منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    في تحقيق المخطوطات

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    في تحقيق المخطوطات Empty في تحقيق المخطوطات

    مُساهمة   الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 2:02 pm


    المحرر | ثمرات المطابع, قراءات | 2010.11.13 1tweetretweet

    في تحقيق المخطوطات %D8%B3%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87هذا الكتاب عبارة عن رواية شعبية جزائرية من أمتع ما جادت به عقولالمؤلفين ، وهي لمحمد بن إبراهيم بن مصطفى باشا ، تروي قصة حبيبين التقيافي لحظة من لحظات العمر فإذا بهما يعشقان بعضهما ولا يقدر أحدهما على مفارقة الآخر ، وبين الشعر والخمر والفراق والقرب وكيد الكائدين ينتصرالحب في آخر المطاف.وصاحب العمل ولد عام 1806 بمدينة الجزائر وأنهى كتابه هذا حوالي عام1845 م (1266ه) وقد توفي حسب بعض المصادر عام1886م ويرجّح أن تكون لهأعمال أخرى غير التي بين أيدينا رغم أن الدكتور سعد الله لم يقف عند غيرها.الرواية مليئة بالأخطاء الإملائية وفي الكثير من الأحيان تكون العباراتعامية ، ورغم وجود الكثير من المقاطع الشعرية إلاّ أنّ الأخطاء أيضا وصلتإليها حتى أفسدت وزنها ومعناها مثال :حبا زايدا كل يوم حلأة وقول العوادل الرياح تهويهأضافة إلى فساد الوزن فإننا لم نفهم كيف نقرأ ” زايدا ” وما حكمإعرابها ، ولا كلمة “حلأة ” رغم أن كلمة ” العوادل ” تقرأ الدال فيهاذالا وكان من المفروض أن ينتبه المحقّق لذلك لا أن يجمع بعض الأخطاءالقليلة من العمل في جدول صغير لينبّه إلى خطإها ويعطي التصويب .” وفاضوا عيونها بالدموع ” والأحرى “فاضت عيناها بالدموع ”“وقبّل ثغرها وعنقها” والأصح ” وقبّل ثغرها وعانقها ”ثم ” أقبلوا عليهم الجوار” والصواب “أقبلت عليهم الجواري ”الدكتور سعد الله يشير في بداية العمل إلى أنه لم يغير شيئا في المتنكي لا يرمى بعدم الإمانة ولكن تعلمنا من الكتب التراثية المحقّقة أنّالمحقّق يصحّح الأخطاء الموجودة في العمل ومثاله إذا نسي الناسخ كتابةاللم في “ذلك” فكتبها “ذك” فالواجب على المحقق أن يصحّحها بدل أن يتركها ،وليضعها بين قوسين ليعرف القاريء أنها خضعت للتصويب الذي لا يمس أبدابالأمانة العلمية في شيء قليل أو كثير.بل إنّ المحقّق هنا لم يقم إلأ بدور الناشر فهو لم يفعل شيئا سوى إخراجالكتاب من رفوف المكتبة الجزائرية ليدفع به إلى المطبعة ليقرأه الناسويستفيدوا منه مثلما استفاد. رغم أنّ استفادت العامّة لن تكون كبيرةللأسباب التي ذكرناها.هناك الكثير من الألفاظ لم يفهم القاريء معناها بل زادها المحقّق سوءا حين وضعها على الهامش قائلا :” هكذا في الأصل ولا أدري لها معنى الآن” مثل:” ثم قدموا لهم مائدة المدام، منوّعة من الفواكه و الحلاواتوصففت الأبارق وملوا الكيسان من عتيق الخمر المللون ”فكلمتي ” ملوا ” يضعها المحقّق في الهامش ويشرحها على أنها تعني “ملأوا” أمّا كلمة ” المللون ” فعلّق بأنّه لم يعرف معناها وهو ما حدث مع كلماعديدة أخرى فلم َ إذن يحقق رواية لا يعرف معاني ألفاظها؟
    وغاية القصد من هذا الحديث أنّ فنّ التحقيق ليس لأيّ كان ، له المتخصّصونفيه علماء أجلأء ويكفي أنّ نذكر الدكتورة بنت الشاطىء لنعرف الأمر كما لايجب الاعتماد على النسخة الواحة إلاّ في الحالات القصوى ولا أن تكون فكرةالأمانة العلمية حجّة على عدم تصحيح الأخطاء ،وهذا ليقدّم العمل للقاريءكاملا لا غبار عليه ، أمّا أنّه يوضع بين يديه بهذا الشكل كما هو عليه في” حكاية العشاق في الحب والاشتياق ” فالأولى أ، ينشر الكتاب دون تحقيقأفضل بكثير من تحقيق ليس له في الحقيقة إلاّ الاسم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 10:25 am