منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    التناص .. استراتيجية نقد :

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    التناص .. استراتيجية نقد : Empty التناص .. استراتيجية نقد :

    مُساهمة   الإثنين يناير 18, 2010 1:28 pm

    التناص .. استراتيجية نقد :

    التناص استراتيجية لتحليل ونقد النص الأدبي بشكل عام والنص الشعري بشكل خاص … وان التوجه النقدي البنيوي طور هذه الاستراتيجية واعتمدها اساسا في التحليل والقراءة النقدية .
    "وتنص هذه الستراتيجية على إن الشاعر يخلق نصه الشعري بالتناص (التعالق) مع نصوص أخرى سبقته ويعبر من خلال تناصه معها عن مقاصده وغاياته ويحقق أهدافا" مهمة كالتواصل والتخاطب مع أفراد المجتمع وفي ضوءه فان عملية تحليل النص تستند إلى كشف هذا التناص (التعالق) بين النص الحالي والنصوص السابقة التي تشكل منها.
    من هذا يتبين ان التناص هو وسيلة للتعامل مع تقاليد الادب باعتبارها مرجعا اساسيا تتشكل منها الاعمال الحالية
    نعريف التناص :
    عرف مصطلح التناص على ضوء تعريف مصطلح اخر هو " النص " باعتباره اللبنة الاساسية التي تشّكل منها التناص :

    فالنص: هو "مدونة كلامية ( مؤلف من كلام ) ، حدث يقع في زمان ومكان معينين ، لا يعيد نفسه إعادة مطلقة ، وهو تواصلي ( يهدف توصيل معلومات ومعارف ونقل تجارب الى المتلقي) ، وهو تفاعلي ( يهدف قيام علاقات اجتماعية والمحافظة عليها ) ، وهو مغلق من ناحية سماته الكتابية الايقونية , وهو توالدي ( لكونه يتوالد وينبثق من أحداث تاريخية ونفسانية ولغوية أخرى كما تتوالد منه أحداث نصوص لاحقة)
    فالنص إذا هو ... مدوّنة حدث كلامي ذي وظائف متعددة .

    أما التناص: فقد استخلصت مقوماته الرئيسية من مجموعة تعاريف تمثلت في :
    1- فسيفساء من نصوص أخرى ، ادمجت فيه بتقنيات مختلفة…
    2- ممتص لها ، يجعلها من عنديته لتنسجم مع فضاء بنائه ومع مقاصده .
    3- محوّل لها ، بتمطيطها او تكثيفها بقصد مناقضة خصائصها ودلالاتها ( معانيها أو بقصد تأيدها .
    فالتناص إذاً هو : تعالق ( الدخول في علاقة ) نصوص مع نص ( حدث ) ، بكيفيات واساليب مختلفة ، وبقصد معين .

    أنواع التنــاص :
    وضحت الدراسات الادبية انواعا للتناص وطرحت تكنيكا لكشف وقياس هذه الانواع ، وتحددت في ثلاث انواع
    أ -المحاكاة الساخرة ( النقيضة أو التهكمية ): والتي تعني ان المؤلف يحاكي في عمله ( معلما ً أو اسلوباً ) في عمل ادبي اخر ليسخر منه .
    ب – المحاكاة المقتدية (المؤيدة): والتي تعني ان المؤلف يحلكي عمله ( معلماً أو اسلوبا ً ) في عمل ادبي اخر ليهتدي له .

    ج – المحـاكاة التـوفيقيـة : والتي تعني ان يكون المؤلف متخذا موقفا موفقاً محادياً ( وسيطا ً ) .
    من هذا يتبين بان انواع التناص ما هي الا انواع لمحاماة نصوص اخرى ، تختلف عن بعضها اعتماداَ على جانبين اساسيين هما :
    1- مواقف المؤلف من المعارف التي تطرحها تلك النصوص ( افكارها ، معانيها ، اساليبها ) .
    2- مقاصد المؤلف وغاياته ( ايصال مواقفه الى المتلقي ) وقد اشارة الدراسات الادبية الى ان هذه المواقف تمثل اهم مقاصد المؤلف وغاياته في عمليه التناص حيث عبّرت عنها بالشكل التالي :
    التناص ليس مجرد عملية لغوية مجانية ، وانما لها وظائف متعددة تختلف اهمية وتأثيراً حسب مواقف التناص ومقاصده . وابرزت وظيفة التواصل باعتبارها اهم وظائف التناص التي يقصد من خلالها المؤلف ايصال معلومات الى المتلقي تختلف حسب مواقفه ومقاصده . وقد اجملت هذه المقاصد في ثلاث امور هي :

    أ – إستخلاص العبر من الماضي والدعوة الى الاصلاح :
    وهو محاكاة تعتمد على استعارة اطار قديم للبث من خلاله احكاما ( statements ) على ماضٍ وحاضر . وهي نوع من التناص الذي يستند الى مسايرة اساليب السلف واستحياء مخلفاتهم يكون القصد منها الدعوة الى الاصلاح .

    ب- إستخلاص العبر من الماضي وتصفية حساب :
    يتداخل هذا مع سابقه من حيث كلا منهاما يتوخى استخلاص العبرة من الماضي ولكنه يختلف عنه من حيث ان الاول لا يعرض بأي شخص في حين ان الثاني يهدف الى ثلب الاشخاص والتهكم بكيفية صريحة او ضمنية .
    ج- موقف توفيقي يقصد منه مصالحة الاجناس :
    ان كان الموقف الاول مساندا للسلف والخلف يستوحي منهم لصياغة رؤياه الخاصة, والموقف الثاني مناوئاً لبعض السلف منحازاً لاخر , فان هذا الموقف هو توفيقي يجمع مصالحة الاجناس الادبية والاتجاهات التي تظهر في بعض الفترات من تاريخ وثقفافة الامة ونقيضه يظهر في الفترات التاريخية النشيطة والممتلئة باختلاف الاراء العاكسة للصراع بين الفئات .

    وللتمكن من فهم التكنيك الذي يجعلنا كشف بين هذه المواقف الثلاثة لتعيين ما يروم اليه نص متناص ، وهو امكانية قياسية غاية في التعقيد والاشكال احيانا حيث ان " التناص ظاهرة لغوية معقدة تستعصي على الضبط ، ويعتمد كشفها وقياسها على ثقافة المتلقي وسعة معرفته وقدرته على الترجيح "
    وبرغم هذا هناك مؤشرات في النص تمكن المتلقي من ادراك التناص وانواعه وتكمن في مؤشرين :
    1- استعماله لغة وسط معين أو حقبة معينة ( مفردات وعلاقات ومعاني ) أو الاحالة الى جنس خطابي برمته .
    2- اسلوب معالجة الكلمة او التلاعب بها ( اصواتها ، حروفها ، علاقاتها ) والتي يصرّح من خلالها باتأييد او المعارضة .
    فاستعمال كثير من الشعراء لالفاظ علمية او فنية يفرض تشاكلات ومعاني متعددة ومشتركة في الوقت نفسه , واسلوب تلاعبهم ومعالجتهم لهذه الكلمات وما ينتج عنه من تعدد الكلمات والمعاني ، يفرض تشاكلات مشتركة متعددة ايضا .

    يتبـــــــع .. آليات التناص
    التشاكل (Isotope) .. والتداعي (Association )

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 11:40 am