د- المربع السيميائي
(Le carré sémiotique)
يعرف غريماص (A.J. Greimas)
وكورتيس (J. Courtés)
في معجمهما المشترك المعروف المربع السيميائي بأنه "التمثيل المرئي للمتفصل
المنطقي لأي مقولة دلالية"([54]).
وهو يستعمل لتمثيل نسق العلاقات القائمة بين الوحدات الدلالية لتوليد الدلالات.
وتتجلى هذه العلاقات في التضادية (التضاد وشبه التضاد)، والتناقض، والتضمن. وهذه
العلاقات تحكمها قيم موقعية (Valeurs
positionnelles)
وتعارضات كيفية (تعتري التضادية) وحرمانية (تعتري التناقض).
وعلاوة على كونه نموذجا منطقيا يوضح العلاقات بين الوحدات، فإن المربع السيميائي
يعد "نموذجا
تركيبيا يضبط تنظيم العمليات"([55]).
وتتمثل هذه العمليات بعمليتي النفي (تناسب علاقة التناقض) والانتقاء
(تناسب علاقة التضمن).
هـ- العوامل
(Les actants):
العوامل جمع عامل. ويراد به- في الاصطلاح النقدي السيميائي- كل قائم بالفعل أو
خاضع له سواء أكان من الكائنات أم من الأشياء أم من المفاهيم،
وسواء
أكان فرديا أم ثنائيا أم جماعيا. ويعد العامل" نموذج وحدة تركيبية ذات طابع شكلي
خالص سابقة على كل استثمار دلالي و/ أو أيديولوجي"([56]).
تتألف البنية العاملية (Structure actantielle)
من ستة عناصر، هي: العامل المرسِل
(Destinateur)،
والعامل المرسَل
إليه (Destinataire)
والعامل الذات (Sujet)،
والعامل الموضوع (Objet)،
والعامل المساعد (Adjuvant)،
والعامل المعاكس (Opposant).
وتكشف
هذه البنية – ككل -
أن ثمة دينامية وتفاعلا داخل النص الذي تدرس فيه.
ولا يخلو الخطاب - وأي خطاب - من العوامل. يقول مفتاح: "إن كل خطاب مهما كان جنسه
تتحكم فيه بنية عاملية هي بمثابة مسرح تحرك، وتتحرك عليه، البنيات الأنثروبولوجية
الإنسانية."([57])
يكتسي العامل (l'actant)
أهمية كبيرة في الوقت الحاضر. إذ غدا من أكثر المصطلحات دورانا في المشهد النقدي،
وصار كثير الاستخدام في معالجة النصوص؛ وخاصة لدى محللي الخطاب السردي الذين
استعاضوا عن مفهوم "الشخصية" (Personnage)
التقليدي باستعمال مفهوم العامل لشموليته.