منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    . سيميائية الدلالة

    أروى55
    أروى55


    عدد المساهمات : 235
    تاريخ التسجيل : 07/10/2009
    العمر : 32

    . سيميائية الدلالة Empty . سيميائية الدلالة

    مُساهمة  أروى55 السبت مارس 13, 2010 10:11 am

    تم النشر على منبر الرأي (http://www.manbaralrai.com)
    أسماء الشخصيات في الرواية الأردنية.. سيميائية الدلالة

    د.عماد علي الخطيب - قد تكون الشخصية الروائية شخصية خيالية لا توجد إلا في قصة الرواية، يأتي بها الراوي لتمثل شريحة اجتماعية ما، تدور حولها الأحداث، وهي العنصر الرئيس في الرواية الذي يقوم بتطوير الحدث وبنائه، وتخضع الشخصية لعلاقة التأثر والتأثير مع بقية العناصر الأخرى. ويقوم الراوي بإضاءة جوانبها باشتقاقها من عناصر أساسية، بيئتها ومولدها وسلوكها والظروف المحيطة بها.
    ويتم بناء صورة الشخصية الروائية في المسرود الضمني أو الظاهري، عبر علاقة الشخصية ببقية عناصر الرواية. أما رسم الشخصية في الرواية الأردنية وتحديد ملامحها فيعتمد على طريقتين: المباشرة التي يتكفل الرواي بتقديمهما من الخارج، فيشرح عواطفها وأفكارها؛ وغير المباشرة التي تقدم الشخصية فيها نفسها بنفسها باستخدام ضمير المتكلم.
    ويعتمد الراوي الأردني على فهم هذه الشخصية التي يلتقطها من المجتمع، ومن تمكنه من رسم هذه الشخصية عن طريق وعيه الكامل والتام بالبيئة وتفاعلها مع هذه الشخصية. فالشخصية وفقا لسمر روحي الفيصل تمتلك ما يمتلكه الإنسان في الواقع الخارجي الحقيقي من أسرة وأقارب وعلاقات واسم ونسبة .
    ولقد اختلف النقاد حول التسميات التي أطلقوها على أنواع الشخصيات من تصورهم الذاتي، فهناك ضروب متعددة من الشخصيات: الرئيسة والثانوية، الثابتة والنامية، المسطحة والمدورة، المساعدة والمعارضة. وتنوع هذه الشخصيات لا يعني الانحراف في معانيها.
    ولعل أبرز وظيفة تقوم بها الشخصية الروائية هي تجسيد معنى الحدث الروائي، لذلك فهي صعبة البناء وطريقها محفوفة بالمخاطر، لأنها دائما موضع إعجاب، فإذا شابهتنا في ظروفها ومعضلاتها وجدنا أنفسنا فيها وقرأنا ما بداخلها، فنشاركها المعاناة ونقيس تجاربنا على تجاربها، ويمكن أن يصل الأمر إلى أن يتقمص المتلقي عواطف هذه الشخصية وسلوكها ونفسيتها، فتبدو انعكاسا لذاته.
    وتعد رواية مؤنس الرزاز حين تستيقظ الأحلام علامة فارقة للرواية الأردنية في شكلها الأكثر حداثة؛ إذ تستفيد من تطور مسميات شخصياتها، مع التركيز على شخصية البطلين مختار و هبة ، والاعتماد على مجموعة من العوامل هي:.
    - عامل الفراغ في تلقي الحدث عند القارئ، فالقارئ مستعد لسماع أي نوع من الأخبار عن تلكما الشخصيتين، فهما بالأصل يعيشان في فراغ الزمان والمكان، ولهما أفق توقع فارغ، يمكن أن يمتلئ بأي تطورات.
    - عامل القرب بين مختار و هبة ؛ فهما جاران، والجيرة تصنع بعد معرفة، وبعد تعود. ثمة بعد ضمني لاحتمال صلح أي جارين ولقائهما، فيمكن أن نلصق العلاقة تلك بين الجارين على الصعيد الجغرافي، أو على الصعيد السياسي العام. كما يحدث في صلح الجارين أو عدائهما جغرافيا. فالسارد والبطلان في حين تستيقظ الأحلام تترابط أحداثهم الزمانية بفضاء المكان، مما يعني مزيدا من التفتيت لمركزية البطل مختار ، وهو ما يشار إليه بتعدد الأصوات مع كون البطل عمود الحدث في الرواية: مختار.. حبيبي.. تعال نمضي إلى البحر الميت فنبعث فيه الحياة.. . وذلك كله بالاسترجاع الزماني لأحداث مضت في حلم هبة و مختار . إنهما مشروع لكل حالم من حقه أن يحقق حلمه ولو كذبا!.
    ولعل عملية تشكيل صورة الشخصية في كل رواية خليط ما بين معطيات موضوعية للنص والمساهمة الذاتية للقارئ، إلى جانب علاقتها بالمكان والزمان. فتبدو مسيمات الشخوص عند الرزاز ذات مغزى على النحو الذي خصص له أن يكون، ف كرستين توماس امرأة خبيثة، و عمار رجل مطيع، و كرستين بحاجة إلى رجل جذوره شرقية يحميها، وتحبه على طريقتها الخاصة، وترضعه الويسكي. ولما حاول أن يكلمها عن وطنه استمعت بملل ، لكنها أدمنت جسده.
    ومن الأسماء العربية الخالدة المعروفة، تبدو شخصية سيف عند زياد قاسم في روايته الزوبعة ، إذ تبدو الشخصية هي الفاعل، فتحاول أن تنفرد بأن تجعل كل أفعال الآخرين مجرد انعكاس لما تراه هي وتنفرد به، ما يدل على معنى الأنانية والخصوصية والغرور، فتنفرد شخصية سيف لتصرخ وتقاطع وتتهم كل من حولها بتهمة أنهم لا يسيرون في الطريق الصحيحة.
    أما شخصية حنون عند إبراهيم نصر الله في روايته طيور الحذر فذات سيميائية تشاركية حقيقية فاعلة؛ إذ تصر على المشاركة اللفظية والمعنوية الفاعلة بالفعل. فعندما تقوم الشخصيات الأخرى بدورها في الفعل، تحشد الشخصية الرئيسة نفسها عنصرا فاعلا تشاركها هذا الفعل، فتبدو الشخصية فاعلة في هذا المستوى أيضا، وتكون حنون البطلة التي عادت لصوت الراوي وتحدث الراوي باسمها: لو لم يحتلوا البلد .. كان لي ولد بعمره ، ثم تعود مع الراوي إلى الماضي عبر صور متلاحقة تلاحق حوادث الحلم: تزوج هزيمته ورحل .
    كما حضرت شخصية الصغير في رواية طيور الحذر لإبراهيم نصر الله، وأرادت أن تعلم الطيور الحذر فنسيت ذاتها، وأمعن الصغير في النسيان والبراءة، حتى وقع في شباك شخصية قابض الأحلام .
    ثمة اعتناء بالأسماء ودلالاتها، فرواية طيور الحذر نموذج فريد من نماذج أدب الإنسان المقهور، تخترق الشخصية المقهورة فيها حصار اليأس والفقر، فتذهب في رحلة الاغتراب الجسدي والنفسي، فالجسد محمل بالأتعاب والهموم، والنفس يحرقها شوق الحنين للأهل والوطن، فتعيش الروح الإنسانية رحلة العذاب في صورتين: صورة الجسد المرهق من شمس النهار ليوفر حياة كريمة لأهله، وصورة النفس الراحلة في متاهات الحلم واكتشاف المجهول، علها تصل إلى بعض الفتوحات والمسالك غير المطروحة، فتوفر الأمل في المستقبل، ولكن النفس سرعان ما تنهار وتنكسر في بحر الأحزان والقهر والمرارة والفقر، فلا تستطيع هذه الشخصية أن تتحمل قراءات الواقع وحدته، فتنهار كما ينهار الصوت، ويتلاشى الحلم ويبقى الجسد مسجى على ذرات الألم واليأس، وتذهب الروح إلى عالم الأموات، تاركة جسدها قربانا لهذه الحياة.
    ولقد رسم الروائيون الأردنيون شخصياتهم بأسلوب تصويري ذي بعد اجتماعي يرسم الروائي فيه الشخصية من خلال فعلها وصراعها مع ذاتها أو مع غيرها، راصدا نموها من خلال الوقائع والأحداث، إذ يعطي الاهتمام الأكبر للعالم الخارجي.. كم صنع إبراهيم نصر الله في روايته طفل الممحاة ، فكانت الشخصية المحورية في طفل الممحاة هي فؤاد ، وجاء وصفه بأنه: ابن القرية الذي حباه الله بجسد قوي، وطلعة بهية حببت إليه الناس، وكانت سببا مساهما في تقدمه الوظيفي، إضافة إلى ميزاته الخلقية الأخرى، ومثابرته وعصاميته التي قادته من وظيفة الجندي حتى وصل إلي رتبة ضابط، كما ينال ثقة الكولونيل غريغوري البريطاني، وهو أيضا سيصبح واحدا من جنود الجيوش العربية التي أخذت علي عاتقها الدفاع عن فلسطين، وقد ارتبط وصف الشخصية بوصف آخر للمكان وللزمان..
    أما الزمان فهو في النصف الأول للقرن العشرين، خصوصا في الفترة التي سبقت النكبة 1948 وخلالها، وأما المكان فيبدأ من قرية صغيرة تقع في دولة مجاورة لفلسطين، لم يسمها نصرالله. والمؤشرات تميل إلى الأردن عبر ما تطرحه الرواية من أحداث وأوصاف، وهي بلد الضابط فؤاد الذي كان يتخلى عن مرتبته العليا أحيانا لما تسببه له من إشكاليات، وبالطبع ينقل لنا نصرالله أحداثا فرعية عن الإنجليز المستعمرين الذين عاثوا فسادا في قرية فؤاد في وقت مبكر من يفاعته، كما يوضح الظروف والأحداث الاجتماعية والبني العشائرية التي ساهمت في تكوينه، وبقدر ما هي جزء من التاريخ الشخصي له، فإنها في الوقت نفسه جزء من تاريخ المنطقة التي يعيش فيها ويتماهى معها..
    أما الأسلوب الاستبطاني في تقديم الشخصية، واختيار اسمها ذي البعد النفسي، فيلج فيه الروائي العالم الداخلي للشخصية الروائية، كما في روايات تيار الوعي التي تعود جذورها إلى كشوفات علم النفس الحديث، إذ تعتمد هذه الروايات على تقنية الاستبطان، والمناجاة، والمونولوج الداخلي للشخصية. و لا تتولد الشخصية الروائية من فراغ، ثمة الكثير من العناصر التي يستعيرها الروائي من المحيط الخارجي، من ملامح الأشخاص الذين يعرفهم عن قرب أو يحتفظ بآثارهم في ذاكرته. من مراقبته لتصرفاتهم في موقف بذاته أو عبر متابعة دقيقة لتطور ردود أفعالهم في مراحل زمنية مختلفة. هناك دائما خلف القناع الذي يفرضه الروائي على الشخصية داخل النص وجه حقيقي يمكن الاستدلال عليه أو اكتشافه من خلال بعض ملامحه .
    من ذلك شخصية المجند يعقوب ، في رواية نصر الله طفل الممحاة ، فهو أيضا شخصية فاعلة في الرواية لها دورها المؤثر والمكمل أحيانا لدور شخصية فؤاد المحورية، وأحيانا المراقب له كظله، أو دليله للملذات. يصبح يعقوب في ما بعد -لقدراته الاستخبارية الذكية- مخبرا يندس في صفوف المظاهرات ليشي بالمناضلين، لكن هذا الدور السلبي يقود إلى صحوة وطنية في ضميره يدفع ثمنها، وهكذا لا تبدو أية شخصية في الرواية ذات طابع سلبي تماما أو إيجابي تماما، فالحياة تحتمل التعدد والتبدل، لكن الشخصيات هنا معقدة التكوين متشابكة الاهتمامات والمهمات، وهي تعكس ذلك التشابك والتعقيد الذي تطرحه المرحلة الحافلة بسبل النهوض والانكسار معا، ويبدو أن سوريالية ما يدور في تلك المنطقة نقلها نصر الله روائيا، إذ بدت بعض الأحداث والشخصيات تتصرف من هذا المنطق غير المفهوم أو غير المبرر أحيانا. لهذا تأتي الصور السردية ساخرة، من نوع الكوميديا السوداء التي تضحك وتبكي، وقد ساهمت هذه الصور سوريالية الطابع والغرائبية أحيانا في كسر الإيقاع التأريخي التوثيقي لتصنع عالما موازيا تملؤه الشخصيات مكشوفة الواقع التصويري أو مستبطنته، إلا أنها تعرف ما تتحدث عنه....، وربما يتفوق الواقع عليها، ومن ذلك ما قاله الكولونيل غريغوري لفؤاد: ثمة جيوش عربية ستتوجه إلى فلسطين خلال أقل من أسبوعين لتحارب هناك، وقد طلبوا مني أغرب طلب: أن تكون هذه الجيوش تحت إمرتي سيد فؤاد .
    وقد يوفق الراوي في نفخ الحياة في شخصياته، وقد لا يستطيع؛ لأنه يقتبسها مباشرة من محيطها المعلوم، دون أن يراعي صقلها أو تهذيبها، فهي جامدة في جوهرها لا تقبل التغير خلال الرواية. فتولد الشخصية مكتملة منذ البداية، لا تغير الأحداث من صفاتها أو ملامحها، يضعها الكاتب متى شاء لتخدم فكرة معينة طوال الرواية، فهي ذات لون واحد إيجابي أو سلبي. ومنها ما جاء في رواية الرزاز سلطان النوم وزرقاء اليمامة ، ف روميو ذو شخصية بسيطة، يفهمها القارئ ويستوعبها، لا يضل طريقه معها، فهي دائمة الوضوح، بسيطة، أدوارها لا تخضع لتطور اللعبة السردية، فهو يعيش في مدينة الضاد، وهو خارق يملك قوة على ترويض هوج الرياح... ويذهب للقاء جولييت التي تتأخر عن الحضور، وبعد أن يرى من العجائب ما يرى يقرر الانتحار فيطلق على رأسه النار، لكنه لا يموت، بل يفقد السمع من الجانب الأيمن من الرأس فقط . فروميو وجولييت يتحركان في السرد بصورة بسيطة وبتغير بسيط، فدورهما لم يتجاوز المتحاورين اللذين يتابعان تطور الأحداث معهما إلى نهاية الرواية، دون أي ردة فعل أو تفاعل كما في الشخصية النامية الرئيسة.
    ومن نماذج الشخصيات ذات الأسماء الأسطورية إلى جانب ما حملته لها العلاقات السردية، ما جاء في رواية هاشم غرايبة المقامة الرملية ، فتبدو شخصية الخميس بن الأحوص أو بشر الخير أو بشر الحافي ، الذي يتزوج تارة من نساء جنيات، وأخرى من الشيماء ابنة شيخ القبيلة، مستفيدا من المال الذي أخذه دية بدلا من الاعتراف بالثأر.
    رسم غرايبة عالما من المعاناة والمفارقات، حيث الشقاء في كل صوره، والفقر، معريا هذا الواقع، ناقما على ما يفعله بالبشر! ويجعل عالم السارد في حالة الصمت، مع أنه بسيط في تعابيره عن نفسه وأحلامه، ويجعله مكدسا كما تكدس الكلمات في السطور ولا تفوح دلالاتها من مساحاتها إلا وقت القراءة بتمعن.
    كما حاول الروائي التنويع في شخصياته المسطحة الثابتة، وجعلها تساهم بشكل إيجابي في دعم الشخصيات النامية وإظهارها رغم سطحيتها وثباتها، فقد أدت دورها دون أن تشكل عبئا على الحدث الروائي، بل أغنت النص تنوعا وتشويقا. وجاءت متشابهة نسبيا في دورها الحدثي المعطى لها، وفي الارتقاء بالحدث السردي إلى قمة تفاعلها. وقد أبرزت هذه الشخصيات قدرة الراوي الفنية في رسمها بكل أبعادها الواقعية والرمزية وتأثيرها الواضح في الشخصية النامية التي شكلت لها نقطة ارتكاز في انطلاقها وتطورها.
    الفنان الأصيل هو الذي يخلق شخصياته ويجعلها تتصرف كما تملي عليها أحداث القصة وتطور حركتها الداخلة، لا يتدخل في عملها، ولا في تصرفاتها، ولا في أحكامها على الأشياء، وكأنها مخلوقات ليس بينها وبينه رابطة: فلا يملي عليها ما يراه من الأفكار أو ما يعتقده من الخطأ والصواب ، وعندما لا تتميز شخصية بفرديتها إلا تميزا ضئيلا، كأن تظهر صفات جماعة محتلة لأرض غيرها، أو جماعة وطنية تنتمي إليها تلك الشخصية، دون أن تظهر شيئا آخر من سماتها الفردية، فإن تلك الشخصية تعرف بالشخصية النموذجية، وليس لها في العادة إلا دور ثانوي في الرواية .
    وقد عني الروائيون الأردنيون بشخصياتهم الروائية؛ لأنه لا يمكن لهم أن يصوروا مجتمعا دون شخصيات فاعلة فيه وفي أحداثه. وإذا كان المنهج الاجتماعي قد رسخ مفهوم الشخصية الروائية التقليدية، والمنهج النفسي قد دخل الأعماق اللاشعورية للشخصية الروائية، فإن المنهج البنيوي التكويني يرى أن الشخصية الروائية هي التعبير الأمثل عن فكر جماعة معينة، فكرا اجتماعيا، وذلك بخلاف المنهج البنيوي الشكلي الذي يرى أن الشخصية الروائية تملك ما يملكه الإنسان في الواقع الخارجي من اسم ومنبت وأسرة وأقارب وعلاقات. ولكن الصلة بينهما لا تعني التطابق، بل الاتفاق الشكلي فحسب، لأن الشخصية الروائية مستمدة من أدبية الأدب، وليس من واقع الحياة والعمل والأسرة.
    من الشخصيات ذات البعد النموذجي، شخصية عمر في رواية محمد عبد الله الطاهات حكاية قرية حكاية رجل ، إذ يمكن تتبع أحداثه مع تتبع عوالم الرواية التي ينتمي لها المغلقة والمفتوحة، فنرى: المدرسة التي رفضها أهل قريته بالأمس صارت مطلبا، والخيمة التي يعلم فيها عمر القضاء في البادية، والشوارع الترابية الضيقة المعوجة في القرية، والأرض التي يريدون إعادة توزيعها واستصلاحها وزراعتها، والبيوت والمضافات التي يناقشون فيها أمورهم.. ولواء عجلون الذي يتنقل عمر فيه من مدرسة إلى أخرى مديرا فاعلا متميزا، والسجن الذي دخله عمر متهما بخروجه في حزبه عن النظام! وصولا إلى المكان الأهم، وهو قريته الذي يذكره لا على التلميح، بل التصريح: القرية ليست ذلك المكان المفتوح -يعني المتسع-، بل هي مكان ضيق - يعني يعرف بعضها أخبار بعض بسهولة. والقرية هي التي يعود إليها عمر والفرح يغمره من تطور حالها واهتمامها بالمدرسة والتعليم، والقرية هي أكبر قرية في اللواء، بل في المملكة، ويريدها أن تكون الأكبر في كل شيء ويصلها.. فيصلها مديرا للمدرسة التي ساهم في بنائها.


    Print

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 8:49 am