منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    مقدمة أطروحــــــة للدكتوراه

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    مقدمة أطروحــــــة للدكتوراه Empty مقدمة أطروحــــــة للدكتوراه

    مُساهمة   الإثنين ديسمبر 13, 2010 4:51 am

    مقدمة أطروحــــــة للدكتوراه

    23/01/2008


    مقدمة أطروحــــــة للدكتوراه 93432008-2509343
    <!--google_ad_client = &quot;pub-8725530438438295&quot;;/* OC_Article_250x250 */google_ad_slot = &quot;7977663773&quot;;google_ad_width = 250;google_ad_height = 250;//-->google_protectAndRun(&quot;ads_core.google_render_ad&quot;, google_handleError, google_render_ad);</ins></ins></b></div></div><p><b>عنوان الأطروحة هو &quot;<strong><em>المقامات اللزومية للسرقسطي: دراسة في البنية ـ مقامة الفرس نموذجا</em></strong>ـ&quot;،وكما هو واضح من العنوان؛ فإن مادة البحث هي من صميم الأدب الأندلسيالمغربي الذي تشرفتُ بالانخراط في الوحدة المنسوبة إليه &quot;وحدة التراثالتراث الأدبي الأندلسي المغربي: دراسة وتحقيق&quot;.<br /></b></p> <h1><b><strong><u>أسباب اختيار الموضوع</u></strong>:</b></h1> <p><b>ـلقد كان لانخراطي في وحدة التراث الأندلسي المغربي أثر كبير في اختياركتاب &quot;المقامات اللزومية&quot; لأبي الطاهر السرقسطي الأندلسي واتخاذه مادةأدبية ينصب عليها بحثي، وإذا كان هذا الانخراط/القيد ذا طبيعة مهنيةوعلمية محضة، فإنه لم يكن؛ أبدا؛ القيد القاهر المعطل للحركة والانطلاق،ولم يكن قط نظيرا للقيد الذي وصفه المعتمد في منفاه بقوله &quot;أبيت أن تشفقأو ترحما&quot;، لكنه كان من جنس القيد الذي ارتضاه شاعر العربية المتنبي &quot;ومنوجد الإحسان قيدا تقيدا&quot;. وأما إحسان هذه الوحدة وفضلها فلا يقدر بثمن،فقد تفيأنا من الأدب الأندلسي شعره ونثره وموشحاته؛ ظلالا غناء، وتقلبنامنه في أحضان بديعة الصنع فريدة النسج. وقد رجوت أن يكون هذا البحث بعضامن الاعتراف بالجميل لهذه الخميلة اليانعة وذكرى لحضارة سامقة لم يقيض لهاالله بنين وذرية يحفظون لها الحياة ويمدون في عمرها ويغنونها.<br /></b></p> <p><b>ـومن جهة ثانية كان لارتباطي بالمقامات اللزومية وعملي على رصد جوانبهاالموضوعية والفنية؛ خلال إعدادي رسالة نيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة؛أثر كبير في توطيد علاقتي مع هذا العمل الإبداعي، فصادف اقتراح أستاذيالمشرف د. محمد وراوي متابعة البحث والاستقصاء ضمن جوانب هذا العمل الفني؛في نفسي رغبة ملحة واستعدادا كبيرا.<br /></b></p> <p><b>ـ وأما السبب الثالثفيتمثل في ارتباط &quot;فن المقامات&quot; بالفنون السردية، وهي فنون أحرزت لدىالدارسين الغربيين موقعا متميزا جدا، فنالت من دراساتهم وأبحاثهم قسطاوافرا. ولم أجد، فيما قرأت من الدراسات والمؤلفات؛ دراسة توفي هذا التراثالعربي السردي الأصيل حقه من الدرس ما عدا دراسات قليلة ً انتهجت كلُهاأنماط البحث المألوف مثلَ تتبع تاريخ هذا الفن: نشأتِه وتطوره وأعلامه، أوإلقاء ِ نظرات عابرة على قضاياه ومضامينه وخصائصه الفنية. <br /></b></p> <p><b>ـوكان مما أغراني؛ أيضا؛ بخوض تجربة هذه الدراسة تجانس نصوص المقامات فيمابينها حتى لتكون مجموعة سردية واحدة، وهي بهذه الصفة تناظر مجموعة&quot;الحكايات الشعبية&quot; التي شكلت معينا فياضا للدراسات والأبحاث لدىالغربيين. ورغم ما بين الفنين من تباين يتمثل في كون الحكايات الشعبيةموروثا شفهيا شعبيا في مقابل الفن المقامي الذي يمثل موروثا أدبيا فرديا،فقد اتخذتها موضوعا للدراسة لا سيما وقد أخضع الغربيون نصوصا دينية وحتىعلمية للدراسة السيميائية.<br /></b></p> <p><b>ـ ومن هذه الأسباب أنغالبية الأبحاث التي تناولت الفن المقامي كانت منصبة على المقاماتالمشرقية، أما المقامات الأندلسية عامة فلم يتنبه الدارسون إلى وجودهاوقيمتها إلا نفر قليل، ومن بين هؤلاء أذكر د.إحسان عباس في مؤلفه: &quot;تاريخالأدب الأندلسي:عصر الطوائف والمرابطين&quot; وعلي بنمحمد في &quot;النثر الأدبيالأندلسي في ق5: مضامينه وأشكاله&quot;، ود.حازم ع الله خضر في مؤلفه &quot;النثرالأندلسي في عصر الطوائف والمرابطين&quot;. وأما حظ مقامات أبي الطاهر السرقسطيلدى هؤلاء الدارسين وغيرهم فكان زهيدا. لذلك رغبت في أن أجعل من مقاماتالسرقسطي موضوعا لأطروحتي ودراستي، ولعلني بهذا أفتح آفاقا جديدة أو أضعلبنة أولى يقيض الله لها من الطلبة الباحثين من يواصل البناء عليها والبحثفي الزوايا الأخرى غير الزوايا التي استأثرتْ باهتمامي في هذه الأطروحة.<br /></b></p> <h1><b><strong><u>منهج الدراسة</u></strong> :</b></h1> <p><b>لقدنصصت على المنهج الذي تبنيته في هذه الدراسة بالجزء الثاني في عنوانالأطروحة وهو &quot;دراسة في البنية&quot;، فهو إذا منهج بنيوي يقارب بنيات النصوصالدروسة، وضمن إطار هذا المنهج البينوي تتبعتُ؛ في المرحلة الأولى؛البنيات الشكلية الكبرى في نصوص المقامات، والذي لا ريب فيه أن المنهجالمناسب لهذه الغاية هو المنهج الذي تبناه الناقد الروسي فلاديمير بروب فيدراسته الموسومة &quot;مورفولوجيا الخرافة&quot;. وقد توخى منه وضع نموذج للخرافاتحسب الأجزاء المكونة لها والعلاقات الرابطة فيما بينها. وكان حافزه لهذاالنمط من المناهج نزوعه إلى &quot;علمنة الأدب&quot; والعملُ على رصد العناصرالثابثة فيه والإعراض عن العناصر المتغيرة. وقد كانت مفهوم &quot;الوظيفة&quot;عنصرا مركزيا في عمله التحليلي. وأما نتائجه فكان أهمُها تعريفَ الحكاياتالشعبية تعريفا شكليا كالتالي: إنها تطور ينطلق من إساءة أو نقص، ويمربالوظائف الوسيطة لكي يصل إلى عقد الزواج أو إلى وظائف أخرى تستعمل كحل.كما حدد عدد الوظائف في إحدى وثلاثين وظيفة، تخضع لنظام تتابعي واحد حتىوإن اختفى بعضها من مواقعه. ولقد كان منهج بروب هذا مثار انتقادات شتىابتداء من كلود ليفي ستراوس ومرورا برولان بارت وكلود بريمون وغريماسوغيرهم. لكن الثابت أن عمل فلاديمير بروب هذا كان نقطة الانطلاق لبناءنظريات مختلفة للسردية.<br /></b></p> <p><b>وإذا كنت قد استعنتُ في المرحلةالأولى بالمنهج الشكلي، فإنني كنت على بينة من الاختلافات الكبيرة بينالخرافات الشعبية الروسية وبين الفن المقامي عامة والمقامات اللزوميةخاصة. ومن هنا فقد أضربت إضرابا كاملا عن الوظائف التي حددها بروبلخرافاته، وعملت على أن تكون وظائف المقامات اللزومية مستمدة من متونهادون النظر إلى غيرها، مستندة إلى القوانين الداخلية التي كانت تحكم عملأبي الطاهر السرقسطي نسجا على منوال المبدعين العرب وهم ينسجون مقاماتهمنسجا خاضعا لقواعد معينة يستبطنونها مثلما كان الشعراء يستبطنون قواعدالشعر: أوزانه وأعاريضه وزحافاته وعلله وغيرها.<br /></b></p> <p><b>وفيالمرحلة الثانية تطرقت إلى البنيات الدلالية في &quot;مقامة الفرس&quot;؛ بمكوناتهاالثلاثة: السردية والخطابية والعميقة. ومن الواضح أن المنهج الذي يتحتمعلي تبنيه هنا هو منهج السيميائيات السردية، وقد آثرت أن استقي معالم هذاالمنهج كما وردت عند رائد مدرسة باريس ألخرداس جوليان غريماس. وبخاصة فيكتبه التالية:&quot;السيميائيات البنيوية&quot; المنشور سنة 1966 و كتاب &quot;في المعنى&quot;الصادر سنة 1970، وكتابه:&quot;سيميوطيقا: المعجم العقلاني لنظرية اللغة&quot; الذيألفه ونشره رفقة الباحث الإسباني جوزيف كورتيس سنة 1979م. <br />وإذا كنتأعترف بصعوبة الإلمام بالنظرية السيميوطيقية كما رسم غريماس حدودهاوأبعادها بسبب تشعب أبعاد هذا البحث وتعدد المؤلفات التي خلفها هذاالباحث، فإن ذلك لم يمنعني من محاولة تحسس البناء العام لهذه النظريةوتتبع خطوطها الكبرى. ويمكن حصر القواعد الكبرى لهذه النظرية في أنها تعملعلى إرجاع مسألة الدلالة بأكملها إلى مجموعة من العناصر البسيطة، وأنالفكر الإنساني إذا كان يتوصل إلى بناء موضوعات ثقافية كبرى مثل ِ الأدبوالأسطورة والرسم وغيرها؛ فإنه إنما ينطلق من عناصر أولية بسيطة ومحدودةجدا هي الوحدات الدلالية الصغرى المماثلة للوحدات الصوتية في مجالاللسانيات، ومن ثم يتبع هذا الفكر مسارا توليديا معينا ينطلق من المحايثةإلى التجلي، ومن التجريد إلى المحسوس، ويتضمن عددا معينا من المستوياتوالمكونات.<br /></b></p> <h1><b>ـ <strong><u>أبواب البحث وفصوله</u> : </strong></b></h1> <p><b>إنما سبق كان إطارا نظريا عاما أطَّـر حركتي أثناء البحث، أما الخطوطالتفصيلية لأطروحتي فقد صممتها بحيث تشتمل على بابين كبيرين: أولـُهمانظري والثاني تطبيقي. وجعلتُ؛ ضمن كل من البابين؛ أربعة فصول متتاليةكالتالي: البنية المورفولوجية، البية السردية، البنية الخطابية، والبنيةالمنطقية. <br /><strong>ـ <u>البـاب الأول</u></strong> : وقد خصّصتُه للجوانب النظرية فقء وقسمت التنظير إلى أربعة فصول هي:<br /><strong /></b> </p> <p><strong><b><strong>ـ <u>الفصل الأول</u></strong>:وتطرقت فيه إلى الجانب النظري</b></strong></p>

    المتعلق بالبنية المورفولوجية، وركزت فيهعلى المنهج الشكلي وما حمله من إضافات في المجال النقدي وما استتبعه منانتقادات، كما حاولت فيه أن أتتبع تعامل النقاد العرب مع الفن المقاميوصولا إلى تأكيد عدم اهتمام أولئك النقاد برصد الوحدات الداخلة في بناءالمقامات، ومن هنا عملت على تحديد تلك الوحدات الشكلية التي تميز هذاالفن، وحصرتها؛ تبعا لمذهب بروب؛ في الوظائف، واشترطتُ أن تتوفر في هذهالوظائف معاييرُ ثلاثة هي: أن تكون شكلية ً، متحكمة في بناء الحكاية، لهاقدرُ كبير من التردد.
    [b]ـ الفصل الثاني:وقد جعلتُ عنوانَه: البنية َ السردية في الحكاية؛ حاولتُ أن أتتبع نظريةالدلالة عند غريماس في خطوطها الكبرى، كما تطرقت للبنية الدلالية السرديةفي مستوييها: العميق والسطحي. وتعرضت كذلك للمكون السردي، وركزت علىاستجلاء وتحديد مفاهيم ثلاثة هي: السردية، والحالة والتحول، والبرنامجالسردي. وضمن هذه العناوين تناولت عناصر فرعية متعددة.
    ـ
    [/b] [b] الفصل الثالث:وتعرضت فيه إلى البنية الخطابية، وركزتُ في المبحث الأول؛ على استجلاء دورالمكون الخطابي في بناء الدلالة، وتناولت؛ في المبحث الثاني؛ الدلالةَالخطابية بمكوناته التالية: الموضوعة بجزئياتها: الصياغة والمسارالموضوعاتي والدور الموضوعاتي. وفي المبحث الثالث؛ تناولتُ الصورةَبأنواعها والمسارَ الصوري والتشكيلَ الخطابي. وفي المبحث الرابع تناولتالتركيب الخطابي بعناصره التالية: المستوى التركيبي وصياغة الممثل والزمانوالمكان.
    [/b] [b][b]ـ الفصل الرابع:تناولت البنية العميقة، من خلال عناصر كبرى أربعة هي: المفردة المعجمية،والوحدات الدلالية الدنيا:المعانم، ومفهوم التناظر، والبنية الدلاليةالأولية. وينبغي لي هنا أن أؤكد الطابع الاختزالي للمباحث النظرية عامة،فقد كان هاجسي الأول هو تقديم التعريفات والتصنيفات والترابطات ضمن بنيةواضحة المعالم بعيدا عن الاختلافات التي أملاها تعدد التيارات السيميائية.كما أشير إلى أنني كنت أضطر أحيانا إلى تقريب المفاهيم والتتصنيفاتوالعلاقات من خلال أمثلة آثرت أن أستمدها من الفن المقامي عامة ومنالمقامات اللزومية خاصة.
    ـ البـاب الثـاني :وقد وقفته على الدراسة التطبيقية، أي محاولة دراسة نصوص المقامات اللزوميةفي ضوء المفاهيم والبنيات السيمائية كما سطرتها خلال الباب الأول. وقدضمنتُ هذا الباب أربعة فصول مثلما سبق أن ذكرت.
    [/b][/b] [b]ـ [b]الفصل الأول: وخصصته لدراسة البنية المورفولوجية في المقامات اللزومية، وجعلته في خمسة مباحث كالتالي:
    *المبحث الأول: وتتبعتُ فيه الوظائفَ التي تنبني عليها المقامات اللزوميةوقد حددتها في ثلاث وعشرين وظيفة تبتدئ بالرحلة والجولة والإثارة وغيرهالتنتهي بالعتاب والدرس والانفصال والعتاب.
    * المبحث الثاني: وحددت فيه الوظائف التي اعتبرتها ثانوية لأنها تفتقد أحد الشروط التي تتميز بها الوظائف الرئيسة.
    * المبحث الثالث: قدمت فيه تصنيفا للحكايات المقامية بحسب كونها بسيطة أومركبة، كما تتبعتُ طرق ترابط الحكايات في المقامات المركبة.
    *المبحث الرابع: قصرته على دراسة علاقة الفن المقامي؛ مثلما حددتُ بنيتهالشكلية؛ بمجموعة من النصوص التي ارتبطت لدى المؤرخين والدارسين بالمقامات.
    *المبحث الخامس: حددتُ فيه معايير تصنيف البنيات الحكائية في المقاماتاللزومية؛ ثم عملت على رصد تلك البنيات واقترحت لذلك أربع بنيات هي:البنية العاطل وبنية السرقة وبنية العطاء وبنية العطاء والسرقة معا.واختتمت ذلك بمحاولة اقتراح بنية عامة تختزل البينات السابقة كلها.
    ـ الفصل الثاني:وتناولت فيه البنية السردية في مقامة الفرس، فعملت على تقطيع النص إلىاستهلال ومتن حكائي، ودرست الاستهلال من خلال مكونات الوصل الخطابيوالحالة والتحول والبرنامج السردي، واختتمته برصد البنية العاملية فيه. ثمتتبعت المؤشرات التي تخضع لها البنية السردية في المتن الحكائي، وصنفتهاإلى ثلاثة مؤشرات هي: الزمان والمكان والممثلون، وتتبعتُ مقاطع النصمستجليا بنيته السردية في تتابع تلك المقاطع.
    ـ الفصل الثالث: وخصصتهلدراسة البنية الخطابية في مقامة الفرس، وكانت الغاية منها رصد الصورالواردة في الحكاية، ومن ثم نظمُها في مسارات صورية، مع محاولة استجلاءالتشكيلات المنبثقة عنها، والعلاقات المتحكمة فيها على امتداد المقامةبأكملها، ابتداء بالعنوان ومرورا بالاستهلال وانتهاء بمتن الحكاية. وخلصتإلى تحديد الأدوار الموضوعاتية التي أداها الممثلون وذلك في تعالقهابالأدوار العاملية، وبناء عليها اقترحت التركيبة الموضوعاتية لكل ممثل علىحدة. ثم قدمت تركيبة تجمع بين كل برامج سردي على حدة ومجموعة من المساراتالصورية التي شكلت إهابه الخارجي.
    ـ الفصل الرابع: وحاولتفيه مقاربة البنية المنطقية في مقامة الفرس، فتوسلت إلى ذلك باستخلاصالتناظرات السيميولوجية المتحكمة في عملية تنظيم الصور الخطابية داخلالمسارات الصورية الواردة في المستوى السطحي، وقد حصرتها في ثلاثة تناظراتتبسط ظلالها على مشاهد متعددة من الحكاية، وقد اقترحت لها العناوينالتالية:
    1
    [/b][/b] [b]ـ عالم العلاقات : وأقصد به عالم العلاقات العائلية والقرابة الدموية الذييتجلى في مجموعة من المتقابلات المعنمية مثل: بنوة/ربيب، أصيل/هجين، وقدبينت كيف ينتظم هذا العالمُ مساراتٍ صورية ً كثيرة تؤثث متن الحكاية،وتوصلت إلى أن عالم العلاقات هذا؛ باعتباره نظاما من القيم؛ كان سببا فيتجريد الراوي من ماله واكتماله المزعوم. واستخلصت منه المعانم التالية:
    /رفعة/ م /انحطاط/
    /امتلاء/ م /فـراغ/
    2
    [/b] [b]ـ عالم الاقتصاد : وتحضر سيماته في النص من خلال مسارات صورية مثل صفقةالبيع وتربية الخيل ومسار الضيافة. وقد اختزلته إلى معانم حددتها فيالتقابلات التالية:
    /إثراء/ م /عـوز/
    /أصالة/ م /هجنة/
    3
    [/b] [b]ـ العالم النفسي: ونجده حاضرا في تصوير الاضطراب النفسي الذي اتسم الراويفي بداية الحكاية حينما حدثنا عن شبابه وبطالته، كما يحضر في مسار "سباقاتالخيل"، ولقد اختزلت المعانم المتحكمة في هذا العالم في التقابل المعنميالتالي: /تقدم/ م /تخلف/.
    وفي ختام دراستي البنيات السيميولوجية َاقترحتُ تركيبة ً تجمع كلَ تناظرٍ سيميولوجي بالمسارات الصورية المنضويةتحته، وبالتقابلات المعنمية التي تمثل بنيته العميقة.
    وانطلاقا منهذا التناظر السيميولوجي توصلت إلى بناء التناظر السيميائي الذي يحكمعلاقات النص وذلك اعتمادا على تحديد ما يضمن توافق المسارات الصوريةوترابط َ التناظرات السيميولوجية فيما بينها. ولقد اعتبرت أن التقابلالمعنمي: /أصالة/ م /هجنة/؛ يمثل المرجع الذي يمكن أن تؤول إليه كلُالتقابلات السابقة. وبذلك اعتبرته ممثلا للتناظر السيميائي المتحكم فيالحكاية. وبالنسبة للعمليات الآولية(النفي والإثبات) التي انصبت علىمكونات المستوى العميق فقد تبين لي أنها تختلف اختلافا يفرضه تباين الركنالذي تنطلق منه العمليات. فبينما ينطلق الراوي من قيمة /هجنة/ باحثا عن/أصالة/ يفشل برنامجه السردي في تحقيق غايته ليجد نفسه في الأخير موصولامرة ثانية بالقيمة ذاتها التي انطلق منها، وفي مقابله نجد أن البطل ينطلقمن قيمة /أصالة/ في سلسلة من العمليات التي تقود إلى الـ/هجنة/ لكنه لايلبث أن يعود إلى الاقتران بالقيمة المنطلق /أصالة/.
    ولقد كان هذابالنسبة لمتن الحكاية، أما بالنسبة للمنطوق السردي/الاستهلال، فقد أوضحتُأنه يتضمن تناظرا سيميولوجيا يجسد بنية من القيم المرتبطة بـ"عالمالتعليم"، وقد حصرت هذه القيم في المتقابلات التالية:
    شيخ م مريد
    عالم م متعلم
    رفعة م انحطاط
    [/b] [b]ومنالواضح أنه يمكن رد هذه القيم كلها إلى المتقابلة التي رأينا أنها تحكممتن الحكاية، أعني متقابلة: /أصالة/م/هجنة/، وتظهر أصالة هذا العالـَمالتعليمي في تلقي العلم عن الشيوخ العلماء وأخذه عنهم أخذا مباشرا، وذلكفي مقابل الهجنة التي تقترن بالابتعاد عن العلم أو بطلبه من غير الشيوخوالعلماء.
    وإذا اعتبرت أن قيمتي /أصالة/ و/هجنة/ يمثلان البنية العميقةفي المقامة اللزومية بجزأيها: الاستهلال والمتن الحكائي، فإن ذلك لا يعنيأبدا أنها عناصر مضمونية قادرة على تلخيص معنى النص، بل المراد منها أنهاتسمية لعلاقة تتحكم في التوزيعات الدالة الواردة في اللوائح السيميولوجيةالمختلفة للنص.
    [/b] [b]وأحبفي ختام عرضي لتصميم البحث أن أشير إلى أن الفصل الذي اصطنعته بين دراسةالمكونات السردية والخطابية والمنطقية؛ إنما هو فصل نظري اقتضته الدراسةتبعا لاختلاف وسائل التحليل في كل مستوى. وإلا فإن النماذج السردية لايمكنصياغتها إلا في اقترانها بالمكون الخطابي، كما أن المضامين المراداستثمارها لا يمكن تعرفها إلا من خلال خطاطات تركيبية. ومن هنا كان تشبيهالعلاقة بين السردي والخطابي بالعلاقة بين النحو والمعجم، بحيث يصعب تصورقيام أحدهما دون الآخر.
    [/b] [b][b]ـ [b]النتـائـج :[/b][/b][/b]

    [b]ـكشفت دراستي البنية المورفولوجية أن المقامة اللزومية تتشكل من ثلاثوعشرين وظيفة تتوالى على نمط معين بحسب البنية الكبرى التي تنتمي إليها:بنية العطاء أو السرقة أوهما معا. وليس معنى تشكلها من 23 وظيقة أن هذهالوظائف كلها ينبغي أن تحضر في كل مقامة، بل إن بعضها يتعرض للحذف أوالاختزال الشديد، ويمثل هذا الحذف طريقة من طرائق التنويع والتباين فيالإبداع المقامي عامة.

    [/b] [b]ـوكانت حصيلة دراسة المكون السردي أن محور البنية السردية يتمثل في تقاطعبرنامجين سرديين متقابلين، كل منهما يدور حول عملية متميزة، وأنهما معايتركزان في بؤرة واحدة يمثلها ارتباط الراوي بموضوعه/الاكتمال، علما بأنهذه البؤرة هي التي تجسد ذاكرة الحكاية بأكملها لأن كل الأفعال التحويليةتستهدفها أو تمر بها، كما أنها تدل في الوقت نفسه على تطور الحكي انطلاقامن ادعاء الراوي الاتصال بموضوعه المتمثل في "تحقيق الاكتمال" في البدايةوانتهاء باعتراف هذا الراوي بالانفصال عن موضوعه.
    وإذا كانت سلبيةبرنامج الاحتفاظ بالاكتمال لدى الراوي لا تحتاج إلى برهنة وذلك بالنظر إلىخسارته مالَه وفقدانه ما كان يعتبره اكتمالا في ذاته وأعني بذلك معرفتهبعالم الخيول وتبريزه في سباقاتها، فإن إيجابية البرنامج السردي الخاصبالبطل/الشيخ لا يؤكدها المال الذي سلب الراوي إياه، كيف لا ونحن نجدالشيخ لا يبدي أي اغتباط بالمال المسلوب ولا يحدثنا إطلاقا عن مقداره أوعن الغايات التي يتوخى تحصيلها من ورائه، ومن هنا اعتبرتُ موضوع المالمجردَ صورة خارجية تغلف الموضوع الحقيقي للشيخ، وقد حددتُ هذا الموضوعالحقيقي في إسناد الشيخ الاكتمالَ إلى ذاته وسلبِه من الراوي، ووقوف الشيخموقف المعلم الذي يقدم حكمته وعلمه إلى غيره. واستنتجتُ من كون "الاكتمال"موضوعا للصراع أنه لا يمكن أبدا أن يكون موضوعا للتشارك بين البطلين.
    ـولقد عملت؛ في مجال البنية الخطابية؛ على رصد الصور والمسارات الصوريةوالتشكيلات الخطابية، وإذا كنت لا أدعي استقصاء كل عناصر هذا المكون في"مقامة الفرس". فإنني أعتقد أن العناصر المرصودة قد ساعدتني في تبينالأشكال الخطابية التي غلفت عناصر المكون السردي وحولتها من التجريد إلىالمحسوس.
    كما عملت على كشف تعالق المستويين السردي والخطابي من خلال مكونات حصرتها في:
    [/b] [b] أ ـ عنصر الممثل: باعتباره رابطا بين الدورين العاملي والموضوعاتي.
    ب ـ التركيبة الموضوعاتية للشخصيات.
    ج ـ تحديد علاقة البرامج السردية بالمسارات الصورية.
    فاقترحتأدوارا موضوعاتية خاصة بكل ممثل سواء باعتباره بطلا في برنامجه الخاص به،أو باعتباره معارضا في البرنامج الخاص بالبطل المقابل له. كما تتبعتالتطور الذي عرفه الممثلون ورصدتُ تحولهم من أدوار موضوعاتية إلى أدوارأخرى، وبناء على ذلك اقترحت التركيبة الموضوعاتية الخاصة بكل شخصية منشخصيات "مقامة الفرس". وسجلت ضمن الأدوار الموضوعاتية؛ حضورَ موضوعة"الفعل الأدبي" إبداعا وتلقيا؛ تأثيرا وتأثرا، وكذا موضوعة "الولع بالخيولالعربية الأصيلة".
    [/b] [b] [/b] [b]ولماكانت المسارات الصورية والتشكيلات الخطابية تشكل جزء من المكونات التيتغلف البرامج السردية وتمنحها طابعها الثقافي والاجتماعي المتميز المرتبطبمجموعة بشرية معينة، فقد حاولت رصد مجموعة من المسارات التي أثثتالبرنامجين السرديين في الحكاية المقامية. وتبينتُ منها اشتراك الممثلَينالرئيسيَيْن في برنامج سردي واحد هو "تحقيق الاكتمال"، لكن مع تباين فيالمسارات المشكلة لكل برنامج على حدة، وذلك تبعا لاختلاف الوسائل التييأخذ بها كل منهما. كما اتضح أنه إذا كانت للبرنامج السردي الخاص بالراويهيمنة في المشاهد الأولى من النص، واستدللت على تلك الهيمنة بالمساراتالتي منحته وجوده المادي المحسوس، فإن الغلبة تحققت للبرنامج السردي الخاصبالشيخ في المشاهد المتوسطة والأخيرة مقترنةً بالمسارات الصورية الخاصةبه. كما لاحظت هيمنة الفشل على البرنامج السردي للراوي أيا كان المجالالذي يتحرك فيه: سفاهة أو لهوا، أو تجارة (اقتناء الفرس)، ولم يشذ عن هذاإلا مسار سباقات الخيول التي كان يفلح فيها. وفي مقابل تعدد تجارب الراوي؛ فإننا نجد الشيخ لا يخوض أمامنا إلا تجربة واحدة يحقق فيها الفوز.
    ـ
    [/b] [b] ولقد تطلبتمني دراسة ُ البنية المنطقية تحديدَ العلاقات الرابطة بين المساراتالصورية، واستنتجت أنها تترابط ضمن "تناظرات سيميولوجية" حصرتها في/العلائقي/ و/الاقتصادي/ و/النفسي/. ثم اختزلت هذه التناظرات السيميولوجيةفي سمات معنمية حصرتها في تقابلات معينة، ثم اقترحت أن يكون التقابلالمعنمي: /أصالة/ (م) /هجنة/ جوهرها المتحكم في إخضاعها للتجانس وبثالتوافق بينها.
    يمكن القول؛ إذن؛ إن المقولة الدلالية (أصالة/هجنة)؛تمثل البنية العميقة لنص "مقامة الفرس"، فالشيخ حتى وإن بدا؛ في أولظهوره؛ أنه /هجين/، إلا أنه يتمكن في نهاية الحكاية من إثبات /أصالته/،وبالمقابل؛ فإن الراوي؛ حتى وإن بدا في أول الحكاية متسما بـ/الأصالة/ فيمختلف المسارات؛ إلا أنه يتكشف في الأخير عن مفتقر إليها.
    [/b] [b][b][b]صعوبات البحث:[/b][/b][/b]

    [b][b][/b][/b]

    [b][b][b]ممالا ريب فيه أن إنجاز هذا البحث على الوجه الذي أردته قد اعترضته عوائقجمة، لعل أهمها ندرة المؤلفات العربية في ميدان السيميوطيقا. وإذا تحدثناعن الندرة في مجال التنظير؛ فإنها في مجال الدراسة التطبيقية غاية فيالندرة. وتدل لائحة المراجع العربية الملحقة بهذا البحث على هذه الندرة.
    وقدفرضت علي؛ هذه الندرة في المؤلفات العربية في مجال السيميائيات؛ الاتصالَبالمراجع والمصادر المكتوبة باللغة الفرنسية، وهو ما دفعني دفعا إلىالاتكال على نفسي في ترجمة النصوص، وإذا كان من إيجابيات ذلك الوقوفُ علىالنصوص في مصادرها الأصلية، فإن الأمر لا يخلو من مشاكل أخرى تقتضيهاترجمة النصوص.
    [/b][/b][/b] [b][b][b]أماالعائق الأكبر فقد تمثل في إيجاد مقابلات للمصطلحات السيميائية، وسبب ذلكهو اختلاف الباحثين العرب في اقتراح مصطلحات عربية لهذا العلم. وقد أشرتُ؛خلال إيرادي المصطلحات في ثنايا هذا البحث؛ إلى بعض تلك الاختلافات، بل إنكثيرا من الباحثين العرب وقفوا عند حد نقل المصطلح السيميائي نقلا حرفياكما وضع في لغته الأصل (ومثال ذلك: السيم، السيميم، اللكسيم، الكلاسيم..)، وتجاوز الأمر ذلك في حالات كثيرة إلى الإضراب عن إيراد جملة منمقابلات المصطلحات الأعجمية تجنبا لمشاكل الترجمة.
    كما كان اتساع مجالالسيميائيات واختلاف مذاهب الدارسين ومدارسهم عاملا معرقلا، بل إن تتبعنظرية الدلالة عند غريماس وحده في مختلف مؤلفاته تتبعا دقيقا يتطلب مجهوداضخما تنوء به العصبة من الدارسين. لذلك قصرت دراستي النظرية على ما يرسمالخطوط العريضة لهذا العلم، متجنبا الدخول في متاهاته وسراديبه، وراغبا عنالتصدي للاختلافات.
    [/b][/b][/b] [b][b][/b][/b]
    د. محمد شارف

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 1:41 pm