منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    قراءة سيميائية و تسريد النسق القيمي

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    قراءة سيميائية و تسريد النسق القيمي Empty قراءة سيميائية و تسريد النسق القيمي

    مُساهمة   الإثنين يوليو 04, 2011 8:19 am

    [color:8286=D00000]قراءة سيميائية و تسريد النسق القيمي في قصص الليل العاري لعبد الرحيم العطري


    [color:8286=D00000]

    Tuesday 03-04 -2007







    لم يكن للشعر الذي ارتضاه القاص والباحث عبد الرحيم العطري كتقديم لقصص ”
    الليل العاري” من الشعراء والكتاب العالميين كريتسوس وأخمتوف وبورخيس ،
    أنغاريتي ، داوتيسيو خيمينيس طاغور ىرغون إيلوار نيرودا بريفير..إلا أن
    بضيف الاحساس الشعري للقاص بالكلمة التي تتجاوز سياقاتها العادية والتي
    تتجمل بالشعر لتحوز على قوة العلامة ، هذا الاستعمال الشعري يكثف من
    الوحدات الدلالية لقصص المجموعة ويجعل القاص يحلم بنبوءة سوسيولوجية لعالم
    فقد رونقه عند بداية الليل، هذا لايعني في تصورنا ان النهار يحوز على كامل
    الرونق.
    دلالة الليل والتأويل المنفتح - سيميائية العلامة -
    قبل
    التطرق إلى عالم المعنى الذي يفتحه هذا العالم السردي لابد من أن تنفتح
    القراءة على العنوان باعتباره البوابة الرئيسة التي ينتعش من خلالها
    المستوى المفهومي لكل البنى التي يطورها القاص مضمونيا داخل النص.
    فالليل
    هنا يتعرى وهو يجتر حلمه ويُخندقُنا في إرغامالته باعتباره بسيطا وله
    استراتيجية تنبني على الوضوح بينما هو نفس الليل الذي يشارك النهار في تعدد
    المعاني والغموض وبالتالي التعدد في التأويلات ، ” وينفتتح على حيوات من
    التيه والضياع “(1).
    فهذا الليل هو الذي يعري وهو في الآن نفسه ينشطر
    عن ذاته ليُغطي كرامة رجل أسالتها شهادة العار وأرهقه الزمن وهو ينظف ليل
    المدينة من أسرار البيوت والوطن والعالم أجمع فمن خلال الأزبال يستطيع
    المعطي قراءة الطالع السياسي والاجتماعي للوطن وقد يكنس معه الطفلة ياسمين
    عندما تخلّى عنها الأمن لتُرتب قدرها مع قطط الليل وكلابه، ياسمين التي
    عاشت ليلها في صياغات متنوعة ينتظر الزمن عبرها نضج جسد مطوّق الإسورة
    سيضمن لقيم الليل استدامة انشطارها إلى ثنائية ضدية غير معزولة عن الكون
    الدلالي الذي يتحرك داخلة المجتمع حيث تحتاج آليات التفكيك إلى نمط بناء
    ثنائي قائم على دراسة العلامات:
    نهار / قانون اجتماعي
    ليل /اختراق اجتماعي
    لقد
    ساهم ش.س. بورس في بناء رؤيتنا للوقائع والعالم من خلال ما تحمله الواقعة
    من طاقة لإنتاج الدلالة من جهة ومن خلال اعتبار حضور العلامة يغطي في الآن
    معا إنتاجها للمعنى وتلقيها له .
    ينتقل هذا الحضور داخل الفعل
    الإنساني بين الماضي والمستقبل دون قطيعة للإحالات التي تولدها العلامة في
    الحاضر من حيث أن استيعابها في شكلها الكلي لا يقول بموتها ،بل يوحي
    بانتقالها إلى نسق دلالي جديد ينبعث من قابلتيها للامتداد في فعل العلامة
    واستمرارها في الذات المؤولة.
    فالعلامة: ليل / نهار تحمل أشكال
    تحققها في إحالتها على المختفي من الموضوع الذي تؤشر على وجوده ..فالوجود
    الذهني يعطي للعلامة قوة الحضور في الواقع…وقد تنفلت لهذا الحضور لتسيح في
    المعنى وتؤكد على استمرار تجليها المتعدد في الموضوعات التي تأتي منها عبر
    تركيب سابق …فالعلامة هنا قد تعود مجزأة إلى الموضوع الأول الذي يضمن
    للسميوز انتقاله إلى مستويات دلالية جديدة…
    فالوجود الذهني لليل
    نهارا وللنهار ليلا يقلق التداول المتسلط لليل كما للنهار في الاستمتاع
    بالكيان المستقل واللازمني الذي لا يستطيع إلا أن يمنح لهذا الوجود طابعه
    النسبي في توزيع القيم.
    تسريد النسق القيمي : الليل / النهار
    إن
    المكبوت الذي يحيل عليه فعل السرد والوصف لليل العاري يطابق التحققات
    الممكنة لخرقه باعتبار الليل هنا ضامنا أساسيا لتسلل القيم كي تعيش تحققها
    المزدوج وفق جهاز التلقي الخاص للمجتمع المغربي حيث الليل يمنح للسلوك
    النهاري أبعادا دلالية جديدة .
    هذا ما نلاحظ بروزه في شخصية الحاج
    عمر داخل النص والذي يعلن له انتهاء صلاة العشاء الوجود الفعلي للحانة وكأن
    صلاة العشاء تحمل تدليلا ذهنيا يحيل في معناه على الحانة كعلامة تسكن
    ذهنية النهار.وهي عملية التقطيع للزمن المسترسل الذي يحضن القيم في شكلها
    التجريدي المفاهيمي وفي تحوُّلها إلى وقائع تصويرية ويلخص هذا التكسير
    للزمن تواجد المضمون القيمي ما بين الظاهر المرتبط كليا بنموذج ترعاه سلطة
    المجتمع وما بين مُختفٍ تتحكم فيه سلطة تفيض عن تمظهرات السلطة
    الأولى/النهار/.
    إن هذا التشطير نهار / ليل يُغني إدراك المتلقي
    للعالم الخارجي وهو يشمل مجمل القيم الثابتة التي لا تبرز فضاءاتها الفارغة
    إلا في نسيج تأويلي محكوم بالانزواء والرقابة والليل ، بدءا من التحديدات
    العادية إلى الأنساق الاجتماعية الكبرى يقول الحاج عمر في قصة (حبل الكذب)
    “فين اللبدة والما السخون واسربي راه العصر ودَّن قْبيلة” (2).
    ويقول السارد أيضا: ” بعد قيل سيلتحق الحاج عمر بحانته المفضلة وسط مدينة الرباط” (3).
    إذن، ما هو المزيف وما هو الحقيقي من حياة الحاج عمر؟
    يعتبر
    الحاج عمر من فئة سكيري الدرجة الأولى فهو يستعمل النفحة الوزانية للتماهي
    مع قيم النهار تحت رعاية زوجاته وأبنائه وفي الليل يستعمل للتماهي أيضا مع
    كرنفال المبادئ، الجعة تحت رعاية سعيدة والمَثلي خالد / ربيعة ، الذي /
    التي ، لم يسلط عليه/ها السارد إلا ضوءا خافتا امتص بريقه الحاج عمر يقول :
    ” يخاطبها خالد/ ربيعة بنبرة غارقة في الأنوثة، مخبرا إياها بأنه يجيد
    الرقص الشرقي أحسن من والدتها….” (4) وكأن خالد/ ربيعة يحضر في الحانة
    كالزمن المخصي من حياة الحاج عمر.
    يضع عبد الرحيم العطري لليل حالات
    تجعله يستوعب الممكنات المزيفة الأخرى ويحاصر مستويات النص السردي حيث صلاة
    العشاء هي نقطة الارتكاز الأساسية المُشبعة باستيقاظ العلامات الدالة التي
    تمنح النص معناه في فهم الليل العاري وفهم اللحظة المركزية لنصوصة الإحدى
    عشر.
    تسريد قيم الشخصية المحورية
    ننتقل أيضا إلى فتح إمكانية
    التأويل نهار / ليل مع شخصية ثانية احتلت مع كل النصوص بؤرة الارتكاز وهي
    شخصية النادل / مسيو طونيو ، ففي الفصل السابع يمكننا لمس المسار السردي
    لهذه الشخصية التي تعيش فترتين على المستوى النفسي .
    1- الفترة القزمية:
    وهي
    فترة نهارية يظهر فيها القزم عند سلا ليم العمارة يتضرع ” إلى مولاه أن
    يرسل على النصراني (مسيو طونيو ) شي مصيبة تجعله يقرر العودة إلى فرنسا على
    عجل ” (5).
    وهو يطمح لامتلاك مفاتيح الحانة والتزوج من سميرة الفاتنة.
    فهذه
    الفئة التي ينتمي إليها النادل القزم هي التي مارست في عمق التاريخ
    المغربي المُقاومة الوصولية والانتهازية التي حافظت أساسا على مصالح
    المستعمر بعد انسحابه المادي من المغرب .
    لقد تقمص النادل القزم شخصية مسيو طونيو بكل حرصها على جمع المال دون الاهتمام بسواه.
    2- المرحلة العملقية
    لقد
    امتلك مسيو طونيو الجديد المرحلة الثانية ، المرحلة العملاقية حيث زمن
    الليل كله وكل النساء ، فمسيوطونيو يخاطب القزم عشية انتفاضات الدار
    البيضاء ويوصيه باستمرار قيم الليل ” الحانة الآن في ملكيتك بشرط أن تظل
    مفتوحة وإلى الأبد”(6).
    ولما سمى القزم نفسه مسيو طونيو تحول خطاب
    المستعمر إلى التعدد الممكن في تلقيه وكأننا بمسيو طونيو يقول وهو يغادر
    المغرب( الحانة الآن في ملكيتي بشرط أن تظل مفتوحة وإلى الأبد) .
    وهذا
    ما نلاحظه هنا والآن من أن الاستعمار قد غادرنا عسكريا وبقي يحتل فينا
    الكون النفسي حيث الشباب كالمعطي يسكنهم هنا الحلم بالعالم المحتمل لمسيو
    طونيو هناك.
    على سبيل الختم
    لقد وظف القاص عبد الرحيم العطري
    الليل توظيفا جعله لحظة حاسمة في مسار محمود الذي تغير مساره النضالي في
    ليلة واحدة من تدخل المخزن ليتحول من اليسار إلى عمق اليمين الذي اغتال
    الأحلام في ليلة واحدة يقول السارد:” مات الإنسان واليسار والشعر والحب
    والوطن في أعماق محمود ” ص: 63.
    لقد كان الليل من الأسباب التي نقلت الأحلام من الإيجاب إلى السلب يقول أيضا في قصة وداعا ص: 66 ” فمن ثوري حالم إلى قن قامع”.
    لقد
    تمكن القاص من استغلال انسيابية الحكي عن الليل الذي يعطّي الأشياء
    ويُعرّي الناس وهو في ارتباطه بجو ينضو برائحة البيرة والبوح تقوم دلالته
    الإيحائية على ولادة جديدة في النهار .
    الزمن في المجموعة لولبي لم
    يتحرك نحو أفق يعاكس رتابة الأشياء وتغييرها حتى أن وصية النصراني بعدم
    تغيير وظيفة الحانة والكراسي أصبحت حقيقة مزمنة ارتبطت برواد الحانة كلهم.
    ولعل
    الهيكل السردي في الليل العاري استطاع أن يعيد تمثل البناء الذهني للمصدر
    الإنساني للقيم ويكون بذلك السجل الثقافي حاضرا للإعلان عن طبيعة الفئات
    الاجتماعية التي نسج النص دلالاته عبرها.
    فمعنى الإصغاء إلى صوت
    الليل وبعث طاقة متجددة المعنى في تلقى الآخر للحقيقة التي تعبر عن نفسها
    عبر مفهومات من جسد السلطة السائدة (أي سلطة=) حيث الليل يساعد النهار في
    أن يكون نهارا.
    فتعدد الليل في النهار الواحد يسلم بالهوية المختلفة
    للمعاني المعطاة ويجبر النهار على أن يتعدد بدوره بدون التحول إلى غربة في
    ذات المتلقي.
    إن جوهر فعل النهار يظل هو الليل الذي يختلف عن ذاته ويشير إلى بؤرة تعدده وبذلك يمحو أثرة في فعل النهار.
    الهامش
    1- عبد الرحيم العطري ، الليل العاري ” منشورات دفاتر الحرف والسؤال مطبعة طوب بريس ،الطبعة الأولى يونيو 2006 ص: 20.
    2- نفس المرجع السابق ص: 36.
    3- نفسه ص: 41
    4- نفسه ص: 5
    5- نفسه ص: 52.
    6 - نفسه ص:53
    abdennour_driss@yahoo.fr





      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 6:17 am