منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    مستويات السرد في القصة الشعبية-قراءة في رواية زبيبة والملك -

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    مستويات السرد في القصة الشعبية-قراءة في رواية زبيبة والملك - Empty مستويات السرد في القصة الشعبية-قراءة في رواية زبيبة والملك -

    مُساهمة   الإثنين يناير 03, 2011 7:37 am

    قراءة في رواية ((زبيبة والملك ))


    -1 -

    لم تكن علاقة القادة بالشعب ، او علاقة السلطة ، بصورة عامة ، بالشعب ،
    -في يوم ما – عن الادب ، بمستوييه الشعبي والرسمي ، ذلك لان العديد من
    النصوص الشفاهية والمرونة ، قد عالجت هذا العلاقة منذ ان وجدت بين الناس ،
    الا انها راحت تتطور وتتعقد بتطور الحيات ، وتشعباتها ، وتقادم الزمن اذ
    ان تطور الحيات وتقادم الزمن يفرضان على هذه العلاقة مجموعة من الشروط
    التي تجعلها في حاله سيرورة مادام نبض الحياة ، وجريان الزمن مستمرين .
    ان الادب الشفاهي – حتى بعد تروينه – قد قدم هذا العلاقة بصور شتى ووصفها
    في اكثر من عمل ، حتى ان تاريخ البشرية قد تجسد في هذا الادب ، مما جعل
    الادب الفني (المكتوب ) ينهل منه ، ويؤسس على ما ينهل دون وجل ، لانه
    الاصل .
    وفي مطلع الفيتنا الثالثة ، وجد الادب المكتوب نفسه يفود مرة اخرى الى
    نبعة الاصلي ، لينهل منه ، لان الادب الشعبي الشفاهي – خاصة – مازال النبع
    الصافي الذي يرتوى به فكانت ( زبيبه والملك ) النص الروائي المكتوب فنيا
    قد اعاد مر اخرى صياغة تلك العلاقة صياغة جديدة ، بوجهة نظر زماننا ، لا
    لكي يقدم نصا ابداعيا مشوقا فحسب ، بل نصا ممتلئا بالقيم والافكار السامية
    التي افرزتها الحضارة العربية الاسلامية في السياسة ، الاجتماع خاصة ..
    ان ( زبيبة والملك ) تعيد في الالفيه الثالثه مناقشة هذه العلاقة من جانبين :-
    انها كنص روائي حديث ، يعتمد نصا شعبيا شفا هيا ((1)) بعد ان سحبة من مضان التاريخ الشعبي ،
    بناء هذه العلاقة في ضوء متطور جديد يعتمد مسيرة وبنبض التاريخ . أي فحصها من خلال ثنائية التراث والمعاصر .
    وانطلاقا من هذا ، سندرس العلاقة بين النص القديم (القصة ) والنص الحديث (
    الحكاية ) كما قدمها النص الروائي ، والوقوف على تفرزه هذه العلاقة من
    ظواهر فنية وثيقة الصلة بشعرية النص الروائي الحديث ، من خلال ادوات
    ومقتربات نقدية حديثة تعتمد نتائج اكثر المناهج النقدية الحديثة في فحص
    النصوص السردية .
    *** ***
    -2-
    اعتمدت اغلب النصوص السردية القديمة والحديثة ( شفاهية ومرونة ) في بناء
    هياكلها على تداخل مستويات السرد . والف ليلة وليلة واحد من تلك النصوص
    السردية التي مستويات السرد ، اذ بني هيكلة التنظيمي الفني على اربع
    مستويات سردية ، هي :- ((2))
    أ – مستوى السرد الاول، أي حكاية المفتح ، وهي حكاية الملكين شهريار وشاهزمان مع زوجيتهما .
    ب – مستوى السرد الثاني ، وهي الحكاية الرئيسية ( حكاية الاطار ) التي تحكيها شهرزاد لزوجها شهريار .
    ج - مستوى السرد الثالث ، وهي الجكاية المضمنة في المستوى الثاني للسرد .
    د –مستوى السرد الرابع ، وهي حكايات متضمنه في المستوى الثالث للسرد ان
    هذا التنوع ، لم يات اعتباط ، بل منبعث من داخل نصوص الليالي نفسها .
    لاسباب تفرضها موضوعات الليالي ، اولا ، ولاسباب لها علاقة بالعناصر
    السردية للنصوص ثانيا .
    ودراستنا هذه معنية اساسا بتفحص ومن ثم دراسة تنظيم البنية السردية لنص (
    زبيبة والملك ) كنص روائي حديث ، اعتمد نصا شفاهيا (شعبيا ) .
    ان قراءة اولية للنص الماثل بين يدي هذه الدراسة ، توكد على انه قد انبنى
    داخل هيكل فني اعتمد تداخل ثلاث مستويات سردية ، تولد احدهما من الاخر .
    *** ***
    -3-
    يحكى لنا نص ( زبيبه والملك ) على لسان الراوي ( مجهول الاسم والمعطيات
    الاخرى ) ان ما وجده في العراق وشعبه من عظيم الامور الجليلة ، قد خرج من
    حدود المنطق والعجيب والمدهش ، ولما كان عراق اليوم هو امتداد لعراق قبل
    اكثر من ستة الاف سنة ، فان الماضي ما زال ماثلا بين جنبات الحاضر ، وما
    زال الحاضر يعتمد الماضي ، ليبني مستقبله ..
    والماضي هذا ، هو ما حكته قبل عشرات السنين (( عجوز حكيمة ذكية )) ( ص3 )
    وان ما حكته هو حكاية(( زبيبة والملك )) ، اذ ينتقل الحكي ( السرد ) من
    الراوي الى ( الساردة ) العجوز ، عندما تبدا حكايتها باللازمة الحكائية
    المعتادة : (( كان ياماكان .. كان في قديم الزمان ، ملك عظيم المكانة
    والشان ... الخ )) ( ص3 ) . فتخبرنا :- ان مكا خرج في يوم ما للتنزه ، وفي
    طريقة شاهد قصرا يشبه قصره ، وبجانبه كوخا صغيرا ، فتوجه مباشرة الى ذلك
    الكوخ ، وهناك استقبلته فتاة شابة جميلة تدعى ( زبيبة ) .. رحبت به ،
    وضيفته احسن ضيافه في كوخا البسيط ) النظيف ، المنظم .. ومن خلال حوار دار
    بينهما عن شؤون الحياة ، وجد فيها فتاة ذكية ، واعية ، فارتاح لمجلسها،
    بعد اكثر من زيارة لها في كوفها ، وعا ها لزيارته في قصره .. وفي اكثر من
    زيارة للقصر الملكي، ومن خلال المناقشات التي دارت بينهما ، يقع في حبها
    ،فيما تغير هي الكثيرمن افكاره حول علاقة السلطة بالشعب .. ونظام الحكم ،
    وعلاقتها هي به كواحد من ابناء الشعب .
    وخلال هذه الفترة ، استطاع الملك ، وبتدبير منها كشف محاولة به .. وافشال
    محاولة تسمية ، ومن ثم اخماد ثورة قامت ضده .. وخلال دفاعها عن القصر
    الملكي تصاب بجرح بليغ تستشهد من جرائه .
    يترك الملك امر شؤون المملكة بيد مجموعة من ابناء الشعب ، كمجلس استشاري ،
    يناقشون فيه امر الماكة ، واثناء ذلك يموت الملك .. فتنتقل السلطة الى
    الشعب من خلال هذا المجلس .
    واذا كان النص عبارة عن نص حواري طويل ، فان تلخيصة كما في اعلاه قد أخل
    كثيرا بها حمله من افكار سياسية واجتماعية واقتصادية تخللت حوارات الملك و
    ( زبييبة ) .. اذ انه عبارة عن رسالة ذات هدف عظيم .. وهذه الدراسةغير
    معنية بما يحمله من مضامين فكرية لاهتمامها بينائة السردي .

    *** ***
    -4-
    مستويات السرد:
    ا - المستوى الاول :
    يبدأالنص بمفتح عام ، تملأ سطوره اسئلة عديدة ذات طابع فكري ( سياسي
    واجتماعي ) عام . وهي تؤكد على أن العراق ، هو (بلد الغرائب والعجائب
    ،والبطولات والمعجزات ) (ص1 ) وفي الوقت نفسه ، لايفرح هذا الباد (الرجل ،
    ولايوجد فيه هزال ،وليس فيه صفة الهزل ) (ص3 ) ، لماذا ؟
    من هنا تبدأ لأجابة .. والاجابة هذه هي نص ( حكاية ) ( زبييبة والملك )
    الذي انبنى بشكل حكائي سردي يعتمد الماضي تجاربه الزاخرة بما هو غرائبي /
    عجائبي (( 3 )) ، أي بما هو واقعي ، لان ما هو غريب او عجيب في دينا البشر
    ، لايكون كذلك مالم يقترن بتغيير الواقع نحو الاحسن ، والافضل .. عندها
    يخرج من كونه لاواقعيا الى كونه واقعا ، حادثا ملموسا ..
    من هنا يتحرك السرد ، ليقول كل هذا . الا انه يبني نفسه خارج اللحظة (
    الأتية تاريخيا ، ليقول بنا الى ما مضى دون ان يخل بشروط ومواصفات الأتي
    .. لان الاثنين ( الأتي والماضي ) يرتبطان فيما بينهما بروابط وشيجة ، فلا
    الأتي ليستطيع الحركه بمعزل عن الماضي ، ولاالماضي يبتعد عن الأتي ، وهذا
    ليس معناه ايقاف لمسيرة التاريخ ، او الرقوع في اللاتاريخية ، وانما معناه
    ، ان الأتي لم يكن أنيا ، ولايمكنه ان يتجاوز لحظته ليكون مستقبا ، دون من
    الماضي .. واعتمادا على ذلك ، راح النص يناقش اكبر القضايا الفكرية
    المطروحة وعلى كافة اصعدة الحياة طرحا غير منقطع الجذور .
    اذن ، فان المفتح الذي بنى نفسه من خلال التساؤلات ، كانت علاقته با حداث
    النص علاقة وثيقة ، لان النص ماهو الا اجابة دقيقة على تلك التساؤلات .
    يتأسس النص السردي في عملية الايصال على شخصيتين سرديتين ، هما : الراوي
    والساردة العجوز وكلاهما لا علاقة لهما باحداث ( قصة ) النص . (( 4 )) .
    فالراوي هو من يفتتح النص الروأئي ، ثم يسلم قيادة السرد الى راو أخر ، هو
    الجدة العجوز التي تأخذ على عاتقها سرد ( قصة ) ( زبييبة والملك ) ، وتبقى
    متسلكة بوظيفتها السردية حتى النهاية دون ان تسلم السرد الى راو أخر من
    خارج ( قصة ) النص ، وانما الى بعض الشخصيات الشاركة في صنع احداث ( القصة
    ) .
    ومن خلال علاقة الراوي بالساردة ، يبدأ اول تحول في مستويات السردي ، اذ
    بتغير الراوي يتحول السرد من المستوى الاول ( حكاية المفتتح ) الى
    المستوحواها الثاني ( حكاية الاطار ) ، اذ تقوم الساردة العجوز بسردها
    امام مجموعة الاطفال لمتحلقين حولها في ليلة من ليالي الشتلء قبل عشرات
    السنين ، وكان الراوي واحدا من ولئك الاطفال الذي سمعوا العجوز وهي تسرد (
    قصة ) ( زبيبة والملك ) .
    وهكذا يكون المستوى الاول للسرد ، مولدا ل ( حكاية ) كانت قبل ان تدخل
    النص السردي ( قصة ) من قصص الماضي ، الا ان هذا المستوى ، لايكف عن مولدا
    المستوى أخر ، جاليا معه عناصر سردية جديدة ، مغارقا لسارد المستوى الثاني
    ، مسلما قياد السرد الى شخصية من داخله .. هذا المستوى الثالث من مستويات
    السرد التي صفل بما نص ( زبيبة والملك ) هو عبارة عن مجموعة من الحكايات
    التي اطلقنا عليها مصطلح( حكايات تضمينية ) ..
    ان اسباب قيامه عديدة ، سنذكرها لاحقا .
    ب ـ المستوى الثاني :
    واذا كنا سنعود مرة ثانية الى تراثنا الحكائي في الليالي، فهذا لايعني
    وصنع مقارنة بين النص الذي بين يدي الدراسة هذه ، وبين نص الليالي ، بقدر
    ما نريد التأكيد على ان النص الحديث ، الى يحمل افكارا جديدة عن موضوع
    قديم فانة بذلك يعودالى الجذور ، وهذا يعني اصالة ما طرح من موضوع هام دون
    الوقوع في بعض القيود التي يفرضها ذلك التراث (الجذور) .
    فنص ( زبيبة والملك ) يني نفسه داخل هيكل حكائي سردي يتطابق والهيكل
    الحكائي السردي لليالي ، الاانه يفترق عنه في الكثير ، على المستوى البناء
    وعلى مستوى المطلوب . خاصة تلك المعالجات الفكرية لملوضوعة الاساسية له .
    واذا كانت الساردة العجوز قد استلمت السرد في المستوى الثاني ، فهذا
    لايعني انها اخذت تسرد احداث ( قصتها ) لاول مرة ، وانما الذي قام بذلك هو
    نفسه( راوي ) المستوى الاول ، بعد ان اعاد لها شخصيتها ( المعنوية )
    وسحبها من زمن مرت عليه عشرات السنين الى الزمن الحاضر ( الاني ) ( وقت
    تدوين الحكاية ومن ثم وقت قراءتها ) ، وراح هو يسرد الاحداث على لسانها .
    ان سحب ( الساردة ) من زمنها السردي ( القولي ) الى زمن آخر ، يقابله
    تغيير في جهة ( المتلقين ) فاذا كان مستمعو ( الساردة العجوز ) في وقت
    سردها الحقيقي هم مجموعة من الاطفال ، فانها وهي تسرد الاحداث مجددا على
    لسان الراوي ، فهي تسردها امام اسماع ، أو ( ابصار) متلقين جدد.
    ومن الملا حظ في هذا المستوى ، ان راوي المستوى الاول لم يترك ( الساردة
    العجوز ) لوحدها ، بل راح يتابعها وهي تسرد ( او سبق ان سردت ) احداث (
    قصة ) (( زبيبة والملك )) ، فكان يذكر لمتلقيه ما يراه من افعال تقوم بها
    ، وهي افعال لاعلاقه لها باحداث ( زبيبه والملك ) بل هي من صميم احداث (
    الحكاية ) ، وهذا ما ندعوه ب ( تدخل الراوي ) ، وهو تدخل مشروع له وظيفة
    سردية مهمة ، هي وظيفة كسر زمنية ( القصه ) لبناء زمنه ( الحكاية ) ، وان
    هذا المستوى من السرد ، راح يقوم بوظيفة توليدية ، اذا انة ، جعل من نفسة
    اله لتوليد ( قصص ) جديدة ، تدخل في الية ( السرد ) لتأخذ مكانها داخل
    حدوده بعد ان كانت خارجه .
    وهذه ( القصص ) المتولده ، هي لحمة وسدى المستوى السردي الثالث .
    ج – المستوي الثالث :
    تقوم ( الساردة العجوز ) بتسليم قياد السرد في هذا المستوى الى سارد جديد
    ،هذا السارد ليس شخصا واحدا ، وانما هو اكثر من شخصيه ، تقوم بسرد (قصت )
    ها أي انة راو عليم .
    ان ( القصص )التي دخلت المستوى الثاني من السرد ، تحولت مباشر الى (
    حكايات تضمينية ) .. وقد جاءت هذه ( القصص ) لدوافع شتى ، كما مذكورة في
    الجدول ادناه :-

    الجدول الحكايات التضمينية ( المستوى السردي الثالث )

    ان الجدول اعلاه ، يبين ، ان كل ( قصة مضمنة ) قد ادخلت في ( حكاية ) (
    زبيبة والملك ) ، أي في مستواها السردي الثاني من خلال شخصية لها علاقة
    باحداث ( القصة ) نفسها . وان هذا الشخصية قد موضعت نفسها مرتين ، مرة
    كشخصية من شخصيات المستوى السردي الثاني ، وخرى كشخصية من شخصيات المستوى
    السردي الثالث .
    ان المستوى الثاني للسرد ، وهو يفسح المجال للمستوى الثالث ، فان ساروه
    لايترك الاحداث تنساب على شفاه شخصيات المستوى الثالث ، بل نجد يتدخل اكثر
    من مرة فية ، وكذلك ، يمكن القول على ( راوي ) المستوى الاول ، اذ ما زال
    صوته واضحا وجليا في المستوى الثالث . ( انضر على سبيل المثال الصفحات :
    11 ، 12 ، 84 ، 85 ، 1.4 ) .
    * * * * * *
    - 5 -
    قطع جريان السرد :
    ليس جديدا على الكتابات السردية الحديثة قطع جريان السرد بين فترة واخرى ،
    ذلك لان الراوي او السارد اكثر فظولا من سلفه الرواي الشغبي . اذا انه
    لايقبل لسرد لن يسير بعيدا عن سيطرته ، فراح يوقف جريان هنا او هناك تحت
    ذرائع ودوافع شتى .. فمرة ليغير اتجاه السرد من مستوى الى اخر ، كما فعل
    راوي المستوى الاول عندما سلم قياد السرد الى ( السارده العجوز ) عندما
    قال : (( كان ياما كان هكذا روت عجوز ... الخ )) ( ص3 ) اوعندما راح يقطع
    المستوى الثاني بين فترة واخرى ليخبرنا بافعال العجوز : (( انقطعت الجدة
    عن الكلام لمتابعة شان من شؤونها في تلك الليلية الشتائية )) ( ص3 )
    ان وصفا لافعال العجوز ، هو سحب المتلقي من الاني الى زمن ماض كانت فية العجوزهي صاحبة قياد السرد .
    اما عندما كان يخبرنا بافعال من مثل : (( واصلت الحكيمة حكايتها )) ( ص4 )
    او (( هنا حاولت الرواية الحكيمة ان تمزح معنا ...الخ )) ( ص4 ) فأنه يريد
    ان يبرهن امام متلعقيه سيطرته الكامله كل مستويات على السرد .. وهذا ما
    فعله كذلك على الصفحات ( 42 ، 1.2 ) الا انه ، عندما وجد ان العجوز راحت
    تتدخل في الكثر من موضع من مواضع السرد ، من مثل : (( اما كيف احبها
    فاليكم هذا ...)) ( ص7 ) او (( ومن يوميها اقسم الملك ..)) ( ص56 ) ((
    انتهى كلام الملك )) ( ص59 ) ، راح هو يعيد لنفسه اعتبارها السردي .. ولكن
    في بعض الموافق ، كان صوته يضيع في صوت العجوز ، لهذا فأن المتلقي لا
    يستطيع ان يفرق بين الصوتين .. هل هو صوت الراوي ، ام صوت ( الساردة ) ..
    وتعليقات من مثل : (( ومع انهاء امراة في وضع صعب ، ... الخ )) ( ص47 ) ((
    انصرف كبير موظفي القصر .. وحسنا فعل الملك )) ( ص91 ) (( الا ينزعج
    الملوك عندما يظهر ...)) ( ص98 ) وغيرها على الصفحات ( 1.3 ، 1.4 ، 1.6
    ،112 ، 113 ، ) .. كل ذلك ، تدخلات غير معروف المصدر.
    *** ***
    -6-
    بعد هذا الوصف الذي قدمتة الدرسة للسرد في نص ( زبيبة والملك ) يمكننا
    القول ان النص السردي الحديث وهو يبني نفسه على نص سردي اخر ، فانه يأخذ
    منه ( القصة ) فقط ، أي الاحداث الطبيعية ، لينتج منها (حكاية ) تنبض بروح
    سردية جديدة ، تتكيء على عناصر شتى ، كالراوي او الرواة وتداخل مستويات
    السرد والتلاعب بخطية الزمن .. وهذا مايعطي للنص السردي الجديد شعريتة
    الجديدة ويعيد لتراثنا الحكائي الشعبي الحياة، ليكون نابضا بها في زمن ليس
    زمنه ، ليعاد من جديد مناقشة ما يحمله من مضامين وافكار يمكن النظر اليها
    من زوايا جديد .

    .



    مستويات السرد في القصة الشعبية-قراءة في رواية زبيبة والملك - User_offline


    مستويات السرد في القصة الشعبية-قراءة في رواية زبيبة والملك - Quote

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 6:15 pm