر نفسه الذي تنشغل فيه بالعالمالموضوعي ، لن تستطيع أن تحقق التوازن بين ذاتها والعالم ، وبالتالي إنإقصاء الذات عن القصيدة يعني إقصاء لحالة التوتر وللفجوة النفسية التييكمن في عمقها النص الغائب الذي تكتمل فيه رؤيا المبدع ، وتكتمل فيه مراياه في اجتراح معانيه .
    ومنهنا نجد أن القصيدة التي تحتفي بالذات إنما تحتفي بنبض الشعر ، وتحتفيبالشعر الخالص ، الشعر الذي يتجلى في اللغة التأملية ، التي تنهض منتشكلها في الذات ، لتتشكل في النص لغة مغايرة مختلفة ، أي أن القصيدة فيهذا المقام إنما تشكل لغتها الخاصة ، لغتها التي تفجر اللفظة ، وتخرجها عنسياقها ، الذي تآلفت عليه الذائقة العادية ، لتدخلها في سياق مغاير منالخلق الجديد، فتحرك المعنى ، وتنزاح في تراكيبها إلى تراكيب كلما لمستهاالمخيلة تشكلت قصيدة جديدة .
    تأخذنا مجموعة ( امرأة من خزف الروح ) للشاعر ( بهيجة مصري إدلبي ) ـ وهي المجموعة العاشرة من مجموعاتها ـ فيهذا المنحى ، تدخلنا إلى هوة العمق الذاتي ، وإلى تشكيلات للأنا تجترح منخلالها فلسفتها المختلفة ، في قراءة الذات ، ولذلك فعلى الناقد / القارئأن يتماس مع هذه الحساسية الشعرية ، لأن التماس مع حساسيةالنص الشعري جماليا ، يعني محاولة التماس الباطنية مع المعنى الغائب ، لامع اللفظ الظاهر ، لأن اللفظ الظاهر علامة لغوية ، أما المعنى الغائبفإشارة علوية ، تكمن في مدارج الخيال ، وفي مقام الإيحاء الذي يتجلى فيأنفاس القصيدة التي تشكل معانيها .
    فالتماس الداخلي أو الباطني هو الوحيد الذي يكشف عن غيابات النص ، وحضوره في الذات الشاعرة، إذ أن هذه الغيابات هي التي تشكل الحساسية الجماليةللنص ، من حيث هو تشكيل خيالي محض أي قائم في فطرية التشكيل ، لا في مقامالمحاكاة ، وفي مقام الخلق الأول للصورة الشعرية ، لا في مقام الصورةالمتداولة ، وبالتالي تأخذ القراءة شكل البحث عن النص الغائب في المعنى ،وعن المعنى الغائب في النص ، ولعل هذا ما تستدعيه الدراسة الجمالية للنصالشعري ، الذي يمثل المرتبة الأعلى منالتمثيل الجمالي بين الفنون الإبداعية، من حيث هو فتح على المجهول ،ومغامرة في الغائب ، واللامألوف ، وخلق للخيال البكر في ذاكرة الكائن .
    ومنخلال هذه العلاقة الجدلية بين حضور المعنى وغيابه ، بين الاتصال النصي ،بالنص المتواري ، والاتصال الغيبي ، مع النص المترائي ، تتعمق حالة التوترالشعري ، وبالتالي تعمق حالة الغياب في النص لإجتراح معانيه .
    والمتأملفي مجموعة ( امرأة من خزف الروح ) يلاحظ أن الحضور والغياب إنما هو حضورالذات في غياباتها لتتجلى في معانيها التي تجترحها الرؤى ، وما الألفاظسوى وسائل للوصول إلى المعنى الغائب للذات ، هذا المعنى الخفي في ماورائيات الذات الشعرية ، عندما تتجلى في الخيال أو تتجلى في تشكيل الصورة الشعرية .
    ومنهنا يأخذ الحضور والغياب حالة جدلية في ذات الشاعرة ، هذا الجدل الإبداعيالمتواري بين اللامألوف والمألوف ، بين المسافات المتوارية ، والمسافاتالظاهرة ، جدل النسبي والمطلق ، جدل الشيء ونقيضه ، جدل الغياب والحضور ،تقول في قصيدة ( أنا المعنى ) التي جاءت آخر قصائد الديوان لتشكل تكثيفارؤيويا لكل القصائد التي سبقتها ، وكأن الشاعرة بهذا تشير إلى تشكيل آخر في المجموعةالشعرية ، من خلال إدراكها لمقام القصيدة ، حيث تأخذ القصيدة حالة منحالات الكشف والرؤيا والبحث عن المعنى الغائب وبالتالي البحث عن اللغة فياللغة ، وعن القصيدة في القصيدة وعن المعنى في المعنى:
    <table style="" auto="" 108.85pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 215.15pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="287">
    أنا المعنى حضوري في غيابي
    وكشفي خلف أسرار الحجابِ
    أفيض من الحروف إذا تجلت
    وأختصر العبارة في الخطابِ
    أخيط من السحاب وشاح روحي
    ومن روحي أفيض على السحابِ

    </td></tr></table>

    فالشاعرةتأخذ المعنى إلى فلسفة تشكيله في ذاتها ، في لغتها ، في قصيدتها ، فيمعناها كذات خالقة ، لتصبح المعنى ذاته في القصيدة ولتصبح القصيدة ذاتهافي تجليها ، وبالتالي يأخذ الحضور والغياب حالة كشف لأسرار الحجاب ، هذاالحجاب الذي تكمن وراءه النفس بأبعادها ، ورؤاها وأسرارها ، لذلك يتحولالحرف إلى حالة فيض ، وحالة الفيض هي حالة خلق، والخلق ينهض في تكثيف الرؤى وإحالتها إلى حالة من السر والغياب .
    تنهض رؤيا القصيدة من بؤرة الحواربين الأشياء المجردة والذات ، بين العالم والذات ، بين الأسئلة الغامضةوبين الأجوبة التي تشف ولا تلقي بنفسها عارية ، لأنها تحتمي بالخيال لذلكيأخذ الكشف عن الذات حالة من البوح ،والانسلال من المعاني الغائبة ، وبالتالي الاحتفاظ بسر الخلق ، لأن الكشفعنه بشكل واضح يدنيه من المألوف ، ويقصيه عن الإبداع ، لذلك يأتي البيتالفيصل في آخر القصيدة ليكشف هذه الرؤيا الواضحة عن غموض المعنى ، وعن الجدل القائم بين الوضوح والغموض ، لتشكيله في الذات المبدعة :
    <table style="" auto="" 151.35pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 179.7pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="240">
    أنا المعنى يبددني وضوحي
    ويكشفني بغيبته غيابي

    </td></tr></table>

    ويمكنأن تعد هذه القصيدة بؤرة رؤيوية لتجربة الشاعرة ، بحيث تشكل موجز الذات فيالبحث عن المعنى ، بل يمكن أن تعد مفتاحا كبيرا ، وعتبة تتيح لنا فهمالذات وفلسفة ( الأنا ) التي تزخر في المجموعة الشعرية ، بل تزخر في تجربةالشاعرة كلها ، لذلك لابد أن تأخذ الكتابة النقدية حالة سفر إلى النصالإبداعي ، بل هجرة إليه بكل ما يملك القارئ من الصمت والتأمل والكلام ،حيث تتعالق ذاته مع ذات النص التي يجسدها جماليا ، وبالتالي ينتج من خلالهذا التعالق ذاتا نقدية تستمد خصوصيتها من طبيعة الطقوس المستجلبة من طقوس النص ، لتصبح الكتابة النقدية محاولة للاقتراب من أنفاس النص السكرى في معانيها .
    وبهذهالهجرة إلى النص تتوادد ذات الناقد مع ذات النص ، وتبدأ عملية اكتشافالهوة النفسية القائمة بين اللفظ والمعنى ، بين الذات النصية والذاتالشاعرة ، حيث تأخذ أسرارها من البعد النفسي الذي تحاول الشاعرة أن تعمقهفي أشعارها من خلال حالة التأمل في الذات فياللغة في الصورة في المعنى ، وبالتالي في العالم الذاتي والموضوعي ، هذاالتأمل ينهض من لحظة الإنزياحات النفسية عن مقاماتها ، وبالتالي منالإنزياحات اللفظية عن سياقاتها ، ومن لحظة التجاوز الذي يصبغ اللغةالشعرية لدى الشاعرة إدلبي في كل ما تقدمه من إبداع .
    وهذهالفجوة التي تخلقها الشاعرة في نصها تستدعي حالة من التوتر داخل النص ،ليأخذ النص شكلين من أشكال الاحتفاء ، شكل يحتفي بالظاهر ،باللغةوانسيابها وطواعيتها ، وشكل يحتفي بما وراء اللغة في البؤرة المعتمة فيالنفس والنص ، حيث المعرفة ، حيث الوصول إلى لحظة الوهج ، والبهت والدهشة:
    <table style="" auto="" 144.25pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 179.7pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="240">
    مشتاقة فاضت الأشواق من ولهي
    وفجوة الآه في الأعماق ظلماءُ

    </td></tr></table>

    حيث تأخذ هذه الفجوة مسافة الرحلةفي عتمة النفس،التي سبق وأن بحثتْ في حيرتها وفي ضياعها وفي اقترابهاوابتعادها وفي أسباب دائها ، مدركة أن هذه الرحلة إنما هي حالة من حالاتالتجلي لا تتأتى لأيٍ كان ، وإنما هي كالتجربة الصوفية وكتجربة التأمل ،وكحالة الوصول التي تفكك الغياب ، وتدخلفي معانيه ، وبالتالي هي رحلة للكشف التي ستتكرر في أكثر من قصيدة ، لأنالمجموعة بمجملها حالة من حالات الكشف والرؤيا والبحث عن الذات :
    <table style="" auto="" 144.25pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 208.05pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="277">
    من لي إذا الداءُ مني بي سرى الداءُ
    وهمَّ بالقلب عشقٌ فيه إغواءُ
    أخفيتَ بي ما سرى بالغيب فانكشفتْ
    نوافذ الروح لي والكشفُ إخفاءُ

    </td></tr></table>

    لتصلإلى تكثيف هذا المعنى بتهيئة النفس للكشف ، خالقة حالة من الوصل ، وحالةمن التعالق والتوادد بين العشق ، أو حالة العشق ، وحالة الكشف ، لأن العشقوالكشف يقيمان في مقام الذات الواصلة ، الذات الغائبة في أسرارها :
    <table style="" auto="" 137.2pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 186.8pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="249">
    فالعشق إن شاء يخفي سر نشوته
    والسر لا ينجلي كشفا لمن شاؤوا

    </td></tr></table>

    ومنهنا تأتي حالة أخرى هي حالة الفناء ، هذا الفناء الذي يفضي إلى المعرفةإلى الرؤيا ، ولا أجمل من هذا التشبيه الذي ينسل من ذاكرة بكر ، ومن خيالبكر ، لتقريب متعة الفناء ، إنه فناء في العذوبة فناء العاشق في ذاته وفيمن يحب ،والعارف فيمن يبحث عن وصله لمعرفة الوجود .
    <table style="" auto="" 137.2pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 200.95pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="268">
    نفنى كما النهر يفنى في عذوبته
    إن الفناء به فيض وإفضاءُ

    </td></tr></table>

    وإذااتخذنا من عناوين القصائد مفاتيح معرفية ، لا تنفصل عن النص ، بل ينسربالنص منها ليتشكل في بعدها الرؤيوي ، فإننا ندرك ما تنطوي عليه هذهالمجموعة من مسافات شاسعة من مرايا المعنى وبالتالي تتشكل قصائدها في فضاءأقصاه ( المطلق ) وأدناه ( الذات ) .
    بل ثمة مفتاح لابد من البدء منهوهو عنوان المجموعة الذي يشكل عالما متكاملا ، بل نصا موازيا لنصوصالمجموعة ، فقد شكلته تشكيلا خاصا ، ولم تنسله من أحد عناوين القصائد ،لأنها تدرك ما للعنوان من خصوصية في القصيدة الحديثة ، وماله منحالات كشف ودلالة خفية على أسرار النص ، وكأن العنوان لدى الشاعرة نص غائبيتعالق من النص الشعري ، لينتج نصا مختلفا عن النص اللفظي ( امرأة من خزفالروح ) تحيلنا الشاعرة بهذا التشكيل إلى الخلق ، إلى الإبداع في تكوينالرؤى من خلال إضافة الروحي المطلق ، إلى المادي / الذاتي / الخزف ، ومن هنا ندرك البعد الرؤيوي لهذه المجموعة بتشكيلها ، وأبعادها الروحية والمادية ، في البحث عن جزر الكائن ، بل البحث عن الطين الأول الذي تشكل منه الكائن ، قبل النفخ فيه وبعد النفخ فيه ، ليأخذ عنوان المجموعة تكثيفا لكل القصائد التي،تنتظم في المجموعة ، كإشارة دالة موحية ، حيث ينطلق من التشكيل اللغويكبناء خزفي ،ينهض من التعامل الجديد للغة ،وكأنها عجينة تعجن المعنى ،فتشكلها الشاعرة كيف شاءت، ثم تبدعها قصيدة من خزف الروح :
    <table style="" auto="" 123pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 193.9pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="259">
    تُخفي بما حملت أسرارها أبداً
    منها لها وبها الأسرارُ تنكشفُ
    منها إذا شاقنا شوقٌ تردده
    فالعارفون لها هاموا بما عرفوا
    والهائمون بها فاضت مواجِدُهم
    فالحال خاب به كل الذي وصفوا

    </td></tr></table>

    ومن خلال هذا التكامل فيالذات بين المادي والروحي ، بين اللغة التأملية البعيدة التي تحاول أنتجترحها الشاعرة ،وبين اللغة اللامرئية في النص ، لغة الإيحاء ، لغةالإشارة ، لغة التأمل ، تأخذ عناوين القصائد حالة البؤر الرؤيوية الكشفية، التي تشير ولا تفصح ، تغري بالكشف ولا تكشف ، لكنها تعكس المسار الكليللقصيدة وبالتالي تحفّز الذاكرة على نبش البعد المختفي في العنوان من خلالالنص ، بالتالي كشف المرامي البعيدة ،والقريبة بين الحضور والغياب .
    وباستعراضتلك العناوين يتضح ما ذهبنا إليه وما تنطوي عليه هذه العناوين من حمولةمعرفية بعيدة موازية للنص الشعري (كشف ، وكن روحي، محارة الرمل ، حوادم ،إسراء ، وجد الوجود، حلول، ذات ، وسواس الشعر ، حروف ، سؤال ، بوح ، حيرة ، أنا قلق ،
    يانفس ، إنما العشق فناء ،معراج ،قلوب العارفين ،بلى ، أدخل في الغيبة ، كن بي ، يغشى الهوى ، مالي ،نبع ،أبدو .. ولا أبدو ! ، وصل ،شغف ، أنا المعنى ) وقد حاولت أن أصنف هذه العناوين ضمن حزم متقاربة فلمأجد سوى حزمة رؤيوية واحدة وهي الكشف عن الذات ، وعلاقة الذات بالمطلق ،وذلك من خلال إحالاتها للكشف والحلول والتجلي والدخول في الغيبة والسؤالوالبوح والحيرة والقلق والفيض والوجود ،وكل هذه البؤر إنما تشكل فلسفة خاصة للأنا والتي سنبحث فيها وعنها فيماتبقى من الدراسة ، لأن هذه الأنا / الذات / متصلة بالمطلق ومن خلال هذاالاتصال تمارس كشفها وتبحث عن معرفتها ، وتجلو حيرتها ، وذلك بحبكة لغويةتتجاوز المألوف ، وتتجاوز ما توافق عليه الصوفيون من المعادلة بين الذاتوالعالم لتجد نفسها في جوهر العالم تتشكل وتشكل ، وتنهض من سيرورتها فيسيرورته ، ومن أسرارها في أسراره ، ومن أحلامها في أحلامه .
    وإذا كان الإبداع فن التجاوز فإن( امرأة من خزف الروح ) قد تجاوزت الكلمة بتحولات معانيها ، بإطلاقها فيأسرارها ، وتجاوزت الجملة الشعرية العادية ، إلى جملة تحيل اللغة مساحةواسعة من الجري وراء المطلق بترادفاتهاوإيحاءاتها ، وأبعادها النفسية ، بحيث تتحول الجملة الشعرية إلى نص متكامل، والنص إلى جملة توافق بين العنوان والنص ، وإيجاز النص بالعنوان ،وانفتاح العنوان على النص ، هذا الإبداع هو مالم نجده إلا قليلا في المشهدالشعري الحديث المعاصر ، فقلما نجد نصا شعريا يكتوي بنار التجربة التأمليةكما وجدنا في نصوص المجموعة ، فهذه الحالة لا تتأتى لأي كائن إلا إذا كانمعجونا بالمعنى وبالتالي كل قصائد المجموعةتجميع بين قراءة المتعة و قراءة المعرفة ، وبين متعة القراءة ومعرفةالمعنى ، المتجلي بالبحث بين ثنائياتها ( الجهل ـ المعرفة / الروح ـ القلب/ الصحو ـ الإغفاء / الإبداء ـ الإخفاء / البعد ـ القرب / الكشف ـ الحجاب/ العماء ـ الرؤيا / الهدى ـ الضلال / ... الخ ) .
    وبهذااستطاعت الشاعرة أن تخلق فلسفتها الخاصة لأناها / لذاتها / لنصها /لوجودها / لقصيدتها ، حيث الأنا لديها أصبحت فلسفة للذات العالية ، والتيأدعوها بالأنا ( العارمة ) الممتلئة بذاتها ، والممتلئة بأسرارها ، ولاتكاد تخلو قصيدة واحدة من المجموعة من هذه الأنا . ومن هنا تأتي صعوبة تناول هذه الزاوية أو السمة بالدراسة ، لأن المجموعةالشعرية بمجملها ذات ممتلئة بذاتها ، وبالتالي تأخذ النصوص احتفاء بالذاتبمقاماتها المختلفة ، مقام المطلق ، مقام التوحد، مقام الرؤيا ، مقامالمعرفة ، مقام الكشف ، مقام الحيرة ، مقام الغواية ... الخ
    فالأنافي مقامها المطلق تبدو في حالة من الاحتفاء بالذات كحالة متفردة لا شبيهلها ، لأنها مكتفية بأسرارها ، وخلقها هي ، بل يصبح الآخر خلقا من خلقها ،وتكوينا من تكويناتها ، ورؤيا من رؤاها ، إذ لا تراه إلا في بؤرة ذاتها :
    <table style="" auto="" 158.45pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 200.95pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="268">
    لأني لا أرى غيري أراكَ
    فأنتَ أنا وفي سرّي مداكَ

    </td></tr></table>

    حيث امتداد الآخر ورؤياه يتشكلان في فجوة النفس الخالقة لتوتر العالم داخل النص ، لذلك تحتفي بوحدانيتها باتصالها بأكثر الرموز صلة بالحياة والخلق والتفرد وهو الماء :
    <table style="" auto="" 144.25pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 186.8pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="249">
    أنا في وحدتي كالماء وحدي
    وأنتَ هناكَ في قاعي هناكَ

    </td></tr></table>

    وبالتاليترتبط بحالة الخلق المطلق ، وبالبدء الأول ، هذا الماء الذي يكشف لها غموضالوجود ، وأسراره فترى نفسها أكثر وضوحا ، وأكثر حضورا في غياب الآخر :
    <table style="" auto="" 144.25pt;="" width:="" 184.3pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="246"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 184.3pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="246">
    أنا ما كنتُ إلا كي أراني
    وأعرفَني وإن ضلّتْ رؤاكَ

    </td></tr></table>

    لتصبح الأنا بمقابل الضلال / الآخر :
    <table style="" auto="" 151.35pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 179.7pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="240">
    أنا الرؤيا وأنتَ هنا ضلالي
    أنا أهديكَ إنْ ضلّتْ خطاكَ

    </td></tr></table>

    ومن الملاحظ أن هذا المقام / مقام الرؤيا ، يأخذ مساحة واسعة في تشكيل القصيدة / النص / الذات / لأنه السبيل إلى الكشف عن الغيب في الذات ، وبذلك تصبح الأنا الشاعرة في أقصى مسافاتها الرائية ، وفي أقصى تواجدها في ذاتها :
    <table style="" auto="" 137.2pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 186.8pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="249">
    أنا رؤيايَ حين أرى أراني
    ولستُ بغير ما أهوى أبالي

    </td></tr></table>

    لنكتشف من خلال ( تيمة ) / أراني / أن الذي تهواه إنما هو ذاتها نفسها ، وهذا الهوى للذات تعمقه في قصائد أخرى ،ليصبح حالة من إفناء الآخر في الذات :
    <table style="" auto="" 151.35pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 186.8pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="249">
    أنا (حوادمُ) في سرّي أُخاطبُني
    وأنت آدمُ قد تاهت مراميهِ

    </td></tr></table>

    حيث تبلغ أقصى حالات التوحد والوله بالذات ، وأقصى حالات الاكتفاء ، لأنها تتجه إلى اليقين الذاتي في حالة تيه الآخر عنها :
    <table style="" auto="" 151.35pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 193.9pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="259">
    أنا تغشّيتُ روحي في مسافتها
    وأنتَ أنت كَمنْ يمضي إلى تِيهِ

    </td></tr></table>

    لذلكتؤكد على حالة الهوى عندما تتجه إلى فلسفته في الذات ، لنراها تنهض منأقصى مسافاته ، وأقصى حالاته التي لا سبيل لاجتراح ما يشبهها :
    <table style="" auto="" 151.35pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 186.8pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="249">
    أنا جئت من أقصى الهوى أسعى
    والشعر من عشب الرؤى يرعى

    </td></tr></table>

    لتقول :
    <table style="" auto="" 151.35pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 186.8pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="249">
    أنا في الهوى لا شيء يشبهني
    باسمي أنا وبإسمه ندعى

    </td></tr></table>

    واتجاههاللأنا في مقام آخر ، لا يختلف عن مقام الرؤيا والمعرفة والكشف ،لأن الحيرةلديها حالة موصلة لليقين الذاتي ، شأنها شأن الصمت الذي يدخل الذات فيمقام التأمل فهي تيمم نحو الصمت لتدخل الذات في عريها الكشفي وفي كشفهاالأول :
    <table style="" auto="" 172.75pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 172.6pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="230">
    أنا يممت مذ يممت صمتي
    وحزني شطر أشواق الخريفِ

    </td></tr></table>

    وهنا يتقابل الصمت والخريف فيأخذ الصمت حالة من حالات عري الخريف والخريف حالة من حالات التأمل .
    <table style="" auto="" 6.75pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi;="" mso-table-lspace:="" mso-table-rspace:="" 9.0pt;="" mso-table-anchor-vertical:="" paragraph;="" mso-table-anchor-horizontal:="" margin;="" mso-table-left:="" center;="" mso-table-top:="" 40.1pt="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" align="right" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 158.45pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="211">
    أنا ذاتٌ تغشّاها الغمامُ
    وضاقَ بها مع الصمت ِ الكلامُ

    </td></tr></table>

    وفي قصائد أخرى تقابل بين الأنا والظل والخيال وأحيانا تقابلها بالغمام كحالة من حالات الشفافية :



    وتقول في مقام آخر :
    <table style="" auto="" 6.75pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi;="" mso-table-lspace:="" mso-table-rspace:="" 9.0pt;="" mso-table-anchor-vertical:="" paragraph;="" mso-table-anchor-horizontal:="" margin;="" mso-table-left:="" center;="" mso-table-top:="" 11.2pt="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" align="right" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 158.45pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="211">
    أنا ظلٌ تجلَّى في خيال ِ
    وسرٌّ قد تكاثفَ في سؤال

    </td></tr></table>





    ليتشكل من هذا السؤال شكل آخر للأنا الضالة في طريق البحث عن المعرفة والحقيقة :
    <table style="" auto="" 130.1pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 208.05pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="277">
    أنا هناك هنا في ظلِ بينهما
    أنا الحقيقةُ والوهمُ الذي فيها
    أنا الضلالةُ في جهلي وفي قلقي
    وللمسافة في شكي مرافيها

    </td></tr></table>

    ولعل المتسائل عن السبب الكامن وراء هذا الاحتفاء بالذات ، لاشك سيجد إجابات تصله بوجد الذات، ووجد الأنا ، وصفائها ، واتجاهها إلى حالة من حالات التجلي والخلق ، وبالتالي إلى حالة من حالات الصفاء الشعري لتتحول القصائد إلى مقام الشعر الصافي الذي يحتفي بالشعر وباللغة المحتفية باللغة :
    <table style="" auto="" 144.25pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 179.7pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="240">
    أنا روح حلَّ فيها وجدها
    فإذا الوجد بها منه دنا

    </td></tr></table>

    لتصل إلى لغز الوجود وهو الأنا هذا اللغز الذي تحاول الشاعرة حلَّ شيفرته بما استطاعت من الشعر :
    <table style="" auto="" 144.25pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 165.55pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="221">
    أنا لغزُ الوجود أرى وجودي
    سؤالا قد توالى في سؤالِ

    </td></tr></table>

    ولانصل إلى حالة اليقين إلا إذا كشفنا عن تشكيلة هذا اللغز ، وعن إشارات هذاالسؤال ، لأن العالم لديها سؤال يحتفي بسؤال ، كما الذات سؤال مفتوح علىالوجود ، ويأتي الجواب بالإشارة المطلقة لحالة التوحد بين الذات / الكائنو الذات / الإله ، ومن هنا ندرك فحوى هذا الاحتفاء لأنه احتفاء بديمومةالذات وخلودها واتصالها ووصولها ووجدها الأبدي :
    <table style="" auto="" 144.25pt;="" border-collapse:="" collapse;="" mso-yfti-tbllook:="" 1184;="" mso-padding-alt:="" 5.4pt="" 0cm="" 5.4pt;="" mso-table-dir:="" bidi="" dir="rtl" class="MsoNormalTable" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0"><tr style="" 0;="" mso-yfti-firstrow:="" yes;="" mso-yfti-lastrow:="" yes=""><td style="" border-left:="" padding-bottom:="" 0cm;="" background-color:="" transparent;="" padding-left:="" width:="" 165.55pt;="" padding-right:="" 5.4pt;="" border-top:="" border-right:="" #ece9d8;="" padding-top:="" 0cm="" valign="top" width="221">
    كفى أن في نفسي كشوفا
    تجلى في نوافذها الإلهُ

    </td></tr></table>

    إنمجموعة ( امرأة من خزف الروح ) تحتفي بالذات / القصيدة ، وبالقصيدة /الذات ، وبالتالي هي مجموعة من المجموعات المتميزة في المشهد الشعريالعربي المعاصر ، بتشكيلاتها الشعرية وبلغتها الصافية وبمغامرتهامرتين مرة عندما اختارت الشكل العمودي لقصائدها وطوعته بطريقة ساحرة ،والمرة الثانية عندما اتجهت هذا الاتجاه التأملي في فلسفتها للأنا في أكثرمن مقام ، فانسابت اللغة بين يديها طيعة ، لينة كغمامة .
    وهاتان المغامرتان تحتاجان إلى روح تفشى فيها الإبداع وتعرت اللغة في محرق خلقها ، ليتشكل النص الغائب في معناه ، هذا المعنى الذي لا يمكن الكشف عنه إلا إذا تم الكشف عن الأنا في معانيها .
    وإذا كانت القصيدة الجميلة تجعلنا نغفر لحزن قديم جدا على حد تعبير باشلار ، فكيف بمجموعة من القصائد تجاوزت حد الدهشة والروعة والمتعة والبهت ، لاشك ستجعلنا في مقام من الغفران الدائم لجميع أحزاننا .
    عامر الدبك



    [1] بهيجة مصري إدلبي ، امرأة من خزف الروح ، شعر ، دار التكوين ، دمشق ، الطبعة الأولى ، 2007


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 5:52 am