منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    عملية القراءة في البحث العلمي

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    عملية القراءة في البحث العلمي Empty عملية القراءة في البحث العلمي

    مُساهمة   الجمعة سبتمبر 09, 2011 3:13 pm



    عملية القراءة في البحث العلمي: خطواتها ومرتكزاتها








    كتبهاعبد الحكيم المرابط ، في 26 يوليو 2009
    الساعة: 11:41 ص




    تقــــــديم

    في
    سياق المحاولات المنهجية الهادفة، التي تسعى إلى إطفاء الطابع التطبيقي
    على مادة منهجية البحث، بربطها بالأعمال المنتظر تحقيقها مستقبلا تأتي هذا
    الورقة التي نروم من خلالها إلى إثارة نقاش حول عملية القراءة، باعتبارها
    من أولى الأولويات التي تستدعي الإحاطة التامة بأسسها والعناية بها من قبل
    الباحث حتى تتيسر عليه الخطوات الموالية. فإذا عرف الباحث كيف يقرأ، لا
    محالة سيسهل عليه كذلك البحث.


    هذا
    مع العلم أن القراءة ليست هي الوسيلة الوحيدة للحصول على المعلومات، بل
    نجد وسائل البحث السمعي البصري للمعلومات، وأيضا الملاحظة البشرية الدقيقة،
    وغيرها من الطرق المتعددة، لكن إذا لم تكن القراءة هي الوسيلة الوحيدة،
    فإنها دون شك الوسيلة الأساسية بالنسبة للباحث، لأنه بواسطتها يتمكن من
    تجميع موادها وتنظيمها وتوثيقها وتداولها واستنساخها، متى وكيف شاء ذلك.


    وبناء على هذا، فاهتمامنا سينصب في هذه الورقة على المحاور الآتية، الذي زاوجنا من خلاله بين الجانب النظري والجانب التطبيقي:

    بالنسبة للجانب النظري يضم:

    ü تحديد مفهوم القراءة.

    ü أنماط القراءة.

    ü ما يتصل بالجانب المادي للقارئ.

    ü ما يتصل بالجانب المعنوي التوثيقي للكتاب المقروء.

    ü بعض الإشكالات العامة لعملية القراءة.

    أما بالنسبة للجانب التطبيقي، فسنعرض من خلاله لكيفية القراءة بخصوص موضوع بعنوان "أسلوبية النص الشعري في بين التراث والحداثة".


    أولا: الجانب النظري

    I. مفهوم القراءة:

    ليست
    القراءة مجرد تمرين العين على الحروف والكلمات والسطور، بل هناك من حاول
    تحديد هذا المفهوم بنوع من الدقة والعمق بحسب ما يتصل بمجال اهتمامه،
    وغايته من القراءة .


    ـ فالناقد الأدبي مثلا يحدد القراءة بأنها هي فك كود الخبر المكتوب وتأويل نص أدبي ما.

    ـ والباحث يعتبرها وسيلة من وسائل العثور على حقائق معينة.

    هذا
    مع العلم أن فرعا من فروع علم النفس الحديث قد تتبع عملية القراءة
    باعتبارها نشاطا ذهنيا يمكن من خلاله اكتساب المعرفة ونموها وتطويرها عند
    الإنسان.


    II. أنماط القراءة

    تتعدد
    أنماط القراءة بتعدد أسبابها، فهناك من يقرأ استعدادا للامتحان وهناك من
    يقرأ للإلمام بالتوجيهات والتعليمات، وهناك من يقرأ بحثا عن حقائق معينة،
    ومن يقرأ للترفيه وتمضية وقت الفراغ أو يقرأ التماسا للنوم… ،ومن تم يمكن
    تقسيم القراءة وفقا لأهدافها وطرق ممارستها إلى أربعة أنماط رئيسية وهي:


    · القراءة الترويحية أو الترفيهية: نختارها بمحض إرادتنا ولا تفرض علينا، وتكون لأجل المتعة وإن كانت هناك متعة في أنواع القراءة الأخرى.

    · القراءة للبحث عن حقائق معينة:
    تكون متعلقة بموقف يتطلب الإجابة عن سؤال (تصفح دليل الهاتف مثلا بحثا عن
    رقم معين أو الرجوع إلى معجم لمعرفة معنى كلمة)، وهي عكس غيرها من أنواع
    القراءة لا تتطلب قدرا كبيرا من الإدراك الشخصي فهي لا تتطلب تتبع تسلسل
    أفكار المؤلف وإنما مجرد العثور على حقائق معينة


    · القراءة لأجل الاستيعاب:
    تحتم تتبع الموضوع والتقاط المعلومات في نفس الوقت، فبالإضافة إلى قراءة
    الكتب الدراسية لتحقيق النجاح في الدراسة، يشمل هذا النمط القراءة لأغراض
    التفقه في الدين مثلا أو لأجل الإلمام بمتطلبات الحياة… ويتطلب هذا النوع
    من القراءة يقظة ذهنية فضلا عن العقل النقدي الواعي إلى حد ما.


    · القراءة النقدية:
    هي أكثر أنواع القراءة تقدما، تتطلب أقصى درجات التفكير والتركيز، وتنطوي
    على عمليتين هما الفهم والتقدير، وهي عنصر أساسي في نشاط الباحث العلمي في
    مرحلة التخطيط للبحث، كما أنها من الأنشطة المألوفة لدارسي الأدب والمدرسين
    في تقديرهم لأعمال الطلبة والمهتمين بعرض الكتب ونقدها وكتابة المقالات.


    III. ما يتصل بالقارئ في عملية القراءة. ( الجانب المادي)

    لابد من التماس مكان هادئ، خاصة للقراءة الجادة نستطيع فيه التركيز بسهولة.

    كما لابد من اختيار أوقات النشاط الذهني، حتى يتسنى للباحث فهم ما يقرؤه والأخذ عنه أخذا صحيحا غير محرف أو مشوه ولا مضطرب

    وينبغي
    كذلك تجنب إجهاد العين والعقل لفترات طويلة متصلة، ففترات الراحة القصيرة
    المنتظمة التي تتخلل القراءة ليست مضيعة للوقت وإنما هي من العوامل
    المساعدة على الارتفاع بمستوى كفاءة القارئ.


    بالإضافة إلى كل هذا يتعين على الباحث أن يتحلى بالصبر والأناة والجد والمثابرة، حتى يتمكن من الوصول إلى المعلومة بأسرع وقت ممكن.

    IV. ما يتصل بالمقروء في عملية القراءة ( الجانب المعنوي)

    لابد من مراعاة الجوانب الشكلية الآتي:

    · المؤلف: هو عنصر مهم لابد من مراعاته أثناء عملية القراءة، إذ يفترض فيه أن تكون له قيمة في مجال الموضوع الذي يتم الاشتغال عليه.

    · عنوان الكتاب:
    من اللازم تخصيص، جل أوقات القراءة للكتب التي لها، صلة بالموضوع المشتغل
    عليه، ويظهر ذلك من عنوانها، باعتباره العتبة الأولى التي تواجه القارئ، مع
    ضرورة الاحتياط من بعض الكتب التي تكون عناوينها غير مطابقة لفحواها.


    · دار النشر: تقتضي أن تتوفر فيها الصفات العلمية وتجنب دور النشر التي تكون أهدافها، تجارية محضة.

    · الطبعة: يقتضي الأمر الحرس على اختيار الطبعات الأجود والأفيد في خدمة البحث الذي يشتغل عليه الطالب.

    · مكان النشر: يلعب دورا توثيقيا للمادة المأخوذة من الكتاب

    · سنة النشر: هو كذلك له وظيفة في توثيق المادة التي تم اقتباسها واستخلاصها من الكتاب.

    · الفهرس: ومنه تتم عملية الكشف الأولى للكتاب الذي بين يديك لمعرفة ما ينفع منه في البحث ولتحديد النقاط الجوهرية المتصلة ببحثك

    · المقروء كذلك يفرض عليك الإمعان في مقدمته لمعرفة منحاه وموضوعه ومنهج البحث فيه والهدف من تأليفه

    · وفي النهاية يتم الاطلاع على الخاتمة قصد معرفة الخلاصات العامة التي انتهى إليها صاحب الكتاب

    V. إشكالات عامة حول القراءة

    قد يحتار الباحث أحيانا بما يبدأ في القراءة، أ بالمصادر أم بالمراجع؟

    يقترح
    البعض على الباحث "أن يبدأ بالقراءة في المصادر الأصول والمخطوطة [إن
    كانت] أولا، ثم ينتقل منها إلى المراجع والفروع ثانيا وعليه أن يكون شديد
    اليقظة أثناء القراءة قوي الشخصية يفهم قيمة ما يقرأ ويستطيع نقده وتمييز
    البواعث المختلفة التي أثرت في المؤلف، وجعلته يميل إلى هذا الرأي أو إلى
    ذلك الاتجاه."


    قد
    يتعدد المقروء المتصل بموضوع الباحث أحيانا ويكون الوقت محدودا، في هذه
    الحالة يقتضي الأمر استشارة الأستاذ المشرف وأهل التخصص من أجل انتخاب
    المصادر والمراجع الأكثر إفادة للموضوع.


    قد
    يحدث أحيانا أخرى العكس حين تكون المراجع والمصادر المتصلة بموضوع البحث
    ناذرة أو يصعب الحصول عليها، في هذه الحالة يمكن للباحث أن يقترح موضوعا
    جديدا.



    ثانيا: الجانب التطبيقي

    يمكن
    أن نفترض أن موضوع رسالة الماستر المشتغل عليه هو "أسلوبية النص الشعري
    بين التراث والحداثة"، وأن التصميم المقترح للاشتغال على الشكل الآتي:


    مدخل عام.

    1- تحديد المفاهيم: ( الأسلوب – الأسلوبية - أسلوبية النص)

    2- الأسلوبية: نشأتها وتطورها وتياراتها.

    الفصل الأول: إرهاصات علم الأسلوب في التراث النقدي العربي وعلاقتها بالنص الشعري.

    المبحث الأول: تقصي الظاهرة على مستوى الضرورة الشعرية.

    المبحث الثاني: تقصي الظاهرة على مستوى فكرة النظم عند عبد القاهر الجرجاني.

    المبحث الثالث: تقصي الظاهرة على مستوى المحسنات البديعية عند ابن المعتز.

    المبحث الرابع: تتبع جهود حازم القرطاجني في تطوير الدرس الأسلوبي العربي.

    الفصل الثاني: أسلوبية النص الشعري في النقد الأدبي العربي الحديث تداعياتها وإشكالاتها.

    المبحث الأول: ملابسات نشأة وتطور الأسلوبية في النقد الأدبي العربي الحديث.

    المبحث الثاني: إشكالية التيارات الأسلوبية في النقد العربي الحديث.

    المبحث الثالث: أسلوبية النص الشعري في النقد الأدبي العربي الحديث بين النظرية والتطبيق.

    الفصل الثالث: مقاربة أسلوبية لبعض النماذج التطبيقية الشعرية.

    المبحث الأول: نموذج شعري قديم.

    المبحث الثاني: نموذج شعري حديث.

    المبحث الثالث: نموذج شعري معاصر.

    فمثلا
    عندما نود القراءة لأجل تحديد المفاهيم التي يتضمنها المدخل في هذا
    التصميم المقترح، تقتضي الضرورة أن نعود إلى بعض المعاجم اللغوية أولا
    العربية منها والأجنبية، كـ:


    - ابن منظور(711 ھ). لسان العرب, دار صادر , بيروت, 1955

    -Le ROBERT : dictionnaire de la langue français. 1993.

    -OXFORD: Advanced learner’s dictionary.

    وبعد
    تحديد المعنى اللغوي لمفهوم الأسلوب في المعاجم اللغوية وإبراز أوجه
    الاختلاف والائتلاف فيما بينها، يمكن بعد ذلك المضي إلى المعاجم المتخصصة
    في المصطلحات الأدبية والنقدية، للإطلاع على التحديدات الاصطلاحية التي
    شكلتها حول هذه المفاهيم، لنخلص من ذلك إلى صياغة لهذه المفاهيم لتتفق
    والغاية التي نطمح إلى تحقيقها من هذا البحث.


    خاتمة

    بعد
    هذا العرض الموجز لعملية القراءة، يتضح مدى أهميتها في عملية البحث العلمي
    ككل، وذلك باعتبارها الوسيلة الأولى والأساسية والضرورية في كل بحث علمي،
    لذلك تقتضي الضرورة العناية بها بتوفير الشروط اللازمة لنجاحها، والحفاظ
    على الخطوات الأساسية المسطرة لها، لتيسير الخطوات الموالية في البحث.



    [center]المراجع المعتمدة

    ü ناهد حمدي أحمدي، مناهج البحث في علوم المكتبات، دار الحرية للنشر، الرياض، 1979.

    ü محمد عبد المنعم خفاجي، البحوث الأدبية مناهجها ومصادرها، دار الكتاب اللبناني بيروت، د ط، د ت،

    ü محمد المتقن، في مفهوم القراءة والتأويل، مجلة عالم الفكر، العدد2، المجلد33 أكتوبر- ديسمبر 2004.

    حشمة قاسم، المكتبة والبحث، مكتبة غريب، ط1، د ت،
    [/center]

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:12 pm