منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    التحديث في النص الشعري ...تابع 3..

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    التحديث  في النص الشعري ...تابع 3.. Empty التحديث في النص الشعري ...تابع 3..

    مُساهمة   الخميس ديسمبر 17, 2009 10:33 am

    الفصل الخامس
    اللوغوس في منظومة بدر شاكر السياب الشعرية
    Logos

    شكل اللوغوس عند بدر شاكر السياب باعتباره اصطلاحا تشعب من الناحية العلمية بجانبه الدلالى ودوره في مجال الدراسات الفكرية والشعرية ذات الطابع البنائي ، حتى اصبح (اللوغوس) يشكل النضج الكامل في منظومة الثراء اللغوي ومقوماته الدقيقة ، لانه تخطى الحواجز الفاصلة بين العلوم العديدة . وكان للمنظومة (الصوتية) في نصوص السياب الشعرية وهي تتميز بالخاصية العلمية المتغيرة والمتطورة باتجاه لايقتصر على مستوى اللغة ، انما شمل التحولات الكبيرة للعلوم الاخرى (واللوغوس) متشعب الايماءات ، ذلك يعود الى الموروث التراثي (في اللغة) ، وفلسفة اللفظ التي تمتد اصلا الى (الاغريق) وبتعالق يتوحد في اطار منظومة عربية وقدرة تسمح بالتراسل (بين المرسل والمرسل اليه) وهذا بدوره يتعلق بالسياق (السسيولوجي) ومقتضيات السياسة والفلسفة البنائية وعلاقة كل هذا بالانساق والابنية اللغوية وامتداداتها الفلسفية والادبية والسيكلوجيه.
    وكانت فكرة اللوغوس( السيابي) هو تطور فكرة الوظيفة البنائية في القصائد السيابية باعتمادها على النضج في المنظومة المعرفية ، ونلاحظ من خلال ذلك المباشرة بالتركيز على التفاصيل التجريدية للنظرية وبنتائج فرضية تشير الى ارتباط هذا اللوغوس (السيابي) بالظواهر البنائية اللاشعورية مع الرفض للمعالجات الفردية المستقلة والتي تتخذ العلاقات الشكلية اساسا لعملية التحولات والابتعاد عن النظام التحليلي للنصوص الشعرية ،وان مركزية التحليل التي يستند اليها (اللوغوس السيابي) هي (الفونيمات) باعتبارهاالنظام الشامل داخل منظومة صوتية توضح بنية النص الشعري لانه الباعث لسلم القواعد العامة للقصيدة بالاستناد الى تقنياتها الاستقرائية والاستنتاجية (واللوغوس السيابي ) قد تركز في المنظومة اللغوية ، والصوتية والارتباط بالتمركز المنطقي الذي تعالق (بالصوت واللفظ ) وقداكد هذا التمركز (جاك دريدا) وتم تمثيله بالجانب اللفظي . اما بالنسبة الى السياب فقد منح اللوغوس منهجا (جينالوجيا) اعا د بموجبه صلة التقارب اللفظي داخل المنظومة الانطولوجية وقد تمركز الاشكال اللفظي في المطابقة الثلاثية والتي تلخصت بالمثلث السيميائي
    التمركز المنطقي
    (أ)

    (ب) (ج)
    التمركز الصوتي التمركز اللفظي
    وقد شكلت التمركزات الثلاثة من حيث المعادلة السيابية بان (أ) تساوي (ج) و(ج) تساوي(ب) حسب المتغيرات في المنظومة الفلسفية للنص الشعري ، كذلك ارتبطت هذه التمركزات الثلاثة بقوة كونية حددت الموروث الفكري والشعري عند السياب بعد ان تحول (اللوغوس السيابي) الى كنه وجودي حققه الفكر الخلاق للسياب وفق معادلة عقلية تعدت المعاني(للوغوس) حيث تميزت بالاكتشافات اللغويه والمضامين الاسطورية التي توجت أعمال السياب الشعرية حيث اتصلت بمحاور عديدة كانت قد شدت فكر ووجدان السياب ،وانعقدت بشكل جلي باعتبارها مخلوقات كونها السياب بوحدة الاكتشافات التي انبنت عضويا من خلال فضاءات متعددة .
    فقصيدة (النهر والموت) على سبيل المثال تبدأ بشد عاطفي يشير الى المكان والانطلاقة المدهشة نحو الموت ، والنهر بويب هو التذكرة والدهشه الطفولية الحزينة نحو الموت حيث ارتبطت ابيات القصيدة بذكرى حزن النهر وخلق الالم مع الايمان المكرور ببعث الحياة من خلال الموت لأنه انتصارا يتنامى مع تنامي الاخفاقات والخيبات ، وهذه حقيقة سيكولوجية خلقها السياب باستمرار ذلك في الشد للصورة الشعرية لانها تمثل الايغال الامثل في المعنى ، والسياب مثل الحياة في الالم الذاتي وهي الخصوبة الغريبة في اشياءها العامة . ولا يرتاب السياب من ان هذا التشكيل يشكل المدركات الحسية بفعل العلة في التضحية التي تمت داخل المنهجية العلمية (للوغوس السيابي) من التصورات البنائية للنصوص الشعرية .
    وقد انشأ السياب الصور الشعرية عن طريق التلابس العضوي وهو الذي يؤدي الى نسق ديناميكي ينقل السياب من المعنى الحزين في الصورة الشعرية الى مضامين تستقطب لوحة (اللوغوس ) بالكامل سواء على مستوى اللون او الصورة او الاسطورة والسياب استفاد من مفهوم اللوغوس باطاره الفلسفي في الديانة المسيحية.
    في قصائد السياب وقصيدة النهر والموت حصرا هناك احساس بالجملة الشعرية والايقاع الذي يجوب مستويات متعددة من التفكير الشعوري الواعي وهذا ينعكس في تشكيلة الاشياء البالغة التاثير(في العملية اللوغوسية) حتى ينكشف بنائها الفني ويتلابس داخل انساق القصيدة . فاللوغوس اصبح البداية والنهاية داخل حركة المعاني في القصيدة واللوغوس لايستطيع ان يعمل دون المعاني المالوفة التي تتمازج لغويا من الناحية الفلسفية بين القديم والجديد والاشد تعالقا من الناحية الذهنية لكنه اشد تمدنا من الناحية الاسطورية . فالسياب كان يغوص في الاعماق ليخرج التناسب ويصور التداخل والتخارج بتحديدات تصويرية ادراكية وفي تراتب مرئي صوفي من خاصيات الاستعارة الاولية في تشكيل النشوة القصدية(. للوغوس)
    بويب ...
    بويب....
    اجراس برج ضاع في قرارة البحر
    الماء في الجرار ، والغروب في الشجر
    وتنضح الجرار اجراسا من المطر
    بلوّرها يذوب في انين:
    (بويب.... يابويب !)،
    فيدلهمّ في دمي حنين
    نقول ان ماذهب اليه السياب في( لوغوسه)، هو قيامه باختراع المفردة اللغوية وتشعبها ، وبالتالي استخدامها من الناحية الفلسفية ، فهو الذي يتتبع بمعانيها وفق الفهم المنطقي في المثلث (أ) وبالجدل المتمركز في(ب) اضافة الى صيغة المحاججة في التمركز(ج) من الناحية اللفظية فتصبح المعادلة كما يلي :
    في كلمة بويب وهي محور (اللوغوس السيابي ) في القصيدة ثم تاتي صيغة الخطاب اللفظي الموجه الى محور اللوغوس في (ب) وفي الاستنتاج الحواري في التمركز (ج) وهي العلاقة بين المكان زائدا اللفظ


    (أ) بويب



    الخطاب اللفظي(ب) (ج) المكان +اللفظ

    وتتوضح لنا كلمة بويب بانها مفردة ذات معنى وتعتبر بؤرة او مرجعية بؤرية تحدد اشكالية المكان وانها موجودة منطقيا باعتبارها واقعة تلخص عموم المكان في القصيدة وتحيل عدة فضاءات حتى تتصل بالبنية الشعرية وتصبح ثلاث فضاءات من ناحية التشكيل في(أ) وهو التشكيل اللغوي وفي (ب) التشكيل اللساني كذلك من تشكيلات اخرى معانيها هو اللفظ
    ويصبح الخطاب الشعري في لوغوس السياب هو الخطاب المعرفي ، وبحكم هذه المفردات التي وردت في القصيدة اولا الماء ثانيا الجرار ثالثا الغروب رابعا الشجر وهي بؤر المحاججة في فضاء القصيدة ، وتعتبر معانيها من الناحية التفكيرية والتعليلية العقلية هي فضاءات (زمكانية حسية) تطلق عنان التامل الركيبي الذي تاسس على المعادلة المنطقية لانها حاضرة تقع في ملتقى صيرورة الكون اللوغوسي عند السياب حيث بنى المنظور الاسطوري من الناحية الدرامية على مكونات (ارض اليباب) لاليوت حيث اعتمد على المفارقة من الرموز المكرورة (الماء ،البحر،المطر) فكانت عند اليوت رموز من الجفاف والمطر هو الحلقة المفقودة ،واعتمد اليوت على موضوع (المدينة المبهمة) بما تحتويه من (مركبات) من اشجار واسواق معتمة وفضاءات ضبابية حيث تمركز اللوغوس عند اليوت داخل تصوير لاحشاء جرذ طينية ، وقد استعمل اليوت هذه المنظومة من الصور ذات البؤر المنفردة وهذارصد مكرور في قصيدة السياب ، حيث جعل الصورة تتحرك بتجريبية متناهية في الصغر ومتدافعة في الاطلاق ومختلفة في تفاصيل البؤر الحسية ،فهو يصف الصخور ،والعظام النخرة ولكن في (جرونشن ) اختلف اللوغوس الايحائي فهو غير الذي حمله (في اربعاء الرماد) وهنا يقع الاختلاف داخل السياقات التي تميزت بحركية ابعد في سياقات رموز (اليباب) وهنا تعد الادوات الحسية اقوى واعمق ، ورغم ذلك استطاع اليوت ان يؤكد عنصر الماء لانه بؤرة الحياة عند السياب وهو من رمز الخصب الجنسي فلابد من بطل اسطوري ولوغوس غريزي يقوم بالتضحية بالفردية وفي الوقت عينه هروب منها أي هناك العجز الذي يتقدم هذه المعركة ، وهناك انكفاء عن هذا التقدم وهناك خوف وهزيمة وهنا يحضر اللوغوس السيابي الذي يقوم بالربط بين الموت والحياة بعدها ياتي العجز على الطريقة الشكسبيرية في هملت ، ويبقى الشك في الخوف وتفاصيل الرغبة الحسية حيث يبدو بويب والماء في قصيدة السياب هو نفسه عند اليوت في ماء (التيمس) وهو البديل عن الريح الندية التي تجلب المطر( ) .
    وتاتي الفضاءات في قصيدة السياب استنادا الى مدلول المعنى من حيث المضمون الذي اشتمل الاحالة بارتباطاتها التمثيلية وعلى مستوى الهيكلية اللفظية ، ياتي المضمون للفهم وهي اشارة كانت قد ارتبطت بنحو من الفراغ الخطابي . اما بخصوص الاشارة داخل الفعل الدلالي للعبارة فهي تتعين بالاشارات التحليلية وادوات الربط فياتي الحصر للمعنى بتمثيل المضمون في حدود الاشارات الخطابية ومرجعياتها الابستميه لتشكل مطالب تعريفية بالنسبة الى تاريخ الاسطورة وعموم الممكنات التي تستند الى انطلوجيا الشعر .
    اليك يابويب
    يانهري الحزين كالمطر
    اود لو حدوت في الظلام
    اشد قبضتيّ تحملان شوق عام
    في كل اصبع كاني احمل النذور
    اليك من قمح ومن زهور
    اود لو اطل من اسًرة التلال
    لالمح القمر
    ان الحصيلة المركزية لهذا الوعي التحديثي الذي تشكل بانكشاف الفروق الظاهرة في الاعتقادات التي تغلفت في اعمق تكوين ينعتق من تفاصيل تتشكل في نقطة مركزية للتقديس وهي تتمثل الطهارة في الكاس المقدسة ثم تتوالد داخل انشطارات ثم تتكون من انتحال الخصب في قوة قدرية تترجم منها صورة داخل صيرورة ، وقوة مدركة لطبيعة هذه الاساطير وهنا ياتي الراي الكامن والمختفي تحت عباءة الحياة وتفاصيلها وبايقاظ قصدي للقصيدة حين يتحرك المحمل الجاد بامكانية طبيعية تقوم بتفاصيل اللوغوس السيابي داخل ادلة قصدية تشكل المنحى الدرامي في كتاب (الانسه وستون) في تصوير عملية الموت والانبعاث. في اعنف (لوغوس اسطوري) يقوم بكسر جيوش الاستبداد او ابادتها بالوباء او بالكوارث والحروب او الشيخوخة.
    ومن خلال هذه الانحسارات تصبح البلاد قفرا يبابا ويصبح المنقذ حالة واقعة يتاسس عليها الوعي التاريخي وراء جدلية سسيولوجية عامة غير نفعية من اجل انقاذ البلاد، واستنادا الى هذه التجريبية ذات اللوغوس المتسامي ليصبح قانونا تسري احكامه على مختلف الاماكن المقفرة باليباب ، وقد اتخذ السياب جيكور موطنا للخلاص بالمنقذ ، اما اليوت فقد اتخذ لندن موطنا للخلاص حيث استحضر وباشكال العالم الاسطوري القديم الذي تمركز في الاشباح والارواح الشريرة وهي حقيقه تمثيلية لحروب صور بها اليوت حقيقة التجريبية الشعرية ذلك بربطه اساطير مختلفة .
    يقول اليوت:
    بعد الشعلة الحمراء على الوجوه الناضحة بالعرق
    بعد الصمت الصقيعي في الحدائق
    بعد العذاب في الاماكن المصمته
    والصراخ والبكاء
    والسجن والقصر وتردد صدى
    الرعد في الربيع فوق الجبال النائيات
    من كان حيا قد غدا ميتا
    ونحن الذين كنا احياء : هانحن نحتضر ،
    بصبر قليل( ) .
    هنا تاتي مشاهد جوهرية للتذكر في حياة المسيح عند ظهوره( عمواس) بعد صمت والم وكفاح روحي والصراخ والبكاء من حشود الناس في القدس اثناء عملية الصلب وترد هذه الابيات حقيقة (الحشود التي تجمعت فوق تلال مترامية) لتشكل المطر اسطوريا لانه واهب الحياة ، فالقتيل ليس المسيح بل الحلقة الاسطورية بالكامل ، القتيل هو (ادونيس واوزوريس) فالاحتضار هو العقدة التي تصل عالم الموت بالحياة ،هذا المحور هو الذي يوازن انساق القصيدة وينتشر في فضاءاتها ليتاكد الخلاص ، والمنقذ هنا ياتي ويظهر بالتضحية فلا خلاص الا بالمنقذ المضحي ،وهنا تحتشد عند السياب في لوغوس بويب والماء مانح الحياة ، ثم تاتي بوابة الحلم في الاطلالة من اسّرة التلال لمشاهدة القمر في بويب يزرع القمر الظلال ، ثم يظهر منطق اللوغوس السيابي في الانسان الكوني في كنه اللامتناهي وبين الانتظار والعودة الاسطورية لطقوس النذور في بويب ، هذا الشد الاسطوري يعطينا فعل اللوغوس السيابي في الحلم والمسافة التي بناها السياب داخل مقاطع القصيدة فهي تذكرنا بلحظات التعالق الثنائي والرصد الدقيق والوضوح الكامل داخل مفارقة حادة احيانا في اطار( موعظة النار) عند اليوت والحلقة المتوازنة بين حركة الماضي والحاضر وهو القسم الذي عالج (زمكان لندن) عندما كانت القاذورات تدنس النهر الحديث .
    يقول اليوت:
    النهر ينضح
    زيتا وقارا
    والقوارب تجنح
    كلما صادمت تيارا دوارا
    والاشرعة الحمراء
    منشورة تتارجح
    صوب الريح ، فوق السارية اللفاء( ).
    في اللحظة التي كان فيها السياب يحلم باطلالة ليلمح القمر ثم يحمل النذور من القمح والزهور او يخوض فيه ليتبع القمر ، ثم تاتي الانتقالة الحسية في سماع الحصى يصلُ وهذا تركيب مثله اللوغوس السيابي في البحث عن العلاقة التي تعطي للحس قيمة داخل مجموعة نواظم في القصيدة مما يجعلنا ندرك الاوضاع الدالة وهي تتركب من الراي الشمولي والعلاقة التبادلية التي تعتبر ان هذه الصيغة الجزئية من الحس هي منحىً كليا ينتظم في تشكيل يوضح حدود المداخلات الذاتية داخل القصيدة بتشكيل عفوي داخلي يظهر بشكل مجرد وبتفصيل منهجي بنائي دائم المواقف والشمول في اللوغوس الشعري عند السياب ، هذا الشمول داخل هذه البنائية يعطينا صميمية تحليلية رافضا في الوقت عينه تفاصيل المعالجات المستقلة عن الحدث في القصيدة ، فالبنية في القصيدة عند السياب ليست تشابك عناصر من اللفظ انما هي علاقة تناظر واصرة وقوة داخلية طبقا لحقيقة الاشكال المنطقي الذي توضح في اللوغوس عند السياب .
    يخوض بين ضفتيك ، يزرع الظلال
    ويملا السلال
    بالماء والاسماك والزهر
    اود لو اخوض فيك اتبع القمر
    واسمع الحصى يصل منك في القرار
    صليل الاف العصافير على الشجر
    اغابة من الدموع انت ام نهر ؟
    والسمك الساهر هل ينام في السحر
    وهذه النجوم تظل في انتظار
    تطعم بالحرير الافا من الابر ؟
    ان وجهة النظر في العلاقة الجدلية داخل القصيدة تظهر طبقا لما تقتضيه البنية الفكرية والاسطورية التي تشغل عموم القصيدة بعد ان تظل البنية متغيرة بالتعديلات في بعض انساقها ، وهذا هو التصور الدقيق لعلاقة البنية بالمنطق
    اللفظي الذي يتحدد بموجبه في معرفة العلاقة القائمة داخل القصيدة لانها نتيجه شامله بما تتسم به منهجية التماسك في حدود القيمة التي لاتقتصر على الوصف لحركة الاشياء بل بالجوانب التي تعمل على تكوين التوازنات داخل الانساق والذبذبات المتركبة في فضاء القصيدة وهي المنظومة الدفاعية لدرء الاخطار التي تعتري النص الا ان الصياغات جاءت وفق منهجية تبلور الادراك الحسي للشاعر وهو يخوض بين ضفتي النهر ليزرع الظلال ويملا السلال بالاسماك ، وهنا تاتي الضرورة من التنظيم في اختلافية داخلية تتضح (بانثروبولوجية اللغة) أي باتصالها بالبنية والتكوين في استخلاص الحتمي من داخل جزئيات الخطاب الشعري ، ومن موقع ما واداة الموجة الاتية مهدت للتحضير التعاقبي في الاستخدام التزامني للجملة الشعرية عبر الانساق التطورية، ومع ذلك فان فكرة الالية الاسطورية للمكان في بويب جاءت وفق تاسيس احدثته الالية الحسية للحدث وفي اعتقادنا ان وجود هذه الالية من الجمل الشعرية يعطينا نواة تنظيمية تعمل من اجل اظهار الهدف المحسوس بواسطة التجديد المستمر لظرف المكان في القصيدة استنادا الى الية الانجاز والمحاولات الحاسمة في التعبير(لوغوسيا) عن الدور العام في فلسفة النص الشعري عند السياب . هذا فضلا عن التطورات الدفاعية التقليدية التي انجزها الفعل الاني في تحقيق الطابع الجدلي الحسي التاريخي . فالخوض بهذه الاجرائية والمشاهده فيه أي في (النهر) لاتبع القمر هي من المنظومات الاجرائيه في التنظير الشعري حتى يصبح القياس هو التكوين البنائي الابستمي الذي يشكل بدوره الحدس المتتابع داخل عملية العرض اللغوي ، فهي في النتيجة عمل معطي اجرائي في لحظة الاطروحة الجدلية حين تخضع الى عمليات في منظومة اللغة وظهور الذات الناطقة التي تشكل مكانة متقدمة لنعزوا نتائجها الى ( انثروبولوجية اللغة) وتحت اشكاليات متعددة وياتي دور الالسنه ويعد هو الدور التنظيري المتعلق والمتعاقب من خلال خصوبة التجربة الشعرية ،
    والسياب شدد على هذه الصيرورات في محاججتها النظرية ، فالانجاز الشعري داخل سفر هذه الرؤيا الشعرية هي التي مكنت الخصائص الحسية من تحقيق الهدف اللغوي الذي انجزه السياب داخل (صليل الاف العصافير على الشجر) فالبلورة القصدية باعتبارها ضرورة في اللوغوس السيابي جاءت متقابلة مع حركية الاختلاف السيكلوجي في الجملة الشعرية (اغابة من الدموع انت ام نهر ؟) وهذا يتاكد بنظم التقابل للمتشابهات وترجماتها التبادلية داخل المنهجية البنائية وهي تتمثل الاعتراف داخل محاورها الدلالية حين تبدو متنوعة وناجمة عن انعطافة توافقية مع الابيات الاخرى في هذا المقطع من القصيده وترتبط نهايات هذه النصوص من قصيدة ( النهر والموت) بالمنحى الذهني الفلسفي وعلاقته باللغة وبتطور من المركزية الفلسفية التي التزمت فعل الذات بصورة العالم الكوني بفعل اللوغوس السيابي الذي انعكس بالضرور ة في استخلاص دقة التحليل في منظومة شعرية متحركة باتجاه استقلالية فلسفية في الشعر وبلغة مثمرة يندرج فيها هذا الربط بين الادراك الذهني الذي يوازي المثل العليا في توليد الدلالة حيث ينتهي الى عملية التاويل الاستعاري وفق قراءة تمثيلية تنطلق من استعارة تاويلية للسياق بعد الاستعارة لمنظومة النص . ونحن نلخص تلك الاجزاء البارزة ونحللها حيث الاتصال الاختياري الذي ينتج تطورا في اللغة وفي المفردة الشعرية مثل عقلنة التطابق بين الحيوان والانسان في عملية تطورية مقدرة في التجديد والفهم والالتحام والتماسك وتمتين الشبكة العلائقية حيث تبدا الجملة الشعرية وحيث الخطاب الشعري الذي يمتلك اللغة والهاجس سواء في حالته المحددة من خلاصات الفكر الاستدلالي او الرسوخ الذي يحدث لماهية النص وهو يتصور الصورة الحسية في:
    اولا: غابة من الدموع
    ثانيا:والسمك الساهر هل ينام في السحر
    ثالث: وهذه النجوم هل تظل في انتظار
    رابعا: تطعم بالحرير الاف من الابر؟
    واللغة تاتي كمقياس السني في قوة تنظم ارادة التجربة الشعرية ،لذلك فان الجملة الشعرية تبدا دقيقة بمجساتها ثم تتحقق في شيء من العلو والتوافق في تدرج المعاني مقابل الامكانية في العجز او السقوط في الهاوية ، ومقابل هذا التدقيق في العبارة التي تقوم على الانجازات السردية وتحقيقا للصيرورة العقلية حيث الاتصال اللفظي مرورا بالاتصال الواعي لشبكة الذهن وهي تفتح عموم الادلة الثقافية باتصال يقوم بعملية التجنب للصدامات والعودة باللغة للاتصال المكاني تحت سقف (زمكانية) الاتصال وتمثيل التجربة الزمكانية وجعلها وجودا يهيمن على مداخلات ذلك التوازن داخل الفضاء الوجودي لصياغات التمثيل على مستوى الحدث الشعري واختيارا لمفرداته على مستوى الملفوظ اللساني ومستوى قدرته على اختيارات تتعلق بالقدرة التمثيلية للحدث الشعري مقابل حدوده البنائية.
    وانت يابويب
    اود لو غرقت فيك القط المحار
    اشيد منه دار
    يضيء فيها خضرة المياه والشجر
    ماتنضح النجوم القمر ،
    واغتدي فيك مع الجزر الى البحر
    فالموت عالم غريب يفتن الصغار
    وبابه الخفي كان فيك يابويب
    وعند التحقق من اشكالية الخطاب الشعري تبرز العلاقة في قوة اللغة كنموذج تكويني ذلك بالرجوع الى مصادر الصياغات في الافعال التصنيفية ومن تصديق للافعال عبر زمكانية الفعل وبين انساق التعبير مقابل القوة التزامنية في انصاف البنية وفق شروط اجراءات الاتصال ، وهذا يستلزم شروط عملية حتى على مستوى الحس التاريخي للشعر ، ولكن النسق الشعري عند السياب من اولى شروطه الاستنباط الدقيق رغم الشيء الظاهر في الخطاب ، فهو يرتبط جدليا بتاريخ التمثيل الانساني وبدقة الصيرورة الكونيه بعد الامتلاك لمكوناتها اللسانية وفق اشتراط استنباطي يفسر عالم الخطاب وصيرورته واصواته والفاظه المنقولة داخل عتمة الموت لتقوم بتنظيم زمن الاختيارات الذي يتلائم مع العالم الذي يتصل بالخفاء الباطني بواسطة الرابطة اللغوية الالسنية السرية الخفية للخطاب . هذا الاتصال المجهول والخفي يتوضح :
    فالموت عالم غريب يفتن الصغار
    وبابه الخفي كان فيك يابويب .
    لقد شكل النص الشعري نسقا متعاليا داخل اطلاق توليدي يتمثل سيكولوجيا بالصغار وفق بنائية من التحولات يخص معنى هذه الخصائص والمكونات حيث الثراء في الصورة الخفية وهي تتجاوز حدود البنية لتتحول الى خاصية اشمل في الخصائص وهي اشارة الى مدلول البنية ومفهوم التمثيل للبحث عن شمولية يقدمها الشاعر للتعريف بعناصره الخفية والتي تتكون من اشياء تستقل عن مكوناتها القانونية، فالطفل لايعرف خصائص الموت لكنه يسلم لمجرد هذه التداعيات المتراكمة التي تمثل عناصره المكونة وهي سياقات تتضح بالتعاقب مكونة هيكلية للتداعي ، فالموت يفرض نفسه بطريقة لايعرف الطفل قوانينها لكنه يعرف تركيباتها وهواجسها القائمة على الوقائع ومادام الخفي في هذه الوقائع فان بويب هو الخفاء والواقعة، وبين خواص المنظومة التركيبية تصبح التحولات في المشاهد والصور متحولة يؤكد قابليتها الفهم ذلك بالاعتماد على خواص المعنى داخل النشاط البنائي وهو يتمثل بنظام التحولات وقد يبدو جديدا من الناحية اللغوية وهذا يذكرنا (ببنائية سوسير اللغوية) في مجال تكوين الحدث داخل الخصائص والتركيبات التوفيقية المتوازنة من الناحية السيكولوجية ، هذا التوجه الجدلي في تشكيلات اللغة يدعم النتيجة التطبيقية في اشكالية اللغة كحد تمثيلي لخواص المعنى وتصبح لغة الموت (نواة) ذاتية تساهم بتحرير الفعل الارادي وبتعيين محور الاتصال من خلال وقائع صورة الموت وهي تظهر بشكل اتصالي كتحديد يتناقض مع الوقائع والفهم في اللفظة ،وهذا يذكرنا بصلاح عبدالصبور في ( شجر الليل )
    فلستمع الى عبد الصبور:
    كان مغنينا الاعمى لايدري
    ان الانسان هو الموت
    لم يك ساقينا المصبوغ الفودين
    يدري ان الانسان هو الموت
    والعاهرة اللامعة الفكين الذهبيين
    لم تك تدري ان الانسان هو الموت
    لكني كنت بسالف ايامي،
    قد صادفني هذا البيت
    (الانسان هو الموت)
    هنا ياتي التحكم بالبنية التوليدية في نوع من الدوائر الصوفية المغلقة ، وقد اعتمد عبدالصبور على التحولات اللازمة داخل المنظومة البنائية وهي تتحول في حدود التوليد للعناصر بالحفاظ على القوانين التي تشكل البنية المتحولة نحو الانغلاق وهي تحاول الدخول الى التشكيل الذي ينتج الحدود ولا يلغي العملية البنائية فليس هناك موازنة لتركيبة البناء داخل قوانين الخفاء للنصوص فالتغيير الناتج في تكوين الصور هو ناتج الاثراء في حدوده اللانها ئية، وعبد الصبور اعتمد على جوهرية النص التي اخفت تفاصيل البنية وفق ميزة للتحكم تصل الى منظومة متحركة تصل الضروري من الابنية على المستويات العليا حين تتمثل بالتكوينات البنائية المتوازنة . وهو مبحث يتوازن في انشطة للشاعر المبدع وهذا يحدده مفهوم الرصد الحركي للحدث ، وطبقا للسياقات الشاملة في استخدام مفهوم النص الشعري طبقا لضرورات الرؤية عند( غولدمان) التي تعتمد على القيم التي تتعلق بصلب العملية البنائية ، ويتموضع الفعل الادراكي للصورة مقابل الفعل الخفي للموت في تجريبية جدلية تبحث عن الجوهرية في المعاني المحسوسة مع الارتباط الدقيق في الحوار الوجودي الخفي بين الموت، والمنفى ، والساقي ،والعاهرة، اضافة الى المحاور التي حولت الحدث والمشاهدة الى اجابة خفية موّضعت هذا الميل واعتباره نزعة مطلقة في الوجود كما في قول السياب :
    اود لو غرقت في دمي الى القرار
    لاحمل العبء مع البشر
    وابعث الحياة ، وان موتي انتصار .
    من الواضح ان السياب في لوغوسه التجريبي حول هذه النزعة الوجودية الى نداء في الولادة رغم اطلاقيتها عند عبدالصبور ، فالموت عند السياب عملية تكوينية وهو شيء مقدس في امتلاك هذه المسؤولية للبعث من جديد وهي امنية متبادلة تضع الانسان داخل اتصاله الاجرائي مع الاخر وطريقة الامتدادفي التعميم للاشياء ، ويتميز هذا التموضع وفق انطلاقة سيكلوجية في تفصيل المنحى الجمالي في اختلافية متسامية في هذا الوجود لكي يكون الارتباط صوفيا وفق معادلة لغوية تنفي هذا المغزى الظاهر بشكله العلائقي .
    يقول السياب:
    عشرون قد مضين كالدهور كل عام
    واليوم حين يطبق الظلام
    واستقر في سريري دون ان انام
    وارهف الضمير دوحة الى السحر
    والسياب يعتبر الموت معطي سيكولوجي خارجا من النفس لانه يعبر عن مستوى اللغة الذي يظهر هذا المغزى الاستعاري في اللفظة بحيث تكون الوظيفة البنائية مخلوق ايحائي يترجم شروط النسج الفكري ، وهكذا تتكون البؤر المركزية في اللفظ بمفردة الموت وتحت شعار القيمة الانسانية والتمركز الصوتي وفق المعالجة المنطقية لانها الاساس في هذه المعادلة ويتساءل عبدالصبور في هذه الابيات :
    ياوليم بتلر ييتس
    كم اضنيت يقيني بفكاهتك الاسيانه
    بذكاء القلب المتالم
    لكني اسال :
    ان كان الانسان هو الموت
    فلماذا يبتسم هذا الطفل
    ولماذا جاز البحر المزبد
    حتى حط على شباكي الشرقي الموصد
    هذا العصفور الاسود
    هذا البيت
    ( الانسان هو الموت)
    وبنفس قناة الاتصال نعتقد ان الحدث الشعري عند عبدالصبور يرتبط بلفظ المعنى وفي حدود الوعي الجمعي الذي سلم في الرؤيه بمنهجية تغييرية وهو يفتح افاقا جديدة في المعنى خاصة في مسلمة الطفل والاندهاش بزبد البحر وهي فروض منطقية تتولد وفق منظومة استباقية بالانفعال لحدوث المحاكاة والتطابق بين الداخل والخارج في النسج الشعري ذلك بعملية افتراضية نرددها مع (هيدغر) هو اننا في صميم اللغة الشعرية اكثر مما هي فينا لاننا نقوم بعملية التجنب لهذه الالتباسات وفق الماخذ المتحقق في المعادلة الاختلافية عند السياب حين يقول:
    مرهفة الغصون والطيور والثمر
    احس بالدماء والدموع كالمطر
    ينضحّن العالم الحزين
    هنا تاتي الخاصية الادواتية داخل جدلية الدلالة حين تنسجم مع المطابقة في الانجاز المتعالي سواء عند عبدالصبور او عند السياب ونحن نعرف بصورة مثالية ان مداخلات الوعي الشعري تبرز الانعكاسات بمفارقات متطابقة مع الحدث الشعري.
    فابتسامة الطفل عند عبدالصبور هي نفسها في رهافة الغصون والطيور والثمر عند السياب ، فالتطابق جاء وفق امكانية العمق وبشفافية سيكولوجية متمثلة بقوة تلك المقاربة مداخلة المستويين العقلي، الوجودي وباسترجاعية لغوية وبادراك ذهني يحدد المتعالي في النواة وبخطوط واستقصاءات جنينية تمتلك الانساق النظرية كجوهر كان قد تمركز بمفردة الموت والولادة ، وياتي المعنى الاجمالي لحلقة التصويب وانعكاس الحياة الاجتماعية داخل النواة التي تطابقت بمساحاتها حتى اتجهت صوب المعنى التفسيري وفق صورة تتعلق بالكفاية الحقيقية للمخاطبة بانطلاقة وظيفية علائقية تنفتح على التحليلات السيكولوجية بصدد نواة هذه المعاني وخواصها في الاظهار والاختيار بالدلالة التي تحققت بالنص الشعري .
    فالموت عند السياب هو البعث للحياة وانتصار للبشرية ، والحلقة المفقودة عند عبدالصبور هو ان الموت مزيج من الاسباب والمسببات ولكن في النهاية تاتي الصيرورة عند عبدالصبور لتربط بين لفظة الموت والمعنى المبرز في هذه الحياة وهو المعنى الذي ينقل هذا المستوى التعاقبي في السبب والنتيجة والمساءلة التزامنية في اللفظ الذي اختزل الثنائية بين (البحر المزبد والعصفور الاسود ) وهي المعاني التي ترعرعت في كنف الوعي الوجودي وباشكاليات صوفية تستلهم هذه التوليفة بلغة متعددة التكافؤ وبتعالق اشترك فيه المعنى مع التشابك في الدلالات اللفظية وبارتباط الحلقة الدالة في انساق المعنى


    قصيدة
    في السوق القديم
    رغم المعالجة المرنة التي كونها السياب في هذه القصيدة ، الا ان ظهور الاصوات الخفية كان بسبب الايقاع الذاتي المتوازن الذي حول الابنية في القصيدة الى تفاصيل في التقنية اضافة الى الوصف في المشاهدة لامتلاك اللغة عوالم فيزيقية كانت قد اشتركت فيها مقاومة سيكولوجية تتعلق بهذا الفضول الذي استجاب لحاجات من الفهم حتى تكون الصورة الشعرية بمستوى سياق هذا الاتساق والمكوث دائما داخل هذه الاشكالية للمعنى المرسل وهو يحلل هذه الانعكاسات داخل استجابة توافقية لموضوع مطروح ومتشكل من لغة تستند في شدتها الى منحنيات الصورة الشعرية .
    يقول السياب :
    الليل ، والسوق القديم
    خفتت به الاصوات الا غمغمات العابرين
    وخطى الغريب ماتثبتُ الريح من نغم حزين
    في ذلك الليل البهيم.
    الليل ، والسوق القديم، وغمغمات العابرين ،
    والنور تعصره المصابيح الحزانى في شحوب
    مثل الضباب على الطريق-
    من كل حانوت عتيق ،
    بين الوجوه الشاحبات،كانه نغم يذوب
    في ذلك السوق القديم .
    فالذي تحقق من هذا المعنى هو الحشد الفعال من الصور وفي صمت ثقيل في الدلالة اضافة الى التشكيل الخطابي الذي اخرج اللغة بافتراض ، والخضوع الى فكرة السوق وهذا مانلاحظه في
    ( غمغمات العابرين) (في ذلك السوق القديم)
    ان هذه الاختلافية في المنحى اللغوي والتعدد الذي لم يقبل التجزئة فهو لايوفر للتقنية السردية قشرة خفيفة من الناحية السسيولوجية التاريخية مع النفي المتنامي للمعنى داخل حداثية جمالية تفيد تلك الرغبات عند الشاعر وتقلب هذه الجمالية الى هيمنة تكرارية تبادلية تحكم جذور هذه الضرورة السيكولوجية فتصبح في اطار العمليات السردية المروية وهي بالتالي ترسخ صورة فيزيقية للروي السردي . فالسياب غابت عنه المشاهدة في التفاصيل ، هو ان يخضع العلامة الى الدلالة حتى تكتسب الابيات جدية في الاتصال بالمطابقة اللغوية والتوثيق الحقيقي بالمعنى ، لكن الذي حصل هو بروز الضعف الاتصالي بالمعنى لشد الصورة الشعرية باتجاه التحول هذا المغزي السسيولوجي الذي بلغ عنفه السيكولوجي بحلم الرحيل ، وتاتي الدلالة اللغوية لتذكرنا بوضوح التشكيل الباطني للمحتوى الاتصالي بالفكرة وبصياغة لغة تمثل المستوى الدلالي وباطار التشكيلة اللغوية ، وهي بالمقابل تقلل من هامش التاويل الذي بدأ يستهلك الفعل الذاتي للصورة الشعرية .
    يقول السياب :
    كم طاف قبلي من غريب،
    في ذلك السوق الكئيب.
    فراى واغمض مقلتيه ، وغاب في الليل البهيم.
    وارتجّ في حلق الدخان خيال نافذة تضاء،
    والريح تعبث بالدخان ...
    الريح تعبث ، في فتور واكتئاب ، بالدخان
    وصدى غناء ..
    ناء يذكّر بالليالي المقمرات وبالنخيل،
    وانا الغريب.. اظل اسمعه واحلم بالرحيل
    في ذلك السوق القديم .
    مايتعلق بهذه الانعكاسية السردية في الصوت الاخر (الكوموفلاج) فهي مرتبطة بذاتية لغوية (انثروبولوجية) تنجز خطابا ذا ارضية دلالية يمكن الاشارة اليها بتعبير يعرضه الشاعر بتوحد مع النفس ومشاركة صمته الاّ في عبث الريح بالدخان وهذا يعني الصمت فقط (في صدى الغناء) الذي ياتي، والجملة الشعرية حقيقة تثير الاهتمام من ناحية الخصوبة السيكولوجية والجدل الوجودي في المنلوغ حيث يتكشف الصوت الاخر بوضوح عبر اللغة من اجل البحث عن الاتصال او التوصيل الى حالة التوافقات الاجتماعية مع الذات والاخر من خلال اللفظ وهو عمود كما قلنا من اعمدة اللوغوس ، وان الكشف لحدود اللغة وتحديد المعايير الشعرية وصورها يعطينا الموصوف اللغوي من حيث الانجاز للماهية الشعرية او بالصمت الذي حرك المعنى وامتلأ بالدلالات ذات الكيف الجدلي من حيث جلبها للخطابات الفلسفية . والسياب لم يخرج عن يباب اليوت ، فالسوق القديم عبارة عن ارض مقفرة او مدينة باشباح وقد اصابها الخرس في حاضرة فراغ الاشياء ، والسوق موجود داخل هذه الحاضرة لكنه تطابق غير مجدي وهو موجود بطريقة هندسية لكنه غير موجود بالادراك الحسي والتجسيد للمعنى بافتراضات استنباطية عليا لتجديد التجربة من الناحية اللفظية ، أي انه شكل مغلق للماهيات الانسانية ، وهو استعارة مضيئة بالنسبة للشاعر لكنها ماهية لاتمتلك العزيمة الاّ بالكليات المتغايرة حتى اصبح الرمز استحالة لعزيمة قد انعزلت وفق لغة باعدت المسافة بين هذه التشكيلات البشرية والمعنى اصبح تعبيرا عن العزلة، فقط لغة الصوت او اللفظ المختفي والذي يظهر تابعا له بسببية اللغة وخاصية الوسيلة التي تترك فقط الظل وهو الاكثر سرية للافصاح عن مكنون العزيمة ، والشاعر كان تعبيرا عن فكرة متعذرة على مستوى الشعر.

    يقول السياب:
    وتناثر الضوء الضئيل على البضائع كالغبار ،
    يرمي الظلال على الظلال ، كانها اللحن الرتيب ،
    ويريق الوان المغيب الباردات على الجدار
    بين الرفوف الرازحات كانها سحب المغيب،
    الكوب يحلم بالشراب وبالشفاه
    ويد تلونها الظهيرة والسراج او النجوم .
    ولربما بردت عليه وحشرجت فيه الحياة،
    في ليلة ظلماء باردة الكواكب والرياح ،
    في مخدع سهر السراج به واطفأه الصباح .
    في المعادلة اللغويه هناك صمت قد تموضع في اشكالية الارتقاء للتجربة على مستوى صيرورة التجربة في (الزمكان) مثل اسهابًا في التطابق، ومكونات قد انشغلت ببوصلة التفكير الساكنة وهذا ساعد بدوره على مكونات الايقاع الاختلافي في اختياره الصامت وبتجريبية تندرج داخل التكوينات الاجتماعية التي يقترب الصمت منها وفق عمومية ذاتية تتحدث عن(الرفوف الرازحات كانها سحب المغيب)( والكوب الحالم بالشراب وبالشفاه) هناك شروط تتعلق بالحياة المعنية بالسوق القديم فهي تظهر الصمت الوجودي بطريقة تقنية ثم انثيال الصمت وثباته التزامني بحيث يجاري القبول الماخوذ بالهمهمات باعتباره مقياس غير منفصل عن اللغة ثم ياتي (تناثر الضوء الضئيل على البضائع كالغبار) وهي فكرة تجيز الحركة داخل لوحة تشكيلية وهي تفسح المجال للظلال ان تتاكد بالظلال حسب القيمة التطهيرية لاختلافية الصمت وتفاصيله الجدلية ، فالصمت والضوء يظهران لحركة الفكر مقابل مقياس اللغة الذي احدث التجربة التعادلية لانه المستوى التعبيري للكلام .
    يقول اليوت :
    يامن يعشي ضياؤك الغامر التلالي اعين الادميين
    ايها النور الاعظم ، اياك نحمد على نور اقل من نورك لالاء .
    على النور الشرقي الذي يطيف بمناراتنا في الصباح
    على النور الذي ينحدر فوق ابوابنا الغربية لدى الغروب
    على الشفق فوق البرك الراكدة عندما تنشر الخفافيش اجنحتها( ).
    هذا النشيد الذي صوره اليوت فهو نشيد يمتلك المنطق الحسي ولكن اثير خفوتا في التجريبية العادية ولانها وجدت التعبير الحسي في الاستخدام الحقيقي لتلك الصور الضوئية التي تشكل محورا من محاور النسيج الصوفي داخل هذا المنعطف الكوني الخطير والمبعثر ، كان الحب والجمال فيهما قضية وحزمة واحدة ومايتعلق بالجوهر والخلاصات التي مازجت بين الشعلة باعتبارها محورا والصورة الكلية لهذا المركّب وماتمخض عن هذا الصمت الذي افصح عن بهجة ولحظة جعلت الشاعر يحس بالرغبة والقدرة في استطلاع اللحظة بادراكه للصورة البصرية في حالة الربط لهذه التداعيات، وكان الشاعر يتحدث عن صورة متسامية جدا وهي تستحضر محاولات اليوت في مقياسه ل( نظرتنا تغوص في الاعماق ) وهذا يتضح من استساغة اليوت لطريق( دانتي عن نبتون وخيال اجو) وهي من المصادر المهمة في استخدام الصور البصرية ، صور للاضواء المالوفة والظلال . وهنا يشكل الصمت حول نشاط وغياب الماهيات داخل الانعكاسات الفلسفية التي فارقها الصمت ، حيث يكون البحث عن اشكال للضوء وباقتراب الحالة الغريبة التي توصل اليها الخطاب بالاعتقاد الوصفي للحدث وهو ضوء القمر ، وضوء النجوم وقد شكل حشرجات ، وبصيص البوم والحشرات وهو الوصف الذي استهدف مظهر التجربة وبعنفوانها الذي شكل حلقة الصمت المفقودة . فالسياب خلق حالة المشاهدة للغد كالظلام والمناديل الحيارى وهي توميء بالوداع او تشرب الدمع الثقيل، وماتزال .
    وهي انقطاعات تنكشف للوعي والصمت وتتموضع بالنسيان داخل صمت انطلوجي وبمداخلات ذاتية لبلوغ الغاية رغم التشكيل الداخلي الذي تخلى عن البحث في المعاني داخل المكان الذي انتجه السياب في السوق القديم ، اما اليوت فكان يؤسس صمته على صمت الطبيعة .
    يقول اليوت :
    على ضوء القمر وضوء النجوم وبصيص البوم والحشرات
    ونار الحباحب فوق اعناق الاعشاب
    ايها النور المحجوب اياك نعبد( )
    الا ان الخاصية المحسوسة التي ارتبطت بتشييد ذلك التحول وبالخاصية التي تجرب الصمت وتضعه في المشاركة والاقتراب من العملية الجدلية . ثم يعاود السياب الصرخة :
    الليل، والسوق القديم ، وغمغمات العابرين
    وخطى الغريب.
    هنا يشخص السياب الاعتلالات السيكولوجية بدافع المكان الذي تخطى الوجود وفق تحسينات تقنية توجت بالتمثيل الحقيقي للغربة في السوق القديم، ويتحدث السياب عن اشياء تتعلق بالوجود الدائر الذي تفرضه رؤية نظرية شارحة تعتمد على علاقة اللغة بالصمت وبالمكان المقفر ، والسياب شدد على هذا التمييز ذلك بالاعتماد على توصيف المشاهد وعلى تشكيل المطابقة بالارتكاز والاحتكام الى الدقة في انتاج الصيرورة بجانبها المتشكل على الباعث الارتكازي في التاثير التاملي وتركيب التجربة الفردية وتمثلها للمعايير ووظيفتها التجريبية بحس يتلائم وحقيقة المصادفة في الارادة التي مثلت السياب ، واليوت. ثم تنثال الصور متشابكة لتترجم دقة هذه الصرخة بعد رصف نهاياتها وهي تستعين بفعل المشهد التعاضدي وهو يحصد الزمن خطوة خطوة وبترتيب متناسق ومتماسك يصور فيه السياب فعل التماسك في النص الشعري بانتقالة متوالية ودقة في الاختصار .
    وانت ايتها الشموع ستوقدين
    في المخدع المجهول، في الليل الذي لن تعرفيه،
    تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف
    حقل تموج به السنابل تحت اضواء الغروب
    تتجمع الغربان فيه _
    تلقين ضوءك في ارتخاء مثل اوراق الخريف
    في ليلة قمراء سكرى بالاغاني ، في الجنوب :
    نقر (الدرابك) من بعيد
    يتهامس السعف الثقيل به ، ويصمت من جديد !
    ويتضح من هذا الانثيال في الصور لتشكل فرضية مشروطة بالاستخدام الدقيق للبنية في نظام الربط الجدلي بالنظام العام للقصيدة وفق مسيرة قادرة على تحقيق وضع تمثيلي تصب فيه النقطة المركزية اللامعة والعودة الى مرتكز الصلات الخفية وتفرعاتها وترابطاتها التبادلية التي تجعل من هذه الخارطة التصويرية خصوصية تعطي فكرة الكلية وبالصفة الاختلافية السسيولوجية وبمنظور يشكل عدة فضاءات داخل هذا الانموذج التجذيري للصور الشعرية ، وقد تمثل المضمون بشكله التفسيري في المواصلة للبحث عن الاندماج برؤية موسوعية للصورة وفق منطق للمقابلات والمحاور والانظمة الدلالية الجزئيبة التي تعبر عن منحى العلاقة المعنوية المتقابلة الناتجة عن تكامل في السلالم العليا لتلك الثنائية المتسلسة في الصور والمتفرقة بصفة متعامدة لكنها تتشكل بفضاءات تمثل مضمون الفعل اللفضي والمكنون التعبيري لهذه الاشكاليات ، تتركز الصور في :
    في الليل الذي لن تعرفيه
    تلقين ضوءك في ارتخاء
    حقل تموج به السنابل .
    هكذا فقد مثلت الصور الشعريةعندالسياب استرسالا متدرجا وفق تشكيلة هرمية يقابلها هذاالكشف من التبادل الذي يؤكده المضمون باختلاف الفعل السياقي للقصيدة من فعل القوة والصيرورة داخل وحدة الاتصال ، هناك تنظيم للازمنة داخل تلك الصيرورة ، لان الخطاب الشعري عند السياب لم يعد النهاية وان كل هذا العرض الجدلي يكون حضورا داخل قدرة توسع الحقل الزمني في الخطاب وهذا بدوره قد انعكس في تمثيل التجربة داخل انفتاحات هذا الخطاب وتشكيل مستوياته اللسانية ، وتاتي نظرية التطابق الطردية للشد العاطفي مع المنظور الشعري الذي ركز الحدث في الغياب، والمكان في اليباب والحالة السيكولوجية المهزومة كل هذه التفاصيل تحكم فيها الخطاب وفق اطار من الجدلية في تشخيص البنية وتطابق الرمز السيميائي في المعادلة البلاغية داخل المعنى ، والسياب في هذا اللوغوس طابق بين ثقافة الوعي البلاغي داخل المعنى والخاصية التجريبية بارجاع تلك التماثلات الى بنية رمزية (يبابية) ، وقد تطابق منهج السياب السيميائي الرمزي مع ثلاثية(لاكان)( ) على المستوى السيكولوجي في (التخييلي + الواقعي + الرمزي) وهذه هي العلاقة التي ميزت بدر في المشابهة مع (لاكان) عبر التحقق الدقيق في تفاصيل المدركات الحسية ، وقد تظهر وتختفي عند السياب حسب موقعها التكويني في القصيدة ، وهو موضوع على العموم ميز مستوى الشد في الحلم السيابي بدلالة المعنى على مستوى الخطاب البلاغي .
    يقول السياب:
    قد كان قلبي مثلكن، وكان يحلم باللهيب،
    حتى اتاح له الزمان يدا ووجها في الظلام
    نار الهوى ويد الحبيب-
    مازال يحترق الحياة، وكان عام بعد عام
    يمضي ، ووجه بعد وجه مثلما غاب الشراع
    بعد الشراع – وكان يحلم في سكون ، في سكون:
    بالصدر ، وانعم، والعيون
    والحب ظلله الخلود .. فلا لقاء ولاوداع
    لكنه الحلم الطويل
    بين التمطي والتثاؤب تحت افياء النخيل

    (بين السياب وييتس)
    والمثير للجدل هو ان السياب كان يميل الى العملية السيكولوجية في القصيدة كما كان منهج ييتس في ميله للتفكير السيكولوجي . والملاحظ ان ييتس كان قد تشكل من شخصيتي ( الشاعر والسياسي) وحتى ان بعضهم قارنه بغوتو وهذا يذكرنا(بلافكرافت) الذي خلق عالمه الاسطوري الرمزي عبر اختلافية حقيقية وقد كان ييتس يمتلك رؤية فنية عالية ، فقد كتب عن شعر شيلي قائلا.
    (حين كنت صبيا في دبلن كنت واحدا من جماعة استاجرت غرفة في شارع رئيسي لتبحث في الفلسفة) وييتس كان يمتلك مدارك واسعة وكان يقرر بان مصير هذا الكون يجب اكتشافه في الكلمات افضل من سجلات التاريخ او التامل ، ويخلف ييتس في هذه النظرة مع فلسفة (ارنولد توينبي) في التاريخ او هيجل ، وعند دراسته لبرومثيوس طليقا (ككتاب مقدس) فكان تاثير ذلك الكتاب تاثيرا مطلقا خاصة في عبارات (هيلاس) بالنقد سبق ادم وظل حيا .
    يقول ييتس :
    دورات من الاجيال ودورات من الغناء
    وهو يعيش في كهف بحري
    وسط العفاريت ، يصلك المرء
    او يصل الله، ولايصله)
    وييتس صنع رمز فكري له من خلال مستودع الحكمة في الفلسفة اللاهوتية وكان يحلم(بيوحنا معمدان) فهو يرفض الافساد هربا من هذا العالم المادي المقيت، فهويحلم بارض خالية من الافساد للانسان ولايستطيع الزمن ان يزيف العشق .
    يقول ييتس:
    ( تعال تعال ، ايها اللطفل البشري ،
    الى المياه والبرية
    مع جنية ، يدا بيد ،
    لان العالم يضج بنحيب
    لايمكنك ان تفهمه.)
    وييتس صاحب رؤية جدلية سيكولوجية، وييتس عبارة عن راس طفل منحوتا من الخشب في اسفل اعمدة جانبية قد كلمه باللغة اليونانية القديمة ) كما يقول( ستيفن سبندر)( ).
    فالاحساس الذي ميز السياب في السوق القديم هو الاحساس الذي لايقف عند منعطف للخلاص في الصورة الشعرية المؤلمة والياس القاتل الذي يلف القصيدة، فلا تكامل في الرؤيا ولا وعي داخل حدود الامكان الذي يجعل السياب وثيق الصلة بالانبثاق ، فاي مقياس سيكولوجي يبعده عن الاصغاء سوى حلقة التواصل بالياس والاكتئاب ثم يجري وراء سلسلة من الانهيارات ، وحتى ييتس له ومضة رغم الرفض والحالة السيكولوجية المزرية ، الا انه يستطيع ان يرفض عصر العلم على سبيل المثال او يرفض فلسفة توينبي في التاريخ او فلسفة هيجل وانه ميال الى الفلسفة اللاهوتيه ، لكن السياب اقواله تصدر عن صفة غير متزامنة وينطلق من الارض القفر ويعبر عن مدلولات دقيقة في المباشرة ذو وظيفة دلالية متفردة في العزل والتشابك في ان واحد للمفردة فهو الشاهد لما يحدث للنص ، اما ييتس فهو يعلن عن رفضه وخلاصه من المدلول المعجمي للمفردة وينتقل الى المفهوم والمدلول النصي والفارق بين المدلولين عند السياب وييتس هو ان السياب يباشر الجانب التاويلي للخطاب داخل المكان ، في حين ان ييتس عكس ذلك عنه المكان (هو زمكان) وليس مكانا فقط يتجدد في السوق القديم انما لايمكن ان يتفرد بالايمان بكل شيء ، فييتس يختار ويرفض في حين السياب عكس هذا المنهج أي هناك استسلام للمكان في البيت المهجور الذي تعوي في جوانبه الرياح وهناك سلم منهار لاترقاه في الليل الكئيب قدما ولاقدم ستهبطه اذا التمع الصباح . نلاحظ هناك لوحة تشكيلية تترجم بمدلولات لفظية تتعلق بنظرية اللغة فهي المشاركة في اختيار اللغة داخل ممكنات الجملة الشعرية ، فالسياب يتحدث عن مجموعة قواعد سيكولوجية تتعلق بالمدلول النصي والسياب امام تراكم من الالم افصحت عنه الدراسات النقدية حول حقيقة التناسب في التكثيف للصورة الشعرية (بين التماع الصباح ومازال قلبي في المغيب) ثم تتاكد هذه الصور فلا اصيل ولا مساء ثم تختلط الرؤية في الذات الغارقة في الهم والتقدير والتطابق للصور وعملية الاختلاف في الاستعارة والمركب الذي يظهر في النص حتى تاتي الضربة المطلبية وهي الضربة المنقذة ( حتى اتيت هي والضياء) ويتكرر هذا المشهد في استخلاصات سريعة ومبعثرة ومباشرة وهي توحد من

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 3:52 am