منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الدروس في تفكيك طلاسم "العيطموس".. قراءة خاصة جدا!

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الدروس في تفكيك طلاسم "العيطموس".. قراءة خاصة جدا! Empty الدروس في تفكيك طلاسم "العيطموس".. قراءة خاصة جدا!

    مُساهمة   الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 1:31 pm


    ثقافة تاريخية والتقاطات مميزة.. القصيدة التي تُسمع وتُقرأ وتُشاهد! - قرأها: رمضان الشمريتوطئة: ما ستطالعونه هنا هو قراءة خاصة جداً، تعبر بوجه الخصوص عن رأي كاتبها، والمعني في بطن القارئ!ناقتي يا ناقتي .. لا رباع ولا سديس
    وصليني لابتي من ورى هاك الطعوس
    حايل ٍ رابع سنه من خيار العيس عيس
    خفها لا درهمت كنه بالنار محسوس
    لايختلف اثنان على أن هذا الوصف لراحلة الشاعر ألا وهي الناقة، لكني قد أجدالفرصة لأميز قراءتي لهذه القصيدة، وذلك بأن الشاعر يحب الأساطير، لذافوصف الناقة هنا يقصد به "بساط الريح" والدليل سنعرفه لاحقا عندما يتجولهذا البساط في المناطق العربية! بالتقاطات عجيبة وثقافة تاريخية كبيرة،إلى الدرجة التي صرت أفكر فيها أني ظلمت شعراء المحكية كثيرا وظلمهمالمجتمع أيضا، عندما نحى بالثقافة وسعة الاطلاع على "مستخدمي الفصحى" فقط!ناصر الفراعنة هنا وفي هذه القصيدة التي سأسميها أنا "بساط الريح" كانتدرسا مجانيا في التاريخ، ولكم الحكم عندما تقرأون معي طلاسمه التي بثهاعلى مسرح شاطئ الراحة!في دجى خالي خلا.. لا حسيس ولا ونيس
    تدوخك من شدة البرد طقطقة الضروس
    هناوصف لوقت بدء الرحلة وهو الليل، ويقصد الشاعر "الظلمة" في إشارة إلىالتخويف، وأثبت ذلك في تكملة البيت "لا حسيس ولا ونيس" وهنا أراد إيصالظرفين أحدهما مكاني (ونيس) وآخر زماني (حسيس)، أما الظرف الزماني فهومقرون بشتاء وبرد قارس، وقد يكون الشاعر وضع هذا التوقيت مع هذا المناخللدلالة أيضا على شجاعته، ولإضفاء جو من التشويق على المتلقي، وسيأتي فيالقصيدة من الأبيات ما يؤيد هذا الرأي.في عيوني يكفخ الطير ويطيح الفريس
    وانتهض جساس من دون خالته البسوس
    هناما زال الشاعر يمارس الضغط النفسي بوصفه لعينيه على أنهما شديدتيالالتقاط، وأن الفريسة واقعة لا محالة، وأعطى العذر لنفسه بجساس عندما هبلنجدة خالته البسوس وقتل كليبا في الأسطورة العربية المعروفة، وهنا نتوقفقليلا لنرى أن الشاعر استشهد بجساس وانتهاضته لفزعة خالته البسوس نظراًلعاطفية المتلقي العربي مع نجدة المرأة، ويتضح أن الشاعر في الأبياتالسابقة أراد أن يظهر شجاعته وفي الوقت نفسه اعتذار وتبرير مسبق لماسيقوله لاحقا ضمن أبياته.وفي خفوقي فرخ جنية ٍ يضرس ضريس
    يوم أوردها هجوس ٍ وأصدرها هجوس
    هناما زال الشاعر يمشي في السياق نفسه، يمارس ضغطا نفسيا رهيبا على المتلقيفي إشارته إلى وجود "فرخ جنية" في صدره، ولعل الشاعر تعمد إيراد مفردة"فرخ" في إشارة إلى العبث الذي قد يحصل من هذا الفرخ، والذي قد يؤدي إلىما لا يحمد عقباه، فإشارته تلك مقصود بها الجهل وصغر السن والعبث وعدمالمسؤولية واللامبالاة، وعندما يكون غريمك جاهلا فإنك تخشاه أكثر منالعاقل،أما قوله "يضرس ضريس" فيفيد الشوق واللهفة إلى الهجوم، وهو شبيهبقوله "في عيوني يكفخ الطير" وفي كلتا الحالتين الاستعداد للانطلاقوالترهيب والتخويف وبث الرعب، وقد شبهها في نهاية البيت بإنها كـ "الهجوس"التي تلازمه، و لابد من ملاحظة أن الشاعر في صدر البيت يشد ويقسو وفي عجزهيرخي ويستشهد، في محاولة منه للسيطرة على زمام الأمور وإرضاء الأذواقكافة، وقد نجح في ذلك وسيطر على القصيدة بطريقة مدروسة.
    ما مضى كانمقدمة الشاعر لنفسه ولقصيدته، أما ما سيأتي فهو لب فكرته في القصيدة، وهوالوضع التاريخي والسياسي لنجد موطنه الأم، وهنا يتفق كثيرون ممن قرأواالقصيدة أن الشاعر أورد ثلاث مراحل من تاريخ نجد، من خلال رؤيته الخاصة،مرحلة البدو (عيطموس)، مرحلة الأتراك (دختانوس)، ومرحلة الدولة السعوديةالحديثة (العروس).
    أولاً: مرحلة البدو (عيطموس) وهي مرحلة البادية،ونلاحظ أن الشاعر مدح مرحلة العيطموس وأشاد بها، نظرا لخلفيتيه البيئيةوالاجتماعية التي تمجد مثل هذه البيئات وتراها صالحة بتقاليدها وعاداتهاالأصيلة ونخوتهم ورجولتهم حتى مع أعدائهم، ويشير إلى ذلك إشارة واضحةعندما يؤكد أنهم يتحاربون فيما بينهم و"الدم محموس"، إلا أنهم كانوايحترمون بعضهم البعض.
    ديرتي دار ابن ضاري وابن غثلم جريس
    ديرة اللي دوجو في فيافي نجد جوس
    ديرتي يا بنت شيخٍ ومعدنها نفيس
    عيطموسٍ دونها دثرتني عيطموس
    جادلٍ مطرق جسدها مع الغربي يميس
    طينةٍ من تربة الخلد والدم محموس
    ثانياً:مرحلة الأتراك (دختانوس)، وهي المرحلة التي دخل فيها الأتراك نجد واستولواعليها عسكريا، والشاعر هنا هجا مرحلة "دختانوس"، وأشار إلى النقائض التيمرت بها دولتهم من صدر رحب للكنيسة إلى الاستيلاء على الحرمين الشريفينوالقسوة على شعوبهم في تشبيه حقبتهم بحقبة حكم بوش، إشارة إلى الحروب حتىفي نهاية الأبيات الخاصة بدختانوس، كما أشار الشاعر بذكاء إلى طول فترةحكم الأتراك أو الدولة العثمانية ولكنها للأسف في وضع الجلوس!نقشت خمسٍ من الخمس في ليل الخميس
    ليت شعري ما أرادت بهذا دختنوس
    كم تمنى إمعه مثلها فتنة ابليس
    كان يمكن قد قلب نصف امتنا مجوس
    كن دماث الصدر منها كنيسه أو كنيس
    صومعة رهبان دينٍ يؤدون الطقوس
    آتقوس مع تقوس نواهدها واقيس
    قبتينٍ قاب قوسين قوسٍ جنب قوس
    خصرها يحكي لنا واقع القوم التعيس
    وردفها عن غطرسة بوش يعطينا دروس
    من رغم قصرها ما يجالسها جليس
    تصبح أطول نسوة الأرض في وضع الجلوس
    المرحلةالثالثة: مرحلة نجد الحديثة (العروس)، وهو وصف لحال نجد بعد نجاح المؤسسعبد العزيز بن سعود في فرض سيطرته عليها، وأشاد بعزة وشموخ أهل نجد فيحكمهم الملكي بقوله:وعيشتي ما بين أسودٍ ولو ماني رئيس
    خير من كوني رئيسٍ على شلقة تيوس


    وبحسبمفهوم الشاعر بأنها أفضل من الأحكام الجمهورية وهذا ما يذكره في عجز البيتنفسه، وهنا إشارة أيضا إلى أن الأحكام الجمهورية والديمقراطية في البلادالعربية حبر على ورق، وأن حكاية الانتخابات والفوز بنسبة 99 في المائةليست سوى ضحك على الذقون!
    العروسة ما تبي غير ابو تركي عريس
    العروسة نجد ماهي بحيا الله عروس
    نجد بنت المجد ونسة مونسة الونيس
    ما عسفها الا معزي ضحى يوم العبوس
    كل اهل نجدٍ هلي من آجا حتى الخميس
    في ذراهم بلتجي عن مقففة الرسوس
    وعيشتي ما بين اسودٍ ولو ماني رئيس
    خير من كوني رئيسٍ على شلقه تيوس
    وليس عيب ان خدعني بمكره كل هيس
    لأن ما يفهم بطبع الهيوس إلا الهيوس
    مامضى كان من أوضح أبيات الشاعر في قصيدته، لم يكن الترميز يحتاج إلى شرحوتدقيق كثيرا، وخصوصا في البيت الأخير من المقطع الماضي، حيث يوضح الشاعرمباشرة أنه وإن خدع من "الهيوس" فذلك ليس عيبا فيه بقدر ما هو ميزة تحسبله لأنه لا يفهم لغة "الهيوس"، ورغم أن المعنى في بطن الشاعر، إلا أنهبالتأكيد يقصد آخرين حاولوا خداعه، أو بيتوا النية لذلك على أقل الظن!مصطفى في مأدبة عمه البابا لويس
    كبر اللقمة تحت ضوء حمراء الكؤوس
    وطسم حدتها على حائط المبكى جديس
    يوم شقت ثوبها بنت عفار الشموس
    سيده هاك القصر اسمها الأول لميس
    دونها سمر الحناجر بترها حد موس
    قسقست لأحرارهم قيس قيس قيس قيس
    والبستهم من مهانتهم أنواع اللبوس
    بين خدعه كعب اخيلٍ ومولد أدوريس
    درسونا الإله والمدرس هوميروس
    ويش لاقو من قناة السويس أهل السويس
    وويش لاقو من تلمسان قوم من سنوس
    كلهم من شدة الجوع راحو خندريس
    بين غيبوبة مخدر وصحوة عرق سوس
    ثورةٍ راحو سببها بتوع الأوتوبيس
    وش نبي فيها وهي ما تهز إلا الغروس
    هنايجنح الشاعر للإقليمية العربية بعدما أشار إليها في نهاية المرحلة الثالثةمن مراحل نجد، ويرمز لـ "مصطفى" بالمفاوض العربي وقد تعمد الشاعر إبعادالاسم عن الأسماء الدارجة في الخليج أو بالأخص نجد، وهذا فيه تحيز واضحللذات، وهي من وجهة نظري غلطة الشاعر الوحيدة في قصيدته، لأنه من الشجاعةأن نتحمل الخطأ سواسية، وليست منطقة واحدة دون أخرى، خصوصا فيما يتعلقبقضايانا القومية، و"إحنا بتوع الأوتوبيس" فيلم رائع يصف الحالة العامةالتي يتحدث عنها الشاعر، من بطولة عادل إمام وعبد المنعم المدبولي، ويتحدثالفيلم عن روح الانهزام التي غلبت على مشاعر المواطن العربي البسيط، يصلذلك الفيلم إلى النتائج التي وصل إليها رجل الشارع البسيط من مهانة وخوفبسبب البوليس السري والتداعيات الأمنية للثورة، هذا الفيلم بالذات اختارهالشاعر للتدليل على "الغلابا" والبسطاء ممن ضرتهم الثورات العربية ولمنتنفعهم! بابا لويس هو المفاوض الغربي، طسم وجديس هما "إسرائيل وفلسطين"..سيدة هاك القصر اسمها الأول لميس
    دونها سمر الحناجر بترها حد موس
    القصرهنا البيت الأبيض وسيدته هي "كوندوليزا رايس"، وقد رمز لها بـ "لميس"، وقدأوضح ذلك في عجز البيت بالإشارة إلى "السمرة"، وفي الأبيات التي تليها مايؤكد ذهابنا إلى هذا التفسير عندما يصف علاقة رايس بمن تتفاوض معهم مندبلوماسيين.بين خدعة كعب اخيلٍ ومولد ادوريس
    درسونا الاله والمدرس هومروس
    "كعبأخيل" هو اختصار لـ "أخيليس" أحد قادة الإغريق في معركة طروادة الشهيرة،وهو السبب الرئيس لنصر الإغريق في تلك المعركة، و"هوميروس" هو كاتب هذهالملحمة، وهنا يقصد الشاعر الخيال الغربي ومحاولاته الدائمة تخويف العالمالإسلامي ببعض القصص الخيالية حتى استسلم لها البعض. وفي الأبيات التاليةالشاعر يسرد بعض الوقائع التي تثبت صحة كلامه أن الغرب قد دس ثقافاتهمالأسطورية للعرب.ويش لاقو من قناة السويس أهل السويس
    وويش لاقو من تلمسان قوم من سنوس
    كلهم من شدة الجوع راحو خندريس
    بين غيبوبة مخدر وصحوة عرق سوس
    ثورةٍ راحو سببها بتوع الأوتوبيس
    وش نبي فيها وهي ما تهز إلا الغروس؟
    فيالبيت الأول يشير الشاعر إلى ثورة الضباط الأحرار بذكر العمل الأفضللثورتهم وهو تأميم قناة السويس، وهو يتساءل عن العمل "الأفضل" في تاريخهموفائدته لأهل السويس أنفسهم. وتلمسان إشارة إلى الثورة الجزائرية نسبة إلىمدينة تلمسان وسنوس هم ملوك ليبيا قبل ثورة القذافي، والشاعر هنا يؤكد أنالثورات التي حدثت في البلدان العربية لم تزد أهل تلك المناطق إلا سوءا!كلهم من شدة الجوع راحو خندريس
    بين غيبوبة مخدر وصحوة عرق سوس
    يقولالشاعر إن نتيجة هذه الثورات كان الجوع والفقر لهذه الأوطان، لأنهم لميهتموا ببناء الأوطان، وإنما ذهبوا وراء شعارات زائفة! أما خاتمة القصيدةفهي أبيات من الحكمة أوردها الشاعر وكانت خير ختام لقصيدته.آفة المرء اثنتان.. إلف كأس وحب كيس
    والنفوس اليا بغيت تعرفها ارم الفلوس
    ينكشف زيف الشعارات لا حمي الوطيس
    ترجع الأذناب أذناب وتبقى الروس روس
    صدق ما قال العرب ما يحوص إلا الخسيس
    ولا يوطي الروس شي مثل ضعف النفوس
    وأقولها صادقا لكل من يقرأ، لم أكن أعتقد أن هذا الشاعر سيسحرني بقصيدته وأدائه يوما من الأيام، إلا أنه فعل!الإقتصادية

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 11:56 am