منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الروائي - مجلة تعنى بشؤون الرواية

    خنساء محبة السماء
    خنساء محبة السماء


    عدد المساهمات : 96
    تاريخ التسجيل : 02/11/2009
    العمر : 34

    الروائي - مجلة تعنى بشؤون الرواية Empty الروائي - مجلة تعنى بشؤون الرواية

    مُساهمة  خنساء محبة السماء الأحد ديسمبر 12, 2010 12:22 pm

    الروائي - مجلة تعنى بشؤون الرواية
    د. معن الطائي
    د. أمين ملك " السرديات الإسلامية" و النقد مابعد الكولونيالي
    24/05/2010
    الروائي - مجلة تعنى بشؤون الرواية 636


    يعد الأكاديمي العراقي الدكتور أمين ملك من الأسماء البارزة في مجالالنظرية النقدية و النقد مابعد الكولونيالي على الصعيد العالمي. و الدكتورملك حاصل على الدكتوراه في الأدب العالمي المقارن من جامعة ألبرتا في كنداحيث يقيم حاليا و يدّرس الأدب المقارن و النظرية النقدية في جامعة ماكإيوان. وبالإضافة الى الأدب المقارن و النظرية النقدية، يكتب د. ملك فيمجالات السرديات الحديثة و المعاصرة و النظرية المابعد كولونيالية والخطاب الثقافي الإسلامي في الغرب. وقد حاز كتابه الصادر في نيويورك عام2005 " السرديات الإسلامية و خطاب اللغة الإنكليزية" على إهتمام واسع فيالأوساط الأكاديمية و الثقافية في كل من أمريكا الشمالية و أوروبا. وجرىإستقبال هذا الكتاب في السياق الثقافي و الإجتماعي و السياسي الذي أفرزتههجمات الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا و ما أعقبها من إهتمام متزايدبالثقافة و الحضارة الإسلامية و العربية. ولعل موقع د. أمين ملك كأكاديميو باحث من العراق يقيم في كندا يستحضر الى الذهن موقع الناقد و الباحثالفلسطيني المعروف إدوارد سعيد من الناحية المعرفية و الثقافية والحضارية. إن حالة النفي الإجباري من الوطن و الإستقرار في ثقافة و حضارةمغايرة تنتمي تأريخيا الى الآخر، يتيح للفرد إمكانية كبيرة نحو فهم أكثرعمقا و أشد وضوحا لكلا الثقافتين. يوضح سعيد في كتابه " الثقافة والإمبريالية" " بيد إني حين أقول (منفي) فأنا لا أعني ماهو حزين و محروم.بل على العكس، ذلك أن إنتماءك إلى كلا ضفتي الفالق الإمبريالي يتيح لك أنتفهمهما بسهولة أكبر"1.
    والكتاب عبارة عن مجموعة من الدراسات النقدية للأعمال الروائية لعدد منالروائيين المسلمين المعاصرين من آسيا و أفريقيا و الذين يكتبون رواياتهمباللغة الإنكليزية. و من ضمن الأسماء التي درسها ملك في كتابه أحمد علي،سلمان رشدي، نور الدين فرح، عبد الرزاق غورناه، أم. جي. فاسانجي، أديبخان، رقية حسين، فاطمة المرنيسي، أهداف سويف، تشي حسنة أزهري وغيرهم. ويعدالكتاب مساهمة بارزة في إثراء الفهم الغربي لخصوصيات الثقافة الإسلاميةوالتي تشكل المكون الأساسي للوعي و الهوية عند الروائيين المسلمين منالأصول الآسيوية و الإفريقية الذين يكتبون باللغة الإنكليزية.
    يقيم د. ملك مشروعه النقدي على "محاولة البحث في تمظهرات الهويةالإسلامية، ليس في شكلها الديني الثيولوجي، و لكن في تمثلاتها الأدبية والجمالية عند كتاب تضرب جذورهم الثقافية بعيدا في الثقافة و الحضارةالإسلامية"2. و يتحدى د. ملك النزعة الإستشراقية الغربية والتي تعمل علىوضع إبداعات الأدباء من ذوي الأصول المسلمة في قوالب ثقافية جاهزة، ويسعىللكشف عن الخصوصيات السردية لمبدعين من أصول مختلفة يعبرون عن قضاياهم ومشاكلهم المرتبطة بمرجعياتهم المعرفية و الثقافية و الدينية بواسطة لغةأخرى غير لغتهم الأم، وهي هنا اللغة الإنكليزية بالتحديد. ويعتبر الباحثهذا الجهد النقدي محاولة لإعطاء صوت للفئات المهمشة و الغير ممثلة فيالثقافة الرسمية و كسر سلطة المركز في تزييف هوياتهم المغايرة و تدجينإبداعاتهم الأدبية عن طريق طمس نقاط الإختلاف و التباين3. و تشكل النظريةالنقدية لما يعرف بما بعد الحداثة و النقد المابعد كولونيالي الإطارالنظري للكتاب من حيث النزعة التقويضة للسرديات المركزية و تناول أعمالروائيين تعود أصولهم الى ماكان يعرف بالمستعمرات البريطانية في كل من آسياو أفريقيا و دراسة الأعمال الروائية المكتوبة باللغة الانكليزية من قبلأدباء غير بريطانيين أصلا و دراسة الأنساق الثقافية من خلال النصوصالجمالية. ويقدم الكتاب قراءة نقدية موضوعاتية تقوم على تناول الحبكة وتحليل الشخصيات و الأفكار و تقصي دلالاتها الثقافية و الخطابية و السياسيةدون الوقوف طويلا على المميزات الأسلوبية و الجمالية للسرد عند كل منالروائيين قيد البحث. يعرف د. ملك مصطلح ( السرديات الإسلامية) على أنهيشير الى " الأعمال التي يكتبها شخص يؤمن و بقوة بالإسلام كدين و إلىالشخص الذي يعّرف نفسه و بطريقة قصدية و واعية بأنه " مسلم" عندما تكونأمامه حرية الإختيار من بين مجموعة من الهويات الثقافية، و الشخص الذيتمتد جذوره المعرفية و العاطفية الى تربة الثقافة و الحضارة الإسلامية"3.وأشار الباحث الى أن اول نص سردي نشر باللغة الإنكليزية من تأليف كاتبمسلم هو قصة قصيرة بعنوان " حلم سلطانة" عام 1905 في الهند للكاتبة رقيةحسين، و تعد رواية الروائي أحمد علي " الشفق في نيودلهي" ، والتي ظهرت بعدقصة رقية حسين بثلاثة عقود، من أول الروايات المكتوبة باللغة الإنكليزيةمن قبل روائي مسلم، وقد حازت تلك الرواية على إهتمام واسع جعلها تؤسسلتقليد سردي جديد4. و يؤكد د. ملك على أن الرواية المكتوبة باللغةالإنكليزية من قبل روائيين مسلمين قد أستطاعت منذ النصف الثاني من القرنالعشرين أن تؤسس لنفسها مكانا متميزا داخل التقاليد العريقة للأدبالإنكليزي، و أن تكسر النزعة المركزية لهذا الأدب الذي ظل لعقود طويلةيفرض نفسه على الثقافات المتنوعة للشعوب الواقعة تحت السيطرة الإستعماريةللإمبراطورية البريطانية على أنه أدب الثقافة و التقاليد الراقية و المحددللمعايير الجمالية و الإسلوبية للكتابة الإبداعية. فقد أخذت هذه الرواياتتحصل و بوتيرة متصاعدة على مختلف الجوائز المرموقة في أوروبا و أمريكا مثلرواية سلمان رشدي " أطفال منتصف الليل" والتي حازت على جائزة البوكر عام1981، و رواية أم. جي. فاسانجي " كتاب الأسرار" والتي حازت على جائزة جللرالكندية المرموقة عام 1994، و رواية الاسترالي من أصل بنغلادشي أديب خان "تعديلات موسمية" التي حصلت على جائزة الكومنولث للرواية الأولى عام 1995،و ترشح رواية عبد الرزاق غورناه " الجنة" للعام 1994 و رواية الكاتبةالمصرية أهداف سويف " خارطة الحب" للعام1999 ضمن القائمة القصيرة لجائزةالبوكر 5. وتقدم تللك الروايات دليلا واقعيا على ما أكد عليه كل من بيلأشكروفت و غاريث غريفيث و هيلين تيفن في كتابهم الشهير " الرد بالكتابة:النظرية و التطبيق في آداب المستعمرات القديمة" من أن "عملية التغريب التيأدت بداية إلى الهبوط بمرتبة العالم الكولونيالي إلى " الهامش" قد إنقلبتعلى نفسها، وعملت على دفع ذلك العالم من خلال حاجز عقلي إلى موقع يمكن منهالنظر إلى جميع الخبرات بوصفها خبرات غير مركزية و متعددة و متنوعة. وأصبحت الهامشية، بالتالي، مصدرا غير مسبوق للطاقة الإبداعية"6.
    غير أن الكتاب لم يتمكن من تجاوز الكثير من الإشكاليات النظرية التيأثارها، و سقط في الكثير من الأحيان في نزعة تبسيطية و إختزالية تتغاضى عنالتنويعات الجمالية و الثقافية للنصوص و تتجاوز الإختلافات الجوهرية فيالخلفية الثقافية و الحضارية و المعرفية لروائيين ينتمون الى مجتمعاتمتباينة تمتد على مساحة جغرافية واسعة بين آسيا و أفريقيا. ويمكن حصر تلكالإشكاليات في النزعة الإختزالية التي عالج من خلالها د. ملك إشكاليةالهوية و إشكالية الإسلام كهوية ثقافية جامعة و إشكالية اللغة. و تبرز تلكالإشكاليات من التحديد ذاته الذي وضعه الباحث كمعيار لإختيار النصوصالروائية التي يمكن أن يتضمنها الكتاب، " وهكذا، برزت ثلاثة محددات أساسيةبالنسبة لإختيار الروائيين المسلمين الذين سأتناولهم بالدراسة في الفصولالقادمة، أن يكونوا قد عايشوا الإسلام كممارسة حياتية لفترة زمنية كافية،أن يكونوا قد تأثروا بالإسلام الى درجة جعلته مصدرا مهما من مصادر الإلهامالأدبي و المعرفي، و أن تكون رواياتهم مكتوية باللغة الإنكليزية"7. وتجدرالإشارة هنا الى أن الباحث لا يتناول (الإسلام) كدين و كعقيدة بل كسياقثقافي و حضاري ساهم في صياغة الوعي الجمعي للشعوب المنضوية تحت رايته وشملديانات أخرى تعايشت و مازلت مع نمط الحضارة الإسلامية.
    لقد أستند د. ملك على تصور فضفاض في مايخص إشكالية الهوية و العلاقة بينالمؤلف و النص الإبداعي الذي يقوم بإنتاجه. وقد أكدت جميع مدارس النظريةالنقدية الحديثة على أننا لايمكننا الإعتماد الوثوقي على مفهوم هويةالمؤلف كمنطلق لتحليل الأعمال الإبداعية لأنه مفهوم ذو طبيعة إشكالية لهاابعاد فلسفية و ثقافية و إجتماعية و نفسية. و تشير الدكتوره ميشيل هارتمانمن معهد الدراسات الإسلامية في جامعة ميغيل الكندية في مراجعتها النقديةللكتاب الى أن معظم الدراسات التي تستند على محددات تعود الى الهويةالجمعية مثل أدب السود و الأدب النسوي، كثيرا ماتتغافل عن خصوصية الهويةالفردية للمبدع وعن المميزات الإسلوبية الجمالية في العمل الأدبي. لقدأنطلق د. ملك من تحديدات خارجية بحتة لإختياره للنصوص التي تضمنها كتابه،ولم يعنى بصياغة أو بلورة معايير مشابهة تنبع من هوية النص الجمالية والأدبية. فالتحديد قد أنصب على تعريف هوية الكاتب ( المسلم) و ليس علىكيفيات تحديد النص الروائي الذي يتمتع بالمرجعية الثقافية المسلمة. هل منالمفروض أن ينتج كل روائي مسلم نصا يحمل هوية إسلامية؟ كيف إستطاع الباحثأن يجمع بين روائيين ينتمون لهويات متباينة، بل و حتى متناقضة، تحت مسمىواحد؟ لابد أن هناك إختلافات جوهرية بين روائيين مسلمين تميزوا بنزعةعلمانية شديدة مثل سلمان رشدي و أهداف سويف و بين آخرين كانوا أكثرإنسجاما مع هويتهم الإسلامية مثل أحمد خان. ومن هذا المنطلق تكون المعاييرالجمالية للنص هي الأجدر بالأخذ بعين الإعتبار في الدراسات النقدية والبحثية الأدبية. فكان بمقدور د. ملك الأخذ بنفس المحددات النقدية التيأنطلق منها ولكن من خلال إسقاطها على النصوص الإبداعية ذاتها بدلا من هويةالمبدعين. كان من المفترض أن يعرفنا الباحث بمعايير تحديد هوية النصالمسلم بدلا من هوية الروائي المسلم، خصوصا و إن عنوان الكتاب هو"السرديات الإسلامية" و ليس ( الشخصيات الإسلامية). ولعل الفيلسوف الفرنسيالكبير بول ريكور كان قد إهتم بدراسة الصعوبات العديدة التي تواجه إشكاليةالهوية و السرد. يوضح ريكور أن " المفقود في هذا التناول الحدسي لمشكلةالهوية السردية هو الفهم الواضح لما هو جوهر الموضوع في قضية الهوية حينتنطبق على أفراد أو جماعات. و منذ نشر الجزء الثالث من " الزمان و السرد"صرتُ أعي المصاعب الجمة التي تتعلق بسؤال الهوية هذا"8.
    كذلك لم يستطع الباحث أن يوضح لنا كيف يمكن أن يحمل( الإسلام) كمكون ثقافيو حضاري الدلالة ذاتها عند روائيين من خلفيات ثقافية و حضارية و إجتماعيةمختلفة. لقد قدم لنا الكتاب صورة إختزالية عن مفهوم ( الإسلام) ظهر فيهاصافيا و متجانسا و محدد الدلالات عند أكثر من مليار مسلم ينتمون الىثقافات شديدة التباين9. إن (الإسلام) كدين عظيم إستطاع أن يستجيب الى ذلكالتنوع و التعدد الثقافي من خلال قدرته على إحتواء عدد من المذاهب التيتتميز عن بعضها البعض بتنوع التأويلات و إنفتاحها المنضبط بالقدرة علىتقديم قراءات معينة لمصدري التشريع الإسلامي، القرآن و السنة النبويةالشريفة. تجاوز الباحث ذلك التنوع و الثراء الدلالي، وجعل من (الإسلام)خطابا مركزيا موحدا، وهذا بالتحديد ما ادعى الباحث السعي الى تقويضه ونقضه في مقدمه الكتاب. يفترض الكتاب أن هناك ثقافة و حضارة إسلامية، ناجزةو لاتأريخية و متماهية مع جوهرها الثابت، يمكن للمرء أن يتمركزفي الداخلأو الخارج منها بناء على إختيار قصدي و واعي. وبذلك يعزز د. ملك المقولةالإستشراقية الشهيرة و التي تذهب الى إننا و من خلال الإسلام كثقافة وكحضارة نستطيع أن نفهم جميع المسلمين و مجتمعاتهم على تنوعها. و تشيرالدكتوره ميشيل هارتمان الى أن هذه المقولة تسقط في التبسيط وتختزلالحقائق و تعمل على تهميش و إقصاء الجوانب الثرية و المتنوعة للثقافات والمجتمعات المنضوية تحت عنوان عريض، وهو (الإسلام)10.
    ولقد تعامل د. ملك مع (الإسلام) كما لو كان هو المكون الوحيد لثقافةالروائيين الذين تناولهم بالدراسة على الرغم من تنوع المرجعيات المعرفية والثقافية لكل منهم. و على صعيد الكتاب، ظهر ذلك من خلال الإستعراض الموجزو السريع للنصوص قيد الدراسة. ففي الفصل الثامن و الذي يتناول فيه الباحثالروائية المصرية أهداف سويف، يتجه د. ملك ،بعيدا عن مناقشة نصوص سويفالروائية، نحو أستعراض القضايا النظرية للنقد المابعد كولونيالي. ويشيرالباحث علي بهداد الى أن د. ملك قد تحدث عن خمس روائيات في أربعة عشرةصفحة، بينما درس روايتين للروائية النيجيرية زينب الكالي " الفاضلة" و "المولود" في صفحتين فقط 11. ولم ينجح الكتاب في تفسير التطابق التام بينهؤلاء الروائيين الذين يعيشون في عوالم مختلفة و يتمتعون بميول ثقافيةمتباينة ويعبرون عن أفكار و اساليب إبداعية شخصية. فقد إفترض الكتاب وجودهوية شخصية و ثقافية موحدة تسوغ لنا تناول ذلك العدد الكبير من المبدعينمن منظور عقائدي و فكري و عاطفي واحد.
    أما فيما يخص إشكالية اللغة فإنها تعتبر من القضايا المركزية البالغةالأهمية في الدراسات المابعد كولونيالية. إن حقيقة كتابة المبدع لأعمالهبلغة غير لغته الأم أو لغة لا يشعر بالإنتماء لها ثقافيا و حضاريا تحيلناالى الفجوة و الإنفصال بين الوعي و اللغة. " وسواء حلت اللغة الإنجليزيةمحل لغة الكاتب الأم أو قّدمت ببساطة أداة وسيطة بديلة تضمن وجود عدد اكبرمن القراء، فقد أدى إستخدامها إالى وجود إنفصال بين إدراك العالم والتواصل معه"12. إهتم د. ملك بدراسة ذلك الإنفصال و أثره على تشكل لغةالسرد كخطاب موجه الى قاريء باللغة الإنكليزية. فهو يؤكد في كتابه أنهيريد دراسة كيف أستطاعت روائيات مسلمات التعبير عن قضايا و مواضيع تنتميلعالم المرأة المسلمة بلغة لا تنتمي هي إليها من الأصل31. لقد وضع الباحثاللغة الإنكليزية كأحد أهم المعايير المحددة لأختيار الأعمال الروائيةالتي يمكن أن يتضمنها البحث، وكان القصد من وراء ذلك هو التقصي النقديلطبيعة الإشكاليات الثقافية و اللغوية و الإسلوبية التي من الممكن أنتترشح عن ذلك. إلا أن التباين في المرجعيات الثقافية و اللغوية للروائيينالمسلمين، وعدم إلتفات الباحث لأهمية الخصوصيات و الاختلافات التي تنبثقمن ذلك التباين، يحضر دائما في فصول الكتاب كأحد المشكلات النظريةالأساسية التي لم يتمكن الباحث من حلها أو حتى معالجتها بموضوعية. إنالبعد التأريخي و الحضاري للغة التي ينتمي إليها روائي من الهند، و التيكانت مستعمرة بريطانية لقرون عديدة، لا يمكن أن يتطابق مع اللغة التيينتمي إليها روائي من نيجيريا أو مصر أو المغرب، على سبيل المثال لاالحصر. وحتى طبيعة العلاقة مع اللغة الإنكليزية كلغة التواصل الكتابي لابدو أن تكون مختلفة و غير متطابقة أيضا.
    لقد قدمت الدراسة في المحصلة صورة نمطية تبسيطية لموضوع شائك و معقد مثل (الهوية الإسلامية) و ربطه بموضوع أكثر تعقيدا مثل التمثيلات الجمالية والأدبية للقضايا الثقافية و الإجتماعية ، فكان الربط بين الهوية و السردتحت عنوان واحد هو " السرديات الإسلامية". إلا أن تلك النزعة الإختزاليةالتي هيمنت على الكتاب يجب أن لا تمنعنا من الإعتراف بأهميته من الناحيةالثقافية و نجاحه في جذب إنتباه الأوساط الأكاديمية و النقدية و الثقافيةفي أمريكا و أوروبا نحو خصوصية جماليات التعبير عن القضايا و الأفكار ذاتالمرجعية الإسلامية من قبل روائيين ينتمون حضاريا الى الهامش ويكتبون بلغةالمركز الإمبريالي بنزعة كوزموبوليتانية. و يمثل كتاب د. ملك " السردياتالإسلامية" إضافة متميزة الى النتاج الثري و الهام لأدبيات مايعرف بالنقدالمابعد كولونيالي و أعلامه مثل إدوارد سعيد و هومي بابا و بيل أشكروفت وغاياتري سبيفاك و وول سوينكا.
    المراجع:
    1- إدوارد سعيد: الثقافة و الإمبريالية، دار الآداب- بيروت، ط 2 1998، ص 71.
    2- Amin Malak: "Muslim Narratives and the Discourse of English", State University of New York Press, 2005, P 5.
    3- Ibid, P 7.
    4- Ibid, P 12.
    5- Ibid, P 12.
    6- بيل اشكروفت و غاريث غريفيث و هيلين تيفن: الرد بالكتابة: النظرية والتطبيق في آداب المستعمرات القديمة، مركز دراسات الوحدة العربية- المنظمةالعربية للترجمة، ط 1 آذار 2006، ص 32.
    7- Amin Malak: "Muslim Narratives and the Discourse of English", P 2.
    8- ديفيد وورد (تحرير): الوجود و الزمان و السرد: فلسفة بول ريكور، المركز الثقافي العربي، ط 1 1999، ص 252.
    9- Ali Behdad: "Malak, Amin. Muslim Narratives and the Discourse ofEnglish". http:// findarticles.com/p/articles/mi-hb3440/is-2-39/ai-n29366645/
    10- Michelle Hartman - Muslim Narratives and the Discourse of English(review).http://muse.jhu.edu/login?uri=/journals/esc_english_studies_in_canada/v032/32.2hartman.html.
    11- Ali Behdad: "Malak, Amin. Muslim Narratives and the Discourse of English".
    12- بيل اشكروفت و غاريث غريفيث و هيلين تيفن: الرد بالكتابة: النظرية و التطبيق في آداب المستعمرات القديمة، ص 52.
    13- Amin Malak: "Muslim Narratives and the Discourse of English",P43


    د. معن الطائي
    أكاديمي عراقي مقيم في الامارات
    maan_altaie@hotmail.com

    ...

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 3:43 am