منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة  Empty سيميولوجيا التواصل وسيميولوجيا الدلالة

    مُساهمة   الإثنين نوفمبر 01, 2010 8:49 am

    الدكتور جميل حمداوي

    تمهيــــــد:


    من أهم المناهج الأدبية واللسانية التي ظهرت في الساحة النقدية العربيةالحديثة والمعاصرة المنهج السيميولوجي الذي يدرس النص الأدبي والفنيباعتبارهما علامات لغوية وغير لغوية تفكيكا وتركيبا. وقد تعرف المفكرونالعرب على هذا المنهج نتيجة الاحتكاك الثقافي مع الغرب ونتيجة الاطلاع علىمستجدات الحقل اللساني و تمثل تصورات ما بعد البنيوية وعبر البعثاتالعلمية المتوجهة إلى جامعات الغرب و نتيجة فعل الترجمة. إذاً، ماهيالسيميولوجيا والسيميوطيقا ؟ وما هي مرتكزات منهجية التحليل السيميوطيقي؟وما هي أهم اتجاهاتها النظرية والتطبيقية؟ وما الفرق بين سيميولوجياالتواصل وسيميولوجيا الدلالة؟ هذا ما سنعرفه في موضوعنا هذا.


    1- مفهوم السميولوجيا وخطواتها المنهجية:

    السيميولوجيا هو علم العلامات أوالإشارات أو الدول اللغوية أو الرمزية سواء أكانت طبيعية أم اصطناعية،ويعني هذا أن العلامات إما يضعها الإنسان اصطلاحا عن طريق اختراعهاواصطناعها والاتفاق مع أخيه الإنسان على دلالاتها ومقاصدها مثل: اللغةالإنسانية ولغة إشارات المرور، أو أن الطبيعة هي التي أفرزتها بشكل عفويوفطري لادخل للإنسان في ذلك كأصوات الحيوانات وأصوات عناصر الطبيعةوالمحاكيات الدالة على التوجع والتعجب والألم والصراخ مثل: آه، آي…..
    وإذا كانت اللسانيات تدرس كل ماهو لغوي ولفظي، فإن السيميولوجيا تدرس ماهو لغوي وماهو غير لغوي، أي تتعدى المنطوق إلى ماهو بصري كعلامات المرورولغة الصم والبكم والشفرة السرية ودراسة الأزياء و طرائق الطبخ. وإذا كانفرديناند دو سوسير F.De.Saussure يرى أن اللسانيات هي جزء من علم الإشاراتأو السيميولوجيا ٍSémiologie ، فإن رولان بارت R.Barthes في كتابه" عناصرالسيميولوجيا" يقلب الكفة فيرى بان السيميولوجيا هي الجزء واللسانيات هيالكل. ومعنى هذا أن السيميولوجيا في دراستها لمجموعة من الأنظمة غيراللغوية كالأزياء والطبخ والموضة والإشهار تعتمد على عناصر اللسانيات فيدراستها وتفكيكها وتركيبها . ومن أهم هذه العناصر اللسانية عند رولان بارتنذكر: الدال والمدلول،واللغة والكلام، والتقرير والإيحاء، والمحورالاستبدالي الدلالي والمحور التركيبي النحوي.
    وإذا كان الأنگوسكسونيون يعتبرون السيميولوجيا إنتاجا أمريكيا مع شارلساندرس ?يرس Perce في كتابه" كتابات حول العلامة"، فإن الأوربيينيعتبرونها إنتاجا فرنسيا مع فرديناند دوسوسير في كتابه " محاضرات في علماللسانيات" سنة 1916م. وإذا كانت السيميولوجيا الأمريكية مبنية علىالمنطق وفلسفة الأشكال الرمزية الأنطولوجية ( الوجودية) والرياضيات، فإنالسيميولوجيا الفرنسية مبنية على الدرس اللغوي واللسانيات.
    وإذا كان مصطلح السيميولوجيا يرتبط بالفرنسيين وبكل ماهو نظري وبفلسفةالرموز وعلم العلامات والأشكال في صيغتها التصورية العامة ، فإن كلمةالسيميوطيقا الأمريكية Sémiotique قد حصرها العلماء في ماهو نصي و تطبيقيو تحليلي. ومن هنا يمكن الحديث عن سيميوطيقا المسرح وسيميوطيقا الشعروسيميوطيقا السينما. وعندما نريد الحديث عن العلامات علميا أو نظريا أوتصوريا نستخدم كلمة السيميولوجيا Sémiologie.
    وتتعدد الاتجاهات السيميولوجية ومدارسها في الحقل الفكري الغربي، إذ يمكنالحديث عن سيميولوجيا بيرس، وسيميولوجيا الدلالة، وسيميولوجيا التواصل،وسيميولوجيا الثقافة مع المدرسة الإيطالية ( أمبرطو إيكو Eco وروسي لانديLandi)، والمدرسة الروسية" تارتو Tartu" ( أوسبنسكي Uspenski ويوريلوتمان Lotman وتوبورو? Toporov وإ?انو? Ivanov وبياتيگورسكي Pjtigorski)، ومدرسة باريس السيميوطيقية مع جوزيف كورتيس Cortés وگريماس Greimasوميشيل أريفي M.Arrivé وجان كلود كوكيه Coquet وكلام Calame وفلوش Flocheوجينيناسكا Geninasca وجيولتران Gioltrin ولوندو?سكي Landovski ودولورمDelorme، واتجاه السيميوطيقا المادية التي تجمع بين التحليلين: النفسيوالماركسي مع جوليا كريستي?ا J.kréstiva، ومدرسة ليون التي تتمثل في جماعةأنترو?رن Groupe d\’Entroverne، ومدرسة إيكس AIXمع جان مولينو J.molinoوجان جاك ناتيي J.Natier التي تهتم بدراسة الأشكال الرمزية على غرار فلسفةإرنست كاسيرر Cassirer . ولكن على الرغم من هذه الاتجاهات العديدة يمكنإرجاعها إلى قطبين سيميولوجيين وهما: سيميولوجيا التواصل وسيميولوجياالدلالة. إذاً، ماهي منهجية التحليل السيميوطيقي؟


    2- خطوات المنهج السيميولوجي:

    قلنا سابقا إن السيميولوجيا علمالدوال اللغوية وغير اللغوية ، أي تدرس العلامات والإشارات والرموزوالأيقونات البصرية. كما تستند السيميولوجيا منهجيا إلى عمليتي التفكيكوالتركيب ( تشبه هذه العملية تفكيك أعضاء الدمية وتركيبها) على غرارالبنيوية النصية المغلقة. و نعني بهذا أن السيميوطيقي يدرس النص في نظامهالداخلي البنيوي من خلال تفكيك عناصره وتركيبها من جديد عبر دراسة شكلالمضمون وإقصاء المؤلف والمرجع والحيثيات السياقية والخارجية والتي لاننفتح عليها إلا من خلال التناص لمعرفة التداخل النصي وعمليات التفاعل بينالنصوص وطبيعة الاشتقاق النصي وتيئير الترسبات الخارجية والمستنسخاتالإحالية داخل النص المرصود سيميائيا.
    وعليه، فالسيميوطيقا هي لعبة التفكيك والتركيب تبحث عن سنن الاختلافودلالاته. فعبر التعارض والاختلاف والتناقض والتضاد بين الدوال اللغويةالنصية يكتشف المعنى وتستخرج الدلالة. ومن ثم، فالهدف من دراسة النصوصسيميوطيقيا وتطبيقيا هو البحث عن المعنى والدلالة و استخلاص البنيةالمولدة للنصوص منطقيا ودلاليا.
    ونحصر منهجية السيميوطيقا في ثلاثة مستويات وهي:


    أ- التحليل المحايث: ونقصد به البحثعن الشروط الداخلية المتحكمة في تكوين الدلالة وإقصاء كل ماهو إحالي خارجيكظروف النص والمؤلف وإفرازات الواقع الجدلية. وعليه، فالمعنى يجب أن ينظرإليه على أنه أثر ناتج عن شبكة من العلاقات الرابطة بين العناصر.
    ب- التحليل البنيوي: يكتسي المعنى وجوده بالاختلاف وفي الاختلاف. ومن ثم،فإن إدراك معنى الأقوال والنصوص يفترض وجود نظام مبني على مجموعة منالعلاقات. وهذا بدوره يؤدي بنا إلى تسليم بأن عناصر النص لا دلالة لها إلاعبر شبكة من العلاقات القائمة بينها. ولذا لا يجب الاهتمام إلا بالعناصرالتي تبلور نسق الاختلاف والتشاكلات المتآلفة والمختلفة. كما يستوجبالتحليل البنيوي الدراسة الوصفية الداخلية للنص ومقاربة شكل المضمون وبناهالهيكلية والمعمارية.
    ت- تحليل الخطاب: إذا كانت اللسانيات البنيوية بكل مدارسها واتجاهاتهاتهتم بدراسة الجملة انطلاقا من مجموعة من المستويات المنهجية حيث تبدأبأصغر وحدة وهي الصوت لتنتقل إلى أكبر وحدة لغوية وهي الجملة والعكس صحيحأيضا، فإن السيميوطيقا تتجاوز الجملة إلى تحليل الخطاب.
    و تسعفنا هذه المستويات المنهجية كثيرا في تحليل النصوص ومقاربتها. ففيمجال السرد يمكن الحديث عن بنيتين : البنية السطحية والبنية العميقة علىغرار لسانيات نوام شومسكي Chomsky. فعلى المستوى السطحي يدرس المركبالسردي الذي يحدد تعاقب وتسلسل الحالات والتحولات السردية، بينما يحددالمركب الخطابي في النص تسلسل أشكال المعنى وتأثيراتها.
    وإذا انتقلنا إلى البنية العميقة فيمكن لنا الحديث عن مستويين منهجيين:المستوى السيميولوجي الذي ينصب على تصنيف قيم المعنى حسب ما يقوم بينهمامن العلاقات والتركيز على التشاكلات السيميولوجية، والمستوى الدلالي وهونظام إجرائي يحدد عملية الانتقال من قيمة إلى أخرى ويبرز القيم الأساسيةوالتشاكل الدلالي .
    ويعد المربع السيميائي Le Carré Sémiotique حسب گريماس المولد المنطقيوالدلالي الحقيقي لكل التمظهرات السردية السطحية عبر عمليات ذهنية ومنطقيةو دلالية يتحكم فيها التضاد والتناقض والتضمن أو الاستلزام.
    أما سيميولوجيا الشعر فتحلل النص من خلال مستويات بنيوية تراعي أدبيةالجنس الأدبي كالمستوى الصوتي، والمستوى الصرفي، والمستوى الدلالي ،والمستوى التركيبي في شقيه: النحوي والبلاغي، والمستوى التناصي.
    أما فيما يتعلق بالمسرح فيدرس من خلال التركيز على العلامات المسرحيةاللغوية والعلامات غير اللغوية. و بتعبير آخر يدرس المسرح عبر تفكيكالعلامات المنطوقة ( الحوار والتواصل اللغوي بصراعه الدرامي وتفاعلالشخصيات والعوامل الدرامية….) والعلامات البصرية ( السينوغرافيا-التواصل- الديكور- الركح- الإنارة- الأزياء- الإكسسوارات- البانتوميم-الكوريغرافيا…).


    3- سيميولوجـــيا التواصـــــل :

    يستند التواصل حسب رومان جاكبسونR.Jakobson إلى ستة عناصر أساسية وهي: المرسل والمرسل إليه والرسالةوالقناة والمرجع واللغة. وللتوضيح أكثر نقول: يرسل المرسل رسالة إلىالمرسل إليه حيث تتضمن هذه الرسالة موضوعا أو مرجعا معينا، وتكتب هذهالرسالة بلغة يفهمها كل من المرسل والمتلقي. ولكل رسالة قناة حافظة كالظرفبالنسبة للرسالة الورقية، والأسلاك الموصلة بالنسبة للهاتف والكهرباء،والأنابيب بالنسبة للماء، واللغة بالنسبة لمعاني النص الإبداعي…
    هذا، و تهدف سميولوجيا التواصل عبر علاماتها وأماراتها وإشاراتها إلىالإبلاغ والتأثير على الغير عن وعي أو غير وعي. وبتعبير آخر تستعملالسيميولوجيا مجموعة من الوسائل اللغوية وغير اللغوية لتنبيه الآخروالتأثير عليه عن طريق إرسال رسالة وتبليغها إياه .ومن هنا فالعلامة تتكونمن ثلاثة عناصر: الدال والمدلول والوظيفة القصدية . كما أن التواصل نوعان:تواصل إبلاغي لساني لفظي (اللغة) وتواصل إبلاغي غير لساني ( علامات المرورمثلا).
    ويمثل هذه السيميولوجيا كل من برييطو Prieto ومونان Mounin وبويسنسBuyssens الذين يعتبرون الدليل مجرد أداة تواصلية تؤدي وظيفة التبليغوتحمل قصدا تواصليا. وهذا القصد التواصلي حاضر في الأنساق اللغوية وغيراللغوية. كما أن الوظيفة الأولية للغة هي التأثير على المخاطب من خلالثنائية الأوامر والنواهي، ولكن هذا التأثير قد يكون مقصودا وقد لايكونمقصودا. و يستخدم في ذلك مجموعة من الأمارات والمعينات Indications التييمكن تقسيمها إلى ثلاث: 1- الأمارات العفوية وهي وقائع ذات قصد مغايرللإشارة تحمل إبلاغا عفويا وطبيعيا مثال : لون السماء الذي يشير بالنسبةلصياد السمك إلى حالة البحر يوم غد. والأمارات العفوية المغلوطة التي تريدأن تخفي الدلالات التواصلية للغة كأن يستعمل متكلم ما لكنة لغوية ينتحل منخلالها شخصية أجنبية ليوهمنا بأنه غريب عن البلد.3- والأمارات القصديةالتي تهدف إلى تبليغ إرسالية مثل : علامات المرور، وتسمى هذه الأماراتالقصدية أيضا بالعلامات.
    وكل خطاب لغوي وغير لغوي يتجاوز الدلالة إلى الإبلاغ والقصدية الوظيفية،يمكننا إدراجه ضمن سيميولوجيا التواصل . وكمثال لتبسيط ما سلف ذكره :عندما يستعمل الأستاذ داخل قسمه مجموعة من الإشارات اللفظية وغير اللفظيةالموجهة إلى التلميذ ليؤنبه أو يعاتبه على سلوكاته الطائشة فإن الغرض منهاهو التواصل والتبليغ.


    4- سيميولوجــــيا الدلالــــــة:

    يعتبر رولان بارت خير من يمثل هذاالاتجاه، لأن البحث السيميولوجي لديه هو دراسة الأنظمة والأنسقة الدالة.فجميع الوقائع والأشكال الرمزية والأنظمة اللغوية تدل. فهناك من يدلباللغة وهناك من يدل بدون اللغة المعهودة، بيد أن لها لغة خاصة. ومادامتالأنساق والوقائع كلها دالة، فلا عيب من تطبيق المقاييس اللسانية علىالوقائع غير اللفظية أي الأنظمة السيميوطيقية غير اللسانية لبناء الطرحالدلالي. وقد انتقد بارت في كتابه " عناصر السيميولوجيا" الأطروحةالسوسسيرية التي تدعو إلى إدماج اللسانيات في السيميولوجيا مبينا بأن"اللسانيات ليست فرعا ، ولو كان مميزا، من علم الدلائل، بل السيميولوجيا هيالتي تشكل فرعا من اللسانيات".
    وبالتالي، تجاوز رولان بارت تصور الوظيفيين الذين ربطوا بين العلاماتوالمقصدية، وأكد وجود أنساق غير لفظية حيث التواصل غير إرادي، ولكن البعدالدلالي موجود بدرجة كبيرة. وتعتبر اللغة الوسيلة الوحيدة التي تجعل هذهالأنساق والأشياء غير اللفظية دالة. حيث "إن كل المجالات المعرفية ذاتالعمق السوسيولوجي الحقيقي تفرض علينا مواجهة اللغة، ذلك أن " الأشياء"تحمل دلالات. غير أنه ما كان لها أن تكون أنساقا سيميولوجية أو أنساقادالة لولا تدخل اللغة ولولا امتزاجها باللغة. فهي، إذاً، تكتسب صفة النسقالسيميولوجي من اللغة. وهذا مادفع ببارت إلى أن يرى أنه من الصعب جدا تصورإمكان وجود مدلولات نسق صور أو أشياء خارج اللغة، فلا وجود لمعنى إلا لماهو مسمى، وعالم المدلولات ليس سوى عالم اللغة".
    أما عناصر سيمياء الدلالة لدى بارت فقد حددها في كتابه" عناصرالسيميولوجيا" ، وهي مستقاة على شكل ثنائيات من الألسنية البنيوية وهي:اللغة والكلام، والدال والمدلول، والمركب والنظام، والتقرير والإيحاء(الدلالة الذاتية والدلالة الإيحائية).
    وهكذا حاول رولان بارت التسلح باللسانيات لمقاربة الظواهر السيميولوجية كأنظمة الموضة والأساطير والإشهار… الخ
    ويعني هذا أن رولان بارت عندما يدرس الموضة مثلا يطبق عليها المقاربةاللسانية تفكيكا وتركيبا من خلال استقراء معاني الموضة ودلالات الأزياءوتعيين وحداتها الدالة ومقصدياتها الاجتماعية والنفسية والاقتصاديةوالثقافية. ونفس الشيء في قراءته للطبخ والصور الفوتوغرافية والإشهارواللوحات البصرية.
    ويمكن إدراج المدارس السيميائية النصية التطبيقية التي تقارب الإبداعالأدبي والفني ضمن سيميولوجيا الدلالة، بينما سيميوطيقا الثقافة التي تبحثعن القصدية والوظيفة داخل الظواهر الثقافية والإثنية البشرية يمكن إدراجهاضمن سيميولوجيا التواصل. ولتبسيط سيميولوجيا الدلالة نقول: إن أزياءالموضة وحدات دالة إذ يمكن أثناء دراسة الألوان والأشكال لسانيا أن نبحثعن دلالاتها الاجتماعية والطبقية والنفسية. كما ينبغي البحث أثناء تحليلناللنصوص الشعرية عن دلالات الرموز والأساطير ومعاني البحور الشعرية الموظفةودلالات تشغيل معجم التصوف أو الطبيعة أو أي معجم آخر.


    خاتمــــة:

    يتبين لنا من خلال هذا العرض الوجيزأن السيميولوجيا باعتبارها علما للأنظمة اللغوية وغير اللغوية قسمان:سيميولوجيا تهدف إلى الإبلاغ والتواصل من خلال ربط الدليل بالمدلولوالوظيفة القصدية. أما سيميولوجيا الدلالة فتربط الدليل بالمدلول أوالمعنى. وبعبارة أخرى إن سيميولوجيا الدلالة ثنائية العناصر( ترتكزالعلامة على دليل و مدلول أو دلالة)، بينما سيميولوجيا التواصل ثلاثيةالعناصر( تنبني العلامة على دليل و مدلول ووظيفة قصدية). وإذا كانالسيميوطيقيون النصيون يبحثون عن الدلالة والمعنى داخل النص الأدبيوالفني، فإن علماء سيميوطيقا الثقافة يبحثون عن المقصديات والوظائفالمباشرة وغير المباشرة.



      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:46 am