منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    أنواع الإحالة: 2- الإحالة بأسماء الإشارة

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    أنواع الإحالة: 2- الإحالة بأسماء الإشارة Empty أنواع الإحالة: 2- الإحالة بأسماء الإشارة

    مُساهمة   السبت ديسمبر 18, 2010 11:39 am

    تأليف د محمد محمد يونس علي
    إن
    الوظيفة الأساسية لأسماء الإشارة تبدو في توضيح مدى القرب أو البعد من
    المتكلم. وفي العربية ثمة مستويان يمكن التمييز بينهما بوضوح في استخدام
    أسماء الإشارة، هما: قريب، ويعبر عنه بـ"هذا"، وفروعه، وبعيد، ويعبر عنه
    بـ"ذلك"، وفروعه. وعلاوة على ذلك يرى البلاغيون أن هناك مستوى ثالثا هو:
    المتوسط الذي يعبر عنه بحذف اللام من "ذلك"، فتصبح "ذاك"،وهو أيضا رأي
    جمهور النحاة، كما يقول ابن عقيل: "والجمهور على أن له ثلاث مراتب قربى،
    ووسطى، وبعدى، فيشار إلى من في القربى بما ليس فيه كاف ولا لام: كذا، وذى،
    وإلى من في الوسطى بما فيه الكاف وحدها نحو ذاك، وإلى من في البعدى بما
    فيه كاف ولام، نحو "ذلك"".[71]
    وتتكون الكلمة المركبة "ذلك" من ثلاثة
    أجزاء: "ذا"، وهو اسم الإشارة، واللام، وهو حرف البعد، والكاف، وهي حرف
    المخاطب. ويلفت الجزء الأخير من الكلمة وهو"حرف الخطاب" الانتباه؛ لأنه
    سمة من سمات العربية؛ إذ ليس له صلة مباشرة بالإشارة، وإنما أتي به لتحديد
    نوع المخاطب من حيث الجنس، والعدد، وإن كانت هذه الوظيفة قد تنوسيت في
    العربية الحديثة، مع أنها لغة القرآن الكريم، يقول الزمخشري: "ويتصرف (أي
    الكاف) مع المخاطب في أحواله من التذكير والتأنيث والتثنية والجمع"[72]،
    ولكي نوضح ذلك يمكن أن نمثل بقوله تعالى: "فذلكن الذي لمتنني فيه"[73]،
    حيث استخدم الضمير "كن"، لأن المخاطبات نسوة، أما في قوله تعالى: "قال
    كذلكِ قال ربك"، فقد استخدم الضمير "كِ"؛ لأن المخاطب امرأة. وفيما سيأتي
    أمثلة أخرى يتضح لنا من خلالها أن "ذا" وما تفرع عنها سيختلف باختلاف جنس
    المشار إليه، وعدده، وأن "ك" سيختلف باختلاف جنس المخاطب، وعدده:
    (64) ما رأيُكِ في ذلكِ الكتاب الذي أعرته لكِ الأسبوع الماضي؟
    (المرجع مفرد مذكر، والمخاطب مفرد مؤنث)
    (65) ما رأيكَ في تلكَ القصة التي أعرتها لكَ الأسبوع الماضي؟
    (المرجع مفرد مؤنث، والمخاطب مفرد مذكر)
    (66) ما رأيكما في ذلكما الكتاب الذي أعرته لكما الأسبوع الماضي؟
    (المرجع مفرد مذكر، والمخاطب مثنى)
    (67) ما رأيُكَ في ذينكَ الكتابين اللذين أعرتهما لكَ الأسبوع الماضي؟
    (المرجع مثنى مذكر، والمخاطب مفرد مذكر)
    (68) ما رأيكم في تينكم السيارتين اللتين اشتريتهما الأسبوع الماضي؟
    (المرجع مثنى مؤنث، والمخاطب جمع مذكر)
    (69) كيف استطعتن الفوز على أولئكن الرجال المنافسين لكنّ؟
    (المرجع جمع مذكر، والمخاطب جمع مؤنث)

    ومن
    المهم أيضا أن ننبه على أن أسماء الإشارة (مثلها في ذلك مثل الضمائر) قد
    تشير إلى خارج النص، كما في قوله تعالى: "قال بل فعله كبيرهم هذا"،[74]
    التي يعود فيها اسم الإشارة إلى "كبير الأصنام"، وهو خارج النص، وقد تشير
    إلى داخله: إما إلى متقدم كما في (70)، و(71) حيث تشير إلى القولة السابقة
    له، أو إلى متأخر، كما في الآية (72) التي تشير إلى كلمة "الكتاب" التي
    وردت متأخرة عن اسم الإشارة.
    (70) أ) "النساء أطول عمرا من الرجال".
    ب‌) من قال هذا؟
    (71)
    أصبحت الدراسة الجامعية في بريطانيا مكلفة جدا، ولذا/ ولهذا/ ولذلك فإن
    كثيرا من الطلبة والطالبات يفضلون البحث عن عمل بدلا من مواصلة دراستهم.
    (72) قال تعالى: "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين".[75]
    ومن
    بين أسماء الإشارة تمتاز "ذا"، و"هذا"، و"ذلك" بالإشارة إلى قطعة من النص،
    كما في (70)، أو لفحوى النص الذي سبق، كما في (71)، ومن الملاحظ أن
    للمتكلم الخيار عادة في استخدام أي من أسماء الإشارة المذكورة، ولكن قد
    يوجد من الأغراض البلاغية، والمقاصد التخاطبية ما يرجح اختيار أحدها على
    الآخر، فيختار اسم الإشارة الدال على البعد مثلا إذا كان المتكلم يشير إلى:
    أ- شيء يعتقد أنه غائب أو بعيد منه زمانا أو مكانا، كما في (73) التي يشير فيها المتكلم بـ"ذاك"؛ لأن الزمن المشار إليه بعيد.
    (73) بدأ طه حسين دراسته الأزهرية، وهو في الثالثة عشرة من عمره، كان آنذاك صبيا فقيرا يرتدي ثيابا رثة، ويأكل لونا واحدا من الطعام.
    ب-
    شيء مهم، أو ذي قيمة، أو مقدس، أو محترم، وباختصار، فإن المتكلم هنا ينزل
    علو مكانة المشار إليه منزلة بعدها الحسي، ومن ذلك (74) التي أشير فيها
    بـ"ذلك" للقرآن الكريم المعبر عنه بالكتاب، لعلو منزلته.
    (74) قال تعالى: "ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين".[76]
    وقد
    يختار المتكلم استخدام اسم الإشارة الدال على القرب للتعبير عن التحقير،
    كما في (75)، أو للإشارة إلى قرب الرأي للعقل، أو وضوحه فيه، لتأكيد صحته،
    كما في قول الشاعر الوارد في (76).
    (75) أهذا هو الملاكم الذي تزعم أنه لم يهزم قط؟.
    (76) كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا
    هذا الذي ترك الأوهام حائرة وصير العالم النحرير زنديقا

    3، 2، 1- الإحالة بالإشارة الظرفية
    في
    العربية اسما إشارة تفيدان الظرفية، هما: ثمّ، وهنا، وقد تلحق تاء التأنيث
    بـ"ثَمّ" فتصبح "ثمة"، وقد تلحق الكاف بـ"هنا" فتصبح "هناك"، فإذا أضفنا
    إليها اللام صارت للبعد، فتصبح "هنالك"،[77] ومثلما أسلفنا عند الحديث عن
    الضمائر وأسماء الإشارة، تستخدم "هنا" و"هناك" و"ثم" للإشارة إلى ما هو في
    الخارج، ومن أمثلة "هنا"، و"هناك" ما ورد في (76)، ومن أمثلة "ثم" ما ورد
    في (78)، وتستخدم أيضا للإشارة إلى داخل النص، كما في (79) و(80).
    (77) خذ هذا الكأس من هنا، وضعه هناك.
    (78) ليس ثم رجل، بل امرأة.
    (79)
    يعتقد بعض الناس أن الحياة على سطح القمر قد تكون ممكنة في المستقبل، بيد
    أن الأخبار التي وردت عن دفن الموتى هنالك/ هناك بتكاليف أقل من دفنهم في
    أنحاء كثيرة من دول العالم قد تكون مؤشرا على أن بيئة القمر أكثر ملاءمة
    للأموات منها للأحياء.
    (80) لما كانت الرحلة من لندن إلى بكين مباشرة تستغرق وقتا طويلا، فقد آثرت أن أستريح في تركيا، ومن ثم واصلت رحلتي عند الصباح.


      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 12:05 pm