[b][center]ـــــــــــــــــ
107*-المصدر السابق نفسه ص84
اللغة الجمالي في[ظاهره وباطنه]كان وجودا ومعنى في حلقة اللغة الشعرية وكشفا عن الاشارات ، والافكار من خلال الحس الشعبي الجماهيري ، واستطاع المتنبي ان يملك الحالة الذهنية للناس عبر مركزية اللغة واشاراتها وتصورها التمثيلي الذي لعب دورا شعبيا حسب المنظومة التعاقبية واصواتها الجمعية ، ولغة الخطاب الشعري لابي الطيب كانت قد تمثلت الخطاب ليس دفعة واحدة في اختلافية فكرية بل كان على شكل دفعات شكلت أنظمة خطوط متزامنة لكنها منتظمة.وهذا التشكيل من الوعي يؤلف وحدة كبيرة في عملية المحافظة على التمثيل بالحس الجمعي.من هنا يبدأ التجميع المعرفي بتطبيق نظرية اللغة وفق تشكيل مسبق للتشكيلات اللسانية ودراسة المنظومة اللفظية وتشكيلاتها التزامنية ، والتمثيل بالوعي لهذا المقدار من الشعور الذي يطغي عليه فعل الاستنتاج داخل اللغة.فالموضوع التصوري لمركزية الخطاب الشعري يضعنا داخل اختلافية وتتابعات داخل حلقة النظام الضروري الشامل الذي اسسه ابي الطيب وتمثيله للغة بشكلها الطبيعي وحسب الوجهة الفكرية بالتناول والتمثيل والتحليل ، والتاويل بحالاتها المحسوسة ، والتمثيل للتصور مع البعد السيكولوجي للتفكير والشكل المنطقي للعقل من اجل تكوين منهج فلسفي يستعيد الاختيارات المختلفة وفق نظام للصورة ، حيث تشكل الوعي التفكيري لموضوع اللغة، وان هذا الغموض الواسع باتجاه معرفة الخطاب الشعري يعطينا استخلاصا لنتيجة:هو ان المتنبي كيف يتعامل مع اللغة باتجاه بلاغي حين يتناول المناهج التعبيرية والاستعارات والمعرفة التي تتميز بها اللغة وفق المنظومة الاشارية من الالفاظ ؟ فيكون التناول بطريقة التوزيع في تحليل الخطاب الشعري وفق سلسلة تعاقبية من البلاغة وتحديد معنى التمثيل الفكري داخل اللغة ، لان الوعي الفكري يولد مع اللغة.اما الحلقة النحوية فتتحدد بنظام لغوي يتوزع على زمنية هذا الحيز.والنحو يفترض الطبيعة البلاغية للغة عبر الخطاب الشعري.وكان للنحو دورا تفكيريا في منهجية اللغة وظهور العلاقة الجدلية مع اللغة باتجاه موضوعي للخطاب ، وما يطلق عليه ابي الطيب لغة الموضوع المتسامية على الحدثين[الذاتي والموضوعي]وهذا ما نعثر عليه في بعض القصائد.ويتفاقم المنحى السيكولوجي عند المتنبي بلغة قائمة على احتواء الموضوعية لا الذاتية فقط وهي تدل على طريقة في تركيب العناصر والاشارة الى كل المداخلات المحتملة عند هذا التمثيل والقدرة على الفعل المنظم للغة وفق خطاب يطلقه المتنبي ليحتفظ بالامكانية الذاتية واللغز المعرفي ازاء امكانية الاخرين الادنى-معرفيا منه.يقول المتنبي:
ليس التعللُ بالامال أدبي ولا القناعةُ بالإقلال مِن شيمي
ولا أظُنُ بناتِ الدّهْر تتركني حتى تسدُّ عليها طُرْقها هِممي
لقد تصبرتُ حتى لات مصطبرٍ فالان اقحَم حتى لات مقتحم
ارى اناساً ومحصولي على غنم وذِكَر جودٍ ومحصولي على الكلم
وَربَّ مالِ فقيراً مِن مُرُوءَتِهِ لم يُثْر مِنْها كما اثرى من العدم 108*
كان المتنبي ميالا الى نتائج كبيرة في الحاجة الى امتلاك فلسفة جديدة[للزمكان]يعود بها الى الرغبة المركزية لمعرفة الحقائق وفق ملكات الادلجة الشمولية لمنطق اللغة بشكل يتمركز فيه الامكان التزامني وجدولة الخطاب الشعري بمعرفية جديدة تعطيه مشروعية تمكنه من التحرك وفق روابط سيكولوجية شاملة تفصح عن لغة موضوعية تصور هذا التمثيل بمراقبة جدلية اساسها النظرة الى العالم نظرة كلية ، وان التمثيل والتدرج هذا بقواسمه المشتركة عالميا تسهل عملية التفوق وفق قرار الاكتساب الشرعي ليجعل المتنبي ان هذا الجمال الموسوعي للغة ، وهو القاسم المشترك لجميع الابنية اللغوية ولمعرفة ، تطورها الاختلافي الغائب في هذه الكليات المركبة والمتركبة بحدود موسوعية لكنها عملية من ناحية التصعيد الفوضوي للبنيان الانساني الذي اصبح يعاني شدة الاعجاز لبعده عن ابجدية اللغة والعمل على تطبيقها باتجاهات متعددة بمنظومة الوعي الانساني لكي يقيم ترادفات بين عدد كبير من تفاصيلها وفق عقلية موسوعية تنتظم بالامكان المعرفي باصولها وتشعباتها والولادة للصفات التي
ــــــــــــــــ
108*المصدر السابق نفسه ص87
عملت على تميزها وفق الطابع الكلي والجزئي باتجاه ظروف تجريبية تقوم بها وتشرف عليها الاشكالية الابستمية المحورية بكينونتها المتعالقة وفق محاور كلية للغة وتعزيز التكامل النحوي في شكله الاعم ومعرفة التاويل والتحليل للتزامن بما يتعادل مع هذه القواسم ومركباتها واجراءات الكشف العقلي ومعرفة هذا التخارج الموضعي وقيادته نحو الحس الابستمي.وفحص المثبت كما تقتضي المناهج العقلية والمنظومات الامكانية الجذرية التي تمثل مقتضيات المنطق الصحيح وطبيعته المتعلقة بجمالية اللغة.
يقول المتنبي:
سيصحبُ النصلُ مني مثل مضربه وينجلي خبري عن صمه الصَّممَ
لأتركنَّ وجُــوه الخيـل ساهمة والحربُ اقومُ من ساقٍ على قدمِ
والطَعن يحُرقها والزجر يقلقها حتى كأنّ بها ضرباً من اللمم
قد كلمتها العوالي فهي كالحة كانّما الصّابُ مذرورُ على الُلُجمِ
تنُسي البلادَ بروق الجَّو بارقتي وتكتفي بالدمَّ الجاري عن الدِّيِم 109*
ــــــــــــــــــــــــ
109*المصدر السابق نفسه ص88
هذا الانتماء الى المنابع الاولى للانسان باعتباره حقلا تاريخيا من حقول هذه اللغة في وجوبها المعرفي بالاستحداث في الاقدام واعلان الحرب على التسلط والتحكم بالاخرين.وكان المتنبي يضع التمرد كاملا في تشاكيل اللغة حتى يصبح هذا التسرب للغة داخل كلماتها وان هذه الاثار كانت تقع في مضامينها ان منهجية اللغة عند المتنبي تشكل ذاكرة تعلمنا متى تولد الافكار-والتمردات على السلطان والسلطات وهذه الايديولوجية تضع اللغة في مقدمة الاشياء لانها الولادة الاولى للخطاب ، وهي العلامة التي لا تمحي داخل هذه الارهاصات الفكرية للشعوب عندما يتسلط عليها الحكام بكل قواهم الهمجية وجبروتهم الاحمق وصارت حلقات اللغة تحليلا ، وتأويلا ، وانظمة[ذاتية وموضوعية]يقيمها هذا التزامن بكل ما اوتي من تعاقب وعلاقات عبر المراحل التاريخية.وتستطيع اللغة الجمالية ان تتوالد الوحدة بعد الاخرى وفي مقدمة هذه التفاصيل اللغة التي جاءت بها الكتب المقدسة في مخاطبة البشر والمقياس في هذا الموضوع هو[علاقة اللغة بالزمكان]وانعكاسها في حقيقة هذا التعاقب الذي كان يتحدد وفق اطر قانونية داخلية وخارجية.وكان للظاهر والباطن دورا كبيرا في تطور هذا الموضوع الخطير.فالظاهر المكاني في اللغة:هو التعبير عن خصوصية اللغة لا بامكانها التاريخي ، ويأتي الزمن يشكل باطنها في عملية التحليل ، لكنه ليس مكان لولادتها.والذي يعنينا من هذا الاهتمام ، هو التطور اللغوي ووضوحه في النصف الثاني من القرن الرابع وما شكله هذا التطور من تصنيفات وانماط من تلك[المنظومة اللغوية]والتفاعل المصحوب بوظيفة المفردة ووجودها بمنظومة المتنبي الشعرية.فالمنظومة اللغوية والشعرية بوصفها تحليلا وتاويلا وتعاقبا للخواص المتعينة والمستخدمة كادوات داخل منظومة التخييل.وتعيين الثابت والمتحول من النسيج اللغوي والشعري عند المتنبي ، والمناقلة التي تحدث داخل كل بيت وامكنة التاويل والتحليل ، والقيمة المتماثلة للغة.هناك جدولة وانماط لهذا التعاقب في هذا القرن ويتزامن الوحي اللغوي وفق عفوية للتصور وهذا قد سبقه قانون ومنظومة منطقية تتحكم بالاشكال من التحليل والتفسير ومن الظاهر والباطن من اللغة.اما ما يتعلق بقيمة اللغة من تاريخية عارضة وهيكلية اوما يصيبها من خلط لاوراقها ، فهذا لم يعد قانونا ولا حركة جدلية في عملية التطور.اما حلقة التطور الرئيسية بعملية الانتشار فتاتي في مقدمة هذا الموضوع من[الرحلات والحروب-والتجارة-والهجرة-والانتصارات-والفتوحات-والهزائم]فبعد مجيء الاسلام:حدث انقلاب كبير في متون اللغة العربية حيث تمخض هذا الانقلاب في ان يحول اللغة العربية الى لغة اممية.فكانت للفتوحات كما قلنا الاثر الكبير في انتشار اللغة من خلال انتشار الدين الاسلامي حيث وجد العرب انهم يحملون معنى انسانيا في هذه اللغة من خلال هذه التجربة الطويلة بعملية الانجاز العلمية ، والمعطيات التي ساعدتهم على السلطان والتطوير الكبير للعمران والصناعة اضافة الى الحاجات الاجتماعية-والسيكولوجية.فاللغة العربية كانت نتاج بيئتهم ، ثم حدثت عملية التطور العصرية لا كما كانت تمثل وفق النمذجة المثالية لعصورها الذهبية السالفة.فاللغة العربية:هي ارث قديم لاجداد العرب في الجاهلية ، فلما جاء القران ونسخت ديانات حيث تم نقل من اللغة العربية الفاظا تحددت في امكنة ونقلت من مكان الى مكان ، حيث تكشف عمق هذه اللغة وعلاقتها بالزمكان الجدلي التاريخي.فاللغة العربية في تكوينها هي:[صورة جدلية]مقرونة بحركة تتمركز فيها الدلالة وفق علاقة[تحليل وتاويل]وخواص التغاير وفق المنحى الشعري.فكانت مكة هي مركز هذا السوق وما يحتويه من البضائع ثم زادت القيمة الاقتصادية لمكة في ايام قريش حيث ارتبطت التجارة بالترحال الى بلاد فارس والشام واليمن.فكانوا يتسوقون من اليمن المنسوجات اليمنية الفاخرة ومن بلاد الشام الاغذية والاطعمة ومن بلاد فارس الشمع وكانوا يحملون معهم الى هذه البلدان والامصار لغتهم[اللغة العربية]وينقلون من هذه الامصار لغة وهي اكثر غموضا لم يعرفوها ثم ينقلون المشاهدات ورواتبها اثناء رحلاتهم ثم التشاكل الذي حدث بين الاصطلاحات والاساليب التي طبعت اللغة العربية وهو الطابع المرن.فجاء على السنة العامة منهم-باعتباره نقلة فنية بنائية تمركز في التأهل اللفظي الدال على الاكتساب القطعي في اللغة ومن ثم التعريب الذي اصبح من انشطة هذه الاسطورة اللغوية وتحولاتها على السن عامة التجار والرحالة.وهذا هو جزء من عملية الترويج للصناعة وتعريفا بامر جديد.ولذلك جاء في الخطاب القراني من الالفاظ ما دخل الى اللغة العربية من نقل للالفاظ والمفردات من الامم التي انتقلت الفاظها ومفرداتها اللغوية وفق كيفيات واقعية اصبحت مادة لغوية كونها جددت شروطها بلغة من خلال تشكيل القاسم المشترك اللغوي الذي صور هذه التطابقات والاشتراطات في المنظومة اللغوية ذات المكون الابستمي في عمق المعاينة للاشياء.حيث جاء في الخطاب [القراني]من الالفاظ وكما يلي:
الألفاظ ومصدرها نوعية اللّفظ
1- الألفاظ الفارسية
2- الفاظ روسية
3- الفاظ حبشية
4- ألفاظ سريانية
5- ألفاظ زنجية
6- ألفاظ عبرانية
7- ألفاظ تركية قديمة
8- ألفاظ هندية
9- ألفاظ قبطية اباريق_وسجيل _واستبرق
قسطاس -وصراط –وشيطان –وابليس
أَرائك- وجبب –ودرًِىِّ –وكفلين.
سرادق _ويّم _وطور_وربانيوّن.
حَصَب _وسَرىّ .
فوم .
غسّاف.
مشكاة "الكوة التي لا تنفذ"
هَيتَ لك .
جدول رقم [1]
وهذا ليس كل الكشف للالفاظ التي وردت في نصوص القران الكريم من الالفاظ الغريبة ، انما فيه الكثير من الاشياء.وقد قام الامام جلال الدين السيوطي بحصر هذه الالفاظ حيث بلغت[مائة كلمة ونيفا]ولكن المهم في هذا الموضوع:هو ان القران الكريم ووفق هذه التحولات اغنى اللغة العربية لانه اشتمل على حجر الزاوية بالنسبة الى اللغة التي اشتهرت بها القبائل العربية والتي ادت الى حركة التطور الجدلي التاريخي وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية وطرق التبادل-المتنوعة.واللغة لا تتطور بقوة تاريخية في داخلها اي انها بعيدة عن القانون الذاتي وعمق تطوره ، والانتشار يتم بالعملية الامتدادية وخطوط التمثيلات وتفاصيل هذه التصورات وعناصرها[الزمكانية]التي اشرنا اليها قبل قليل.فالتطور اي ان زمن التطور الفعلي للغة يأتي من منظومة الكلمات داخل باطن اللغة ، اضافة الى العامل الموضوعي فهو عامل مساعد بالامتداد ، ويتشكل من هذا الموضوع:هو تقديم العامل الابستمي للبنية اللغوية ، وهو التقدير على المستوى التمثيل الوظيفي للخطاب الشعري حصرا باعتباره هو محور القرار العمودي الذي يعمل على التعالق في الوظيفة الافقية للغة الخطاب التي ترتبط بالمنهج الفكري بشكل عام فيما يقوم به من معالجة للخطاب داخل انقسام عملي ووظيفي للتمثيل اللغوي والخطابي.وهذا الذي ندعوه التمفصل وهو ياتي بطرق عديدة.فالمتنبي شرع بهذه المفارقة في بناء الخطاب الشعري على ضروب عامة ليعالج من خلالها دور اللغة في الخطاب الشعري وبتميز في انساق التطابقات او الخواص الاختلافية التي تطرحها الظروف العفوية وفق تصنيفات وظيفية تتأسس من خلالها وقائع خطابية تمثل ضرورات متركبة من الناحية الخطابية وتمثل المحور المتكامل بألتحليل للعلاقة التي تربط النظرية بانماط المفردات وطريقة التقطيع والتمركز داخل نظرية الخطاب البلاغي عند المتنبي الذي اصبح متعالق مع نظرية الاصل الجذري لهذا التشاكل الخطابي وهو ياخذ بالاتساع والتنظيم والتجذير اضافة الى التشكيل الاعم في المنظومة اللغوية.واصبح الفعل بفلسفة المصادفة للخطاب ويقع تحت الانجاز من الجمل المقطعية-ليشرع بالانجاز اللغوي من الناحية الوظيفية للخطاب. ويبقى الموضوع الجوهري في اللغة هو:بالتماثل والشروط التي تعين عملية الابستمة بالمسند اللغوي والمحمول والصلة التي تربط الشروط اللازمة بالوجود والوجوب والصورة التقديرية للعبارات المنظوره التي تنطلق جزما من فعل النواة ومن داخل اقسام الكلام كالايضاحات التي يظهر فيها الفعل باعتباره تركيب ممزوج بقواعده المتركبة نحويا مثل الشروط والاضافات ، والتناسب في جميع المفردات والجمل ليتحقق الخطاب الملفوظ الذي خرج من حافة الاشارات المركزية في تكوينات اللغة.يقول ابي الطيب :
اذا ما الكأسُ أرعشتِ اليدين صحوتُ فلمْ تُحلْ بيَنْي وَبيني
وقال ابن جني:وهذا ما جاء في كلام الصوفية مثل قول قائلهم:
عجْبت مِنكَ وِمنّي افنيتني بكَ عَنِّي اممتني بمقامٍ ظنْنتُ أنك أنيّ
هجرت الخمَر كالذَّهبِ المصْفىَّ فخْمري ماءُ مُزْنٍ كالُّلجَيْن
أغارُ من الزجاجةِ وهي تجري على شفة الأمير أبي الحُسيْن
كأنّ بياظهــا والـراَّحُ فيها بياضُ محدقٌ بسوادِ عَيْن
أتيناه نُطالُبه برفدٍ يُطالبُ نفسُه مِنهُ بَدين 110*
وتعتبر هذه الارهاصات واضفاء[الزمكان]باعتباره حلقة مركزية داخل منظومته اللغوية.فالنصوص تحمل معاني زمنية في التكوين البيني ، والبين الذي يأتي مع العقل، والتوقفات التعبيرية في صورة الفعل وهي الدلالة على عمق الاشياء الدفينة في البيتين للمتصوفة اللذان ذكرهما ابن جني.وهنا تدليل على عمق البيت الاول
ــــــــــــــــ
110*انظر:البرقوقي عبد الرحمن ج4ص325ص326
وعمق الخطاب الباطني وهو خطاب اسنادي يقع بين زمنين في[بيني وبيني][افنيتني بك عني][في كلام الصوفية]ويكون استعمار الوظيفة الاسنادية في اللغة بعد ان اضيف اليها المعنى الدلالي[في الصوت والصورة الشعرية]ليصبح فعل اللغة في كينونة المعنى والدلالات بفعل التدليل على هذه الكينونات.والذي تاكد بهذه الذات الباطنة من اللغة ، هو ان هناك كينونات تعبيرية يجمعها باطن لغوي ، وكل اسناد خطابي يمكن ايجاده بفعل التدليل على لغة الكينونة.
من جهة اخرى ليس هناك لغة بدون التدليل على هذه الكينونة ، فنخلص الى معادلة جدلية هو ان لا كينونة بدون لغة ولا وجود فعل كوني دون كينونة-متمثلة باللغة وتبقى الكينونة وجودها من فعل اللغة وتبقى الكينونة هي الممثل الشرعي للغة فاللغة هي مرتسم خطابي للكلمة التي تجاوزت المنظومة الاشارية لتبلغ مدلول هذه الكينونة .
كينونة لغوية+فعل كوني متمثل بفعل اللغة+المرتسم الخطابي =مدلول هذه الكينونة اللغوية ، وان وجود القدرة يكمن في تفاصيل المعنى الذي اسس الصياغة للعبارة.مثال على ذلك ان الفعل الكوني ما يؤكده الاثبات في الحقول اللغوية وتمتعه بمداخلات الصياغة للمعاني.وما تعنيه كينونة الفعل الكونية يؤكدها الاثبات باعلان الوجهة الوجودية التي تجمع المتغيرات الزمنية في باطن الاشياء من حيث الجوهر لانه يمتلك جوهر جدلية الوحدة الزمانية وخواصها المستقبلية.هذه الصفة الجدلية في الانتزاع للاشياء تؤكد حركية:ان هناك اكثر من صفة للاثبات ، وان الفعل الكوني متمثل[بالموت والحياة في اثنين من الجوهرية كتفعيل الزمن ، حيث وجدت فيه الاشياء المطلقة باعتبارها حلقة لنسبة في الجوهر واسبقية في المنظومة التزامنية.فالتمثيل جاء على لسان المتنبي [اذا ما الكأس في المعنى الانطباعي يرافقه فعل الكينونة في اتجاهات كانت قد تجاوزت اللغة الى منظومة الاشارات العقلية في[بيني-وبيني]فكان التحديد بالفعل الذي يظهر هذا الاشكال بمنظور الكلمات ، وكانت اللغة هي المقياس المتقدم بتمثيل الفعل في ابستمه كانت قد تجاوزت هذه الاشارات بتركيبات موجهة من خلال دقائق الفعل باعتبارها البداية والاساس للقياس على النحو المحمول وخواص الصفة العامة لتبيان وظيفة الفعل العمومي عل النحو الذي يحرر انسيابية الوحدة التركيبية ، بعدها يظهر الفعل الكينوني من بين الكلمات المنسابة وتناسبها في عملية الاخفاء والقدرة للغة وهي تكشف بجلاء عن المسائل الاكثر حداثة وتقدما على مستوى الباطن اللغوي الذي عبر عن لغز بفعل هذه الكينونة وابراز مداخلاتها الجوهرية بقوة اللغة ومقدرتها على صنع المنظومة البنائية المرتبطة بعلاقات جدلية مع الكينونة.وان الانتقال الى موضوع الخطاب الشعري عند المتنبي في اسناده واثباته يقودنا الى اثبات العبارة الجوهرية في اقسام الخطاب.وهنا ياتي الدليل في تركيب الكينونة الذي يبرهن على موضوعية الخطاب الشعري وعلاقته بألتعيين والتخصيص وطبيعة التمثيل-والتماثل في الاسناد المنطقي الى نهاية الموقف المرتبط بالصياغة والاطلاق ومعرفة الفكرة التي استندت الى الغموض ، فهي تعمل على فك رموز الجملة ، وتوضيح المسند اليه او القضية الحملية باعتبارها من العناصر المشتركة من عمومية الاقسام التي مثلت الخطاب الشعري بكل تفاصيله ، وان تفصيل هذه العمومية يكون بتمثيل المحور الافقي الجمعي الاختلافي حين يكون ، التعميم متناقضا بخواصه التقاربية ومميزاته التي انطلق منها بواسطة غطاء اللغة باعتباره نظام من الترابطات والعموميات التي تعبر عن مفصل اللغة من الناحية الوظيفية.وان ما عبر عنه المتنبي في اشكالية اللغة الخطابية في الشعر يعني انه ما يزال فعل التمايز في ربط الوظيفة الاسنادية للغة بلغة الخطاب الحاضر وعقدة السسيولوجيا وهي تعين الكلمات والالفاظ التي تنقل الفعل الفكري وفق اشارية تركيبية في خواص التماثل في الاعراب والحاجة الى ادوات محورية[ظاهره-وباطنة]تمتلك مضامين وتشتمل على افكار لها مدلولات في اتصالها بشبكة جمعية من الوعي الرسمي تتخلله قيمة وقيم لغوية تمثل طبائع مختلفة في تمتين هذه الاختلافية المحورية من الاصغاء.
يقول المتنبي :
وجادَ فلولا جُوُدهُ غير شارب لقيل كريم هيجته ابنةُ الكَرمْ
اطعناكَ طْوعَ الدهرِ ياابن يوسفٍ لشهوتنا ، والحاسدون لكَ بالرُّغمْ
وثقنا بأن ُتعطْي فلوْ لم تُجدْ لنا لخلناك قد اعطيت من قوة الوهَمِ
أن الادراك لهذه التحليلات في موضوع الوعي التمثيلي وانتقالاته الى الميادين التركيبية وامكانياتها المجردة في تجسيدات فقه اللغة واختيار التقابلات داخل معرفة وظيفية تتسم بالتجسيم للصورة الشعرية وامتلاكها للتقاطعات اللفظية وحركة الاعراب التي تخللت هذه النصوص وتحليل شبكات الربط من ناحية الاتصال وروابطها التي تركزت في التقابلات حيث قدمت منظومة من التعديلات وافعال كانت قد اطلقت في تبيان التحليل وايجازه بالامكان الابستمي المتعلق بألخرق الجمعي الافقي تحت اسم الاختلافية اللفظية في[الكريم والكرم]وفي هذا يقول البحتري:
صحا واهتز للمعرو ف حتى قيل نشوانُ
في:طوع الدهر:هو جعل المصدر مضافا الى الفاعل ، فيكون المعنى من:اطعناك بعد أن أطاعك الدهر ، اضافة بالامكان ان نجعله مضافا الى المفعول فيكون ألمعنى اطعناك غاية الطاعة وفي قوله:الحاسدون لك ، اراد والحاسدون محذوف النون لانه شبه بالفعل ومثل هذا الموضوع كما قال[عبيد الابرص]:
ولقد يعني به جيرانُكِ المُمسْكو منكِ باسباب الوصالْ
أراد الممسكون ، وانشد جميع النحويين:
والحافظو عورة العشيرة لا يأتيهم من ورائنا وكف 111*
بهذه الكثافة النحوية التي تخللتها حركة الاصوات حيث المحافظة الابستمية على القضية التمثيلية المتعلقة بالالفاظ وانزيمات الدلالة والتصعيد للمعنى وهو يستند الى المدلولات الاكثر تصعيدا وانعكاساتها الثابتة في فقه اللغة.وتتكشف هذه العلاقة وفق صورة هذا التدليل ومكونات ارتباطها بالاشياء ، وهي اشارة الى التحولات المتعلقة بأصل الالفاظ والكلمات وموازنة هذه المشاكلة وتمفصلاتها والدور الاسنادي للحدث في ربط المضامين وتحليل الصور والتي تجد لها مكانا مناسبا في عمليات التبادل الكبرى ونحن بهذا الكشف الابستمي للغة نضع اشارة في الاتجاه المتعلق بالعمق وبما يقتضيه اللفظ او الاختيارات لموضوع الاستجابة وتحليل المنحى الجذري بما يتعارض وقدرة التعيين التي تمنح هذه الاشارة انفعالات التجسيد وحدود النمط الاتجاهي وبحركة معنية لايجاد الموقف الذي تظهره حركات اللغة باطلاق الاصوات ، وهي اشارة الى الاثر المتعلق بالانشطة الظاهرة وهي تخضع لامكانية التصور الذاتي الذي
ـــــــــــــــــــــــــ
111*المصدر السابق نفسه ص176
انطلقت منه هذه التصورات في حركاتها الايمائية كعلاقة عمق التفكير الامكاني في استخدام الايماءة وهي اشارة الى فكرة التطور الحسي التي اقترنت بتلك الالفاظ والاصوات من الناحية الاطلاقية بوجه التغيير الذي اصبح تعبيرا على هندسة اللغة من خلال الولادات الجديدة للمعاني والالفاظ .
يقول المتنبي:
عذلتْ منادمةُ الامير عواذلي في شُربها وكفت جوابَ السَّائل
مطرتْ سحابُ يديكَ رىَّ جوانحي وحملْتُ شُكركَ واصطناعكَ حاملي
فمتى اقومُ بشُكر ما أوليتني والقولُ فيكَ عُلُّو قدْرِ القائلِ 112*
ان تفعيل الحدث بالعذل الملام واطلاق الصيحة للصورة مع التميز الاطلاقي للاحساس باللوم على شرب الخمر وهو يعطينا احساس بالتشابك-والاشارات من داخل تكوين جاهز للغة وهي صورة بلا حراك وفاترة لان التنظيم الذي يلحق الاشارات الصوتية داخل معلول اللغة يعطينا تعبير للمنادمة بخاصية مصطنعة تؤسس عيله تطابقات تتعلق ، بالمضامين الذاتية المحدودة والتي لا تشبه صورة الاحساس الموضوعي ورجوعه الى الاقامات النهائية انطلاقا من مفهوم قديم للبنية التي تصور
ـــــــــــــ
112*المصدر السابق نفسه ج3ص364
حركة البيت على ضوء التدليل بالمعنى الحصري وفرضياته الذاتية ومنفى البيت في الاقامة الصوتية المتركبة بالمعنى الحركي المحدود كما هو الحال في البيت الثاني وحركة البيت الثالث بالمعنى المتماثل في صنع الاختيارات انطلاقا من لغة الفعل الحركي والذي يتبع للبيت الثاني.
فالمحاكاة وروابطها مصطنعة ، وهناك استخدام للمتشابهات داخل قائم ذاتي واحد يقترب بالاختلافات ويرتبط بحلقة التفكير المجاني البسيط ليكتشف النهايات بصورة متماثلة.فالابيات عبارة عن تقسيم ميكانيكي بين عمود اللغة وشعرية مكلفة بالتدليل بشبكة المفردات الافقية ، المتناثرة لتؤلف منطلقا من الصيحات اللااردية وبشكل عفوي وحركي لتفتش عن لغة في مناخات شفوية تدلل عن فروض بدائية في الصورة الشعرية وما يعنينا من الملاحظات النظرية للغة هو ان هذا التمفصل الاشتقاقي والتشكيل لاجزائه ، ياتي من المساندة لهذا التبادل وهو يعطي محتوى هذا التشكيل اللفظي حتى ليتعارض مع التسمية للاشياء مع التحقق من المنحى الاسنادي للغة.والذي يصل هذه النظرية بنقطة هذا الالتقاء الاسمى الذي يتعارض مع الايقاع العمودي القائم على تفاصيل الحركات والتجزئة للعموميات في ظل نظرية اشتقاقية قائمة على عمود اللغة التي تسربت الى حلقة التمثيل.فالصلة الوحيدة لاستقرار هذه النظرية هو مدى ارتباطها بجذور الاشتقاق التمثيلي لكي تكتسب العمومية في ظل المسميات العمومية المنطوقة بذاتها وصورتها المكانية والتقابل بين الاشتقاق او المقابلة فيما بينها.وهذا يحصل من خلال عملية التمازج والتداخل وحصول الانطلاق من القيمة الفعلية واسسها المكتسبة بامتداد هذه المتغيرات في تلك المحاور من فعل اللغة. وهذا ينطبق على انتاج المعنى اذا كان الشعر هو الباعث الكبير للاخلاق والشجاعة والتضحية-بالاستناد الى ما سبق ذلك من معاني في تشكيل النشأة الادبية والشعرية حصرا.فالذين تربوا على نتاج من سبقهم في اثبات الوعي الشعري وتركيبات اللغة الشعرية والتغيرات التي تحدث للمنظومة البنائية وايصال القضية الى المستوى التقني والمستوى التطوري وما يميز الثنائية الاختلافية وما يميز ثباتها[الاستاتيكي]بالاجابة الثبوتية في لحظتها التوقيتية ، يعطينا هذا الصنف من التشكيلات والمادة التي تصهر الفطرة وتقدم معطيات تتعايش مع المنطق الجديد للشعر بثنائيته التوقيتية والاسلوبية الاختلافية.وهكذا وجدت التشكيلات الشعرية المشهورة[كالحماسات لابي تمام والبحتري وابن الشجري]اضافة الى المفضليات للضبي.ويجدر بنا ان نقف على طبيعة هذا الشعر باعتباره مادة لدراسته طبقا لمداخلات البنية ، والصورة الشعرية وهو اختيار كانوا قد تربوا عليه الراغبون لهذه الصنعة وهي مادة ادبية توضح الحقيقة الاعتدالية فيما يتعلق بالشعر التعليمي.ولنأخذ
مثال لما يرويه[ابن قتينة]حين يقول:[كان عمرو بن العلاء ليستجيب للمثقب العبدي قصيدته التي منها:
فإما أن تكون اخي بحقٍ فاعرف منك غثي من سميني
وإلا فاطرحني واتخذني عدواً أتقيك وتتقيني.
وهنا يأتي النقد ليضع حلقة التوصيل داخل مجس المعنى واول هذا المنحى منحى الفائدة ، وهو اصطلاح سائد في تلك الفترة من الناحية المادية وهي التي تدفع المحاربين الى ساحة المعركة ومنهم الجبناء كذلك تضع حد للشحيح ، فتخلق منه انسانا كريما.وهنا تتركب الصورة الموضوعية بدل التصوير الذاتي للحدث.وهذا الذي كان قد فتش عنه ابن قتيبة في معنى قول الشاعر:
ولما قضينا من منىً كل حاجة ومسح بالاركان من هو ماسح
وشدت على هدب المهاري حالنا ولم يعرف الغادي الذي هو رائح
أخذنا باطراف الاحاديث بيننا وسالت باعتاق المطيء الأباطح 113*
ــــــــــــــــــ
113*انظر:اسماعيل عز الدين الاسس الجمالية في النقد الادبي دار الشوؤن الثقافية العراق وزارة الثقافة والاعلام ص177)
ويقول ابن قتيبة[إذا انت فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى ، هذه الالفاظ كما ترى احسن شيء مخارج ومقاطع وإن نظرت الى ما تحتها من المعنى وجدته:لما قطعنا ايام منى ، واستلمنا الاركان ، وعالينا إبلنا الأنظاء ،ومضى الناس لا ينظروا الغادي والرائح ، ابتدأنا في الحديث ،وسارت المطي في الابطح]وهنا يتشكل الزمكان بتقنيات الصورة الاولى والبحث عن المعنى.بهذه الخاصية يعني البحث عن المحور المكاني في نفس الصورة الاولى ، وهنا يأتي الكلام بغير تفاصيله الموضوعة ، ورغم بحوثه القائمة على الالفاظ وتشخيصها وسردها وفق صيغة اسلوبية تؤكد ثنائية التمثيل المفهومي.ولكن ابن قتيبة في بنيته يبحث عن دليل اخر ، وهو دليل الفائدة كما قال.لكنه فتش بالبداية عن المحور الثاني في الصورة الثانية ، وهي غير الصورة اللفظية ، وهي صورة اخرى لم يعثر عليها ابن قتيبة ، إلا ان التفتيش عن المعنى يكون صعبا بالنسبة الى نقد الشعر ، وهذا ادى الى الحكم على شعر[ذي الذمة من انه[نقط عروس تضمحل عن قليل وكذلك الحال ما حدث به محمد بن الحسن اليشكري حين قال[انشد ابو حاتم السجستاني شعرا لأبي تمام فاستحسن بعضه واستقبح بعضا وجعل الذي يقرأه يسأله عن معانيه فلا يعرفها ابو حاتم ، فقال:ما اشبه شعر هذا الرجل إلا بثياب مصقلات خلقان لها روعة وليس لها مفتش].
وقد كان الميدان المتحقق في الصورة الثانية او المعنى والذي اسكنه الجاحظ في اللب من الموضوع الشعري والنثري باعتباره متفردا عند العرب ، حيث يتم الانتقال بشكل مباشر الى الصورة الثانية التي يتضمنها هذا المحور الادبي.وقد عني بهذا الموضوع ثم تحول الى خصوصية الحكمة مثل[ابي العتاهية]و[صالح بن عبد القدوس]وكان هذا الشعر من افضاله وهو الذي يثير الهمم والنخوة والحكمة والافادة من تربية الابناء.ولكن الكثير من النقاد بحثوا عن الصورة الثانية الا ان الادباء لم يهتموا بهذه الصورة في نصوصهم ، وبالتالي لم يكونوا على وعي كامل بهذا الموضوع.114*
[اشكالية المعنى الدلالي]
ان المزج العضوي في طريقة الاستخدام عند ابي الطيب ، في نقل المعنى عن طريق الشكل الدلالي واعطائه نمطية استدلالية ، ونحن نعتقد ان الصور التي تظهر في الابيات في قصيدة[على قدر اهل العزم]تعتبر في تفاصيلها البلاغية هي[بصرية]في معظمها وهذا ما يجعلنا ان نقول:بان المتنبي اعتمد على الشاهد بالعين في[ارض معركة الحدث مع الروم]وإننا في هذا المعترك نعثر على محاور عديدة من التصنيفات البلاغية ومجازاتها وعناصر الاستبدال فيها ، وما يتصل بالجملة والخطاب
ـــــــــــــــــــ
114*المصدر السابق نفسه ص179
[الشعريين]وعلاقتهما بالسياقات والتجاور بالمعاني ، وعلاقة كل هذا بقصدية القطع والتبادل الاستعاري ونحن نعرف بان اللغة:هي ايقاع يخلق الجديد باستمرار من المعاني-وتداعيات الاخرى من المعاني القائمة وهي تتعلق بالاجراء التغييري للمعنى، والذي يفضي الى ملازمة في الاستبدال لمنطق المفردة الشعرية او ما يحدث من تغير في الاشطر الشعرية ، وما نجده في النصوص الشعرية.هناك شطر يتعلق بالمعنى والاحساس قد انصب بالقطع بايقاع كان قد تسلل بعيدا عن الرؤية ومستوياتها الفكرية والشعورية من خلال الصورة وهو الارتكاز الدلالي في الجملة الشعرية.
كقول المتنبي:
وقفتُ وما في الموت شكُ لواقفٍ كانك في جفن الردى وهو نائمُ
تمر بك الأبطال كلّمى هزيمة ووجهك وضّاح وثغرك باسمُ
من خلال عملية التوافق في المحاور الدلالية لهذه الابيات ، نلاحظ التشابه في النص الشعري ، حيث يتم انتقال المتلقي في مرتسم البيت في الحالة الاولى وهو يستعين بمقضيات المنظومة اللغوية للدلالة ومعرفتها-لمنظومة النص التصديقية من الناحية البلاغية والاصرار على معرفة العوالم في ايجاد المعنى اللغوي للدلالة.وعلاقة كل هذا بتشابك النصين-بالمعنى اللغوي وهي اشارة الى انكار سيف الدولة على المتنبي تطبيق المعنى[في عجزي البيتين على تصديقهما]
حيث قال المتنبي:ينبغي ان نقول:
وقفت وما في الموت شكُ لواقفٍ ووجهك وضّاح وثغرك باسمُ
تمر بك الابطالُ كلّمى هزيمة كانك في جفن الردى وهو نائمُ
وهذا يأتي بحكم الحكم الذي تطلقه دلالة المعنى الذي جمع ما بين[النظام اللغوي]و[المنظومة التجذيرية التي وحدت الربط بين الدلالة وعمق المعنى]وهي اشارة الى العملية التجذيرية في جوهرية النص الشعري والنظام التفاعلي للمعنى في العجز الاول وتلابسه مع العجز الثاني-وتلابس العجز الثاني مع العجز الاول وهذا راجع الى اشكالية اللغة ومجازاتها في عملية الاستبدال والتركيب المتعلق بالسياق الشعري ، وحتى يكتسب قيمته الدلالية من خلال المعنى استنادا الى تفاعلات التكثيف البلاغي بالمجاز حيث يصبح التفاعل في النصين كما قلنا في عجز البيت الاول مع الثاني-وعجز الثاني مع الاول ليستقيم المنحى البلاغي في معناه وهو الشبيه بقول امرئ القيس:
كاني لم اركب جواداً للذةِ ولم اتبطن كاعبا ذات خلخالِ
ولم اسبأ الزقّ الروي ولم اقل لخيلي كُرِّى كرَّة بعدَ إجفالِ 115*
ـــــــــــــــــــــــــ
115*انظر:البرقوقي عبد الرحمن ج4ص101
فيكون ركوب الخيل مع الايعاز للخيل بأمر[الكر]-كذلك يكون سباء الخمر مع تبطن الكاعب.وفي مجال ذكره للموت في صدر البيت الاول اتبعه ذكر الردى ليضع توافقا تجانسيا ، واذا اعتبرنا ان وجه المهزوم في المعركة ، يرافقه انكسار على المستويين[الذاتي-والموضوعي]فقال:ووجهك وضاح وثغرك باسم.وهكذا جمع ابي الطيب الاضداد في المعنى ، وهو الادراك بالاحساس الخفي للإيقاع فهو ينتشر بهذا الايقاع بعيدا حتى يصل الى مستويات فكرية في النقل والفهم ، اي انه يستطيع ان يؤثر في السمع عن طريق العمق السيكولوجي في السحر الصوتي والحركة قبل الوصول الى الماهيات بالمنطق الحسي الجديد في هذا الموضوع عند ابي الطيب ، هو مدى احرازه لهذا الايقاع المتفرد على مستوى الموسيقى اللفظية ومضامينها المتنوعة والفنية وان علاقة التجاور للنصوص يتصل بالانساق الدلالية للمعاني ، وليس متركبا بالالتماس الحسي باطاره الموضوعي ، وان المحور المجازي يقوم على تشابك[الكلي بالجزئي]بصيغته المنطقية وبالاعتماد على التقاء الطرفين في منحى العناصر الدلالية الجزئية.
فالمجازين المرسلين يرتبطان بالعملية التجاورية وعلاقتها الخارجية بين الاشياء والمعاني.فعندما يقول المتنبي:
اتوك يجُّرون الحديد كأنهم سروا بجيادٍ مالهنَّ قوائِمُ
فأللمسة الدلالية ارتبطت بالشكل المتجاور[للروم وتجييشهم الجيش من العدة والعديد]فهي لم تمس سيف الدولة ولا المتنبي فالامر كان قد تعلق بالحالة الحسية الموضوعية بينما التعديل هو في التعديل المشار اليه بالتفصيل البلاغي الذي يدخل برصد اليات الدلالة-والمساحة التي شغلها النص ، وهذه المعادلة الوصفية تتعلق بالخاصية الفردية والاشكال المتعلقة بالنص الشعري وانتشاره.وهنا يأتي الفرق بين الاستخدام الجزئي باطار تعبيري ، وبين استخدام انساق برموزها الكاملة.كل هذه التفاصيل هي تعالقات متكونة وفق درجة من الكثافة والنمطية لتوظيف مختلف الفعاليات في النص واطار تدرجها التحليلي واستخدام الصيغ العلمية بقراءة النصوص الشعرية على المستويين[العمودي والافقي]ولاتنحصر هذه الاحصائيات بالصياغات البلاغية للنصوص وكثافتها ومساحتها ، إنما الحساب يكون وفق منحى التوازي المزدوج الدلالي حيث يقوم بعملية الانصات الترددي للاصوات والدلالات بمحطات كانت قد وزعت على اماكن النص افقيا وفق تشاكل عمودي يتعلق بالبنية الهرمية للنص الشعري بعيدا عن التفاصيل البلاغية-وإيغالا بالبنية التركيبية والتشاكل بين[الاصوات والدلالات]وفق نمطية تعنى بالتدقيق الايقاعي الذي ينعطف بالاوزان الى محاور كانت قد جدولت هذه النصوص وفق اسس سابقة متعلقة بمتانة اللغة واداءها لوظيفة الابداع الجمالي.فاللغة شعريا تأخذ افقا اخر في تشاكيل الشخصية في التأثير-والتأثر ونقل هذا الاثر من المبدع باتجاه المتلقي نقلا ممتلئا وامينا من المنحى الفردي الى المنحى الجماعي وفق استخدامات علمية ، لأن الالفاظ الشعرية تمتلك معجم[الحيوية الصوتية]وفق علاقة كانت قد ارتبطت [بالصوت الشعري]وهي مثل الموسيقى تثير المتعة باطار التذوق الموسيقي في الشعر ولذلك أصبح قانون الشعرية هو من تتوفر فيه جملة من العناصر وهي ثلاثة:
1.المنحى العقلي
2.المنحى التخييلي
3.اضافة الى الاصوات المتصلة بالجمل الشعرية باتصال ايقاعي.
فالنصوص الشعرية يجب ان تتوفر فيها الاوزان والايقاعات[والاصوات والاوزان]باعتبارهما عنصران مهمان في العمل الفني لا يمكن انفصالهما عن المعنى 116*وتاتي البنية بطابعها التجريدي ، فهي الكيفية في البناء التركيبي يتعلق بالكيفية لتجميع المادة المكونة للاشياء وتفاعلاتها داخل عملية تصورية تجريدية لخلق العملية الذهنية ، فهي الانموذج الذي يقيمه الفاحص من الناحية العقلية بعد ان يتم تمثيل المعلم باستفاضة ، اضافة الى التتابعات التي تنبثق بمعترك-اختلافي قد لا
ـــــــــــــــ
116*Wellek,R:Tho Theory of Litera ture, P177.
يسعها.والبنية الادبية والمنحى الشعري حصرا ، فهي ليست اشياء حسية يتم ادراكها باطنيا ، إنما هي تصورات تجريدية حتى ولو تم تمثيلها من الناحية التركيبية فهي تبقى رموزا وعمليات توصيلية تتعلق بحقيقة الواقع الذاتي والموضوعي.وما يتعلق بالابنية البلاغية ومستوياتها المتحققة على محاور الجمل والكلمات ، فهي المدخل الحقيقي للبناء العمودي للنص الشعري وانساقه العليا.فالذي يعنينا هو عملية الاستخدام للغة في حدود الانساق العليا الكلاسيكية ، وهنا ياتي دور الاتساع والقدرة للمنحى البلاغي وفلسفته بمجال النصوص الشعرية باعتباره منحى تقليديا ، ولكن الجانب الاخر من الدراسة لهذا النسق في العلوم الحديثة هو البناء النصي-وحدوده واستخداماته الوقتية لهذه العلوم مثل[الدعاية والاعلام]هذا المحور يبقى محدود التكوين حتى وان اخذ الجانب التخصصي ، ولكن الجانب الاخر من هذه الانساق البنائية العمودية وابنيتها الدلالية يفترض النظر اليها ككل مشترك لانهما يختلفان عن الاستخدامات العملية كما قلنا قبل قليل في المجال الاعلامي او الدعاية ، إنما النظر الى النص وانساقه العمودية-والافقية باعتباره يمثل الصفة الكلية والشمولية لمرتكزات هذه الانساق من الابنية المشتتة موضعيا.فالمناقشة العلمية لهذه النصوص هي مناقشة للكل النصي بتكويناته[العمودية والافقية]كذلك المفاصل الدقيقة المتعلقة باجزاء النصوص.وان الابنية العليا او المرفق العمودي والبناء الافقي فهما يتكونا من وحدات مرتبطة بذلك النسق الهيكلي للنص والبناء الافقي باعتباره البناء الذي يأخذ ألمساحة الكلية للحدث.
وان الابنية العليا او المحور الافقي لا يوجدا بشكل مستقل عن المنحى النحوي او اللغوي حتى وان وجد الفعل التقليدي المعرفي بخواص هذا البناء وتفاصيله دون عملية الابداع المتعلقة بالحدث المرتبط بالنسق الشعري ، وان الاتقان النحوي واللغوي من اولى المهام المرتبطة بفعل النسق الشعري وبناء هيكله.
اما ما يتعلق بالفراغات الذاتية من انساق السرد النثري او الحكاواتي ، فهي لا تمثل هذا المنحى من الابنية.ونحن نريد ان نصل الى محور:هو ان الابنية النصية الشعرية التي تتخذ من النسق العلوي الهيكلي نظام تجريدي ، يتأسس عليه منظومة النص الشعري وهي تخضع لقوانين واعراف وامكانيات توافقية قابلة للتطور والتحديث وفق متوازيات وصياغات للوصول الى منظومة[سيميولوجية]شعرية تتعلق باللغة-والنحو-والمنطق الذي يقتضي تواصلا مع الابنية العمودية العليا-والافقية القواعدية بالاحكام لقواعد توافقية لهذه الاختلافات المتعلقة بعلم النص وتشكيلات اللغة المختلفة وتلابساتها مع الظواهر والحالات التوافقية المتعلقة بانماط الوزن والموسيقى والقافية.اضافة الى تلك النمطية الخفية التي تقوم بتركيب هذه الابنية وفق منظومة اختلافية قابلة للتحول ضمن اصرة هذه الابنية ومكوناتها اللغوية وانساقها البنائية وانظمة الايقاع المتعلقة بالنظم الشعرية.والابنية الصوتية والموسيقية والنحوية والصرفية وكل ما يتعلق بالنص الشعري واستقلاله المضموني وبنائه الدلالي اضافة الى البنية التداولية في النصوص اللغوية البرهانية وتقييسا للسياقات التي تؤكد الالزام بالنظرية النصية من الناحية اللغوية والفلسفية النحوية[وسيميولوجيا الابنية النصية]وفق ألمرتكزات الصوتية والدلالية التداولية ، هناك فرز يتم على المستويين العمودي من الابنية والافقي الموضعي طبقا للامتدادات المتعلقة بالفضاءات النصية وخواصها بالاستخدام وفق طريقة دلالية تنتج من خلالها منهجية متميزة من هذه الابنية سواء العمودية او الافقية الموضعية باعتبارها اعرافا من الانساق البلاغية والنحوية وهي من الاجزاء الباطنية في النص ، اضافة الى فقرات الرموز السيميولوجية ودلالاتها وحدود موضوعاتها وعلاقتها باللغة باعتبارها جزء رئيسيا من هذه العلامات وبهذا تكون اللغة جزء من اصطلاح السيميولوجيا بمحاور الابنية النصية وقصيدة المتنبي التي يمدح بها الحسين بن إسحق التنوخي هي مثال على ذلك
ملامي النَّوَى في ظُلمِها غاية الظُّلمْ لعلَّ بها ِمثْلَ الذي بي من السُّقمْ
في التصنيف للابنية الشعرية باطار[السيميولوجيا].هناك علاقة جدلية بين-[الدال-والمدلول]وهو المعيار الذي يتكون باصرة لغوية ، تقوم بانتاج خصائص متميزة في
المعنى.فألمناقلة بين النوى المؤنثة-والفراق وهو غاية الظلم هذا ما قاله:محمد بن وهيب:
وحاربني فيه ريب الزماني كأن الزمان لهُ ما يشقُ
وقول البحتري:
وقد بيَّن البينُ المُفِّرقُ بيننا عِشقَ النّوى لربيب ذاك الرْبَرب
وهنا تتأكد الاشارات الايقونية والرموز بتقسيم يعتمد على منطق اختلافي في التجاور اي بين[الدال والمدلول]بالاشارة الحسية التي تنحو المنحى الواقعي ولكن الوقع الايقوني لهذا التجاور وهو ينحو منحى المشاركة النسبية في التفسير للنص الشعري وفق منظور للعلاقة والتشابه بدلالة الصورة ، الايقونية في النص.وبيت البحتري يمثل التشخيص الدقيق في تقديس هذه الدلالة من منظور العلاقة[السيميولوجية]بين[البين وعشق النوى]وهي اشارة الى اختلافية رمزية وتنوع في الدلالة ومخالفة لاصرة المعنى احيانا.ويواصل ابي الطيب ابياته:
ترّشفتُ فاها سُحْرةً فكأنني ترشفت حرَّ الوجد من بارد الظلم 117*
فتاةٌ تساوى عِقُدها وَكلامُها وَمبْسُمها الدُّريَّ في الحُسْنِ والنظمْ
ــــــــــــــــــــــــــــ
117*البرقوقي عبد الرحمن ج4ص167
في اطار هذا الربط الدلالي في الترشف بالبيت الاول يعطينا فعل العلاقة التبادلية بين[ترشفت فاها]وهو تنوع تدريجي بحالة الانتقال الى[ترشفت حر الوجد]بمنظومة تبادلية تؤكد السحر والظلم لماء-الاسنان وبريقها وهي نفس النكهة اخر الليل والنصوص تتوضح بالعلاقة السيميولوجية من خلال اعادة التوزيع بعد التفكيك والبناء. ويمثل النص الشعري عند ابي الطيب عملية استبدالية بنصوص شعرية اخرى في تشكيلة من التناص الشعري بنص اخر كقول امرئ القيس:
كأنَّ المدامَ وصْوبَ الغَمامِ وريح الخزامي ونَشر القُطُرْ
ويُعلُّ به بَرْدُ انيابها إذا طّربَ الطاِئرَ المْستحِرْ
وقول الحارثي:
كأن بِفيها قهْوةً بابلَّيةً بماء سماءِ بعد وَهْنٍ مزاجُها
وان الفضاءات للنصوص الشعرية ربما تتقاطع سمات واقوال متركبة وفق اصرة نصية اخرى.وفي هذا المركب الجديد من التقاطع يحدث بعد التحييد ومن ثم نقضه ، وهذا الاشكال مرتبط عند[كرستيفا]من ان فكرة النص باعتباره آصرة[ايديولوجية][Id,eoiogeme]وهي من اشكاليات البحوث السيميولوجية وتتعلق بطريقة بلاغية قديمة تخص الاجناس الادبية.اما الابتكار الذي يتعلق بعلم النص وانماطه المختلفة ، بالتعريف على خصوصية النظام الذي يهيمن عليها ، ووضعها بسياقها الثقافي الذي ينتمي اليه.وبهذا، فان التقاء النظام النصي المعطي كممارسة سيميولوجية بالاقوال والمتتاليات التي يشملها بفضائه ، او التي يحيل اليها فضاء النصوص ذاتها.يطلق عليه[وحدة ايديولوجية]118*وبهذا الاتجاه تكون الحلقة الارتباطية للتناص تقع في التجسيد للقراءة ومستوياتها المختلفة وحتى تكون ملائمة لتشكيلات النص من جانبها بهذا الامتداد الموحد لذا فهي تشكل نسقا مهما بالسياق[السسيوتاريخي] من ناحية-العلاقات السيميولوجية وما تشكله من علاقة داخلية بين[الدال والمدلول]وخارجية بارتباطها الاشاري واندماجها بالسياق[السسيوتاريخي]وهي إشارة الى العلاقة التجاورية بالحس بين[الدال والمدلول]ويقع المحور الرمزي للدلالة بخاصيته التناصية وفق التمثيل المتراتب بين الدال والمدلول التناصي مع الملاحظة للتنوع التدريجي بالانتقال التراتبي وان محور الايقونة[المرمزة]او المرموز الايقوني باعتباره محاولات لتناول الرمزية السيميولوجية باشكالياتها الايقونية للعب الدور الرئيسي وفق مستويات البنية السيميولوجية ، وان المظهر الاشاري للسيميولوجيا يخضع للعديد من لغة الاشارة لكي تكتسب فاصلة ستراتيجية في الدراسات السيميولوجية.
ــــــــــــــــــــــــ
118*انظر:الدكتور فضل صلاح:بلاغة الخطاب وعلم النص:عالم المعرفة العدد 64 آب السنة 1992ص230
وهنا يأتي دور التحديد للنص باعتباره حالة تسامي بالنظرية وهو نقد للغات الواصفة ومراجعة لسلم ونسق الخطاب.ولهذا يكون التحول في اطاره العلمي.وهذا الرأي[لرولان بارت]في ربط عملية الترشف حرّ الوجود=بارد الظلم.كقول ابن الرومي في هذه الابيات:
أعانقها والنفسُ بعـــدُ مشـوقةٌ وهــلْ بعــد العنــاق تدان
والثمُ فاهاكــي تزول حرارتــي فيــشتُّد ما القــي من الهيمانِ
وما كانَّ مقدار الذي بي من الجوى ليشفيــه مــا ترشُفُ الشفتانِ
كـأنَّ فؤادي ليــس يشفي غليله سوى أن يُرى الرُّوحان يمتزجانِ
وهنا دور التناص باعتباره ممارسة سيميولوجية دلالية وان من دقائق عملها هو التقاء الفاعل مع اللغة وان الوظيفة للنص هي التجسيد الحي لهذه الواقعة الدلالية وهي التميز الحقيقي للتصنيف الذي يتم بموجبه اعادة الطاقة الفعلية للجملة وهذه المفاهيم ليست اجراء يتعلق بالافعال بالاعتماد على المنهجية القديمة للالسنية وهي تقع ب
107*-المصدر السابق نفسه ص84
اللغة الجمالي في[ظاهره وباطنه]كان وجودا ومعنى في حلقة اللغة الشعرية وكشفا عن الاشارات ، والافكار من خلال الحس الشعبي الجماهيري ، واستطاع المتنبي ان يملك الحالة الذهنية للناس عبر مركزية اللغة واشاراتها وتصورها التمثيلي الذي لعب دورا شعبيا حسب المنظومة التعاقبية واصواتها الجمعية ، ولغة الخطاب الشعري لابي الطيب كانت قد تمثلت الخطاب ليس دفعة واحدة في اختلافية فكرية بل كان على شكل دفعات شكلت أنظمة خطوط متزامنة لكنها منتظمة.وهذا التشكيل من الوعي يؤلف وحدة كبيرة في عملية المحافظة على التمثيل بالحس الجمعي.من هنا يبدأ التجميع المعرفي بتطبيق نظرية اللغة وفق تشكيل مسبق للتشكيلات اللسانية ودراسة المنظومة اللفظية وتشكيلاتها التزامنية ، والتمثيل بالوعي لهذا المقدار من الشعور الذي يطغي عليه فعل الاستنتاج داخل اللغة.فالموضوع التصوري لمركزية الخطاب الشعري يضعنا داخل اختلافية وتتابعات داخل حلقة النظام الضروري الشامل الذي اسسه ابي الطيب وتمثيله للغة بشكلها الطبيعي وحسب الوجهة الفكرية بالتناول والتمثيل والتحليل ، والتاويل بحالاتها المحسوسة ، والتمثيل للتصور مع البعد السيكولوجي للتفكير والشكل المنطقي للعقل من اجل تكوين منهج فلسفي يستعيد الاختيارات المختلفة وفق نظام للصورة ، حيث تشكل الوعي التفكيري لموضوع اللغة، وان هذا الغموض الواسع باتجاه معرفة الخطاب الشعري يعطينا استخلاصا لنتيجة:هو ان المتنبي كيف يتعامل مع اللغة باتجاه بلاغي حين يتناول المناهج التعبيرية والاستعارات والمعرفة التي تتميز بها اللغة وفق المنظومة الاشارية من الالفاظ ؟ فيكون التناول بطريقة التوزيع في تحليل الخطاب الشعري وفق سلسلة تعاقبية من البلاغة وتحديد معنى التمثيل الفكري داخل اللغة ، لان الوعي الفكري يولد مع اللغة.اما الحلقة النحوية فتتحدد بنظام لغوي يتوزع على زمنية هذا الحيز.والنحو يفترض الطبيعة البلاغية للغة عبر الخطاب الشعري.وكان للنحو دورا تفكيريا في منهجية اللغة وظهور العلاقة الجدلية مع اللغة باتجاه موضوعي للخطاب ، وما يطلق عليه ابي الطيب لغة الموضوع المتسامية على الحدثين[الذاتي والموضوعي]وهذا ما نعثر عليه في بعض القصائد.ويتفاقم المنحى السيكولوجي عند المتنبي بلغة قائمة على احتواء الموضوعية لا الذاتية فقط وهي تدل على طريقة في تركيب العناصر والاشارة الى كل المداخلات المحتملة عند هذا التمثيل والقدرة على الفعل المنظم للغة وفق خطاب يطلقه المتنبي ليحتفظ بالامكانية الذاتية واللغز المعرفي ازاء امكانية الاخرين الادنى-معرفيا منه.يقول المتنبي:
ليس التعللُ بالامال أدبي ولا القناعةُ بالإقلال مِن شيمي
ولا أظُنُ بناتِ الدّهْر تتركني حتى تسدُّ عليها طُرْقها هِممي
لقد تصبرتُ حتى لات مصطبرٍ فالان اقحَم حتى لات مقتحم
ارى اناساً ومحصولي على غنم وذِكَر جودٍ ومحصولي على الكلم
وَربَّ مالِ فقيراً مِن مُرُوءَتِهِ لم يُثْر مِنْها كما اثرى من العدم 108*
كان المتنبي ميالا الى نتائج كبيرة في الحاجة الى امتلاك فلسفة جديدة[للزمكان]يعود بها الى الرغبة المركزية لمعرفة الحقائق وفق ملكات الادلجة الشمولية لمنطق اللغة بشكل يتمركز فيه الامكان التزامني وجدولة الخطاب الشعري بمعرفية جديدة تعطيه مشروعية تمكنه من التحرك وفق روابط سيكولوجية شاملة تفصح عن لغة موضوعية تصور هذا التمثيل بمراقبة جدلية اساسها النظرة الى العالم نظرة كلية ، وان التمثيل والتدرج هذا بقواسمه المشتركة عالميا تسهل عملية التفوق وفق قرار الاكتساب الشرعي ليجعل المتنبي ان هذا الجمال الموسوعي للغة ، وهو القاسم المشترك لجميع الابنية اللغوية ولمعرفة ، تطورها الاختلافي الغائب في هذه الكليات المركبة والمتركبة بحدود موسوعية لكنها عملية من ناحية التصعيد الفوضوي للبنيان الانساني الذي اصبح يعاني شدة الاعجاز لبعده عن ابجدية اللغة والعمل على تطبيقها باتجاهات متعددة بمنظومة الوعي الانساني لكي يقيم ترادفات بين عدد كبير من تفاصيلها وفق عقلية موسوعية تنتظم بالامكان المعرفي باصولها وتشعباتها والولادة للصفات التي
ــــــــــــــــ
108*المصدر السابق نفسه ص87
عملت على تميزها وفق الطابع الكلي والجزئي باتجاه ظروف تجريبية تقوم بها وتشرف عليها الاشكالية الابستمية المحورية بكينونتها المتعالقة وفق محاور كلية للغة وتعزيز التكامل النحوي في شكله الاعم ومعرفة التاويل والتحليل للتزامن بما يتعادل مع هذه القواسم ومركباتها واجراءات الكشف العقلي ومعرفة هذا التخارج الموضعي وقيادته نحو الحس الابستمي.وفحص المثبت كما تقتضي المناهج العقلية والمنظومات الامكانية الجذرية التي تمثل مقتضيات المنطق الصحيح وطبيعته المتعلقة بجمالية اللغة.
يقول المتنبي:
سيصحبُ النصلُ مني مثل مضربه وينجلي خبري عن صمه الصَّممَ
لأتركنَّ وجُــوه الخيـل ساهمة والحربُ اقومُ من ساقٍ على قدمِ
والطَعن يحُرقها والزجر يقلقها حتى كأنّ بها ضرباً من اللمم
قد كلمتها العوالي فهي كالحة كانّما الصّابُ مذرورُ على الُلُجمِ
تنُسي البلادَ بروق الجَّو بارقتي وتكتفي بالدمَّ الجاري عن الدِّيِم 109*
ــــــــــــــــــــــــ
109*المصدر السابق نفسه ص88
هذا الانتماء الى المنابع الاولى للانسان باعتباره حقلا تاريخيا من حقول هذه اللغة في وجوبها المعرفي بالاستحداث في الاقدام واعلان الحرب على التسلط والتحكم بالاخرين.وكان المتنبي يضع التمرد كاملا في تشاكيل اللغة حتى يصبح هذا التسرب للغة داخل كلماتها وان هذه الاثار كانت تقع في مضامينها ان منهجية اللغة عند المتنبي تشكل ذاكرة تعلمنا متى تولد الافكار-والتمردات على السلطان والسلطات وهذه الايديولوجية تضع اللغة في مقدمة الاشياء لانها الولادة الاولى للخطاب ، وهي العلامة التي لا تمحي داخل هذه الارهاصات الفكرية للشعوب عندما يتسلط عليها الحكام بكل قواهم الهمجية وجبروتهم الاحمق وصارت حلقات اللغة تحليلا ، وتأويلا ، وانظمة[ذاتية وموضوعية]يقيمها هذا التزامن بكل ما اوتي من تعاقب وعلاقات عبر المراحل التاريخية.وتستطيع اللغة الجمالية ان تتوالد الوحدة بعد الاخرى وفي مقدمة هذه التفاصيل اللغة التي جاءت بها الكتب المقدسة في مخاطبة البشر والمقياس في هذا الموضوع هو[علاقة اللغة بالزمكان]وانعكاسها في حقيقة هذا التعاقب الذي كان يتحدد وفق اطر قانونية داخلية وخارجية.وكان للظاهر والباطن دورا كبيرا في تطور هذا الموضوع الخطير.فالظاهر المكاني في اللغة:هو التعبير عن خصوصية اللغة لا بامكانها التاريخي ، ويأتي الزمن يشكل باطنها في عملية التحليل ، لكنه ليس مكان لولادتها.والذي يعنينا من هذا الاهتمام ، هو التطور اللغوي ووضوحه في النصف الثاني من القرن الرابع وما شكله هذا التطور من تصنيفات وانماط من تلك[المنظومة اللغوية]والتفاعل المصحوب بوظيفة المفردة ووجودها بمنظومة المتنبي الشعرية.فالمنظومة اللغوية والشعرية بوصفها تحليلا وتاويلا وتعاقبا للخواص المتعينة والمستخدمة كادوات داخل منظومة التخييل.وتعيين الثابت والمتحول من النسيج اللغوي والشعري عند المتنبي ، والمناقلة التي تحدث داخل كل بيت وامكنة التاويل والتحليل ، والقيمة المتماثلة للغة.هناك جدولة وانماط لهذا التعاقب في هذا القرن ويتزامن الوحي اللغوي وفق عفوية للتصور وهذا قد سبقه قانون ومنظومة منطقية تتحكم بالاشكال من التحليل والتفسير ومن الظاهر والباطن من اللغة.اما ما يتعلق بقيمة اللغة من تاريخية عارضة وهيكلية اوما يصيبها من خلط لاوراقها ، فهذا لم يعد قانونا ولا حركة جدلية في عملية التطور.اما حلقة التطور الرئيسية بعملية الانتشار فتاتي في مقدمة هذا الموضوع من[الرحلات والحروب-والتجارة-والهجرة-والانتصارات-والفتوحات-والهزائم]فبعد مجيء الاسلام:حدث انقلاب كبير في متون اللغة العربية حيث تمخض هذا الانقلاب في ان يحول اللغة العربية الى لغة اممية.فكانت للفتوحات كما قلنا الاثر الكبير في انتشار اللغة من خلال انتشار الدين الاسلامي حيث وجد العرب انهم يحملون معنى انسانيا في هذه اللغة من خلال هذه التجربة الطويلة بعملية الانجاز العلمية ، والمعطيات التي ساعدتهم على السلطان والتطوير الكبير للعمران والصناعة اضافة الى الحاجات الاجتماعية-والسيكولوجية.فاللغة العربية كانت نتاج بيئتهم ، ثم حدثت عملية التطور العصرية لا كما كانت تمثل وفق النمذجة المثالية لعصورها الذهبية السالفة.فاللغة العربية:هي ارث قديم لاجداد العرب في الجاهلية ، فلما جاء القران ونسخت ديانات حيث تم نقل من اللغة العربية الفاظا تحددت في امكنة ونقلت من مكان الى مكان ، حيث تكشف عمق هذه اللغة وعلاقتها بالزمكان الجدلي التاريخي.فاللغة العربية في تكوينها هي:[صورة جدلية]مقرونة بحركة تتمركز فيها الدلالة وفق علاقة[تحليل وتاويل]وخواص التغاير وفق المنحى الشعري.فكانت مكة هي مركز هذا السوق وما يحتويه من البضائع ثم زادت القيمة الاقتصادية لمكة في ايام قريش حيث ارتبطت التجارة بالترحال الى بلاد فارس والشام واليمن.فكانوا يتسوقون من اليمن المنسوجات اليمنية الفاخرة ومن بلاد الشام الاغذية والاطعمة ومن بلاد فارس الشمع وكانوا يحملون معهم الى هذه البلدان والامصار لغتهم[اللغة العربية]وينقلون من هذه الامصار لغة وهي اكثر غموضا لم يعرفوها ثم ينقلون المشاهدات ورواتبها اثناء رحلاتهم ثم التشاكل الذي حدث بين الاصطلاحات والاساليب التي طبعت اللغة العربية وهو الطابع المرن.فجاء على السنة العامة منهم-باعتباره نقلة فنية بنائية تمركز في التأهل اللفظي الدال على الاكتساب القطعي في اللغة ومن ثم التعريب الذي اصبح من انشطة هذه الاسطورة اللغوية وتحولاتها على السن عامة التجار والرحالة.وهذا هو جزء من عملية الترويج للصناعة وتعريفا بامر جديد.ولذلك جاء في الخطاب القراني من الالفاظ ما دخل الى اللغة العربية من نقل للالفاظ والمفردات من الامم التي انتقلت الفاظها ومفرداتها اللغوية وفق كيفيات واقعية اصبحت مادة لغوية كونها جددت شروطها بلغة من خلال تشكيل القاسم المشترك اللغوي الذي صور هذه التطابقات والاشتراطات في المنظومة اللغوية ذات المكون الابستمي في عمق المعاينة للاشياء.حيث جاء في الخطاب [القراني]من الالفاظ وكما يلي:
الألفاظ ومصدرها نوعية اللّفظ
1- الألفاظ الفارسية
2- الفاظ روسية
3- الفاظ حبشية
4- ألفاظ سريانية
5- ألفاظ زنجية
6- ألفاظ عبرانية
7- ألفاظ تركية قديمة
8- ألفاظ هندية
9- ألفاظ قبطية اباريق_وسجيل _واستبرق
قسطاس -وصراط –وشيطان –وابليس
أَرائك- وجبب –ودرًِىِّ –وكفلين.
سرادق _ويّم _وطور_وربانيوّن.
حَصَب _وسَرىّ .
فوم .
غسّاف.
مشكاة "الكوة التي لا تنفذ"
هَيتَ لك .
جدول رقم [1]
وهذا ليس كل الكشف للالفاظ التي وردت في نصوص القران الكريم من الالفاظ الغريبة ، انما فيه الكثير من الاشياء.وقد قام الامام جلال الدين السيوطي بحصر هذه الالفاظ حيث بلغت[مائة كلمة ونيفا]ولكن المهم في هذا الموضوع:هو ان القران الكريم ووفق هذه التحولات اغنى اللغة العربية لانه اشتمل على حجر الزاوية بالنسبة الى اللغة التي اشتهرت بها القبائل العربية والتي ادت الى حركة التطور الجدلي التاريخي وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية وطرق التبادل-المتنوعة.واللغة لا تتطور بقوة تاريخية في داخلها اي انها بعيدة عن القانون الذاتي وعمق تطوره ، والانتشار يتم بالعملية الامتدادية وخطوط التمثيلات وتفاصيل هذه التصورات وعناصرها[الزمكانية]التي اشرنا اليها قبل قليل.فالتطور اي ان زمن التطور الفعلي للغة يأتي من منظومة الكلمات داخل باطن اللغة ، اضافة الى العامل الموضوعي فهو عامل مساعد بالامتداد ، ويتشكل من هذا الموضوع:هو تقديم العامل الابستمي للبنية اللغوية ، وهو التقدير على المستوى التمثيل الوظيفي للخطاب الشعري حصرا باعتباره هو محور القرار العمودي الذي يعمل على التعالق في الوظيفة الافقية للغة الخطاب التي ترتبط بالمنهج الفكري بشكل عام فيما يقوم به من معالجة للخطاب داخل انقسام عملي ووظيفي للتمثيل اللغوي والخطابي.وهذا الذي ندعوه التمفصل وهو ياتي بطرق عديدة.فالمتنبي شرع بهذه المفارقة في بناء الخطاب الشعري على ضروب عامة ليعالج من خلالها دور اللغة في الخطاب الشعري وبتميز في انساق التطابقات او الخواص الاختلافية التي تطرحها الظروف العفوية وفق تصنيفات وظيفية تتأسس من خلالها وقائع خطابية تمثل ضرورات متركبة من الناحية الخطابية وتمثل المحور المتكامل بألتحليل للعلاقة التي تربط النظرية بانماط المفردات وطريقة التقطيع والتمركز داخل نظرية الخطاب البلاغي عند المتنبي الذي اصبح متعالق مع نظرية الاصل الجذري لهذا التشاكل الخطابي وهو ياخذ بالاتساع والتنظيم والتجذير اضافة الى التشكيل الاعم في المنظومة اللغوية.واصبح الفعل بفلسفة المصادفة للخطاب ويقع تحت الانجاز من الجمل المقطعية-ليشرع بالانجاز اللغوي من الناحية الوظيفية للخطاب. ويبقى الموضوع الجوهري في اللغة هو:بالتماثل والشروط التي تعين عملية الابستمة بالمسند اللغوي والمحمول والصلة التي تربط الشروط اللازمة بالوجود والوجوب والصورة التقديرية للعبارات المنظوره التي تنطلق جزما من فعل النواة ومن داخل اقسام الكلام كالايضاحات التي يظهر فيها الفعل باعتباره تركيب ممزوج بقواعده المتركبة نحويا مثل الشروط والاضافات ، والتناسب في جميع المفردات والجمل ليتحقق الخطاب الملفوظ الذي خرج من حافة الاشارات المركزية في تكوينات اللغة.يقول ابي الطيب :
اذا ما الكأسُ أرعشتِ اليدين صحوتُ فلمْ تُحلْ بيَنْي وَبيني
وقال ابن جني:وهذا ما جاء في كلام الصوفية مثل قول قائلهم:
عجْبت مِنكَ وِمنّي افنيتني بكَ عَنِّي اممتني بمقامٍ ظنْنتُ أنك أنيّ
هجرت الخمَر كالذَّهبِ المصْفىَّ فخْمري ماءُ مُزْنٍ كالُّلجَيْن
أغارُ من الزجاجةِ وهي تجري على شفة الأمير أبي الحُسيْن
كأنّ بياظهــا والـراَّحُ فيها بياضُ محدقٌ بسوادِ عَيْن
أتيناه نُطالُبه برفدٍ يُطالبُ نفسُه مِنهُ بَدين 110*
وتعتبر هذه الارهاصات واضفاء[الزمكان]باعتباره حلقة مركزية داخل منظومته اللغوية.فالنصوص تحمل معاني زمنية في التكوين البيني ، والبين الذي يأتي مع العقل، والتوقفات التعبيرية في صورة الفعل وهي الدلالة على عمق الاشياء الدفينة في البيتين للمتصوفة اللذان ذكرهما ابن جني.وهنا تدليل على عمق البيت الاول
ــــــــــــــــ
110*انظر:البرقوقي عبد الرحمن ج4ص325ص326
وعمق الخطاب الباطني وهو خطاب اسنادي يقع بين زمنين في[بيني وبيني][افنيتني بك عني][في كلام الصوفية]ويكون استعمار الوظيفة الاسنادية في اللغة بعد ان اضيف اليها المعنى الدلالي[في الصوت والصورة الشعرية]ليصبح فعل اللغة في كينونة المعنى والدلالات بفعل التدليل على هذه الكينونات.والذي تاكد بهذه الذات الباطنة من اللغة ، هو ان هناك كينونات تعبيرية يجمعها باطن لغوي ، وكل اسناد خطابي يمكن ايجاده بفعل التدليل على لغة الكينونة.
من جهة اخرى ليس هناك لغة بدون التدليل على هذه الكينونة ، فنخلص الى معادلة جدلية هو ان لا كينونة بدون لغة ولا وجود فعل كوني دون كينونة-متمثلة باللغة وتبقى الكينونة وجودها من فعل اللغة وتبقى الكينونة هي الممثل الشرعي للغة فاللغة هي مرتسم خطابي للكلمة التي تجاوزت المنظومة الاشارية لتبلغ مدلول هذه الكينونة .
كينونة لغوية+فعل كوني متمثل بفعل اللغة+المرتسم الخطابي =مدلول هذه الكينونة اللغوية ، وان وجود القدرة يكمن في تفاصيل المعنى الذي اسس الصياغة للعبارة.مثال على ذلك ان الفعل الكوني ما يؤكده الاثبات في الحقول اللغوية وتمتعه بمداخلات الصياغة للمعاني.وما تعنيه كينونة الفعل الكونية يؤكدها الاثبات باعلان الوجهة الوجودية التي تجمع المتغيرات الزمنية في باطن الاشياء من حيث الجوهر لانه يمتلك جوهر جدلية الوحدة الزمانية وخواصها المستقبلية.هذه الصفة الجدلية في الانتزاع للاشياء تؤكد حركية:ان هناك اكثر من صفة للاثبات ، وان الفعل الكوني متمثل[بالموت والحياة في اثنين من الجوهرية كتفعيل الزمن ، حيث وجدت فيه الاشياء المطلقة باعتبارها حلقة لنسبة في الجوهر واسبقية في المنظومة التزامنية.فالتمثيل جاء على لسان المتنبي [اذا ما الكأس في المعنى الانطباعي يرافقه فعل الكينونة في اتجاهات كانت قد تجاوزت اللغة الى منظومة الاشارات العقلية في[بيني-وبيني]فكان التحديد بالفعل الذي يظهر هذا الاشكال بمنظور الكلمات ، وكانت اللغة هي المقياس المتقدم بتمثيل الفعل في ابستمه كانت قد تجاوزت هذه الاشارات بتركيبات موجهة من خلال دقائق الفعل باعتبارها البداية والاساس للقياس على النحو المحمول وخواص الصفة العامة لتبيان وظيفة الفعل العمومي عل النحو الذي يحرر انسيابية الوحدة التركيبية ، بعدها يظهر الفعل الكينوني من بين الكلمات المنسابة وتناسبها في عملية الاخفاء والقدرة للغة وهي تكشف بجلاء عن المسائل الاكثر حداثة وتقدما على مستوى الباطن اللغوي الذي عبر عن لغز بفعل هذه الكينونة وابراز مداخلاتها الجوهرية بقوة اللغة ومقدرتها على صنع المنظومة البنائية المرتبطة بعلاقات جدلية مع الكينونة.وان الانتقال الى موضوع الخطاب الشعري عند المتنبي في اسناده واثباته يقودنا الى اثبات العبارة الجوهرية في اقسام الخطاب.وهنا ياتي الدليل في تركيب الكينونة الذي يبرهن على موضوعية الخطاب الشعري وعلاقته بألتعيين والتخصيص وطبيعة التمثيل-والتماثل في الاسناد المنطقي الى نهاية الموقف المرتبط بالصياغة والاطلاق ومعرفة الفكرة التي استندت الى الغموض ، فهي تعمل على فك رموز الجملة ، وتوضيح المسند اليه او القضية الحملية باعتبارها من العناصر المشتركة من عمومية الاقسام التي مثلت الخطاب الشعري بكل تفاصيله ، وان تفصيل هذه العمومية يكون بتمثيل المحور الافقي الجمعي الاختلافي حين يكون ، التعميم متناقضا بخواصه التقاربية ومميزاته التي انطلق منها بواسطة غطاء اللغة باعتباره نظام من الترابطات والعموميات التي تعبر عن مفصل اللغة من الناحية الوظيفية.وان ما عبر عنه المتنبي في اشكالية اللغة الخطابية في الشعر يعني انه ما يزال فعل التمايز في ربط الوظيفة الاسنادية للغة بلغة الخطاب الحاضر وعقدة السسيولوجيا وهي تعين الكلمات والالفاظ التي تنقل الفعل الفكري وفق اشارية تركيبية في خواص التماثل في الاعراب والحاجة الى ادوات محورية[ظاهره-وباطنة]تمتلك مضامين وتشتمل على افكار لها مدلولات في اتصالها بشبكة جمعية من الوعي الرسمي تتخلله قيمة وقيم لغوية تمثل طبائع مختلفة في تمتين هذه الاختلافية المحورية من الاصغاء.
يقول المتنبي :
وجادَ فلولا جُوُدهُ غير شارب لقيل كريم هيجته ابنةُ الكَرمْ
اطعناكَ طْوعَ الدهرِ ياابن يوسفٍ لشهوتنا ، والحاسدون لكَ بالرُّغمْ
وثقنا بأن ُتعطْي فلوْ لم تُجدْ لنا لخلناك قد اعطيت من قوة الوهَمِ
أن الادراك لهذه التحليلات في موضوع الوعي التمثيلي وانتقالاته الى الميادين التركيبية وامكانياتها المجردة في تجسيدات فقه اللغة واختيار التقابلات داخل معرفة وظيفية تتسم بالتجسيم للصورة الشعرية وامتلاكها للتقاطعات اللفظية وحركة الاعراب التي تخللت هذه النصوص وتحليل شبكات الربط من ناحية الاتصال وروابطها التي تركزت في التقابلات حيث قدمت منظومة من التعديلات وافعال كانت قد اطلقت في تبيان التحليل وايجازه بالامكان الابستمي المتعلق بألخرق الجمعي الافقي تحت اسم الاختلافية اللفظية في[الكريم والكرم]وفي هذا يقول البحتري:
صحا واهتز للمعرو ف حتى قيل نشوانُ
في:طوع الدهر:هو جعل المصدر مضافا الى الفاعل ، فيكون المعنى من:اطعناك بعد أن أطاعك الدهر ، اضافة بالامكان ان نجعله مضافا الى المفعول فيكون ألمعنى اطعناك غاية الطاعة وفي قوله:الحاسدون لك ، اراد والحاسدون محذوف النون لانه شبه بالفعل ومثل هذا الموضوع كما قال[عبيد الابرص]:
ولقد يعني به جيرانُكِ المُمسْكو منكِ باسباب الوصالْ
أراد الممسكون ، وانشد جميع النحويين:
والحافظو عورة العشيرة لا يأتيهم من ورائنا وكف 111*
بهذه الكثافة النحوية التي تخللتها حركة الاصوات حيث المحافظة الابستمية على القضية التمثيلية المتعلقة بالالفاظ وانزيمات الدلالة والتصعيد للمعنى وهو يستند الى المدلولات الاكثر تصعيدا وانعكاساتها الثابتة في فقه اللغة.وتتكشف هذه العلاقة وفق صورة هذا التدليل ومكونات ارتباطها بالاشياء ، وهي اشارة الى التحولات المتعلقة بأصل الالفاظ والكلمات وموازنة هذه المشاكلة وتمفصلاتها والدور الاسنادي للحدث في ربط المضامين وتحليل الصور والتي تجد لها مكانا مناسبا في عمليات التبادل الكبرى ونحن بهذا الكشف الابستمي للغة نضع اشارة في الاتجاه المتعلق بالعمق وبما يقتضيه اللفظ او الاختيارات لموضوع الاستجابة وتحليل المنحى الجذري بما يتعارض وقدرة التعيين التي تمنح هذه الاشارة انفعالات التجسيد وحدود النمط الاتجاهي وبحركة معنية لايجاد الموقف الذي تظهره حركات اللغة باطلاق الاصوات ، وهي اشارة الى الاثر المتعلق بالانشطة الظاهرة وهي تخضع لامكانية التصور الذاتي الذي
ـــــــــــــــــــــــــ
111*المصدر السابق نفسه ص176
انطلقت منه هذه التصورات في حركاتها الايمائية كعلاقة عمق التفكير الامكاني في استخدام الايماءة وهي اشارة الى فكرة التطور الحسي التي اقترنت بتلك الالفاظ والاصوات من الناحية الاطلاقية بوجه التغيير الذي اصبح تعبيرا على هندسة اللغة من خلال الولادات الجديدة للمعاني والالفاظ .
يقول المتنبي:
عذلتْ منادمةُ الامير عواذلي في شُربها وكفت جوابَ السَّائل
مطرتْ سحابُ يديكَ رىَّ جوانحي وحملْتُ شُكركَ واصطناعكَ حاملي
فمتى اقومُ بشُكر ما أوليتني والقولُ فيكَ عُلُّو قدْرِ القائلِ 112*
ان تفعيل الحدث بالعذل الملام واطلاق الصيحة للصورة مع التميز الاطلاقي للاحساس باللوم على شرب الخمر وهو يعطينا احساس بالتشابك-والاشارات من داخل تكوين جاهز للغة وهي صورة بلا حراك وفاترة لان التنظيم الذي يلحق الاشارات الصوتية داخل معلول اللغة يعطينا تعبير للمنادمة بخاصية مصطنعة تؤسس عيله تطابقات تتعلق ، بالمضامين الذاتية المحدودة والتي لا تشبه صورة الاحساس الموضوعي ورجوعه الى الاقامات النهائية انطلاقا من مفهوم قديم للبنية التي تصور
ـــــــــــــ
112*المصدر السابق نفسه ج3ص364
حركة البيت على ضوء التدليل بالمعنى الحصري وفرضياته الذاتية ومنفى البيت في الاقامة الصوتية المتركبة بالمعنى الحركي المحدود كما هو الحال في البيت الثاني وحركة البيت الثالث بالمعنى المتماثل في صنع الاختيارات انطلاقا من لغة الفعل الحركي والذي يتبع للبيت الثاني.
فالمحاكاة وروابطها مصطنعة ، وهناك استخدام للمتشابهات داخل قائم ذاتي واحد يقترب بالاختلافات ويرتبط بحلقة التفكير المجاني البسيط ليكتشف النهايات بصورة متماثلة.فالابيات عبارة عن تقسيم ميكانيكي بين عمود اللغة وشعرية مكلفة بالتدليل بشبكة المفردات الافقية ، المتناثرة لتؤلف منطلقا من الصيحات اللااردية وبشكل عفوي وحركي لتفتش عن لغة في مناخات شفوية تدلل عن فروض بدائية في الصورة الشعرية وما يعنينا من الملاحظات النظرية للغة هو ان هذا التمفصل الاشتقاقي والتشكيل لاجزائه ، ياتي من المساندة لهذا التبادل وهو يعطي محتوى هذا التشكيل اللفظي حتى ليتعارض مع التسمية للاشياء مع التحقق من المنحى الاسنادي للغة.والذي يصل هذه النظرية بنقطة هذا الالتقاء الاسمى الذي يتعارض مع الايقاع العمودي القائم على تفاصيل الحركات والتجزئة للعموميات في ظل نظرية اشتقاقية قائمة على عمود اللغة التي تسربت الى حلقة التمثيل.فالصلة الوحيدة لاستقرار هذه النظرية هو مدى ارتباطها بجذور الاشتقاق التمثيلي لكي تكتسب العمومية في ظل المسميات العمومية المنطوقة بذاتها وصورتها المكانية والتقابل بين الاشتقاق او المقابلة فيما بينها.وهذا يحصل من خلال عملية التمازج والتداخل وحصول الانطلاق من القيمة الفعلية واسسها المكتسبة بامتداد هذه المتغيرات في تلك المحاور من فعل اللغة. وهذا ينطبق على انتاج المعنى اذا كان الشعر هو الباعث الكبير للاخلاق والشجاعة والتضحية-بالاستناد الى ما سبق ذلك من معاني في تشكيل النشأة الادبية والشعرية حصرا.فالذين تربوا على نتاج من سبقهم في اثبات الوعي الشعري وتركيبات اللغة الشعرية والتغيرات التي تحدث للمنظومة البنائية وايصال القضية الى المستوى التقني والمستوى التطوري وما يميز الثنائية الاختلافية وما يميز ثباتها[الاستاتيكي]بالاجابة الثبوتية في لحظتها التوقيتية ، يعطينا هذا الصنف من التشكيلات والمادة التي تصهر الفطرة وتقدم معطيات تتعايش مع المنطق الجديد للشعر بثنائيته التوقيتية والاسلوبية الاختلافية.وهكذا وجدت التشكيلات الشعرية المشهورة[كالحماسات لابي تمام والبحتري وابن الشجري]اضافة الى المفضليات للضبي.ويجدر بنا ان نقف على طبيعة هذا الشعر باعتباره مادة لدراسته طبقا لمداخلات البنية ، والصورة الشعرية وهو اختيار كانوا قد تربوا عليه الراغبون لهذه الصنعة وهي مادة ادبية توضح الحقيقة الاعتدالية فيما يتعلق بالشعر التعليمي.ولنأخذ
مثال لما يرويه[ابن قتينة]حين يقول:[كان عمرو بن العلاء ليستجيب للمثقب العبدي قصيدته التي منها:
فإما أن تكون اخي بحقٍ فاعرف منك غثي من سميني
وإلا فاطرحني واتخذني عدواً أتقيك وتتقيني.
وهنا يأتي النقد ليضع حلقة التوصيل داخل مجس المعنى واول هذا المنحى منحى الفائدة ، وهو اصطلاح سائد في تلك الفترة من الناحية المادية وهي التي تدفع المحاربين الى ساحة المعركة ومنهم الجبناء كذلك تضع حد للشحيح ، فتخلق منه انسانا كريما.وهنا تتركب الصورة الموضوعية بدل التصوير الذاتي للحدث.وهذا الذي كان قد فتش عنه ابن قتيبة في معنى قول الشاعر:
ولما قضينا من منىً كل حاجة ومسح بالاركان من هو ماسح
وشدت على هدب المهاري حالنا ولم يعرف الغادي الذي هو رائح
أخذنا باطراف الاحاديث بيننا وسالت باعتاق المطيء الأباطح 113*
ــــــــــــــــــ
113*انظر:اسماعيل عز الدين الاسس الجمالية في النقد الادبي دار الشوؤن الثقافية العراق وزارة الثقافة والاعلام ص177)
ويقول ابن قتيبة[إذا انت فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى ، هذه الالفاظ كما ترى احسن شيء مخارج ومقاطع وإن نظرت الى ما تحتها من المعنى وجدته:لما قطعنا ايام منى ، واستلمنا الاركان ، وعالينا إبلنا الأنظاء ،ومضى الناس لا ينظروا الغادي والرائح ، ابتدأنا في الحديث ،وسارت المطي في الابطح]وهنا يتشكل الزمكان بتقنيات الصورة الاولى والبحث عن المعنى.بهذه الخاصية يعني البحث عن المحور المكاني في نفس الصورة الاولى ، وهنا يأتي الكلام بغير تفاصيله الموضوعة ، ورغم بحوثه القائمة على الالفاظ وتشخيصها وسردها وفق صيغة اسلوبية تؤكد ثنائية التمثيل المفهومي.ولكن ابن قتيبة في بنيته يبحث عن دليل اخر ، وهو دليل الفائدة كما قال.لكنه فتش بالبداية عن المحور الثاني في الصورة الثانية ، وهي غير الصورة اللفظية ، وهي صورة اخرى لم يعثر عليها ابن قتيبة ، إلا ان التفتيش عن المعنى يكون صعبا بالنسبة الى نقد الشعر ، وهذا ادى الى الحكم على شعر[ذي الذمة من انه[نقط عروس تضمحل عن قليل وكذلك الحال ما حدث به محمد بن الحسن اليشكري حين قال[انشد ابو حاتم السجستاني شعرا لأبي تمام فاستحسن بعضه واستقبح بعضا وجعل الذي يقرأه يسأله عن معانيه فلا يعرفها ابو حاتم ، فقال:ما اشبه شعر هذا الرجل إلا بثياب مصقلات خلقان لها روعة وليس لها مفتش].
وقد كان الميدان المتحقق في الصورة الثانية او المعنى والذي اسكنه الجاحظ في اللب من الموضوع الشعري والنثري باعتباره متفردا عند العرب ، حيث يتم الانتقال بشكل مباشر الى الصورة الثانية التي يتضمنها هذا المحور الادبي.وقد عني بهذا الموضوع ثم تحول الى خصوصية الحكمة مثل[ابي العتاهية]و[صالح بن عبد القدوس]وكان هذا الشعر من افضاله وهو الذي يثير الهمم والنخوة والحكمة والافادة من تربية الابناء.ولكن الكثير من النقاد بحثوا عن الصورة الثانية الا ان الادباء لم يهتموا بهذه الصورة في نصوصهم ، وبالتالي لم يكونوا على وعي كامل بهذا الموضوع.114*
[اشكالية المعنى الدلالي]
ان المزج العضوي في طريقة الاستخدام عند ابي الطيب ، في نقل المعنى عن طريق الشكل الدلالي واعطائه نمطية استدلالية ، ونحن نعتقد ان الصور التي تظهر في الابيات في قصيدة[على قدر اهل العزم]تعتبر في تفاصيلها البلاغية هي[بصرية]في معظمها وهذا ما يجعلنا ان نقول:بان المتنبي اعتمد على الشاهد بالعين في[ارض معركة الحدث مع الروم]وإننا في هذا المعترك نعثر على محاور عديدة من التصنيفات البلاغية ومجازاتها وعناصر الاستبدال فيها ، وما يتصل بالجملة والخطاب
ـــــــــــــــــــ
114*المصدر السابق نفسه ص179
[الشعريين]وعلاقتهما بالسياقات والتجاور بالمعاني ، وعلاقة كل هذا بقصدية القطع والتبادل الاستعاري ونحن نعرف بان اللغة:هي ايقاع يخلق الجديد باستمرار من المعاني-وتداعيات الاخرى من المعاني القائمة وهي تتعلق بالاجراء التغييري للمعنى، والذي يفضي الى ملازمة في الاستبدال لمنطق المفردة الشعرية او ما يحدث من تغير في الاشطر الشعرية ، وما نجده في النصوص الشعرية.هناك شطر يتعلق بالمعنى والاحساس قد انصب بالقطع بايقاع كان قد تسلل بعيدا عن الرؤية ومستوياتها الفكرية والشعورية من خلال الصورة وهو الارتكاز الدلالي في الجملة الشعرية.
كقول المتنبي:
وقفتُ وما في الموت شكُ لواقفٍ كانك في جفن الردى وهو نائمُ
تمر بك الأبطال كلّمى هزيمة ووجهك وضّاح وثغرك باسمُ
من خلال عملية التوافق في المحاور الدلالية لهذه الابيات ، نلاحظ التشابه في النص الشعري ، حيث يتم انتقال المتلقي في مرتسم البيت في الحالة الاولى وهو يستعين بمقضيات المنظومة اللغوية للدلالة ومعرفتها-لمنظومة النص التصديقية من الناحية البلاغية والاصرار على معرفة العوالم في ايجاد المعنى اللغوي للدلالة.وعلاقة كل هذا بتشابك النصين-بالمعنى اللغوي وهي اشارة الى انكار سيف الدولة على المتنبي تطبيق المعنى[في عجزي البيتين على تصديقهما]
حيث قال المتنبي:ينبغي ان نقول:
وقفت وما في الموت شكُ لواقفٍ ووجهك وضّاح وثغرك باسمُ
تمر بك الابطالُ كلّمى هزيمة كانك في جفن الردى وهو نائمُ
وهذا يأتي بحكم الحكم الذي تطلقه دلالة المعنى الذي جمع ما بين[النظام اللغوي]و[المنظومة التجذيرية التي وحدت الربط بين الدلالة وعمق المعنى]وهي اشارة الى العملية التجذيرية في جوهرية النص الشعري والنظام التفاعلي للمعنى في العجز الاول وتلابسه مع العجز الثاني-وتلابس العجز الثاني مع العجز الاول وهذا راجع الى اشكالية اللغة ومجازاتها في عملية الاستبدال والتركيب المتعلق بالسياق الشعري ، وحتى يكتسب قيمته الدلالية من خلال المعنى استنادا الى تفاعلات التكثيف البلاغي بالمجاز حيث يصبح التفاعل في النصين كما قلنا في عجز البيت الاول مع الثاني-وعجز الثاني مع الاول ليستقيم المنحى البلاغي في معناه وهو الشبيه بقول امرئ القيس:
كاني لم اركب جواداً للذةِ ولم اتبطن كاعبا ذات خلخالِ
ولم اسبأ الزقّ الروي ولم اقل لخيلي كُرِّى كرَّة بعدَ إجفالِ 115*
ـــــــــــــــــــــــــ
115*انظر:البرقوقي عبد الرحمن ج4ص101
فيكون ركوب الخيل مع الايعاز للخيل بأمر[الكر]-كذلك يكون سباء الخمر مع تبطن الكاعب.وفي مجال ذكره للموت في صدر البيت الاول اتبعه ذكر الردى ليضع توافقا تجانسيا ، واذا اعتبرنا ان وجه المهزوم في المعركة ، يرافقه انكسار على المستويين[الذاتي-والموضوعي]فقال:ووجهك وضاح وثغرك باسم.وهكذا جمع ابي الطيب الاضداد في المعنى ، وهو الادراك بالاحساس الخفي للإيقاع فهو ينتشر بهذا الايقاع بعيدا حتى يصل الى مستويات فكرية في النقل والفهم ، اي انه يستطيع ان يؤثر في السمع عن طريق العمق السيكولوجي في السحر الصوتي والحركة قبل الوصول الى الماهيات بالمنطق الحسي الجديد في هذا الموضوع عند ابي الطيب ، هو مدى احرازه لهذا الايقاع المتفرد على مستوى الموسيقى اللفظية ومضامينها المتنوعة والفنية وان علاقة التجاور للنصوص يتصل بالانساق الدلالية للمعاني ، وليس متركبا بالالتماس الحسي باطاره الموضوعي ، وان المحور المجازي يقوم على تشابك[الكلي بالجزئي]بصيغته المنطقية وبالاعتماد على التقاء الطرفين في منحى العناصر الدلالية الجزئية.
فالمجازين المرسلين يرتبطان بالعملية التجاورية وعلاقتها الخارجية بين الاشياء والمعاني.فعندما يقول المتنبي:
اتوك يجُّرون الحديد كأنهم سروا بجيادٍ مالهنَّ قوائِمُ
فأللمسة الدلالية ارتبطت بالشكل المتجاور[للروم وتجييشهم الجيش من العدة والعديد]فهي لم تمس سيف الدولة ولا المتنبي فالامر كان قد تعلق بالحالة الحسية الموضوعية بينما التعديل هو في التعديل المشار اليه بالتفصيل البلاغي الذي يدخل برصد اليات الدلالة-والمساحة التي شغلها النص ، وهذه المعادلة الوصفية تتعلق بالخاصية الفردية والاشكال المتعلقة بالنص الشعري وانتشاره.وهنا يأتي الفرق بين الاستخدام الجزئي باطار تعبيري ، وبين استخدام انساق برموزها الكاملة.كل هذه التفاصيل هي تعالقات متكونة وفق درجة من الكثافة والنمطية لتوظيف مختلف الفعاليات في النص واطار تدرجها التحليلي واستخدام الصيغ العلمية بقراءة النصوص الشعرية على المستويين[العمودي والافقي]ولاتنحصر هذه الاحصائيات بالصياغات البلاغية للنصوص وكثافتها ومساحتها ، إنما الحساب يكون وفق منحى التوازي المزدوج الدلالي حيث يقوم بعملية الانصات الترددي للاصوات والدلالات بمحطات كانت قد وزعت على اماكن النص افقيا وفق تشاكل عمودي يتعلق بالبنية الهرمية للنص الشعري بعيدا عن التفاصيل البلاغية-وإيغالا بالبنية التركيبية والتشاكل بين[الاصوات والدلالات]وفق نمطية تعنى بالتدقيق الايقاعي الذي ينعطف بالاوزان الى محاور كانت قد جدولت هذه النصوص وفق اسس سابقة متعلقة بمتانة اللغة واداءها لوظيفة الابداع الجمالي.فاللغة شعريا تأخذ افقا اخر في تشاكيل الشخصية في التأثير-والتأثر ونقل هذا الاثر من المبدع باتجاه المتلقي نقلا ممتلئا وامينا من المنحى الفردي الى المنحى الجماعي وفق استخدامات علمية ، لأن الالفاظ الشعرية تمتلك معجم[الحيوية الصوتية]وفق علاقة كانت قد ارتبطت [بالصوت الشعري]وهي مثل الموسيقى تثير المتعة باطار التذوق الموسيقي في الشعر ولذلك أصبح قانون الشعرية هو من تتوفر فيه جملة من العناصر وهي ثلاثة:
1.المنحى العقلي
2.المنحى التخييلي
3.اضافة الى الاصوات المتصلة بالجمل الشعرية باتصال ايقاعي.
فالنصوص الشعرية يجب ان تتوفر فيها الاوزان والايقاعات[والاصوات والاوزان]باعتبارهما عنصران مهمان في العمل الفني لا يمكن انفصالهما عن المعنى 116*وتاتي البنية بطابعها التجريدي ، فهي الكيفية في البناء التركيبي يتعلق بالكيفية لتجميع المادة المكونة للاشياء وتفاعلاتها داخل عملية تصورية تجريدية لخلق العملية الذهنية ، فهي الانموذج الذي يقيمه الفاحص من الناحية العقلية بعد ان يتم تمثيل المعلم باستفاضة ، اضافة الى التتابعات التي تنبثق بمعترك-اختلافي قد لا
ـــــــــــــــ
116*Wellek,R:Tho Theory of Litera ture, P177.
يسعها.والبنية الادبية والمنحى الشعري حصرا ، فهي ليست اشياء حسية يتم ادراكها باطنيا ، إنما هي تصورات تجريدية حتى ولو تم تمثيلها من الناحية التركيبية فهي تبقى رموزا وعمليات توصيلية تتعلق بحقيقة الواقع الذاتي والموضوعي.وما يتعلق بالابنية البلاغية ومستوياتها المتحققة على محاور الجمل والكلمات ، فهي المدخل الحقيقي للبناء العمودي للنص الشعري وانساقه العليا.فالذي يعنينا هو عملية الاستخدام للغة في حدود الانساق العليا الكلاسيكية ، وهنا ياتي دور الاتساع والقدرة للمنحى البلاغي وفلسفته بمجال النصوص الشعرية باعتباره منحى تقليديا ، ولكن الجانب الاخر من الدراسة لهذا النسق في العلوم الحديثة هو البناء النصي-وحدوده واستخداماته الوقتية لهذه العلوم مثل[الدعاية والاعلام]هذا المحور يبقى محدود التكوين حتى وان اخذ الجانب التخصصي ، ولكن الجانب الاخر من هذه الانساق البنائية العمودية وابنيتها الدلالية يفترض النظر اليها ككل مشترك لانهما يختلفان عن الاستخدامات العملية كما قلنا قبل قليل في المجال الاعلامي او الدعاية ، إنما النظر الى النص وانساقه العمودية-والافقية باعتباره يمثل الصفة الكلية والشمولية لمرتكزات هذه الانساق من الابنية المشتتة موضعيا.فالمناقشة العلمية لهذه النصوص هي مناقشة للكل النصي بتكويناته[العمودية والافقية]كذلك المفاصل الدقيقة المتعلقة باجزاء النصوص.وان الابنية العليا او المرفق العمودي والبناء الافقي فهما يتكونا من وحدات مرتبطة بذلك النسق الهيكلي للنص والبناء الافقي باعتباره البناء الذي يأخذ ألمساحة الكلية للحدث.
وان الابنية العليا او المحور الافقي لا يوجدا بشكل مستقل عن المنحى النحوي او اللغوي حتى وان وجد الفعل التقليدي المعرفي بخواص هذا البناء وتفاصيله دون عملية الابداع المتعلقة بالحدث المرتبط بالنسق الشعري ، وان الاتقان النحوي واللغوي من اولى المهام المرتبطة بفعل النسق الشعري وبناء هيكله.
اما ما يتعلق بالفراغات الذاتية من انساق السرد النثري او الحكاواتي ، فهي لا تمثل هذا المنحى من الابنية.ونحن نريد ان نصل الى محور:هو ان الابنية النصية الشعرية التي تتخذ من النسق العلوي الهيكلي نظام تجريدي ، يتأسس عليه منظومة النص الشعري وهي تخضع لقوانين واعراف وامكانيات توافقية قابلة للتطور والتحديث وفق متوازيات وصياغات للوصول الى منظومة[سيميولوجية]شعرية تتعلق باللغة-والنحو-والمنطق الذي يقتضي تواصلا مع الابنية العمودية العليا-والافقية القواعدية بالاحكام لقواعد توافقية لهذه الاختلافات المتعلقة بعلم النص وتشكيلات اللغة المختلفة وتلابساتها مع الظواهر والحالات التوافقية المتعلقة بانماط الوزن والموسيقى والقافية.اضافة الى تلك النمطية الخفية التي تقوم بتركيب هذه الابنية وفق منظومة اختلافية قابلة للتحول ضمن اصرة هذه الابنية ومكوناتها اللغوية وانساقها البنائية وانظمة الايقاع المتعلقة بالنظم الشعرية.والابنية الصوتية والموسيقية والنحوية والصرفية وكل ما يتعلق بالنص الشعري واستقلاله المضموني وبنائه الدلالي اضافة الى البنية التداولية في النصوص اللغوية البرهانية وتقييسا للسياقات التي تؤكد الالزام بالنظرية النصية من الناحية اللغوية والفلسفية النحوية[وسيميولوجيا الابنية النصية]وفق ألمرتكزات الصوتية والدلالية التداولية ، هناك فرز يتم على المستويين العمودي من الابنية والافقي الموضعي طبقا للامتدادات المتعلقة بالفضاءات النصية وخواصها بالاستخدام وفق طريقة دلالية تنتج من خلالها منهجية متميزة من هذه الابنية سواء العمودية او الافقية الموضعية باعتبارها اعرافا من الانساق البلاغية والنحوية وهي من الاجزاء الباطنية في النص ، اضافة الى فقرات الرموز السيميولوجية ودلالاتها وحدود موضوعاتها وعلاقتها باللغة باعتبارها جزء رئيسيا من هذه العلامات وبهذا تكون اللغة جزء من اصطلاح السيميولوجيا بمحاور الابنية النصية وقصيدة المتنبي التي يمدح بها الحسين بن إسحق التنوخي هي مثال على ذلك
ملامي النَّوَى في ظُلمِها غاية الظُّلمْ لعلَّ بها ِمثْلَ الذي بي من السُّقمْ
في التصنيف للابنية الشعرية باطار[السيميولوجيا].هناك علاقة جدلية بين-[الدال-والمدلول]وهو المعيار الذي يتكون باصرة لغوية ، تقوم بانتاج خصائص متميزة في
المعنى.فألمناقلة بين النوى المؤنثة-والفراق وهو غاية الظلم هذا ما قاله:محمد بن وهيب:
وحاربني فيه ريب الزماني كأن الزمان لهُ ما يشقُ
وقول البحتري:
وقد بيَّن البينُ المُفِّرقُ بيننا عِشقَ النّوى لربيب ذاك الرْبَرب
وهنا تتأكد الاشارات الايقونية والرموز بتقسيم يعتمد على منطق اختلافي في التجاور اي بين[الدال والمدلول]بالاشارة الحسية التي تنحو المنحى الواقعي ولكن الوقع الايقوني لهذا التجاور وهو ينحو منحى المشاركة النسبية في التفسير للنص الشعري وفق منظور للعلاقة والتشابه بدلالة الصورة ، الايقونية في النص.وبيت البحتري يمثل التشخيص الدقيق في تقديس هذه الدلالة من منظور العلاقة[السيميولوجية]بين[البين وعشق النوى]وهي اشارة الى اختلافية رمزية وتنوع في الدلالة ومخالفة لاصرة المعنى احيانا.ويواصل ابي الطيب ابياته:
ترّشفتُ فاها سُحْرةً فكأنني ترشفت حرَّ الوجد من بارد الظلم 117*
فتاةٌ تساوى عِقُدها وَكلامُها وَمبْسُمها الدُّريَّ في الحُسْنِ والنظمْ
ــــــــــــــــــــــــــــ
117*البرقوقي عبد الرحمن ج4ص167
في اطار هذا الربط الدلالي في الترشف بالبيت الاول يعطينا فعل العلاقة التبادلية بين[ترشفت فاها]وهو تنوع تدريجي بحالة الانتقال الى[ترشفت حر الوجد]بمنظومة تبادلية تؤكد السحر والظلم لماء-الاسنان وبريقها وهي نفس النكهة اخر الليل والنصوص تتوضح بالعلاقة السيميولوجية من خلال اعادة التوزيع بعد التفكيك والبناء. ويمثل النص الشعري عند ابي الطيب عملية استبدالية بنصوص شعرية اخرى في تشكيلة من التناص الشعري بنص اخر كقول امرئ القيس:
كأنَّ المدامَ وصْوبَ الغَمامِ وريح الخزامي ونَشر القُطُرْ
ويُعلُّ به بَرْدُ انيابها إذا طّربَ الطاِئرَ المْستحِرْ
وقول الحارثي:
كأن بِفيها قهْوةً بابلَّيةً بماء سماءِ بعد وَهْنٍ مزاجُها
وان الفضاءات للنصوص الشعرية ربما تتقاطع سمات واقوال متركبة وفق اصرة نصية اخرى.وفي هذا المركب الجديد من التقاطع يحدث بعد التحييد ومن ثم نقضه ، وهذا الاشكال مرتبط عند[كرستيفا]من ان فكرة النص باعتباره آصرة[ايديولوجية][Id,eoiogeme]وهي من اشكاليات البحوث السيميولوجية وتتعلق بطريقة بلاغية قديمة تخص الاجناس الادبية.اما الابتكار الذي يتعلق بعلم النص وانماطه المختلفة ، بالتعريف على خصوصية النظام الذي يهيمن عليها ، ووضعها بسياقها الثقافي الذي ينتمي اليه.وبهذا، فان التقاء النظام النصي المعطي كممارسة سيميولوجية بالاقوال والمتتاليات التي يشملها بفضائه ، او التي يحيل اليها فضاء النصوص ذاتها.يطلق عليه[وحدة ايديولوجية]118*وبهذا الاتجاه تكون الحلقة الارتباطية للتناص تقع في التجسيد للقراءة ومستوياتها المختلفة وحتى تكون ملائمة لتشكيلات النص من جانبها بهذا الامتداد الموحد لذا فهي تشكل نسقا مهما بالسياق[السسيوتاريخي] من ناحية-العلاقات السيميولوجية وما تشكله من علاقة داخلية بين[الدال والمدلول]وخارجية بارتباطها الاشاري واندماجها بالسياق[السسيوتاريخي]وهي إشارة الى العلاقة التجاورية بالحس بين[الدال والمدلول]ويقع المحور الرمزي للدلالة بخاصيته التناصية وفق التمثيل المتراتب بين الدال والمدلول التناصي مع الملاحظة للتنوع التدريجي بالانتقال التراتبي وان محور الايقونة[المرمزة]او المرموز الايقوني باعتباره محاولات لتناول الرمزية السيميولوجية باشكالياتها الايقونية للعب الدور الرئيسي وفق مستويات البنية السيميولوجية ، وان المظهر الاشاري للسيميولوجيا يخضع للعديد من لغة الاشارة لكي تكتسب فاصلة ستراتيجية في الدراسات السيميولوجية.
ــــــــــــــــــــــــ
118*انظر:الدكتور فضل صلاح:بلاغة الخطاب وعلم النص:عالم المعرفة العدد 64 آب السنة 1992ص230
وهنا يأتي دور التحديد للنص باعتباره حالة تسامي بالنظرية وهو نقد للغات الواصفة ومراجعة لسلم ونسق الخطاب.ولهذا يكون التحول في اطاره العلمي.وهذا الرأي[لرولان بارت]في ربط عملية الترشف حرّ الوجود=بارد الظلم.كقول ابن الرومي في هذه الابيات:
أعانقها والنفسُ بعـــدُ مشـوقةٌ وهــلْ بعــد العنــاق تدان
والثمُ فاهاكــي تزول حرارتــي فيــشتُّد ما القــي من الهيمانِ
وما كانَّ مقدار الذي بي من الجوى ليشفيــه مــا ترشُفُ الشفتانِ
كـأنَّ فؤادي ليــس يشفي غليله سوى أن يُرى الرُّوحان يمتزجانِ
وهنا دور التناص باعتباره ممارسة سيميولوجية دلالية وان من دقائق عملها هو التقاء الفاعل مع اللغة وان الوظيفة للنص هي التجسيد الحي لهذه الواقعة الدلالية وهي التميز الحقيقي للتصنيف الذي يتم بموجبه اعادة الطاقة الفعلية للجملة وهذه المفاهيم ليست اجراء يتعلق بالافعال بالاعتماد على المنهجية القديمة للالسنية وهي تقع ب