منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الصورة الشعرية

    أروى55
    أروى55


    عدد المساهمات : 235
    تاريخ التسجيل : 07/10/2009
    العمر : 31

    الصورة الشعرية Empty الصورة الشعرية

    مُساهمة  أروى55 الإثنين فبراير 08, 2010 6:12 am

    الصورة الشعرية
    إن الصورة الشعرية أهم الوسائل التي دخل بها الناقد إلى روح النص , فقنن مساره الفني , وحكم على شاعرية الشاعر من خلالها ؛ فانماز جيد الشعر من رديئه بالحكم عليها , فهي التي جعلت امرأ القيس أحسن شعراء الجاهلية لكونه " خير من شبه النساء بالبيض , وشبه الخيل بالعقبان والعصى وقيد الأوابد , وأجاد في التشبيه , فكان أحسن طبقته تشبيهاً , وأحسن الإسلاميين
    ذو الرمة " ( ) وعلى مقياس الصورة " كانت العرب تفاضل بين الشعراء في الجودة والحسن , وشرف المعنى وصحته , وجزالة اللفظ واستقامته وتسلم السبق فيه لمن وصف فأصاب , وشبه فقارب " ( ) لذلك تبين دور الصورة , وأصبحت ذات أهمية في العمل الأدبي حتى أن الناقد القديم لم يقف بها على الجانب الشعري فقط , بل كانت المدخل لتفسير القرآن الكريم والوقوف على إعجازه وشرح مشكله , الأمر الذي فتح منافذ التفسير أمام البلاغيين مثل الزمخشري (ت 538هـ )
    وغيره , فنلاحظ ابن قتيبة (ت 276هـ ) في كتابه مشكل القرآن يعرض للكثير من القضايا التي راح يستند فيها على الأنماط البلاغية في التحليل والتأويل , فكان المجاز والكناية والتعريض وكثير من الأنماط باب الدخول إلى تفسير مشكل القرآن , وأرجع النقاد كل فنون البديع إلى القرآن الكريم حين تجلَّى هذا في رد ابن المعتز (ت 296هـ ) زعمَ شعراء البديع بأنهم أصحاب السبق والاختراع له , فأرجع هذا الفن إلى القرآن الكريم , والشعر الجاهلي , وجرَّد شعراء البديع من سبق اختراعه .
    التعديل الأخير تم بواسطة د/مسعود عبد الهادي ; 15-Jan-2010 الساعة 11:10 PM
    د/مسعود عبد الهادي غير متواجد حالياً رد مع اقتباس
    غير مقروء 15-Jan-2010, 11:09 PM #2 (المشاركة)
    عضو مميز

    تاريخ التسجيل: Sep 2009
    المشاركات: 126

    افتراضي
    لقد كانت الصورة نواة البحث البلاغي قديماً وحديثاً مرتبطة بظروف العصر , ما بين عصور خلدت كيانها للشعر , وعصور استخدمتها لتفسير القرآن الكريم والوقوف على الجوهر الصحيح للسنة النبوية , وعصور أخرى خلقت منها صراعاً بين الشاعر والمتلقي والقصيدة لتكون بذلك رابطاً قوياً يجمع أطراف العمل الأدبي ؛ فحظيت بالتقسيم الهيكلي لدى الناقد
    القديم ، فأعطى جانبها الشكلي حظاً أوفر عن جانبها الفني الشعوري الكامن في المضمون , فلم يحاول أن يبحث في بنية الصورة داخل النسيج الشعري , حيث كان جل همه في دراستها تلك العلاقة التي يحكمها التشبيه بأدواته , أو تحكمها الاستعارة بين طرفيها .
    وعلى الرغم من الخلاف الذي دام طويلاً بين النقاد حول طبيعة الصورة , والذي كان أساسه اختلاف المذاهب والأفكار كالصراع بين اللغويين والمتكلمين والأصوليين , وبرغم الانفتاح على النقد اليوناني الذي انحنى بالبلاغة إلى منحى كبير من التقسيمات المنطقية , أكثر من كونها بلاغية , على الرغم من كل هذا برز واقع الصورة في النقد القديم وتميزت هياكلها , وأصبح الاختلاف حول الصورة راجعاً إلى طبيعتها , فهناك من انحاز إلى التشبيه وحفل به , وجعل الشعر تشبيهاً وما خالفه باطل , وأطلق على هؤلاء أصحاب المذهب الاتباعي كالجاحظ (ت 255هـ ) , والمبرد
    ( ت 286هـ ) , وابن طباطبا (ت 322هـ ) , وابن رشيق (ت 456هـ ) وهناك من حفل بالاستعارة فجعلها قمة الشاعرية وأطلق عليهم أصحاب المذهب الابتداعي مثل ابن قتيبة ( ت 276هـ) , وابن المعتز (ت 296هـ ) , وعبد القاهر (ت 471هـ ) , ومنهم من قدّس أنماطها جميعاً من مجاز واستعارة وكناية وتشبيه وتمثيل وكل ما يدخل تحت الصورة من قريب أو بعيد وكان على قمة هؤلاء الإمام عبد القاهر الجرجاني .
    لقد أولى بعض النقاد الصورة كثيراً من الاهتمام المباشر فكانت الدراسة خالصة لها كحالها لدى عبد القاهر وابن المعتز , وغير المباشر حين كانت تفرض هيمنة الوجود على الحوار البلاغي , وكانت الوجه الذي لا يغادر كل قضايا النقد جميعاً كحالها لدى القاضي الجرجاني (ت 392هـ ), والآمدي ( ت 370 هـ ) ، والجاحظ (ت 255 هـ) ، وذلك حين كانت أداة التقنين للسرقة , أو ميزان الموازنة بين شاعرين في الاحتكام من خلالها , ناهيك عن كونها صلب العمل الشعري ومعيار جودته, ورغم ما بلغته الصورة من دراسة في النقد القديم لا نستطيع أن نصل خلاله إلى مصطلح نقدي خاص لها ,فقد أهمل الناقد القديم وضع تقعيد للصورة , واهتم بدراسة الهياكل وطريقة البناء , وترك باب التقعيد لمنطق الاحتمالات مما جعل المتلقي يكابد المشقة في البحث عنه طي القضايا النقدية القديمة .
    د/مسعود عبد الهادي غير متواجد حالياً رد مع اقتباس

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 7:12 am