منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    تابع لنمذجة ريكور

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    تابع لنمذجة ريكور Empty تابع لنمذجة ريكور

    مُساهمة   الخميس أكتوبر 27, 2011 10:38 am

    يمكن لفلسفة معنية للمخيلة أن تضيف إلى الفكرة البسيطة حول “النظر عبر روابط جديدة (ماكس بلاك op. cit
    237) فلسفة نافذة في الآن نفسه في العمق بواسطة مجازات جذرية وفي الاتساع
    بواسطة مجازات ترابطية (نفس المرجع 241). إن المزية الثانية عند المرور
    بالنموذج هي الأخذ بعين الاعتبار الارتباط بين الوظيفة الاستكشافية وإعادة
    الوصف. إذ يحيلنا هذا التقريب صدفة إلى فن الشعر عند أرسطو. إن المرء يتذكر
    كيف ربط أرسطو بين المحاكاة Mimesis والأسطورة Mythos من خلال مفهومه عن الشعريةPoïesis التراجيدية. إذ يقول:” إن الشعرية هي محاكاة للأفعال الإنسانية لكن هذه المحاكاة Mimesis
    تتم من خلال إبداء حكاية أو حبكة والتي تظهر أبعاد تكوين ونظام خالية من
    مآسي الحياة اليومية”. عندئذ ألا ينبغي أن نفهم العلاقة بين الأسطورة
    والمحاكاة Mimesis/ Mythosفي الشعرية الإغريقية على أنها علاقة تخيلية وإعادة وصف في نظرية النماذج؟في
    الواقع تظهر الأسطورة كل أبعاد الجذرية والتنظيم وفق الشبكة التي منحها
    إلى الأصليات أي إلى المجازات التي هي من مرتبة النماذج. ليست المجازية
    بعدا محكوما بالقوة بل أسطورة عن ذاتها. تتمثل هذه المجازية في وصف مجال
    أقل معرفة مثل نظيرها في النماذج – الواقع الإنساني بالاعتماد على علاقات
    المجال التخيّلي ولكنه معروف بدرجة أكبر – الحكاية التراجيدية باستعمال كل
    فضائل “التبيين النسقي” المتضمنة فيها تمتنع المحاكاة أن تمثل صعوبة ومصدر
    هفوة لأنها لا تفهم بألفاظ النسخة بل بإعادة الوصف. ينبغي أن نقرأ الصلة
    بين الأسطورة Mythos والمحاكاة Mimesis وفق معنيين : إذا كانت التراجيديا لا تبلغ تأثير المحاكاة إلا بإبداع الأسطورة فإن الأسطورة تخدم المحاكاة وطابعها الإنعطائي Dénotatif العميق. ولو تكلمنا وفق ماري هاس تصبح المحاكاة Mimesis
    اسم الإحالة المجازية. هذا ما أشار إليه أرسطو نفسه عبر هذه المفارقة:” إن
    الشعر هو أكثر قرب إلى الماهية من التاريخ الذي يتحرك داخل العرض Accidentel.ّ إن التراجيديا تعمل على رؤية Voir الحياة الإنسانية مثلما تظهرها الأسطورة بعبارة أخرى تمثل المحاكاة البعد الإنعطائي للأسطورة.إن
    هذا الدمج بين الأسطورة والمحاكاة هو الأثر الوحيد لكل شعر تراجيدي، وهو
    يظل أكثر سهولة فقط في الكشف لأن الأسطورة تأخذ من جهة شكل الأقصوصة
    والمجازية تتعلق بحبكة الخرافة لأن المحال إليه يتكون من جهة أخرى بواسطة
    الفعل الإنساني بإظهاره تجانسا أكيدا مع بنية الأقصوصة عبر مجرى حركتها. إن
    عمل كل شعر تراجيدي هو الدمج بين الأسطورة والمحاكاة، إننا نتذكر الذي قام
    به ناتوب فراي حول الشعري والشرطي، ولكن ماهو الشرطي Hypothétique؟إن اللغة الشعرية وفقا للنقدي المتوجه نحو الداخل وليس نحو الخارج و نحو بنية الأسلوبMood وحالة
    النفس لا تساوي شيئا خارج القصيدة نفسها أي هي التي تحصل على صورة القصيدة
    من حيث هي ترتيب علامات.ألا ينبغي أن نصرح أولا أن الأسلوب هو الشرطي الذي
    تخلقه القصيدة والذي أصبح يحتل المكان الذي كانت تحتله الأسطورة في الشعر
    التراجيدي حسب هذا العنوان؟ ألا ينبغي أن نقول فيما بعد عن هذه الأسطورة
    الغنائية أنها متصلة بالمحاكاة الغنائية وأن الأسلوب المخلوق بهذا المعنى
    يكون نوعا من النموذج من أجل النظر مثل Voir comme والإحساس مثل Sentir comme؟أتحدث
    في هذا المعنى عن إعادة الوصف الغنائية بهدف إدماج العنصر التخيلي الذي
    تأخذه نظرية النماذج بعين الاعتبار في صلب التعبير حسب رأي نيلسون غودمان.
    ليس الإحساس الذي وقع تقطيعه بواسطة القصيدة أقل استكشافية من الخرافة
    التراجيدية ولا تصبح الحركة نحو داخل القصيدة متعارضة تعارضا محضا وبسيطا
    مع الحركة نحو الخارج. انه يعني فقط انفكاك مع المرجعية البديهية ومع
    الارتفاع بالإحساس إلى الشرطي وإبداع خيال عاطفي : لكن إذا ما أردنا أن
    نحتفظ بالمحاكاة الغنائية بالنسبة إلى حركة نحو الخارج وهي الأثر عينه
    للأسطورة الغنائية فإنما ينجم عن الأمر الذي يجعل الأسلوب Mood أقل استكشافية من الخيال في شكل أقصوصة. تعود
    مفارقة الشعري في مجموعها إلى كون الارتفاع بالإحساس نحو الخيال هو شرط
    انبساطه المحاكاتي، إذ أن “وحدة مزاج أسطوري يقدر على الانفتاح واكتشاف
    العالم”. انه لو تم تكوين هذه الوظيفة الاستكشافية للأسلوب بطريقة يصعب
    معرفتها فهذا يعني دون شك أن التمثيل أصبح القناة الوحيدة للمعرفة ونموذج
    كل علاقة بين ذات وموضوع في حين إن الإحساس يكون أنطولوجيا بطريقة مغايرة
    للعلاقة عبر المسافة لأنه يمثل شريكا في الشيء.(1) لهذا
    السبب لا يجد التعارض بين الخارج والداخل أي اعتبار هنا. إن الإحساس لا
    يكون داخليا ولا ذاتيا وإن الإحالة المجازية تجمع بالأحرى ما سماه حتى
    دوغلاس بورغرون “الشامات الشعرية للحياة الداخلية وموضوعية الأنسجة
    الشعرية”. (2) إن شامة شعرية تعني ظاهرة مرئية ما سواء كانت ملاحظة بالعقل
    أو متخيلة تجريديا والتي تستعمل كوسيلة من أجل التعبير عن شيء معين يخص
    الحياة الحميمية للإنسان أو عن واقعة غير مكانية بصفة عامة(2 تابع لنمذجة ريكور Icon_cool ، هكذا تظهر بحيرة الثلج في عمق جحيم دانتي إذ أن قول نورثروب فراغي أنّ العبارة الشعرية موجهة وفق معنى يجذب إلى المركز ّCentripète هو
    قول يعني فقط كيف ينبغي أن نتفادى تأويل الشامة الشعرية وفق معنى
    كوسمولوجي. لكن شيء ما يقال عن ضرب للوجود لبعض الأنفس التي هي في الحقيقة
    نفوس مثلجة.إننا سنناقش فيما بعد معنى تعبير “في الحقيقة” وسنقترح تصورا “ثوريا” للحقيقة المجازية Métaphorique
    في حد ذاتها.إذ يكفي الآن أن نقول أن الفعل الشعري لا يصور مجازيا
    الأحاسيس التي تتصف بها “أنسجة العالم” والسمات غير الإنسانية التي تتحول
    إلى تصاميم حقيقية للحياة الداخلية.إن ما يسميه دوغلاس
    بورغرون واقعة بسيطة هو الذي يعطي دعامة لصورة الحياة الداخلية التي تصبح
    نظيرا لهذه الحالات من النفس التي يعتبرها نورثروب فراي
    بديلا عن كل حالة. إن “خط الأمواج المفرح” في قصيدة هودرلاين ليس حقيقة
    موضوعية بالمعنى الوصفي ولا حالة نفسية بالمعنى العاطفي. إن المراوحة تطرح
    بالنسبة إلى تصور يختزل الواقع منذ البداية في الموضوعية العلمية. إن
    الإحساس الشعري يفصح عن نفسه عبر تعبيراته المجازية بلا تمييز الداخلي عن
    الخارجي ردا على ذلك تقول الأنسجة الشعرية لعالم “الأمواج المفرحة”
    والشامات الشعرية للحياة الداخلية ل”بحيرة الثلج” بتكامل الداخل مع الخارج.
    يرفع المجاز هذا التكامل من الخلط واللاتميز إلى التوتر بين قطبين. إن
    الانصهار التعاطفي الذي يوجه غزو ثنائية الذات – الموضوع هو آخر، وإن
    المصالحة التي تتجاوز التعارض بين الذاتي والموضوعي هو آخر. هكذا إذن يطرح
    سؤال الحقيقة المجازية، ويصبح معنى لفظ حقيقة موضع سؤال على الأقل. إن
    المقارنة بين النموذج والمجاز هي التي تشير إلى الاتجاه أي أن الإحساس
    الشعري هو أيضا الذي يطور تجربة الواقع والتي يتوقف فيها الإبداع والاكتشاف
    عن التعارض مثلما يوحي بذلك الدمج بين التخيل وإعادة الوصف.لكن ماذا نعني
    عندئذ بالواقع؟ترجمة لفصل من كتاب بول ريكور المجاز الحي طبعة سيوي باريس 1974 من صفحة 302الى صفحة 310كاتب فلسفي











      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 12:56 am