منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الديانات القديمة في الجاهلبة

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الديانات القديمة في الجاهلبة Empty الديانات القديمة في الجاهلبة

    مُساهمة   الأحد يناير 17, 2010 10:54 am



    لقد تحدثنا عن الحضارات القديمة ، والديانات القديمة في الجماعات البشرية التي تقطن الوطن العربي ، سواء مستقرة ، أو متنقلة ، وأشرنا إلى الهياكل ، والآلهة التي تم تجسيدها بالنباتات ، أو بالحيوانات ، أو بالتماثيل ، والصروح الضخمة ، فمن أين جاءت فكرة تجسيد تلك الآلهة على الأرض..؟ ، وكيف بدأت تلك الصروح الضخمة المنتشرة في أرجاء الأرض شرقاً ، وغرباً ..تحاكي السماء وتتضرع إليها طلباً للرزق ، والمغفرة ، ويقدم إليها البشر القرابين ، والأضحيات ..

    لعل أقدم ما وصل إلينا ، عن هذه المسألة ، هو ما تركه الصابئة ، من قصّ ، وعبادات ، تعود إلى ما قبل الحضارات المعروفة في التاريخ البشري العام ، أو ما يطلق عليه في التاريخ العربي الخاص ، العرب البائدة ، والحديث عن الصابئة حديث ناقص ، وغير محسوم بطبيعة الحال ، لأسباب تتعلق بالسرية ، والكتمان الشديدين ، بحيث يمكن القول أنهم ربما كانوا أقدم تنظيم سري في التاريخ البشري ، لأنهم يكتمون دينهم ، أشد الكتمان ، ولا يرون دخول الناس فيه ، وإنما هم على مذهب " جرى القلم وأغلق الباب " ، وهم يقولون أن مدبّر هذا الكون ، وخالقه ، هو المتمثل ، بالكواكب السبعة ، والنجوم ، عند ظهورها ، ولما أرادوا أن يعبدوها عند غروبها ، لم يكن لهم بد من أن يتصوروا الكواكب ، ويجسدونها فصنعوا لها التماثيل ، والأصنام التي ترمز إليها ، وانصرفوا لعبادتها ، حين أفول النجوم ، ومن هنا جاءت عبادة الأصنام ، والهياكل .. ولما بعث إبراهيم الخليل حطمّ أصنامهم وقال كما جاء في قوله تعالى : " لا أحب الآفلين " فانقسموا إلى جماعات عدة ، وعنهم أخذت الجماعات البشرية ، والحضارات المعروفة ، عبادة الأصنام ، وتصنيع الآلهة ، ومن الصابئة من اعتقد بعبادة الكواكب لدورانها ، وهم القائلون بالأكوار ، والأدوار ، فالمعبود واحد ، وكثير ؟، أما الواحد والوحدانية ففي الذات والأزل ، وأمّا الكثرة ـ فلأنه يكثر بالأشخاص ، ومنهم ، من أقرّ بنبوة إبراهيم الخليل ، ومنهم من قال أن الحق بين شريعة إدريس ، وشريعة نوح ، وشريعة إبراهيم ، ومنهم من التحق بشريعة المسيح ، ومنهم الدعاة إلى شريعة النبي محمد بن عبد الله ، ومنهم ، من بقي على معتقداته السابقة .. لكن لابد من الاعتراف أن رموزاً هامة من بينهم كانوا أبداً باحثين وحواريين يجولون العالم بحثاً عن ما يعتقدون انه الحقيقة الإلهية ، وقد دخل الكثيرون منهم في المسيحية ، والإسلام حتى أنه يطلق الصابئون على من ينتقلون من دين إلى آخر ، أو يصبأون من دين إلى آخر ، وقد ذكر الصابئة في القرآن الكريم في ثلاثة مواقع :

    - " إن الذين آمنوا ، والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون "

    - " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "

    - " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد "

    ويعتقد الصابئة " المندائية " أن الخالق واحد ، أزلي ، أبدي ، لا أول لوجوده ، ولا نهاية له ، منّزه عن عالم المادة ، والطبيعة ، لا تناله الحواس ، ولا يفضي إليه مخلوق ، وأنه لم يلد ، ولم يولد ، وهو علة وجود الأشياء ، ومكونها ، ويلي الإله في المنزلة 360 شخصاً خلقوا ، ليفعلوا أفعال الإله ، إلا أنهم ليسوا آلهة ، ولكل منهم مملكة في عالم الأنوار .. ناداهم الله فخلقوا ، وتزوجوا بنساء من صنفهم ، وأصبح لهم أولاد ، وبنات ، ولكن نسلهم هذا ليس ثمرة زواجهم ، لأن الواحد منهم كان يلفظ كلمة معينة ، فتحمل امرأته فوراً ، وتضع واحداً منهم .. وهكذا .. ثم يعتقدون أن المخلوق الأول الذي خلقه الله كان شخصاً روحانياً ، يدعى الحي القديم ، وقد خلقه الله ، وخلق معه عوالم كثيرة ، مملؤة بالنفوس المقدسة ، ثم خلق الحي الثاني ، والثالث .. وتلك النفوس تنقسم حسب رتبهم بين عوام " لا يعرفون شيئاً " ، وملوك " يملكون السر العظيم " ، ثم خلق سبعة عوالم ظلام تستمد نورها من الشمس ، والأرض من جملة تلك العوالم السبعة ، أما هيئة الأرض فهي عندهم مدورة ، ثابتة غير متحركة ، ولها حركة خاصة ، وهي مقامة على هوائين ، خارجي ، وداخلي ، وتحت الأرض ماء انبسطت عليه ، فلما أتم الله خلق الأرض أنزلت الملائكة من عالم الأنوار بذوراً ، وأشجاراً ، وفتحت طريقاً للهواء ، ولماء الحياة .. وتتكون السماء من سبع طبقات تقع الشمس في الطبقة الرابعة ، والقمر في السابعة ، والأرض ، والسماء مركبتان من مادتين هما : الماء ، والنار ، وكذلك جميع المخلوقات الحيّة ، أمّا آدم ، فهو أول الرجال ، خلقه الله على صورته حيث أنزل جبرائيل إلى الأرض ، فخلقه من التراب ، وخلق من ضلعه الأيسر ، زوجته حواء ، ثم أنزل الروح القدس في جسمي آدم ، وحواء وأمر الملائكة أن يعلمّوا آدم كل ما في الدنيا من صنائع ، وحرف ، ومهن ، وأجراء المياه ، ووضع عدد السنين ، والأشهر ، والأيام ، والأوقات ، وغير ذلك ، وأنزلت عليه الكتب المقدسة ، التي فيها فروض العبادة ، ثم أمر الله ، ملائكة النار ، بالسجود لآدم فسجدوا ، إلا إبليس ، فلعنه الله ، وطرده من الجنة ، ثم جرى التناسل بين آدم ، وولده ..

    ولنشوء فكرة السر ، والعلن بين الصابئة ، أثر كبير ، فهم يرون أن لكل كائن ، وجودين : علني ، وسري ، وللكون ، أيضاً ، وجودان ، كون سري ، وكون علني ، هو الأرض ، وقد اعتمدوا على ذلك ، للتخلص من قضية زواج الأخوة في بدء الخليقة ، فقالوا بوجود آدم سري ، وآدم علني ، وأن لكل منهما ولد ، وبنت ، فجمع حبرائيل في العالم المنظور بينهما ، وزوج كل من الولدين بأخت الآخر ، ليتم التناسل البشري بطريقة مشروعة ، والصابئة تدعّي أنهم من أولاد آدم غير المنظور ، وابنة آدم المنظور ...

    وقد مر الصابئة بأدوار متعاقبة من " عبادة الأجرام " إلى " عبادة الأصنام" ، والرموز ، والأوابد ، إلى " التحليل ، والتعليل ، والفلسفة ، " إلى " يوحنا المعمدان وما بعده " ، ثم تفرقوّا بين أصحاب الروحانيات ، أو الهياكل ، أو الأشخاص ، أو الحيلولة ، على ما بينهم من فروق .. ، وصبأوا من دين إلى آخر .. حتى أن العرب أطلقت الصابئي على كل من اعتنق دين جديد ، بما في ذلك الذين انتقلوا إلى الدين الإسلامي الحفيف ..

    ( 130 )

    كان لابد من هذا الحديث عن الصابئة ، كمدخل للحديث عن الديانات السماوية الثلاث الأخيرة ، ذلك أن الديانات السماوية كانت ضمن السياق التاريخي لتطور الجماعات البشرية في الوطن العربي ، وتطور أفكارها ، وعقائدها ، ودياناتها ، وتلبية لحاجات التطور ، والتجاوز ، "الله أعلم حيث يجعل رسالته" ، فالجنة كانت على الأرض ، كما اعتقد العرب القدماء ، ومكانها تحديداً كان الخليج العربي قبل الطوفان ، حيث كان يجري فيه نهري دجلة والفرات ، وكانت المنطقة جنة غناء من عدن إلى أور ، وقد شهدت هذه المنطقة لقاء آدم ، وحواء ، وصراع قابيل ، وهابيل ، وهجرة أولادهما شمالاً ، وجنوباً ، وكذلك سلسلة الأنبياء إلى طوفان نوح ، ومن ثم إلى إبراهيم الخليل الذي حطم أصنام قومه ، وعبر بأسرته من أور في العراق ، إلى فلسطين ، إلى مصر ، ثم إلى فلسطين ، ثم إلى مكة ، مع ما رافق ذلك من صراعات ، وأحداث .. وهي ذات الموطن للجماعات البشرية العربية ، عشائر ، وقبائل ، وشعوب ، وحضر ، ومدر ، ووبر ، وبدو .. ونحن لسنا في مجال التفصيل ، أو الدخول في مماحكات مع أحد حول التفسير ، والتأويل ، فذلك القصّ متاح من مصادره لمن يريد ، كما أننا لن ندخل في الخلافات التي ينسبها المحدثون لأولاده من الأنبياء ، إسماعيل ، ويعقوب ، إلى يوسف ، وموسى ، إلى عيسى ، ومحمد عليهم السلام جميعاً .. فنحن نرى في تلك الرسالات التي حملوها إلينا كل متكامل جاءت في سياق واحد من التطور البشري وكل منها يتناسب مع واقع الحال في المرحلة التاريخية الخاصة ، به . ففي كل من تلك الرسالات ، فصل يتعلق بالمرحلة التاريخية المحددة ، لكل واحد منهم ، وفصل آخر يتعلق بالرؤية الاستراتيجية العقائدية ، ولهذا نقول أن ما يتعلق بالصراعات المرحلية ، قد انقضى بانقضاء أسبابها ، وظروفها ، وبانقضاء أجل أطرافها .. فالخصومة تنقطع بالوفاة ؟، أما ، ما يتعلق بالرؤية الاستراتيجية العقائدية ، فهذا ما يبقى للعمل به ، وهذا تحديداً ما يستدعي الحوار المعمق حوله ، والتنادي إلى كلمة سواء حوله ، والخلاف لا يفسد للود قضية . فقط ، نؤكد هنا أن الديانات السماوية التي حملها الرسل تنطلق من مبدأ أساسي متفق عليه ، وهو مقاومة الظلم ، فقصص الأنبياء جميعاً تبدأ ، وتنتهي بمقاومة الظلم ، والظالمين ، وبالتالي ، فإن المعيار الأساس للاتساق مع تلك الرسالات ، هو تحريم الظلم للآخر ، تحت أي اعتبار ، أو ظرف ، والتبرؤ من الظالمين من أي طرف ، ولأي طرف كان الانتماء ، وهذا يستدعي صياغة عقد إنساني لا يحرم الظلم بين بني البشر ، وحسب ، وإنما ينص صراحة على أن الظلم لا يبرر الظلم المضاد ، فالظلم يواجه بالعدل وإحقاق الحق .. ، وليس بالدعوة للثأر الهمجي ، ونؤكد ثانياً ، أن تلك الرسالات ، من حيث المكان ، والزمان متسلسلة نامية باتجاه العدالة الإنسانية ، والمساواة بين البشر ، وقد نصت الرسالة الختامية في القرآن الكريم على ذلك " الله اعلم حيث يجعل رسالته " وأكد ذلك الرسول الخاتم للأنبياء " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وهكذا جاءت النصوص صريحة في القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، أن الإسلام هو الرسالة الختامية ، لرسائل سبقته ، لها كافة مفاعيله ، وأحكامه ، ونؤكد ثالثاً ، أن محاولات تحديد بدايات للحق ، والعدل ، والصراع مع الباطل ، في مرحلة تاريخية معينة ، محاولات فاشلة ، فصراع الحق ، والباطل بدأ مع الإنسان ، وربما يرافقه إلى أيامه الأخيرة ، وفي الخطاب الديني السماوي ، بدأ منذ قابيل ، وهابيل .. واستمر عبر الزمان .. وهذا يستدعي تهذيب الخطاب الديني ، وتصويبه ، والكف عن القذف ، والرمي بالكفر للآخر ، والكف عن استخدام مصطلحات ترمي بالجهل المطلق على المراحل التاريخية لظهور هذا النبي ، أو ذاك .. يكفي هنا أن ندعو للتبصر في هذه الآية الكريمة من القرآن الكريم : " ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا .." .. ألا يعني هذا ، أنه قد سبق المؤمنين بالإسلام ، مؤمنين ...؟ ، وبالتالي ، فليس هناك عصر جاهلي ، وعصر إسلامي ، ففي العصر الذي يدعّون أنه "جاهلي" ، مؤمنين ، وغير مؤمنين ، وفي العصر الذي يسمونه إسلامي كذلك ، هناك مشركين بالله ، وجاهلين بالله .. ومؤمنين ، وتلك صفات تطلق على من تنطبق عليه ، في كل العصور .. ، ولا تطلق على عصر بعينه .. فهذا ظلم ، والله لا يحب الظالمين .

    ( 131 )

    دعونا نعود باختصار شديد إلى قصة الخلق في التوراة ، ننقلها من "سفر التكوين" بتصرف : " في البدء خلق الله السموات ، والأرض ، وكانت الأرض خالية .. وعلى وجه القمر ظلام . وقال الله " ليكن نور " فكان نور .. وفصل الله بين النور ، والظلام ، وسمىّ الله النور نهاراً ، والظلام ليلاً .. وقال الله "لتجتمع المياه التي تحت الأرض إلى مكان واحد ، وليظهر اليبس " ، فكان ذلك ، وسمى الله اليبس أرضاً ، ومجتمع المياه بحاراً .. وقال الله " لتنبت الأرض نباتاً " ، وقال الله " ليكن في جلد السماء نيرات تفصل بين النهار ، والليل ، وتشير إلى الأعياد ، والأيام ، والسنين " ، فتم خلق السماوات ، والأرض ، وجمع ما فيها ، وفرغ الله في اليوم السابع من عمله . واستراح . وغرس الرب الإله جنّة في عدن شرقاً ، وأسكن هناك آدم الذي جبله .. وأوصاه : "من جميع شجر الجنة تأكل وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها ، فيوم تأكل منها موتاً تموت" .. أوقع الرب الإله آدم في نوم عميق ، وفيما هو نائم أخذ إحدى أضلاعه ، وسد مكانها بلحم ، وبنى الرب الإله امرأة من الضلع التي أخذها من آدم ، فجاء بها إلى آدم ، فقال : هذه الآن عظم من عظامي ، ولحم من لحمي ... .، وكانت الحيّة التي أغرت المرأة للأكل من الشجرة فقالت لها : لن تموتا ، ولكن الله يعرف أنكما يوم تأكلان من ثمر تلك الشجرة تتفتح أعينكما ، وتصيران مثل الله تعرفان الخير ، و الشر .... إلى آخر القصة .، ثم كانت الوصايا العشر ، ومنها : "أنا الرب إلهك .. لا يكن لك آلهة سواي ..لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ، ولا صورة ... لا تسجد لها ، ولا تعبد ها .. لا تحلف باسم الرب إلهك باطلاً .. أذكر يوم السبت ، وكرسه له .. أكرم أباك ، وأمك .. لا تقتل ، لا تزن ، لا تسرق ، لا تشهد على غيرك شهادة زور ، لا تشته بيت غيرك ، لا تشته امرأة غيرك ، ولا عبده ، ولا جاريته ، ولا ثوره ، ولا حماره ، ولا شيئاً ممّا له .."

    وهنا لابد أن نقف عند الوعد الذي قطعه الرب مع إبراهيم في التوراة : " لنسلك أهب هذه الأرض من نهر مصر ، إلى النهر الكبير ، نهر الفرات " ، و الصهاينة يقرأون هذا الوعد ، على أنه وعد لليهود ، وهذا مجاف للحقيقة التي جاءت في التوراة ذاتها .. فمن ، هم ، نسل إبراهيم .. ؟ ، نعود إلى النص : " قالت ساراي لإبرام " الرب منع عني الولادة فضاجع جاريتي لعل الرب يرزقني منها بنين : فسمع إبرام لكلام ساراي فأخذت ساراي امرأة إبرام ، هاجر المصرية جاريتها ، وأعطتها لإبرام لتكون له زوجة ، وذلك بعد أن أقام بأرض كنعان عشر سنين فضاجع إبرام هاجر فحبلت فلما رأت أنها حبلت صغرت سيدتها في عينيها ...فأخت ساراي تذلهّا حتى هربت من وجهها ، ووجد ملاك الرب هاجر على عين الماء التي في طريق شور ، فقال لها " يا هاجر كثيراً أجعل نسلك حتى لا يحصى لكثرته " وأنت حبلى وستلدين ابناً فتسمينه إسماعيل ، لأن الرب سمع صراخ عنائك . فنادت هاجر ، الرب الذي خاطبها ، قائلة : " أنت الله الذي يراني " لأنها قالت : هنا حقاً رأيت الذي يراني ، لذلك سميت البئر بئر الحي الرائي ، وهي بين قادش ، وبارد ، وولد لإبرام ، وهاجر ابناً فسماه والده ، إسماعيل .. وتراءى الرب لإبرام ، وقال : أنا الله القدير .. فوقع إبرام على وجهه ساجداً ، وقال له الله : هذا هو عهدي معك تكون أباً لأمم كثيرة ، ولا تسمى إبرام بعد اليوم ، بل تسمى إبراهيم ، لأني جعلتك أباً لأمم كثيرة ، سأنمّيك كثيراً جداً ، وأجعلك أمماً ، وملوك ، من نسلك يخرجون .. أحفظ عهدي ، أنت ، ونسلك من بعدك ، جيلاً بعد جيل ، أن يختن كل ذكر منكم ، فتختنون الغلفة من أبدانكم .. وفي ذلك اليوم ، اختتن إبراهيم ، وإسماعيل ابنه .. ، وتفقدّ الرب سارة ، فحملت ، وولدت لإبراهيم ابناً في شيخوخته ، فسماه إسحق ، وختن ابراهيم اسحق ، ابنه كما أوصاه الله .. ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يلعب مع ابنها اسحق ، فقالت لإبراهيم " اطرد هذه الجارية ، وابنها .. فساء إبراهيم هذا الكلام ، لأن إسماعيل ابنه أيضاً ، فقال له الله : لا يسؤوك هذا الكلام على الصبي ، وعلى جاريتك .. فمضت هاجر تهيم في الصحراء .. وسمع الله صوت الصبي ، فنادى ملاك الله هاجر من السماء ، وقال لها : "مالك ياهاجر؟ لا تخافي سمع الله صوت الصبي ، حيث هو . قومي احملي الصبي ، وخذي بيده ، فسأجعله أمة عظيمة .. إلى آخر الرواية .. "

    لو أخذنا هذا النص ، كما هو بالضبط ، يتبين ما يلي :

    أولاً : إن الوعد كان لإبراهيم خليل الله ، ولنسله من بعده .

    ثانياً : إن نسل إبراهيم كان إسماعيل ، وإسحق .

    ثالثاً : لا يمكن تفسير هذا الوعد بأنه كان لأحد ولدي إبراهيم دون الآخر ..وإسماعيل أبو العرب ، وهاجر أمهم ، وهذا مهم للذين ينكرون عروبة الأقباط ، فالعرب جميعاً يحملون نصف جيناتهم على الأقل من هاجر القبطية ...

    يترتب على ذلك أن أي حديث عن وعد لأحفاد إبراهيم من امرأته سارة ، دون أحفاده من امرأته هاجر ، لا أساس له ، لا في التوراة ، ولا في أي كتاب سماوي .. ، وبالتالي فإن الحركة الصهيونية العنصرية مجردة من أي أساس ديني ..

    ( 132 )

    عندما اشتد الصراع القبلي ، بين أبناء يعقوب ، وبينهم وبين الآخرين ، وعصوا الأنبياء المتعاقبين ، وتحالف الكهنة ، مع قوى الاحتلال الروماني ، ومع الأغنياء ، على إفقار الناس ، والتمسك بالعنصرية العائلية ، ظهر السيد المسيح ، يحمل راية العدل ، والمساواة ، والانعتاق من العائلية القبلية الضّيقة ، إلى الإنسانية الرحبة ، ليقول في الإنجيل :" لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة ، وتعاليم الأنبياء ، ما جئت لأبطل ، بل لأكمل .. لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ، لأنه ، إما أن يبغض أحدهما ، ويحب الآخر ، وإما أن يتبع أحدهما ، وينبذ الآخر ، فأنتم ، لا تقدرون أن تخدموا الله ، والمال .. لا تدينوا ، لئلا تدانوا ، فكما تدينون ، تدانون ، وبما تكيلون ، يكال لكم ، لماذا تنظر إلى القشة في عين أخيك ، ولا تبالي بالخشبة في عينك ؟ عاملوا الآخرين ، مثلما تريدون أن يعاملوكم ، هذه هي خلاصة الشريعة ، وتعاليم الأنبياء .. الويل لكم يا معلمي الشريعة ، والفريسيون المراؤون ، تغلقون ملكوت السماوات في وجوه الناس ، فلا أنتم تدخلون ، ولا تتركون الداخلين ، يدخلون ، الويل لكم يا معلمي الشريعة ، والفريسيون المراؤون ، تأكلون بيوت الأرامل ، وأنتم تظهرون أنكم تطيلون الصلاة ، سينالكم أشد العقاب ، الويل لكم يا معلمي الشريعة والفريسيون المراؤون تبنون قبور الأنبياء ، وتزينّون مدافن الأتقياء ، وتقولون لو عشنا في زمن آبائنا لما شاركناهم في سفك دم الأنبياء ، فتشهدون عل أنفسكم ، بأنكم أبناء الذين قتلوا الأنبياء ، فتممّوا انتم ما بدأ به آباؤكم .. ما أصعب دخول الأغنياء إلى ملكوت الله .. ياأبنائي ، ما أصعب الدخول إلى ملكوت الله ، فمرور جمل في ثقب إبرة ، أسهل من دخول الغني إلى ملكوت الله .. "

    فتشاور جميع رؤساء الكهنة ، والحاكم الروماني ، وتآمروا على يسوع المسيح ، ليقتلوه ، ثم قيدهّ الكهنة ، وأخذوه ، وسلموه إلى الحاكم بيلاطس . فجلده ، وأسلمه ليصلب .. وسواء صلب ، أو شبه لهم ، فإن النتيجة واحدة ، موضوعياً ، لأن الذين قالوا بصلبه ، يرددون الآن ، كل يوم " أنه قام ، حقاً قام " من بين الأموات ..

    ( 133 )

    بغياب المسيح ، وتفرق حوارييه في كافة الاتجاهات ، تفاقمت الأوضاع الاجتماعية ، ولم يحّد من ذلك ، أن إمبراطور الفرنجة اعتنق المسيحية استجابة لنصيحة أحد مستشاريه تثبيتاً لدعائم سلطته ، وليردد الله واحد ، الامبراطور واحد ، وتفاقمت النزاعات حول طبيعة السيد المسيح ، طبيعة واحدة ، أم طبيعتين ، وتعددت الكنائس نسطورية ، يعقوبية ، أرثوذكسية ، كاثوليكية ، بروتستانتية ، وإلى آخر الطوائف التي ظهرت حتى الآن ..

    لم يكن الصراع دينياً بحتاً ، كان في الأساس صراع سياسي اجتماعي تحرري ، كانت الكنائس العربية في مصر ، والشام ، والعراق ، وأرتيريا ، ونجران ، ونصارى الجزيرة العربية ، وفلسطين ، تنشد التحرر من الظلم ، والسيطرة ، والاحتلال الأجنبي ، والتمسك بتعاليم الحرية ، والتسامح ، والانعتاق من طغيان العنصرية ، والمال ، تلك المباديء التي قضى السيد المسيح على محرابها ، فالجماعات البشرية التي كانت تنزاح في المنطقة العربية ، من الغرب إلى الشرق ، ومن الجنوب إلى الشمال ، تجد نفسها محاصرة ، باحتلال الروم من الغرب ، والشمال ، ولم يغيّر اللبوس الديني الجديد ، شيئاً من طغيان القياصرة ، كما أن إعلان الولاء من قبل القبائل ، والجماعات البشرية العربية في المشرق العربي ، للفرس لم يخفف من طغيان الأكاسرة ، ولم يكن أمام القبائل ، والجماعات العربية ، إلا إعلان الولاء لقوى الهيمنة الخارجية ، التي باتت تتدخل حتى في اختيار رؤساء العشائر ، والقبائل ، وتقوم بتعيين الحكام ، الفرس يتحكمون بالجماعات البشرية العربية في العراق ، والخليج ، والبحرين ، واليمامة ، ويتناوبون حكم اليمن مع الأحباش ، والروم يتحكمون بالجماعات البشرية في بر الشام ، ومصر ، ولوبيا والمغرب العربي .. في هذا الوقت كانت هناك مساحة عربية عصّية على السيطرة الأجنبية ، وهي مكة ، وإلى حد ، ما ، يثرب ، في الجزيرة العربية ، كانت مكة قد تحولت قبلة للاجئين السياسيين ، والدينيين الهاربين من الطغيان ، وتحولت بطاح مكة إلى خليط من جماعات بشرية متعددة الأرومات ، من اليمن ، والشام ، ومصر ، والمغرب .. بل ، وحتى من المتمردين على الطغيان في بلاد فارس ، وبلاد الروم ، وبلاد الأحباش ، من سلمان الفارسي ، إلى صهيب الرومي ، إلى بلال الحبشي ، وكانت حركات التململ قد بدأت تظهر في حيرة المناذرة ، وبصرى الغساسنة ، وزنوبيا تدمر .. وابنة خالتها كليوباترة مصر ، ثم أخذ التمرد شكلاً أكثر تبلوراً مع وقفة حنظلة الشهيرة في "ذي قار" عندما تحدى رؤساء القبائل ، والعشائر الذين كانوا قد قرروا الهروب من وجه جيوش الفرس فتحّداهم أنه سيواجههم ، ولو بمفرده مع عائلته ، وأولاده ، فاضطروا للصمود ، وكانت موقعة "ذي قار" الشهيرة ، التي تجاوز فيها العرب تشكيلاتهم القبلية ، إلى الوحدة المجتمعية ، وكان ذلك أهم الدروس بأن طريق العرب إلى الحرية يمر عبر تجاوز العلاقات ما قبل القومية ، إلى وحدة الأمة ، ثم كانت محاولة أبرهة الحبشي هدم الكعبة ، ومن ثم حلف الفضول .. إلى تفاصيل لا يتسع لها المقام هنا .. هذا كله شكل الحاضنة الواقعية " الأرضية " ، لتلقي رسالة السماء ، التي كلف بتبليغها ، محمد بن عبد الله .. بن .. بن إسماعيل .. بن إبراهيم .. ، "والله أعلم حيث يجعل رسالته" ، وكيف ؟ ، ومتى ؟ ، وكادت مارية القبطية ، تكررها ثانية ، فقد ولدت لمحمد بن عبد الله ، ابنه إبراهيم ، لكن لله ، حكمته ..!

    ( 134 )

    لقد كانت الرسالة الجديدة استكمالاً للرسالات السماوية السابقة ، بل ، واستكمالاً للنسغ الإيجابي في التاريخ العربي ، والإنساني الذي يضخ العدالة ، والمساواة ، والأنسنة ، والحضارة ، في مواجهة التوحش ، والظلم ، حتى أن ذلك اعتبر من مصادر أصول الفقه تحت عنوان ( شرع من قبلنا ) .. و كانت الرسالة الجديدة ، بالإضافة إلى بعدها الديني ، العقائدي ، استجابة واقعية ، لحاجات أرضية ملحة للإنسان ، خليفة الله على الأرض ، في دنيا العرب .. و تضمّنت حلولاً ، لمشلات الفرقة ، والتعصب القبلي ، لتجاوز الأوضاع التي ثبت عجزها في مواجهة الظروف المستجدة ، والحصار المطبق من سائر الجهات ، وبالتالي لابد من الانتقال بالجماعات البشرية من العشائرية ، والقبلية ، والشعوبية ، إلى الأمة الواحدة ، والوطن الواحد ..

    ورغم أن الرسالة الجديدة جاءت في سياق الرسالات السماوية السابقة عليها ، إلا أنها تميّزت بتجريد ، يكاد يكون مطلقاً ، فالله الذي تصارع مع يعقوب ، وبث قبساً من روحه في مريم العذراء أطل في الرسالة الجديدة مجرداً من الصفات التي يعرفها البشر ، وبالتالي لا يمكن تصويره ، أو تشبيهه بالحجر ، أو بالبشر ، أو بأي شكل آخر ، وبالتالي فهو منّزه عن التجسيد ، في بشر ، أو حجر ، أو هيكل ، والرسول الذي حمل رسالته " ليس إلا بشراً مثلكم " ، مثلكم تماماً ، يمارس حياته ، يولد ، ويتزوج النساء ، وعندما ينقضي أجله ، يموت ، فقط ، يتميز ، بميزة وحيدة ، هي أنه مكلف بإيصال الرسالة التي يوحى بها إليه على فترات زمنية متوالية ، إلى البشر ، وحسب الحاجة ، والأهم من ذلك ، أنه خاتم النبيين ، أي أنه ، إيذان من الله سبحانه وتعالى ، أن الخطاب الإلهي المباشر ، للبشر ، قد انقطع بعد ذلك ، وأن على بني البشر ، أن يتدبّروا أمورهم ، اعتباراً من ذلك التاريخ ، على مسؤوليتهم الشخصية ، في الدنيا ، والآخرة ، لذا ، كان الرسول عندما يسأل عن أمور تتعلق بالغيب ، والماورائيات ، وماذا يحدث بعد الموت ، كان يجيب بذلك الجواب البالغ الدلالة : " الله أعلم " ، ذلك المصطلح الذي أخذه عنه الفقهاء الأولون . حيث كانوا يختتمون أي حديث لهم ، أو أي رأي ، ب " والله أعلم " واستمر ذلك في عصور النهوض ، والتوحد ، والاجتهاد .. لكن عصور الانحطاط ، والفتن التي تلت ، أنتجت نماذج من المدعيّن ، والحكام ، يرفعون أصابعهم في وجوه الناس ، ويدعّون أنهم يعلمون سر الأسرار ، ويفتون شرقاً ، وغرباً ، بأحكام قطعية ، تنال من جوهر الرسالة ..

    إن السيرة العطرة ، للرسول خاتم الأنبياء ، تنبئ أن الهدفين ، السماوي ، والأرضي ، كانا متلازمين ، والمعارك مع المشركين ، والقبلية ، والعنصرية في مكة ، والمدينة ، والطائف ، وبلاد العرب ، كانت لتحضير ساحة المعركة ، وتوحيد الشعوب ، والقبائل ، لتحرير الأرض العربية من الغزاة ، لذا كان يصفح ، ويسامح ، ويتجاوز أشد الإساءات إيلاماً ، يتجاوز تهجيره من مكة ، ويتجاوز أن تلوك هند بنت عتبة كبد عمّه حمزة ، ويناشد أصحابه المحاصرين في يثرب أيام حصار الأحزاب ، إني أراكم في القصور الحمر في القسنطينية ، وفي القصور البيض في المدائن ، وفي قصور اليمن ، ويدخل مكة ، ويقول : أذهبوا فأنتم الطلقاء ، ويفك الحصار عن الطائف ، ليعود إلى المدينة ، ويجهّز الجيش الذي توحدت فيه قبائل العرب ليدفعه إلى الشام ، والعراق تحريراً للأرض العربية من الفرس ، والروم .. وتكون كلماته الأخيرة على فراش الانتقال إلى دار الحق ، لا تتعلق بالخلافة ، ولا بمن يحكم بعده ..

    هل بات الجيش جاهزاً ..؟! .. هل تحرك الجيش ..؟!

    ( 135 )

    أخيراً ، لنقف قليلاً ، عند قصة الخلق في الرسالة الختامية ، مقارنة مع ما جاء في الرسالات السابقة ، جاء في القرآن الكريم : ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم * وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون * وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيثما شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فأذلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا أهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين * فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم * وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ..* لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم * الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يبتغون ما أنفقوا مناً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون * نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل ، من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام * ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون * ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم * ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً * ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً حكيماً * بشر المنافقين بان لهم عذاباً أليماً * لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً * إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً ، أولئك هم الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً " .. دعونا نقول ، في ختام هذه الفقرة ، كم هو هام جداً قراءة الكتب السماوية ، بعيداً عن الطقوس ، قراءتها بعمق ، وعلم ، وتتبع أسباب النزول .. بالتزامن مع السيرة النبوية للرسل . لنتأمل فقط الآيتين الأخيرتين ، كم يكره الله الجهر بالسوء ، لكن الظلم مكروه أكثر بما لا يقاس ، ثم أن التفريق بين الأنبياء ، يستدعي العذاب المهين ..

    إذا كان ما تقدم ، استعراض سريع ، وباختصار شديد ، لجوهر رسالات السماء فماذا يقول العلماء عن التكوين ، وتحولاته ، والتاريخ البشري ، وتطوره .. ؟!

    ( يتبع.... البيان ... " 26 " ... )



    E-mail:habib.issa@yahoo.com


      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 2:02 pm