منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    تابع ......5 لحفريات الأنساق

    سامية الزمردة الخضراء
    سامية الزمردة الخضراء


    عدد المساهمات : 42
    تاريخ التسجيل : 23/12/2010

    تابع ......5 لحفريات الأنساق Empty تابع ......5 لحفريات الأنساق

    مُساهمة  سامية الزمردة الخضراء السبت ديسمبر 25, 2010 10:55 am

    [center]
    (بين المتنبي وصاحب كتاب الاغاني)
    ربما نذهب مذهب المرامي نفسها فيما يتعلق بابي الطيب وعلاقته بصاحب كتاب الاغاني لابي فرج الاصفهاني والذي لم يذكر على الاطلاق في موسوعته الادبية هذه ابي الطيب المتنبي في حين ان ابي فرج الاصفهاني عاصر المتنبي وتوفى المتنبي قبله . فقد ولد ابي الفرج الاصفهاني في العام (284-356هـ / 897-967م) وولد المتنبي( ) في العام (303-354هـ / 915-965م) وتوفي المتنبي وكان يناهز الخمسين عام قبل وفاة ابي الفرج الاصفهاني بسنتين ، هذا يعني ان صاحب كتاب الاغاني كان على اطلاع كامل ودقيق على شعر المتنبي وما لعبه من دور كبير في السياسة والحرب والفكر الاّ ان تجاهل ابي الفرج الاصفهاني للمتنبي كان عن عمد ، لاسباب تتعلق في تقديري بمؤامرة سياسية قادها (الصاحب بن عباد) وسيف الدولة + الحاتمي وقد مر بنا قبل قليل ما قام به الصاحب بن عباد من تشويه ، لشخصية المتنبي وابراز المثالب في شعره . وعقبه الحاتمي الذي اتهمه بالسطو على افكار ارسططاليس الفلسفية واقحامها في شعره وما تجيش على السن الحاقدين من النقاد ، وقد فتح الصاحب بن عباد والحاتمي الباب على مصراعيه للنيل من شعر المتنبي وافكاره السياسية وهذا هو عين الحقد على الابداع ، والمبدعين . وكان للمتنبي علاقة طيبة مع الامراء والولاة ومنهم سيف الدولة الذي مدحه في اكثر قصائده ولكن هذه العلاقة كانت بين مد وجزر ، لسبب بسيط هو ان المتنبي كان مخالف لافكار سيف الدولة وغيره ، لان المتنبي كان يحمل الفكر الاسماعيلي ومنهجه السياسي كان منهجا قرمطيا . فهو الذي نصب نفسه داعية من دعاة الاسماعيلية ونبيا من انبيائها ، وقاد ثورة على الحكام والولاة حتى قبض عليه (لؤلؤ أمير حمص وسجنه) مدة سنتين . في شعر المتنبي انحياز الى الفكر الاسماعيلي ، بعد فترة اتصل بسيف الدولة ولبث عنده تسع سنوات كان فيها مخالفا له ، ولكن الآخر احتاجه شعريا في المديح له ولجيشه ثم اتصل بكافور ومدحه واختلف معه وهجاه لانه اساسا مختلف معه فكريا ثم عاد الى بغداد وترفع عن مدح الوزير المهلبي وهذا بدوره قاد حملة شعواء ضد ابي الطيب بعد ان قام بالتحريض عليه بجماعة من شعراء بغداد نالوا منه وهجوه ، فكان سبب الخلاف مع سيف الدولة هو انه لم يلبِّ طلبه لانه مختلف معه فكريا . ثم طواه الطريق الى ارجان لزيارة ابن العميد ثم الى شيراز نزولا عند رغبة عضد الدولة . ثم قصد بغداد فالكوفة . لم تتمخض حادثة موت المتنبي نهاية للخلاف والحقد والخصومة الذي ضمره النقاد والكتاب والشعراء لابي الطيب واعماله الشعرية ، وقد توضح هذا الحقد وبرهنوا عليه بالصمت كما عند ابي الفرج الاصفهاني الذي لم يذكر ابي الطيب في كتابه الاغاني وكذلك ضيع المرزباني المتوفي في العام (383هـ / 993م) والذي لم يشر في كتابه (الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء) ابي ابي الطيب بل باشروا بالهجوم عليه وبوقاحة . وكان الصاحب بن عباد الذي مازال يتذكر ان ابي الطيب فضل عليه الوزير ابن العميد وهي اشارة الى بدء الهجوم على المتنبي . ففي سنة (364هـ / 974م) قام بتأليف رسالة عنوانها (الكشف عن مساوئ شعر المتنبي) اما موقف ابي هلال العسكري صاحب كتاب (الصناعتين) فهو اختلف مع الحاتمي ، وعلى ما يبدو ان ابي هلال العسكري ، انه لم يلتق بالمتنبي وكان سبب عداوته له تنبثق من احكام ذاتية وهو القائل : (ولا اعرف احدا كان يتتبع عيوب فيأتيها غير مكترث الاّ المتنبي فان ضمن شعره جميع عيوب الكلام ما اعدمه شيئا منها) فكان نقد ابي هلال العسكري نقدا يقوم على امور ثانوية ، كتنافر الالفاظ وعدم الاصابة في الابتداء فظهر حقد العسكري وتحامله على المتنبي واتهامه باشنع الضلالات . ويروى ان الاصفهاني جمع كتابه (الاغاني)( ) في خمسين عام ثم حمله وقدمه الى سيف الدولة . فاعطاه (الف دينار) واعتذر اليه ، وهذا يعني ان سيف الدولة كان على علم بما تضمنه كتاب الاغاني من الاغفال للمتنبي وان كان مساهما في وضع الستار على هذه الشخصية الشعرية المتمردة . وهناك اسباب سياسية تتعلق بهذا الموضوع كما اشرنا اليها قبل قليل ، وتتعلق بالمنهج الفكري لشخصية المتنبي الشعرية المخالفة بالاساس للمنطق السياسي الذي يؤمن به سيف الدولة وصاحبه ابي الفرج الاصفهاني . من هنا كان الخلاف ، وقد شمل المستويات كافة ومنها المستوى الادبي .
    وحكي عن الصاحب بن عباد وهو الشخص الذي يضد المتنبي ، وقد قام بتحريض النقاد ضد المتنبي وقد حرر رسالة يشرح فيها المثالب في شعر المتنبي بعد ان شن حملة شعواء ضده وهو الذي استقبل الخبر عندما عرف بالمكافأة التي قابل بها سيف الدولة كتاب الاغاني حيث قال : (لقد قصّر سيف الدولة وانه ليستحق اضعافها اذ كان مشحونا بالمحاسن المنتخبة والفقر الغريبة ، فهو للزاهد فكاهة وللعالم مادّة وزيادة ، وللكاتب والمتأدب بضاعة وتجارة ، وللبطل رحلة وشجاعة ، وللمتظرّف رياضة وصناعة وللملك طيبة ولذاذة) وهذا جزء من الاشكال عند الصاحب بن عباد لكنه كان فرحا لما طواه ابي الفرج والى الابد من القراءة الحقيقية لدرة الشعر في تلك الفترة وهو شعر المتنبي . فاذا حاولنا ان نبين خاصية المطابقة التي تفرد بها المتنبي في خواصه الفكرية والاستنتاج الذي حصل بالحسم للحد من ظاهرة المتنبي وحدوده الشعرية وارادته العقلية بوصفه ارادة في القوة والمباينة وهو يدشن العصر الاسطوري الذي يقوده الشاعر المتفلسف الذي اشّر فيه الايماءة الشعائرية في القصيدة فهي الصائبة دوما .
    فالمقدرة عند المتنبي كانت قد تجاوزت مفاهيم الصاحب بن عباد وسيف الدولة الحمداني والحاتمي بخطاب شعري (اجتماعي وفكري) وابقاهم خلفه يرزحون تحت وطأة التخلف . من هذا الدليل جاء حقدهم وحسدهم في نبذ (ارادة القوة السيكولوجية عند ابي الطيب المتنبي) وتأملاته الفلسفية في اطار الوعي المتعالي والخالص من الناحية السيكولوجية . هذا الوعي الذي تضمن المكونات الرئيسية في الارادة والقوة والمعطيات التي تتعلق بالعالم ، وتنتمي اليه . هذا الوعي غير مقبول بالنسبة الى المؤسسة السياسية الفاسدة . والمتنبي ظاهرة فلسفية جديدة تظهر خواص هذا الوعي ونزوعه نحو رؤية سيكولوجية جديدة للوجود الانساني . من جهته ، فهو ينظر الى هذه المؤسسة السياسية الفاسدة نظرة استخفاف ، لانها مؤسسات متحللة ، فهو يقدم صورة علمية للنموذج السيكولوجي المتمرد ، ويطرح منهج فكري مسكون بالمعطيات العقلية داخل نسيج واقعي متعفن ، طبيعته تقدم معطيات ناقصة داخل شبكة فاسدة يقودها الولاة والامراء والخلفاء وهذه صورة يقدمها لنا كتاب الاغاني عن ميل بعض خلفاء بني أمية وبني العباس الى الترف والغناء . فكان الوليد بن يزيد (يلبس منه
    - أي من الجوهر – العقود ويغيرها في اليوم مرارا كما تغيّر الثياب شغفا ، فكان يجمعه من كل وجه ويغالي به) وكذلك يزيد بن عبد الملك شديد التأثر بالغناء ، ومما جاء في كتاب الاغاني انه سمع معْبدا يغنّي فصاح : (احسنت والله يا مولاي! أعد فداك أبي وأمي ، فرّد مثل قوله الاول ، فأعاد ثم قال : أعْد فداك ابي وامي ، فاستخفه الطّرب حتى وثب وقال لجواريه : افعلْنَ كما أفعل ، وجعل يدور في الدار ويدرن معه وهو يقول :
    يا دارُ دَوِّريني
    آلْيتُ منذُ حينِ
    ولا تواصِليني
    يا قرْقرُ امْسكيني
    حقّاً لتصْرميني
    باللهِ فارحميني

    لَمْ تدكُري يميني!
    قال : فلم يزل يدور كما يدور الصبيان ويدرن معه حتى خرَّ مغشيا عليه ووقعن فوقه ما يفعل ولا يفعلن ، فابتدره الخدم فأقاموه وأقاموا من كان على ظهره من جواريه وحملوه وقد جاءت نفسه أو كادت(60).
    وكان ابي الفرج الاصفهاني وعلى هذا المستوى الرفيع من المرتبة العلمية وهو صديق لاصحاب هذه المؤسسة السياسية فكان معاقرا جيدا للخمر والعبث ووصف النساء .
    المتنبي قدرة عقلية
    وفضاء للكتابة
    لان فضاءه الشعري ، كلمة منطوقة يتخللها محتوى الحلم في انموذج لفعل العمل الكامل في الذاكرة السيكولوجية . والشعرية عند المتنبي نص شعري مكتوب بالصورة والصوت باعتباره استدعاء مدروس لفعل الكتابة ومنزلة كبيرة في الكلام والصوت والمتنبي عقل واع كامن خلف ادراك الوعي الحسي . والكتابة عند المتنبي صيرورة مرئية ، واختفاء المعنى خلف النص : هي عملية حلم تفصيلية يجازف بها المتنبي في تسفيه أي قدرة توحي بانها تستطيع الوقوف على اشتغالات النص وسيكولوجيته المعرفية ، فهي ميراث وادراك حسي ينتهي الى ذاكرة فكرية دائمة الاشارات في عملية الاتقاد . والتشكيل السيكولوجي عند المتنبي يتأكد بالفعل الحسي وبالازمنة المجردة والتجريبية ، فهو جزء خاص من منهجية الاشتغال بالمنظومة الفكرية ، والمهيمن على جوهرية النص وما ينطوي عليه التأمل من اكتشاف تدريجي لخواص الكتابة والمجاز أو المجاز الكتابي في معناه العام : هي الكتابة بمعناها المجازي ، الكتابة الحية المتصلة بالطبيعة القدسية والموقنة الى المنزلة الاصلية للقيمة الانسانية ، فهي صوت الضمير الانساني لأنه القانون المقدس الذي يساوي الكائنات الانسانية في الحضور والتعامل المدرك داخل الاشكال التي تعتبر جزء كبير من متساوياتها واضدادها المتباينة لهذه الاضداد .
    حيث يقول المتنبي :
    وشبيه الشيء منجذب اليه
    وأشبهنا بدنيانا الطغام

    هذا الحلم الكبير عند المتنبي ، يكون مقدرة وليس ضعف ولذلك بقي صاحب (مقدرة وقوة) . وهو يقول :
    كل حلم اتى بغير اقتدار
    حجة لاجيء اليها اللّئام

    لتاتي القدرة فوق الصيرورة العقل وبصيرته ، حيث ينظر المتنبي الى الاشياء نظرة فكر لكبرها الفعلي داخل منظومة العقل على اكمل وجه ليعطيها قدرة تؤشر حقيقتها وليحيط من خلال هذا الموقف النفوس والسلوكيات اللئيمة التي تحاول سد المنافذ وتبقي الاشياء على حالها .
    يقول المتنبي :
    ومن يك ذا فم مرٍ مريضٍ
    يجد مراً به الماء الزلالا

    فهو يدرس الحضور المتحرك باتجاه الحاجة الستراتيجية حيث يكوّن المتنبي المعرفة وفق ايماءة تحتفظ بالقراءة والمجاز الكتابي والايماءة المتحررة للأسيجة السيكولوجية المكونة بالاسى ويعلن الادراك عند المتنبي حسه الزمني تحت حدثية الكتابة وخرافة المجاز وقدسية العقل الصارمة ووجهة النظر التي يحملها النظام السيكولوجي داخل استخدام الصورة الدينامية في حقيقة القدرة والقوة ويقابلها من الطرف الآخر (الوقت والثورة) التي يستخدمها في ستراتيجية المنظومة الشعرية حتى يبقى الوعي محررا من الاستمرار داخل الصورة المجازية وهو التخلص من الهم الذي يبعث الهموم .
    وفي هذا يقول المتنبي :
    افاضل الناس اغراض لذا الزمن
    يخلو من الهم أخلاهم من الفطن

    هذا المنهج الذي افاض به ابي الطيب ، هو طريقة للصعود المتسارع نحو كنه الوعي وابعاد التشويش والمباشرة بصياغة التعبير الانساني للوجود وكان المعنى في منهجية المتنبي عملية التوحيد للمعرفة وحشد اتجاهاتها باتجاه تقنيات زمكانية انسانية عالمة ترفع شأن الانسان من خلال موضوعه العقلي الذي يشكل بعدا معقدا في المنظومة الفكرية الانسانية لتخليصه من الهوان لانه أثرت فيه قوة الكلام ولكن سرى به غطاء التأمل في التمثيل العيني لطريقة الحوار .
    يقول المتنبي :
    من يهن يسهل الهوان عليه
    ما لجرحٍ بميتٍ ايلام

    ما يتعلق بجدل المتنبي تأسيس منظومة سيكولوجية يترسب من خلالها الاثر الموضوعي للتشكيلات المفاهيمية والتي ترجع بالشعرية الى الاختلافية ومفهوم الحضور الفكري داخل متماثلات جوهرية يدركها سياق النسق المبني وفق اختلافية للحضور تنتج ذاتا موضوعية تشكل التاجيج في الحضور للموقف الشعري المشكل بفعل الخطاب البنائي داخل بنية كتابية متجهة الى الغياب للحضور بالادارك الحسي والاثر الدائم واستبصارات الأثر العقلي والحدث الشعري الذي يتعزز بالحاضر من الصياغات الفلسفية كما هو الحال عند (هوسرل) في وعي التأجيل الخالص وما يعنينا من الوقائع هو مبدأ الواقع المطلق وهدف التغيير بغريزة الخطاب والفوز بالمتناهي من اللذة القانونية . والمتنبي انموذج لشاعر مثل خصائص الشعر العربي وقد بلغ مبلغا قدريا ان صح التعبير بالخاصية والافتتان وخصائص من التمثيل لعبقرية اختلافية في توازناتها المختلفة ، فقد انقطع الى الشعر والى التمثيل الحقيقي للحس والفكر في تمثيل الشعر العربي ولذلك جاء الاجماع كاملا ، بان المتنبي كان قد قدم مادة ثمينة للتفكير والتأمل فهو الذي حلّق بهذه الامة في فضاءات عديدة من الوعي الفكري والشعري والفلسفي والصوفي ، فهو واضح الامكان الاسلوبي الذي تغلب عليه قوة الفخامة والتعبير عن المشاعر والروح والجمال الخفي في النص واختلافاته المنطقية ونغماته الاخّاذة التي تطيل فيها عملية التفكير المنطقي في دواخل هذه الحياة ليغوص ويستخلص التجريبية والحكمة ويعطيك من عصارة هذه الشعرية فكرا صالحا وطراوة ندية وموسيقى تعرج على النغم الصافي فتطربه بقوة وبكبرياء موسومة بالحب وسمة يعادلها العنف . فالمتنبي كان حضورا ذاتيا وموضوعيا مطبوع بالآثار الحسنة والادراك الحسي الذي يكتنز فيه لغة الحضور والغياب فهو عبارة عن صيغ من التحولات المعرفية . لقد اكتشف المتنبي حب المصير الذي يستند الى خفايا القوة وطبيعتها التفكيرية ووجودها الذي يعتمد الاختلاف والحركة الفلسفية التي تستقطب امكانيات الصيرورة عبر سلّم من الاختلاف وتشاكلاته وانسيابه في لعبة المصادفة الفلسفية في تحقيق ارادة المعرفة وهي تلعب بوضوح دور الفعل الوجودي وحماسته الشديدة واختلافاته داخل هذه النهايات طالما من المؤكد ، ان المعرفة تعني : القوة الكبيرة في الوجود ، وبقي المتنبي يتحدث عن لغة الاثبات المنفتحة على ايماءة القوة وبشكل يدعو الى الحضور الفعلي لكنه الخطاب الشعري والامساك بالخطة المناسبة التي تتأكد بالقدر (وبالنظرية – والتطبيق) بوصفهما بنيتان تحذران من فعل اللّعبة لحل لغز الشفرة بالتفسير الضيق للمعنى ، وتمثيل القصد من منطلق ثانوي للنص دون الاستناد الى سياق يتعامل مع القضية المطروحة من حيث (الوحدات التركيبية) لا من حيث ملخص للحكم وهذا بدوره يستدعي ان نجرب تقنيات جديدة لاستعادة عملية المناقلة والمراجعة المستمرة للوحدات التي تنجز البحث عن القضية العالقة . والانجاز الذي قام به المتنبي في نظرته الى الحياة وما حدث بها من متغيرات وديوانه هو وصفا كهذه المتغيرات وحركاتها واطوارها المتقلبة بالتكوين المطلّسم . وما واجهه ابي الطيب المتنبي من انكسارات في هذه الحياة وفشل احاط به ثم اتصاله بسيف الدولة الحمداني ودخوله مصر واتصاله بكافور الاخشيدي وخروجه من مصر هاجيا كافور الى مصرعه على يد (فاتك الاسدي) . والمتنبي كان متمردا سيكولوجيا على كل الاشياء يتعامل – ويعامل الاشياء بحساسية دقيقة . فقد شكل انكساره وفشله في فرضية التتابع النظري وحسب شفرة النص . ويرى المتنبي ان لعبة النص المزدوج داخل نصّيه تهيمن على لغة مفتوحة فهي نصية تنغلق احيانا داخل تخومها وتفهم كثيرا من ان هذه الفكرة لا تجاري الطرف الآخر ، فتبقى غامضة مشوشة وتشويشها لا ينحل ولا يضيف شيء جديد الى محتواه داخل حدود النص . فقد تلقى المتنبي ضربات عديدة ادت به الى احتقار كل الاشياء وما سمى لنفسه من مسميات على ضوء مفهوم النص الذي واصله بالعمق داخل نهايات محددة ومفتوحة . فكان موقفه من الايمان بالدين موقف محايد هذا على سبيل المثال ، ونلاحظ بعض الاشارات تختلف في الوضوح والخفاء ، فهي تبرهن على وهن هذا الايمان وضعفه وغلبة الادب والفكر الجاهلي على سيكولوجية الآداب الاسلامية كما المحنا في بداية هذا الكتاب من ان المتنبي انتهج نفس تكنيك القصيدة الجاهلية من ناحية البناء ، وقد اكتشف القدماء من النقاد ذلك ما اشار اليه الجرجاني في (الوساطة – والثعالبي في يتيمة الدهر واخبار اهل العصر) .





















    أبو الطيب المتنبي وشكسبير
    يشترك المتنبي مع شكسبير في تشكيل هذه العاطفة ، حيث كانت عن المتنبي منعطفات في كل ادوار حياته من منهجية سيكولوجية في تفسير المنظومة الفكرية والدخول في تفصيلاتها ، وفي الحقيقة يناقش المتنبي اهمية الايمان من خلال مصدرية الموقف الفكري والسيكولوجي وضرورة التدليل في استخدام بنيات التحليل السيكولوجي في تناول موضوع الايمان من تأسيس يستند الى ادراك يعيد الحسابات بمنظومة الوعي للخروج بنتيجة من ان الايمان الديني ملحوظة لاحقة في التناول الموضوعي لوصف الوجود ودرجة التعارضات الثنائية فيه وكذلك نموذج الكبت العقلي العام المسكون بالخواء لهذا المحور وما يتعرض له الفكر من هواجس تجاه الدين وما يحمله من قوة ايمانية ضعيفة وخاوية استنادا الى التفكك الحاصل في ميزان الاستثمار السيكولوجي وقاعدته وانهماكه في استخدام التفكيك وممارسة الجدل التاريخي في الموضوع الانطولوجي .
    يقول المتنبي :
    أي محل ارتقي
    وكل ما خلق الله
    محتقر في همتي
    أي عظيم أتقي
    وما لم يخلق
    كشعرة في مفرقي

    هذه النصوص تؤكد العلاقة المنهجية بين الطموح المتطرق والتجاهل لكل الخليقة اثناء القراءة الوجودية حين فحص الاشياء فلم يجد متحقق في ان يلحظ الممكن بوصفه السبب حيث سحب المتنبي كل المرجعيات حين جال ودار ببصره فلم يجد أي قيمة تستحق الآمال – والطموحات وتستحق الاجلال والاحترام ويشترك في هذا (شكسبير) في مجال التفكيك للاشياء وهو يؤمن بعمق النقطة الديكارتية حين يستخف بالحلقة التي تتعلق بالانغلاق الايماني ويسعى الى تفكيك العمق الجوهري للانسان ليخرج اشكاليته في القراءة الفعلية للنص وادراك التحولات المعرفية داخل مخطط اللغة في استخدام هذه المنحنيات من ناحية القوة والضعف داخل بنائية دالة تنتجها القراءة الملحمية للنصوص وفق الادلة الاجرائية في انتاج نصية النص بعيدا عن لحظة التوسط الايماني والانتقال الى معنى الوضوح الذي يقدمه النص في لحظة الرغبة العارمة بعد ان تفصلت غاياتها باللغة وتحديد اللحظة والبراعة بالتناقض والاشكالية لتكون المفردة هي المحمول داخل هذه الازدواجية النصية باعتبارها واقعة قدرية في شخصيات شكسبير والضبابية التي غلّفت عودة ما كبث من الحرب منتصرا حتى خروج الساحرات اليه ن الأثير لتعلمنه بهذا المصير الدموي الذي ينتظره .
    يقول المتنبي :
    تتقاصر الافهام عن ادراكه
    مثل الذي الافلاك فيه والدنى

    في هذا الاشكال عند المتنبي يضع هذا الممدوح في مرتبة الخلق ، هذا يعني ان المتنبي يلتزم المقام السسيولوجي في افهام الآخر ، بان الايمان هو حقيقة منطقية ولكن ليس بالضرورة ان يكون محدد وله حدود شرعية واحكام قطعية .
    انسكلوبيديا الصرخة الإيمانية
    يتحقق من المفهوم الموضوعي للإيمان ليبرهن وفق تحليل علمي يعيد انتاج مفهوم الزمن الايماني بواقعية خارجة عن المنطق الفيزيقي رغبة منه في انتاج هذا المفهوم الايماني ليكون مبنيا على محمولات فيزيقية . وقد المح المتنبي هذه الاشكالية من خلال تمرده الوجودي ، فهو الذي فرق بين الوجود والزمان ، فالزمن بالنسبة الى المتنبي يخضع للتحليل باعتباره افق لفهم حالة الوجود ولازال مفهوم الزمن عند المتنبي وجود ذاتي ، هذه الاشكالية تعطينا انتاج مثالي للوجود وفق حدوده الذاتية دون الرجوع الى موضوعية الادراك بالحس . فالوجود بالنسبة الى ابي الطيب ، هو مرحلة مبكرة اخضعها الى التساؤل والتحليل الكوني بخواص شعرية متبادلة وهي تستند الى الحوار حيث يرى ان الوجود هو سابق الادراك دون المعنى وكان الحضور مدلولا في النص الشعري بلغة تشير الى اثر واضح ولا معنى للوجود في زمكانية مفتعلة الافتراض ، والزمن في نظره مدرك حسيا ويتقطع وفق منظومة سيكولوجية .
    يقول المتنبي :
    لو كان علمك بالاله مقسما
    لو كان لفظك قيم ما انزل
    في الناس ما بعث الاله رسولا
    الفرقان والتوارة والانجيلا

    فهو متأكد من هذا الاقحام الديني الذي يحمل خواص الايمان الوجودي الذي يقوم بتمزيق الرواسب الذاتية تحت مفاهيم انتاج المعاني الجوهرية للحياة وفق براعة منطقية دون الخداع الموضوعي . والمتنبي يؤكد قانون الكلمة المنطوقة التي تحمل معنى الاختلاف والتناقض الجدلي .
    ويقول :
    يرتشفن من فمي رشفات
    هن فيه حلاوة التوحيد

    ثم ينطلق الى الذات ليفصح عنها وبشكل جلي باعتباره نبيا من انبياء هذه الامة ولكن نبي يحمل آصرة الوعي الذاتي المطعم بالخواص الموضوعية عبر نسج صوفي للصورة الشعرية وببراعة نادرة .
    ويقول :
    ما مقامي بأرض نخلة الا
    انا في أمة تداركها الله
    كمقام المسيح بين اليهود
    غريب كصالح في ثمود

    ثم ينتقل الى اللاجدوى ، الى معجزات الانبياء وهي اجابة على خواص المعنى وتقديم اصل الاعجاز في منحى هذه الحياة وسؤال المتنبي عن البينات (الذاتية والموضوعية) وكيف يتم الربط بينهما داخل خفايا جوهر هذا البناء الجدلي التاريخي الكبير .
    ويقول :
    لو كان صادف رأسي عازر سيفه
    أو كان لج البحر مثل يمينه
    في يوم معركة لأعيا عيسى
    ما انشق حتى جاز فيه موسى

    ويتساءل المتنبي عن جوهر الموضوع الايماني بين الموضوعية المتشككة المفروزة داخل دينامية ذاتية . فالموضوعية المثالية كما يراها في ذاته المتعالية هي الذات نفسها ، فالتأمل داخل هذه الذاتية تنتج اطار موضوعي ولكن داخل آنية حاضرة حظورا جدليا وفي هذا يمنح نفسه تاريخا يتميز بتحركة استباقية يحوز في نهاية الامر عن استباق في الخطاب الفكري وكذلك الشعري ليتحول الى منهجية في التعبير عن الاشياء داخل منطق الروح .
    ويقول ابي الطيب :
    تخالف الناس حتى لا اتفاق لهم
    الا على شجب والخلف في الشجب

    وهي وقفة دقيقة من مسألة الخلود باعتبارها ركن من اركان الفلسفة الدينية .
    فقيل تخلص نفس المرء سالمة
    ومن تفكر في الدنيا ومهجته
    وقيل تشرك جسم المرء في العطب
    أقامه الفكر بين العجز والتعب

    وفي هذا لا يستطيع الانسان ان يترجم قوى الفعل ، فهي تبقى غير متحركة وكامنة سواء في الزناد او الحجر او الحديد حتى تجد من يمارس عملية القدح ، وهذا ينطبق مع السلم العقلي للانسان ، فهو يبقى عديم الفاعلية (أي بالقوة) بالجسم حتى ياتي من يوقظه وهو الانسان وهذا ما فعله النبي عند ابي الطيب . اولا يخرجه من القوة الى الفعل وان قيل ان القدرة الفعلية اعظم نعم الله للعباد فان اسم الفعل يأتي في المقدمة ويكون للنبي ، فهو العقل المدبر للاشياء ، في حين يبقى الفعل الانساني مرهون بالقوة(61) وهذه المعادلة هي من مطارحات المتنبي الفكرية وحدود طروحاته العلمية . يقول ابي الطيب المتنبي :
    تبخل ايدينا بارواحنا
    فهذه الارواح من وجوه
    على زمان هن من كسبه
    وهذه الاجساد من تربه

    كذلك نظرته الى الخلود متأتية من المنظومة الفكرية نفسها بأنها تمثيل خلقة النص ، وهذا الدور الذي لعبته الفلسفة في تأسيس هذه المفاهيم وقد أفاضت في تحقيق

    (61) انظر عبدالرحمن بدوي / من تاريخ الالحاد في الاسلام ص171.

    منعطف في الرؤية الجدلية التاريخية من ناحية الزهد واللذة التي توجب هذا الوعي الجدلي . ويقول :
    أبني أبينا نحن اهل المنازل
    أبدا غراب البين فيها ينعق

    وقال :
    ذر النفس تأخذ وسعها قبل بينها
    فمفترق جاران دارهما العمر

    وقال :
    أنعم ولذ فللامور اواخر
    أبدا اذا كانت لهن أوائل

    والمنهج الذي اختطه المتنبي في سبيل بلوغ الاشياء هو انتزاع المعاني من نصوصها ومعرفتها ، ودراستها وتحليلها وتجاوزها بسبب بسيط هو ان طروحاته كانت طروحات فكرية جدلية فهي تغري الانسان باطار الزهد والابتعاد عن الملذات ، والمتنبي في هذا ليس رجل دين يؤدي الفرائض وكان لا يرى في هذا الوجود شيء يستحق كما قلنا القدسية او التقديس والدهر بالنسبة له زمن افلح والناس فيه خداعون ومهزومون وانصاف مشلولين اما الذي عاصرهم في حياته ، فوصفهم :
    اذم الى هذا الزمان أهليه
    واكرمهم كلب وابصرهم عم
    فأعلمهم فَدْمٌ واحزمهم وغد
    واسهدهم فهد واشجعهم قرد

    ولا جدوى من هذه الحياة ولا جدوى من الصداقة ، فالمتنبي ما زال عنده ويعتقد جازما ان الصداقة محظورة تماما وان سيكولوجية العلاقة او الصداقة تعطي معنىً ظاهرياً للحياة ولذلك يضطر الانسان الى حل رموز هذه العلاقة فيجدها بلا معنى وهي عرض عاطفي فقط بلا عمق فالشعور هو موضوع كل الخفايا، والشعور يظهر الميول ، والاخفاء هو ايضا لا معنى له اذا توجب الكشف عن هذه العاطفة ، فالشعور هو الذي يكشف هذه القصدية .
    ويقول :
    صديقك انت لا من قلت خلي
    وإن كثر التجمل والكلام

    ان فلسفة الشعور عند المتنبي من خلال تفاصيله التفكيرية هو ان هذا الانجاز الذاتي من المعرفة ، يؤدي بدوره الى تكوين متبادل في الشعور مع الحقائق الموضوعية رغم عصر الاضطراب الذي عاشه المتنبي حيث النزاع بين المذاهب والافكار ، والزم هذا بالمقابل ضعف في المنهجية الفكرية وطغى على النفوس تراكيب الشك وهذا بدوره أثر تأثيراً غير مباشر على التكوين العقيدي لابي الطيب ويرجع هذا في تقديري الى تكوينه الفسيولوجي وتركيباته السيكولوجية ، ذلك انه بلا شك رجل قوي الارادة والشكيمة باعتباره رجلاً علمياً وواقعياً . فقد اعتمد على ارادته وشخصيته والتزامه قناعات واقعية غاية في التركيب فهو لا يسرح بالتأملات والآمال او الاوهام بعيد عن حقائق الحياة وكانت أفكاره واقعية فكان وثابا في تحقيق اشياءه بارادة قوية وواقعية وكان رجل شجاع وشاعر كبير ومبدع ومفكر ومقتدر فهو يصل الى الاشياء من خلال الادراك بالحس وبعبقرية تصّفى لنا حقيقة هذا الوجود الاجتماعي ، وكانت تصرفاته لها ايقاع في نفوس الناس وهذا هو سر قوة المتنبي وتقع في شخصيته وتفكيره الوجودي المتعالي وكبريائه المستل من حكمة هذه الحياة لانه كاشفها ، وكانت شخصية المتنبي بعيدة عن روح الايمان الديني لان الدين يبني تفاصيل معادلته الفكرية على الاعتقادات الفيزيقية ، وكان ابي الطيب يعتمد على شخصيته في تحقيق تراكيب هذه المعادلة الموضوعية من خلال الفعل الذاتي .
    يقول المتنبي :
    ان نيوب الزمان تعرفني
    وفي ما قارع الخطوب وما
    انا الذي طال عجمها عودي
    آنستي بالمصائب السود

    ان هذه التبادلية الابستمية يمكن ان يتم تأسيسها وفق أطر تحليلية قصدية يؤمن بها ابي الطيب المتنبي لانها نداء هذا التفاوت في مستوى الكفاح والنضال لأن المتنبي شخصية تجريبية تأخذ بعين الاعتبار العلاقة الافقية وكنهها وقيامه على شعور يؤكد الشروط الموجبة لهذه الحقائق . وكانت عبقرية المتنبي هي الدافع الرئيسي لصموده امام هذه المشكلات وكانت قوة عاطفته الباذخة وقوة انبعاثه بحركية هذا المصير . فكانت فلسفته فلسفة مكتئبة وحزينة وكانت مسيرة حياته قلقة يشوبها الاضطراب وكانت خاتمته خاتمة مأساوية .
    فيما يتعلق بالجانب السيكولوجي ، كان تميز الذات هو الانطلاق لمرحلة الاختلاف المطلق ، ويبدو ان التشكيل الهندسي لمركزية الوعي ، وكذلك الصوت في هذه الفكرة الاختلافية يتكون وفق المنظومة الذاتية التي تشكل انتاج اختلافي قائم ومطلق لبنية الاختلاف ، ويبقى التحقق لهذا المرتسم مرهون على نحو غير مقصود في الخطاب السيكولوجي الاختلافي لانه يتجاوز هذه التحديدات الذاتية ، لان المتنبي يستند الى قاعدة فهم حركية الواقع الاجتماعي من خلال هاجس الاختلاف في الذاتية لانه يمتلك اسبقية وينتمي الى التشكيلات الابستمية والافق الافتراضي ، وان وجوده فهو محدد ابستميا . فالمتنبي يقوم بفاعلية هذه القصدية بوصفه داخل منظومة تتعلق بخواص هذه القصدية وهذه الابيات الشعرية ادناه تبين اشكال هذا الاختلاف داخل هذه المنظومة السيكولوجية .
    يقول المتنبي :
    تحقر عند همتي كل مطلب
    ويقصد في عيني المدى المتطاول

    *****
    واني اذا باشرت امرا أريده
    تدانت أقاصيه وهان أشده

    *****
    كفاني الذم أنني رجل
    أكرم مال ملكته الكرم

    *****
    ولو برز الزمان إلىّ شخصاً
    لخضب شعر مفرقه حسمي

    *****
    لا بقومي شرفت بل شرفوا بي
    وبنفسي فخرت لا بجدودي

    *****
    وهكذا كنت في اهلي وفي وطني
    إن النفيس غريب حيثما كانا

    *****
    لا تحسن الوفرة حتى ترى
    منشورة الضفرين وقت القتال

    فما المجد إلا السيف والفتكة البكر
    *****
    من طلب المجد فليكن كعلي
    يهب الالف وهو يبتسمُ

    *****
    تهلل قبل تسليمي عليه
    والقي ماله قبل الوساد

    *****
    أني أنا الذهب المعروف مخبره
    يزيد في السبك للدينار دينارا

    يقول في رثاء جدته :
    لو لم تكوني بنت اكرم والد
    واني لمن قوم كأن نفوسنا
    لكان اباك الضخم كونك لي أما
    بها أنف أن تسكن اللحم والعظما

    *****
    يالك الويل، ليس يعجز موسى رجل حشو جلده فرعون

    وقوله في جدته :
    تغرب لا مستعظما غير نفسه
    ولا قابلا إلا لخالقه حكما

    *****
    انام ملء جفوني عن شواردها
    ويسهر الخلق جراها ويختصم

    *****
    افكر في معاقرة المنايا
    وقود الخيل مشرفة الهوادي

    *****
    زعيم للقنا الخطّي عزمي
    الى كم ذا التخلّف والتواني
    وشغل النفس عن طلب المعالي
    بسفك دم الحواضر والبوادي
    وكم هذا التمادي في التمادي
    ببيع الشعر في سوق الكسادِ

    *****
    ايملك الملك – والأسياف ظامئة
    من لو رآني ماء مات من ظمأ
    ميعاد كل رقيق الشفرتين غدا
    والطير جائعة – لحم على وضم
    ولو مثلت له في النوم لم ينم
    ومن عصى من ملوك العرب والعجم

    *****
    أبا الجود اعط الناس ما أنت مالك
    ولا تعطين الناس ما أنا قائل

    *****
    ولي فيك ما لم يقل قائل
    وما لم يسر قمر حيث سارا

    *****
    ليت ثنائي الذي أصوغ فدى
    لو تيه دملجا على عضد
    من صيغ فيه فانه خالد
    لدولة ركنها له والد

    *****
    الا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا
    وما لي اذا ما اشتقت ابصرت دونه
    فداه الورى امضى السيوف مضاربا
    تنائف لا أشقاقهــــــا وسباسبا


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:40 am