منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    رؤية في رواية ( المساكين)

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    رؤية في رواية ( المساكين) Empty رؤية في رواية ( المساكين)

    مُساهمة   الإثنين أكتوبر 10, 2011 2:56 pm

    [center][size=16]دستويفسكي وحكايات بداخل حكاية
    رؤية في رواية ( المساكين)

    نشرت بصحيفة الثورة الرسمية رؤية انتصار حسن

    أدخل
    دستويفسكي حكاية بداخل حكاية وهذه ميزة تضاف لهذا الكاتب ومع أنه ذكر قصصا
    قصيرة مثل قصة عمله وقصته مع الممثلة التي أحبها ثم تركها إلا أن هذه
    القصص مرت مرور الكرام وعندما نتفحص ثنايا الرواية نجد قصة غورشكوف تلك
    القصة التي صبغت الرواية بلون حزين بائس

    وقد جاءت قصة غورشكوف مجزأة على ثلاث رسائل إلا أنها متوالية ومتكاملة الأحداث ثم اندمجت هذه القصة بقصة ماكار وفرنكا

    *غورشكوف
    إنسان عادي فقير يعيش مع أسرته الصغيرة وزوجته وأطفاله الثلاثة ويسكن غرفة
    واحدة مقسمة بحواجز ولفقره المدقع لم يستطع إعالة أسرته وكذلك لم يستطع
    علاجهم فتوفي ابنه ذو التسعة الأعوام بعد أن عانى من المرض

    وقد
    وصف ماكار( صديق غورشكوف) مشهد تابوته ووصف حالة أمه وأبيه وكيف كان الأب
    حزينا يسح الدموع أما الطفلة الصغيرة فاتكأت على التابوت واضعة إصبعها بين
    شفتيها وقد ارتسمت ملامح العبوس على وجهها البريء وعندما أعطتها صاحبة
    المنزل قطعة حلوى أخذتها ولكنها لم تأكلها

    جاء
    غورشكوف في أحد الأيام يطلب من ماكار أن يقرضه عشرين كوبيكا لم يكن يملك
    الأخير سوى عشرة كوبيكات فأعطاه إياها ناسيا حاجته لها بعد أن رأى وجه
    صديقة قد احمر خجلا وهو يقول أن زوجته وأولاده جائعون

    وقد
    اتُهم غورشكوف في قضية أساءت كثيرا إلى سمعته وأهانت كرامته وحين حكم
    لصالحه فرح فرحة لا توصف ودعا كل أصدقائه ومعارفه لوليمة أقامها في منزله
    ولم يكن يردد غير الشرف الشرف هذا الذي سأتركه لأبنائي كان سعيدا مبتسما
    طوال الوقت وكأنه كان في يوم عيد قال لزوجته سأستلقي قليلا وأوى لفراشه دعا
    ابنته وأخذ يمسد رأسها طويلا ثم التفت إلى زوجته قائلا ماذا عن بيتنكا
    ابننا بيتنكا رسمت زوجته علامة الصليب وأجابت ولكن ابننا بيتنكا قد مات
    فيقول نعم اعرف اعرف

    طلبت
    منه زوجته أن يأخذ غفوة فقال نعم الآن سأغفو قليلا واستلقى لبعض الوقت ثم
    انقلب وهمّ أن يقول شيئا ولكن زوجته أخطأت السمع فسألته عما يتحدث فلم
    يجبها ظنت أنه قد نام وعندما عادت أحست بصمت القبور فوجدته جثة هامدة وهذه
    القصة قد ذكرها ماكار لفرنكا في رسائله

    *قصة فرنكا

    هذه
    القصة بالذات جاءت على شكل ذكريات لماضي فرنكا فهي تقتطف هذه الذكرى من
    دفتر مذكراتها وترسلها إلى ماكار ديفوشكين وقصة فرنكا أطول من قصة غورشكوف
    وفيها شخصيات كثيرة مسماة: الشاب بوكروفسكي ووالده العجوز , قريبة فرنكا
    آنا فيدورفنا والطفلة ساشا ابنة عم فرنكا طفلة يتيمة تربيها آنا, وبيكوف
    الذي ساعد بوكروفسكي في الدراسة ودبر له منزلا عند آنا

    أحداث
    القصة : كانت طفولة فرنكا أسعد فترات حياتها فقد تربت في ذلك الريف
    البسيط وكانت في أغلب الأحيان تركض وتجري في تلك البساتين وتلك الحقول فرحة
    لا تدري بما يخبئ لها القدر

    الانتقال
    إلى المدينة: هنا تبدأ أول صفحة في شقاء فرنكا حين يقرر والداها الانتقال
    إلى بطرسبورج أدخلها والدها مدرسة داخلية هناك فلم تستسغ نظام المدرسة
    الصارم فكانت تمضي أكثر أيامها بالبكاء وتفكر بأبويها وما إن ينتهي الأسبوع
    حتى تركض فرحة إلى البيت

    تكثر
    على والدها الديون فيصبح سيء الطبع فيبدأ بتوبيخ فرنكا بأنها لم تجلب لهم
    أي مسرة وأنهم يحرمون أنفسهم من آخر ما لديهم كي تدرس ومع ذلك فهي لا
    تستطيع التكلم بالفرنسية أما الأم فكانت تبكي بصمت ومع مرور الأيام تتدهور
    صحة الوالد فيموت وعلى الفور يأتي الدائنون من كل حدب وصوب فلم يكن أمام
    والدة فرنكا إلا أن تبيع المنزل لتسديد الديون وبهذا أصبحت الأم وابنتها
    ذات الأربعة عشر عاما دون مأوى فتأتي قريبتهما آنا للتعزية وتعرض عليهما
    المجيء للسكن عندها فتقبلا العرض بامتنان

    حوى
    منزل آنا خمس غرف عاشت في ثلاث منها مع الطفلة ساشا وغرفة لفرنكا ووالدتها
    وغرفة كانت مؤجرة من طالب فقير يدعى بوكروفسكي كان يعلم ساشا الفرنسية
    والألمانية وبقية العلوم ولقاء ذلك يحصل من آنا على مسكن وغذاء فألمحت آنا
    لوالدة فرنكا أن تدع ابنتها تدرس مع ساشا بحكم أنها تركت المدرسة الداخلية
    وبهذا درست لدى بوكرفسكي سنة كاملة

    كان
    بوكروفسكي شابا غريب الأطوار يتكلم بطريقة غريبة وكان دائم الارتباك وهذا
    ما كان يثير ضحك الفتاتين وفي يوم من أيام دراستهما أزعجاه لدرجة أن عينيه
    اغرورقتا بالدموع وقال هامسا طفلتان خبيثتان حينها خجلت فرنكا من نفسها فهي
    في الخامسة عشرة من عمرها فلماذا تتصرف هذه التصرفات الصبيانية حزنت
    لأجله كثيرا وشعرت بأنها جرحت كبرياءه ومن يومها أخذت تنظر إليه نظرة
    مختلفة ووضعت في حسابها أنه إنسان لديه مشاعر وأحاسيس وبما أنها كانت
    مراهقة في ذلك الوقت وكان بوكروفسكي هو أول شاب تصادفه فقد أصبح حبها الأول
    أرادت أن تلفت انتباهه فقررت أن تصبح مثله متعلمة مثقفة وفي أحد الأيام
    وبعد أن تأكدت خلو بوكروفسكي من البيت تسللت خفية إلى غرفته وتسمرت عيناها
    على تلك الأرفف المليئة بالكتب فاختارت كتابا وجرت به إلى غرفتها وحين
    فتحته وجدته باللغة اللاتينية فعادت لإرجاعه ولكنها لم تستطع إدخاله فقد
    كان محشوا بقوة بين الكتب وبينما هي تهرسه إذا بالمسمار الذي يستند عليه
    الرف يقتلع من مكانه وتتساقط الكتب وفي نفس اللحظة يدخل بوكروفسكي وحين تهم
    فرنكا بجمع الكتب يصرخ طالبا منها أن تخرج ثم يخفف نبرته ويقول متى
    ستصبحين راشدة فتخجل الفتاة وتركض إلى غرفتها بعد هذا الحادث ببضعة أيام
    تمرض والد فرنكا وتلزم الفراش فتقعد فرنكا بجانب أمها تداويها حتى أنها
    تهمل صحتها فيغمى عليها فيأتي بوكوفسكي للاطمئنان عليها ويعطيها كتابا كي
    لا تضجر وكان والد بوكروفسكي يزورهما كذلك بين الحين والآخر وعندما اقترب
    عيد ميلاد بوكروفسكي قررت فرنكا أن تشتري له الأعمال الكاملة لبوشكين
    وبينما هي تشتري وجدت نقودها 30روبلا وكان ينقصها روبلين ونصف وبالصدفة
    وجدت والد بوكروفسكي يبحث عن كتاب يشتريه لابنه فطلبت منه أن يضيف روبلين
    وتنصف فتكون هدية مشتركة

    ولكن
    الأيام السعيدة سرعان ما تنقضي فها هو بوكروفسكي يصاب بوعكة صحية ويلزم
    الفراش ولازمته فرنكا في فترة مرضه وفي تلك الليلة كان يتألم كثيرا اما
    والده فقد كان يرتجف بجانبه خوفا على ابنه بدأ بوكروفسكي بالاحتضار وودع
    الجميع وكان يقول شيئا غير مفهوما حتى فهمت فرنكا قصده كان يشير إلى
    النافذة لكي تزاح عنها الستائر كان يريد أن يلقي آخر نظرة للسماء ولكنه ما
    وجد غير جو ممطر كئيب فهز رأسه بحزن ونظر إلى فرنكا ثم مات

    وعند
    تجهيز التابوت تأخذ آنا الكتب لتبيعها فيسرع والده ليلتقط ما يستطيع
    التقاطه يأخذ الأشياء الوحيدة التي بقيت لديه من ولده فإذا به يهرس الكتب
    في كل مكان في جيوبه وفي يديه وتحت إبطيه وتحت فبعته ويجري ليؤدي مراسيم
    الدفن أغلق التابوت بالمسامير فيجري الوالد باكيا بينما تتساقط الكتب من
    جيوبه وتسقط الكتب فيتوقف لأخذها وقد ابتلت بالمطر عادت فرنكا حزينة لتحتضن
    أمها آخر شخص تبقى لها ولكن الموت كان يحوم على أمها كذلك وبعدها بسنتين
    تنتقل للعيش مع فيدوا وتتعرف إلى ماكار وتتواصل حياة البؤس معها





    [/center]
    [/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 4:22 am