منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    تعاريف في شعر النثر

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    تعاريف في شعر النثر Empty تعاريف في شعر النثر

    مُساهمة   السبت ديسمبر 12, 2009 8:33 am

    تعاريـــــف ومفاهيم في الشعر !( قصيدة النثـــر )

    (1/4) > >>

    الســـامر:


    سنتطرق من الان لبعض المفاهيم الغامضة لدينا وخاصة في بعض انواع الشعر

    غير العمودي . وسنعرج على شعر التفعيلة والقصيدة الحرة , والخلط بين النثر وقصيدة النثر

    والنثر الشعرى ..

    ماهي قصيدة النثـــــر ؟؟( حسب الموسوعة الحرة )

    قصيدة النثر هي قصيدة تتميز بواحدة أو أكثر من خصائص الشعر الغنائي، غير أنها تعرض في المطبوعات

    على هيئة النثر وهي تختلف عن الشعر النثري بقصرها وبما فيها من تركيز. وتختلف عن الشعر الحر

    بأنها لا تهتم بنظام المتواليات البيتية. وعن فقرة النثر بأنها ذات إيقاع ومؤثرات صوتية أوضح مما يظهر

    في النثر مصادفة واتفاقاً من غير غرض. وهي أغنى بالصور وأكثر عناية بجمالية العبارة، وقد تكون القصيدة

    من حيث الطول مساوية للقصيدة الغنائية لكنها على الأرجح لا تتجاوز ذلك وإلا احتسبت في النثر الشعري.

    تذهب سوزان برنار إلى أنَّ قصيدة النثر هي: «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة

    من بلّور...خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب،

    إيحاءاته لا نهائية».

    لقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها، والصور وتكاملها،

    والحالة العامة للقصيدة.

    وكما يقول أنسي الحاج -أحد أهم شعراء قصيدة النثر العربية إن لم يكن أهمهم- عن شروط

    قصيدة النثر: «لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الايجاز والتوهج والمجانية»

    وسنعرج لاحقا للصراعات التي أثرت بقصيدة النثر , ابتداء من بودلير ( ازهار الشر )

    الى الامريكي وايتمان ( أوراق العشب ) عندما خرجوا من الاوزان السائدة في الشعر

    الامريكي والفرنسي , الرتيب انذاك , وكيف أثرى الادب العالمي هذا قصيدة النثر

    العربية بروادها الكبار ابتداء من ادونيس وانسي الحاج وانتهاء بالراحل الكبير الماغوط ...

    لي عودة لهذا الموضوع معكم ..

    .

    إيــــــــــاد:
    استاذنا الغالي أبو سامر


    شكراً لإثرائنا بهذه المعلومات


    لي عودة مع المزيد


    محبتي
    [/size]

    إيــــــــــاد:
    يقول أدونيس (لا أريد هنا أن أدافع عن قصيدة النثر,فهي من الرسوخ بحيث لم تعد في حاجة إلى من يدافع عنها)

    ولا يكتفي بذلك,بل يصر على أن (الذين لا يزالون ينكرون ذلك,يتوجب عليهم أن يعيدوا النظر في وعيهم وفهمهم,إن كانوا نقاداً وفي شعرهم إن كانوا شعراء)

    من المعروف أن ولادة هذا النوع من الشعر انطلق من فرنسا على يد شعراء أمثال بودلين و رامبو و بريتون. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن ولادة قصيدة النثر العربية هي تمثل بالغرب و الثقافة الغربية بل إنها التطور الطبيعي للشعر فولادة أي نوع أدبي جديد هو خروج عن مألوف الموروث القديم فكما كسرت هذه القصيدة أسوار الوزن في ثقافة الغرب استطاع شعرائنا العرب أمثال أدونيس وأنسي الحاج

    يقع هذا النوع من الشعر بين الرفض و التحمس إذ يدافع النقاد عن قصيدة التفعيلة و القصيدة التقليدية بقولهم : لما كانت قصيدة النثر قد أنكرت على نحو تام قوانين علم العروض , فإن ذلك يفسر الفوضوية الكامنة فيها , وتعدد أشكالها , كما يفسر الصعوبة التي يواجهها المرء في تحديد معالمها وهويتها قياساً بقصيدة التفعيلة التي يشكل الوزن والقافية أهمية كبيرة فيها بينما يرى أنصار القصيدة النثرية أنها أرحب ما توصل إليه توق الشاعر الحديث على صعيد التكنيك وعلى صعيد الفحوى في أن واحد , وإنها خلفية هذا الزمن وإن فيها موسيقى , لكنها ليست موسيقى الخضوع للإيقاعات القديمة , بل هي موسيقى الاستجابة لإيقاع تجاربنا وحياتنا الجديد وهو إيقاع يتجدد كل لحظة فيما يرى البعض أنها من بين كل الفنون أكثر استجابة لأرواحنا و أكثر مناسبة للغلة العصر و أشمل فهماً و أكثر بساطة بحيث تكون متاحة للجميع و مرآة صادقة بعيدة عن التكلف و التصنع ‏ و الحشو, إنها الباب الأوسع للتعبير و الفرصة الأكبر لعرض الإبداع الحديث.

    و يمكن الاستشهاد بنصوص مميزة لشعراء أبدعوا في استخدام هذا النوع مثل:

    الحب جسد (أدونيس)


    الحب جسد أحنَ ثيابه الليل

    للأعماق.. منارات

    لا تهدي إلا إلى لجّ

    شجرة الحور مئذنة

    هل المؤذن الهواء؟

    أقسى السجون و أمرها

    تلك التي لا جدران لها

    كان أبي فلاحاً

    يحب الشعر و يكتبه

    لم يقرأ قصيدة

    إلا وهي تضع على رأسها رغيفاً

    الحلم حصان

    يأخذنا بعيداً

    دون أن يغادر مكانه


    قل ماذا رأيت (أنسي الحاج)

    لامرأةٍ عينان عاليتان عميقتان، تشرفان عليّ وتستأصلانني.
    لامرأةٍ عينان رأيت الأشرعة وما رأيت مثلهما.
    لامرأة عينان مشرقتان غائبتان، تقولان الرمل والدخان، تقولان الحلم ودماره.
    لامرأة عينان أصغيتُ إلى الاعترافات، وما سمعت عنهما.
    لامرأة عيناها.
    لامرأةٍ عينان بحريتان بريتان، تتنزه بهما دون انتباه على شوارع الحب، وكل ما تقع عليه عيناها يسقط دون انتباه في البداية.
    لامرأةٍ عينان طاهرتان قاتلتان حافيتان على رؤوس الغمائم...

    يتبع..[/size]

    حمدي اسماعيل:
    في البداية
    اشكر السامر الجميل على فتح هذا الموضوع الهام الذي ما يزال يثير الكثير من الجدل – و الذي لن يتوقف ابدا- الا و هو قصيدة النثر

    و سابدأ في تحليل الموضوع خطوة خطوة .

    اولا :

    ابدأ بمداخلة هامة قدمها عبد القادر الجنابي الى احد المؤتمرات الشعرية
    و اعتقد انها هامة جدا في تنوير الطريق امامنا لفهم ما هي قصيدة النثر :


    مداخلة عبدالقادر الجنابي

    سأركز في مداخلتي هذه على طرح مجموعة من الأفكار المتعلقة بتاريخ قصيدة النثر وجوهرها
    المصطلحي..


    1

    صحيح أن مصطلح قصيدة النثر كان شائعا منذ القرن الثامن عشر.

    فوفقا لسوزان برنار أن أول من أستخدمه هو اليميرت عام 1777 ،

    ووفقا لمونيك باران في دراستها عن الايقاع في شعرسان جون بيرس، أن المصطلح هذا يعود إلى شخص اسمه غارا في مقال له حول "خرائب" فونلي،وذلك عام 1791 وفي دراسة قيمة، صدرت في باريس عام 1936 ، حول "قصيدة النثر في آداب القرن الثامن عشر الفرنسية"، يتضح أن المصطلح كان متداولا في النقاشات الأدبية.

    على أن بودلير أحدث تغييرا في مصطلح قصيدة النثر، وأطلقها كجنس أدبي قائم بذاته،
    بل أول من أخرج المصطلح من دائرة النثر الشعري إلى دائرة النص: الكتلة المؤطرة.

    ولم يكن اعتراف بودلير بمرجعيةاليزيوس برتران في هذا اعتباطيا أو مجرد اعتراف بالجميل، وإنما كان تلميحا إلى "معجزة نثر شعري" كان يحلم بانجازها.

    ذلك أن اليزيوس برتران، هذا الشاعر الرومانتيكي، قد ترك تعليمات إلى العاملين على طبع كتابه "غاسبار الليل"، أن يتركوا فراغا بين فقرة وأخرى مشابها للفراغ المستعمل عادة في تصميمات كتب الشعر،
    وبهذا يكون أول من التفت إلى تقديم نص نثري ملموم ومؤطر في شكل لم يعرف من قبل.

    كما أن بودلير كان واضحا أنه يعني شيئا جديدا غير موجود، وذلك عندما كتب في رسالته الشهيرة إلى هوسييه، "من منا لم يحلم.، في أيام الطموح، بمعجزة نثرٍ شعري".


    إذن من الخطأ الكبير أن نحاول العثور على أشكال لقصيدة النثر البودليرية في ماضي النثر الفرنسي.
    ذلك أن بودلير في مشروعه نحو لغة شعرية تستطيع ان تتقاطب وما يتجدد مدينيا في شوارع الحياة الحديثة، جعل كل الشظايا والقطَع التي كتبت قبله، تنام كأشباح في ليل النثر الفرنسي؛ آثارا توحي ولا تري أية إمكانية نظرية تأسيسية.

    2

    من الخطأ الشائع اعتبار قصيدة النثر تطورا للنثر الشعري الكلاسيكي الفرنسي وتكملةً له.
    ذلك أن ما كان يطلق عليه قصيدة نثر هو أعمال روائية تتوسل محاسن البديع وتستعير إيقاعاتالنظم، لكي ترتقي إلى مصاف الأعمال الشعرية.
    بينما قصيدة النثر هي قصيدة أداتها النثر

    وتجدر الإشارة هنا
    أولا:
    السبب وراء الفكرة التي تقول أن ظهور قصيدة النثر كان تصديا لطغيان العروض، هو أن النثر، أداة قصيدة النثر، خال من كل قواعد عروضية وبالتالي يمنح حرية أكبر للشاعر لكي يعبر عن انفعالاته الباطنة
    وثانيا:
    أن تصاعد الرومانتيكية أعطى معنى جديدا فبعد أن كانت تطلق على الشعر الذي ينظم بقصد. التغني به في .lyrique " لمفردة "الغنائية موضوعات أو الرواية أو السرد القصصي على أوتار القيثارة القديمة المسماة بالليرا، (وهذا يعني ان عنصر الموسيقى جزء حاسم في صياغتها)... صار لها معنى جديد اعتبارا من الربع الأول من القرن التاسع عشر،
    هو: الوظيفة المشاعرية كالحسية المُعبر عنها بالصور، بالعاطفة الفردية وأحاسيس الفرد الداخلية، وباتت مصطلحا يطلق على كل عمل أدبي حتى النثر (وفقا لقاموس ليتريه) يعبر عن الوجدان والعواطف ومتحرر كليا من مضمرات الموسيقى: واقترِح.كلمة"الوجدانية كمقابل Lyrique " لكي يتضح هذا التغيير الانقلابي والحداثي في الحسية الشعرية التي مهدت الطريق لظهور قصيدة النثر.

    3

    قصيدة النثر ولدت على الورقة أي كتابيا، وليس كالشعر على الشفاه، أي شفويا. لم ترتبط
    بالموسيقى كالشعر ولم يقترح كتابها أن تغنى، ولا يمكن أن تقرأ ملحميا أو بصوت جهوري
    يحافظ على الوقفة الإيقاعية القائمة بين بيت وآخر / سطر وآخر كما في قصائد حركة "النظم الحر Vers Libre لأن ترجمة هذا المصطلح ب"شعر حر" يخلق سوء فهم مفاده أن الصراع بين الشعر Poésie والنثر بينما في الحقيقة الصراع هو بين النثر والنظم



    إن غياب التقطيع أو التشطير في قصيدة النثر يشكل علامتها الأساسية :
    في النظم الحر، في نهاية كل سطر / بيت فراغ يسميه كلوديل البياض
    وهذا البياض هو لحظة تنفس إيقاعي ضروري لجمالية القصيدة المشطّرة،
    كما يتغير فيها الإيقاع من شاعر إلى شاعر بسبب هذه الوقفة القطع في سير الإيقاع،

    هذا البياض يمنح القصيدة الحرة هيئتها الشعرية، بينما قصيدة النثر تكتسب هيئتها
    وحضورها الشعري من بنية الجملة وبناء الفقرة والبياض غير موجود رغم وجود الفواصل
    والعلامات فيها لأسباب يقتضيها بناء الجملة) إلا في نهاية الفقرة التي تجعل القارئ مستمرا في القراءة حتى النهاية

    ولا ننسى أن أغلب قصائد النثر تتكون من فقرة واحدة، وبعضها من فقرتين.
    علينا ألا ننسى أيضا أن "الشعر" كلمة عامة وشاملة يمكن أن تطلق على أي شيء،
    بينما كلمة قصيدة تدل على وجود مستقل، بناء لغوي قائم بذاته...

    4

    قصيدة النثر لا يختلف بناؤها عن قصر المتاهة المذكور في الأساطير اليونانية. يمكن لشاعر
    قصيدة النثر أن يبدأ من أي مدخل يشاء:

    "كان يا ما كان... "
    "عندما كنا... "
    "ذات ليلة، عندما.... "

    أو على طريقة الشاعر الصديق عباس بيضون، التي تختار الدخول على نحو مفاجئ:

    "الأربعة النائمون على الطاولة وسط الجبال لم يشعروا بخيال الطائر وهو يتضخم في الغرفة.."

    المدخل إذن سهل جدا، ما هو صعب المنال في كتابة قصيدة النثر هو الخروج نهاية القصيدة
    لا يكفي أن تعرف كيف تبدأ فحسب وإنما عليك أن تعرف كيف تخرج من،
    أي تختم القصيدة،كما يقول روبرت بلاي.

    5

    شاعر قصيدة النثر يعرف مسبقا وذهنيا وإلى حد ما حجم الكتلة/ مساحة القَصر
    ذلك أن قَصر المتاهة بناء مكون من حيطان تتعاقب وتتقاطع؛ قصيدة النثر فقرة مكونة من جمل تتلاحق بحدة. شديدة. هبوطا وصعودا، مما تدفع القارئ إلى أن "يستقرئ العواطف البعيدة أو يجس الرِعدات الدقيقة... مستضيئا بالجملة اللاحقة ليبصر السابقة"،

    كما قال بشر فارس في تلخيصه عن نوع من القصة القصيرة دون أن يدري انه كان يعرف قصيدة النثر.

    6

    على أن هناك عنصرا مكونا أساسيا الذي فقط من خلاله يمكننا أن نميز قصيدة النثر عن باقي الكتل، النصوص والأشعار النثرية إنه اللاغرضية والبعض يترجم gratuité بالمجانية (

    وهو أشبه بالخيط الذي أعطته أريان إلى ثيسيوس الذي بقي يتتبعه حتى عرف طريقه الى المخرج من المتاهة.

    الاختصار brièveté ،:

    هو نتيجة تقاطب عنصرين اساسيين يعملان داخل قصيدة النثر، كل وفق حركته قاعدته: الحد.ة intensité حيث السرد المتحرك المنقطع السلك بين حائط وآخر،جملة وأخرى، يشدنا بسلسلة واحدة من البداية حتى النهاية دون أي تباطؤ.. واللاغرضية gratuité :
    هو سلك الخيط الذي يقود من المدخل / البداية إلى المخرج /الخاتمة وعلينا أن نتتبعها، ، وإلا سنضيع في متاهة نثر شعري له ألف رأس وألف ذيل، بينما غايتنا كتلة "لا رأس لها ولا ذيل"كما وضح بودلير..

    تكمن شعرية قصيدة النثر في هذه اللاغرضية المجانية فالنثر بحد ذاته غير قادر على التخلص من وظيفة الوصف بغرضية منطقية.
    فبفضل عنصر اللاغرضية، يتخلص السرد الذي هو سمة رئيسية في قصيدة النثر، من جفوته، ومنطقيته النثرية، فهو هنا ليس وصف مخطط روائي يريد أن يصل إلى نتيجة ما، وإنما لغرض فني جمالي محض.
    عندما يبدأ أنسي الحاج قصيدة له ب"ذلك العهد يد ماموث لم تكن ظهرت...." "ذلك العهد" ليس هنا لغاية سياقية تاريخية معلومة، وإنما لخلق إيحاء جمالي لحدث غير موجود.

    7

    يجب ألا نخلط بين قصيدة النثر والشظية الفلسفية كما عند نيتشه،
    ففي هذه الشظايا/ الكتل النثرية القصيرة، ثمة قصد فلسفي وغرضية واضحة، أو متسترة وراء موعظة ما .
    قصيدة النثر هي النثر قصيدةً: كتلة "يتأتى قصرها من نظامها الداخلي، ومن كثافتها النوعية ومن حدتها المتزنة". ليس لها أية غرضية، بل خالية من أي تلميح إلى مرجع شخصي: كتلة قائمة بذاتها.. أو كما كتب الشاعر الفرنسي ادموند جالو عام 1942 ، "قطعة نثر موجزة على نحو كاف، منتظمة ومرصوصة مثل قطعة الكريستال يتلاعب فيها مائة انعكاس مختلف
    إبداع حر لا ضرورة أخرى له سوى متعة المؤلف، خارج أي تصميم ملفق مسبقا، في بناء شيء متقلص، إيحاءاته بلانهاية، على غرار الهايكو الياباني"

    8

    تنطوي قصيدة النثر، كما تقول سوزان برنار،
    "في آن على قوة فوضوية، هدامة تطمح
    إلى نفي الأشكال الموجودة، وقوة منظمة .تهدف إلى بناء) كلٍّ( شعريٍّ؛
    ومصطلح قصيدة النثرنفسه يظهر. هذه الثنائية"

    في قصيدة النثر، إذن، توتر كامن يطيح بأية إمكانية توازن بين نقيضين بقدر ما يحتضنهما

    وهذا يعني أن قصيدة النثر، كما تقول بربارة جونسن في دراستها الرائدة عن ثورة بودلير الثانية، تتسم بقوتين:

    الشعر. هو عرض ذو سمة بمواجهة النثر كعرض بلا سمة واضحة،

    فقصيدة النثر إذا، تتميز بقوتين متعارضتين:
    حضور ضد غياب السمة و"إحالة الى قانون الشعر" ضد "إحالة الى قانون النثر"

    فقصيدة النثر لا هي نقيض ولا هي توليف، إنما هي المجال الذي اعتبارا منه تبطل وظيفة الاستقطابية وبالتالي التناظر بين الحضور والغياب بين الشعروالنثر

    ومن هنا يتفق معظم النقاد على أنهم أمام جنس أدبي شاذ غرضه .تهديم الأنواع . genres ناهيك من أن شكلها الوحيد الأوحد، ينطوي أيضا على بعد .تهديمي بصري وبالتالي مفهومي، يقوم بنسف الأفكار المسبقة والعادات المفهومية لدى القارئ الذي ما أن يرى أبياتا أو عبارات مقطعة حتى يصرخ أنها قصيدة، إذ في نظره ليست نثرا.

    9

    سيداتي سادتي: ما هي قصيدة النثر؟
    انها كل هذا وليس. لكن الشيءَ المؤكد هو انها نقيض قصيدة النثر العربية السائدة التي لا تلبي مطلبا واحدا مما أتفق جل النقاد عليه، رغم كل الاختلافات بينهم، بشأن قصيدة النثر.

    هناك أنماط من قصيدة النثر: البارناسية، الرمزية، التكعيبية،السوريالية، الظاهراتية، والأمريكية الغارقة بقضية اللغة والسرد الغرائبي. لكن في كل هذه الأنماط، الشكل واحد أوحد:
    كتلة قوامها نثر متواصل في جمل تجانس أي نثر آخر.

    10

    بطبيعة الحال يحق لكل شاعر أن يكتب. كلٌ وفق نبض أحاسيسه وصوته الخاص، وليسم.
    مخلوقاته. كما يشاء،

    فقط عليه أن يعرف. إن مصداقية الشكل والمضمون هي عين ثقة الشاعر بما يقول

    وقد يعترض شاعر على أن التسمية ليست ضرورية، ربما، لكن لماذا يسمي "قصيدة نثر" عملا اعتنى بتقطيعه موسيقيا متوسلا كل المحاسن البديعية التي ترفضها قصيدة النثر... بل حتى شدد على وقفات تعتبر عاملَ بطءٍ إذا استخدمت في كتلة قصيدة النثر؟

    أليس اعتباطا أن يسمي.شاعر. يكتب عادةً أشعارا موزونة، كلّ قصيدة لا يتمكن من ضبطها عروضيا، قصيدة نثر وليس شعرا فحسب! وكأن الشعر. في نظره ليس سوى تفعيلات قُررت سلفا.

    11

    رفض الحدود المرسومة لا يتم إلا عندما يعرف الشاعر ما هي هذه الحدود، وبماذا تتميز...
    حتى يكون لرفضه فضاؤه هو، منقى من كل شوائب التسميات التي كانت من طبيعة تلك الحدودالمرفوضة.

    لقد وقف بروتون ضد فكرة الأجناس الأدبية، معتبرا أن الشعر تعبير. عن استرداد المخيلة البشرية لحقوقها، وليس جنسا أدبيا خاضعا لقوانين مدرسية.... ومن هنا لم يسم. كُتَله النثرية قصائد نثرية رغم أن النقاد. يعتبرون بعضها قصائد.نثرٍ بامتياز!

    إن الإصرار على تسمية عمل جوهر.ه يتعارض، شكلا ومضمونا، مع ما يتميز به هذا الاسم، لهو في نظري، تعبير. عن اعتباطية العمل نفسه.

    إن مصداقية الشكل والمضمون هي عين ثقة الشاعر بما يقول.


    ارجو ان تستمتعوا بالقراءة و لي تعليقات عليها

    ..
    منقول alien alien alien alien

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 10:23 am