منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    النبع الحالم?!!

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    النبع الحالم?!!  Empty النبع الحالم?!!

    مُساهمة   الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 12:12 pm

    النبع الحالم?!!





    حينما يولد الحب يولد الإنسان المتطلع إلى نسج أزمنة الحاضر عروجاً في فضاءات المستقبل.

    وحينما تولد الصداقة يولد الإنسان السامي في ظلال رواقات الحكمة محلقاً في فضاءات الحب والأمن والسلام..‏

    هذا ما قرأه الفيلسوف بيدبا على مسامع الملك في صفحة منسية من صفحات كتاب »كليلة ودمنة«.‏

    فأطرق الملك طويلاً عبر تأمل عميق في كلمات الفيلسوف, ثم رفع رأسهقائلاً: هذا يعني بأنك من أنصار الصداقة التي تحتضن الحب الكبير.. والحبعطاء.. فاضرب لي مثلاً يجسد صداقة الأصدقاء وحب المحبين بعيداً عن مناحاتالحب الكاذب أيها الحكيم.‏

    فقال الفيلسوف بيدبا: يحكى أن نسراً طيب القلب نقي السريرة, مسلحاًبقوة وذكاء لا يستعملهما إلا في سبيل الحق والخير والفضيلة وفي أحدالأصباح المشرقة غادر النسر قمة الجبل الذي يأوي إليه, عبر رحلة طويلة إلىشاطئ النهر الحزين. وهنالك التقى بعصفور قست عليه الأيام, وأضنته الظروفوالأحداث حتى كاد يبني حوله غمامات من اليأس, إلا أنه وجد في النسر ذلكالصدر الواسع الذي يتكئ عليه ويخلد إلى الراحة والاطمئنان بين جناحيه...وما هي إلا أيام حتى طاب المقام للنسر بعد أن نسجت الظروف بينهما صداقةبريئة بحيث لم يعد يفارق أحدهما الآخر.‏

    وذات يوم قاما برحلة استكشافية بحثاً عن مصدر مياه النهر الحزين وسببتسميته حزيناً, ليحط بهما الترحال على شواطئ النبع الحالم. وهنالك تعرفاعلى حمامة جميلة كانت تعيش على ضفاف النبع الحالم, حيث اشراقة الشمسوصفائها, وخرير المياه وعذوبتها, وامتداد المروج الدائخة في الضياء...ووجد النسر والعصفور في الحمامة وموطنها بهجة الحياة, وألقها.. وطاب لهماالمقام حينما أعلمتهما الحمامة بأن النهر حمل مسحة الحزن لأن الثعالبتستحم فيه وتعكر صفوه.‏

    فاتخذ النسر على نفسه عهداً بأن يطارد الثعالب ويحول بينها وبينالاستحمام في النهر, واطلق عليه اسماً جديداً.. فغدا نهر الحب والصداقةوالأمان..‏

    وهكذا تنامت براعم الألفة بين الحمامة والنسر والعصفور, لكنما بريقالحياة الجديدة اخرجت العصفور من انكساراته السابقة وزرعت في فؤاده حباًكبيراً للحمامة, بينما كان النسر ينظر إلى الحمامة نظرات مشبعة بالبراءةوالصفاء, وذات يوم وجد العصفور فرصة سانحة ليشرح للنسر حبه لحمامة الإيكراغباً إليه أن يرعى هذا الحب ويباركه.. وفعلاً شرع النسر بتأدية واجبهنحو صديقه العزيز... بيد أن محاولات النسر باءت بالفشل والإخفاق, لأنالحمامة كانت مولعة بأكثر من عصفور... بحيث تجد في كل واحد منهم مواصفاتتجذبها... بينما كان العصفور يريدها لنفسه حباً أبدياً وأن تتعامل معالعصافير الأخرى بأبجديات الصداقة وحدها..‏

    وهكذا غدا العصفور في موقف يرثى له, فهو غير قادر على اسدال ستار على حبه الكبير, كما أنه عاجز عن استقطاب الحمامة لصالحه.‏

    وهنا صمت الفيلسوف سائلاً الملك: فما الحل يا ملك الزمان?‏

    قال الملك: على النسر أن يطرد العصافير الأخرى من حولها, فتجد نفسها أسيرة صديقه العصفور.‏

    فقال الفيلسوف: عذراً يا مولاي, اذا تم ذلك فسيغدو النهر حزيناً منجديد برحيل العصافير, ولن تستمرئ الحمامة العيش الرغيد كما كانت من قبل,ولهذا تقتضي الحكمة عقد اجتماعات عامة وحوارات مفتوحة تحت لواء رواقاتالحكمة بحيث تتم صياغة صداقة سامية بين الحمامة والعصفور تتجاوز العشقالفردي وتطوره.. وذلك هو الحب الكبير... فالحب الكبير عطاء كبير.. الحبالكبير ليس مقتصراً على الذات وتملكاً جنونياً ولا صبوة ملتاعة في جحيمالجسد.. الحب الكبير احتضان للمحبوب كاحتضان أشعة الشمس للزهور.. تمنحهاالدفء والنور والحياة... فتعال يا مليكي نغدق على هذا الشعب بحبنا الكبيرفنمنحه الدفء والنور والحياة.. هيا نسير وأنا ظلك اليسير...‏

    ماذا رائيكم بالحب انتظر مشاركتكم ولك الشكر

    ............م.فراس...........




      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 4:11 pm