مقاربة نحو النص في تحليل النصوص: قراءة في وسائل السبك النصي
أ. ياسين سرايعية
جامعة عبد الرحمن بن خلدون –تيارت- كلية العلوم الانسانية- قسم اللغة العربية وآدابها
أولا : ارهاصات البحث في اللساني النصي
حظيت اللغة منذ القديم بنصيب وافر من الدراسات كونها من أهم وسائل الاتصال التي يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم ، وأحدث دراسة في هذا الشأن تعود إلى زيلغ هاريس الذي قدّم منهجا لتحليل الخطاب المترابط سواء في حالة النطق أو الكتابة ، استخدم فيه اللسانيات الوصفية بهدف الوصول إلى اكتشاف بنية النص Structure Of The text وقصر فيه الدراسة على الجمل والعلاقات فيما بين أجزاء الجملة الواحدة ، والفصل بين اللغة والموقف الاجتماعي ومنه اعتمد منهجه في تحليل الخطاب على ركيزتين:
- العلاقات التوزيعية بين الجمل
- الربط بين اللغة والوقف الاجتماعي (1)
في هذا السياق يرى روبرت دييوجراند أن اللسانيات مطالبة بضرورة متابعة الأنشطة الإنسانية في التخاطب إذ أن جوهر اللغة الطبيعية هو النشاط الإنساني ليكون مفهوما ومقبولا من لدى الآخر في اتصال مزدوج (2) ، ومن ثم عدّت اللسانيات النصية حلقة من حلقات التطور الحاصل في حقل الدراسات اللسانية الحديثة ، ويشير أكثر من باحث إلى أن بداية البحث في النص – بشكل عام – ترجع إلى رسالة I.Nye (3) التي بحثت فيها علامات عدم الاكتمال وهذا يعني أن هناك دراسات سابقة على زيليغ هاريس يمكن - أن تعد بحق البدايات الفعلية لتحليل الخطاب- الذي يرى أن اللغة لا تأتي على شكل كلمات أو جمل مفردة بل في نص متماسك ، بدءا من القول ذي الكلمة الواحدة إلى العمل ذي المجلدات العشرة بدءا من الونولوج وانتهاء بمناظرة جماعية مطوّلة (4) .فقد ربط هاريس تحليل الجمل بسياق النصوص ونقل ما يتصل بتحليل الجملة تحليلا بنويــــا ( التقطيع والتصنيف والتوزيع ) إلى المستوى الجديد للنص وحاول بواسطة إجراءات شكلية أن يصل إلى توصيف بنوي للنصوص لقد توسع هاريس في بعض الأفكار التي تعود إلى سوسير الذي رأى أن الجملة عبارة عن تتابع من الرموز ، وأن كل رمز يسهم بشيء من المعنى الكل لهذا فكل رمز داخل الجملة يرتبط بما قبله وما بعده (5) ، واعتمدت الدراسات اللسانية على نظرية الوظائف القائمة على العلاقتين الرأسية والأفقية وحافظت البنيوية بكل أشكالها على هذا التصور حتى ورثته عنها بعض الاتجاهات النصية القائمة على فكرة التحويل عند هاريس ، إلا أن الفارق المميز بينه وبين فان ديك في دراسة العلاقات النحوية بين الجمل في حقل اللسانيات الشكلية ، هو شمول الوصف النحوي لهذه العلاقات في المستوى السطحي والعميق دون الاقتصار على التغيرات الطارئة على البنية الظاهرة كما يقرّها التحويليون ويحرض فان ديك على ضرورة الارتباط المنطقي في البحث عن اتساق النصوص وانسجامها (6) حيث استعمل ديك مفهوم الترابط للإشارة إلى علاقة خاصة بين الجمل والانسجام إشارة إلى عدم تأويل الجمل أو القضايا بمعزل عن الجمل والقضايا السابقة عليها ، فالعلاقة بين الجمل محددة باعتبار التأويلات النسبية (7).
والحقيقة أن الاتجاه من نحو الجملة إلى نحو النص لم يفرض وجوده إلا حين نشر هاريس دراستين مهمتين في أثره تحليل الخطاب 1952 Discours analysisبعد أربعين سنة من رسالة I.Nye ، وقدم بذلك أول تحليل منهجي للنصوص ، وتجاوز التقليد الذي أرساه بلومفيلد والمسلّم بأن النص ليس إلا مظهرا من مظاهر الاستعمال اللغوي غير قابل للتحديد ( كما كان للسانيات النص ارتباطا وثيقا بالنظرية التوليدية التحويلية لتشومسكي من خلال تركيزه على الوصف العملي والعلاقة بين التركيب اللغوي والخصائص الفكرية حيث كللت جهوده باجهاد هايد ولف K.E.Heidolph 1966 في استباط القواعد السياقية للجمل في النحو التوليدي وأبز نبرج 1968 أول من حاول أن يطور نحو شاملا للنص ، واتسعت قواعد النحو التوليدي لإنشاء الجمل لتشمل النص ، ومثله كالتالي : (9)
ن
...
ج1 ج2 ج3
م أ م ف م أ م ف م أ م ف
ن = نص ، ج = جملة ، م أ = مركب اسمي ، م ف = مركب فعلي .
وهذا الوصف يجسد ما أكّده ج . م أدام من أن النص إنتاجا مترابطا متّسقا ومنسجما وليس رصفا اعتباطيا للكلمات والجمل وعدت الآراء السالفة لهاريس نقطة تحول داعية إلى أهمية تجاوز الدراسات اللغوية مستوى الجملة إلى مستوى النص والربط بين اللغة والموقف الاجتماعي ، مشكلين بذلك اتجاها جديدا (10) وأخذت ملامحه في التبلور منذ الستينات تقريبا وعرف هذا الاتجاه بلسانيات النص Text linguistcs واللسانيات النصية Texual linguistcs ، ونحو النص Text grammaire ، وعلى الرغم من التداخل بين الاتجاهات اللغوية والاتجاهات النصية فإن الاتجاهات النصية حاولت الانفصال تدريجيا ، وعدّ المصطلح الذي استخدمه هارقج Harwig.R للدلالة على هذا الاتجاه الجديدة في بحث النص ، و هو مصطلح Textologie وكان أكثر قبولا ، وأما التقسيم الذي استخدمه درسلر R.Dressler وهو علم دلالة النص وعلم نحو النص والتداولية النصية فهو أفضل في رأي – سوينسكي (11) .
إن لسانيات النص فرع من فروع اللسانيات تعنى بدراسة النص وأبرز مميزاته وحدّه وتماسكه واتّساقه والبحث عن محتواه الابلاغي التواصلي ، حيث تحتل النصـية فيها مكانا مرمـوقا لأنها تجري على تـحديد الكيفيات التي ينسـجم بها النص/ الخطاب (Texte/Discours) وتكشـف عن الأبنية اللغوية وكيفية تماسكها وتجاورها ، من حيث هي وحدات لسانية ؛ تتحكم فيها قواعد إنتاج متتاليات مبنينة (12) ويتسم هذا العلم بتشبعه إلى حد بعيد إذ أننا لا نجد إلا قدرا ضئيلا من الاتفاق حول مفاهيمه وتصوراته ومناهجه فقد استوعب حدا لا يستهان به من المفاهيم نظرا لكثرة منابعه ، وأخذت اتجاهات البحث في هذا العلم أشكالا عدة تبعا للأسس التي يستند إليها هذا العلم ، فنجد اتجاها يعتمد على علم اللغة الوصفي وآخر يعتمد على علم اللغة الوظيفي وثالثا يقوم على علم اللغة التركيبي ...لا شك أن هذا التشعب جعل مهمة ما توصل إليه مهمة صعبـــة .
قد حدد ديبوغرند ودريسلار معايير النصانية التي لم تستوفها أطروحات هاريس والتوليدين لأنها لم تستطع أن تحدد موقفا محددا من النصوص غير النحوية واختلاف الأساليب داخل النصوص وأهم هاته المبادئ النصانية (13) :
1- السبك (cohésion) (14) : الترابط الرصفي القائم على النحو في البنية السطحية ، بمعنى التشكيل النحوي للجمل وما يتعلق بالإحالة والحذف والربط وغيره .
2-الحبك (cohérence): وهو حبك عالم النص أي الطريقة التي يتم بها ربط الأفكار داخل النص ويظهر هنا الربط المنطقي للأفكار التي تعمل على تنظيم الأحداث والأعمال داخل بنية الخطاب .
3-القصد (Intentionnalité): وهو التعبير عن هدف النص الذي يغدو وسيلة متاهة لحظة معينة بغية الوصول إلى هدف محدد .
4-المقامية (Situtionalite): متعلقة بالسياق الثقافي والاجتماعي للنص أي مؤسسة على تحكم المقام في دلالات النص .
5-التناص (Intertextualité): هو أهم عنصر من العناصر المحققة للنصانية وهو أن تشكل النصوص السابقة خبرة للنصوص اللاحقة .
6-الإخبارية (Informative): تقتضي الإعلامية والإخبار حيث يحمل كل نص قدرا معلوما من القدرات الإخبارية.
7-الاستحسان (Acceptabilité): يتحقق من خلال مستوى علاقة النص بالملتقى ، من خلال إظهار موقف المستقبل للنص إزاء كونه صورة من صور اللغة ينبغي أن يكون مفهوما ومقبولا (15) .
ونرى أغلب اللسانيين يصرّون على وحدة وتماسك النص وهو القاسم المشترك لكل التعريفات التي تراهن على أن النص وحدة متكاملة تشدّها خاصية الترابط حيث يقوم النظام الكلي للنص على مبدأ التماسك المتمثل في الخاصية الدلالية الجامعة للخطاب التي يعنى التحليل اللساني في النص بوصفها وتحديدها في ضوء نحو النصوص .
ثانيا : نحو النص
يتجاوز التحليل اللساني النصي في ضوء نحو النصوص نظرة التحليل النحوي التقليدي والأسلوبية ، حيث تتجلى مهامه في دراسة الخواص التي تؤدي إلى تماسك النص وتعطي عرضا لمكونات النظام النصاني ، وان كانت مبعثرة يجب حينها على المحلّل اكتشاف الآلية الحدسية والعرفية التي تمكنه من إيجاد فتيل الربط لتكوين البناء المتميز ، وهذا يعني أننا نرى توظيف عبارة نسيج كمعادل للنص ونلمح هذا في تعريف لنظرية النص يبين أن كلمة texte تعني نسيج (Tissu) الذي تختفي وراءه الحقيقة ، هذا يعني أن فتيل الربط هو ذلك الرابط المضمر مقابل الروابط المتجلية في تشكيله السطحي التي كانت ترومها الدراسات التقليدية ، وقد حاول مجموعة من الدارسين عنو في وقت مبكر بدراسة نحو النص تأسيس نظرية شاملة تبحث في الترابط النصي من حيث أشكاله ووسائله (16) وقد صور جارلسون خصيصة الترابط هذه من خلال تخيل النص حوارا جيّد التكوين ، حيث تكون كل كلمة وكل جملة هي رد على أخرى سابقة عليها ، وفي الوقت نفسه مثيرة لأخرى لاحقة لها ، وهكذا حتى يصبح لنا في النهاية حوارا تتعالق كل أجزائه بعضها ببعض ، ومن ثم يدعونا جارلسون – إذا ما أردنا معرفة ترابط نص ما – إلى أجزاء أو تخيل لعبة الحوار هذه (17) .
وينبغي أن نفرق هنا بين الربط الذي يمكن أن يتحقق من خلال أدوات الربط (النحوية ) /( الروابط ) والتماسك الذي يتحقق من خلال وسائل دلالية في المقام الأول ، ويمكن تتبع الأول على المستوى السطحي للنص (18) ويرى فان ديك أن التماسك يتم على مستوى الدلالات (19)،واستعمل مفهوم الترابط للإشارة إلى علاقة خاصة بين الجمل ، ولما كانت الجملة مقولة تركيبية والترابط علاقة دلالية فقد فضل الباحث الحديث عن العلاقة بين قضيتين أو قضايا جملة ما (20)، وتقضي أدوات الربط الطبيعية أن الجمل الفرعية والرئيسية تعبّر عن ارتباط القضايا قصديا ، وتترابط القضايا إذا صارت الأحداث المدلول عليها مرتبطة في حالة أو مقام ممكن .
ونجد إبراز خصيصة ترابط النص في معظم تعاريف النص عند علمـاء لغة النص ، فهو عند هارفج (21) ترابط مستمر للاستبدالات السنتيجمية التي تظهر الترابط النحوي في النص ، وعند فاينريش (22) يكون حتمي تحدد عناصره بعضها بعضا لفهم الكل ، فالنص كل تترابط أجزاؤه من جهتي التحديد والاستلزام ، إذ يؤدي الفصل بين الأجزاء إلى عدم وضوح النص ، ويفسر هذا بوضوح مصطلحي "الوحدة الكلية" و"التماسك الدلالي" ، وعند بريكنز (23) تتابع متماسك من علامات لغوية أو مركبات من علامات لغوية لا تدخل تحت أي وحدة لغوية أخرى ( أشمل ) ، ويشير هاليداي ورقية حسن إلى أن النص هو مقطع منطـوق أو مكتوب ويشكل كلا متّحدا ، ويرى جون لاينز(24) أن النص في مجمله عليه أن يتسم بسمات التماسك والترابط ، اننا لا نستطيع أن ندخل في تفاصيل التمييز بين التماسك والترابط فلهذا التمييز بصورة عامة علاقة بالفرق بين الشكل والمحتوى ، ويعتبر التمييز من هذا النوع جذابا وحدسيا ويمكن تبريره نظريا (25) .
أن الحذف واستخدام الضمائر وأدوات الربط تساعد على تكوين ما يصطلح عليه بـ " التماسك الشكلي " (26) .
كان التراث النحوي السابق الأساس الفعلي الذي بنيت عليه الاتجاهات النصية بكل ما تتسم به من تشعب في أفكارها وتصوراتها ، وقدمت دراسات خاصة بأجزاء الجملة ومتواليات الجمل ولم تخرج عن الظواهر التي يختص بها نحو الجملة ، ونظرا لقصور نحو الجملة على تفسير بعض الظواهر لجأوا إلى الإشارة إلى وحدة أكبر من الجملة يمكن أن تكون وحدة النص ، غير أن نحو النص يراعي في وصفه وتحليلاته عناصر أخرى لم توضع في الاعتبار من قبل ، ويلجأ في تفسيراته إلى قواعد دلالية ومنطقية إلى جوار القواعد التركيبية ويحاول أن يقدم صياغات كلية دقيقة للأبنية النصية وقواعد ترابطها ، لقد عني الدرس اللساني النصي في دراسته لنحو النص بظواهر تركيبية نصية مختلفة؛علاقات التماسك النحوي النصي،وأبنية التطابق ، والتقابل ، والتراكيب المحورية والتراكيب المجتزأة ،و حالات الحذف ، والجمل المفسرة ، والتحويل إلى الضمير ، والتنويعات التركيبية وتوزيعاتها في نصوص فردية ، وغيرها من الظواهر التركيبية التي تخرج عن إطار الجملة المفردة (27) .
يرى فان ديك أن نحو الجملة يشكل جزءا غير قليل من نحو النص ، وتتنوع فوائد نحو النص وتتداخل مع أسباب الحاجة اليد (28) ، فأهم مهمة لنحو النص هي صياغة قواعد تمكننا من حصر كل النصوص النحوية في لغة ما بوضوح ومن تزويدنا بوصف الأبنية (29) .
ويتحقق للنص نصانيته حسب درسلر و دبيوغراند من خلال المعايير السبعة التي ذكرت آنفا وجعلا معيار [ السبك ] الربط النحوي الأول و[ الحبك] التماسك الدلالي المعيار الثاني ، حيث يتحقق البناء بوجود هاته المعايير ، وهذا لا يعني وجودها في كل نص ، ولذلك لم تعد تراعى الجوانب النحوية فحسب بل يشترط في النص جوانب أخرى بعضها يتعلق بالدلالة بمفهوم واسع(30) .
وينبغي أن يفهم هنا نحو النص على أنه فهم أوجه الترابط المتجاوزة للجملة وتغير التركيب في كل جملة على حدى على أساس معطيات نصية ، والملاحظ أن نحو النص يضّم أشكالا مختلفة من الأنحاء التي تنصب على النص ، غير أنها تختلف اختلافا شديدا باختلافات الاتجاهات اللغوية والأصول التي قامت عليها .
غير أن نحو النص يضيق ويتسع نشاطه في معالجة النصوص وتحليلها باختلاف الآراء ، وتشبعها تبعا للتطور الحاصل في لسانيات النص ، فيرى سعد مصلوح أن نحو النص يهتم في تحليلاته بضم عناصر جديدة منطقية ودلالية وتركيبية ليقدم شكلا جديدا من أشكال التحليل لبنية النص ، وتصور معايير التماسك والترابط والانسجام ولهذا تضافرت تقريرات اللسانين من أمثال بايك وهارتمان وجيلسون وساندرز لونجاكر وفان ديك وغيرهم على أن نحو النص بالنسبة لأي لغة بعينها هو أكثر شمولا وتماسكا واقتصادا من النحو المصور في حدود الجملة (31) ،أما ريزر H.Rieser فقد اقترح في كتابه مقالات في علم لغة النص نحوا للنص وفق نموذج نحو تركيب الضمائم الثنائي اللاسياقي ، وهو ذو أساس نصي فوق تركيبي ، محدد أفقيا من تتابعات جميلة ومكون نحوي لتوسيع الجملة ومكون تحويلي محدود ، ومكون دلالي ، ومعجم وعدد من وظائف التبعية للمعاني المركبة وحاول بتوفي (Petofi) تطوير نموذج" نحو النص التقليدي" من خلال إدخال عناصر أو مكونات دلالية وتداولية وعلاقات سياقية داخل النصوص ، وفي مقابل علاقات خارج النص ، وقد نتج عن ذلك النموذج نظرية أطلق عليها نظرية تركيب / بناء النص وأسس صور التماسك النصية في البنية العميقة للنص ودفعه هذا إلى أن يقتصر على أسس النحو التي لا تختلف في النص ، في مقابل النظام الأفقي ( أي المحدد بسطح النص ) .
ويقابل" نحو النص" في اللغة الأجنبية (Grammaire de texte) استعمله النحاة بهدف الوصف والدراسة اللغوية للأبنية الوصفية وعند أغلب الدارسين لا يختلف عن لسانيات النص الذي استعمله محمد خطابي وتمام حسان ، وبشير ابرير واستعمل سعيد حسن بحيري وإلهام أبو غزالة وعلي خليل محمد علم لغة النص ، واستعمل صلاح فضل ، جميل عبد المجيد علم النص وهو أشمل من نحو النص ولسانيات النص لأنه لا يقتصر على نوع واحد من التحليل بل يتجاوزه إلى أشكال أخرى من النصــوص ( إعلانات ، إشهار ، المقال الصحفي والعلمي ، والفلم السينمائي وكل منتوج ثقافي معاصر يتشكل في هيئة نص ، أما صبحي إبراهيم وفالح بن شبيب العجمي فقد استعملا مصطلح علم اللغة النصي ) أما إبراهيم خليل فاستعمل نظرية النص ، بينما أحمد عفيفي فقد استعمل " نحو النص " الذي يرى أن مهمة النحو الذي يتجه إلى النص قد غير أهدافه بتعديها ، أو بوجود أهداف جديدة لم تكن موجودة في نحو الجملة فالتحليل اللغوي اتجه إلى النص وبالتالي جاء تغيّر المنهج والأهداف عاملا أساسيا لضرورة الحاجة إلى نحو النص .
إن صفة التتابع والتواصل والترابط بين الأجزاء المكوّنة للنص تحقق للنص استمرارية من منظور نحو النص ، حيث تتجسد هذه الاستمرارية في ظاهره ، ويقصد بظاهر النص الأحداث اللغوية المنطوقة أو المسموعة أو المكتوبة أو المرئية في تعاقبها الزمني ، فينتظم بعضها مع بعض تبعا للمباني النحوية ولكنها لا تشكل نصا إلا إذا ما تحقق لها من وسائل السبك ما يجعل النص محافظا على كينونته واستمرار يته .
ثالثا : أدوات السبك النصي
لقد فضلنا استخدام مصطلح " السبك " بدل الا تساق أو التضام أو الترابط الرصفي وغيرها علما أنها كلها تقابل مصطلح (Cohésion²) وقد اعتمدنا هذا بناء على ترجمة سعد مصلوح ، فالمترجم أشار إلى أنه ( السبك ) أقرب شيء إلى المفهوم المراد وأكثر شيوعا في أدبيات النقد القديم (32) ويمكن توضيح هذا القرب والشيوع بالرجوع إلى التراث النقدي والبلاغي عند العرب ، فالجاحظ يقول " وأجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء سهل المخارج ، فيعلم بذلك أنه أفرغ إفراغا جيدا و سبك سبكا واحد ا، فهو يجري على اللسان كما يجري على الدهان" (33) وورد عند ابن أبي الاصبع المصري في ( باب الانسجام ) فقد عرفه بقوله وهو" أن يأتي الكلام متحدّرا كتحدّر الماء المنسجم بسهولة سبك و عذوبة ألفاظه ، وسلامة تأليف ، حتى يكون للجملة من المنثور ، والبيت من الموزون وقع في النفوس وتأثير في القلوب ما ليس بغيره (34).
فالسبك يعني العلاقات أو الأدوات الشكلية والدلالية التي تسهم في الربط بين عناصر النص الداخلية ، وبين النص والبيئة المحيطة من ناحية أخرى ، ومن بين هذه الأدوات المرجعية "(35) وعليه فالسبك يهتم بالعلاقات بين أجزاء الجملة ، وأيضا بين العلاقات بين جمل النص وبين فقراته ، بل بين النصوص المكونة للكتاب ومن ثم يحيط [ السبك ] التماسك بالنص كاملا داخليا وخارجيا (36) ، فالسبك يهتم بتعالق وترابط القضايا ومنه تحدد النصية (Textulité) كما يلي :
النصية : الوحدة الترابط داخل الأجزاء
الوحدة الارتباط فيما بين الأجزاء
يوجد السبك حينما توجد علاقة قضوية بين الجمل يعني أن السبك علاقة صريحة بين القضايا تعبر عنها الجمل ، وتتجلى هاته العلاقة من خلال المرور على مستويين ، وهما المستوى النحوي والمستوى المعجمي اللذان يؤكدان فعالية [السبك ] الاتساق وإبراز حدوده (37) ـ وانطلاقا من الشبكة التي وضعها هاليداي ورقية حسن حيث ينقسم السبك إلى سبك معجمي وسبك نحوي ويمكن تمثيل ذلك كالآتي :
السبك (Cohésion)
معجمي (Lexical) نحوي (Grammatical)
1- السبك المعجمي :
ويتحقق السبك المعجمي بين المفردات أو الألفاظ عبر ظاهرتين لغويتين : التكرار : Reccurence المصاحبة / التضام : (38)Collocation .
أ-التكرار:
يعرف هاليداي ورقية حسن التكرار بأنه" أية حالة تكرار يمكن أن تكون الكلمة نفسها أو مرادف أو شبه مرادف ، كلمة عامة أو اسما عاما" (39) لكن هذا لا يعني دوما أن العنصر المكرر له نفس المحال إليه ، بمعنى أنه قد تكون بين العنصرين علاقة احالية وقد لا تكون ، وفي الحالة الأخيرة نكون أمام علاقات أخرى فرعية (40) ،وعندما يجعل اللاحق إلى السابق أو العكس يحدث السبك بينهما ، لتوضيح ذلك يذكر هاليداي ورقية حسن المثال التالي :
- أغسل وأنزع نوى ست تفاحات ، ضعها في صحن مقاوم للنار .
فالضمير (ها) في الجملة الثانية يحيل إلى ( ست تفاحات ) في الجملة الأولى ، كما أنه لا يمكن تفسيره إلا بالرجوع إلى ما يحيل إليه ، وبالتالي ترتبط الجملتان وتشكلان نصا قد قدم الضمير (ها) وظيفة الاحالة القبلية والتي أدّت إلى السبك وهو شكل من أشكال الإحالة ؛ فالإحالة إلى سابق (Anaphore) تكون عندما تحيل إلى عنصر لغوي متقدم وقيل أنها إحالة بالعودة حين تعود إلى مفسر أو عائد (Antécédent) ومنها يجري تعويض لفظ المفسر الذي كان من المفروض أن يظهر حيث يرد المضمر، فالإحالة هي بناء جديد للنص (41) ويرى الأزهرالزناد أنه يمكن تقسيم الإحالة بوجه عام إلى قسمين:
* الإحالة داخل النص Endophora تنقسم إلى قسمين (42) :
أ-إحالة على السابق ( قبلية ) Anaphora : تعود على مفسر سبق التلفظ به .
ب-إحالة على اللاحق ( بعدية ) Cataphora : تعود على عنصر إشاري مذكور بعدها في النص .
* إحالة خارج النص / خارج اللغة وتسمى مقامية / معجمية Exphora (43) :
تجمع كل الإحالات التي تعود على مفسّر دال على ذات ، وهي متوفرة في كل النصوص وهذا لا يعني أنها ضرورية ويمكن توضيح الإحالة كالآتي :
الإحالة
(Textual) نصية مقامية
(Endophora) داخلية
قبلية كسر الأفق القديم بعدية احتمال قديم
تأويل / وهم تأويل
أفق توقع
الاحتمال الجديد ( اختيار / تهميش )
اتساق عناصر الاحتمال
تتفرع وسائل السبك الاحالية إلى الضمائر وأسماء الإشارة وأدوات المقارنـــة ( التشبيه وكلمات المقارنة : أكثر وأقل ... إلخ) ، ونعطي نموذجا من القرآن الكريم يبين الإحالة القبلية (44) :
قال تعالى : " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون ، يدبّر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون * ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سوّاه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليل ما تشكرون" : [ السجدة ، الآيات 4-9 ] .
إح1 – ارتبط لفظ الجلالة [ الله ] بمجموعة من الإحالات البارزة ضمائر ( خلق ، استوى ، دونه ، يدبر ، أحسن ، خلقه ، سوّاه ، نفخ ) .
إح2 – اسم الإشارة ( ذلك عالم الغيب ) إشارة إلى الله
إ ح 3 : اسم الموصول ( الذي أحسن )
الرمز إح : إحــالة
نتيجة : حققت الآيات قدرا كبيرا من السبك النصي
الإحالة على اللاحق ( البعدية ) : في الصباح أدرك أن ناقته في حالة هياج ، عودها أن تشترك معه في تدخين سجائره (45) ، هذه القصة ليوسف الشاروني – الذي بدأ القصة بمجموعة من الإحالات لضمائر بعضها بارزو بعضها مستتر دون الإفصاح عن مسمى هاته الضمائر ( أدرك – ناقته – عودها (هو) – معه سجائره – وقف يدخن ... إلخ ) .
النتيجة : تأخر ذكر حمدان وعادت عليه الضمائر من أول النص = [ إحالة بعدية ]
وينقسم مدى الإحالة بحسب العنصر المحال إلى قسمين :
1- إحالة المدى القريب : تكون على مستوى الجملة الواحدة يمكن العودة إلى مثال الشاروني.
2- إحالة المدى البعيد : تكون بين الجمل المتصلة أو الجمل المتباعدة ،والإحالة هنا لا تتم في الجملة الأولى ( الأصلية ) ويمكن العودة إلى الآيات السابقة لتمعن تعدد الإحالات والقياس عليها .
ويمكن تصنيف الإحالة حسب الظرفية الزمانية ( الآن ،غدا ) ، المكانية ( هنا، هنالك)حيث الظرف في هذه الحالة محيلا على زمان أو مكان .
* وقد يقوم بوظيفة الإحالة التكرار : في قوله تعالى : "وإذا قيل آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ، ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون" .[ البقرة / 13] .
فقد تمت الإحالة من خلال تكرار لفظ ( السفهاء ) وبهذا يصبح التكرار المعجمي وسيلة من وسائل السبك ، وللتكرار أنماط عديدة عند هاليداي ورقية حسن مكون في شكل هرم من أربع درجات ، ويمكن توضيحه كالآتي :
ويشير ديبوغرد ودريسلر إلى وظيفة أخرى فضلا عن السبك يؤديها التكرار متمثلة في تجسيد وتقوية المعنى (46) .
أما الإحالة المقامية فهي إحالة إلى خارج النص مثال :
يقول تعالى : " قد أفلح المؤمنون الذين في صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون "[المؤمنون] .
يتقدم العنصر الاشاري المركزي في السورة وهو المؤمنون وتعود عليه عناصر الإحالة التالية المتمثلة في ضمير الجمع ( هم ، واو الجماعة ) ثم يدل عن تلك البنية الإحالة إلى بنية أخرى تكون فيها الإحالة إلى خارج النص اللغوي هي الذات الإلهية ، فالإحالات المقامية تسهم في إبداع النص لأنها تربط اللغة بسياق المقام ، غير أنها لا تسهم في اتساقه بشكل مباشر (47) .
ب-التضام / المصاحبة / Collocation:
قدم هاليداي ورقيةحسن المثال التالي :
"لماذا يتلوى هذا الولد الصغير طوال الوقت ؟ البنات لا تتلوى ".
فكلمة البنات هنا ليس لها المرجع الذي لكلمة ( الولد ) ، أي ليس بينهما علاقة تكرار معجمي ، لكن السبك هنا يتجلى بشكل نمطي (48) تبرزه علاقة التضــاد بين (الولد) و (البنت) ، وحسب هاليداي ثمة أزواج من الألفاظ متصاحبة دوما ، فذكر أحدها يستدعي ذكر الآخر ، أي تتشكل العلاقة الرابطة لكلمة ما في لغة بكلمات أخرى معينة وذكرها هاليداي ورقية حسن بعضها (49) وهي :
1-التباين : له درجات عديدة ، قد يكون اللفظان :
متضادين (Opposites) : ولد / بنت
متخالفين ( Antonyms) : أحب / أكره
متعاكسين (Convers): أمر / طاع
2- الدخول في سلسلة مرتبة ( ordered Series):الثلاثاء / الأربعاء ، اللواء / العميد .
3- الكل للجزء (Par to whole )اليد / الإنسان ، الإصبع / اليد ...
4- الجزء للجزء ( Part To part ): الأنف / الرئة
5- الاندراج في صنف عام( Genaral Class ):الأمعاء / المعدة تشملها كلمة هضم
وهناك علاقات أخرى غير هذه الكلمات مثل العلاقات الجامعة بين الأزواج : الضحك / النكتة ، الحديقة / الحرث ، المريض / الطبيب ، المحاولة / النجاح ، الطائرة / المطار ، القوس / الرمح ... .
لقد أشار هاليداي ورقيةحسن إلى الصعوبة التي تعترض تصنيف العلاقات المعجمية بين الكلمات وينتهي الباحثان إلى أن" الأمر في الاتساق المعجمي لا يعني مع ذلك أن هناك عناصر معجمية لها دائما وظيفة اتساقية،فكل عنصر يمكن أن يؤسس علاقة اتساق ،لكن العنصر في ذاته لا يحمل أية إشارة عما إذا كان منشغلا اتساقيا أم لا . إن [ السبك ] الاتساق يمكن أن يتأسس فقط بالإحالة إلى النص" (50) ،وبالنظر إلى الاتساق من هذه الزاوية يتجلى أن ورود العنصر في سياق العناصر المتـعالقة هو الذي يعطي للمقطع صفة النـص وبالتالي يهيئ السبك .
إن المصاحبة / التضام تحدث قوة سابكة/ Cohersuire Force عندما تظهر الجمل المتجاورة .
2- السبك النحوي
خلافا لدلالة النص و براغماتية النص يقتصر مجال نحو النص على الوسائل اللغوية المتحققة نصيا والعلاقات بينها (51) لأن توالي الجمل يشير إلى مجموعة من الحقائق وعلى نحو النص أن يكشف عن العلاقة المعنوية بين مجموع هذه الحقائق ذلك أن أدوات الربط تظهر عن طريق الأدوات بين الجمل أكثر وضوحا لأنها المصدر الوحيد لخاصية النص وهذا ما يجعل من كلام هاليداي ورقية حسن أن الربط بالأدوات أكثر أهمية من الربط المنوي مع اعترافهما بأن العلاقات الضمنية هي التي تملك قوة الربط واقتصرا في حديثيهما عن أدوات الربط على الإحالة Referens ( تناولها في السبك المعجمي ) والاستبدال Substitution والحذف Ellipse وهذا ما جعل براون ويول ينتقدان تصريحاتهما لأنهما يتحدثان عن وحدات الغوية ظاهرة في سطح الكلام لا عن علاقات ضمنية ، لأن الترابط النصي المقتصر على أدوات الربط غير كاف لضمان التعرف على النص (52) .
والحقيقة أن الربط النصي يتجاوز المستوى السطحي إلى المستوى المعنوي وقد قسم جون كوين الربط إلى صورتين :
أ- الربط الواضح : يجري من خلال وسائل تركيبية قوية يمكن أن تكون حرف عطــف ( الواو ، لكن ... ) أو ظرف ( مع ، أن ... )
ب- الربط التضميني : يتم من خلال التجاور البسيط وعلى هذا يمكن القول :
- الشمس زرقاء و الشمس تتلألأ
- الشمس زرقاء ، الشمس تتلألأ
ثم يقول : نحن نرى أن العبارة الثانية خالية من حروف العطف ، وهي مساوية مع ذلك في المعنى للعبارة الأولى ، وفي الواقع فإن التجاور أكثر وسائل الربط شيوعا ، فالربط بين الشمس والسماء هو التجاور الذي جعلهما ينتميان إلى حقل دلالي واحد (53).
والربط لا يكون إلا بين جملتين غير متفككين دلاليا نحو :
-اشتعلت النار أمسا ، وفتح الإسكافي محله قبل سنوات .
فكل ربط يستلزم وحدة إلى حد ما وحدة في المعنى بين الأجزاء التي يربط بينها، ومنه فالترابط المنطقي لن يصنع مع افتقاد علاقات التجانس والتقارب الدلالي بين أجزاء النص ومن أشكال الترابط النحوي نذكر:
أ- الترابط الرصفي: الذي هو أقرب إلى ظاهر النص ويرتبط بالدلالة النحوية التي تعنى بكيفية انتفاع المتلقي بالأنماط والتتابعات الشكلية في استعمال المعرفة والمعنى ونقلها وتذكرهما (54) .
ب-التعريف Definiteness : هو وضع للعناصر الداخلية في عالم النص حين تكون وظيفة كل من هاته العناصر لا تحتمل الجدل في سياق الموقف ، بمعنى أن تحدّد الوضع باسم علم أو بصفة معرفة ، فالتعريف يمكن أن يشمل عنصرا من عناصر عالم النص في نطاق دلالي مربوط بمركز الضبط ونموذجه قول الشاعر :
-وتلفتت عيني فمنذ غربت عين الديار تلفت القلب....
فالقلب ذو صلة وثيقة بمركز الضبط وهو المتكلم لأن كل إنسان له قلب ولا يقال هنا مثلا تلفت الولد إلا أن قد سبق ذكره بخلاف القلب (55) وهذا يدل على أهمية الترابط المفهومي بين الأجزاء في النص من خلال الإطار المعرفي المشترك أو المذكور من قبل ، ويذكر براوين ويول النص التالي :
" عندما تذهب إلى مركز الاقتراح أدل باسمك وعنوانك إلى الموظف فقد ارتبط جزء النص عن طريق كلمة الموظف حيث يقصد به موظف مسؤول في مركز الاقتراع فلست بحاجة لأن تعلم بوجود مركز الاقتراح ولا بد أن يحتوي على موظف مسؤول [ الموظف ]، ولعل النموذج الوارد عند هاليداي ورقية حسن الكلام عن الربط عن طريق التكرار لا ينفي دور التعريف .
ب- الاستبدال : Substitution
الاستبدال عملية تتم داخل النص هو تعويض عنصر بعنصر آخر ، والاستبدال يحيل على الاستمرارية الدلالية من نماذجه قوله تعالى :
" قد كان لكم آية في فئتين فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار ( سورة آل عمران 13 ) .
استبدال (الله) كلمة (أخرى) بكلمة ( فئة ) وتم الاستدلال من النموذج القرآني وينقسم الاستبدال إلى ثلاثة أنواع :
استبدال اسمي : يتم باستخدام عناصر لغوية اسمية ( آخر ، آخرون ، نفس )
استبدال فعلي : يتم باستخدام الفعل ( يفعل )
استبدال قولي : يتم باستخدام ( ذلك ، لا )
ج- الحذف :
يتم الحذف عندما تكون هناك قرئن معنوية أو مقالية تؤمئ إليه وتدل عليه ويكون في حذفه معنى لا يوجد في ذكره ، وفي نحو النص يجب أن تراعى القرائن المعنوية و المقامية ، لأن السياق والمقام من أساسيات الحذف . حيث تكون الجمل المحذوفة أساسا للربط بين أجزاء النص من خلال المحتوى الدلالي وتتنوع أنواع
الحذف عند هاليداي ورقية حسن (56) .
الحذف الاسمي : حذف اسم داخل المركب الاسمي
أي قميص ستشتري ؟ هذا هو الأفضل / أي هذا القميص
الحذف الفعل :المحذوف يكون عنصرا فعليا
السفر الذي يمتعنا برؤيته / أنوي السفر
الحذف داخل ما يشبه الجملة
كم ثمن هذا القميص ؟ خمسة جنيهات
ولارتباط الحذف بالبنية السطحية جعل البعض يربط طروحات النحو التحويلي التوليدي بالنحو التقديري في النحو العربي الذي نقده ابن مضاه القرطبي حينه(57).
وقد لخص صبحي ابراهيم الفقي عناصر[ السبك]التماسك Cohesion كالآتي :
أدوات التماسك (58)
خارجية داخلية
شكلية دلالية مشتركة
السياق الإحالة الخارجية
- العطف
- التكرار
- المعجم
- الرتبة
- المرجعية
- الإبدال
- الحذف المقارنة
- التكرار بالمعنى
- الترادف
- الأنضواء
- السببية الزمنية
- التخصيص
- التعميم – التوكيد
- الإضراب
- العطف
- العطف
كل هذه تساهم في سبك النص النحوي والمعجمي .
قائمة المصادر والمراجع :
1-جميل عبد المجيد،البديع بين البلاغة العربية و اللسانيات النصية،الهيئة المصرية العامة للكتاب،1998،ص65-66.
2-روبرت ديبوغراند،النص والخطاب والإجراء ، ص 126 . ينظر نعمان بوقرة،المصطلح اللساني النصي ،قراءة تأصيلية سياقية،أعمال ملتقى "اللغة العربية والمصطلح"يومي19-20مايو2002،منشورات مخبر اللسانيات واللغة العربية،+كلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة باجي مختار-عنابة ،ص231 .
3-باحثة أمريكية قدمت أطروحتها للدكتوراه سنة 1912 ، ويشار بوجه خاص إلى فصلة من رسالتها تتعلق بربط الجملة ، ينظر / سعيد حسن البحيري ، علم لغة النص ، المفاهيم والاتجاهات ،مكتبة لبنان،الشركة المصرية العالمية للنشر،لونجمان،ط1،1998 ص 18 .
4- فولجانغ هاينه من وديتر فيهنيجر،مدخل علم اللغة النصي ، ترجمة فالع بن شبيب العجمي،سلسلة اللغويات الجرمانية،الكتاب رقم 115،جامعة الملك سعود،1999، ص 21
5-سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 20 .
6- نعمان بوقرة ، المصطلحاللساني النصي ، ص 232 .
7- محمد خطابي اللسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب،المركز الثقافي العربي،بيروت الدار البيضاء،ط1،1991،ص34
8- سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 19 .
9- يعرف ايزنبرج النص بأنه متوالية متماسكة من الجمل ، كما نجدها مستعملة في الاتصال اللغوي ، وأكد على أن مصطلح متوالية ينبغي أن يفهم بالمعنى الرياضي للكلمة ينظر فلفجانغ هاينه من و ديتر فيهفيجر ، علم اللغة النصي ، ص 42 ، 45 .
10- جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 22 .
11- سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 52 .
12- أحمد مداس بن عمار ، تحليل الخطاب الشعري من منظور اللسانيات النصية ، تحولات الخطاب النقدي المعاصر ، كلية الآداب ، جامعة اليرموك ، عالم الكتب الحديث اربد-الأردن ، 2006 ، ص 495 .
13- روبرت ديبوجراند : النص والخطاب والإجراء، ترجمة تمام حسان ، عالم الكتب ، القاهرة ، ط1 ، 1998 ، ص 103 .
14- فضلنا ترجمة السبك (Cohésion) والحبك (Coherence) باعتبارها أكثر تداولا في التراث النقدي عند العرب ، فقد استعمله الجاحظ في البيان والتبيين ، أنظر ص 67 ، وأبو هلال العسكري في الصناعتين ، ص 175 .
15- فضلنا كلمة استحسان ، مقابل مصطلح Acceptabilité باعتبارها كلمة تراثية استعملها سيبويه عند حديثة عن الكلام المستحسن ، ينظر : بشيرا برير ، من لسانيات الجملة إلى علم النص ، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية التواصل ، ع 14 ، جامعة باجي مختار عنابة،2004 ، ص 100
16-بوقرة نعمان ، المصطلح اللساني النصي ، قراءة تأصيلية سياقية ، ص 248 .
17- lauri garlson., Dialogue games, D.reide publishing, cxompany, london, 1982 p148 149.
18- سعيدحسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 122 .
19- محمد خطابي ، اللسانيات ، ص 61
20- فان ديك ، النص والسياق ، ترجمة ع القادر قنيفي ، افريقيا الشرق ، 2000 ، ص 132 .
21-سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 106 .
22- المرجع السابق، ص 107
23- المرجع السابق،ص108
24- جون لاينتر ،اللغة والمعنى والسياق، ترجمة عباس صادق الوهاب، ط1، 1987ص 219 .
25- المرجع السابق،ص 220 .
26- سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص، ص 135.
27- سعد مصلوح ، من نحو الجملة إلى نحو النص ، جامعة الكويت ، الكتاب التذكاري بقسم اللغة العربية ، إعداد طه نجم وعبده بدوي 1990 ، ص 408 . أنظر أحمد عفيفي نحو النص ، مكتبة زهراء الشرق ، جامعة القاهرة ، 2001 ، ص 39 .
28-29 -سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 158 .
30- أحمد عفيفي، نحو النص ، ص 40 .
31- جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 76 .
32-سعد مصلوح ، نحو أجرومية للنص الشعري ، ص 116 .
33- الجاحظ ، البيان والتبييت ، ج1 ، ص 67 .
34- ابن أبي الاصبع المصري ، بديع القرآن ، ص 166 ، وينظر: جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية و اللسانيات النصية ، ص 78 .
35-David Carter(1987),Interpreting anaphrsing natural language texts, Ellis Horwood ,limited England,p32.
وينظر في هذا صبحي إبراهيم الفقي ، عالم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ، ج1 ، ص 96 حيث يقابل مصطلح (Cahesion) بمصطلح ( التماسك ) .
36- صبحي إبراهيم الفقي ، علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع (القاهرة)، ج1 ، 2000،ص 97 .
37- محمد خطابي ، لسانيات النص ، ص 237 .
38- جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 79
39- محمد خطابي ، لسانيات النص ، ص 237 .
40- جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 79 .
41- سعيد حسن بحيري ، دراسات لغوية تطبيقية بين البنية والدلالة ، مكتبة الأدب ، 2003 ، ص 104 .
42- أحمد عفيفي ، نحو النص ، ص 117 .
43- سعيد حسن بحيري ، دراسات لغوية تطبيقية بين البنية والدلالة، ص 104 .
44- أحمد عفيفي ، نحو النص ، ص 118 .
45- يوسف الشاروني ، مختارات ، رياض الريس للنشر ، لندن ، قبرص ، 1992 ، ص 355.
46- جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 80
47- مصطفى قطب ، دراسة لغوية لصور التماسك النصي ، ص 173 .
48- محمد خطابي ، لسانيات النص ، ص 238 .
49- أنظر جميل عبد المجيد ، المرجع سبق ذكره ، ص 107 .
50-Helliday,and R.Hassan ,cohesion in english, longman, london,1976,p286.
ينظر : جميل عبد الحميد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 108 ، ومحمد خطابي ، لسانيات النص ، ص 238 .
51- زتسيسلاف واوزنياك ، مدخل إلى علم النص مشكلات بناء النص ، ترجمة سعيد حسن بحيري ،مؤسسة المختار للنشر والتوزيع ، 2003 ، ص 60 .
52- براون وديول ، تحليل الخطاب ترجمة وتعليق محمد لطفي الزليطي و منير التريكي جامعة الملك سعود ،1997، ص 234 ، 235 .
53- أحمد عفيفي ، نحو النص ، ص 101.
54- المرجع السابق ، 103.
55- نقلا عن المرجع السابق، 115-116
56-Helliday,and R.Hassan ,cohesion in english, longman, london,1976,p142.
57- طاهر سليمان حمودة ،ظاهرة الحذف ، ص17
58- صبحي إبراهيم الفقهي ، علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ج1 ، 120.
أ. ياسين سرايعية
جامعة عبد الرحمن بن خلدون –تيارت- كلية العلوم الانسانية- قسم اللغة العربية وآدابها
أولا : ارهاصات البحث في اللساني النصي
حظيت اللغة منذ القديم بنصيب وافر من الدراسات كونها من أهم وسائل الاتصال التي يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم ، وأحدث دراسة في هذا الشأن تعود إلى زيلغ هاريس الذي قدّم منهجا لتحليل الخطاب المترابط سواء في حالة النطق أو الكتابة ، استخدم فيه اللسانيات الوصفية بهدف الوصول إلى اكتشاف بنية النص Structure Of The text وقصر فيه الدراسة على الجمل والعلاقات فيما بين أجزاء الجملة الواحدة ، والفصل بين اللغة والموقف الاجتماعي ومنه اعتمد منهجه في تحليل الخطاب على ركيزتين:
- العلاقات التوزيعية بين الجمل
- الربط بين اللغة والوقف الاجتماعي (1)
في هذا السياق يرى روبرت دييوجراند أن اللسانيات مطالبة بضرورة متابعة الأنشطة الإنسانية في التخاطب إذ أن جوهر اللغة الطبيعية هو النشاط الإنساني ليكون مفهوما ومقبولا من لدى الآخر في اتصال مزدوج (2) ، ومن ثم عدّت اللسانيات النصية حلقة من حلقات التطور الحاصل في حقل الدراسات اللسانية الحديثة ، ويشير أكثر من باحث إلى أن بداية البحث في النص – بشكل عام – ترجع إلى رسالة I.Nye (3) التي بحثت فيها علامات عدم الاكتمال وهذا يعني أن هناك دراسات سابقة على زيليغ هاريس يمكن - أن تعد بحق البدايات الفعلية لتحليل الخطاب- الذي يرى أن اللغة لا تأتي على شكل كلمات أو جمل مفردة بل في نص متماسك ، بدءا من القول ذي الكلمة الواحدة إلى العمل ذي المجلدات العشرة بدءا من الونولوج وانتهاء بمناظرة جماعية مطوّلة (4) .فقد ربط هاريس تحليل الجمل بسياق النصوص ونقل ما يتصل بتحليل الجملة تحليلا بنويــــا ( التقطيع والتصنيف والتوزيع ) إلى المستوى الجديد للنص وحاول بواسطة إجراءات شكلية أن يصل إلى توصيف بنوي للنصوص لقد توسع هاريس في بعض الأفكار التي تعود إلى سوسير الذي رأى أن الجملة عبارة عن تتابع من الرموز ، وأن كل رمز يسهم بشيء من المعنى الكل لهذا فكل رمز داخل الجملة يرتبط بما قبله وما بعده (5) ، واعتمدت الدراسات اللسانية على نظرية الوظائف القائمة على العلاقتين الرأسية والأفقية وحافظت البنيوية بكل أشكالها على هذا التصور حتى ورثته عنها بعض الاتجاهات النصية القائمة على فكرة التحويل عند هاريس ، إلا أن الفارق المميز بينه وبين فان ديك في دراسة العلاقات النحوية بين الجمل في حقل اللسانيات الشكلية ، هو شمول الوصف النحوي لهذه العلاقات في المستوى السطحي والعميق دون الاقتصار على التغيرات الطارئة على البنية الظاهرة كما يقرّها التحويليون ويحرض فان ديك على ضرورة الارتباط المنطقي في البحث عن اتساق النصوص وانسجامها (6) حيث استعمل ديك مفهوم الترابط للإشارة إلى علاقة خاصة بين الجمل والانسجام إشارة إلى عدم تأويل الجمل أو القضايا بمعزل عن الجمل والقضايا السابقة عليها ، فالعلاقة بين الجمل محددة باعتبار التأويلات النسبية (7).
والحقيقة أن الاتجاه من نحو الجملة إلى نحو النص لم يفرض وجوده إلا حين نشر هاريس دراستين مهمتين في أثره تحليل الخطاب 1952 Discours analysisبعد أربعين سنة من رسالة I.Nye ، وقدم بذلك أول تحليل منهجي للنصوص ، وتجاوز التقليد الذي أرساه بلومفيلد والمسلّم بأن النص ليس إلا مظهرا من مظاهر الاستعمال اللغوي غير قابل للتحديد ( كما كان للسانيات النص ارتباطا وثيقا بالنظرية التوليدية التحويلية لتشومسكي من خلال تركيزه على الوصف العملي والعلاقة بين التركيب اللغوي والخصائص الفكرية حيث كللت جهوده باجهاد هايد ولف K.E.Heidolph 1966 في استباط القواعد السياقية للجمل في النحو التوليدي وأبز نبرج 1968 أول من حاول أن يطور نحو شاملا للنص ، واتسعت قواعد النحو التوليدي لإنشاء الجمل لتشمل النص ، ومثله كالتالي : (9)
ن
...
ج1 ج2 ج3
م أ م ف م أ م ف م أ م ف
ن = نص ، ج = جملة ، م أ = مركب اسمي ، م ف = مركب فعلي .
وهذا الوصف يجسد ما أكّده ج . م أدام من أن النص إنتاجا مترابطا متّسقا ومنسجما وليس رصفا اعتباطيا للكلمات والجمل وعدت الآراء السالفة لهاريس نقطة تحول داعية إلى أهمية تجاوز الدراسات اللغوية مستوى الجملة إلى مستوى النص والربط بين اللغة والموقف الاجتماعي ، مشكلين بذلك اتجاها جديدا (10) وأخذت ملامحه في التبلور منذ الستينات تقريبا وعرف هذا الاتجاه بلسانيات النص Text linguistcs واللسانيات النصية Texual linguistcs ، ونحو النص Text grammaire ، وعلى الرغم من التداخل بين الاتجاهات اللغوية والاتجاهات النصية فإن الاتجاهات النصية حاولت الانفصال تدريجيا ، وعدّ المصطلح الذي استخدمه هارقج Harwig.R للدلالة على هذا الاتجاه الجديدة في بحث النص ، و هو مصطلح Textologie وكان أكثر قبولا ، وأما التقسيم الذي استخدمه درسلر R.Dressler وهو علم دلالة النص وعلم نحو النص والتداولية النصية فهو أفضل في رأي – سوينسكي (11) .
إن لسانيات النص فرع من فروع اللسانيات تعنى بدراسة النص وأبرز مميزاته وحدّه وتماسكه واتّساقه والبحث عن محتواه الابلاغي التواصلي ، حيث تحتل النصـية فيها مكانا مرمـوقا لأنها تجري على تـحديد الكيفيات التي ينسـجم بها النص/ الخطاب (Texte/Discours) وتكشـف عن الأبنية اللغوية وكيفية تماسكها وتجاورها ، من حيث هي وحدات لسانية ؛ تتحكم فيها قواعد إنتاج متتاليات مبنينة (12) ويتسم هذا العلم بتشبعه إلى حد بعيد إذ أننا لا نجد إلا قدرا ضئيلا من الاتفاق حول مفاهيمه وتصوراته ومناهجه فقد استوعب حدا لا يستهان به من المفاهيم نظرا لكثرة منابعه ، وأخذت اتجاهات البحث في هذا العلم أشكالا عدة تبعا للأسس التي يستند إليها هذا العلم ، فنجد اتجاها يعتمد على علم اللغة الوصفي وآخر يعتمد على علم اللغة الوظيفي وثالثا يقوم على علم اللغة التركيبي ...لا شك أن هذا التشعب جعل مهمة ما توصل إليه مهمة صعبـــة .
قد حدد ديبوغرند ودريسلار معايير النصانية التي لم تستوفها أطروحات هاريس والتوليدين لأنها لم تستطع أن تحدد موقفا محددا من النصوص غير النحوية واختلاف الأساليب داخل النصوص وأهم هاته المبادئ النصانية (13) :
1- السبك (cohésion) (14) : الترابط الرصفي القائم على النحو في البنية السطحية ، بمعنى التشكيل النحوي للجمل وما يتعلق بالإحالة والحذف والربط وغيره .
2-الحبك (cohérence): وهو حبك عالم النص أي الطريقة التي يتم بها ربط الأفكار داخل النص ويظهر هنا الربط المنطقي للأفكار التي تعمل على تنظيم الأحداث والأعمال داخل بنية الخطاب .
3-القصد (Intentionnalité): وهو التعبير عن هدف النص الذي يغدو وسيلة متاهة لحظة معينة بغية الوصول إلى هدف محدد .
4-المقامية (Situtionalite): متعلقة بالسياق الثقافي والاجتماعي للنص أي مؤسسة على تحكم المقام في دلالات النص .
5-التناص (Intertextualité): هو أهم عنصر من العناصر المحققة للنصانية وهو أن تشكل النصوص السابقة خبرة للنصوص اللاحقة .
6-الإخبارية (Informative): تقتضي الإعلامية والإخبار حيث يحمل كل نص قدرا معلوما من القدرات الإخبارية.
7-الاستحسان (Acceptabilité): يتحقق من خلال مستوى علاقة النص بالملتقى ، من خلال إظهار موقف المستقبل للنص إزاء كونه صورة من صور اللغة ينبغي أن يكون مفهوما ومقبولا (15) .
ونرى أغلب اللسانيين يصرّون على وحدة وتماسك النص وهو القاسم المشترك لكل التعريفات التي تراهن على أن النص وحدة متكاملة تشدّها خاصية الترابط حيث يقوم النظام الكلي للنص على مبدأ التماسك المتمثل في الخاصية الدلالية الجامعة للخطاب التي يعنى التحليل اللساني في النص بوصفها وتحديدها في ضوء نحو النصوص .
ثانيا : نحو النص
يتجاوز التحليل اللساني النصي في ضوء نحو النصوص نظرة التحليل النحوي التقليدي والأسلوبية ، حيث تتجلى مهامه في دراسة الخواص التي تؤدي إلى تماسك النص وتعطي عرضا لمكونات النظام النصاني ، وان كانت مبعثرة يجب حينها على المحلّل اكتشاف الآلية الحدسية والعرفية التي تمكنه من إيجاد فتيل الربط لتكوين البناء المتميز ، وهذا يعني أننا نرى توظيف عبارة نسيج كمعادل للنص ونلمح هذا في تعريف لنظرية النص يبين أن كلمة texte تعني نسيج (Tissu) الذي تختفي وراءه الحقيقة ، هذا يعني أن فتيل الربط هو ذلك الرابط المضمر مقابل الروابط المتجلية في تشكيله السطحي التي كانت ترومها الدراسات التقليدية ، وقد حاول مجموعة من الدارسين عنو في وقت مبكر بدراسة نحو النص تأسيس نظرية شاملة تبحث في الترابط النصي من حيث أشكاله ووسائله (16) وقد صور جارلسون خصيصة الترابط هذه من خلال تخيل النص حوارا جيّد التكوين ، حيث تكون كل كلمة وكل جملة هي رد على أخرى سابقة عليها ، وفي الوقت نفسه مثيرة لأخرى لاحقة لها ، وهكذا حتى يصبح لنا في النهاية حوارا تتعالق كل أجزائه بعضها ببعض ، ومن ثم يدعونا جارلسون – إذا ما أردنا معرفة ترابط نص ما – إلى أجزاء أو تخيل لعبة الحوار هذه (17) .
وينبغي أن نفرق هنا بين الربط الذي يمكن أن يتحقق من خلال أدوات الربط (النحوية ) /( الروابط ) والتماسك الذي يتحقق من خلال وسائل دلالية في المقام الأول ، ويمكن تتبع الأول على المستوى السطحي للنص (18) ويرى فان ديك أن التماسك يتم على مستوى الدلالات (19)،واستعمل مفهوم الترابط للإشارة إلى علاقة خاصة بين الجمل ، ولما كانت الجملة مقولة تركيبية والترابط علاقة دلالية فقد فضل الباحث الحديث عن العلاقة بين قضيتين أو قضايا جملة ما (20)، وتقضي أدوات الربط الطبيعية أن الجمل الفرعية والرئيسية تعبّر عن ارتباط القضايا قصديا ، وتترابط القضايا إذا صارت الأحداث المدلول عليها مرتبطة في حالة أو مقام ممكن .
ونجد إبراز خصيصة ترابط النص في معظم تعاريف النص عند علمـاء لغة النص ، فهو عند هارفج (21) ترابط مستمر للاستبدالات السنتيجمية التي تظهر الترابط النحوي في النص ، وعند فاينريش (22) يكون حتمي تحدد عناصره بعضها بعضا لفهم الكل ، فالنص كل تترابط أجزاؤه من جهتي التحديد والاستلزام ، إذ يؤدي الفصل بين الأجزاء إلى عدم وضوح النص ، ويفسر هذا بوضوح مصطلحي "الوحدة الكلية" و"التماسك الدلالي" ، وعند بريكنز (23) تتابع متماسك من علامات لغوية أو مركبات من علامات لغوية لا تدخل تحت أي وحدة لغوية أخرى ( أشمل ) ، ويشير هاليداي ورقية حسن إلى أن النص هو مقطع منطـوق أو مكتوب ويشكل كلا متّحدا ، ويرى جون لاينز(24) أن النص في مجمله عليه أن يتسم بسمات التماسك والترابط ، اننا لا نستطيع أن ندخل في تفاصيل التمييز بين التماسك والترابط فلهذا التمييز بصورة عامة علاقة بالفرق بين الشكل والمحتوى ، ويعتبر التمييز من هذا النوع جذابا وحدسيا ويمكن تبريره نظريا (25) .
أن الحذف واستخدام الضمائر وأدوات الربط تساعد على تكوين ما يصطلح عليه بـ " التماسك الشكلي " (26) .
كان التراث النحوي السابق الأساس الفعلي الذي بنيت عليه الاتجاهات النصية بكل ما تتسم به من تشعب في أفكارها وتصوراتها ، وقدمت دراسات خاصة بأجزاء الجملة ومتواليات الجمل ولم تخرج عن الظواهر التي يختص بها نحو الجملة ، ونظرا لقصور نحو الجملة على تفسير بعض الظواهر لجأوا إلى الإشارة إلى وحدة أكبر من الجملة يمكن أن تكون وحدة النص ، غير أن نحو النص يراعي في وصفه وتحليلاته عناصر أخرى لم توضع في الاعتبار من قبل ، ويلجأ في تفسيراته إلى قواعد دلالية ومنطقية إلى جوار القواعد التركيبية ويحاول أن يقدم صياغات كلية دقيقة للأبنية النصية وقواعد ترابطها ، لقد عني الدرس اللساني النصي في دراسته لنحو النص بظواهر تركيبية نصية مختلفة؛علاقات التماسك النحوي النصي،وأبنية التطابق ، والتقابل ، والتراكيب المحورية والتراكيب المجتزأة ،و حالات الحذف ، والجمل المفسرة ، والتحويل إلى الضمير ، والتنويعات التركيبية وتوزيعاتها في نصوص فردية ، وغيرها من الظواهر التركيبية التي تخرج عن إطار الجملة المفردة (27) .
يرى فان ديك أن نحو الجملة يشكل جزءا غير قليل من نحو النص ، وتتنوع فوائد نحو النص وتتداخل مع أسباب الحاجة اليد (28) ، فأهم مهمة لنحو النص هي صياغة قواعد تمكننا من حصر كل النصوص النحوية في لغة ما بوضوح ومن تزويدنا بوصف الأبنية (29) .
ويتحقق للنص نصانيته حسب درسلر و دبيوغراند من خلال المعايير السبعة التي ذكرت آنفا وجعلا معيار [ السبك ] الربط النحوي الأول و[ الحبك] التماسك الدلالي المعيار الثاني ، حيث يتحقق البناء بوجود هاته المعايير ، وهذا لا يعني وجودها في كل نص ، ولذلك لم تعد تراعى الجوانب النحوية فحسب بل يشترط في النص جوانب أخرى بعضها يتعلق بالدلالة بمفهوم واسع(30) .
وينبغي أن يفهم هنا نحو النص على أنه فهم أوجه الترابط المتجاوزة للجملة وتغير التركيب في كل جملة على حدى على أساس معطيات نصية ، والملاحظ أن نحو النص يضّم أشكالا مختلفة من الأنحاء التي تنصب على النص ، غير أنها تختلف اختلافا شديدا باختلافات الاتجاهات اللغوية والأصول التي قامت عليها .
غير أن نحو النص يضيق ويتسع نشاطه في معالجة النصوص وتحليلها باختلاف الآراء ، وتشبعها تبعا للتطور الحاصل في لسانيات النص ، فيرى سعد مصلوح أن نحو النص يهتم في تحليلاته بضم عناصر جديدة منطقية ودلالية وتركيبية ليقدم شكلا جديدا من أشكال التحليل لبنية النص ، وتصور معايير التماسك والترابط والانسجام ولهذا تضافرت تقريرات اللسانين من أمثال بايك وهارتمان وجيلسون وساندرز لونجاكر وفان ديك وغيرهم على أن نحو النص بالنسبة لأي لغة بعينها هو أكثر شمولا وتماسكا واقتصادا من النحو المصور في حدود الجملة (31) ،أما ريزر H.Rieser فقد اقترح في كتابه مقالات في علم لغة النص نحوا للنص وفق نموذج نحو تركيب الضمائم الثنائي اللاسياقي ، وهو ذو أساس نصي فوق تركيبي ، محدد أفقيا من تتابعات جميلة ومكون نحوي لتوسيع الجملة ومكون تحويلي محدود ، ومكون دلالي ، ومعجم وعدد من وظائف التبعية للمعاني المركبة وحاول بتوفي (Petofi) تطوير نموذج" نحو النص التقليدي" من خلال إدخال عناصر أو مكونات دلالية وتداولية وعلاقات سياقية داخل النصوص ، وفي مقابل علاقات خارج النص ، وقد نتج عن ذلك النموذج نظرية أطلق عليها نظرية تركيب / بناء النص وأسس صور التماسك النصية في البنية العميقة للنص ودفعه هذا إلى أن يقتصر على أسس النحو التي لا تختلف في النص ، في مقابل النظام الأفقي ( أي المحدد بسطح النص ) .
ويقابل" نحو النص" في اللغة الأجنبية (Grammaire de texte) استعمله النحاة بهدف الوصف والدراسة اللغوية للأبنية الوصفية وعند أغلب الدارسين لا يختلف عن لسانيات النص الذي استعمله محمد خطابي وتمام حسان ، وبشير ابرير واستعمل سعيد حسن بحيري وإلهام أبو غزالة وعلي خليل محمد علم لغة النص ، واستعمل صلاح فضل ، جميل عبد المجيد علم النص وهو أشمل من نحو النص ولسانيات النص لأنه لا يقتصر على نوع واحد من التحليل بل يتجاوزه إلى أشكال أخرى من النصــوص ( إعلانات ، إشهار ، المقال الصحفي والعلمي ، والفلم السينمائي وكل منتوج ثقافي معاصر يتشكل في هيئة نص ، أما صبحي إبراهيم وفالح بن شبيب العجمي فقد استعملا مصطلح علم اللغة النصي ) أما إبراهيم خليل فاستعمل نظرية النص ، بينما أحمد عفيفي فقد استعمل " نحو النص " الذي يرى أن مهمة النحو الذي يتجه إلى النص قد غير أهدافه بتعديها ، أو بوجود أهداف جديدة لم تكن موجودة في نحو الجملة فالتحليل اللغوي اتجه إلى النص وبالتالي جاء تغيّر المنهج والأهداف عاملا أساسيا لضرورة الحاجة إلى نحو النص .
إن صفة التتابع والتواصل والترابط بين الأجزاء المكوّنة للنص تحقق للنص استمرارية من منظور نحو النص ، حيث تتجسد هذه الاستمرارية في ظاهره ، ويقصد بظاهر النص الأحداث اللغوية المنطوقة أو المسموعة أو المكتوبة أو المرئية في تعاقبها الزمني ، فينتظم بعضها مع بعض تبعا للمباني النحوية ولكنها لا تشكل نصا إلا إذا ما تحقق لها من وسائل السبك ما يجعل النص محافظا على كينونته واستمرار يته .
ثالثا : أدوات السبك النصي
لقد فضلنا استخدام مصطلح " السبك " بدل الا تساق أو التضام أو الترابط الرصفي وغيرها علما أنها كلها تقابل مصطلح (Cohésion²) وقد اعتمدنا هذا بناء على ترجمة سعد مصلوح ، فالمترجم أشار إلى أنه ( السبك ) أقرب شيء إلى المفهوم المراد وأكثر شيوعا في أدبيات النقد القديم (32) ويمكن توضيح هذا القرب والشيوع بالرجوع إلى التراث النقدي والبلاغي عند العرب ، فالجاحظ يقول " وأجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء سهل المخارج ، فيعلم بذلك أنه أفرغ إفراغا جيدا و سبك سبكا واحد ا، فهو يجري على اللسان كما يجري على الدهان" (33) وورد عند ابن أبي الاصبع المصري في ( باب الانسجام ) فقد عرفه بقوله وهو" أن يأتي الكلام متحدّرا كتحدّر الماء المنسجم بسهولة سبك و عذوبة ألفاظه ، وسلامة تأليف ، حتى يكون للجملة من المنثور ، والبيت من الموزون وقع في النفوس وتأثير في القلوب ما ليس بغيره (34).
فالسبك يعني العلاقات أو الأدوات الشكلية والدلالية التي تسهم في الربط بين عناصر النص الداخلية ، وبين النص والبيئة المحيطة من ناحية أخرى ، ومن بين هذه الأدوات المرجعية "(35) وعليه فالسبك يهتم بالعلاقات بين أجزاء الجملة ، وأيضا بين العلاقات بين جمل النص وبين فقراته ، بل بين النصوص المكونة للكتاب ومن ثم يحيط [ السبك ] التماسك بالنص كاملا داخليا وخارجيا (36) ، فالسبك يهتم بتعالق وترابط القضايا ومنه تحدد النصية (Textulité) كما يلي :
النصية : الوحدة الترابط داخل الأجزاء
الوحدة الارتباط فيما بين الأجزاء
يوجد السبك حينما توجد علاقة قضوية بين الجمل يعني أن السبك علاقة صريحة بين القضايا تعبر عنها الجمل ، وتتجلى هاته العلاقة من خلال المرور على مستويين ، وهما المستوى النحوي والمستوى المعجمي اللذان يؤكدان فعالية [السبك ] الاتساق وإبراز حدوده (37) ـ وانطلاقا من الشبكة التي وضعها هاليداي ورقية حسن حيث ينقسم السبك إلى سبك معجمي وسبك نحوي ويمكن تمثيل ذلك كالآتي :
السبك (Cohésion)
معجمي (Lexical) نحوي (Grammatical)
1- السبك المعجمي :
ويتحقق السبك المعجمي بين المفردات أو الألفاظ عبر ظاهرتين لغويتين : التكرار : Reccurence المصاحبة / التضام : (38)Collocation .
أ-التكرار:
يعرف هاليداي ورقية حسن التكرار بأنه" أية حالة تكرار يمكن أن تكون الكلمة نفسها أو مرادف أو شبه مرادف ، كلمة عامة أو اسما عاما" (39) لكن هذا لا يعني دوما أن العنصر المكرر له نفس المحال إليه ، بمعنى أنه قد تكون بين العنصرين علاقة احالية وقد لا تكون ، وفي الحالة الأخيرة نكون أمام علاقات أخرى فرعية (40) ،وعندما يجعل اللاحق إلى السابق أو العكس يحدث السبك بينهما ، لتوضيح ذلك يذكر هاليداي ورقية حسن المثال التالي :
- أغسل وأنزع نوى ست تفاحات ، ضعها في صحن مقاوم للنار .
فالضمير (ها) في الجملة الثانية يحيل إلى ( ست تفاحات ) في الجملة الأولى ، كما أنه لا يمكن تفسيره إلا بالرجوع إلى ما يحيل إليه ، وبالتالي ترتبط الجملتان وتشكلان نصا قد قدم الضمير (ها) وظيفة الاحالة القبلية والتي أدّت إلى السبك وهو شكل من أشكال الإحالة ؛ فالإحالة إلى سابق (Anaphore) تكون عندما تحيل إلى عنصر لغوي متقدم وقيل أنها إحالة بالعودة حين تعود إلى مفسر أو عائد (Antécédent) ومنها يجري تعويض لفظ المفسر الذي كان من المفروض أن يظهر حيث يرد المضمر، فالإحالة هي بناء جديد للنص (41) ويرى الأزهرالزناد أنه يمكن تقسيم الإحالة بوجه عام إلى قسمين:
* الإحالة داخل النص Endophora تنقسم إلى قسمين (42) :
أ-إحالة على السابق ( قبلية ) Anaphora : تعود على مفسر سبق التلفظ به .
ب-إحالة على اللاحق ( بعدية ) Cataphora : تعود على عنصر إشاري مذكور بعدها في النص .
* إحالة خارج النص / خارج اللغة وتسمى مقامية / معجمية Exphora (43) :
تجمع كل الإحالات التي تعود على مفسّر دال على ذات ، وهي متوفرة في كل النصوص وهذا لا يعني أنها ضرورية ويمكن توضيح الإحالة كالآتي :
الإحالة
(Textual) نصية مقامية
(Endophora) داخلية
قبلية كسر الأفق القديم بعدية احتمال قديم
تأويل / وهم تأويل
أفق توقع
الاحتمال الجديد ( اختيار / تهميش )
اتساق عناصر الاحتمال
تتفرع وسائل السبك الاحالية إلى الضمائر وأسماء الإشارة وأدوات المقارنـــة ( التشبيه وكلمات المقارنة : أكثر وأقل ... إلخ) ، ونعطي نموذجا من القرآن الكريم يبين الإحالة القبلية (44) :
قال تعالى : " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون ، يدبّر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون * ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سوّاه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليل ما تشكرون" : [ السجدة ، الآيات 4-9 ] .
إح1 – ارتبط لفظ الجلالة [ الله ] بمجموعة من الإحالات البارزة ضمائر ( خلق ، استوى ، دونه ، يدبر ، أحسن ، خلقه ، سوّاه ، نفخ ) .
إح2 – اسم الإشارة ( ذلك عالم الغيب ) إشارة إلى الله
إ ح 3 : اسم الموصول ( الذي أحسن )
الرمز إح : إحــالة
نتيجة : حققت الآيات قدرا كبيرا من السبك النصي
الإحالة على اللاحق ( البعدية ) : في الصباح أدرك أن ناقته في حالة هياج ، عودها أن تشترك معه في تدخين سجائره (45) ، هذه القصة ليوسف الشاروني – الذي بدأ القصة بمجموعة من الإحالات لضمائر بعضها بارزو بعضها مستتر دون الإفصاح عن مسمى هاته الضمائر ( أدرك – ناقته – عودها (هو) – معه سجائره – وقف يدخن ... إلخ ) .
النتيجة : تأخر ذكر حمدان وعادت عليه الضمائر من أول النص = [ إحالة بعدية ]
وينقسم مدى الإحالة بحسب العنصر المحال إلى قسمين :
1- إحالة المدى القريب : تكون على مستوى الجملة الواحدة يمكن العودة إلى مثال الشاروني.
2- إحالة المدى البعيد : تكون بين الجمل المتصلة أو الجمل المتباعدة ،والإحالة هنا لا تتم في الجملة الأولى ( الأصلية ) ويمكن العودة إلى الآيات السابقة لتمعن تعدد الإحالات والقياس عليها .
ويمكن تصنيف الإحالة حسب الظرفية الزمانية ( الآن ،غدا ) ، المكانية ( هنا، هنالك)حيث الظرف في هذه الحالة محيلا على زمان أو مكان .
* وقد يقوم بوظيفة الإحالة التكرار : في قوله تعالى : "وإذا قيل آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ، ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون" .[ البقرة / 13] .
فقد تمت الإحالة من خلال تكرار لفظ ( السفهاء ) وبهذا يصبح التكرار المعجمي وسيلة من وسائل السبك ، وللتكرار أنماط عديدة عند هاليداي ورقية حسن مكون في شكل هرم من أربع درجات ، ويمكن توضيحه كالآتي :
ويشير ديبوغرد ودريسلر إلى وظيفة أخرى فضلا عن السبك يؤديها التكرار متمثلة في تجسيد وتقوية المعنى (46) .
أما الإحالة المقامية فهي إحالة إلى خارج النص مثال :
يقول تعالى : " قد أفلح المؤمنون الذين في صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون "[المؤمنون] .
يتقدم العنصر الاشاري المركزي في السورة وهو المؤمنون وتعود عليه عناصر الإحالة التالية المتمثلة في ضمير الجمع ( هم ، واو الجماعة ) ثم يدل عن تلك البنية الإحالة إلى بنية أخرى تكون فيها الإحالة إلى خارج النص اللغوي هي الذات الإلهية ، فالإحالات المقامية تسهم في إبداع النص لأنها تربط اللغة بسياق المقام ، غير أنها لا تسهم في اتساقه بشكل مباشر (47) .
ب-التضام / المصاحبة / Collocation:
قدم هاليداي ورقيةحسن المثال التالي :
"لماذا يتلوى هذا الولد الصغير طوال الوقت ؟ البنات لا تتلوى ".
فكلمة البنات هنا ليس لها المرجع الذي لكلمة ( الولد ) ، أي ليس بينهما علاقة تكرار معجمي ، لكن السبك هنا يتجلى بشكل نمطي (48) تبرزه علاقة التضــاد بين (الولد) و (البنت) ، وحسب هاليداي ثمة أزواج من الألفاظ متصاحبة دوما ، فذكر أحدها يستدعي ذكر الآخر ، أي تتشكل العلاقة الرابطة لكلمة ما في لغة بكلمات أخرى معينة وذكرها هاليداي ورقية حسن بعضها (49) وهي :
1-التباين : له درجات عديدة ، قد يكون اللفظان :
متضادين (Opposites) : ولد / بنت
متخالفين ( Antonyms) : أحب / أكره
متعاكسين (Convers): أمر / طاع
2- الدخول في سلسلة مرتبة ( ordered Series):الثلاثاء / الأربعاء ، اللواء / العميد .
3- الكل للجزء (Par to whole )اليد / الإنسان ، الإصبع / اليد ...
4- الجزء للجزء ( Part To part ): الأنف / الرئة
5- الاندراج في صنف عام( Genaral Class ):الأمعاء / المعدة تشملها كلمة هضم
وهناك علاقات أخرى غير هذه الكلمات مثل العلاقات الجامعة بين الأزواج : الضحك / النكتة ، الحديقة / الحرث ، المريض / الطبيب ، المحاولة / النجاح ، الطائرة / المطار ، القوس / الرمح ... .
لقد أشار هاليداي ورقيةحسن إلى الصعوبة التي تعترض تصنيف العلاقات المعجمية بين الكلمات وينتهي الباحثان إلى أن" الأمر في الاتساق المعجمي لا يعني مع ذلك أن هناك عناصر معجمية لها دائما وظيفة اتساقية،فكل عنصر يمكن أن يؤسس علاقة اتساق ،لكن العنصر في ذاته لا يحمل أية إشارة عما إذا كان منشغلا اتساقيا أم لا . إن [ السبك ] الاتساق يمكن أن يتأسس فقط بالإحالة إلى النص" (50) ،وبالنظر إلى الاتساق من هذه الزاوية يتجلى أن ورود العنصر في سياق العناصر المتـعالقة هو الذي يعطي للمقطع صفة النـص وبالتالي يهيئ السبك .
إن المصاحبة / التضام تحدث قوة سابكة/ Cohersuire Force عندما تظهر الجمل المتجاورة .
2- السبك النحوي
خلافا لدلالة النص و براغماتية النص يقتصر مجال نحو النص على الوسائل اللغوية المتحققة نصيا والعلاقات بينها (51) لأن توالي الجمل يشير إلى مجموعة من الحقائق وعلى نحو النص أن يكشف عن العلاقة المعنوية بين مجموع هذه الحقائق ذلك أن أدوات الربط تظهر عن طريق الأدوات بين الجمل أكثر وضوحا لأنها المصدر الوحيد لخاصية النص وهذا ما يجعل من كلام هاليداي ورقية حسن أن الربط بالأدوات أكثر أهمية من الربط المنوي مع اعترافهما بأن العلاقات الضمنية هي التي تملك قوة الربط واقتصرا في حديثيهما عن أدوات الربط على الإحالة Referens ( تناولها في السبك المعجمي ) والاستبدال Substitution والحذف Ellipse وهذا ما جعل براون ويول ينتقدان تصريحاتهما لأنهما يتحدثان عن وحدات الغوية ظاهرة في سطح الكلام لا عن علاقات ضمنية ، لأن الترابط النصي المقتصر على أدوات الربط غير كاف لضمان التعرف على النص (52) .
والحقيقة أن الربط النصي يتجاوز المستوى السطحي إلى المستوى المعنوي وقد قسم جون كوين الربط إلى صورتين :
أ- الربط الواضح : يجري من خلال وسائل تركيبية قوية يمكن أن تكون حرف عطــف ( الواو ، لكن ... ) أو ظرف ( مع ، أن ... )
ب- الربط التضميني : يتم من خلال التجاور البسيط وعلى هذا يمكن القول :
- الشمس زرقاء و الشمس تتلألأ
- الشمس زرقاء ، الشمس تتلألأ
ثم يقول : نحن نرى أن العبارة الثانية خالية من حروف العطف ، وهي مساوية مع ذلك في المعنى للعبارة الأولى ، وفي الواقع فإن التجاور أكثر وسائل الربط شيوعا ، فالربط بين الشمس والسماء هو التجاور الذي جعلهما ينتميان إلى حقل دلالي واحد (53).
والربط لا يكون إلا بين جملتين غير متفككين دلاليا نحو :
-اشتعلت النار أمسا ، وفتح الإسكافي محله قبل سنوات .
فكل ربط يستلزم وحدة إلى حد ما وحدة في المعنى بين الأجزاء التي يربط بينها، ومنه فالترابط المنطقي لن يصنع مع افتقاد علاقات التجانس والتقارب الدلالي بين أجزاء النص ومن أشكال الترابط النحوي نذكر:
أ- الترابط الرصفي: الذي هو أقرب إلى ظاهر النص ويرتبط بالدلالة النحوية التي تعنى بكيفية انتفاع المتلقي بالأنماط والتتابعات الشكلية في استعمال المعرفة والمعنى ونقلها وتذكرهما (54) .
ب-التعريف Definiteness : هو وضع للعناصر الداخلية في عالم النص حين تكون وظيفة كل من هاته العناصر لا تحتمل الجدل في سياق الموقف ، بمعنى أن تحدّد الوضع باسم علم أو بصفة معرفة ، فالتعريف يمكن أن يشمل عنصرا من عناصر عالم النص في نطاق دلالي مربوط بمركز الضبط ونموذجه قول الشاعر :
-وتلفتت عيني فمنذ غربت عين الديار تلفت القلب....
فالقلب ذو صلة وثيقة بمركز الضبط وهو المتكلم لأن كل إنسان له قلب ولا يقال هنا مثلا تلفت الولد إلا أن قد سبق ذكره بخلاف القلب (55) وهذا يدل على أهمية الترابط المفهومي بين الأجزاء في النص من خلال الإطار المعرفي المشترك أو المذكور من قبل ، ويذكر براوين ويول النص التالي :
" عندما تذهب إلى مركز الاقتراح أدل باسمك وعنوانك إلى الموظف فقد ارتبط جزء النص عن طريق كلمة الموظف حيث يقصد به موظف مسؤول في مركز الاقتراع فلست بحاجة لأن تعلم بوجود مركز الاقتراح ولا بد أن يحتوي على موظف مسؤول [ الموظف ]، ولعل النموذج الوارد عند هاليداي ورقية حسن الكلام عن الربط عن طريق التكرار لا ينفي دور التعريف .
ب- الاستبدال : Substitution
الاستبدال عملية تتم داخل النص هو تعويض عنصر بعنصر آخر ، والاستبدال يحيل على الاستمرارية الدلالية من نماذجه قوله تعالى :
" قد كان لكم آية في فئتين فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار ( سورة آل عمران 13 ) .
استبدال (الله) كلمة (أخرى) بكلمة ( فئة ) وتم الاستدلال من النموذج القرآني وينقسم الاستبدال إلى ثلاثة أنواع :
استبدال اسمي : يتم باستخدام عناصر لغوية اسمية ( آخر ، آخرون ، نفس )
استبدال فعلي : يتم باستخدام الفعل ( يفعل )
استبدال قولي : يتم باستخدام ( ذلك ، لا )
ج- الحذف :
يتم الحذف عندما تكون هناك قرئن معنوية أو مقالية تؤمئ إليه وتدل عليه ويكون في حذفه معنى لا يوجد في ذكره ، وفي نحو النص يجب أن تراعى القرائن المعنوية و المقامية ، لأن السياق والمقام من أساسيات الحذف . حيث تكون الجمل المحذوفة أساسا للربط بين أجزاء النص من خلال المحتوى الدلالي وتتنوع أنواع
الحذف عند هاليداي ورقية حسن (56) .
الحذف الاسمي : حذف اسم داخل المركب الاسمي
أي قميص ستشتري ؟ هذا هو الأفضل / أي هذا القميص
الحذف الفعل :المحذوف يكون عنصرا فعليا
السفر الذي يمتعنا برؤيته / أنوي السفر
الحذف داخل ما يشبه الجملة
كم ثمن هذا القميص ؟ خمسة جنيهات
ولارتباط الحذف بالبنية السطحية جعل البعض يربط طروحات النحو التحويلي التوليدي بالنحو التقديري في النحو العربي الذي نقده ابن مضاه القرطبي حينه(57).
وقد لخص صبحي ابراهيم الفقي عناصر[ السبك]التماسك Cohesion كالآتي :
أدوات التماسك (58)
خارجية داخلية
شكلية دلالية مشتركة
السياق الإحالة الخارجية
- العطف
- التكرار
- المعجم
- الرتبة
- المرجعية
- الإبدال
- الحذف المقارنة
- التكرار بالمعنى
- الترادف
- الأنضواء
- السببية الزمنية
- التخصيص
- التعميم – التوكيد
- الإضراب
- العطف
- العطف
كل هذه تساهم في سبك النص النحوي والمعجمي .
قائمة المصادر والمراجع :
1-جميل عبد المجيد،البديع بين البلاغة العربية و اللسانيات النصية،الهيئة المصرية العامة للكتاب،1998،ص65-66.
2-روبرت ديبوغراند،النص والخطاب والإجراء ، ص 126 . ينظر نعمان بوقرة،المصطلح اللساني النصي ،قراءة تأصيلية سياقية،أعمال ملتقى "اللغة العربية والمصطلح"يومي19-20مايو2002،منشورات مخبر اللسانيات واللغة العربية،+كلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة باجي مختار-عنابة ،ص231 .
3-باحثة أمريكية قدمت أطروحتها للدكتوراه سنة 1912 ، ويشار بوجه خاص إلى فصلة من رسالتها تتعلق بربط الجملة ، ينظر / سعيد حسن البحيري ، علم لغة النص ، المفاهيم والاتجاهات ،مكتبة لبنان،الشركة المصرية العالمية للنشر،لونجمان،ط1،1998 ص 18 .
4- فولجانغ هاينه من وديتر فيهنيجر،مدخل علم اللغة النصي ، ترجمة فالع بن شبيب العجمي،سلسلة اللغويات الجرمانية،الكتاب رقم 115،جامعة الملك سعود،1999، ص 21
5-سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 20 .
6- نعمان بوقرة ، المصطلحاللساني النصي ، ص 232 .
7- محمد خطابي اللسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب،المركز الثقافي العربي،بيروت الدار البيضاء،ط1،1991،ص34
8- سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 19 .
9- يعرف ايزنبرج النص بأنه متوالية متماسكة من الجمل ، كما نجدها مستعملة في الاتصال اللغوي ، وأكد على أن مصطلح متوالية ينبغي أن يفهم بالمعنى الرياضي للكلمة ينظر فلفجانغ هاينه من و ديتر فيهفيجر ، علم اللغة النصي ، ص 42 ، 45 .
10- جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 22 .
11- سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 52 .
12- أحمد مداس بن عمار ، تحليل الخطاب الشعري من منظور اللسانيات النصية ، تحولات الخطاب النقدي المعاصر ، كلية الآداب ، جامعة اليرموك ، عالم الكتب الحديث اربد-الأردن ، 2006 ، ص 495 .
13- روبرت ديبوجراند : النص والخطاب والإجراء، ترجمة تمام حسان ، عالم الكتب ، القاهرة ، ط1 ، 1998 ، ص 103 .
14- فضلنا ترجمة السبك (Cohésion) والحبك (Coherence) باعتبارها أكثر تداولا في التراث النقدي عند العرب ، فقد استعمله الجاحظ في البيان والتبيين ، أنظر ص 67 ، وأبو هلال العسكري في الصناعتين ، ص 175 .
15- فضلنا كلمة استحسان ، مقابل مصطلح Acceptabilité باعتبارها كلمة تراثية استعملها سيبويه عند حديثة عن الكلام المستحسن ، ينظر : بشيرا برير ، من لسانيات الجملة إلى علم النص ، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية التواصل ، ع 14 ، جامعة باجي مختار عنابة،2004 ، ص 100
16-بوقرة نعمان ، المصطلح اللساني النصي ، قراءة تأصيلية سياقية ، ص 248 .
17- lauri garlson., Dialogue games, D.reide publishing, cxompany, london, 1982 p148 149.
18- سعيدحسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 122 .
19- محمد خطابي ، اللسانيات ، ص 61
20- فان ديك ، النص والسياق ، ترجمة ع القادر قنيفي ، افريقيا الشرق ، 2000 ، ص 132 .
21-سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 106 .
22- المرجع السابق، ص 107
23- المرجع السابق،ص108
24- جون لاينتر ،اللغة والمعنى والسياق، ترجمة عباس صادق الوهاب، ط1، 1987ص 219 .
25- المرجع السابق،ص 220 .
26- سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص، ص 135.
27- سعد مصلوح ، من نحو الجملة إلى نحو النص ، جامعة الكويت ، الكتاب التذكاري بقسم اللغة العربية ، إعداد طه نجم وعبده بدوي 1990 ، ص 408 . أنظر أحمد عفيفي نحو النص ، مكتبة زهراء الشرق ، جامعة القاهرة ، 2001 ، ص 39 .
28-29 -سعيد حسن بحيري ، علم لغة النص ، ص 158 .
30- أحمد عفيفي، نحو النص ، ص 40 .
31- جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 76 .
32-سعد مصلوح ، نحو أجرومية للنص الشعري ، ص 116 .
33- الجاحظ ، البيان والتبييت ، ج1 ، ص 67 .
34- ابن أبي الاصبع المصري ، بديع القرآن ، ص 166 ، وينظر: جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية و اللسانيات النصية ، ص 78 .
35-David Carter(1987),Interpreting anaphrsing natural language texts, Ellis Horwood ,limited England,p32.
وينظر في هذا صبحي إبراهيم الفقي ، عالم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ، ج1 ، ص 96 حيث يقابل مصطلح (Cahesion) بمصطلح ( التماسك ) .
36- صبحي إبراهيم الفقي ، علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع (القاهرة)، ج1 ، 2000،ص 97 .
37- محمد خطابي ، لسانيات النص ، ص 237 .
38- جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 79
39- محمد خطابي ، لسانيات النص ، ص 237 .
40- جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 79 .
41- سعيد حسن بحيري ، دراسات لغوية تطبيقية بين البنية والدلالة ، مكتبة الأدب ، 2003 ، ص 104 .
42- أحمد عفيفي ، نحو النص ، ص 117 .
43- سعيد حسن بحيري ، دراسات لغوية تطبيقية بين البنية والدلالة، ص 104 .
44- أحمد عفيفي ، نحو النص ، ص 118 .
45- يوسف الشاروني ، مختارات ، رياض الريس للنشر ، لندن ، قبرص ، 1992 ، ص 355.
46- جميل عبد المجيد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 80
47- مصطفى قطب ، دراسة لغوية لصور التماسك النصي ، ص 173 .
48- محمد خطابي ، لسانيات النص ، ص 238 .
49- أنظر جميل عبد المجيد ، المرجع سبق ذكره ، ص 107 .
50-Helliday,and R.Hassan ,cohesion in english, longman, london,1976,p286.
ينظر : جميل عبد الحميد ، البديع بين البلاغة العربية واللسانيات النصية ، ص 108 ، ومحمد خطابي ، لسانيات النص ، ص 238 .
51- زتسيسلاف واوزنياك ، مدخل إلى علم النص مشكلات بناء النص ، ترجمة سعيد حسن بحيري ،مؤسسة المختار للنشر والتوزيع ، 2003 ، ص 60 .
52- براون وديول ، تحليل الخطاب ترجمة وتعليق محمد لطفي الزليطي و منير التريكي جامعة الملك سعود ،1997، ص 234 ، 235 .
53- أحمد عفيفي ، نحو النص ، ص 101.
54- المرجع السابق ، 103.
55- نقلا عن المرجع السابق، 115-116
56-Helliday,and R.Hassan ,cohesion in english, longman, london,1976,p142.
57- طاهر سليمان حمودة ،ظاهرة الحذف ، ص17
58- صبحي إبراهيم الفقهي ، علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ج1 ، 120.