منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    سيميائيات الصورة....2

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    سيميائيات الصورة....2 Empty سيميائيات الصورة....2

    مُساهمة   الأحد أكتوبر 14, 2012 2:36 pm

    - التعريف بالعمل :

    أ- طبيعة العمل :

    * النص : * الصورة

    - الجنس(رواية،قصة،مسرح…) - صورة فنية،صورة إشهارية

    صورة وثائقية،رسم،لوحة…

    ب- السياق

    جزء من النص أو كله - تحليل الدعامة أوالسند (ملصق،

    إعلان،لافتة،مجلة صحفية…)

    ج- الموضوع المعالج :

    موضوع مركزي صورة مجسمة أو تجريدية،

    موضع النص داخل العمل طبيعة صامة،صورة شخصية

    - تحليل العنوان وعلاقته إما بالنص أو بالصورة.

    2- التحليل :

    أ- المبادئ الخارجية :

    1- البناء :

    - تصميم النص - خطية النظر(بناء مقطعي،محوري)

    - البنية الخطية،الدائرية. – ملاحظة الخطوط(خطوط هندسية،

    - حل العقد أوتأجيلها. أومنحنية..)أي التي توجد في خطوط

    - التسلسلات. الزوايا.

    - التصميم الأول،التصميم الثاني

    - المنظور،العمق،الخطوط الهاربة.



    2- الإطار :

    - من يتكلم؟(الكاتب،السارد،الشخصيات) - التصاميم(العام،القريب،الكبير…)

    - ملاحظة وجهات النظر. – زاوية النظر(مائلة،مائلة مضادة)

    - تقابل الخطاب/الحكاية - الإضاءة

    - موقع السارد(صيغ التبئير) - الإهتزازات/الإرتجاجات

    - الصيغ الثلاث للإقتباس…

    3- التقنية :

    أ- الإجراءات التعبيرية :

    - وقع الأسلوب

    - بلاغة النص - بلاغة الصورة

    ب- الآليات :

    - الحقول المعجمية. – إختيار التقنية: مائية،زيتية،ترابية..

    - السجلات(مستويات اللغة). – الإجراءات الخطية،تشميع،تنقيط…

    - استعمال النحو والتركيب(طول الجمل، - الألوان الحارة،الألوان الباردة…

    الصيغ،المقولات النحوية). – النبرة،صبغ الوجه،تنويع/تنميق

    -الصور،الإيقاع،الرنين اللون.



    4- إستقبال/تلقي العمل :

    - من طرف النقد

    - من طرف الجمهور العريض

    * وهذا كله لتبقى للأجيال القادمة،فإما أن تقاوم الزمن فتشتهر،وإما أن تزول.

    الملاحظ وجود تقاربات بين قراءة الصورة وقراءة النص،إلا فيما يخص طبيعة كل منهما،وخصوصياتهما البنيوية.

    3- 2- بين آليات القراءة وفتوحات التأويل :

    سننطلق
    من الصعوبة التي طالعنا بها دوبري وهو يحاول وضع قراءة للصورة،كونها منفلة
    وهاربة على الدوام،لذا يصعب علينا إيجاد أدوات لقراءة الصورة ووضع آليات
    لها(22)،إلا أننا سنحاول ضبط إنفلاتها وإرجاع ما هرب منها،بإتباع قاعدة
    تحتكم إليها قراءة الصورة،وهي الإنفتاح والمرونة في تقبل قراءات
    الآخرين،فليس الفنان من يحتكم على مفاتيح الصورة/اللوحة بل أنا القارئ من
    أملك مفاتح مغالق هذه الصورة،فهي دائما تحتاج إلى مؤول يكلمها.


    لتبقى التأويلات مستمرة مع استمرار الصورة،ولربما هذا هو السر الذي جعل كل
    حضارة لها طريقتها الخاصة في قراءة الصورة،بما هي لغة،فإذا كانت لغة فإنها
    تستطيع أن تكون كلام مجموعة معينة(23)،فيمكننا الآن أن ننتقل من محاذير
    قراءة الصورة،

    والأحكام المسبقة التي قمعتها لزمن إلى إيصاء القارئ بكيفية الولوج إليها قراءة:

    - عليه قبل كل شئ أن يسترشد بفطرته.

    - الإعتماد على التلقائية،فهي أحسن معلم هنا.

    - معرفة الوقع الذي أحدتثه فيه،ومقدار المشاعر التي نقتها إليه.

    - اللحظات الأولى لتلقي الصورة،هي لحظات مهمة لفهم تعقيداتها،وما ستكشفه لنا من معاني.

    بعد
    هذا طله يمكننا وضع شبكة تحليلية لقراءة الصورة،منشرطة بتلك النقلة التي
    رأيناها من قراءة النص إلى قراءة الصورة،مستفيدين من خصوصياتها التي لا
    يقولها النص،ومن المبدأين اللذا يحركانها وهما مبدأ التجميع ومبدأ
    التدرج(24) في قرأتها:

    1- آليات قراءة الصورة :

    يجب معالجة
    الصورة لإغناء رؤيتها(25)،فقبل أي تحليل لابد أن نميز بين مختلف أنماط
    الصورة،وهي من يحدد اختياراتنا لأهم عناصر التحليل،ومن يحفزنا للبحث فيما
    تحدثه من تأثيرات في القارئ- المشاهد الذي سيطرح عليها بدوره عدة
    أسئلة،كونها تخفي إحتمالات قرائية،باعتبارها كتاب مفتوح بتعبير أ.إيكو
    تعطينا حرية التأويل(26)،مركزة على ثلاث مراحل للقراءة :

    1- طبيعة الصورة

    2- تحليل مكونات الصورة.

    3- المنظور التأويلي/تأويل الصورة.

    إلا أن المرحلة الثالثة من قراءة الصورة،ستستقل بنفسها كونها قراءة تأويلية،تجاوز القراءة الوصفية(المرحلتين السابقتين).

    1-1- طبيعة الصورة :

    في
    هذه القراءة الوصفية التي تحاول الإجابة عن سؤال (ماذا تقول الصورة
    ؟)،فلسنا بحاجة إلى معرفة أخرى سوى ماهو مرتبط بمجال إدراكنا
    للصورة(27)،فالصورة تستند من أجل إنتاج معانيها إلى المعطيات التي يوفرها
    التمثيل الإيقوني كإنتاج بصري لموجودات طبيعية
    تامة(وجوه،أجسام،حيوانات،أشياء من الطبيعة…)،وتستند من جهة ثانية إلى
    معطيات من طبيعة أخرى يطلق عليها التمثيل التشكيلي للحالات الإنسانية،أي
    تلك العلامات التشكيلية(الأشكال،الخطوط،الألوان،التركيب…)(28)،لهذا وجب
    علينا معرفة النمط الذي تنتمي إليه الصورة،وفي أي صنف تنخرط،هل هي تنتمي
    للصور السنمائية

    (السينما،التلفزيون،الفيديو…)،أو إلى الصور
    الجمالية،أو إلى الصور النفعية(الصور
    الإشهارية،الإخبارية،الوثائقية…)،وبهذا تتحدد طبيعة الصورة.

    1-2- مكونات الصورة :

    2-1- التنظيم المجمل للصورة :

    يكون
    استقبال الصورة في المرحلة الأولى مجملا،فالعين تمسح الصورة،ولكن تتبثها
    على نفس الإطار(29)،ليس بالكيفية الخطية التي نتلقى/نقرأ بها النص،لكن هذه
    القراءة المجملة ما تلبث لتصبح في مرحلة ثانية قراءة خطية،لأن تركيز بصرنا
    على الصورة سوف لن يمدنا دفعة واحدة بكل الرسالات والدلالات الممكنة،لذا
    يقتضي أن تقوم العين بمجموعة من الحركات العمودية والأفقية
    والدائرية(30)،محددة بذلك مسار الصورة

    2-2- المنظور :

    يميز
    أهل الإختصاص بين معنيين للمنظورية،معنى واسع يراد به العلم الذي يمكن في
    تمثيل الموضوعات والأشياء على سطح ما بالكيفية نفسها التي نراها
    بالبصر،أخدا بعين الاعتبار عنصر المسافة(31)،ومعنى ضيق عرف منذ بداية عصر
    النهضة،بأنه العلم الذي يكمن في تمثيل عدة موضوعات مع تمثيل الجزء المكاني
    أيضا،الذي توجد فيه هذه الموضوعات بحيث تبدو هذه الأخيرة مشتتة في مستويات
    المكان،كما يبدوا المكان للعين التي تتموقع في موضع واحد(32)،ليصبح هناك
    عدة منظورات،منظور جوي،منظور معكوس،منظور خطي(33).

    2-3- الإطار :

    نسمي إطارا كل تقرير للتناسب أوالإنسجام بين الموضوع المقدم وإطار الصورة،حيث يأتي في أنواع مختلفة منها(34):

    - الإطار العام أوالمجمل،والذي يعانق مجمل الحقل المرئي.

    - الإطار العرضي،والذي يقدم الديكور،بحيث نستطيع فصل الشخصيات أوالموضوعات.

    - الرؤية من القدم حتى ملئ الإطار،وهي التي تقدم الشخص كاملا أوالموضوع الموجود

    في الإطار.

    - الإطار المتوسط،وهو يقدم صورة نصفية.

    - الإطار الكبير،وهو الذي يركز على الوجه أوالموضوع.

    - الإطار الأكبر،نجده يركز على تفصيل الموضوعات الموجودة.

    2-4- زاوية النظر :

    زوايا
    النظر تتواصل بربطنا بين العين والموضوع المنظور له/فيه(35)،فالقارئ-
    المشاهد ليس بالضرورة أن يركز على نفس زاوية النظر التي نركز عليها في
    الموضوع،ولا نفس الموقع الذي يتخذه المصور أوالفنان في حالة تصويره
    أورسمه،لهذا علينا أن نطرح سؤال من أي زاوية ننظر للموصوع ؟

    فنجد
    أن الصورة الفوتوغرافية مثلا هي من وضع الفوتوغرافي الذي يختار موقعه ضمن
    عملية التصوير،ليحدد إطار الموضوع الذي سيلتقطه بضبط الإنارة
    وكميتها(36)،أما الصورة الإشهارية فالتركيز يكون على زاوية النظر
    الوجهية(37) التي تقابلنا وجها لوجه وكأنها تخاطبنا.

    2-5- الإضاءة والألوان :

    5-1- الإضاءة :

    هي من العناصر التي تثير الإنتباه في الصورة،فالهالة الضوئية تعمل على تقريب أوتبعيد الموضوع أوالشخصية،كما تمنحهما قيمة.

    بحيث أن التيباين(contrast) يأخذ نجاعته الدرامية سواء كنا أمام صورة فنية
    أوصورة إشهارية(38)،فلابد علينا أن نأخذ بعين الإعتبار المعنى المقدم من
    طرف الإضاءة ونحن نقرأ الصورة،فلإذا كانت الإضاءة على الجانب الأيسر
    فالمنتوج المقدم يعد منتوجا مستقبليا أما إذا كانت الإضاءة مركزة على
    الجانب الأيمن فالمنتوج مرتبط بالماضي أي بالأصول والتقاليد،وكذلك المعرفة
    بالفعل.

    لذا وجدنا عدة أنماط للإضاءة منها :

    - الإضاءة الآتية من الأمام،أوإضاءة ثلاث أرباع الصورة،وهي تضيئ أحجام أوخطوط معينة مركزة عليها قصد إعطائها قيمة.

    - الإضاءة الآتية من العمق،بحيث يكون الموضوع أوالشخصية أمام الناظر إليها.

    -
    الإضاءة المعاكسة للنهار(contre-jour)،بحيث تتموقع الإضاءة وراء الشخصية
    تارة تاركة بعض أجزائها للظل،وهذا غالبا ما نجده في المنتوجات الإشهارية
    الخاصة بالتجميل والزينة وعروض الأزياء.

    5-2- إختيار الألوان :

    تعتبر
    الألوان شأن ثقافي،وهذا يعني أن لتربة المحلية الأثر الوازن في حمل
    المعاني والدلالات للألوان،فلا يمكن مقاربة لون إلا من وجهة نظر المجتمع
    والحضارة التي نشأ فيها،إن على صعيد التأويل الجمعي الذي يؤطره،وإن على
    صعيد المتخيل الإجتماعي والرمزي اللذين يمتح منهما(39).

    لهذا وجب
    علينا إختيار ألوان الصورة،بتفعيل مبدأين مهمين لإخيار الألوان هما مبدأ
    هارمنية الألوان،ومبدأ تباينية اللوان(40)،فهارمنية الألوان هي التي تعمل
    على تدرجه لتوليد لون من لون آخر،أما تبانية الألوان هي من تخطط وتنظم
    إدراكنا لعناصر الصورة(41)،فنجد بأن هناك :

    - الألوان الفاتحة والألوان الغامقة.

    - الألوان الحارة(أحمر،برتقالي،أصفر…)،الألوان الباردة(أخضر،أزرق،بنفسجي…).

    - دون أن ننسى اللونين الأبيض والأسود باعتبارهما قيمتين أكثر من لونين.

    2- تأويل الصورة :

    إن الصورة موجودة لأننا نقرأها(42)،فبعد هذه القراءة الوصفية لصورة- النص على

    التعيين
    بتحديد طبيعتها ومكوناتها(المنظور،زاوية النظر،الإضاءة،إختيار الألوان…)،
    سيتخذ القارئ من هذه القراء الجماعية التي تواضعت عليها الجماعة المفسرة
    عونا تأويليا يعضد به قراءته الفردية لنص الصورة،الذي سيتقاطع فيه المستوى
    التعييني بالمستوى التضميني،ليشكلا قطبا الوظيفة السيميائية،ويحققا شكل
    مضمون الصورة،لأن التأويل الصورة مثل كل تأويل،يحتاج إلى بناء السياقات
    المفترضة من خلال ما يعطى بشكل مباشر،ولا يمكن لهذا التاويل أن يتم دون
    استعادة المعاني الأولية للعناصر المكونة للصورة،وضبط العلاقات التي تنسج
    بينها ضمن نص الصورة(43)،لنخلص إلى أن كل القراءات التي تناولت الأعمال
    الفنية والصور هي عبارة عن تأويلات يستحيل معها تطابق الصورة مع
    المرجع(44)،فالصورة في العود والبدء دائما في خلق قرائي وتأويلي جديد.

    *خاتمة منهجية :

    بعد هذه الرحلة البحثية في إرتحالات قراءة الصورة،التي حاولنا من خلالها
    فهم الصورة وتفهيمها،بتحديدنا لسيميائيات الصورة كمنهج لقراءتها على إختلاف
    أصنافها،على الرغم من صعوبة ضبط قراءة منهجية جامعة للصورة،أووضع شبكة
    تحليلية تستجيب لكل مقتضياتها،وهذا لتعقيد مكوناتها،وذاتية تأويلاتها،إذ لم
    تنشرط بمرتكزات معرفية،وثقافية متينة.

    فقراءتنا للصورة لا تعد
    القراءة الوحيدة والشاملة،فلكل قارئ أن يضع شبكة منهجية لقراءتها،متكئا على
    كفاءته التأويلية،وقدرته الإنجازية لفهم علاماتها التشكيلية والبصرية
    عامة،فقراءة الصورة ترتكز أساسا على المعرفة والثقافة واللذة،لهذا نحن نحيا
    بها وهي تحيا بنا،مكونين بذلك مجتمع الصورة الذي سيقدرنا على مخاطبة
    المجتمعات الأخرى التي حولت الصورة من لغة عبرة وبيان إلى لغة قهر
    وسلطان،فالصورة لغة فالنتفاهم بها معها.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 9:49 am