منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الصورة الشعرية

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الصورة الشعرية Empty الصورة الشعرية

    مُساهمة   الإثنين أكتوبر 10, 2011 2:40 pm

    [b][b]الصورة الشعرية


    [/b] [/b]





    [b][b]الصورة الفنية

    تعد اللحظة الجمالية التي خلدها الإنسان
    الأول ، أسبق من ظهور مصطلح الفن والصورة الفنية .إذ عرف الإنسان الأول
    الذي لم يدخل مرحلة الزراعة ،تداعيات جمالية بالغة الجرأة في إدماجه بين
    الجزء والكل والذات والعالم والبسيط والمعقد تمثلت في أساطيره التي أنشدها
    بإيقاعات خاصة . نجد أن الصورة الفنية الأولى مزجت بين الرسم
    ( على الجسم الصخروالرقع..والمنحوتات..) الإيقاع (الصوت والارتجالات الفلكلورية..) والرقص ،وأديت هذه المكونات الأولى للصورة الفنية في ألوان وأصوات وحركات لطقوس دينية وظيفية في صورة تعبيرية فنية.
    وتعد الطبيعة الصورة الفنية التي انطلق
    الإنسان الأول منها وإليها. فهي صورتهimage التي ساعدته على الوصف والتشبيه
    والنقل الحرفي لها،وهذا ماجعل اليوناني هوراس يأتي بمقولته الشهيرة"الشعر
    رسم ناطق" كما أفضى بنظيره أرسطو إلى نظريته المشهورة المحاكاة (التقليد
    بالصوت أو الشكل للطبيعة) وإن قدمت المحاكاة الأولى ، أبسط تقنية فنية
    أولية للصورة ،فهذا لا ينفي حمولاتها النفسية والاجتماعية والعقائدية.
    وقدمت المسيحية(والرسالات السماوية) أول تنويع لتجربة المحاكاة (الحرفية
    للطبيعة) بدعوتها للقيم الروحية المعنوية وتحديدها المميز للعالم والإنسان
    والطبيعة (جسد/روح/دنيا/آخرة/جنة/نار/إله/ملائكة/,,,)

    وبدخول الإنسان مرحلة الاستقرار والإنتاج
    الفلاحي والصناعي، دخل الخيال الفني مفهوم (المادة) وتبلورت قضية اللغة في
    شقيها (اللفظ/مادة ،والمعنى/دلالة وحمولة) كما أصبح الحديث عن الغايات .
    ونما مفهوم الصورة الفنية واستقرفي

    نمط الصورة الفنية الكلاسيكية في ق18م بمعيارتها المبنية على التنظيم والتنسيق
    وعقلانيتها ومحاكاة الطبيعة وأدائها للوظائف الاجتماعية.
    استوعب الشعر الصورة الفنية واحتفى بها وبه
    المتلقي ، ولم تنتكس هذه الصورة إلا في ق18 حيث نادى الفيلسوف "هيغل" بموت
    الشعر في زمن الاكتشافات العلمية ، تعرض الشعر في الغرب إلى إهانة بالغة
    جعلت الشعراء مجرد غوغاء وبرابرة ،لامكان لهم في المجتمع المتمدن الحديث ،
    حاول الشعر تنبي خطاب العقل والعلم والتقريروالواقعية وإقصاء أهم عناصره
    الجمالية وهي الخيال والعاطفة، فزاد هذا الحل في ضرب الشعر في الصميم
    وإهماله . وتبلور على أنقاض الشعر، جنس أدبي جديد ذو أهداف اجتماعية جديدة
    (ليست دينية)،وهو فن القصة والرواية ، وفي نفس الفترة كان الشعر العربي
    يعاني بسبب الانحطاط العام.

    تمكنت الرومنسية في ق19 من إعادة مكانة الشعر
    ووظائفه ومكوناته الأصلية، بنبذ لغة المنطق والعلم والواقعية الجافة،
    وحددت طبيعة الشعر الفنية التصويرية، فجعلته تعبيرا عن الإنسان والحياة
    والطبيعة، وفتحت أمامه آفاقا جديدة تنظيرا وإبداعا ،وطورت المدرسة الرمزية
    أراء زميلتها الرومنسية حول الصورة الشعرية واللغة التصويرية .ودعوت إلى
    الاحتفاء بالإيقاع الإيحائي الكامن في الأصوات والكلمات والتراكيب،ورأت في
    تراسل الحواس مظهرا مخصبا للغة ،وتكسير رتابتها وطابع التوقع والنزوح إلى
    المفاجئة والدهشة. وأثرت الدراسات اللسانية الحديثة الخاصية التصويرية
    للشعر مما جعلها تتسع لدلالات لا متناهية باعتماد مدلول الاتساع عند
    اللسانيين واللامتناهي عند الرمزين واللامحدود عند الشكليين الروس الذي
    أقروا مفهوما جديدا ،أطلقوا عليه مفهوم (الاغتراب) في الصورالتي تحمل رؤيا
    أو موقف ولا تحمل معنى أو معرفة محددة .

    وبالنسبة للعالم العربي في ق19م أنقذت
    المدرسة الكلاسيكية الشعر العربي بالعودة إلى الأصول أي الشعر الجاهلي
    ،ووقوفا عند العصورالعباسية .

    تقوم الصورة الشعرية العربية على العلاقة بين
    اللفظ والمعنى ،أو الدال والمدلول والوصف الدقيق المصيب المعتمد على
    التشبيه كشكل من المحاكاة والكناية والأساليب البيانية. وقد تطورت الصورة
    الفنية مع الإسلام والنص القرآني بطاقاته الإعجازية،وعلى رأسها الاستعارة
    بأنواعها الحسية والمعنوية وكذا أنواع المجاز التي لم تكن محبذة ولا مستغلة
    من قبل، وتأثر الدرس البلاغي العربي بمنجزات البلاغة والنقد اليوناني خاصة
    مع أرسطو وأفلاطون في عملية التقعيد والتنظير فتم التمييز بين اللفظ
    والمعنى وعناصر التخييل وحوافزه (الجاحظ ....والجرجاني..إلى حازم
    القرطاجني...) وما بينهم من نقاد أثروا دراسة الصورة الفنية في الشعرالعربي
    .وسنعود بالتفصيل والتمثيل لهذه النقطة . وسنكتفي هنا برأي الجاحظ
    المشهورلتوضيح المقصود: "الشعر صناعة وضرب من النسج وجنس من التصوير/
    والعبرة عنده باللفظ لأن المعاني مطروحة في الطريق يعرفها القاصي والداني).



    أسس فهم الصورة وتأويلها

    *الجذور الأسطورية
    : تفسر سبب تركيز الشاعر الأول على مشبهات معينة كالشمس والقمر
    والبحروالشجرة والأسد والمطر...وبمعرفة جذورها نفك عنها مغاليق الأحكام
    الجاهزة ولا ننظر إليه على أنها صور نمطية جاهزة.

    · الجذور الواقعية:
    وهي البيئة التي تجعل الصورة تستمد منها مكوناتها وهنا تختلف الصورالفنية
    لبيئة الصحراء عن الجبلية الباردة أو البحرية (الأديب بن بيئته).

    · الجذور الذاتية: فالصورة الشعرية تتأثر بالصور الذهنية المختزنة عند المبدع ومؤثراته النفسية وخبراته الاجتماعية والذوقية.
    · الجذور الثقافية والفنية (التراث الجماعي) إذ تختزن الذاكرة جميع الخبرات وتعيد استحضارها وتوظيفها.
    عوامل إبداع الصورة الفنية:
    *المحاكاة / الواقع / الخيال /الحدس/ اللاشعور/ الذاكرة والموروث و القدرات والمهارات اللغوية والتعبيرية والرغبة في الخلق والإبداع.
    وعليه فالصورة، هي جوهر أساسي في الإبداع(لاجتناب التقريرية والخطابية)
    والوسيلة التي تعبر عن أصالة الإبداع وماهيته وكنه وجذوره،الصورة هي روح الشعر وطاقته.

    وظائف الصورة الفنية وأهدافها:

    · وظيفة بلاغية تعتمد كل وسائل الإيضاح والتبليغ الفني.
    · وظيفة اجتماعية: تعزيز القيم الجمالية والذوقية والمعرفية والنقدية.
    · وظيفة إمتاع اجتماعي أو فني .
    · وظيفة الاستكشاف والإشراق (الصورة الحديثة).

    مفهوم الصورة الفنية:

    · المفهوم اللساني: إحالة القول إلى صيغ إيحائية تعبيرية فنية.
    · المفهوم الفلسفي الأرسطي:
    · علاقة الشكل بالمادة (اللفظ والمعنى) خلال العلل الأربعة التالية:
    العلل المادية ، العلل الفاعلة ، العلل الصورية ، العلل الغائية.
    · المفهوم النقدي العربي: الصناعة والتصوير ، الحسية والمعنوية والذهنية
    · المفهوم المعرفي العام:
    الدلالة اللغوية ، الدلالة النفسية ، الدلالة الذهنية ،الدلالة الرمزية ،الدلالة البلاغية.

    تطور الصورة الشعرية:

    أ : البلاغة العربية الكلاسيكية : وتحكم في تأويلها المرجعيات الآتية:
    المرجعية اللغوية ،مرجعية المتكلمين كالأشاعرة والمعتزلة ، مرجعية الفلاسفة كقدامة بن جعفر وابن حزم
    هذه المرجعيات ناقشت الصورة الشعرية في
    تجلياتها المبنية على علاقة اللفظ والمعنى ،والحقيقة والمجاز، واللغة
    والفكر ,خصائص البلاغة ككلمة ومعنى وصورة وقيمة الحواس في الإبداع.

    وناقشت طرق توظيف الصورة من خلال:
    التصوير البياني المرتكز على :التشبيه والمجاز والاستعارة والمحسنات البديعية.
    التصوير البياني : خلال الأساليب البلاغية الخبرية والإنشائية ووظائفها ودلالتها.
    التصويربالحسنات البديعية كالطباق والجناس والتورية وغيرها
    ب: البلاغةالحديثة: بلاغة درامية تعتمد على:
    المجاز والانزياح / الرؤيا والكشف / الرمز / الحلم / الأسطورة /التجريب.
    اللابــــــلاغــة : التحلل من كل الموضوعات اللغوية والمعنوية والعقلية.
    مكونـــات الصورة:
    1 ـ الإيــقاع
    ـ الإيقاع أسبق من الكلمة كما يدل التطور
    التاريخي للفن عند جميع الشعوب والأمم. ومعظم الفلاسفة والنقاد يرون أن
    الإيقاع هو النبض الأول لأي عمل تصويري، (أصوات الطبيعة/الخرير /الحفيف /
    تغاريد....) فالإيقاع هو قوة الشعر الأساسية وطاقته المغناطيسية ، وهذا
    التصور هو إ جماعي بين الفلاسفة والدارسين ، فالشاعر الفيلسوف الألماني
    "هيغل" يرى أن العناصر الأولى من كل فن هي :الإيقاع الموسيقي ويتجلى في
    إيقاع الكلام واللون والخط. وحث الرسام دافنشي على التمعن في صورة المضمون
    وإيقاع المادة المتميزفيها.وبعد التطورات التي عرفها الشعرخاصة انتكاسته في
    عصور الثورة العلمية ،عادت المدرسة الرمزية للمناداة بالاحتفاء بالموسيقى
    في الصورة الفنية قبل كل شيء لدلالاتها النفسية والتأثيرية والتصويرية.،
    وهي الموسيقية التي بني عليها الشعر الجاهلي الأول واكتشفها الخليل خلال دق
    النحاس والطبول والحداء الأول للإبل والغناء خلال الرجزومرافقته للعمل
    والرحلة والسمر والحروب والطقوس الدينية والأفراح(إن الغناء للشعر مضمار،
    وتمت مرافقة بآلات موسيقية للإلقاء الشعري) وظل كذلك حتى عندما أصبح للكلمة
    سحرها وعظمتها وأسرها.فالإيقاع هومستمد من إيقاع الطبيعة والحياة
    والنفس(الفلكلور يحتفي بالإيقاعات اكثر من الكلمة والمضمون) فالكلمة لم يكن
    لها دورمعين، بقدر ما كان لها طابع إيقاعي محتفى به ،كمادة للحركة،
    وبواسطته تخرج الكلمة (الصامتة ) من العدم لتصبح مادة محسوسة .يقول
    الفيلسوف "سكي" المختص في فلكورالشعوب البدائية: يكون النص في مقام الجسور
    التي يقوم عليها البناء ،والأمر عند الشعوب البدائية (وحتى الحالية) ليس في
    متن الكلمات ،وإنما في التوزيع الإيقاعي فيها .وكثيرا ما يغنون دون كلمات
    وأحيانا يتم التضحية ببنية الكلمات كي يسلم الإيقاع( مثال كلام الأطفال
    المكرر للحروف أو الأصوات فقط ،ومثال الأناشيد الدينية والتعاويذ المركزة
    على تكرار الحروف) ومثال الآية القرآنية الكريمة "كانت صلاتهم مكاء وتصدية"
    فهي تصف صلاة الجاهليين السابقين على أنها مجرد أصوات وتصفيقات ، وهذا ما
    يعطي تفسيرا منطقيا للمعلقات والقصائد الجاهلية القديمة التي لاتهتم بوحدة
    الموضوع مادامت تلتزم بوحدة الإيقاع الموسيقي خلال مقاييسه الجمالية
    المعروفة.

    ومن خصائص الإيقاع، الصياغة للأصوات
    المتجانسة والانسجام بين الصوائت والصوامت والمدود ،أي الإيقاع الخارجي
    والداخلي . فالكلمة لاأساس للوعي فيها والتفكير لولا مبدؤها النغمي الذي
    يحول الصوت السلبي إلى إيقاع.

    لكل هذا يصر كثير من النقاد على اعتبار الإيقاع صورة فنية لها نفس مكانة الصورة البلاغية.
    يقول الشاعر "شيللر" الانجليزي : " موسيقى القصيدة ترفرف أمام النفس أكثر مما يفعله التصور الواضح للمضمون الذي غالبا ما يكون غامضا"
    يقول "غوته" الشاعر الألماني وفيلسوفها " إن الإيقاع مغرٍ حقا، فلقد امتدحوا قصائد سخيفة تماما، وذلك بفضل نبض إيقاعها الناجح"
    كان الإيقاع والشعر بدء ،ثم ظهر النثر كشكل
    جديد للتعامل مع الكلمة على أساس بلاغة إقناعية ، وطرحت ثنائيات نقدية
    (المضمون والإيقاع/ الوعي واللاوعي/ الانفعالي والعقلاني /الإلهام والصنعة /
    والفكرة والصورة)

    أمام عظمة الكلمة في الأزمنة التالية ،كمعنى جوهري أخذ الإيقاع يتراجع ،رغم أنه هو الآخر حامل لمضمونه الثري.

    2 اللـــغـة
    احتلت اللغةالأولوية في الدراسات النقدية ،لأنها
    المادة الأولية في عناصر تشكيل الصورة الشعرية فهي أساس الإبداع ،وتنشأ
    الصور خلال العلاقات الجديدة بين المفردات التي يستدعيها الشاعر,لذلك وصفت
    اللغة بالتصويرية والانفعالية والإيحاية والتعبيرية والشعرية والانزياحية
    ،تمييزا لها عن اللغة التقريرية الإشارية الاصطلاحية المباشرة النثرية.

    وتم انتقاد النظرة الجامدة للغة بأنها مجرد وعاء
    للمعاني وزينة ولباسا للفكرة ،تم رفض اعتبار للغة مجرد عبارات رنانة طنانة
    تنزل الدوار بالنفس وتبعدها عن الإحساسات الإنسانية الراقية .

    نودي باللغة الجديدة كأداة وحيدة للتعبير عن الواقع
    الجديد، خلال لغة يومية قادرة على التصوير والإثارة ،أو خلال لغة إيحائية
    بأصواتها وكلماتها وتراكيبها وتراسل حواسها ،مظهرا لإخصاب اللغة وتكسير
    رتابتها ،جراء كثرة تداولها ، وخلق المفاجئة والتوقع .

    اللغة التصويرية تُنتقى فيها الألفاظ الموحية
    والمشحونة بالصور القادرة على الإضاءة ورصد أبعاد التجربة الذاتية للشاعر،
    وتتفاعل الحواس (التراسل الحِسي) أي تجسيد أو تشخيص وتمثيل الأشياء
    والأفكار والمشاعر عبر أنواع الحواس كاللون والرائحة واللمس والبصر والسمع
    والذوق ،وهو مايطلق عليه إسقاط الرموز الطبيعية الحسية(النباتية
    /الحيوانية/ المائية/ الترابية.....) على البشرية الحسية أو المعنوية أو
    العكس،في علاقات نفسية وجدانية رمزية . يقول القرطاجني" إن المعاني التي
    تتعلق بإدراك الحِس هي التي تدور عليها مقاصد الشعر"

    واللغة هي الظاهرة الأولى في كل
    عمل فني ،أول شيء يصادفنا ويصدمنا ، هي النافذة والمفتاح والباب الذي نلج
    به عوالم المبدع بحرية، فنبحر في آفاقه ورؤاه ،ونقف على همومه وانشغالاته
    الذاتية والإنسانية.اللغة متجددة بتجدد التجارب وشحناتها حتى تصبح لكل شاعر
    لغته أو لكل قصيدة لغتها .لم تعد اللغة مجرد لفظ صوتي له دلالة معجمية
    تابثة ،وإنما أصبحت تتسع لكل ما يتسع له الوجود الطبيعي والنفسي في وحدة
    واتحاد حيوي.


    *هذا بحث أنجزته من مصادر عديدة ولازال الجزء الهام به والمتعلق بالصورة الشعرية العربية.ارجو أن يفيد قراء المنتدى



    - الصورة الشعرية الحديثة

    http://www.alqaseda.com/vb/showthread.php?t=4773




    [/b][/b]

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 11:37 pm