منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    السيميائية

    أروى55
    أروى55


    عدد المساهمات : 235
    تاريخ التسجيل : 07/10/2009
    العمر : 31

    السيميائية Empty السيميائية

    مُساهمة  أروى55 السبت يناير 23, 2010 11:24 am



    السيميوطيقا ( السيميائية ) semiotics) وتعني لا ليست دراسة حية

    دراسةكذابين حياة العلامات اللغوية وغير اللغوية في النصّ دراسة منتظمة،
    وينطلق من التركيز على العلاقة بين الدّال والمدلول، وهو من هذه الوجهة لا
    يكاد يختلف عن المنهج البنيوي سوى في أنه يهتمّ بالإشارات غير اللغوية
    التي تحيل على ما هو خارج النصّ بما في ذلك الدال والمدلول والمرجع.
    ويعرفها البعض بأنها علم توظيف الدلالات والرموز لكشف حقائق أو بيانات لم
    يكن يرغب من يكتبها في الإفصاح الكامل عنها ، وهى مشتقه من كلمة يونانية
    بمعنى (دل ) والمتولدة هي الأخرى من كلمة بمعنى العلامة . والتغير الدلالي
    هو التغير في المعنى ، والقيمة الدلالية لكلمة تكمن في معناها ومن هنا
    فالسيميائية تولي أهمية لدراسة الرموز والإشارات وأنظمتها حتى ما كان منها
    خارج اللغة التي تشكل الحيّز الداخلي للخطاب . ويعود التفكير السيمائي إلى
    عصور سحيقة ، منذ أيام الرواقيين ، بوصفهم أول من كشف عن وجهي العلامة (
    الدال والمدلول ) فقد تنبهوا إلى أن الاختلاف بين أصوات اللغة ، إنما هو ،
    في حقيقته ،اختلاف شكلي ظاهري لمعان أو مرجعيات متشابهة في الجوهر( ) .
    ولكن ؛ لم يظهر الاتجاه السيميائي بوصفه منهجاً نقدياً ؛ إلا مع الستينات
    من القرن العشرين؛ وذلك بعدما أخذت البنيوية في الانحسار نتيجة انغلاقها
    على النصّ، وإلغائها لكل الملابسات والسياقات المتصلة بفضائه الخارجي. وقد
    ساعد على بروزه عدّة عوامل كان أهمّها ظهور جماعة "كما هو" (Tel.. quel)
    التي تأسست في باريس سنة 1960م على يد الباحث فليب سولرز (F/Sollers)،
    وتمثلت في منطلقها الاتجاه الماركسي ثمّ انتهت إلى التصوف والتفكير
    الديني. كما تبلورت مع ظهور "الجمعية الأدبية للسيمياء" سنة 1969م، حين
    أصدرت مجلتها الدورية "سيمياء" بباريس، واستقطبت نخبة من الباحثين أمثال
    جوليا كريستيفا (J/Kristeva) من فرنسا، وأمبرتو إيكو (Umberto Eco) من
    إيطاليا، ويوري ليتمان (Y. Lotman) من روسيا، وسيبوك (sybock) من أمريكا
    وغيرهم.‏

    أما سوسير ، بوصفه ممثلا لتيار السيمياء المعاصرة ، فقد استعمل
    السيميولوجيا ،على أنها العلم العام بدراسة جميع الأنظمة الدالة التي تشكل
    اللسانيات (lingustics ) فرعا منه ، وإن كانت أهم فروعه ، يقول سوسير
    يمكننا أن نتصور علما موضوعه دراسة حياة الإشارات في المجتمع ، مثل هذا
    العلم يكون جزءا من علم النفس الاجتماعى وهو بدوره جزء من علم النفس العام
    ، وسأطلق عليه علم الإشارات semioilgy ) السيميولوجيا ،ويوضح علم الإشارات
    ماهية مقومات الإشارات وماهية القواعد التي تتحكم فيها ، ولما كان هذا
    العلم لم يظهر إلى الوجود ، إلى حد الآن ، لم يكن التكهن بطبيعته وماهيته
    ، ولكن له حق الظهور فعلم اللغة هو جزء من علم الإشارات العام والقواعد
    التي يكتشفها هذا العلم يمكن تطبيقها على علم اللغة ويحتل العلم الأخير
    مكانة محددة بين كتلة الحقائق الانثروبولوجية. فالسيمياء ، إذن ، بمفهومها
    العلمى الواسع تعنى بالعلامة ، وتتم عنايتها هذه في مستويين :

    المستوى الأنطلوجى (ontological) الذي يعنى بماهية العلامة ووجودها
    وطبيعتها وعلاقتها بالأشياء الأخرى . المستوى التدأولى (pragmatics ) :
    الذي يعنى بفاعلية العلامة وبتوظيفها في الحياة العملية . ويكتشف هذا
    التصنيف أن السيمياء اتجهت اتجاهين لا يناقض أحدهما الأخر ، ونستطيع القول
    بأنهما متكاملات ، فالأو يحأول تحديد ماهية العلامة ودراسة أركانها
    ومكوناتها ويعد بيرس أصلا لهذا الاتجاه ، وبينما أنصب اهتمام الاتجاه
    الثاني على دور العلامة في عمليات الاتصال الذي يعد سوسير اصله الأساسى .
    لا مراء في أن هذا التصنيف قد أبرز الطبيعة التكاملية لهذين الاتجاهين وفي
    الوقت نفسه كشف عن اختلافهما على صعيد وظيفة كل اتجاه ، فطبيعة عمل بيرس
    الشاملة تقوم ، على تأكيد كل أنواع العلامات الموجودة في الحياة ، وقدبين
    أنه " كل فكرة إنما هى علامة ) موسعا بذلك ، من مفهوم العلامة إلى سائر
    ميادين الفكر الإنسانى ، أما سوسير فتنطلق سيميولوجيته في تصور نظام جديد
    للحقائق البشرية تتشكل اللسانيات بوصفها العلم الذي يعنى بدراسة العلامات
    اللغوية فرعا منه . لكن له خصوصيته وأهميته الناشئة من أهمية اللغة ودروها
    في الأنظمة السيميائية المختلفة . فما هو ثابت أن التفكير السيميائى قد
    اقترن منذ البداية بالعلامة اللغوية .فباللغة واللغة فقط ، نستطيع تفسير
    كل الأنظمة السيميائية ،كما تقول بنفست ، محددا النظام السيميائى اللغوى ،
    ويقوم ، وأيضا بتقديم تحديد آخر للنظام السيميائى العام مشترطاً القدرة
    على كون الدلالة Gignificance سمة معيارية تجتمع عندها جميع الأنظمة
    السيميائية( ) ، فالنظام السيميائى يتميز عنده بالخصائص الآتية . كيفية
    تأدية الوظيفة ، أى الطريقة التي يعمل بها النظام ، ولا سيما الحواس التي
    يخاطبها ، مجال صلاحيته ، أى المجال الذي يفرض النظام نفسه فيه بحيث
    التعرف عليه وإتباعه . طبيعة علاماته وعددها ، التي ترتهن بالشروط السالفة
    . نوعية توظيفه ، ونلاحظ ذلك من خلال العلاقة التي تربط بين العلامات
    فتمنح كل علامة وظيفة فارقة distinctive أو مستقلة عن الآخريات .


    وتنقسم السيميوطيقا الي عدة اقسام منها :-

    - علم الدلالة (semantics) : الذي يعنى بدراسة العلاقة التي تربط ما بين العلامات والموضوعات التي تطبق عليها هذه العلامات .


    - علم التركيب Syntectics أو دراسة علاقة الكلمات بالكلمات الأخرى والرموز
    بالرموز الأخرى ، فعلى هذا النحو يشمل علم التركيب ـ بحسب موريس ـ القواعد
    ( grammar ) ، والتركيب Syn) ( tex ، والمنطق Logic ) بعبارة ثانية كل
    قواعد الأنظمة الرمزية .

    - التدأولية pragmatics وهى دراسة العلاقة التي تربط الكلمات والرموز
    الأخرى والسلوك الإنسانى متضمنة أثر وفاعلية هذه الكلمات والرموز على
    الكيفية التي نعمل بها(

    وراجع أيضاً :

    - Allen ، A . H . : suggestion on the preparation of Manuscript . ( Philadelphia : lefax, 1919 .

    - Brinton ، W . C . Graphic Methods of presenting Facts
    ( New York Engineering Magazine Co . ، 1919 )

    - Campbell ، W . G . : A From Book for thesis Writing
    ( Boston : Houghton – Miffin Co . ، 1939 ) .

    - Cole ، A . H . and Bigelow . K . W . : A Manual For thesis ، writing.
    - Dimnet ، E . ، : The Art of thinking .
    ( New York : simon and Schuster ، 1928 ) .
    - Jacques derrida, writing and difference U. S. A: The university of chicago press 1978

    - Johnson ، A . : the Historian and Hostorical Evidence
    ( Charles Scribner’s Sons ، 1928 ).

    - Mudgett. B . D . : statistical Tables and Graphs
    ( Boston : Houghton Miffin Co., 1930 ) .

    - Seward ، S. S. : Note – Taking ( Boston : Allyn and Bacon 1910 ).
    - Seyfried j . E . : principles and Michanics of Research .
    ( The university of New Mexico press 1935) .

    - Valline ، G . H. : Good English and How to write in
    ( PAN – Books ، London ، 1951).

    - Whitney . F. L . : Elements of Research .
    ( New York . Prentic – Hall ، Inc ., 1937 ) .

    تم الاسترجاع من "http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%8A%D9%88%D8%B7%D 9%8A%D9%82%D8%A7"

































    السيميائية User_online











    السيميائية Quote













    السيميائية Fraanah_0400 السيميائية Fraanah_0600 السيميائية Fraanah_0800





    عبدالله الشلاقي
    مشاهدة ملفه الشخصي
    إرسال رسالة خاصة إلى عبدالله الشلاقي
    البحث عن المشاركات التي كتبها عبدالله الشلاقي



























    السيميائية Fraanah_080 السيميائية Fraanah_060 السيميائية Fraanah_040


    السيميائية Post_old
    12-09-2008, 02:50 PM



    #33




    عبدالله الشلاقي
    vbmenu_register("postmenu_346120", true);




    مشرف منتدى الديوان







    السيميائية Image













































    السيميائية Icon1











    وهنا لكم ايضا من ويكبيديا الحرة عن (السيميولوجيا)

    مفهوم السميولوجيا وخطواتها المنهجية: السيميولوجيا هو علم العلامات أو
    الإشارات أو الدول اللغوية أو الرمزية سواء أكانت طبيعية أم اصطناعية،
    ويعني هذا أن العلامات إما يضعها الإنسان اصطلاحا عن طريق اختراعها
    واصطناعها والاتفاق مع أخيه الإنسان على دلالاتها ومقاصدها مثل: اللغة
    الإنسانية ولغة إشارات المرور، أو أن الطبيعة هي التي أفرزتها بشكل عفوي
    وفطري لادخل للإنسان في ذلك كأصوات الحيوانات وأصوات عناصر الطبيعة
    والمحاكيات الدالة على التوجع والتعجب والألم والصراخ مثل: آه، آي.....

    وإذا كانت اللسانيات تدرس كل ماهو لغوي ولفظي، فإن السيميولوجيا تدرس ما
    هو لغوي وماهو غير لغوي، أي تتعدى المنطوق إلى ماهو بصري كعلامات المرور
    ولغة الصم والبكم والشفرة السرية ودراسة الأزياء و طرائق الطبخ. وإذا كان
    فرديناند دو سوسير F.De.Saussure يرى أن اللسانيات هي جزء من علم الإشارات
    أو السيميولوجيا ٍSémiologie ، فإن رولان بارت R.Barthes في كتابه" عناصر
    السيميولوجيا" يقلب الكفة فيرى بان السيميولوجيا هي الجزء واللسانيات هي
    الكل. ومعنى هذا أن السيميولوجيا في دراستها لمجموعة من الأنظمة غير
    اللغوية كالأزياء والطبخ والموضة والإشهار تعتمد على عناصر اللسانيات في
    دراستها وتفكيكها وتركيبها . ومن أهم هذه العناصر اللسانية عند رولان بارت
    نذكر: الدال والمدلول،واللغة والكلام، والتقرير والإيحاء، والمحور
    الاستبدالي الدلالي والمحور التركيبي النحوي.

    وإذا كان الأنگوسكسونيون يعتبرون السيميولوجيا إنتاجا أمريكيا مع شارل
    ساندرس ﯧيرس Perce في كتابه" كتابات حول العلامة"، فإن الأوربيين
    يعتبرونها إنتاجا فرنسيا مع فرديناند دوسوسير في كتابه " محاضرات في علم
    اللسانيات" سنة 1916م. وإذا كانت السيميولوجيا الأمريكية مبنية على المنطق
    وفلسفة الأشكال الرمزية الأنطولوجية ( الوجودية) والرياضيات، فإن
    السيميولوجيا الفرنسية مبنية على الدرس اللغوي واللسانيات.

    وإذا كان مصطلح السيميولوجيا يرتبط بالفرنسيين وبكل ماهو نظري وبفلسفة
    الرموز وعلم العلامات والأشكال في صيغتها التصورية العامة ، فإن كلمة
    السيميوطيقا الأمريكية Sémiotique قد حصرها العلماء في ماهو نصي و تطبيقي
    و تحليلي. ومن هنا يمكن الحديث عن سيميوطيقا المسرح وسيميوطيقا الشعر
    وسيميوطيقا السينما. وعندما نريد الحديث عن العلامات علميا أو نظريا أو
    تصوريا نستخدم كلمة السيميولوجيا Sémiologie.

    وتتعدد الاتجاهات السيميولوجية ومدارسها في الحقل الفكري الغربي، إذ يمكن
    الحديث عن سيميولوجيا بيرس، وسيميولوجيا الدلالة، وسيميولوجيا التواصل،
    وسيميولوجيا الثقافة مع المدرسة الإيطالية ( أمبرطو إيكو Eco وروسي لاندي
    Landi)، والمدرسة الروسية" تارتو Tartu" ( أوسبنسكي Uspenski ويوري لوتمان
    Lotman وتوبوروڤ Toporov وإڤانوڤ Ivanov وبياتيگورسكي Pjtigorski )،
    ومدرسة باريس السيميوطيقية مع جوزيف كورتيس Cortés وگريماس Greimas وميشيل
    أريفي M.Arrivé وجان كلود كوكيه Coquet وكلام Calame وفلوش Floche
    وجينيناسكا Geninasca وجيولتران Gioltrin ولوندوڤسكي Landovski ودولورم
    Delorme، واتجاه السيميوطيقا المادية التي تجمع بين التحليلين: النفسي
    والماركسي مع جوليا كريستيڤا J.kréstiva، ومدرسة ليون التي تتمثل في جماعة
    أنتروڤرن Groupe d'Entroverne، ومدرسة إيكس AIXمع جان مولينو J.molino
    وجان جاك ناتيي J.Natier التي تهتم بدراسة الأشكال الرمزية على غرار فلسفة
    إرنست كاسيرر Cassirer . ولكن على الرغم من هذه الاتجاهات العديدة يمكن
    إرجاعها إلى قطبين سيميولوجيين وهما: سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا
    الدلالة. إذاً، ماهي منهجية التحليل السيميوطيقي؟

    2- خطوات المنهج السيميولوجي: قلنا سابقا إن السيميولوجيا علم الدوال
    اللغوية وغير اللغوية ، أي تدرس العلامات والإشارات والرموز والأيقونات
    البصرية. كما تستند السيميولوجيا منهجيا إلى عمليتي التفكيك والتركيب (
    تشبه هذه العملية تفكيك أعضاء الدمية وتركيبها) على غرار البنيوية النصية
    المغلقة. و نعني بهذا أن السيميوطيقي يدرس النص في نظامه الداخلي البنيوي
    من خلال تفكيك عناصره وتركيبها من جديد عبر دراسة شكل المضمون وإقصاء
    المؤلف والمرجع والحيثيات السياقية والخارجية والتي لا ننفتح عليها إلا من
    خلال التناص لمعرفة التداخل النصي وعمليات التفاعل بين النصوص وطبيعة
    الاشتقاق النصي وتيئير الترسبات الخارجية والمستنسخات الإحالية داخل النص
    المرصود سيميائيا.

    وعليه، فالسيميوطيقا هي لعبة التفكيك والتركيب تبحث عن سنن الاختلاف
    ودلالاته. فعبر التعارض والاختلاف والتناقض والتضاد بين الدوال اللغوية
    النصية يكتشف المعنى وتستخرج الدلالة. ومن ثم، فالهدف من دراسة النصوص
    سيميوطيقيا وتطبيقيا هو البحث عن المعنى والدلالة و استخلاص البنية
    المولدة للنصوص منطقيا ودلاليا.

    ونحصر منهجية السيميوطيقا في ثلاثة مستويات وهي:

    أ- التحليل المحايث: ونقصد به البحث عن الشروط الداخلية المتحكمة في تكوين
    الدلالة وإقصاء كل ماهو إحالي خارجي كظروف النص والمؤلف وإفرازات الواقع
    الجدلية. وعليه، فالمعنى يجب أن ينظر إليه على أنه أثر ناتج عن شبكة من
    العلاقات الرابطة بين العناصر.

    ب- التحليل البنيوي: يكتسي المعنى وجوده بالاختلاف وفي الاختلاف. ومن ثم،
    فإن إدراك معنى الأقوال والنصوص يفترض وجود نظام مبني على مجموعة من
    العلاقات. وهذا بدوره يؤدي بنا إلى تسليم بأن عناصر النص لا دلالة لها إلا
    عبر شبكة من العلاقات القائمة بينها. ولذا لا يجب الاهتمام إلا بالعناصر
    التي تبلور نسق الاختلاف والتشاكلات المتآلفة والمختلفة. كما يستوجب
    التحليل البنيوي الدراسة الوصفية الداخلية للنص ومقاربة شكل المضمون وبناه
    الهيكلية والمعمارية.

    ت- تحليل الخطاب: إذا كانت اللسانيات البنيوية بكل مدارسها واتجاهاتها
    تهتم بدراسة الجملة انطلاقا من مجموعة من المستويات المنهجية حيث تبدأ
    بأصغر وحدة وهي الصوت لتنتقل إلى أكبر وحدة لغوية وهي الجملة والعكس صحيح
    أيضا، فإن السيميوطيقا تتجاوز الجملة إلى تحليل الخطاب.

    و تسعفنا هذه المستويات المنهجية كثيرا في تحليل النصوص ومقاربتها. ففي
    مجال السرد يمكن الحديث عن بنيتين : البنية السطحية والبنية العميقة على
    غرار لسانيات نوام شومسكي Chomsky. فعلى المستوى السطحي يدرس المركب
    السردي الذي يحدد تعاقب وتسلسل الحالات والتحولات السردية، بينما يحدد
    المركب الخطابي في النص تسلسل أشكال المعنى وتأثيراتها.

    وإذا انتقلنا إلى البنية العميقة فيمكن لنا الحديث عن مستويين منهجيين:
    المستوى السيميولوجي الذي ينصب على تصنيف قيم المعنى حسب ما يقوم بينهما
    من العلاقات والتركيز على التشاكلات السيميولوجية، والمستوى الدلالي وهو
    نظام إجرائي يحدد عملية الانتقال من قيمة إلى أخرى ويبرز القيم الأساسية
    والتشاكل الدلالي .

    ويعد المربع السيميائي Le Carré Sémiotique حسب گريماس المولد المنطقي
    والدلالي الحقيقي لكل التمظهرات السردية السطحية عبر عمليات ذهنية ومنطقية
    و دلالية يتحكم فيها التضاد والتناقض والتضمن أو الاستلزام.

    أما سيميولوجيا الشعر فتحلل النص من خلال مستويات بنيوية تراعي أدبية
    الجنس الأدبي كالمستوى الصوتي، والمستوى الصرفي، والمستوى الدلالي ،
    والمستوى التركيبي في شقيه: النحوي والبلاغي، والمستوى التناصي.

    أما فيما يتعلق بالمسرح فيدرس من خلال التركيز على العلامات المسرحية
    اللغوية والعلامات غير اللغوية. و بتعبير آخر يدرس المسرح عبر تفكيك
    العلامات المنطوقة ( الحوار والتواصل اللغوي بصراعه الدرامي وتفاعل
    الشخصيات والعوامل الدرامية....) والعلامات البصرية ( السينوغرافيا-
    التواصل- الديكور- الركح- الإنارة- الأزياء- الإكسسوارات- البانتوميم-
    الكوريغرافيا...).

    3- سيميولوجـــيا التواصـــــل : يستند التواصل حسب رومان جاكبسون
    R.Jakobson إلى ستة عناصر أساسية وهي: المرسل والمرسل إليه والرسالة
    والقناة والمرجع واللغة. وللتوضيح أكثر نقول: يرسل المرسل رسالة إلى
    المرسل إليه حيث تتضمن هذه الرسالة موضوعا أو مرجعا معينا، وتكتب هذه
    الرسالة بلغة يفهمها كل من المرسل والمتلقي. ولكل رسالة قناة حافظة كالظرف
    بالنسبة للرسالة الورقية، والأسلاك الموصلة بالنسبة للهاتف والكهرباء،
    والأنابيب بالنسبة للماء، واللغة بالنسبة لمعاني النص الإبداعي...

    هذا، و تهدف سميولوجيا التواصل عبر علاماتها وأماراتها وإشاراتها إلى
    الإبلاغ والتأثير على الغير عن وعي أو غير وعي. وبتعبير آخر تستعمل
    السيميولوجيا مجموعة من الوسائل اللغوية وغير اللغوية لتنبيه الآخر
    والتأثير عليه عن طريق إرسال رسالة وتبليغها إياه .ومن هنا فالعلامة تتكون
    من ثلاثة عناصر: الدال والمدلول والوظيفة القصدية[1]. كما أن التواصل
    نوعان: تواصل إبلاغي لساني لفظي (اللغة) وتواصل إبلاغي غير لساني ( علامات
    المرور مثلا).

    ويمثل هذه السيميولوجيا كل من برييطو Prieto ومونان Mounin وبويسنس
    Buyssens الذين يعتبرون الدليل مجرد أداة تواصلية تؤدي وظيفة التبليغ
    وتحمل قصدا تواصليا. وهذا القصد التواصلي حاضر في الأنساق اللغوية وغير
    اللغوية. كما أن الوظيفة الأولية للغة هي التأثير على المخاطب من خلال
    ثنائية الأوامر والنواهي، ولكن هذا التأثير قد يكون مقصودا وقد لايكون
    مقصودا. و يستخدم في ذلك مجموعة من الأمارات والمعينات Indications التي
    يمكن تقسيمها إلى ثلاث: 1- الأمارات العفوية وهي وقائع ذات قصد مغاير
    للإشارة تحمل إبلاغا عفويا وطبيعيا مثال : لون السماء الذي يشير بالنسبة
    لصياد السمك إلى حالة البحر يوم غد. والأمارات العفوية المغلوطة التي تريد
    أن تخفي الدلالات التواصلية للغة كأن يستعمل متكلم ما لكنة لغوية ينتحل من
    خلالها شخصية أجنبية ليوهمنا بأنه غريب عن البلد.3- والأمارات القصدية
    التي تهدف إلى تبليغ إرسالية مثل : علامات المرور، وتسمى هذه الأمارات
    القصدية أيضا بالعلامات.[2]

    وكل خطاب لغوي وغير لغوي يتجاوز الدلالة إلى الإبلاغ والقصدية الوظيفية،
    يمكننا إدراجه ضمن سيميولوجيا التواصل . وكمثال لتبسيط ما سلف ذكره :
    عندما يستعمل الأستاذ داخل قسمه مجموعة من الإشارات اللفظية وغير اللفظية
    الموجهة إلى التلميذ ليؤنبه أو يعاتبه على سلوكاته الطائشة فإن الغرض منها
    هو التواصل والتبليغ.

    4- سيميولوجــــيا الدلالــــــة: يعتبر رولان بارت خير من يمثل هذا
    الاتجاه، لأن البحث السيميولوجي لديه هو دراسة الأنظمة والأنسقة الدالة.
    فجميع الوقائع والأشكال الرمزية والأنظمة اللغوية تدل. فهناك من يدل
    باللغة وهناك من يدل بدون اللغة المعهودة، بيد أن لها لغة خاصة. ومادامت
    الأنساق والوقائع كلها دالة، فلا عيب من تطبيق المقاييس اللسانية على
    الوقائع غير اللفظية أي الأنظمة السيميوطيقية غير اللسانية لبناء الطرح
    الدلالي. وقد انتقد بارت في كتابه " عناصر السيميولوجيا" الأطروحة
    السوسسيرية التي تدعو إلى إدماج اللسانيات في السيميولوجيا مبينا بأن"
    اللسانيات ليست فرعا ، ولو كان مميزا، من علم الدلائل، بل السيميولوجيا هي
    التي تشكل فرعا من اللسانيات".[3]

    وبالتالي، تجاوز رولان بارت تصور الوظيفيين الذين ربطوا بين العلامات
    والمقصدية، وأكد وجود أنساق غير لفظية حيث التواصل غير إرادي، ولكن البعد
    الدلالي موجود بدرجة كبيرة. وتعتبر اللغة الوسيلة الوحيدة التي تجعل هذه
    الأنساق والأشياء غير اللفظية دالة. حيث "إن كل المجالات المعرفية ذات
    العمق السوسيولوجي الحقيقي تفرض علينا مواجهة اللغة، ذلك أن " الأشياء"
    تحمل دلالات. غير أنه ما كان لها أن تكون أنساقا سيميولوجية أو أنساقا
    دالة لولا تدخل اللغة ولولا امتزاجها باللغة. فهي، إذاً، تكتسب صفة النسق
    السيميولوجي من اللغة. وهذا مادفع ببارت إلى أن يرى أنه من الصعب جدا تصور
    إمكان وجود مدلولات نسق صور أو أشياء خارج اللغة، فلا وجود لمعنى إلا لما
    هو مسمى، وعالم المدلولات ليس سوى عالم اللغة".[4]

    أما عناصر سيمياء الدلالة لدى بارت فقد حددها في كتابه" عناصر
    السيميولوجيا" ، وهي مستقاة على شكل ثنائيات من الألسنية البنيوية وهي:
    اللغة والكلام، والدال والمدلول، والمركب والنظام، والتقرير والإيحاء(
    الدلالة الذاتية والدلالة الإيحائية).

    وهكذا حاول رولان بارت التسلح باللسانيات لمقاربة الظواهر السيميولوجية كأنظمة الموضة والأساطير والإشهار... الخ

    ويعني هذا أن رولان بارت عندما يدرس الموضة مثلا يطبق عليها المقاربة
    اللسانية تفكيكا وتركيبا من خلال استقراء معاني الموضة ودلالات الأزياء
    وتعيين وحداتها الدالة ومقصدياتها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية
    والثقافية. ونفس الشيء في قراءته للطبخ والصور الفوتوغرافية والإشهار
    واللوحات البصرية.

    ويمكن إدراج المدارس السيميائية النصية التطبيقية التي تقارب الإبداع
    الأدبي والفني ضمن سيميولوجيا الدلالة، بينما سيميوطيقا الثقافة التي تبحث
    عن القصدية والوظيفة داخل الظواهر الثقافية والإثنية البشرية يمكن إدراجها
    ضمن سيميولوجيا التواصل. ولتبسيط سيميولوجيا الدلالة نقول: إن أزياء
    الموضة وحدات دالة إذ يمكن أثناء دراسة الألوان والأشكال لسانيا أن نبحث
    عن دلالاتها الاجتماعية والطبقية والنفسية. كما ينبغي البحث أثناء تحليلنا
    للنصوص الشعرية عن دلالات الرموز والأساطير ومعاني البحور الشعرية الموظفة
    ودلالات تشغيل معجم التصوف أو الطبيعة أو أي معجم آخر.

    خاتمــــة: يتبين لنا من خلال هذا العرض الوجيز أن السيميولوجيا باعتبارها
    علما للأنظمة اللغوية وغير اللغوية قسمان: سيميولوجيا تهدف إلى الإبلاغ
    والتواصل من خلال ربط الدليل بالمدلول والوظيفة القصدية. أما سيميولوجيا
    الدلالة فتربط الدليل بالمدلول أو المعنى. وبعبارة أخرى إن سيميولوجيا
    الدلالة ثنائية العناصر( ترتكز العلامة على دليل و مدلول أو دلالة)، بينما
    سيميولوجيا التواصل ثلاثية العناصر( تنبني العلامة على دليل و مدلول
    ووظيفة قصدية). وإذا كان السيميوطيقيون النصيون يبحثون عن الدلالة والمعنى
    داخل النص الأدبي والفني، فإن علماء سيميوطيقا الثقافة يبحثون عن
    المقصديات والوظائف المباشرة وغير المباشرة.



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 4:39 am