منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الأسلوبية ,التعبير القرآني

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الأسلوبية ,التعبير القرآني Empty الأسلوبية ,التعبير القرآني

    مُساهمة   الأحد نوفمبر 01, 2009 12:33 pm

    المنبهات الأسلوبية في التعبير القرآني


    Get Adobe Flash player

    الباحث: أ / عبد الله أحمد سالم الميسري
    الدرجة العلمية: ماجستير
    الجامعة: جامعة عدن
    بلد الدراسة: اليمن
    لغة الدراسة: العربية
    تاريخ الإقرار: 2008
    نوع الدراسة: رسالة جامعية

    ملخص الدراسة

    المقصود بالمنبهات الأسلوبية خروج العبارة عن مقتضى الظاهر من جهة اللفظ أو الدلالة المصطلح عليها في الوضع. وهي خاصية أسلوبية من خواص النظم القرآني، وإليها يعود جانب من إعجازه، لما فيها من دقة في البناء اللغوي وقصدية في الدلالة.

    وقد أفدتُ من ريفاتير في صياغة المصطلح وإن كان بمفهوم مغاير، كما استعرت منه إجراء آخر في موضوع المنهج الذي سارت عليه الدراسة، وهو ما أطلق عليه بـ (القارئ النموذج)، وهو مجموع القراء الذين يستعين بهم الناقد لاستكشاف الوقائع الأسلوبية في النص. مع فارق أن ريفاتير يتخذ من هذا القارئ مرحلة استكشافية أولى ثم يلغي محتوى ردود أفعاله، أما نحن فكما منحناه كل ثقتنا في استكشاف منبهات النص القرآني فإنا نعتد بتعيينه لقيمته الدلالية والجمالية، ويعود ذلك إلى أنا نستمده من الطبقة الأولى من علماء البيان وأهل التفسير الذين عرضوا لدراسة النظم القرآني الكريم.

    هذا من جهة المنهج أما من جهة الموضوع فقمتُ برصد هذه الخاصية الأسلوبية في التعبير القرآني وجمع مظاهرها المختلفة بين دفتيها، كما كشفت عن موقف القدماء من البلاغيين واللغويين والمفسرين منها وحوارهم فيها مستخلصا من ذلك القيمة الدلالية والبلاغية للمنبه الأسلوبي، مستفيدا في استخلاصها وفي تقويم تلك الآراء من الدراسات اللغوية والأسلوبية الحديثة. كما كشفت عن جانب مهم من جوانب النقد البلاغي التطبيقي عند القدماء، طالما ظل مطموراً لتوزعه على عدد كبير من كتب التفسير وعلوم القرآن، فهو يمثل صفحة مشرقة من تراثنا النقدي، ويدل على أن المنهج اللغوي الحديث في دراسة النص ليس جديداً على فكرنا النقدي وأن تراثنا قد عرف جوانب مهمة منه.

    وقد زاوجت الدراسة في موضوعها بين النقد القديم والنقد الحديث، وذلك أن الدراسات الأسلوبية الحديثة قد أولت الخروقات اللغوية أهمية خاصة، وجعلت منها أداة مستقلة في دراسة النص الأدبي، فنحن ننطلق من مفاهيم نقدية حديثة لنثبت أن البلاغة القديمة لم تغفل عن أهمية هذه الأداة في سبر أعماق البنية اللغوية للنص القرآني بغية الوصول إلى أدق دلالاتها وأبعدها تحصيلاً.

    وتوزعت الدراسة على ثلاثة فصول يسبقها تمهيد في المنبهات الأسلوبية وتليها خاتمة نثبت فيها نتائج البحث.

    وقد تناولتُ في التمهيد جوانب مختارة من جهود القدماء في دراسة المنبهات الأسلوبية، كما عرضت لطائفة من مقولات الدراسات الأسلوبية فيها. وختمته ببيان مفهومها في هذه الدراسة، وبيان المصطلح ومنهج الدراسة.

    ودرست في الفصل الأول المنبهات في المفردة القرآنية، وفيه ثلاثة مباحث بحسب أقسام المفردة: الاسم، الفعل، الحرف.

    أما الفصل الثاني فدرست فيه المنبهات في الجملة، وفيه ستة مباحث: الفصل والوصل، التبادل بين البنية الاسمية والبنية الفعلية، التقديم والتأخير، الزيادة، الحذف، الالتفات.

    وفي الفصل الثالث درست المنبهات في المجاز، وفيه أربعة مباحث: الاستعارة، المجاز المرسل، المجاز العقلي، الكناية؛ وألحقت بالمجاز الكناية لما لا يخفى من اتفاقهما في بعض الجوانب.

    وأثبتُّ في خاتمة الدراسة أهم نتائجها، وأوجزها هنا في الآتي:

    1. الأخذ بتقديرات النحاة عند خروج العبارة عن قواعدهم يسلب العبارة بلاغتها. وهذا لا يمنع من الأخذ بتقديراتهم على سبيل معرفة أصل العبارة وإدراك ما طرأ عليها من تغيير.

    2. لا يصح تعليل اختيارات التعبير القرآني بالعلل اللفظية وإغفال أثر المعنى فيها، لأن ذلك قابل للنقض عند البحث في مطلب السياق، ولأن النظم الكريم كثيراً ما تخلى عن المحسنات اللفظية لصالح المعنى.

    3. قد تجري المنبهات على أصل من الأصول العامة التي لا تخلو اللغة منها, نعني بذلك القاعدة التي تقول: (إن نفي العام أحسن من نفي الخاص)، فيكون العدول عن لفظ خاص إلى لفظ عام في سياق النفي مفيداً للمبالغة.

    4. بالرغم من الآراء الجديدة التي نجدها عند الزمخشري، ومخالفته لبعض قواعد النحاة، مثل فصل الصفة عن الموصوف بـ (الواو) ومجيء الصفة بعد (إلاَّ)، فقد وافقه الكثيرون، ولاسيما المفسرين، وهذا يشير إلى عدم توقف المباحث النحوية عند المتأخرين.

    5. تميز المفسرون بدراسة طائفة من الظواهر الأسلوبية لم نجد للبلاغيين جهدا كبيرا فيها، مثل المنبهات الأسلوبية في حروف الجر والعطف، دلالة الفعل المضارع حين يرد في موضع الماضي على الدوام والاستمرار، الفصل والوصل في المفردات، حذف الحرف من بنية الكلمة.

    6. التكلف في التقدير في تركيب الجملة أو في معناها، بغرض التوافق مع الحقائق اللغوية المقررة سلفاً، لا يساعد على تعرف المعنى المقصود من العبارة، وأولى من ذلك البحث عن المعنى بالنظر في النص كما هو.

    7. ردت الدراسة تعليلات المفسرين التي تصدر عن مراعاة النظم القرآني ما يعرض للمتلقي من خطأ في فهم معانيه، وذلك أن النظم القرآني لا يراعي الأحوال الفردية للمتلقين، وإنما يخاطب المتلقي المثالي، ولولا ذلك ما انطوى على لطائف المعاني وأسرار البلاغة.

    8. من الأولى أن يُنزَّل الكلام البليغ على حكم البلاغة, وأن يُحمل على أنسب الوجوه بدقائق المعاني, ومن هنا, كان لابد من التمييز بين عمل النحوي وعمل البلاغي عند النظر في كتاب الله تعالى لمعرفة معانيه وبلاغته.

    9. قد تتعدد التأويلات للمنبه الأسلوبي في إطار الصحة اللغوية وحاجة السياق لافتراض الدارسين القصدية الكاملة لاختيارات التعبير القرآني.

    10. تميزت طائفة من المنبهات باطرادها في كل النص القرآني، كما في أسماء الله الحسنى (الله/الرب), أو التناوب بين الإفراد والجمع مثل (النور/الظلمات), و(الريح/الرياح), وحينئذٍ لا تختلف دلالته باختلاف المواضع التي يرد فيها.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 5:49 am