منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    العدول في القرآن الكريم 3

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    العدول في القرآن الكريم  3 Empty العدول في القرآن الكريم 3

    مُساهمة   السبت مايو 01, 2010 6:44 am

    لآتي:

    - المشبه: ليس

    - المشبه به: إنّ

    - الجامع بينهما: النسخ والفعلية الناقصة.

    - الفائدة الدلالية (المعنى الثاني): التوكيد

    وقد شبهها ابن رستويه بـ (ما) "أراد الحكم عليها بأنها حرف" لان (ليس) لا يتقدم خبرها على اسمها إلا نادراً. وقد ردّ ذلك أبو حيان([123]) 0

    المعنى الثاني معنى بلاغي متحرك قد يختلف من متخصص باسلوب القرآن الى آخر. إلا إننا أردنا تطبيق نظام العربية في مستواه البلاغي على شواهد العدول في اسلوب القرآن الكريم بعد اثبات نظام المشابهة في العربية، وهذا أولى من تأويل النحاة وتقديراتهم بحسب مناهجهم العقلية.

    ولم يتعرّض بعض المفسرين لهذا العدول كالفراء والزمخشري وابن اجروم إمّا لانهم عدوه من المتشابه و تجنبوا تناول المتشابه والخوض فيه، او لعدم قناعتهم بتوجيه النحاة له او غير ذلك([124]).

    العدول الثاني في الشاهد المذكور: نصب (الصابرين) والظاهر انه معطوف على مرفوعات قبله. وعللوا ذلك بأنه انتصب على المدح. قال ابو علي الفارسي: "إذا ذكرت الصفات الكثيرة في معرض المدح والذم، الأحسن أن تخالف بإعرابها ولا تجعلها كلها جارية على موصوفها، لان هذا الموضع موضع إطناب في الوصف والإبلاغ في القول، فإذا خولف إعراب الأوصاف كان المقصود أكمل، لان الكلام عند الاختلاف يصير كأنه أنواع من الكلام، وضروب من البيان، وعند الاتحاد في الإعراب يكون وجهاً واحداً او جملة واحدة"([125]).

    وقال ابن عاشور: "نصب على الاختصاص على ما هو المتعارف في كلام العرب في عطف النعوت من تخيير المتكلم بين الإتباع في الإعراب للمعطوف عليه وبين القطع...إذ لا يعرف ان المتكلم قصد القطع إلا بمخالفة الإعراب، فأما النصب فبتقدير فعل مدح او ذم بحسب المقام، والأظهر تقدير فعل أخص لأنه يفيد المدح بين الممدوحين والذم بين المذمومين"([126]).

    وعن الكسائي: انه نُصبَ عطفاً على مفاعيل آتى، أي وآتى المال الصابرين أي الفقراء المتعففين.

    ومهما كان توجيه النحاة والبلاغيين لهذا الاسلوب فهو اسلوب ورد في ضوء نظام العربية بمستواه البلاغي كالآتي:

    - المشبه: المعطوف

    - المشبه به: المفعول به

    - الوجه الجامع بينهما: التبعية

    - الفائدة (المعنى الثاني): تنبيهاً على خصيصة الصابرين ومزية صفتهم التي هي الصبر.

    لعل باحثاً غيرنا يرى وجهاً آخر للمشابهة في هذا الاسلوب أقرب مما ذكرناه ذلك ان بعض شواهد نظام العربية خفية وبعضها واضحة ولاسيما في الشواهد التي تناولناها في فصل (العدول النظامي)، فحمل الكلام بعضه على بعض اكثر وضوحا كشواهد الحمل على المعنى والحمل على الموضع والعطف على المعنى والتضمين والتناوب والتخالف السياقي وغيرها

    نعود الى العدول الاول في الشاهد وهو حمل النواسخ بعضها على بعض في العمل والدلالة، فقد استعمل اسلوب القرآن ذلك في مواضع عديدة، لفوائد دلالية بلاغية أما الجامع بينهما فهو دخولها على الجمل ونسخ إعرابها والفعلية الناقصة.

    - قال تعالىSmile إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( (سورة النور:51).

    قال الزمخشري: قرئ بالرفع "والنصب أقوى، لأنه أولى الاسمين يكون اسماً لكان اوغلهما في التعريف، و (أن يقولوا) أوغل لأنه لا سبيل عليه للتنكير بخلاف (قول المؤمنين)([127]).

    - ومثله قوله تعالىSmile وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ( (سورة الأعراف:82).

    قال الزمخشرب: "يعني ما أجابوه بما يكون جواباّ عمّا كلمهم به لوط 7"([128]) والاسلوب اسلوب قصر أي لا جواب لديهم غير هذا لإصرارهم على الكفر.

    ولم يشر الى هذا العدول وكذلك ابن اجروم، ذكرا انه قرئ بالرفع دلالة على انّ أكثر القراءات كانت انسجاماً مع الوجهة النحوية.

    - وقوله تعالىSmile وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ((سورة آل عمران147)، بنصب (قولهم).

    قال أبو حيان: "وحصر قولهم في ذلك القول، فلم يكن ملجأ ولا مفزع إلا الى الله تعالى، ولا قول إلا هذا القول"..." و (أن قالوا) في موضع الاسم وجعلوا ما كان اعرف الاسمين لان (إن) وصلتها تنزل منزلة الضمير. و (قولهم) مضاف للضمير تنزل منزلة العلم. وقرأت طائفة... برفع قولهم"([129])، ولم يتناول الزمخشري هذا العدول([130]).

    وفي العدول الصناعي كالتقديم والتأخير يمكن معالجته في ضوء نظام مشابهة الكلام وحمله بعضه على بعض.

    - قال تعالىSmile قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ( (سورة صّ: 84-85)، بنصب (الحقّ) الثانية. وقدره ابن هشام انه منصوب بالفعل بعده (لأملأن) جواب قسم، والجملة بينهما معترضة لتقوية المعنى، قال: "والتقدير، أقسم بالحق لأملأن جهنم وأقول الحقّ"([131]).

    - وقوله تعالىSmile وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً ((سورة الكهف88) بنصب (جزاءً) وحقه الرفع، وقدّروه مفعولا لأجله مقدماً([132]). فتشبيه المقدم والمؤخر بالمقدم لاتساع المعنى وتأكيده والاهتمام به.

    - ومنه حمل (إن) المكسورة الهمزة على (أن) المفتوحة الهمزة ووجه الشبه بينهما واضح،والفائدة اتساع المعنى، او حمل الفاء الرابطة بين جملتي الشرط وجوابه على الفاء العاطفة.

    - قال تعالىSmileكُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ( (سورة الحج:4)، فيمن يتبع الشيطان بفتح همزة (أن يضله).

    - وقوله تعالىSmile أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ( (سورة التوبة:63)، بفتح همزة (فأنّ).

    - ومنه ما سموّه بـ (الموصول لفظاً والمفصول معنى)([133])، وهو خفي الحمل والوجه الجامع بين المشبه والمشبه به.

    - وقال تعالىSmile وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ((سورة التوبة: 40)، برفع (كلمة الله) مقطوعة عن كلمة (الذين كفروا) وانْ كان الظاهر انها معطوفة عليها. للاختلاف الكبير بين الكلمتين، فكلمة الله حقّ وقد أكدها بالضمير (هي)([134]).

    - وقوله تعالىSmile قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( (سورة الأنعام:145)، قطعه مما قبله، وقالوا عطف المنصوب قبله([135]). وربما منصوبٌ على الذم أو محمول على موضع إنَّ ومعموليها وهو وصف للمنصوب قبله.

    - وكذلك رفع (الملائكة) في قوله تعالىSmile وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ( (سورة النحل:49)، قطعها عمّا قبلها ولم يعطفها على (دابة) لخصوصية سجود الملائكة وتنزيههم – عليهم السلام عن الدواب..

    - وقوله تعالىSmile وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ( (سورة النحل:12)، برفع النجوم، والظاهر انها معطوفة على منصوب (الليل).

    - وقوله تعالىSmile أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ((سورة التوبة: 3) معطوف على محل (إن) المكسورة واسمها([136]) فهو من باب الحمل على الموضع.

    - وقوله تعالىSmile وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( (سورة التوبة:72)، التقدير لدى الزمخشري، "وشيء من رضوان الله أكبر من ذلك كله([137]) وعلى هذا تكون الواو استئنافاً، أي قطع عن العطف.

    - وقد يأتي بعد الواو منصوب كقوله تعالىSmile جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ( (سورة فاطر:33)، قال الزمخشري في تفسير سورة فاطر: لؤلؤاً معطوف على محل (من أساور). وقدّر في تفسير سورة الحج على: (ويؤتون لؤلؤاً)([138]).

    القول الأول أقرب الى نظام العربية، والقول الثاني أقرب الى الصنعة النحوية.

    - ومنه حمل جمع القلة على جمع الكثرة والعكس والجامع بينهما اشتراكهما بالجمعية. قال تعالىSmile وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ((سورة البقرة: 228) (قروء) جمع كثرة، ويرى النحاة هذا الموضع لجمع القلة (إقرأ)، قال الزمخشري "يتسعون في ذلك فيستعملون كل واحد من الجمعين مكان الآخر لاشتراكهما في الجمعية)([139])، ونقل الزركشي عن (أهل المعاني): إنما أضاف جمع الكثرة نظراً الى كثرة المتربصات([140]).

    - وكذلك في سورة يوسف {آية 43 و46}Smile وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ (جمع قلة. وفي سورة البقرة {آية 261} قال تعالىSmile كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ((سورة البقرة: 261)، قال ابن هشام: القياس (سنبلات) جمع قلة لكنهم يتوسعون في استعمال احدهما مكان الآخر لاشتراكهما في الجمعية. فالمشبه: جمع القلة والمشبه به: جمع الكثرة، والسبب: الاشتراك في الجمعية، أما التوسع بالمعنى (سبع سنابل) للدلالة على الكثرة مما يضاعفه الله تعالى للمنفقين.

    - ومن شواهد العدول التي تدل على نظام العربية او التوسع في ضوئه قوله تعالىSmile وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ( (سورة المدثر:6)، برفع (تستكثر) والظاهر انه جواب طلب. قال الزمخشري: "مرفوع، منصوب المحل على الحال. أي: ولا تعط مستكثراً رائياً لما تعطيه كثيراً أو طالباً لكثير"([141]) والخطاب للرسول 6.

    - وقوله تعالىSmile وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى ( (سورة طـه:77)، والظاهر أن لا ناهية وكان حق الفعل بعدها الجزم. قال الزمخشري: "لا تكون الألف المتقلبة عن الياء التي هي لام الفعل ولكن زائدة للإطلاق من اجل الفاصلة"([142]) قد يكون حمل(لا) الناهية على (لا) النافية لاشتراكهما في النفي والحرفية، لفائدة ان موسى عليه السلام منفي عنه الخوف كونه يؤمن بنصر الله تعالى.

    - وقال تعالىSmile فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ( (سورة الحاقة:13)، برفع (نفخة) والظاهر أنها مفعول مطلق حكمه النصب. قال ابن طيبة: "لما نعت صحّ رفعه" وقال أبو حيان: "ولو لم ينعت لصحّ لان نفحة مصدر محدود ونعته ليس بنعت تخصيص، انما هو نعت توكيد"([143]).

    قال الباقلاني في شواهد العدول عن القياس النحوي: "ويمكن ان يكون فَعَلَ ذلك (تعالى) ليحثَّ الأمة على حفظ كتابه وطرق إعرابه والفحص عن باقي ألفاظه لما أنزل فيه من هذه الوجوه الغريبة والأحرف الشاذة"([144]).

    كل هذه الشواهد وغيرها التي تحوي عدولاً عن القياس النحوي إنما أريد بها وجهاً ومعنىً بلاغياً اعجازياً([145]) ادلى فيه بعض البلاغيين والمفسرين بدلاءٍ مختلفة وسمّاها البلاغيون اسراراً ثانية وصنّفوا فيها كتباً وبحوثاً كثيرة ولاسيما لدى المعاصرين فيما سمّي بالاسلوبية العربية الإسلامية كسيد قطب والرافعي والدكتورة عائشة بنت الشاطئ وغيرهم([146]) استلهموا فيها بعض التراث البلاغي ولاسيما الإمامين عبد القاهر والزمخشري ومن تبعهما. وكلها ايضاً وردت ضمن نظام العربية الذي يقوم على المشابهة وتعلق الكلام بعضه برقاب بعض، وإنما خرج عن النظام النحوي المنطقي الافتراضي. لكن بيان ذلك يحتاج تدبراً وتمرّساً في معرفة أنظمة العربية الخاصة بها، فبعضه ظاهر واضح، وبعضه الآخر دقيق خفي لكنه لا يخرج عن ذلك النظام.

    قال تعالىSmile اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ( (سورة الزمر:23).

    لقد أشار الله تعالى في هذه الآية الكريمة التي اختلفوا في تفسيرها اختلافاً كبيراً ولاسيما في دلالة (كتاباً متشابهاً مثاني) أشار الى النظام المعجز الذي تبنى عليه عربية القرآن الكريم. وأشار أيضاً الى أن الوقوف عليه يشترط هداية من الله وتوفيقاً وموهبة. وان الوقوف على حقيقته الاعجازية (تقشعر منه الجلود) ويبدو تسمية (المتشابه) تشير الى نظام العربية أيضاً.

    والآية الكريمة من الشواهد الواضحة على المعنى الحركي في النصّ القرآني الذي لا ينقضي مع الزمن ولا تنتهي أسراره بحسب التدبر والدراسة وهداية الله تعالى، فالمعنى الذي ذكرناه للآية الكريمة معنى جديداً والآية تحتمله احتمالاً واضحا والله اعلم، نسأل الله الهداية والاّ نقول في كلامه شططاً والحمد لله رب العالمين.

    * كلية التربية للبنات – جامعة بغداد

    al_igeali@yahoo.com

    ...............................................

    (1) علم الاسلوب، فضل 7.

    (2) النقد البلاغي عند العرب حتى نهاية القرن السابع الهجري (اطروحة) 4.

    (3) المصدر نفسه 61.

    (4) النقد البلاغي عند العرب حتى نهاية القرن السابع الهجري (اطروحة)65.

    (5) ينظر: تطور الفكر النقدي في العراق 51، ودليل الناقد الأدبي 215 وما بعدها والنقد البنيوي الحديث بين لبنان وأوربا 43 وما بعدها والمصطلحات الادبية.27.

    (6) النقد الأدبي الحديث، غنيمي 13، 54، وجدلية الافراد والتركيب 3.

    (7) اللغة والابداع 5.

    (Cool اللغة والابداع 85.

    (9) مفهومات في بنية النص 3-4، والنقد البنيوي الحديث بين لبنان وأوربا 383 ومابعدها، والمصطلحات الادبية الحديثة 31 وما بعدها.

    (10) البلاغة الاسلوبية 161، 164-169.

    (11) المصدر نفسه 147.

    (12) من قضايا اللغة والنقد والبلاغة 104.

    (13) المصدر نفسه 114-115.

    (14) المصدر نفسه.

    (15) الاسلوب، الشايب 5.

    (16) نفسه 120.

    (17) الاسلوب والاسلوبية 11، ومعجم المصطلحات الادبية المعاصرة 114.

    (18) الاسلوب والاسلوبية 10.

    (19) المعجم الادبي 21.

    (20) علو الأسلوب 11.

    (21) الأسلوبية والأسلوب 12.

    (22) الاسلوبية / جيرو 47.

    (23) قضايا الحداثة 5.

    (24) علم الاسلوب مبادؤه واجراءاته 94.

    (25) علم الاسلوب مبادؤه واجراءاته 89، والنصّ والاسلوبية بين النظرية والتطبيق 36.

    (26) الاسلوبية والاسلوب، المسدي 20.

    (27) مفهومات في بنية النص 69.

    (28) البلاغة والاسلوبية 138.

    (29) المصدر نفسه : 189.

    (30) المصدر نفسه 189.

    (31) الاسلوب والاسلوبية 20.

    (32) المصدر نفسه.

    (33) البلاغة والاسلوبية 129-132 بتصرف.

    (34) الاسلوبية والاسلوب 98.

    (35) الإعجاز الصرفي 142 واللغة والابداع 78.

    (36) قضايا الحداثة 21-22.

    (37) الاسلوب بين التراث البلاغي العربي والاسلوبية الحداثية 5.

    (38) نفسه 7.

    (39) الاسلوبية وتحليل الخطاب 60.

    (40) الاسلوبية والبيان العربي 21.

    (41) النحو والدلالة 173.

    (42) في النقد اللساني 169.

    (43) معجم المصطلحات الادبية المعاصرة 115، 21 والنحو والدلالة 180 وحيوية اللغة 317.

    (44) النقد اللساني 235.

    (45) الاسلوب بين التراث البلاغي العربي 7 وينظر: ومعايير تحليل الاسلوب 16، 34.

    (46) في النقد اللساني 231.

    (47) ينظر: بنية اللغة الشعرية 12.

    (48) البلاغة والاسلوبية 143-144، 147.

    (49) مفتاح السكاكي 33.

    (50) ينظر: معايير تحليل الاسلوب 50 والانزياح، الدرة 10.

    (51) الاسلوب والاسلوبية 63.

    (52) نظرية اللغة في النقد العربي 207، وينظر: من اسرار اللغة 199 والاصول 127 والبلاغة الاسلوبية 119، 198 واسلوب الحوار في القرآن الكريم 105 واللغة فنذريس 188، 192 والسور المكية 232 والسو المدنية دراسة اسلوبية 7 وجدلية الافراد والتركيب 133، 181 والنقد البلاغي عند العرب 181 وما بعدها.

    (53) ينظر: الاسلوبية والبيان العربي 27، واللغة والاسلوب 15-18 والبلاغة في ضوء الاسلوبية 8-9، وجدلية الافراد والتركيب 153، في المصطلح النقدي 125.

    (54) اللغة والابداع 19.

    (55) البلاغة في ضوء الاسلوبية ونظرية السياق 7.

    (56) اللغة والاسلوب 15.

    (57) البيان والتبيين 1/ 62 والمفتاح 90.

    (58) اللغة والابداع 8.

    (59) علم لغة النص 20-21، 43 والاسلوبية، جيرو 27-30 وجدلية الافراد والتركيب5.

    (60) الاسلوب بين التراث البلاغي العربي والاسلوبية الحداثية4، وجدلية الافراد والتركيب 83.

    (61) الاسلوبية والبيان العربي 5،8،27، والبلاغة في ضوء الاسلوبية 5-7 ومحاضرات في تاريخ النقد عند العرب 285-351.

    (62) قضايا الحداثة عند عبد القاهر 2، 7، والابعاد الابداعية في منهج عبد القاهر 11.

    (63) التركيب اللغوي للادب ص (د).

    (64) اللغة والاسلوب 15-18.

    (65) ينظر: تأويل مشكل القرآن 10، 19 وبيان اعجاز القرآن، الخطابي 60 واعجاز القرآن للباقلاني 298.

    (66) مقدمة الكشاف 23.

    (67) ينظر: منهج الزمخشري في تفسير القرآن، الجويني 77.

    (68) قضايا الحداثة 31.

    (69) دليل الناقد الادبي 19.

    (70) المصدر نفسه 21.

    (71) المصدر نفسه 19.

    (72) مدخل الى الأدب الإسلامي، د. نجيب الكيلاني 7.

    (73) مباحث في علوم القرآن 385.

    (74) البناء الفني في سورة مريم، د. حامد عبد الهادي حسين 54.

    (75) المصدر نفسه 68، 86.

    (76) دليل الناقد الأدبي 148.

    (77) بحوث بلاغية 132.

    (78) البلاغة العربية في ضوء الاسلوبية، والبلاغة بين المنطق والتذوق، ضمن كتاب (بحوث بلاغية)، مطلوب 132.

    (79) ينظر: في النقد اللساني 221.

    (80) ص 290 وعلم الدلالة، لوشن 88.

    (81) أثر اللسانيات في النقد العربي 3 وعلم الدلالة، لوشن 88.

    (82) نحو النقد والاعجاز، د. محمد تحريشي.

    (83) ينظر: تأملات في سورة الدهر، مجلة المورد ع3، مج 18، والسور المدنية دراسة اسلوبية بلاغية، وتقنيات المنهج الاسلوبي في سورة يوسف، والسور المكية دراسة بلاغية اسلوبية (اطروحة)، واطار التطبيق في الاسلوبية، د. محمد الهادي الطرابلسي (بحث) مجلة الموقف الادبي ع 135، 136، ونظرية التلقي، اصول وتطبيقات، وما لا تؤديه الصفة وبنى الجدل في الخطاب القرآني (اطروحة).

    (84) تقنيات المنهج الاسلوبي في سورة يوسف 5.

    (85) ينظر: الاسلوب، الشايب دراسات أدبية ونحوية 120، والسور المدنية دراسة اسلوبية 7.

    (86) ينظر: مثلاً: دلائل الإعجاز 79، ونهاية الايجاز 19، والبرهان الكاشف للزملكاني 25 واعجاز القرآن للرافغي185، والمعجزة الكبرى131، ومناهل العرفان 1 / 55 والتعبير الفني في القرآن الكريم183، وصفاء الكلمة 55 ومن اسرار التعبير في القرآن 121.

    (87) المصاحف 1/3 ونكت الانتصار 127 والتفسير الكبير 1/213 وأحكام ابن عربي 2/558 وابجد العلوم 3/201، والاتقان 2/ 273 وتفسير الالوسي 3/ 279، 6/ 15، 15/53، والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 7/19 واعلام الخلف 3/ 291.

    (88) الكشاف : 271 وينظر: دراسات لاسلوب القرآن 1/ 27 وشبهات حول القرآن وتفنيدها، موسوعة الإعجاز العلمي.

    (89) ينظر: العربية، يوهان فك 139.

    (90) البحر المحيط 1/ 338- 380.

    (91) الاسلوبية والاسلوب 80.

    (92) نحو: خمسون الف خطأ في الكتاب المقدس، احمد ديدات.

    (93) البيان في روائع القرآن 1/ 255، 2/ 97.

    (94) البيان في روائع القرآن 1/ 257.

    (95) القاعدة النحوية في ضوء تقييدها بأمن اللبس ص1.(بحث)

    (96) في عوالم القرآن 84.

    (97) كتاب سيبويه 2/ 64، 69، 70.

    (98) تنزيه القرآن 106 وينظر: نكت الانتصار 131.

    (99) كتاب سيبويه 2/66.

    (100) - ينظر: آمالي الشريف المرتضى 1/ 439، وفي عوالم القرآن 51- 57.

    (101) ينظر: العربية والغموض 102 ومعاني الفراء 1/310، 2/183، و 106/ 51 ونكت الانتصار 130، 2/183 تفسير ابي السعود 2/ 46 وخطى متعثرة 101 وسيبويه والقراءات 107.

    (102) نكث الانتصار 6/132.

    (103) المعاني الثانية في الاسلوب القرآني 327.

    (104) ينظر: معاني الفراء 1/106، 2/183، 483.

    (105) في عوالم القرآن 76.

    (106) الاتقان 1/ 266.

    (107) مجاز القرآن 2/21 وينظر: تفسير الطبري 16/37، ومفاتيح الغيب 22/ 74 وتفسير القرطبي1/ 81، 16/ 98، 531 وحاشية الشهاب 6/ 212، واعلام الخلف 3/ 213، 229.

    (108) مدخل لدراسة النقسي-الالي للحديث 73.

    (109) الاتقان 1/ 263.

    (110) ينظر: اعراب القرآن، النحاس 2/ 485.

    (111) الاتقان 1/ 94.

    (112) البرهان 3/ 377.

    (113) الاتباع والمزاوجة، ابن فارس 29.

    (114) الاتباع والمزاوجة، ابن فارسي 30 والاشباه والنظائر 1/ 8 والمزهر 1/ 114.

    (115) ينظر: الخصائص 3/221، تفسير القرطبي 3/ 43 ومغني اللبيب 2/ 89.

    (116) النحو الوافي.3/421.

    (117) كتاب سيبويه 1/ 36.

    [118] - ينظر: البحر المحيط 2/ 131 والكشاف 108 والتحرير والتنوير 2/ 499، 3/ 500.

    (119) ينظر: الكشاف 108، 135، 198، 437، 440، 1068 وغيرها.

    (120) البحر المحيط 2/ 131.

    (121) تفسير ابن عرفة 1/ 221.

    (122) تحرير والتنوير 2/ 499.

    (123) البحر المحيط 2/ 130.

    (124) ينظر: معاني القرآن 1 / 45، الكشاف 1108، مشكل اعراب القرآن 1/ 39.

    (125) ينظر: البحر المحيط 2/ 140.

    (126) التحرير والتنوير 3/ 500-501.

    (127) الكشاف 734.

    (128) الكشاف 734. وينظر : مشكل اعراب القرآن، ابن آجروم 162

    (129) البحر 3/ 373.

    (130) الكشاف 198.

    (131) رسالتان في لغة القرآن 35.

    (132) الكشاف 629.

    (133) ينظر: الاتقان 1/252.

    (134) ينظر: البحر المحيط 5/ 422.

    (135) المصدر نفسه 250.

    (136) الكشاف 423.

    (137) نفسه 443.

    (138) الكشاف 887، 693.

    (139) نفسه 132، 149.

    (140) البرهان 4/ 119 والكشاف 132.

    (141) الكشاف 1154.

    (142) نفسه 664.

    (143) البحر المحيط 10/257.

    (144) نكت الانتصار 134.

    (145) ينظر: المعاني الثانية في اسلوب القرآن الكريم 326 وما بعدها.

    (146) ينظر: التصوير الفني في القرآن 193 وما بعدها و (في ظلال القرآن)، مقدمة التفسير، وإعجاز القرآن والبلاغة النبوية 7، 32 والتفسير البياني 5.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:43 am