منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    في تعلّمية المنزع العقلي لدى الجاحظ

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    في تعلّمية المنزع العقلي لدى الجاحظ Empty في تعلّمية المنزع العقلي لدى الجاحظ

    مُساهمة   الثلاثاء مايو 04, 2010 9:42 am

    في تعلّمية المنزع العقلي لدى الجاحظ
    من خلال الحيوان و الرسائل
    منير الرقي 1/ 1/ 2009
    1) الأهداف و التوجيهات في البرامج الرسمية

    أهداف المنزع العقلي في السنة الرابعة من خلال البرامج الرسمية
    نصت البرامج الرسمية في تناولها لمحور المنزع العقلي على:
    أهداف المحور
     تبيّن الخصائص الفنّيّة المميّزة لكتابة كلّ من الجاحظ والتّوحيديّ.
     استجلاء مظاهر المنزع العقليّ عند كلّ منهما.
     إبداء الرّأي في القضايا التي يثيرها كلّ منهما.

    و أما التوجيهات المصاحبة لها فنبهت إلى مواطن اهتمام وجب تناولها في تدريس هذا المحور وهي (بنصها):
    ـ يتمّ الاهتمام في تبيّن الخصائص الفنّيّة المتّصلة بالحجاج بـ:
    * بنية النصّ الحجاجيّ.
    * تنظيمه.
    * سيرورته ( الحجج وأنواعها، الأمثلة ومصادرها).
    ـ يتمّ الاهتمام في كتابات الجاحظ بالمنهج العلميّ وتجلّيات الفكر الاعتزاليّ في مجالي اللغة والأدب:
    * في المنهج العلميّ: بالموضوعيّة، الشكّ، التجربة ومقوّماتها كالملاحظة والاستقراء والموازنة والترتيب والتعديل والتجريح والاستنباط...
    * في تجلّيات الفكر الاعتزالي: بكيفيّة الاستدلال على بعض المسائل الفكريّة والكلاميّة بالحجج العقليّة ( النقد، الشكّ، الجدل، الاستقراء...).
    2) في قراءة الأهداف و التوجيهات:
    * تقدم أهداف المحور رؤية شاملة لتدريس المحور إذ يمكن تبين ثلاثة مراكز اهتمام هي:
    - تبين الخصائص الفنية
    - الكشف عن المضامين و المقاصد
    - تقويم مدونة الجاحظ
    * و أما التوجيهات فإنها قصرت عن ترجمة الأهداف المميزة و الأهداف العامة باكتفائها برؤية وصفية تحليلية "للرسائل" و "الحيوان" ما يؤدي إلى فهم البنية و المحتوى
    في البنية : بنية النص
    • أساليب الحجاج/ كيفيات الاستدلال
    • منهج الحجاج
    • أنواع الحجج
    في المحتوى : المرجعية الاعتزالية
    ونشير بدءا إلى أهمية التوجيهات فهي الترجمة الملموسة للأهداف و تنزيل للنظري في أفعال بيداغوجية قريبة المأخذ.
    و إن يكن البحث في الخصائص الفنية و المرجعية الاعتزالية مهما في ذاته لفهم آليات التفكير والتعبير عند الجاحظ، فإن الاكتفاء به يعد تقصيرا في فهم روح الأهداف العامة التي ألحت على البعد التقييمي الذي نجده حاضرا في:
    * الأهداف العامة لمادة العربية في السنة الرابعة "تمكينهم من القدرة على النّقد والتّقييم وتوخّي منهجيّات ناجعة لبناء موقف أو بلورة رأي فيرتاضون على النّظر الموضوعيّ وإقامة البرهان كي يستقيم تفكيرهم ويتجنّبوا إرسال الأحكام دون رويّة."
    * كما نجد الهدف التقييمي في أهداف درس الأدب ضمن باب التقييم:
    • اتّخاذ موقف من مباني النصّ ومعانيه اعتمادا على قرائن وأدلّة مناسبة.
    • تقييم النصّ خارجيّا وتوظيف الأدلّة المناسبة لذلك.

    * و يحضر البعد التقييمي في ثالث أهداف المحور: "إبداء الرّأي في القضايا التي يثيرها كلّ منهما."
    وعلى خلاف الأهداف الملحة على التقييم بقيت التوجيهات قاصرة عن ترجمة المراد فهي تقف عند الوصف ولا تتخطاه و كأن المادة التي نعثر عليها في الرسائل و الحيوان بإمكانها أن تكون مرجعية في تبين بناء العقل أو لنقل إن الدراسة الوصفية كما تقدمها التوجيهات تعجز عن الحجاج وهي تدرس مسائل حجاجية، هذه الورطة عينها وجدتها في " وحدة تكوينية أعدّت لفائدة المركز الوطني لتكوين المكونين : إذ ورد في الوحدة التكوينية بعد استعراض معنى نزع في اللسان و بعد فهم معنى العقل لدى بعض الفلاسفة ما يلي "يقصد بالمنزع العقلي في الأدب العربي، ذلك الاتجاه الذي يحتكم إلى العقل أداة للمعرفة ومنهجا في البحث، ويتخذه موضوعا للتفكير" (وحدة تكوينيّة أعدها الأساتذة المتفقدون :قصي المليح و محمد الهادي حربوب و نورالدين الغيلوفي) وهو ما لا أراه منسجما مع البحث اللغوي ولا مع البحث الاصطلاحي، إن هذا التصريح الناتج عن اعتناق كامل للتوجيهات دون الأهداف يقدم لنا المدونة الجاحظية في صورة مرادفة للعقلانية في العلوم الإنسانية ( "فالعقلانية باختصار مجموعة المبادئ و المقاييس و المعايير التي تضبط الخطاب العلمي في نشأته وتكونه وانعكاساته" عقلانية علوم الإنسان د.نور الدين النيفر أبو وجدان للنشر 1993 ) و من مخاطر هذا الطرح:
    * الوقوع في الإسقاط التاريخي
    * عجز عن فهم حدود العقل الجاحظي
    :فمما بدا لنا من هنة في ما تقدمه التوجيهات :
    • الاكتفاء بوصف المدونة.
    • غياب الحث على تقييم المادة الحجاجية التي يقدمها الجاحظ.
    • اعتماد أحكام مطلقة ("منهج علمي"/ و "تقوم على الاستدلال" التوجيهات ) إذ ليس من المرجح أن تكون منهجيته علمية خالصة.
    • غياب التأكيد على حدود الاتجاه العقلي لدى الجاحظ كأن تدريس الجاحظ سيفضي إلى بلورة ممارسة عقلية وهو ما يدفع البعض إلى الحديث عن عقلانية الجاحظ أو المنهج التجريبي لديه.
    • و جود تناقض بين المحتوى الوصفي لتوجيهات المحور و عنوان المحور(المنزع العقلي) ذاته. إذ اتخذت توجيهات المحور طابعا وصفيا في حين يفضي فهم العنوان " المنزع " إلى طبيعة مغايرة تنهض على أسس نقدية ذلك أننا نجد أثناء تفسير معنى "نزع" في لسان العرب معاني مختلفة بعضها يناقض بعضا وهو ما يظهر في الجدول التالي لبعض دلالات جذر (ن/ز/ع) في لسان العرب:
    المنزع
    معنى المغالبة ونازعتْنِي نفسي إِلى هواها نِزاعًا: غاَلبتْنِي. وَنزعُتها أَنا: َ غَلبُتها.


    معنى الرغبة الجامحة ويقال للإِنسان إِذا هوي شيئًا ونازعتْه نفسه إِليه: هو ينْزِع إِليه نِزاعًا.
    نزع إِلى أَهله والبعيرُ إِلى وطَنِه. يَنْزِعُ نِزاعاً ونُزُوعاً: حَنَّ واشتاقَ، وهو نَزُوعٌ، والجمع


    معنى البيان وإعمال العقل وانَْتزع بالآية والشعرِ: تمثَّلَ.
    ويقال للرجل إِذا استنبط معنى آيةٍ من كتاب الله عز وجل: قد انَْتزع معًنى جيدًا،
    وَنزعه مثله أَي اسَتخْرجه.
    وفي مثلٍ: عادَ السهمُ إِلى النَّزَعةِ أَي رجع الحقّ إِلى أَهله وانْتَزَعَ بالآية والشّعْرِ: تمثَّلَ. ويقال للرجل إِذا استنبط معنى آية من كتاب الله عز وجل: قد انْتَزَعَ معنًى جيِّداً، ونَزَعَه مثله أَي اسْتَخْرَجَه.
    ونزَع عن الأَمر يَنْزِعُ نُزُوعاً: كَفَّ وانْتَهَى.
    وفلان قريب المَنْزَعةِ أَي قريب الهِمّةِ

    معنى التحريك والاجتثاث نزع: نَزَعَ الشيءَ يَنْزِعُه نَزْعاً، فهو مَنْزُوعٌ ونزِيعٌ،
    وانْتَزَعَه فانْتَزعَ: اقْتَلَعَه فاقْتَلَعَ، وفرّق سيبويه بين نَزَعَ
    وانْتَزَعَ فقال: انْتَزَعَ اسْتَلَبَ.
    وانْتَزَعَ الرمحَ: اقْتَلَعَه ثم حَمل. وانتزَع الشيءُ: انقلَع. ونزَع الأَمِيرُ العامِلَ عن عمله: أَزالَه،


    والنزعة: "هي اتجاه فطري أو نفسي إلى شيء، إلى التصرف على نحو ما: "نزعة إلى الشك...استعداد عقلي لاتخاذ منحى معين استجابة لدافع داخلي، ميل، اتجاه....". المنجد في اللغة العربية المعاصرة/ دار المشرق .بيروت

    نتبين مما سبق أن الدلالة المعجمية ذاتها للجذر (ن/ز/ع) لا تختص بالإحالة إلى العقل وحده إنما هي مترددة بين العقل و الوجدان وهو ما قد ينبهنا إلى أن دراستنا للحيوان و الرسائل لن تكون في حدود الوصف إنما قدرها أن تنظر إلى الممارسة العقلية الجاحظية نظرة نقد و جدال، ومن مبررات الدعوة إلى هذه النظرة النقدية:
    * احترام موضوع المحور (المنزع العقلي) و ما يفضي إليه ضرورة من نقد و إبداء رأي.
    * إعداد التلاميذ للتقييم، فنحن عادة ما نجري اختبارات ذات طابع جدلي، و سيكون من غير المنطقي حينها أن نلقي إليهم مادة وصفية تحليلية و نطالبهم بالنقاش و التقييم.
    * المنطوق الجاحظي يرد عادة في سياق حجاجي يردّ به على الخصوم و تدريسه بطريقة وصفية فيه دعوة إلى تبني رؤية الجاحظ وهو ما لا نراه غاية. لذلك سيكون من شأن الرؤية النقدية التقييمية للمقالة الحجاجية أن تبين حدود المنهج الجاحظي.
    وهذا ما يدفعنا إلى ضرورة التفكير في إضافة الهدف التقييمي إلى محتوى التوجيهات ، إذ يفضي تأمل المدونة الجاحظية في كثير من الأحيان إلى ملاحظة التناقض و هنات في المنهج والتفكير.
    3) خطة مقترحة لتدريس المنزع العقلي لدى الجاحظ: أ‌- مد المتعلمين بالسندات الضرورية:
    تمكين التلاميذ من سندات محققة تسهل عليهم تبيّن المفاهيم الضرورية التي ستعترضهم خلال الشرح، و من المهم أن يربط الأستاذ السندات بأنشطة موظفة، و أسئلة مرافقة تجعل القراءة غائيّة. توزع السندات قبل الدخول في المحور ومن الضروري أن تحتوي على:
    * الدلالة المعجمية لمعنى (ن/ز/ع) في لسان العرب.(لفهم آفاق المحور): وغاية هذا السند أن يشرك الأستاذ تلاميذه في تبين مقاصد تدريس محور المنزع العقلي.
    السؤال المرافق: أقرأ السند و أصنّف دلالات مادة نزع إلى مستويين
    * مقالات تعرف علم الكلام.: مثلا ". شرح المواقف للشريف الجرجاني:
    " حدّ الكلام علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينيّة على الغير، وإلزامها إياه؛ بإيراد الحجج وردّ الشّبه قال الإمام العضد في المواقف:"والكلام علمٌ يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه والمراد بالعقائد ما يقصد به نفس الاعتقاد دون العمل، وبالدينية المنسوبة إلى دين محمد صلى اللـه عليه وسلم".( ) شرح المواقف(1/34) للشريف الجرجاني.
    وقال الإمام سعد الدين التفتازاني:"الكلام هو العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية"( ) تهذيب الكلام ص8، للإمام سعد الدين التفتازاني
    وقال ابن الـهمام في المسايرة:"والكلام معرفة النفس ما عليها من العقائد المنسوبة إلى دين الإسلام عن الأدلة علما وظنا في البعض منها"( ) المسايرة : ص10، وهذا التعريف يفترق عمّا سبقه بنصه على أن بعض العقائد تؤخذ عن دليل ظني، ومن هنا فإن علماء الكلام يدرجون في تصانيفهم بعض المسائل التي تنبني أصلا على أدلة ظنية. قال ابن أبي شريف في شرحه عليه:وهذا التعريف مأخوذ من قول أبي حنيفة رضي اللـه عنه: الفقه معرفة النفس ما لـها وما عليها"
    الأسئلة المرافقة: ما حدّ علم الكلام ؟ ما موضوعه ؟ ما علاقة العقل بعلم الكلام ؟
    * مقالات تعرف فرقة المعتزلة(نشأتها مبادئها أعلامها ...). .الملل والنحل للشهرستاني، وطبقات المعتزلة، للمرتضى:
    - تعريفهم :المعتزلة فرقة إسلامية تنتسب إلى واصل بن عطاء الغزال، تميزت بتقديم العقل على النقل، وبالأصول الخمسة التي تعتبر قاسما مشتركا بين جميع فرقها، من أسمائها القدرية والوعيدية والعدلية، سموا معتزلة لاعتزال مؤسسها مجلس الحسن البصري بعد خلافه معه حول حكم الفاسق .والمعتزلة اسم لفرقة قدمت العقل على النصوص، وجمعت بين عدة انحرافات أهمها: تعطيل الأسماء والصفات، وإخراج أفعال الإنسان من قدر الله، وتخليد أصحاب الكبائر في النار، وإلزام المولى سبحانه بإنفاذ وعيده كما ينفذ وعده، والخروج على الولاة تحت مسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر." الملل والنحل للشهرستاني، (1/40-43) وطبقات المعتزلة، للمرتضى .
    - وغير ذلك، قال الخياط: ”وليس يستحق أحد منهم اسم الاعتزال حتى يجمع القول بالأصول الخمسة وهي: التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا اكتملت في الإنسان هذه الخصال الخمس فهو معتزلي“ دائرة المعارف الإسلامية.
    الأسئلة المرافقة : عرف "المعتزلة"
    * مقتطفات من آراء الجاحظ حول غايات التأليف و منهجه في الكتابة. نحو:
    * حد العقل و علاقته باللسان : رسالة في كتمان السر وحفظ اللسان:
    "وإنما سُمِّي العقل عقلاً وحجراً قال تعالى - " هل في ذلك قسمٌ لذي حجر " - لأنه يزم اللسان ويخطمه ويشكله ويربثه ويقيد الفضل ويعقله عن أن يمضي فرطاً في سبيل الجهل والخطإ والمضرة كما يُعقل البعير ويحجر على اليتيم.
    وإنما اللسان ترجمان القلب والقلب خزانة مستحفظة للخواطر." فاللسان أداةٌ مستعملة لا حمد له ولا ذمَّ عليه وإنما الحمد للحلم واللوم على الجهل .فالحلم هو الاسم الجامع لكل فضل وهو سلطان العقل القامع للهوى .
    * أولوية العقل على الحواس :"رسالة القيان"
    "وكذلك الأمور الوهميّة لا يُقضى عليها بشهادة إبصار الأعين ولو قُضي عليها بها كان كلُّ من رآها يقضى حتّى النَّعم والحمير يحكم فيها لكلِّ بصير العين يكون فيها شاهداً وبصيراً للقلب ومؤدياً إلى العقل ثم يقع الحكم من العقل عليها ."
    * الحفظ و الاستنباط : فصل من صدر كتابه في المعلمين:
    "وكرهت الحكماء الرؤساء أصحاب الاستنباط والتفكير جودة الحفظ لمكان الاتكال عليه وإغفال العقل من التمييز حتى قالوا : " الحفظ عذق الذهن " .ولأن مستعمل الحفظ لا يكون إلا مقلداً والاستنباط هو الذي يفضي بصاحبه إلى برد اليقين والثقة. والقضية الصحيحة والحكم المحمود : أنه متى أدام الحفظ أضر ذلك بالاستنباط ومتى أدام الاستنباط أضر ذلك بالحفظ وإن كان الحفظ أشرف منزلة منه .ومتى أهمل النظر لم تسرع إليه المعاني ومتى أهمل الحفظ لم تعلق بقلبه وقل مكثها في صدره ".
    * منهجه في التأليف الجمع بين الهزل و الجد : من كتاب الحيوان:
    وهذا كتابُ موعظةٍ وتعريفٍ وتفقُّهٍ وتنبيه، وأراكَ قد عِبتَه قبل أن تقفَ على حُدودِه، وتتفكَّرَ في فصوله، وتَعتبِرَ آخَره بأوله، ومَصَادِرَه بموارده، وقد غلّطَك فيه بعضُ ما رأيتَ في أثنائه من مزحٍ لا تعرف معناه، ومن بَطالةٍ لم تطّلِعْ على غَورها؛ ولم تدرِ لم اجتُلِبت، ولا لأََيِّ علِّة تُكُلِّفت، وأيّ شيءٍ أُرِيغَ بها، ولأيِّ جِدٍّ احتُمِل ذلك الهزل، ولأيِّ رياضةٍ تُجُشِّمتْ تلك البَطالة؛ ولم تَدْرِ أَنَّ المزاحَ جِدٌّ إذا اجتُلِب ليكون علَّةً للجِدِّ، وَأَنَّ البَطالة وَقارٌ ورَزانة، إذا تُكُلِّفت لتلك العافية، ولمَّا قال الخليلُ بن أحمد: لا يصل أحدٌ من علم النحو إلى ما يحتاجُ إليه، حتَّى يتعلَّم ما لا يحتاج إليه، قال أَبو شمر: إذا كان لا يُتوصَّل إلى ما يحتاج إليه إلاّ بما لا يحتاج إليه، فقد صار ما لا يُحتاج إليه يُحتاج إليه، وذلك مثل كتابنا هذا؛ لأنّه إن حَمَلْنَا جميعَ من يتكلَّف قراءة هذا الكتابِ على مُرِّ الحق، وصُعوبة الجِدّ، وثِقل المؤونة، وحِلية الوقار، لم يصبر عليه مع طوله إلاّ من تجرَّدَ للعلم، وفهم معناه، وذاق من ثمرته، واستشعر قلبه من عزِّه، ونال سروره على حسب ما يُورث الطولُ من الكَدّ، والكثرةُ من السآمة، وما أكثر مَن يُقَاد إلى حظِّه بالسواجير، وبالسوق العنيف، وبالإخافة الشديدة.
    الأسئلة المرافقة:
    - ما مدى احترام الجاحظ لثنائية الهزل و الجد في تصانيفه؟
    - هل ترى في الأراء السابقة سياقا ناظما ؟
    - ما موقف الجاحظ من العقل و الحواس؟
    ب) إنجاز توزيعية للنصوص المختارة تراعي التقدم في استيفاء الأهداف:
    * الدرس الأول: في العقل
    النص المقترح : حاجة العقل إلى الشحذ من الكتاب المدرسي ص 157
    الأهداف
    في المضمون : يفترض أن يقف الأستاذ في هذا النص على:
    - ماهية العقل
    - العقل الفطري و العقل المكتسب
    - أهمية العقل الكلامية فهو حجة بها يستدل الإنسان على وجود الله و يدرك حكمته في الكون
    - طرائق تدريب العقل وشحذه (منهج الجاحظ في التعليم)
    في البنية: بنية النص الحجاجي: (الأطروحة/ الضمان / سيرورة الحجاج / الاستنتاج)
    في الأسلوب:
    أنواع الحجج
    الترغيب و الترهيب
    * الدرس الثاني: في المسألة الكلامية
    النص المقترح: العقل هو الحجة الكتاب المدرسي ص 135
    الأهداف:
    في المضمون : يفضل أن ينتبه الأستاذ في هذا النص إلى :
    - ضرورة وجود الخير و الشر في الكون.
    - موقع العقل من الثنائية.
    - المرجعية الاعتزالية ( العدل الإلهي / الوعد و الوعيد ).
    - دلالة الموجودات على الله
    - تسليط العقل على الحواس
    في البنية : بنية النص الحجاجي ( الأطروحة الضمان / الأطروحة المضادة/ الاستنتاج)
    سيرورة الحجاج
    في الأسلوب : الإطناب / دلالة التركيب الشرطي و الظرفي على الفرصية/ الاستفهام الإنكاري

    الدرس الثالث: في المسألة الكلامية
    النص المقترح: تفضيل الكلام على الصمت من الكتاب المدرسي ص 173
    الأهداف:
    في المضمون:
    - فضل الكلام على الصمت
    - المرجعية الاعتزالية : الكلام سبيل إلى العبادة و إقامة الحجة على حكمة الله.
    - هنات منهج الجاحظ: التناقض / سقوط في اللامعقول
    في البنية:
    - بنية النص الحجاجي
    - موقع الأطروحة المضادة و كيفية استدعائها
    في الأسلوب:
    - الحصر ملمح من ملامح الوثوقية
    - الاستدراك
    - المقارنة / المفاضلة

    * الدرس الرابع: في المسألة العلمية
    النص المقترح : عين الأفعى : الحيوان ج1 ص 328
    " وزعم محمد بن الجهم أنّ العيون التي تضيء بالليل كأَنها مصابيحُ، عيُونُ الأسْد والنمورِ، والسَّنانيرِ والأفاعي، فبينا نحنُ عندَه إذْ دخل عليه بعضُ من يجلب الأفاعي من سِجسْتان، ويَعْمَلُ التِّرياقات، ويبيعها أحياءً ومقتولة، فقال له: حَدِّثهم بالذي حَدَّثتني به من عين الأفعَى.
    قال: نَعَم، كنتُ في مَنْزِلِي نائماً في ظلمة، وقد كنتُ جمعتُ رؤوس أفَاع كنَّ عندي، لأرميَ بها، وأغفلتُ تحت السَّرير رأساً واحداً، ففتحْتُ عَيني تجَاهَ السَّريرِ في الظلمةِ، فرأيت ضياءً إلاَّ أنَّه ضئيلٌ ضعيفٌ رقيق.
    فقلت: عينُ غولٍ أو بعضِ أولاءِ السَّعالى، وذهبَتْ نفسي في ألوانٍ من المعاني.
    فقمت فقدَحْت ناراً، وأخذتُ المصباح معي، ومضيت نحوَ السرير فلم أَجدْ تَحْتَهُ إلاَّ رأسَ أفعى، فأطفأتُ السِّراج ونمتُ وفتحْتُ عيني، فإذا ذلك الضوء على حاله، فنهضْتُ فصَنعتُ كصنيعي الأوَّل، حتى فعلتُ ذلك مِراراً، قال: فقلت آخر مرَّة: ما أرى شيئاً إلاَّ رأسَ أفعى، فلو نحَّيتَهُ فنحَّيتُه وأطفأتُ السِّراج، ثمّ رجعْتُ إلى منامي، ففتحْت عيني فلم أ رَ الضَّوء. فعلمت أنَّه من عين الأفعى، ثمَّ سألتُ عن ذلك، فإذا الأمرُ حَقٌّ، وإذا هو مشهورٌ في أهل هذه الصِّناعة."
    الأهداف :
    في المضمون : - منهج الجاحظ العلمي.
    - مصادر المعرفة عند الجاحظ./ تقييمها
    - الدعوة إلى إعمال العقل.
    - البعد القصصي، وربطه بأدبية النص العلمي للجاحظ
    في البنية : مراحل التجربة : يمكن تحليلها يمقاربتين :
    - مقاربة جاحظية تقوم على :التعرف / التوقف / التثبت : نص الشك و اليقين الكتاب المدرسي ص 178.
    - مقاربة تجريبية باعتماد مراحل بناء القاعدة في المنهج التجريبي: الملاحظة / الفرضية/ التجربة / الاستنتاج / بناء القاعدة.
    - دحض الفرضية الخرافية و دعوة إلى إعمال العقل.
    في الأسلوب: أنواع الربط

    الدرس الخامس: في المسألة الأخلاقية
    النص المقترح: فصل في ذم اللواط (الرسائل)
    والذي يدل على أن هذه الشهوة معيبة في نفسها قبيحة في عينها أن الله تعالى وعز لم يعوض في الآخرة بشهوة الولدان من ترك لوجهه في الدنيا شهوة الغلمان كما سقى في الآخرة الخمر من تركها له في الدنيا ثم مدح خمر الجنة بأقصر الكلام فنظم به جميع المعاني المكروهة في خمر الدنيا فقال : " لا يصدعون عنها ولا ينزفون " .
    كأنه تبارك وتعالى قال : " لا سكر فيها ولا خمار " .
    وفي اكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء انقطاع النسل وفي انقطاع النسل بطلان جميع الدين والدنيا .
    وغشيان الرجل الرجل والمرأة المرأة من المنكوس المعكوس ومن المبدل المقلوب لأن الله جل ذكره إنما خلق الذكر للأنثى وجعل بينهما أسباب التحاب وعلائق الشركة وعلل المشاكلة وجعل الذكر طبقاً للأنثى وجعل الأنثى سكناً للرجل.
    فقلب هؤلاء الأمر وعكسوه واستقبلوا من اختار الله لهم بالرد والزهد فيه.
    الأهداف:
    في المضمون:
    - نظر العقل في أحكام الشرع
    - أسباب استقباح اللواط.
    - تجليات المرجعية الاعتزالية: الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
    - حجة الخلف./ الحجة المنطقية / الحجة الطبيعية
    في البنية:
    بنية النص الحجاجي.
    سيرورة الحجج و موقعها من الأطروحة.
    في الأسلوب: اعتماد القياس آلية عقلية.
    ربط السبب بالنتيجة التفكير العلّي.
    ملاحظة : للأستاذ خلال هذا الدرس أن يستعين بنص آخر هو في مدح النبيذ وهذا مختصره:

    فصل من صدر رسالته إلى الحسن بن وهب في مدح النبيذ وصفة أصحابه(الرسائل)

    ".....وسأصف لك شرف النبيذ في نفسه وفضيلته على غيره .....وهو الذي يرد الشيوخ في طبائع الشبان ويرد الشبان في نشاط الصبيان وليس يخاف شاربه إلا مجاوزة السرور إلى الأشر ومجاوزة الأشر إلى البطر .
    ولو لم يكن من أياديه ومننه ومن جميل آلائه ونعمه إلا أنك ما دمت تمزجه بروحك وتزاوج بينه وبين دمك فقد أعفاك من الجد ونصبه وحبب إليك المزاح والفكاهة وبغض إليك الاستقصاء والمحاولة وأزال عنك تعقد الحشمة وكد المروءة وصار يومه جمالاً لأيام الفكرة وتسهيلاً لمعاودة الروية لكان في ذلك ما يوجب الشكر ويطيب الذكر .........إن كنت جذلاً كان باراً بك وإن كنت ذا هم نفاه عنك .وما الغيث في الحرث بأنفع منه في البدن وما الريش السخام بأدفأ منه للمقرور .
    ويستمرأ به الغذاء ويدفع به ثقل الماء ويعالج به الأدواء ويحمر به الوجنتان ويعدل به قضاء الدين .إن انفردت به ألهاك وإن نادمت به سواك .ثم هو أصنع للسرور من زلزل وأشد إطراباً من مخارق وقدر احتياجهما إليه كقدر استغنائه عنهما لأنه أصل اللذات وهي فرعه وأول السرور ونتاجه .
    ولله در أول من عمله وصنعه وسقياً لمن استنبطه وأظهره.
    ومن استغناء النبيذ بنفسه وقلة احتياجه إلى غيره أن جميع ما سواه من الشراب يصلحه الثلج ولا يطيب إلا به .وأول ما يثنى عليه به ويذكر منه أنه كريم الجوهر شريف النفس رفيع القدر بعيد الهم . وكذلك طبيعته المعروفة وسجيته الموصوفة .وأنه يسر النفوس ويحبب إليها الجود ويزين لها الإحسان ويرغبها في التوسع ويورثها الغنى وينفي عنها الفقر ......ولا خير فيه إذا كان إسكاره تغلباً وأخذه بالرأس تعسفاً حتى يميت الحس بحدته ويصرع الشارب بسورته ...ولا يسري في العروق لغلظه ولا يجري في البدن لركوده ولا يدخل في العمق ولا يدخل الصميم .ولا والله حتى يغازل العقل ويعارضه ويدغدغه ويخادعه فيسره ثم يهزه فإذا امتلأ سروراً وعاد ملكاً محبوراً خاتله السكر وراوغه وداراه وما كره وهازله وغانجه .وليس كما يغتصب السكر ويعتسف ...ويفترس الزبيب ولكن بالتفتير والغمز والحيلة والختل وتحبيب النوم وتزيين الصمت .وخير الأشربة ما جمع المحمود من خصالها وخصال غيرها .وشرابك هذا قد أخذ من الخمر دبيبها في المفاصل وتمشيها في العظام ولونها الغريب وأخذ برد الماء ورقة الهواء وحركة النار وحمرة خدك إذا خجلت وصفرة لونك إذا فزعت وبياض عارضيك إذا ضحكت."

    تكمن أهمية هذا النص في المجالات النقدية التي يتيحها، إذ يمثل نقضا للنص الأول "ذم اللواط" والناظر إلى النصين يقف على مشهدين مختلفين ووظيفتين للعقل متناقضتين، و سيكون من المهم حينها إجراء مقارنة بين مواقف الجاحظ في النصين غايتها الكف عن إطلاق أحكام عامة و تبني رؤية نسبية تنظر إلى المدونة الجاحظية بالنقد و الحجاج، و ينتهي تأمل النصين إلى مفارقة عجيبة.
    * فقد جمع الجاحظ بين احترام المؤسسة الأخلاقية و اختراقها
    * ووظف العقل للنقل / كما وظفه لإبطال بعض أحكامه
    فيتاح لنا الحديث حينها عن العقل بين التفكير الغائي / و السفسطة

    ج- مشروع القسم : إنجاز مجلة موضوعها المنزع العقلي لدى الجاحظ في" الحيوان" و"الرسائل":
    يوزع الأستاذ تلاميذه في مجموعات تقارب تعمل في ورشات إنتاجية يثرون بها الدرس: مشروعها إنجاز مجلة القسم، و يحسن أن تشتغل المجموعات على محاور مختلفة تجمع لها المادة الضرورية وتهذّب نتائجها: في ثلاث مراحل
    * توزيع المهام على فرق تعنى بـ :
    - فهم الجاحظ للعقل جمع المادة المدرسة و إثراؤها.
    - تجليات الاعتزال في الرسائل و الحيوان جمع المادة المدرسة و إثراؤها
    - تنوع الحجج: جمع المادة المدرسة و إثراؤها
    - أساليب الحجاج و الروابط المنطقية جمع المادة المدرسة و إثراؤها
    - مواقف الجاحظ: الأدبية/ الكلامية /الأخلاقية /السياسية/ العلمية...مدى حضور العقل فيها
    - هنات منهج الجاحظ.....
    * تكوين فريق يعنى بجمع المادة الجاهزة، وتنسيقها.
    * يقيم الأستاذ العمل:
    - يحرص الأستاذ على متابعة أعمال المجموعات
    - يوجه الأستاذ النصائح الضرورية (جودة التأليف/ ربط المحتوى بشواهد دقيقة محققة من الحيوان والرسائل....).
    - يحسن أن ينسق العمل مع أستاذ التفكير الإسلامي بحكم تدريسه مادة علم الكلام المقررة في السنة الرابعة. وغاية التنسيق أن يتحسس التلميذ الطابع الإدماجي للمعرفة المدرسة، والإدماج (هو تمش مركب يمكّن من تعبئة المكتسبات أو عناصر مرتبطة بمنظومة معينة في وضعية دالة قصد إعادة هيكلة تعلمات سابقة وتكييفها طبقا لمستلزمات مقام معين لتملك تعلم جديد) " المذكّرات الخاصّة بالتكوين الذاتي للمعلّمين في مجال المقاربة بالكفايات مارس 2003 " وبذلك يتاح للتلميذ تبين الحلقات الواصلة بين التعلمات
    * توزيع المجلة على المتعلمين .
    وقد كان مشروع القسم (المجلة) إنجازا حقق للمتعلمين فرصة المشاركة في بناء الدروس و قد بدا أثرها واضحا في تحسين أداء التلاميذ المنهجي، و أوقفهم على بعض الهنات التي تعتور طرائقهم في التحرير، و كان تكوين المجموعات بالنسبة إلي مجالا لدعم مكتسبات التلاميذ و فضاء إضافيا لتذليل صعوبات التعلم لديهم.
    أنموذج لعمل إحدى المجموعات : هنات منهج الجاحظ
    هنات منهج الجاحظ : اللامعقول العقلي:
    ليست غاية هذا المبحث الطعن في كل ما توصل إليه الجاحظ من نتائج و لا الفصل في المقولات التي تعرض إليها بالتحليل و النقد و إنما التشجيع على ممارسة نقدية تفحص المدونة الجاحظية وتتعالى على الانفعال الأولي الذي كثيرا ما نراه في صور من الإعجاب و الانبهار، لعل منها ما ورد على لسان محمد عبد المنعم خفاجي إذ يقول (" وكان عقل الجاحظ قويا قل أن يقبل الأوهام بل يهزأ بمن يقبلها" محمد عبد المنعم خفاجي أبو عثمان الجاحظ ص 166 دار الكتاب اللبناني1973 ) رغم أننا قد أولينا منهج الجاحظ أهمية و أكبرنا فبه تسليط العقل على الحواس ورغم ما بدا لنا في مؤلفيْه من رؤية شاملة فإننا ننبه إلى أنه يبقى جهدا بشريا معرضا إلى النقض لأن تقعيد الظاهرة الإنسانية صعب و لأن تأمل الكون بأدوات محدودة يعرض إلى الخطإ لا محالة ففي مدونته الهنة والكبوة و السهو وهو لا يتحرج من ذلك بل يقر أن الرأي يخطئ (" والخطأ ثلاثة خطأ الحس وخطأ الوهم و خطأ الرأي" التربيع و التدوير رسائل الجاحظ ص 471 تحقيق علي أبو ملحم) وقد اجتهدنا في بيان هذه الهنات فتوصلنا إلى بعض النتائج :
    في الحكم على ناقل الخبر :
    * من هنات منهج الجاحظ الميل غير العلمي إلى ناقل للخبر دون غيره و يحدث أن يحابي في ذلك سياسيا على حواء إذ اطمأن في الرواية إلى إسحاق و هو سياسي و لم يطمئن إلى ابن أبي العجوز وهو الحواء العارف"وزعم لي ابنُ أبي العجوز، أنّ الدّسّاس تلد، وكذلك خبّرني به محمد بنُ أيوبَ ابن جعفر عن أبيه، وخبَّرني به الفضل بنُ إسحاق بن سليمان فإن كان خبرهما عن إسحاق فقد كان إسحاق من معادن العلم."الشك واليقين الحيوان ج2 ص13
    تعريف الأعلام:
    * ابن أبي العجوز مروض حيات (حواء)
    * محمد بن أيوب من الخطباء
    * إسحاق بن سليمان من رجال الدولة العباسية تولى الولاية
    فكان أحرى لو اطمأن إلى رواية الحواء فهو أولى بالتبجيل لكون الخبر يتصل بميدان هو أعرف الناس به.
    التناقض في الرأي

    الرأي الرأي المناقض له

    في ترتيب العلوم (رأي)
    "وخصلة يجب أن تعرفها و تقف عندها وهي أن تبدأ من العلوم بالمهم " الجاحظ الرسائل تحقيق عبد السلام هارون


    في ترتيب العلوم (رأي مناقض)

    يقول في الحيوان في تكامل العلوم : نقلا عن الخليل :ولما قال الخليل بن أحمد لا يصل أحد في علم النحو إلى ما يحتاج إليه حتى يتعلم ما لا يحتاج إليه، قال أبو شمر إذا كان لا يتوصل إلى ما يحتاج إليه إلا بما لا يحتاج إليه فقد صار ما لا يحتاج غليه يحتاج إليه.
    وفي هذا الشاهد يتحول الأقل أهمية من العلوم إلى قناة أولية (في الترتيب) تمكن الدارس من بلوغ العلوم الأهم.
    في الكلام و الصمت (رأي)
    يقول الجاحظ في فضل الكلام على الصمت " ومنها أنك لا تؤدي شكر الله ..إلا بالكلام " الرسائل فضل الكلام على الصمت ص 231 تحقيق عبد السلام هارون
    في الكلام و الصمت (رأي مناقض)

    * لو كان الشكر خاصا بالناطق دون الصامت لم يدخل الجنة أبكم.
    * فإن الله يفول في كتابه " إن الله عليم بذات الصدور" آل عمران 119
    * و النية شرط في قصديّة العمل الخير وليس شرطها الكلام أو التصريح.

    في الكلام و الصمت (رأي)
    "ولم أجد للصمت فضلا على الكلام" الرسائل فضل الكلام على الصمت ص 231 تحقيق عبد السلام هارون

    يقول الجاحظ " الصمت زين العالم و ستر الجاهل " فصل ما بين العداوة و الحسد
    في الكلام و الصمت
    في الكلام و الصمت (رأي مناقض)

    يقول الجاحظ " و منها أنك لا تستطيع العبارة عن حاجتك و الإبانة عن مأربك إلا باللسان " فضل الكلام على الصمت الرسائل ص 231 تحقيق عبد السلام هارون
    يؤكد الجاحظ هنا أن التعبير عن الحاجة و التواصل لا يكونان إلا باللسان لأنه يؤدي الرسالة بذاته


    * يقول الجاحظ " و لا بد لبيان اللسان من أمور منها إشارة اليد " الحيوان من " فضل الكتاب ص 16 تصريح بان اللسان في حاجة إلى غيره من الجوارح ليبين القصد
    * كما يقول في البيان و التبيين " و جميع أصناف الدلالة على المعاني من لفظ و غير لفظ خمسة أياء لا تزيد و لا تنقص : أولها اللفظ ثم الإشارة ثم العقد ثم الخط ثم الحال و تسمى نصبة " البيان والتبيين ج1 ص 55 وهو إقرار بأن العلامة أكبر من اللفظ فهي في اللغة وخارجها


    في شحذ العقل (رأي):
    "و العقل أطول رقدة من العين وأحوج إلى الشحذ من السيف و أفقر إلى التعهد...و أدواؤه أقتل.." الرسائل ص 104.
    ضرورة تعهد العقل بالشحذ
    في مدح النبيذ (رأي مناقض)
    " لا و الله حتى يغازل العقل، و يعارضه، ويدغدغه ، و يخادعه ،فيسره ثم يهزه، فإذا امتلأ سرورا ...خاتله السكر و راوغه و داراه وماكره وهازله و غانجه"
    من صدر رسالته إلى الحسن بن وهب في مدح النبيذ وصفة أصحابه، رسائل الجاحظ ص 383 نسخة إلكترونية
    تهاون في التعامل مع العقل خلال بيان فضل النبيذ بما يناقض الرأي الأول

    سخرية الجاحظ ممن يميز بين الحيوانات بسبب حجمها أو جمالها أو لقبح فيها، ذلك أنه يراها جميعا دالة على حكمة الله (رأي)
    "وأظنُّك ممَّن يرى أنَّ الطاووس أكرمُ على اللّه تعالى من الغراب، وأن التُّدْرُجَ أعزُّ على اللّه تعالى من الحدَأةِ، وأنّ الغزالَ أحبُّ إلى اللّه تعالى من الذئب، فإنَّما هذه أمور فرّقها اللّه تعالى في عيون الناس، وميَّزها في طبائع العباد، فجعَلَ بعضها بهم أقربَ شبهاً، وجعل بعضَها إنسيّاً، وجعل بعضَها وحشيّاً، وبعضها غاذِياً، وبعضها قاتلاً، وكذلك الدُّرَّة وَ الخَرَزة والتمرة والجَمرة.
    فلا تَذْهَبْ إلى ما تريك العينُ واذهَبْ إلى ما يريك العقل". الحيوان ج 1 ص 63
    ميل في بعض المواطن إلى التمييز بين الحيوانات و تفضيل بعض على بعض:
    في التمييز بين الحيوان (رأي مناقض)
    " أشراف السِّباع وساداتها وكبارها ورؤساؤها ثلاثة: الكَرْكدَّن والفِيل والجاموس. قال: ولعلَّ بعضَ مَن اعتاد الاعتراض على الكتب يقول: وأينَ الخيل والإبل، وفيها من خصال الشَّرَف والمنافع والغَناء في السَّفر والحَضَر، وفي الحرْب والسّلم، وفي الزِّينة والبهاء، وفي العُدَّة والعتاد، ما ليس عند الكركدَّنِ ولا عندَ الفيل ولا عند الجاموس". الحيوان ج2 ص 134




    تحويل الحجاج عن الكلام إلى السفسطة :
    فمن دواعي الحجاج في الكلام – حسب المعتزلة – إقامة الحجة على وجود الله و بيان حكمته في الكون و بز الخصوم ، و يفترض ذلك أن تنتهي القول في الفقه إلى ما انتهى إليه الشرع و نجد كثيرا من المواطن يدرك فيها الجاحظ حكمة الحكم الشرعي اعتمادا على الفهم العقلي ( التحسين والتقبيح العقليين) و مثل ذلك رسالته في ذم اللواط (" و في اكتفاء الرجال بالرجال و النساء بالنساء انقطاع النسل و بطلان جميع الدين و الدنيا" رسائل الجاحظ ص 356 نسخة إلكترونية ) لكنه(أحيانا) لا يجد حرجا في مدح النبيذ الذي حرّم في كثير من المذاهب (" ولا خير فيه ...حتى يغازل العقل و يعارضه ويدغدغه و يخادعه فيسره ثم يهزه فإذا امتلأ سرورا و عاد ملكا محبورا خاتله السكر وراوغه وداراه و ماكره و هازله و غانجه ...." فصل من صدر رسالته إلى الحسن بن وهب في مدح النبيذ وصفة أصحابه ، رسائل الجاحظ ص 383 نسخة إلكتونية ).
    و في هذه الرسالة يطلب الحجاج لذاته لا للهدف الكلامي، فإذا جمع بين الرأي و نقيضه أمكننا القول إن الجاحظ يسقط في السفسطة في مثل هذه المواطن التي يخرج فيها عن المقاصد الكلامية.











    المصادر و المراجع
    أ) - المصادر
    - البرامج الرسمية.
    - الكتاب المدرسي.
    - كتاب الحيوان تحقيق عبد السلام هارون دار إحياء التراث العربي بيروت 1969
    - رسائل الجاحظ : رسائل الجاحظ تحقيق عبد السلام هارون مكتبة الخانجي القاهرة 1979
    ب) - المراجع :
    - "مذهب المعتزلة من الكلام إلى الفلسفة" رشيد البندر دار النبوغ بيروت لبنان 1994
    - "النقد التطبيقي عند الجاحظ الحيوان نموذجا" رسالة ماجستير زكية بجة جامعة الحاج لخضر باتنة 2004/2005
    - "الأصول الخمسة، المنسوبة إلى القاضي عبد الجبار " تحقيق فيصل بدير عون منشورات جامعة الكويت 1998
    - "التحسين و التقبيح العقليين " آية الله جعفر السبحاني سلسلة المسائل العقائدية مؤسسة الإمام الصادق (نسخة رقمية)
    - "المعتزلة و مشكلة الحرية" محمد عمارة ، دار الشروق 1988
    - "خلق القرآن بين المعتزلة و السنة " فخر الدين الرازي، تحقيق أحمد حجازي السقا ، دار الجيل بيروت 1992
    - "إبراهيم بن سيار النظام و الفكر النقدي في الإسلام" محمد عزيز نظمي سالم سلسلة أعلام الثقافة الإسلامية، مؤسسة شباب الجامعة للنشر ،الإسكندرية. (نسخة رقمية من الموسوعة الشاملة الإصدار الثاني)
    - "طبقات المعتزلة" ، أحمد بن يحيى بن المرتضى تحقيق سوسته ديفلد ثلزر بيروت لبنان 1987
    - "الخير و الشر عند القاضي عبد الجبار" محمد صالح محمد السيد ، دار أنباء للنشر و التوزيع، عبده غريب القاهرة 1998
    - "قراءات مع الشايي و المتنبي و الجاحظ وابن خلدون" ، عبد السلام المسدي ، دار سعاد الصباح الكويت.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 8:08 am