البحث العلمي ذو طبيعةمتماسكة، تتصل فيه المقدمات بالنتائج، كما ترتبط فيهالنتائج بالمقدمات، لذا فإن من الضروري أن يقوم الباحث منذ إختيارهللمشكلة بوضع تصميم منهجي دقيق لكافة الخطوات التي يشتمل عليها البحث.
و يعرف البحث العلمي على أنه وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حللمشكلة محددة, وذلك عن طريق الاستقصاء الشامل و الدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن التحقق منها, والتي تتصل بهذه المشكلة المحددة. منالممكن تعريف البحث بأنه ( الدراسة العلمية المنظمة لظاهرة معينة باستخدامالمنهج العلمي للوصول إلى حقائق يمكن توصيلها و التحقق من صحتها ).
ووفقاً لهذا التعريف، فإنه من الممكن تقسيم عناصر البحث الأساسية إلى ثلاثة: الموضوع، والمنهج، والهدف.
فمن حيث الموضوع يستلزم البحث وجود ظاهرة أو مشكلة معينة تتحدى تفكيرالباحث و تدفعه إلى محاولة الكشف عن جوانبها الغامضة. ومن الممكن أن تكونالظاهرة المدروسة ظاهرة سوية أو ظاهرة مرضية، كدراسة نظام الزواج فيالمجتمعات الريفية أو الحضرية، أو مشكلة الطلاق، أو جناح الأحداث، أوالبطالة بين المتعلمين.
ومن الضروري أن يتجه البحث إلى تحقيق أهداف عامة وغير شخصية. صحيح أن كلبحث يبدأ بشعور الباحث بمشكلة معينة، غير أن من الضروري أن تكون المشكلةذات قيمة علمية، أو دلالة إجتماعية عامة. ومن حيث المنهج يستلزم كل بحثإستخدام المنهج العلمي في الدراسة، و يتطلب ذلك إتباع خطوات المنهجالعلمي، و الإلتزام بالحياد و الموضوعية، والاستعانة بالأدوات والمقاييسالتي تعين على دقة النتائج، و الإقتصار على دراسة الوقائع المحسوسةبالصورة التي توجد عليها لا كما ينبغي أن تكون. و يترتب على استخدامالمنهج العلمي أن نتائج البحث تكون قابلة للاختيار والتحقق بحيث اختارباحث آخر نفس المشكلة، واتبع نفس الخطوات، واستخدم نفس المناهج والأدواتالتي استخدمت في البحث أمكنه أن يحصل على نفس النتائج.
أما من حيث الهدف فإن البحث يهدف إلى تقديم إضافة جديدة، وهذه الإضافاتتختلف من بحث إلى آخر. فقد يسعى باحث وراء حقيقة علمية جديدة لم يسبقهإليها أحد، في الوقت الذي يسعى فيه باحث آخر إلى التحقق من صدق بعضالنتائج التي توصل إليها غيره من الباحثين.
و ليس من الضروري في كل بحث أن يوفق الباحث في الوصول إلى الحقيقة فقد يضعفروضاً معينة يحاول التحقق من صحتها ثم يثبت له بطلانها و ليس في ذلك مايقلل من قيمة البحث، فالعلم يستفيد من الفروض الصحيحة والفروض الغيرصحيحة، وكلما أثبت البحث خطأ فرض من الفروض، كلما اقترب الباحثون منالحقيقة.
مراحل البحث الإجتماعي و خطواته :
تمر عملية البحث في مراحل ثلاثة رئيسية هي: المرحلة التحضيرية، والمرحلةالميدانية، والمرحلة النهائية. وتتضمن كل مرحلة من المراحل مجموعة منالخطوات. ففي المرحلة التحضيرية يقوم الباحث باختيار مشكلة البحث وصياغتهاوتحديد المفاهيم والفروض العلمية، وتحديد نوع الدراسة التي يقوم بها، وكذانوع المنهج المستخدم في البحث والأدوات اللازمة لجمع البيانات، كما يقومبتحديد مجالات البحث الثلاثة البشري، المكاني، الزمني. وفي المرحلةالميدانية يقوم الباحث بجمع البيانات إما بنفسه أو عن طريق مجموعة منالباحثين الميدانيين الذين يستعان بهم في أغلب الأحيان في البحوث الكبيرةالتي تجريها مراكز البحث العلمي والهيئات والمؤسسات العامة، وتتضمن هذهالمرحلة مجموعة من الخطوات أهمها: عمل الاتصالات اللازمة بالمبحوثينوتهيئتهم لعملية البحث، وإعداد الباحثين الميدانيين وتدريبهم، والإشرافعليهم أثناء جمع البيانات من الميدان للوقوف على ما يعترضهم من صعاب،والعمل على تذليلها أولاً بأول، ثم مراجعة البيانات الميدانية لاستكمالنواحي النقص فيها والتأكد من أنها صحيحة ودقيقة و مسجلة بطريقة منظمة، وفيالمرحلة النهائية يقوم الباحث بتصنيف البيانات وتفريغها وجدولتها وتحليلهاوتفسيرها، ثم يقوم بكتابة تقرير مفصل يشتمل على كل الخطوات التي مرت بهاعملية البحث. وفيما يلي عرض لهذه الخطوات بشيء من الإيجاز:
يشترط في عنوان البحث أن يؤدي وظيفتين أساسيتين:
- الأولى: إعلامية، أي إعلام الباحثين خاصة والقراء عامة بموضوع البحث،والحقل الذي يبحث في نطاقه، واتجاهات البحث ( نظرياً – تطبيقياً )والمشكلات التي يعالجها. ويؤدي العنوان هذه الوظيفة للتعريف بموضوع بحثهومجاله. لذلك يشترط في العنوان أن يكتب بعبارات موجزة ولغة سلسة مقبولة،ويفضل فيه إبراز الفكرة الأساسية وخاصة الكلمات التي تمثل محور المشكلةالتي يستهدفها البحث.
- الثانية: دعائية، أي إقناع الباحثين والقراء بالفكرة والموضوع الذييدرسه البحث وعدم الاكتفاء باجتذاب القراء أو أن يتسم بالطرافة أوالإثارة. فالعنوان لابد أن يتسم في العلمية، والموضوعية، وأن يكونمنطقياً. ولا يشترط توفر الشروط المذكورة جميعها في العنوان، ولكن علىالأقل أن يتضمن العنوان أحدها. والقاعدة التي يعرفها معظم من مارس مهنةالكتابة والبحث: أن يشمل العنوان من المعلومات ما يدفع باحثاً آخر أن يبحثن هذه المعلومات تحت هذا العنوان. وقيل عنه أنه اللافتة ذات السهمالموضوعة في مكان ما لترشد السائرين حتى يصلوا إلى أهدافهم.
تعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات البحث لأنها تؤثر في جميع الخطوات التيتليها، ويمكن تحديد مفهومها بأنها: عبارة عن موقف غامض، أو موقف يعتريهالشك، أو ظاهرة تحتاج إلى تفسير، أو هي قضية تم الإختلاف حولها، وتباينتوجهات النظر بشأنها، ويقتضي إجراء عملية البحث في جوهرها، أو هي كل قضيةممكن إدراكها أو ملاحظتها ويحيط بها شيء من الغموض، ومع محاولات تبسيطمفهوم المشكلة، وتحديده يمكن القول أنها "حاجة لم تشبع أو وجود عقبة أمامإشباع حاجتنا، أو هي سؤالاً محيراً أو رغبة في الوصول إلى حل الغموض أوإشباع النقص". أو هي طريقة السلوك التي تمثل تعدياً على كل أو بعضالمعايير والقيم الاجتماعية. فإنه لابد من الإقرار بأن الإشكالية البحثيةليست بهذه البساطة، لأنها تمثل إشكالية معرفية، وموضوعها هو العلاقات بينالأحداث، تلك التي تظهر في صيغة إنحرافات اجتماعية.
يتحدد نوع الدراسة على أساس مستوى المعلومات المتوفرة لدى الباحث، وعلىأساس الهدف الرئيسي للبحث. فإذا كان ميدان الدراسة جديداً لم يطرقه أحداًمن قبل إضطر الباحث إلى القيام بدراسة إستطلاعية ( كشفية ) تهدف أساساًإلى استطلاع الظروف المحيطة بالظاهرة التي يرغب في دراستها، والتعرف علىأهم الفروض التي يمكن إخضاعها للبحث العلمي الدقيق، أو ليتمكن من صياغةالمشكلة صياغة دقيقة تمهيداً لبحثها بحثاً متعمقاً في مرحلة تالية، وإذاكان الموضوع محدداً عن طريق بعض الدراسات التي إجراؤها في الميدان أمكنالقيام بدراسة وصفية تهدف إلى تقرير خصائص الظاهرة وتحديدها تحديداًكيفياً وكمياً. وإذا كان الميدان أكثر تحديداً ودقة، استطاع الباحث أنينتقل إلى مرحلة ثالثة من مراحل البحث فيقوم بدراسة تجريبية للتحقق من صحةبعض الفروض العلمية. 1. العنوان : 2. مشكلة البحث: 3. تحديد نوع الدراسة أو نمط البحث : google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad); google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
ويلاحظ أن وضع الفروض يرتبط بنوع الدراسة. فالدراسات الإستطلاعية تخلو منالفروض، على حين أن الدراسات الوصفية قد تتضمن فروضاً إذا كانت المعلوماتالمتوفرة لدى الباحث تمكنه من ذلك، أما الدراسات التجريبية فإن من الضروريأت تتضمن فروضاً دقيقة محددة بحيث تدور الدراسة بعد ذلك حول محاولة التحققمن صحتها أو خطئها.
يشير مفهوم المنهج إلى الكيفية أو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسةالمشكلة موضوع البحث. وهو يجيب على الكلمة الاستفهامية: كيف؟ فإذا تساءلناكيف يدرس الباحث الموضوع الذي حدده؟ فإن الإجابة على ذلك تستلزم تحديد نوعالمنهج.
ومن المناهج التي تستخدم في البحوث الاجتماعية: المسح الاجتماعي، والمنهج التاريخي، ومنهج دراسة الحالة، والمنهج التجريبي.
يشير مفهوم الأداة إلى الوسيلة التي يجمع بها الباحث البيانات التي تلزمه.وهو يجيب على الكلمة الإستفهامية، بم أو بماذا؟ فإذا تساءلنا بم يجمعالباحث بياناته؟ فإن الإجابة على هذا التساؤل تستلزم تحديد الأداة أوالأدوات اللازمة لجمع البيانات.
وغالباً ما يستخدم الباحث عداً كبيراً من أدوات جمع البيانات من بينهاالملاحظة، والاستبيان، والمقابلة، ومقاييس العلاقات الاجتماعية والرأيالعام، وتحليل المضمون، بالإضافة إلى البيانات الإحصائية على إختلافأنواعها.
ويتوقف اختيار الباحث للأداة أو الأدوات اللازمة لجمع البيانات على عواملكثيرة. فبعض أدوات البحث تصلح في بعض المواقف و الأبحاث عنها في غيرها.فمثلاً يفضل بشكل عام استخدام المقابلة والإستبيان عندما يكون نوعالمعلومات اللازمة له اتصال و ثيق بعقائد الأفراد و اتجاهاتهم نحو موضوعمعين، وتفضل الملاحظة المباشرة عند جمع معلومات تتصل بسلوك الأفراد الفعلينحو موضوع معين، كما تفيد الوثائق والسجلات في إعطاء المعلومات اللازمة عنالماضي. وقد يؤثر موقف المبحوثين من البحث في تفضيل وسيلة على وسيلة أخرى.ففي بعض الأحيان يبدي المبحوثون نوعاً من المقاومة ويرفضون الإجابة علىأسئلة الباحث، وفي هذه الحالة يتعين استخدام الملاحظة في جمع البيانات.
وزيادة في توضيح المعنى الذي نقصده باستخدامنا لمفهوم نوع الدراسة أو نمط البحث، والمنهج والأداة نضرب المثال التالي:
إذا قمنا بدراسة عن ميزانية الأسرة الأردنية، وكان همنا من وراء هذهالدراسة معرفة مستوى معيشة الفرد، وتحديد مصادر الدخل المختلفة، ومتوسطالإنفاق في الغذاء والمسكن والملبس والمكيفات والترويح والوصول إلىتعميمات متعلقة بهذه النواحي، ثم وقع اختيارنا على منطقة معينة لنقوم فيهابمسح اجتماعي وقمنا بإرسال صحائف استبيان إلى أفراد العينة التي حددناها،في هذه الحالة نستطيع أن نقول أن نمط البحث وصفي، ومنهج البحث هو المسحالاجتماعي، وأداة جمع البيانات هي الإستبيان أو الاستفتاء.
وذلك بتحديد مجتمع البحث و قد يتكون هذا المجتمع من جملة أفراد، أو عدةجماعات، وفي بعض الأحيان يتكون مجتمع البحث من عدة مصانع أو مزارع أووحدات اجتماعية، ويتوقف ذلك بالطبع على المشكلة ( موضوع الدراسة ).
وذلك بتحديد المنطقة أو البيئة التي تجري فيها الدراسة0
وذلك بتحديد الوقت الذي تجمع فيه البيانات. ويقتضي ذلك القيام بدراسةاستطلاعية عن الأشخاص الذين تتكون منهم العينة لتحديد الوقت المناسب لجمعالبيانات.
قد يجمع الباحث البيانات بنفسه، وقد يجمعها عن طريق مندوبين عنه. ولماكانت عملية جمع البيانات هي التي تتوقف عليها صحة النتائج ودقتها، فإنجامعي البيانات يجب أن تتوافر لديهم الخبرة والدراية الكاملة بالبحوثالميدانية، وأن تكون لديهم من القدرات والمواهب الشخصية ما يؤهلهم لجمعالبيانات كحسن التصرف واللباقة والصبر، وأن يكون لديهم إلمام ببعض القضاياالاجتماعية الخاصة بالمجتمع بعامة، ومجتمع البحث بصفة خاصة، كما أن منالضروري أن يقوم الباحث بتدريب جامعي البيانات قبل النزول إلى الميدانوذلك عن طريق شرح الهدف من البحث وخطته وكيفية تطبيق أدوات البحث على أنيشمل ذلك التدريب على الشروط الأساسية في تطبيق كل أداة وكيفية التصرف فيالمواقف المتوقعة، ويفضل أن يطبع دليل للعمل الميداني ليكون مرجعاً لجامعيالبيانات يسترشدون به وقت الحاجة.
بعد مراجعة البيانات ينبغي على الباحث أن يصنف البيانات في نسق معين يتيحللخصائص الرئيسية أن تبدو واضحة جلية، وينبغي على الباحث أن يفرغ البياناتإما بالطريقة اليدوية أو بالطريقة الآلية ويتوقف ذلك على عدد الإستماراتالتي جمعها الباحث. وبعد تفريغ البيانات وإحصاء الاستجابات تبدأ عمليةتبويب البيانات في جداول بسيطة أو مزدوجة أو مركبة.
من الضروري بعد جدولة البيانات تحليلها احصائياً لإعطاء صورة وصفية دقيقةللبيانات التي أمكن الحصول عليها، ولتحديد الدرجة التي يمكن أن تعمم بهانتائج البحث على المجتمع الذي أخذت منه العينة وعلى غيره من المجتمعات،ويستعان في ذلك بالأساليب الإحصائية المختلفة التي تفيد في هذا المجال.
بعد الانتهاء من تفسير البيانات ، تبدأ خطوة كتابة تقرير عن البحث. وعنطريق هذه الخطوة يستطيع الباحث أن ينقل إلى القراء ما توصل إليه من نتائج،كما يستطيع أن يقدم بعض المقترحات وللتوصيات التي خرج بها من البحث،ويشترط أن تكون هذه المقترحات ذات صلة وثيقة بالنتائج التي أمكن الوصولإليها، وأن تكون محددة تحديداً دقيقاً. وتتجلى مهارة الباحث في الربط بينما يتوصل إليه من نتائج وبين ما يقترحه من حلول للمشكلات التي أسفرت عنهاالدراسة والتي تشير إليها نتائج البحث بدون مبالغة أو حشو أو تطويل 4. تحديد المنهج أو المناهج الملائمة للبحث : 5. تحديد الأداة أو الأدوات اللازمة لجمع البيانات : 6. تحديد المجال البشري للبحث ( وحدة الدراسة ): 7. تحديد المجال المكاني للبحث: 8. تحديد المجال الزمني للبحث: 9. جمع البيانات من الميدان: 10. تصنيف البيانات و تفريغها و تبويبها: 11. تحليل البيانات و تفسيرها: 12. كتابة تقرير البحث: .
و يعرف البحث العلمي على أنه وسيلة للدراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حللمشكلة محددة, وذلك عن طريق الاستقصاء الشامل و الدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن التحقق منها, والتي تتصل بهذه المشكلة المحددة. منالممكن تعريف البحث بأنه ( الدراسة العلمية المنظمة لظاهرة معينة باستخدامالمنهج العلمي للوصول إلى حقائق يمكن توصيلها و التحقق من صحتها ).
ووفقاً لهذا التعريف، فإنه من الممكن تقسيم عناصر البحث الأساسية إلى ثلاثة: الموضوع، والمنهج، والهدف.
فمن حيث الموضوع يستلزم البحث وجود ظاهرة أو مشكلة معينة تتحدى تفكيرالباحث و تدفعه إلى محاولة الكشف عن جوانبها الغامضة. ومن الممكن أن تكونالظاهرة المدروسة ظاهرة سوية أو ظاهرة مرضية، كدراسة نظام الزواج فيالمجتمعات الريفية أو الحضرية، أو مشكلة الطلاق، أو جناح الأحداث، أوالبطالة بين المتعلمين.
ومن الضروري أن يتجه البحث إلى تحقيق أهداف عامة وغير شخصية. صحيح أن كلبحث يبدأ بشعور الباحث بمشكلة معينة، غير أن من الضروري أن تكون المشكلةذات قيمة علمية، أو دلالة إجتماعية عامة. ومن حيث المنهج يستلزم كل بحثإستخدام المنهج العلمي في الدراسة، و يتطلب ذلك إتباع خطوات المنهجالعلمي، و الإلتزام بالحياد و الموضوعية، والاستعانة بالأدوات والمقاييسالتي تعين على دقة النتائج، و الإقتصار على دراسة الوقائع المحسوسةبالصورة التي توجد عليها لا كما ينبغي أن تكون. و يترتب على استخدامالمنهج العلمي أن نتائج البحث تكون قابلة للاختيار والتحقق بحيث اختارباحث آخر نفس المشكلة، واتبع نفس الخطوات، واستخدم نفس المناهج والأدواتالتي استخدمت في البحث أمكنه أن يحصل على نفس النتائج.
أما من حيث الهدف فإن البحث يهدف إلى تقديم إضافة جديدة، وهذه الإضافاتتختلف من بحث إلى آخر. فقد يسعى باحث وراء حقيقة علمية جديدة لم يسبقهإليها أحد، في الوقت الذي يسعى فيه باحث آخر إلى التحقق من صدق بعضالنتائج التي توصل إليها غيره من الباحثين.
و ليس من الضروري في كل بحث أن يوفق الباحث في الوصول إلى الحقيقة فقد يضعفروضاً معينة يحاول التحقق من صحتها ثم يثبت له بطلانها و ليس في ذلك مايقلل من قيمة البحث، فالعلم يستفيد من الفروض الصحيحة والفروض الغيرصحيحة، وكلما أثبت البحث خطأ فرض من الفروض، كلما اقترب الباحثون منالحقيقة.
مراحل البحث الإجتماعي و خطواته :
تمر عملية البحث في مراحل ثلاثة رئيسية هي: المرحلة التحضيرية، والمرحلةالميدانية، والمرحلة النهائية. وتتضمن كل مرحلة من المراحل مجموعة منالخطوات. ففي المرحلة التحضيرية يقوم الباحث باختيار مشكلة البحث وصياغتهاوتحديد المفاهيم والفروض العلمية، وتحديد نوع الدراسة التي يقوم بها، وكذانوع المنهج المستخدم في البحث والأدوات اللازمة لجمع البيانات، كما يقومبتحديد مجالات البحث الثلاثة البشري، المكاني، الزمني. وفي المرحلةالميدانية يقوم الباحث بجمع البيانات إما بنفسه أو عن طريق مجموعة منالباحثين الميدانيين الذين يستعان بهم في أغلب الأحيان في البحوث الكبيرةالتي تجريها مراكز البحث العلمي والهيئات والمؤسسات العامة، وتتضمن هذهالمرحلة مجموعة من الخطوات أهمها: عمل الاتصالات اللازمة بالمبحوثينوتهيئتهم لعملية البحث، وإعداد الباحثين الميدانيين وتدريبهم، والإشرافعليهم أثناء جمع البيانات من الميدان للوقوف على ما يعترضهم من صعاب،والعمل على تذليلها أولاً بأول، ثم مراجعة البيانات الميدانية لاستكمالنواحي النقص فيها والتأكد من أنها صحيحة ودقيقة و مسجلة بطريقة منظمة، وفيالمرحلة النهائية يقوم الباحث بتصنيف البيانات وتفريغها وجدولتها وتحليلهاوتفسيرها، ثم يقوم بكتابة تقرير مفصل يشتمل على كل الخطوات التي مرت بهاعملية البحث. وفيما يلي عرض لهذه الخطوات بشيء من الإيجاز:
يشترط في عنوان البحث أن يؤدي وظيفتين أساسيتين:
- الأولى: إعلامية، أي إعلام الباحثين خاصة والقراء عامة بموضوع البحث،والحقل الذي يبحث في نطاقه، واتجاهات البحث ( نظرياً – تطبيقياً )والمشكلات التي يعالجها. ويؤدي العنوان هذه الوظيفة للتعريف بموضوع بحثهومجاله. لذلك يشترط في العنوان أن يكتب بعبارات موجزة ولغة سلسة مقبولة،ويفضل فيه إبراز الفكرة الأساسية وخاصة الكلمات التي تمثل محور المشكلةالتي يستهدفها البحث.
- الثانية: دعائية، أي إقناع الباحثين والقراء بالفكرة والموضوع الذييدرسه البحث وعدم الاكتفاء باجتذاب القراء أو أن يتسم بالطرافة أوالإثارة. فالعنوان لابد أن يتسم في العلمية، والموضوعية، وأن يكونمنطقياً. ولا يشترط توفر الشروط المذكورة جميعها في العنوان، ولكن علىالأقل أن يتضمن العنوان أحدها. والقاعدة التي يعرفها معظم من مارس مهنةالكتابة والبحث: أن يشمل العنوان من المعلومات ما يدفع باحثاً آخر أن يبحثن هذه المعلومات تحت هذا العنوان. وقيل عنه أنه اللافتة ذات السهمالموضوعة في مكان ما لترشد السائرين حتى يصلوا إلى أهدافهم.
تعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات البحث لأنها تؤثر في جميع الخطوات التيتليها، ويمكن تحديد مفهومها بأنها: عبارة عن موقف غامض، أو موقف يعتريهالشك، أو ظاهرة تحتاج إلى تفسير، أو هي قضية تم الإختلاف حولها، وتباينتوجهات النظر بشأنها، ويقتضي إجراء عملية البحث في جوهرها، أو هي كل قضيةممكن إدراكها أو ملاحظتها ويحيط بها شيء من الغموض، ومع محاولات تبسيطمفهوم المشكلة، وتحديده يمكن القول أنها "حاجة لم تشبع أو وجود عقبة أمامإشباع حاجتنا، أو هي سؤالاً محيراً أو رغبة في الوصول إلى حل الغموض أوإشباع النقص". أو هي طريقة السلوك التي تمثل تعدياً على كل أو بعضالمعايير والقيم الاجتماعية. فإنه لابد من الإقرار بأن الإشكالية البحثيةليست بهذه البساطة، لأنها تمثل إشكالية معرفية، وموضوعها هو العلاقات بينالأحداث، تلك التي تظهر في صيغة إنحرافات اجتماعية.
يتحدد نوع الدراسة على أساس مستوى المعلومات المتوفرة لدى الباحث، وعلىأساس الهدف الرئيسي للبحث. فإذا كان ميدان الدراسة جديداً لم يطرقه أحداًمن قبل إضطر الباحث إلى القيام بدراسة إستطلاعية ( كشفية ) تهدف أساساًإلى استطلاع الظروف المحيطة بالظاهرة التي يرغب في دراستها، والتعرف علىأهم الفروض التي يمكن إخضاعها للبحث العلمي الدقيق، أو ليتمكن من صياغةالمشكلة صياغة دقيقة تمهيداً لبحثها بحثاً متعمقاً في مرحلة تالية، وإذاكان الموضوع محدداً عن طريق بعض الدراسات التي إجراؤها في الميدان أمكنالقيام بدراسة وصفية تهدف إلى تقرير خصائص الظاهرة وتحديدها تحديداًكيفياً وكمياً. وإذا كان الميدان أكثر تحديداً ودقة، استطاع الباحث أنينتقل إلى مرحلة ثالثة من مراحل البحث فيقوم بدراسة تجريبية للتحقق من صحةبعض الفروض العلمية. 1. العنوان : 2. مشكلة البحث: 3. تحديد نوع الدراسة أو نمط البحث : google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad); google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
ويلاحظ أن وضع الفروض يرتبط بنوع الدراسة. فالدراسات الإستطلاعية تخلو منالفروض، على حين أن الدراسات الوصفية قد تتضمن فروضاً إذا كانت المعلوماتالمتوفرة لدى الباحث تمكنه من ذلك، أما الدراسات التجريبية فإن من الضروريأت تتضمن فروضاً دقيقة محددة بحيث تدور الدراسة بعد ذلك حول محاولة التحققمن صحتها أو خطئها.
يشير مفهوم المنهج إلى الكيفية أو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسةالمشكلة موضوع البحث. وهو يجيب على الكلمة الاستفهامية: كيف؟ فإذا تساءلناكيف يدرس الباحث الموضوع الذي حدده؟ فإن الإجابة على ذلك تستلزم تحديد نوعالمنهج.
ومن المناهج التي تستخدم في البحوث الاجتماعية: المسح الاجتماعي، والمنهج التاريخي، ومنهج دراسة الحالة، والمنهج التجريبي.
يشير مفهوم الأداة إلى الوسيلة التي يجمع بها الباحث البيانات التي تلزمه.وهو يجيب على الكلمة الإستفهامية، بم أو بماذا؟ فإذا تساءلنا بم يجمعالباحث بياناته؟ فإن الإجابة على هذا التساؤل تستلزم تحديد الأداة أوالأدوات اللازمة لجمع البيانات.
وغالباً ما يستخدم الباحث عداً كبيراً من أدوات جمع البيانات من بينهاالملاحظة، والاستبيان، والمقابلة، ومقاييس العلاقات الاجتماعية والرأيالعام، وتحليل المضمون، بالإضافة إلى البيانات الإحصائية على إختلافأنواعها.
ويتوقف اختيار الباحث للأداة أو الأدوات اللازمة لجمع البيانات على عواملكثيرة. فبعض أدوات البحث تصلح في بعض المواقف و الأبحاث عنها في غيرها.فمثلاً يفضل بشكل عام استخدام المقابلة والإستبيان عندما يكون نوعالمعلومات اللازمة له اتصال و ثيق بعقائد الأفراد و اتجاهاتهم نحو موضوعمعين، وتفضل الملاحظة المباشرة عند جمع معلومات تتصل بسلوك الأفراد الفعلينحو موضوع معين، كما تفيد الوثائق والسجلات في إعطاء المعلومات اللازمة عنالماضي. وقد يؤثر موقف المبحوثين من البحث في تفضيل وسيلة على وسيلة أخرى.ففي بعض الأحيان يبدي المبحوثون نوعاً من المقاومة ويرفضون الإجابة علىأسئلة الباحث، وفي هذه الحالة يتعين استخدام الملاحظة في جمع البيانات.
وزيادة في توضيح المعنى الذي نقصده باستخدامنا لمفهوم نوع الدراسة أو نمط البحث، والمنهج والأداة نضرب المثال التالي:
إذا قمنا بدراسة عن ميزانية الأسرة الأردنية، وكان همنا من وراء هذهالدراسة معرفة مستوى معيشة الفرد، وتحديد مصادر الدخل المختلفة، ومتوسطالإنفاق في الغذاء والمسكن والملبس والمكيفات والترويح والوصول إلىتعميمات متعلقة بهذه النواحي، ثم وقع اختيارنا على منطقة معينة لنقوم فيهابمسح اجتماعي وقمنا بإرسال صحائف استبيان إلى أفراد العينة التي حددناها،في هذه الحالة نستطيع أن نقول أن نمط البحث وصفي، ومنهج البحث هو المسحالاجتماعي، وأداة جمع البيانات هي الإستبيان أو الاستفتاء.
وذلك بتحديد مجتمع البحث و قد يتكون هذا المجتمع من جملة أفراد، أو عدةجماعات، وفي بعض الأحيان يتكون مجتمع البحث من عدة مصانع أو مزارع أووحدات اجتماعية، ويتوقف ذلك بالطبع على المشكلة ( موضوع الدراسة ).
وذلك بتحديد المنطقة أو البيئة التي تجري فيها الدراسة0
وذلك بتحديد الوقت الذي تجمع فيه البيانات. ويقتضي ذلك القيام بدراسةاستطلاعية عن الأشخاص الذين تتكون منهم العينة لتحديد الوقت المناسب لجمعالبيانات.
قد يجمع الباحث البيانات بنفسه، وقد يجمعها عن طريق مندوبين عنه. ولماكانت عملية جمع البيانات هي التي تتوقف عليها صحة النتائج ودقتها، فإنجامعي البيانات يجب أن تتوافر لديهم الخبرة والدراية الكاملة بالبحوثالميدانية، وأن تكون لديهم من القدرات والمواهب الشخصية ما يؤهلهم لجمعالبيانات كحسن التصرف واللباقة والصبر، وأن يكون لديهم إلمام ببعض القضاياالاجتماعية الخاصة بالمجتمع بعامة، ومجتمع البحث بصفة خاصة، كما أن منالضروري أن يقوم الباحث بتدريب جامعي البيانات قبل النزول إلى الميدانوذلك عن طريق شرح الهدف من البحث وخطته وكيفية تطبيق أدوات البحث على أنيشمل ذلك التدريب على الشروط الأساسية في تطبيق كل أداة وكيفية التصرف فيالمواقف المتوقعة، ويفضل أن يطبع دليل للعمل الميداني ليكون مرجعاً لجامعيالبيانات يسترشدون به وقت الحاجة.
بعد مراجعة البيانات ينبغي على الباحث أن يصنف البيانات في نسق معين يتيحللخصائص الرئيسية أن تبدو واضحة جلية، وينبغي على الباحث أن يفرغ البياناتإما بالطريقة اليدوية أو بالطريقة الآلية ويتوقف ذلك على عدد الإستماراتالتي جمعها الباحث. وبعد تفريغ البيانات وإحصاء الاستجابات تبدأ عمليةتبويب البيانات في جداول بسيطة أو مزدوجة أو مركبة.
من الضروري بعد جدولة البيانات تحليلها احصائياً لإعطاء صورة وصفية دقيقةللبيانات التي أمكن الحصول عليها، ولتحديد الدرجة التي يمكن أن تعمم بهانتائج البحث على المجتمع الذي أخذت منه العينة وعلى غيره من المجتمعات،ويستعان في ذلك بالأساليب الإحصائية المختلفة التي تفيد في هذا المجال.
بعد الانتهاء من تفسير البيانات ، تبدأ خطوة كتابة تقرير عن البحث. وعنطريق هذه الخطوة يستطيع الباحث أن ينقل إلى القراء ما توصل إليه من نتائج،كما يستطيع أن يقدم بعض المقترحات وللتوصيات التي خرج بها من البحث،ويشترط أن تكون هذه المقترحات ذات صلة وثيقة بالنتائج التي أمكن الوصولإليها، وأن تكون محددة تحديداً دقيقاً. وتتجلى مهارة الباحث في الربط بينما يتوصل إليه من نتائج وبين ما يقترحه من حلول للمشكلات التي أسفرت عنهاالدراسة والتي تشير إليها نتائج البحث بدون مبالغة أو حشو أو تطويل 4. تحديد المنهج أو المناهج الملائمة للبحث : 5. تحديد الأداة أو الأدوات اللازمة لجمع البيانات : 6. تحديد المجال البشري للبحث ( وحدة الدراسة ): 7. تحديد المجال المكاني للبحث: 8. تحديد المجال الزمني للبحث: 9. جمع البيانات من الميدان: 10. تصنيف البيانات و تفريغها و تبويبها: 11. تحليل البيانات و تفسيرها: 12. كتابة تقرير البحث: .