منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الأسلويبية والخطاب الشعري

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الأسلويبية والخطاب الشعري Empty الأسلويبية والخطاب الشعري

    مُساهمة   الأحد نوفمبر 01, 2009 12:43 pm

    الأسلوبية والخطاب الشعري"الشريف الرضي" نموذجًا
    6/25/2008

    العرب نيوز- محمد سيد بركة : صدرحديثا في القاهرة كتاب بعنوان: «الأسلوبية والخطاب الشعري"الشريف الرضي" نموذجًا» للباحث محمود أحمد الطويل، وفى هذه الدراسة يتناول الباحث شعر أحد فحول الشعراء العباسيين، وهو الشريف الرضي (359هـ -406هـ) بمنظور نقدي حديث، وهو المنظور الأسلوبي الذي يعتمد في الأساس النظر في لغة الشاعر والعكوف عليها ورصد أهم الظواهر التي وفَّرت لها الخصوصية والتميز.
    وجاءت الدراسة في خمسة فصول ومقدمة وخاتمة. اشتمل الفصل الأول على محورين:
    الأول: تحدث فيه الباحث عن مفهوم الأسلوب وعن موقعه بين علوم البلاغة والنقد الأدبي.
    ويرى أن الباحث في الدراسات الأسلوبية لا يكاد يعثر على تعريف محدد للأسلوب، بل يجد نفسه وقد توزعتها الاتجاهات والمذاهب المتنوعة في تحديد مفهوم بعينه لكلمة أسلوب، حتى إن "بير جيرو" أحد راواد الأسلوبية يقول: إن الأسلوب مفهوم عائم، وذلك في محاولته للتوصل إلى تعريف بعينة..
    ثم يناقش الباحث مفهوم الأسلوب من زوايا ثلاث، هي زاوية المنشئ والنص والمتلقى ثم ناقش مفهوم الأسلوب بالنظر إلى ثالوث الاتصال الأدبي ككل.
    إما المحور الثاني فتتناول فيه سبب اختياره للمنظور في الأسلوبي في درس شعر الشريف الرضي.
    ويرى الباحث بداية أن شعر الشريف الرضى قد لقى ضروبًا من الغمط والتناسي، بل والتجاهل والتغافل في كتب النقد الأدبي، وعند دارسي أدب عصره وأغلب من عرض له بالذكر، فإنما كان في عجالة وبلمسات خفيفة وإشارات يسيرة لا تتناسب ومكانة شعره الذي توافرت له عناصر الجودة نسيجًا ومعنًى، يقول أحد الدارسين للشريف الرضي:
    لقد لقي الشريف في دنيا الأدب أعنف ضروب العقوق، فقد كان من فحول الشعراء ومن كبار الفقهاء والبلغاء، ومع ذلك سكت عنه النقد الأدبي، ومما يسترعي أن عددًا من المؤلفين والنقاد الذين اهتموا بدراسة الشعر والشعراء في العصور العباسية لم يأتوا على ذكر الشريف الرضى في مؤلفاتهم.
    فقد تجاهل أنيس القديس في كتابه «أمراء الشعر في العصر العباسي» ذكرَ الشريف الرضي، وتغافله بطرس البستاني في كتابه «أدباء العرب في الأعصر العباسية»، وسها عن ذكره مصطفى الشكعة في كتابه «الشعر والشعراء في العصر العباسي ».
    أما الفصل الثاني تناول فيه الباحث المستوى الصوتي لشعر الشريف الرضي، وعرض فيه لأبرز ظواهره الصوتية؛ من محاكاة صوتية بالأصوات المفردة والحركات اللغوية الطويلة، وفى تجسيد للدلالة بالفعل المضعف وببنية الكلمة ونطقها الصوتي.
    ويرى أنه من خلال شعر الرضي يستطيع الباحث أن يتناول المستوى الصوتي المحاكاة الصوتية، وهي وسيلة أسلوبية مهمة وظّفها الشريف في نقل الحدث، وتجسيده للملتقي، وذلك بالإيحاء بأحاسيس ومشاعر عاناها من قبل، وجاش بها صدره فحاول أن يبثها في صدر الملتقي؛ ليعيش تجربته الشعرية، ويعانى نفس هواجسه ومكابدته.
    كما تتنوع المحاكاة الصوتية لدى الرضي؛ فقد تتجسد بتكرار صوت واحد أو بعدة أصوات متقاربة المخرج والصفة، مثل أصوات الصفير ( س.ص.ِش.ز ) وأشباه الحركات (ن.م.ل.ر).
    وقد تكون المحاكاة الصوتية باستخدام الحركات الطويلة والقصيرة
    أو تحقق بالفعل الرباعي وما يشتق منه، وهو موضوع نبّه عليه القدامى أمثال الخليل وسيبويه وابن جِنِّي؛ حيث تحاكى الكلمات أصوات الأشياء وتنشأ المحاكاة الصوتية عند الشريف الرضي من خلال بنية الكلمة، فتسهم صيغتها وطبيعة شكلها الصوتي وطولها في تجسيد المعنى وتمثيل الدلالة.
    أما الفصل الثالث فعالج الظواهر اللفظية في شعر الشريف مثل التكرار ودلالاته للكلمة والمادة اللفظية، ومثل التقابلات ونوعها ودلالاتها، ومثل المزاوجات اللفظية ودورها في تجسيد المعنى واستحضاره للمتلقي.
    وفى الفصل الرابع تناول الباحث المستوى التركيبي للنصّ الشعري، وبين ظواهر التماسك والترابط للجملة الشعرية ومكملاتها وأبرز وسائل الربط للنص الشعري عند الرضي.
    بينما تناول الفصل الخامس الملامح الأسلوبية في بنية الصورة الفنية عند الشريف، وكشف الباحث عن جوانب التجسيد والتشخيص والبداوة وازدواجية الرؤية في الصورة الشعرية عند الشريف الرضي.
    وفى الخاتمة يجمل الباحث ما فصّله في صفحات بحثه، ويبين أنه حاول الكشف عن أسرار لغة النص الشعري عند الشريف الرضي، وذلك من خلال تعقبه لظواهره المتنوعة في بنيته الصوتية واللفظية والتركيبية وتتبعه للملاح الأسلوبية للصورة الفنية، وخلص إلى أن أهم الظواهر الصوتية عند الشريف هي المحاكاة الصوتية، وهي واحدة من طاقات كثيرة تمتلكها اللغة في التعبير والإيحاء وإبداع الدلالة، وبها يتجسد المعنى للملتقي لحظة سماعه للمنطوق.
    وقد تنوعت المحاكاة الصوتية؛ فقد تجسدت بتكرار صوت لغوى واحد مرّة واحدة وبعدّة أصوات متقاربة المخرج والصفة مثل أصوات الصفير ومثل أشباه الحركات.
    كما كشف البحث عن أهم ظواهر البناء اللفظي في شعر الرضي.
    والكتاب دراسة نقدية تتناول منطقة إبداعية قديمة، مسلحًا بأدوات نقدية معاصرة، ومحاولة لاستنباط الدلالات واستقراء الشواهد من الإبداعية القديمة.
    فدخل الكتاب إلى شعر الشريف الرضي بتقنيات الحداثة النقدية: الأسلوبية وعلم الصوتيات والظواهر اللفظية في شعره، والبنية التركيبية للنصّ، وكلّها من سمات النقد المعاصر.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:02 am