منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    دور التناص في تشكيل المعنى

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    دور التناص في تشكيل المعنى Empty دور التناص في تشكيل المعنى

    مُساهمة   الإثنين يناير 18, 2010 1:01 pm


    دور التناص في تشكيل المعنى الشعريقراءة في ديوان (حدادا على ما تبقى) لعبد الرزاق الربيعي د. سعد التميمي

    تبقى تقنية التناص من الركائز ا لأساسية في عملية تشكيل المعنى الشعري فهي تعكس ثقافة الشاعر وقدرته على التفاعل مع محيطه الثقافي بشكل عام والشعري بشكل خاص ،فالنص الإبداعي لا يمكن ان يخلق من فراغ بل من مجموعة ترسبات اختزنتها الذاكرة فأعادت صياغتها بشكل جديد لتعبر عن فكرة ما صادفت المبدع ، ومن الشعراء الذين وظفوا هذه التقنية بشكل واسع ومتقن عكس جانبا مهما من مرجعيتهم الثقافية الشاعر عبد الرزاق الربيعي، ومما يميز هذه التقنية في شعر ه عموما وفي ديوانه (حدادا على ما تبقى) خصوصا القدرة الكبيرة في تحرير التناص من سياقه القديم وصهره في سياق القصيدة بحيث يأخذ شكلا جديدا مع الاحتفاظ بجوهره ، وتتجسد هذه القدرة أيضا في جعل المعنى المسبوك بالتناص أكثر جمالية وتعبير عن هموم وانفعالات الشاعر فضلا عن قدرته الفائقة في التأثير في المتلقي واستفزازه ، إذ يلاحظ القارئ لشعر الربيعي أنه يخلط الألوان ونعيد تشكيلها ليخلق منها صورا غير مألوفة تؤثر في المتلقي رغم غرابتها أحيانا ، ولكن هذه الغرابة لا تصل حد الانغلاق ، فالمعنى فيها يتشكل من خلال علاقات تركيبية غير منطقية وذلك لأن الحطاب الشعري يتطلب ذلك فغايته الجمال ، ومن القصائد التي تقوم بشكل كامل على التناص قصيدة ' مقتطف طوق الهدهد ' التي يقول فيها وحينما أضرت الأشواق في هيكلهِوأوجس الهدهدُ في جولتهِ أنباء صدّيقة عرش الشمسِنبّ طائر من جندهِ :- أمهل جناحيّ نهاراً مفرداوقال عفريت :- سآتيك بها وعرشها من قبل أن يرتدّ طرفك الجليليا مولاي.....لكنه قال لهم :- وهو يلف مغزل الكلام –- سوف تعود في نهاية المطافمن تلقاء تيههاوبعد أن يقرصها الصقيعوالصواعق الرملية الكثيفةإثر ذبول الشمس فالشاعر يفيد من قصة سليمان (ع) لكنه لم ينقل أحداث هذه القصة بشكل مباشر من القرآن الكريم بل يأخذ جوهرها ويعيد تشكيله بالطريقة التي يعبر من خلالها عما يحيط به من أحداث واقعية وما يسكن في داخله من مشاعر وانفعالات ليجعل من عباراته وجمله الشعرية ذات طاقة تعبيرية وإيحائية عالية تتطلب الإبحار في الخيال أحيانا للوصول إلى الغاية والهدف ، ففي القصيدة المذكورة التي يوظف فيها الشاعر السرد مع التناص ، يحاول أن يخلق بعض المفارقات الدلالية التي تحرر التناص من سياقه القرآني وتصهره في سياقه الشعري وهذا ما نجده في التركيب الإضافي 'مغزل الكلام ' فضلا عن إسناد الفعل ' يقرص ' للصقيع ووصف الصواعق بالرملية وإضافة الذبول للشمس كل هذه التراكيب يكسر فيها الشاعر القواعد المنطقية ويبتعد فيها عما هو مألوف ليفاجئ المتلقي بصور تحتاج إلى التأويل للوصول إلى أسرارها الجمالية ، وطاقتها الدلالية ويستمر الشاعر بعد ذلك في ضخ الصور القائمة على المفارقة بغية الابتعاد بشكل أو بآخر عن الإطار الأولي للتناص إذ يقول في المقطع الثاني من هذه القصيدة :وأوقدت مواسم الخريففي لحيته البيضاءأشجاراً من الشموعوالنيازك الثلجيةوراح مغزل الكلام يفتق النسيجكلما ينمو بساط الوقت ففي هذا المقطع يكثف الشاعر من الصور القائمة ع7لى المفارقة الدلالية مع بقائها في فلك التناص الذي وظفه الشاعر في بداية القصيدة والذي اختار فيه قصة النبي 'سليمان ' (ع) مع الملكة بلقيس للتعبير عن مشاعر الحب للمرأة فيتلبس الشاعر أو غيره قناع النبي'سليمان ' (ع) وتلبس المرأة قناع الملكة بلقيس فهو يسند الفعل 'أوقد ' للمرأة قناع المملكة بلقيس فهو يسند الفعل 'أوقد ' للمرأة التي اتخذت صورة 'بلقيس' ويعمل هذا الفعل في مواسم الخريف ، ويشير بهذا الخريف إلى خريف العمر الذي بدأ الشاعر يحس به وتتوالى الصور في قوله 'أشجارا من الشموع ' و'النيازك' الثلجية ' فضلا عن إسناد الفعل 'يفتق ' إلى مغزل الكلام وكذلك إضافة كلمة 'بساط ' إلى الوقت ، وتبقى المفارقة الدلالية جنبا إلى جنب مع التناص في

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 6:58 am