منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    دراسة أسلوبية بنائية

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    دراسة أسلوبية بنائية Empty دراسة أسلوبية بنائية

    مُساهمة   الأحد يناير 03, 2010 3:09 am

    اسم الكتاب : شعر إبراهيــم ناجــي.. دراسة أسلوبية بنائية
    المؤلف : دكتور / شريف سعد الجيار


    من منا لا يرتبط بالشاعر إبراهيم ناجي ؟
    سؤال ألح على خاطري وأنا أقرأ الدراسة التي بين أيدينا الآن ، فهو الشاعر الذي داعب مشاعرنا ونحن نمتلك قلوبا خضراء خضرة مرحلتنا وتحديدا في الثانوية العامة حينما حفظنا له ورددنا :
    يا صخرة جمعت مهجتين أفاءا إلى حسنها المنتقى
    عاش إبراهيم ناجي خمسة وخمسين عاماً وترك أعمالاً شعرية إلى جانب مجموعة من الكتب والرسائل منها المطبوع وغير المطبوع ، وقد درس ناجي كثيرون ولكن دراساتهم كانت تدور حول محاور شخصيته وثقافته ونشأته ، وقليل من هذه الدراسات الذي توقف عند شعر ناجي منها دراسة طه وادي في كتابه شعر ناجي الموقف والأداء حيث تناول الصورة عند ناجي من خلال سيرته الذاتية .
    وقد اختار الباحث ( د . شريف الجيار ) شعر ناجي كمجال للدراسة لأسباب هي أن الدراسات السابقة درست ناجي من منظور شخصيته وثقافته ، كما اعتمدت تلك الدراسات على شعره المطبوع وأهملت قصائده المجهولة ، وقد حاول الباحث الإجابة على أسئلة منها هل استطاع ناجي تطويع القالب الموروث لتجاربه ورؤيته الذاتية ؟ وهل استطاع تطوير معجمه الشعري ؟ ، كما حاول الباحث التحقق من نسبة القصائد المجهولة للشاعر ، وقد استخدم المنهج الأسلوبي البنائي الذي يتخذ من النص الشعري ركيزة محورية للدراسة من خلال نظرة فنية معاصرة تكشف عن عالم الشاعر وتعمل على استكناه تجربته الشعرية وتفصح عن ميزته الأسلوبية ،وقد دار البحث حول ثلاثة أبواب :
    يتناول في الباب الأول : البنية الصوتية ،فهي التي تميز الشعر عن غيره من فنون الأدب وتمنحه الخصوصية الشكلية ، وقد تناول في هذا الباب :
    (1) الفصل الأول : وقد طاف الباحث بنا حول أشكال البحور والقوافي ( موسيقى الإطار ) مؤكداً على أن شعر ناجي لم يخرج على الأوزان الخليلية حيث استخدم البحور العربية التقليدية كالكامل والرمل والخفيف والبسيط مما يعني أن ناجي تأثر بالتراث تأثراً كبيراً على الرغم من أنه لم يستخدم الستة عشر بحراً حيث استعمل أحد عشر بحراً فقط ، وقد أكد الباحث هذه المعلومة من خلال جداول تتسم بالناحية العلمية يوزع من خلالها البحور وعدد القصائد وعدد الأبيات لكل بحر وذلك في الأعمال الكاملة والأعمال المطبوعة .
    (2)الفصل الثاني : وقد تناول فيه الموسيقى الداخلية (موسيقى الحشو) من تكرار الصوت وتكرار اللفظ والتقطيع الرأسي والأفقي مؤكداً على أن الموسيقى لا تنحصر في مجرد ما يعرف بالموسيقى الخارجية الظاهرة بل هناك موسيقى أخرى تعرف بموسيقى الحشو وهي انسجام صوتي داخلي ينبع من التوافق الموسيقي بين الكلمات ودلالاتها حيناً أو بين الكلمات بعضها وبعض حيناً آخر فموسيقى الحشو تقف جنباً إلى جنب مع موسيقى الإطار بل إنها تمثل صورة من صور هذه الموسيقى الخارجية المتمثلة في الوزن والقافية ، وهذا النوع من الموسيقى لم يكن محصوراً في شعر المحدثين بل تجلى في شعر القدماء في عديد من الأشكال .
    (3)وفي الفصل الثالث يتناول ظواهر صوتية أخرى يستخدمها ناجي في شعره مرتبطة بالموقف الدلالي وتعد من التطورات التي جددها في القصيدة العربية فمن الجلي في شعر ناجي استخدامه ظواهر موسيقية بارزة موسيقياً للمتلقي لشعره منها (القافية الداخلية المرصعة والتدوير والتضمين والتصريع في أشباه المطالع والرباعيات والموشحات) .
    وننتقل مع الباحث إلى الباب الثاني : ( المعجم الشعري ) وهو ذلك الرصيد اللفظي الذي يكون الخطاب الشعري لدى أي شاعر من الشعراء والذي يتسم بالخصوصية أو الذاتية الناتجة عن قدرة المبدع على بث الطاقات الجديدة في هذه الألفاظ أو تلك مما يحويه خطابه الشعري ، ويعد المعجم الشعري من أهم الخواص الأسلوبية التي يتسم بها شاعر دون آخر ، وهو يعتمد على ركنين أساسيين هما (ركن كمي يتمثل في كم الألفاظ التي يستخدمها ـ ركن كيفي يتمثل في كيفية استخدام الشاعر لهذا الركام اللفظي ومحاولته في أن يبث فيه من روحه بأن يفجر الطاقات الكامنة داخل الألفاظ عن طريق العاطفة) ، ويشمل المعجم الشعري عند ناجي حقولاً دلالية هي :
    1- حقل الطبيعة بعناصرها الأربعة (الماء ـ النار ـ الهواء ـ التراب) ، ويحتل المرتبة الأولى في الحقول الدلالية لأشعار ناجي حيث بلغت مفرداته نسبة 7.03% من نسبة المفردات الأنماط لأشعار الشاعر .
    2- حقل الصوت والصمت ويحتل المرتبة الثانية بنسبة 6.5% من نسبة المفردات الأنماط ، وتأتي مفرداته تحت مفردتين رئيسيتين هما الصوت والصمت .
    3- حقل الخلق ويحتل المرتبة الثالثة بنسبة 6.35% من نسبة المفردات الأنماط وفيه مفردة رئيسية هي (إنسان) وتندرج تحتها مجموعة من المفردات تدور في محيط فلكها مثل (بعث ـ حياه ـ خليق ـ صنيع ـ إبداع ـ خلد …..الخ) .
    4- حقل الموت ، ويأتي في المرتبة الرابعة بنسبة 5.2% من نسبة المفردات الأنماط وتندرج مفردات هذا الحقل تحت مفردة رئيسية هي (مـوت) ، ودارت باقي مفردات الحقل في فلكها (مميت ـ قتيل ـ مقتلها ـ طعنة ـ مطعون …..الخ) .
    5- حقل المكان ، ويمثل 5.2% من نسبة المفردات الأنماط من أشعار الشاعر وجاءت مفرداته تحت كلمة رئيسية هي (المكـان) ، ودارت مفردات الحقل في فلكها وهي (كون ـ وجود ـ دنيا ـ عالم ـ موطن ـ مدينة ـ أفق …..الخ) .
    6- حقل الهجر واللقاء ، ونسبته 4.6% ، واندرجت مفرداته تحت كلمتين رئيسيتين هما (هجـر ولقـاء) ، واندرجت تحتها مفردات مثل (نوى ـ ترحال ـ اغتراب ـ قطيعة ـ توديع ـ تلاقي ـ عناق ـ لازمني ـ امتزجنا …..الخ) .
    7- حقل الحواس ، ونسبته 4.05% من نسبة المفردات الأنماط في شعر الشاعر ، وجاءت مفرداته كما يلي (بصري ـ ناظري ـ نظرة ـ أحداق ـ مدارك …..الخ) .
    8- حقل الأنين ، ويحتل نسبة 3.2% من نسبة المفردات الأنماط ، وتندرج مفردات الحقل تحت كلمتين رئيسيتين هما (أنين ـ ألم) على النحو التالي (قاس ـ عذاب ـ لوعة ـ شقاء ـ هم ـ كرب ـ يأس …..الخ) .
    9- حقل القلق والضياع ، ونسبته 3% من نسبة المفردات الأنماط عند الشاعر ، ومفرداتـه تندرج تحت كلمة (قلـق) كما يلي (محـال ـ شقي ـ هبـاء ـ مستطار …..الخ) .
    10- حقل الزمان ونسبته 2.9% من نسبة المفردات الأنماط ، وجاءت مفرداته تحت
    كلمة رئيسية هي (زمـان) كما يلي (أبد ـ دهر ـ عهد ـ سنين …..الخ) .
    وتأتي حقول أخرى يتناولها المعجم الشعري عند ناجي يتابعها الباحث من خلال جداول تفصيلية تبين الحقل وعدد مفرداته ونسبه المئوية فيصل إلى مجموع حقول يساوي (27) سبعة وعشرين حقلاً بمجموع مفردات يساوي (987) سبعاً وثمانين وتسعمائة مفردة ، ويؤكد على ورود كلمات ليس لها علاقة بالحقول السابقة وقد قسمها البحث فيما بينها إلى أسماء وأفعال وحروف وأدوات وظروف ، وقد وصلت نسبتها إلى 33.3% من مجموع المفردات الأنماط .
    ونأتي إلى الباب الثالث : ويتناول الباحث فيه (الصورة الشعرية ) وهي علاقة لغوية متولدة يستحدثها الشاعر في الكلمة الواحدة أو بين الكلمات بتغيير مواضع الإسناد الدلالي فتخرج العلاقة اللغوية عن استخدامها المعجمي المألوف إلى استخدام مجازي ، وهذه اللغة المجازية تجعل الشاعر أكثر حرية في تعامله مع هذه الأداة العامة فتمنحه تراكيب وسياقات لا يجدها في اللغة بمفهومها المعجمي المحدد والمباشر .
    ويؤكد الباحث على أن الصورة الشعرية لدى الشاعر الرومانسي تمثل الموازي الرمزي لمشاعره الذاتية حيث تجعله يسقط ما بداخله من أحاسيس على الواقع من حوله بطريقة رمزية وبلغة مجازية خاصة ، لذلك يعنى البحث بدراسة التشبيه والاستعارة فهما الأداتان الرئيسيتان والغالبتان على دور المجاز في شعر ناجي في إطار دراسة العلاقة بين طرفي التشبيه (المشبه ـ المشبه به) وطرفي الاستعارة (المستعار له ـ المستعار منه) ومدى ارتباطهما بسياق القصيدة ومدى قدرتهما على الإفصاح عن تجربة ناجي الشعرية ونظرته الذاتية للعالم من حوله إلى جانب تناول البحث للعلاقة التركيبية بين طرفي الصورة (التشبيه ـ الاستعارة) ومدى فاعليتها في خلق الدلالة الرمزية .
    ثم تحدث الباحث عن التشخيص الذي يعد من الوسائل الفنية البارزة عند الرومانسيين بصفة خاصة حيث يمثل عنصراً مهماً في تشكيل صورهم الشعرية ، كما تناول التجسيد الذي يعد أحد الوسائل التي يشكل بها الشاعر صوره الشعرية وهو التعبير عن المعاني المجردة بسياقات تجعلها محسوسة وتخرجها بذلك من معناها الاصطلاحي إلى معنى جديد غير مألوف ، وهذا التجسيد يعطي الصورة الشعرية نوعاً من الحيوية والعمق إلى جانب إقامة علاقات جديدة بين طرفي الصورة تمنح المتلقي إحساساً بانفعالات الشاعر الذاتية ، وقد تحدث الباحث عن الصورة التجريدية التي تجعل المحسوس مجرداً حيث يقيم الخيال علاقات بين المحسوس والمجرد فيؤدي إلى إعمال الذهن والفكر لدى الشاعر ومن ثم لدى المتلقي حيث يستطيع فهم الصورة من منطلق سياقها ، وينتهي الباب بتناول الكناية التي تمثل آلية من آليات تشكيل الصورة الشعرية عند ناجي حيث ساهمت في بناء العديد من صوره الشعرية وإن كانت أقل وروداً من التشبيه والاستعارة ، وتعتمد الكناية على ما يعرف بالإيماء بأن تومئ للمتلقي بالمعنى المقصود من خلال لفظها ، ويتحدث عن المجاز المرسل الذي استخدمه ناجي بأنواعه وعلاقاته جميعاً (كلية ـ جزئية ـ محلية ـ سببية ـ مسببية …..الخ) .
    وبعد هذا العرض لتلك الدراسة أراها في حاجة للقراءة أكثر لما في ذلك من فائدة للمبدع والمتلقي في آن واحد ………

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 2:33 pm