منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    قراءة

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    قراءة Empty قراءة

    مُساهمة   الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 11:36 am

    قراءة تأملية في مصطلحات أسلوبية
    دكتور
    أسامة عبد العزيز جاب الله
    كلية الآداب – جامعة كفر الشيخ
    الأسلوب في الدراسات الأدبية والنقدية – قديماً وحديثاً – مصطلح فني يراد منه معنى محدد شاع بين طائفة من الباحثين ، يتسع هذا المصطلح ليشمل في طياته مدلولات لا نهائية لكونه مصطلح تراكمي الدلالة ، استغرق في المدى الزمني فترات طويلة ليصل إلى المدلول النهائي (غير المكتمل ) إلى وقتنا الحالي .
    ويعرف د . شكري عياد علم الأسلوب بأنه " مجال من مجالات البحث المعاصرة يعرض بالدرس للنصوص الأدبية وغير الأدبية ، محاولاً الالتزام بمنهج موضوعي يحيل على أساسه الأساليب ليظهر جماع الرؤى التي تنطوي عليها أعمال الكتاب ، ويكشف عن القيم الجمالية لهذه الأعمال منطلقاً من تحليل الظواهر اللغوية والبلاغية للنص " ( ). وعلى هذا الأساس فالأسلوبية همها الأول رصد الطاقات التعبيرية الكامنة في اللغة لا في الفرد .
    ويؤسس د. أحمد درويش على المفهوم السابق ليحدد دور الأسلوبية في إبراز جماليات اللغة وذلك لكون : " الأسلوبية هي الوصول إلى وصف وتقييم علمي محدد لجماليات التعبير في مجال الدراسات الأدبية واللغوية على نحو خاص " ( ).
    والأسلوبية في مجملها العام تهتم على نحو خاص بمفهوم ( النص ) الأدبي وغيره ، وذلك بتحليله لغوياً بهد الكشف عن الأبعاد النفسية و القيم الجمالية ، والوصول إلى أعماق مبدعه من خلال تحليل نصه ( ). ويرتبط بالأسلوبية مجموعة من المفاهيم التي اتُّخِذَت ( أسساً ) تقوم عليها نظرية الأسلوبية أو علم الأسلوب وهي : ( الاختيار ، والانحراف ، والمتلقي ، والسياق ) . ونعرض لكل مفهوم منها ، ونبين دوره في أداء المنوط به في هيكلة علم الأسلوب كما يلي :
    المفهوم الأول : الاختيار ( Choice ) = الانتقاء ( Selection ) ( )
    ارتبط مفهوم ( الاختيار ) بالأسلوبية واعتبر حداً فاصلاً بين ( الجمالي = اللغة الفنية ) و ( غير الجمالي = اللغة العادية ) ، ذلك أن الكلام لا يمكن أن يكتسب صفة الأسلوبية إلا إذا تحققت فيه جملة من الظواهر التعبيرية التي ( يؤثرها = يختارها ) الشاعر أو الأديب دون غيرها ، لأنها في نظره هي ( وحدها ) التي يمكن أن تعبر عما يدور في خلده . ومن ثم كان الأسلوب في جوهره( اختياراً ) ، ومن شأنه أن ينقل اللغة من حيادها إلى خطاب يتميز بنفسه . أو أن الأسلوب ( انتقاء ) لسمات لغوية معينة بغرض التعبير عن موقف معين . إن ( الاختيار = الانتقاء ) الأسلوبي الذي يقوم به المبدع يكون شاملاً لمختلف النواحي المتعلقة باللغة ؛ ( الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية) ، لأن هذا الاختيار سيكون أصدق ما يمكن إذا حقق قَصْد (المبدع) من توظيفه .
    ويرى د . سعد مصلوح أنه يمكننا التمييز بين نوعين مختلفين من الاختيار هما ( ):
    الأول : اختيار محكوم بسياق المقام (Context of Situation ) ويراد به استعمال اللغة لتحقيق هدف عملي محدد ، ولذا يوصف هذا الاختيار بأنه ( نفعيPragmatic ) محكوم بسياق المقام ( ).
    والثاني : اختيار نحوي ( Grammatical Selection ) ويراد به المفاضلة بين أساليب التراكيب المختلفة ، وانتخاب بعضها لأداء ما يريده المبدع . ولا يقتصر الأمر على ( النحو ) فقط ، بل يراد بكلمة ( النحو ) هنا كل مستويات اللغة المختلفة ( ).
    فالاختيار بهذا المفهوم أمر يفترض أن يقوم به المنشئ على كافة مستويات التواصل بدرجات متفاوتة ، ومن ثم فهو ليس محض اختيار لغوي فحسب ، بل هو محكوم من جهة بإمكانات المُقَال ، ومن جهة أخرى بمقتضيات ( المقام ) . وعندئذ تصيح هذه الاختيارات بأنواعها ( متغيرات أسلوبية Stylistic Variables )( ) أي مجموعة من السمات اللغوية التي يعمل فيها ( المنشئ ) بالاختيار أو الاستبعاد أو الحذف ، وبالكيفية التي يراها . فإذا تحققت هذه ( المتغيرات ) في النص بالفعل انتقلت إلى مرحلة تصبح فيها ( خصيصة أسلوبية ) للمبدع يطلق عليها حينئذ ( الخصائص الأسلوبية Stylistic Features ) ( ) .
    المفهوم الثاني : ( الانحراف Deviation ) ( )
    يمكن القول بأن (الانحراف) يمثل مع مفهوم (الاختيار) العماد الرئيسي للسياق الكلي للنظرية الأسلوبية ، كما أنه يمثل السمة المميزة للغة الأدبية . و( الانحراف ) يُعدّ مؤشراً نصياً على أدبية النص ، ذلك أن الخروج على النسيج اللغوي العادي في أي مستوى من مستوياته ( الصوتية والتركيبية والأسلوبية والبلاغية ) يمثل في حد ذاته حدثاً أسلوبياً ( ) .
    ويرتبط (الانحراف) بالنص الذي هو أيضاً انحراف عن قاعدة ما ، أو عن نموذج ( معياري ) . وعلى هذا فإنه يجدر بنا التنبه إلى كون اللغة في مستواها المعياري هي الأصل ، وما جاء ( انحرافاً ) عن هذا الأصل هو المستوى الفني ، أي ( النص المنحرف ) وهذا هو جوهر الإبداع عامة .
    هذا وقد عُرِفَ الانحراف في تراثنا العربي تحت مسميات أُخَر منها ( العدول ) و( الصرف ) و ( الانصراف ) و ( مخالفة مقتضى الظاهر ) ، وتعددت تعريفات أهل التراث له بما يخدم المصطلح في تكويناته الحديثة الآن ( ).
    المفهوم الثالث : المتلقي = القارئ Reader
    يستند تحليل النصوص إلى فعل ( القراءة ) الذي يقوم به ( قارئ ) خاص . فالقراءة هي الخطوة الأولى في العملية النقدية التي تحيل النص إلى معنى . ولذلك فإن مهمة القارئ ( المتلقي ) لا تُحَدَّد فقط في التلقي الآلي للنص الأدبي ، بل في تمثله نقدياً ، وإخضاعه لمعايير التحليل المختلفة وصولاً إلى مكنوناته الثرية ( ). وقد تزايد الاهتمام بالمتلقي خاصة في ظل المدارس النقدية الحديثة مثل : ( السيميائية ، والتفكيكية ، و نظرية التلقي ، ونظرية استجابة القارئ ، والأسلوبية )( ).
    أنواع القرَّاء :
    هناك نوعان من القراء يختلفان حسب موقعهما من تقبل ( النص ) هما ( ) :
    الأول : القارئ الحقيقي ؛ وهو ذلك القارئ الذي يكتفي بتلقي النص على ما هو عليه دون أن يستثير النص ، أو يثّوِّره .
    والنوع الثاني : القارئ الخاص ؛ وهو ذلك القارئ الذي يخلق النص من جديد عبر إقامة الحوار المستمر معه ، ومعاودة النظر فيه مرة بعد أخرى ، وهو ما يمكن تسميته بالقارئ النصي . ويمكن للقارئ الحقيقي أن يتحول إلى قارئ نصي بتفعيل تقبله السلبي وتحويله إلى انفعال حقيقي بمستوى التلقي التفاعلي بين ( القارئ ) و ( النص ) ومن ثم ( المبدع ) ( ).
    المفهوم الرابع : السياق Context ( )
    السياق هو القاعدة الداخلية التي ينحرف عنها الأسلوب ، إذ تحدد أي ظاهرة أسلوبية بكونها خروجاً أو تحولاً عن النمط السائد في السياق . ويمكن تحديد هذه الظاهرة الأسلوبية في نص ما بموضوعية عن طرق رصد نقاط التحول في مسار السياق فيه ( ).
    والسياق الأسلوبي نموذج لغوي يساعد على كشف ظواهر النص ، وذلك لأنه لا يمكن أن نعول على استجابة القارئ للنص وحدها في مسألة الكشف النصي .
    وتأتي أهمية السياق من خلال الدور الذي يؤديه في فهم المعنى ، ذلك أن الكلمة تكتسب مدلولها من السياق ، وتتغير هذه الدلالة بتغيره ، وإذن كان هذا لا ينفي وجود دلالات للكلمة المفردة لو خلت منها لبطلت وظيفتها في السياق ، ومن ثم يأتي السياق ليحدد احد تلك الوظائف الدلالية للكلمة ( ).
    الهوامش :
    1. - د. شكري عياد ، اتجاهات البحث الأسلوبي ، دار العلوم للطباعة والنشر ، الرياض ، 1985 ، 5 .
    2. - د . أحمد درويش ، دراسة الأسلوب بين المعاصرة والتراث ، مكتبة الزهراء ، القاهرة ، 1986 ، 156 .
    3. - ينظر : د . فتح الله سليمان ، الأسلوبية مدخل نظري دراسة تطبيقية ، الدار الفنية للنشر والتوزيع ، القاهرة ، 1993 ، 34 .- د . محمد عبد المطلب ، البلاغة والأسلوبية ، لونجمان ، القاهرة ، 1994 ، 13 .
    - د. شفيع السيد ، الاتجاه الأسلوبي في النقد الأدبي ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1986، 132 .
    - د . صلاح فضل ، علم الأسلوب ؛ مبادئه وإجراءاته ، دار الشروق ، القاهرة ، 1998 ، 14 .
    - د . عبد السلام المسدي ، الأسلوبية والأسلوب ، دار سعاد الصباح ، الكويت ، ط2 ، 1993 ، 65 .
    - د . عبد العظيم المطعني ، علم الأسلوب في الدراسات الأدبية والنقدية ، مكتبة وهبة ، 2001 ، 106 .
    4. - ينظر : د . سعد مصلوح ، الأسلوب ،37–42 .- د. شفيع السيد ، الاتجاه الأسلوبي في النقد الأدبي ،143– 146 .
    5. - د. سعد مصلوح ، الأسلوب ، 38 .
    6. - د. شفيع السيد ، الاتجاه الأسلوبي في النقد الأدبي ، 135 .
    7. - د . عبد السلام المسدي ، الأسلوبية والأسلوب ، 79 .
    8. - د . سعد مصلوح ، في النص الأدبي ، 37 .
    9. - المرجع السابق ، 67 .
    10. - ينظر : د. محمود سليمان ياقوت ، علم الجمال اللغوي ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية،1995 ،2/338–346 .
    - د . حسن طبل ، أسلوب الالتفات في البلاغة العربية ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1998 ، 40 – 46 .
    - د . منذر عياشي ، مقالات في الأسلوبية ، معهد الإنماء العربي ، حلب ، 1996 ، 79 – 83 .
    11. -مديحة السايح ، المنهج الأسلوبي، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، القاهرة ، 2003 ، 147– 160 .- د. فتح الله سليمان ، الأسلوبية ، 20– 31 .
    12. - د. منذر عياشي ، مقالات في الأسلوبية ، 79 .
    13. - ينظر : ابن المعتز ، البديع ، تحقيق : إغناطيوس كراتشكوفسكي ، دار المسيرة ، بيروت ، ط3 ، 1982 ، 58 .
    - قدامة بن جعفر ، نقد الشعر، تحقيق : كمال مصطفى ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، ط3 ، 1978 ، 146 – 147 .
    - العسكري ، كتاب الصناعتين ، 438 – 439 .
    - الحاتمي ، حلية المحاضرة في صناعة الشعر ، تحقيق : د . جعفر الكتاني ، دار الرشيد ، بغداد ، د. ت ، 1/ 157 .
    - الثعالبي ، فقه اللغة وأسرار العربية ، تحقيق : مصطفى السقا ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، 1983 ، 260 .
    - ابن رشيق ، العمدة في نقد الشعر ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد ، دار الجيل ، بيروت ، 1981 ، 2 /46 .
    - ابن الأثير ، المثل السائر ، 1 / 146 .- ابن أبي الإصبع ، تحرير التحبير ، تحقيق : د. حفني شرف ، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، القاهرة ،1996،124 .- السكاكي، مفتاح العلوم ، تحقيق : د . عبد الحميد هنداوي ، دار الكتب العلمية ن بيروت ، 2002 ، 266 .
    - العلوي ، الطراز المتضمن لأسرار البلاغة ، تحقيق : محمد شاهين ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1995 ، 265 .
    - القزويني ، الإيضاح في علوم البلاغة ، تحقيق : د. عبد الحميد هنداوي ، مؤسسة المختار ، القاهرة ، 1998 ، 391 .
    14. - د. حاتم الصكر ، ترويض النص ، 51 .
    15. - ينظر : ميشال ريفاتير ، معايير تحليل الأسلوب ، ترجمة : حميد لحمداني ، دار إفريقيا الشرق ، الدار البيضاء ، 1993 ، 8 .- رامان سلدن ، النظرية الأدبية المعاصرة ، ترجمة : د. جابر عصفور ، دار قباء ، القاهرة ، 1998 ، 165 – 186 .- روبرت سي هول ، نظرية الاستقبال ، ترجمة : د . رعد عبد الجليل ، دار الحوار ، دمشق ، 1992 ، 129 – 138 .
    16. - د . حاتم الصكر ، ترويض النص ، 52 .
    17. - ينظر : د. محمد مفتاح ، التلقي والتأويل ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ، 1994 ، 86 – 90 .
    - د . نبيلة إبراهيم ، القارئ في النص ، مجلة فصول ، القاهرة ، مج 5 ، ع 1 ، ديسمبر 1984 ، 101 – 119 .
    18. - ينظر : د. سعد مصلوح ، في النص الأدبي ، 39 . - د . عبد السلام المسدي ، الأسلوبية والأسلوب ، 86 . – د . محمد عبد المطلب ، البلاغة والأسلوبية ، 305 – 320 . – د. حسن طبل ، أسلوب الالتفات ، 46 – 48 . - مديحة السايح ، المنهج الأسلوبي ، 175 – 189 .– د . أحمد مختار عمر ، علم الدلالة ، 61 .– د . عبده الراجحي ، اللغة وعلوم المجتمع ، منشأة المعارف ، الإسكندرية ، ط2 ، 1986 ، 23 – 27 . د . كريم حسام الدين ، أصول تراثية في علم اللغة ، 233 .
    19. - د . حسن طبل ، أسلوب الالتفات في البلاغة العربية ، 52 .
    20. - د. حسين بو حسون ، الأسلوبية والنص الأدبي ، مجلة الموقف الأدبي ، دمشق،ع 378 ،تشرين الأول2002 ، 127 .
    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 10:31 am