منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    علم اللسانيات النفسي: الأساسيات والآفاق

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    علم اللسانيات النفسي: الأساسيات والآفاق Empty علم اللسانيات النفسي: الأساسيات والآفاق

    مُساهمة   الأربعاء مارس 17, 2010 10:09 am


    علم اللسانيات النفسي: الأساسيات والآفاق

    د. علي يونس الدهش
    27/08/2009
    قراءات: 528

    ما هي الآلية الذهنية التي تمكّن الإنسان من إنتاج عبارات وجمل صحيحة صوتياً وصرفياً ونحوياً، ومفيدة معنوياً، ومفهومة دلالياً، ومناسبة لمقتضيات الأحوال استعمالياً؟

    ما الذي يجري في الذهن البشري عندما يتكلم الإنسان اللغة؟

    ما الذي يدور في هذا الصندوق المغلق والمجهول الذي يُسمى الدماغ ؟

    ما هي العمليات الذهنية التي يقوم بها الذهن البشري عند اكتساب لغة ما سواء أكانت تلك اللغة هي اللغة الأولى أم اللغة الثانية أم اللغة الثالثة؟

    كيف تعالج المعلومات في الدماغ البشري وأين تخزن؟

    ماهي الذاكرة وكيف تتعامل مع المعلومات على المدى القصير وعلى المدى البعيد؟

    كيف يفهم الإنسان رموز لغة ما عندما يقرؤها أو يسمعها من الآخرين؟



    وبما أن الإجابة على هذه الأسئلة تقتضي التخصص في أكثر من حقل من حقول المعرفة فقد اتفق العلماء على تسمية الدراسات التي تحاول الإجابة على تلك الأسئلة بعلم اللسانيات النفسي Psycholinguistics



    وقد تحتم على دارسي هذا العلم أن يخوضوا في ثلاثة مجالات مختلفة تشكل بمجملها أساسياته التي يقوم عليها وهي:

    •1. طبيعة الدماغ البشري

    •2. طبيعة اللغة البشرية

    •3. العلاقة القائمة بين الدماغ البشري واللغة البشرية



    فعلم اللسانيات النفسي هو عبارة عن جملة من العلوم المختلفة والمجتمعة في علم واحد وهي علم النفس، وعلم اللغة ، وعلم الطب ، وعلم التشريح وغيرها من العلوم. و كل حقل من هذه الحقول يتناول تلك الأسئلة من زاويته الخاصة ويحاول أن يجد لها أجوبة واضحة. ولهذا نجد أن ثمة تقسيمات عديدة لهذا العلم وذلك حسب المنظور الذي يدرس من خلاله. فمن منظور علم اللغة، على سبيل المثال، ينقسم هذا العلم إلى فروع يمثل كل منها مستوى ما من مستويات اللغة البشرية أوعنصراً أو مكوناً من مكوناتها، وتلك الفروع هي:

    •1. المستوى الصوتي: وتُدرس في هذا الفرع طبيعة الأصوات البشرية وكيف يعالجها الذهن البشري ويحللها و يفهمها.

    •2. المستوى الصرفي: وفي هذا الفرع تُدرس عملية بناء الكلمات وآليات معالجتها من قبل الذهن البشري.

    •3. المستوى النحوي: ويدرس علم اللسانيات النفسي في هذا الفرع عملية بناء الجمل وكيف يعالجها الذهن البشري ويحللها ويفهمها.

    •4. المستوى الدلالي: وتُدرس في هذا الفرع الطرق والآليات التي بها يتوصل الذهن البشري إلى دلالات معاني الكلمات والجمل والعبارات.

    •5. المستوى الاستعمالي: ويدرس علم اللسانيات النفسي في هذا الفرع الكيفية التي يتجاوز فيها الذهن البشري المعاني الحرفية المباشرة للكلمات والجمل والعبارات من اجل الوصول إلى المعاني المقصودة ضمن سياقات الظروف الموضوعية للخطاب الذي تستعمل فيه تلك الكلمات والجمل والعبارات.

    وكما هو واضح من تسمية هذا العلم فإنه يعتمد بالدرجة الأساس على علم اللسانيات وعلى علم النفس، ويدرس تأثير العوامل النفسية على تطور اللغة واستعمالها وتفسيرها، ويركز على آليات الذهن البشري في فهم اللغة وانتاجها وعلى دراسة الحالات النفسية والنشاطات الذهنية المتزامنة مع استخدام اللغة.

    ومن الثابت أن علم اللسانيات أقدم تاريخياً من علم النفس ولكن تواصلاً لم يحدث بين العلماء من الحقلين حتى ظهرت طروحات عالم اللسانيات الأمريكي نعوم تشومسكي في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، فقد كان لتلك الطروحات الأثر الكبير في جعل علماء النفس يدركون جهلهم في جانب بناء اللغة ويدركون فائدة تركيز الاهتمام على البنى السطحية للغة. وقد كان من نتائج هذا التحول أن عكف جمع من علماء النفس وخاصة أولئك الذين كانت لديهم خلفية علمية جراء تمرنهم في كلا الحقلين (علم اللسانيات وعلم النفس) - عكفوا على محاولة الوصول إلى فهم أفضل للكيفية التي تم بها اكتساب القواعد النحوية المجردة واستعمالها بصورة صحيحة في عملية التواصل وإنتاج رسائل مفهومة من شخص إلى آخر عبر الجهاز الصوتي.

    كما وينصب التركيز الأهم في علم اللسانيات النفسية على التطبيق اللاواعي لقواعد النحو التي تمكن الناس من إنتاج الجمل الواضحة وفهمها. وقد بحث المتخصصون في هذا العلم العلاقة القائمة بين اللغة والتفكير، وصار موضوع مناقشاتهم الحادة هو هل اللغة هي وظيفة التفكير أم التفكير هو وظيفة استخدام اللغة؟

    وعلى كل حال فمعظم معضلات هذا العلم هي معضلات حقيقية تنطوي على دراسة الأداء اللغوي ، وعملية اكتساب اللغة وخاصة عند الأطفال. وقد كان لأعمال تشومسكي والآخرين من أصحاب نظرية النحو التحويلي الأثر البالغ على هذا الحقل.

    هذا وقد توجه البحث حالياً إلى آفاق أبعد من ذلك، وتشمل دراسة الأسس البايولوجية للغة، وعلم اللسانيات العصبية Neurolinguistics والذي هو عبارة عن دراسة عملية تطور اللغة وتمثيلها في الدماغ. ويشمل دراسة جملة من الظواهر من قبيل الحبسة aphasia ، والتلعثم stuttering ، وسقطات اللسان tongue-slips وغيرها. كما ويدرس العلماء في هذا الحقل نشاطات الدماغ أثناء استعمال اللغة ، وأكثر بياناتهم كانت مستمدة من الناس الذين فقدوا مقدرتهم اللغوية جراء حوادث أسفرت عن إلحاق أضرار في الدماغ لديهم.

    وقد استفاد المتخصصون في دراسة علم الترجمة من نتائج هذا العلم في نقد وتحليل النصوص المترجمة، فقد طوروا منهاهجهم الخاصة بهم والمستنده على تلك النتائج والتي أطلقوا عليها المناهج الإدراكية Cognitive Approaches . فالترجمة بأبسط تعريفاتها هي نقل معاني نص ما من لغة معينة إلى لغة أخرى، وعملية النقل هذه لاتتم بالطبع إلا من خلال عمليات ذهنية معقدة يقوم بها ذهن المترجم الذي بدوره يجب أن يكون مدرباً بشكل جيد وعلى درجة عالية من المهارة في سرعة معالجة المعلومات وتحويلها من لغة إلى أخرى وبالعكس مع الحفاظ على سلامة اللغة ودقة المعنى ومستوى الخطاب.





    المصادر

    Sci-Tech Encyclopaedia: Psycholinguistics

    Columbia Encyclopaedia: psycholinguistics

    Psycholinguistics, Research and read books, journals, articles at Questia Online Library. http://www.questia.com/

    Wikipedia: psycholinguistics







    د. علي يونس الدهش
    [b]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 8:51 am