منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    تابع للوظيفة الدلالية......2

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    تابع للوظيفة الدلالية......2 Empty تابع للوظيفة الدلالية......2

    مُساهمة   الأحد ديسمبر 19, 2010 1:34 pm

    دراسة المعنى:
    مقابل
    تقليص اللغة إلى مادة صوتية، بدأ فردينان دي سوسير ( F.de. Saussure )
    بتأكيد الطابع النظامي للغات، وهذا النظام متصور أساساً بصفته نظاماً من
    العلامات، والعلامة اللغوية " signe " ( 7 ) محددة فيه باعتبارها وحدة
    طبيعية ذات وجهين لا ينفصلان هما: الدال " signifiant " وهو الصورة
    الصوتية، والمدلول " signifie " وهو الصورة المفهومية " تصور" ويُعبر عن
    المتصوّر الذهني الذي يحيلنا إليه الدال، وتتم الدلالة " significtion "
    باقتران الصورتين الصوتية والذهنية، و بحصولهما يتم الفهم والإفهام،( 8 )
    وإن أي تغيير في الصورة السمعية لا بد أن يؤدي إلى تغيير في التصور والعكس
    صحيح أيضاً. وتتسع العلامة عند دي سوسير لتشمل كل ما يمكن تمييزه كالجمل،
    والعبارات، والكلمات، والمورفيمات. .. ( 9 )
    وهكذا يبدو النظام – وذلك
    في حالة لغة معينة – شبكة من الاختلافات بين العلامات إذ " لا وجود للغة
    إلا بالاختلافات ".( 10 ) إن علامة ما هي قبل كل شيء ما لا تكونه العلامات
    الأخرى، فاللغة منظومة لا قيمة لمكوناتها إلا بالعلاقات القائمة فيما
    بينها، أي لا يمكن للألسني اعتبار مفردات اللغة كيانات مستقلة، بل يجب
    عليه وصف العلاقات التي تربط هذه المفردات، وإن توهم المتخاطبون أن كل
    إشارة تشكل وجوداً مستقلاً؛ فالنظام هو الذي يمفصل ويقطع الوحدات بطريقة
    اعتباطية كلياً،( 11 ) ومنذ ذلك يصبح المعنى تابعاً " للقيمة "( 12 )
    المعرّفة بأنها مجموع العلاقات التي بين علامة ما وبقية علامات النظام.
    لقد
    بين دي سوسير أن كل لغة ينبغي أن يتم تصورها ووصفها على أنها نظام من
    العناصر المترابطة على المستويات الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، لا
    على أنها تراكم من كيانات قائمة بذاتها. وقد عبر عن نظريته تلك بقوله: "
    إن اللغة شكل وليست مادة "،( 13 ) وعلى هذا الشكل البنيوي يقوم صرح علم
    اللغة " Linguistique " المعاصر بأسره، وهو الذي يسوغ دعوى دي سوسير
    باستقلال علم اللغة ليصبح علماً قائماً بذاته.
    و هنا يبرز علم الدلالة " ٍSemantics " فرعاً من فروع علم اللغة، و مستوى من مستويات الدرس اللساني الحديث.
    إنّ
    هذا التمثيل حقيقة لا بد من الأخذ بها لدى الحديث عن موقع علم الدلالة في
    علم اللغة، و الإشارة بها إلى اتفاق اللغويين على أنموذج لساني يأتي فيه
    علم الدلالة من جانب وعلم الأصوات من جانب آخر، أما النحو فإنه يشغل
    موقعاً وسطاً بينهما.( 14 )
    إن أية دراسة للغة لا بد أن تسعى إلى
    الوقوف على المعنى الذي هو المآل و النتيجة والقصد من إنتاج المتكلم
    للسلسلة الكلامية بدءاً من الأصوات و انتهاء بالمعجم، مروراً بالبناء
    الصرفي و قواعد التركيب، و ما يضاف إلى ذلك كله من معطيات المقام
    الاجتماعية و الثقافية.
    هذه العلاقات بين فروع علم اللغة تعد من
    المسلمات في كلّ اللغات، وقد مزج بينها علماء اللغة العربية قديماً منذ
    سيبويه،( 15 ) وأطلق عليها المحدثون اسم القواعد، وهذه القواعد تهدف
    لتوضيح المعنى. و في هذا الشأن يقول د. كمال بشر: " إن كل دراسة تتصل
    بالكلمة أو أحد أجزائها تؤدي إلى خدمة العبارة أو الجملة "،( 16 ) و يصوغ
    هذه المقولة بالمر: " علم الدلالة مفهوم عام يختص بالمعنى، ويمتد إلى كل
    مستوى لغوي له علاقة بالدلالة "،( 17 ) أما محمود السعران فيقول في ذلك: "
    علم الدلالة، أو دراسة " المعنى " هو غاية الدراسات الصوتية و
    الفونولوجية، والنحوية، و القاموسية، إنه قمة هذه الدراسات "؛( 18 ) " لأن
    المستويات الأولى وسيلة و المعنى هو الهدف. والإنسان منذ طفولته يتعلم كيف
    يرصد المعنى، و لهذا يضعه في بؤرة الشعور ".( 19 )


    ـ



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 4:44 am