منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    الباب الثاني من البديع و هو التجنيس

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    الباب الثاني من البديع و هو التجنيس Empty الباب الثاني من البديع و هو التجنيس

    مُساهمة   السبت ديسمبر 19, 2009 9:05 am

    صح الزمان أي أدبك بما يريك من غيره واختلافه والزمان لا يشفق على أحد لأنه يأتي على الإنسان بما يُقضى عليه فقال من العجائب أن يضحك الدهر وهو لا يشفق وقال من الطويل
    كلوا الصبر غضاً واشربوه فإنكم ... أثرتم بعير الظلم والظلم بارك
    متى يأتك المقدار لا تك هالكاً ... ولكن زمان غال مثلك هالك
    وقال العباس بن الأحنف من البسيط
    ولي جفون جفاها النوم فاتصلت ... أعجاز دمع بأعناق الدم السرب
    هذا وأمثاله من الاستعارة مما عُيب من الشعر والكلام وإنما نخبر بالقليل ليُعرف فيتُجنب. قال المهلب لرجل من الأزد متى أنت قال أكلت من حيوة رسول الله صلى الله عليه سنتين فقال أطعمك الله لحمك. وقال عبيد الله بن زياد يوماً وكانت فيه لُكنه افتحوا سيفي يريد سلوه فقال يزيد بن مفرغ من الوافر
    ويوم فتحت سيفك من بعيد ... أضعت وكل أمرك للضياع
    وقال عبيد الله أيضاً لسويد بن منجوف اقعُد على است الأرض فقال سويد ما أعلم للأرض استاً. وقال الجاحظ رأى قوم مع رجل خُفّا فقال ما هذا فقال قلنسوة فضحكوا منه فقال عياض صدق هذه قلنسوة الرجل. وقال بعضهم في يوم مطر شديد قد انقطع شريان الغمام. وقال بعض أهل زماننا في مخاطبته لصاحبه يا إمام الخطباء ويا عنصر الخلصاء ومولى الأدباء. ولعلي بن عاصم العبدي الإصفهاني من الكامل
    زُم العزاء غداة زم جِمالهم ... فحدا الحداةُ به مع الأجمال
    والحادثات متى فغرن بغُصتي ... لقمتهنّ شجاً بوخد جمال
    وقال آخر من الطويل
    خطوب المنايا صرحت عن مواهب ... مواهب أجر من نتاج المصائب
    وقال الطائي من الخفيف
    فضربت الشتاء في أخدعيه ... ضربة غادرته عوداً ركوباً
    ومن عجيب هذا الباب قول الكميت من الطويل
    ولما رأيت الدهر يقلب ظهره ... على بطنه فعل الممعك في الرمل
    كما طعنت عنا قضاعة طعنة ... هي الجد مأدوم النحيزة بالهزل
    الباب الثاني من البديع وهو التجنيس
    وهو أن تجيء الكلمة تُجانس أُخرى في بيت شعر وكلام ومجانستها لها أن تشبهها في تأليف حروفها على السبيل الذي ألف الأصمعي كتاب الأجناس عليها. وقال الخليل الجنسُ لكل ضرب من الناس والطير والعروض والنحو فمنه ما تكون الكلمة تُجانس أخرى في تأليف حروفها ومعناها ويشتق منها مثل قول الشاعر من الكامل
    يومٌ خلجت على الخليج نفوسهم ...
    أو يكون تُجانِسها في تأليف الحروف دون المعنى مثل قول الشاعر من البسيط
    ... إن لوم العاشق اللُّوم
    قال الله تعالى وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين. وقال سبحانه فأقم وجهك للدين القيم. وقال رسول الله صلى الله عليه عصية عصت الله وغفار غفر الله له. وقال الظلم ظلمات. وقال معاوية لابن عباس رحمه الله ما لكم يا بني هاشم تصابون في أبصاركم كما تصابون في بصائركم. ويقال ان عقيل بن أبي طالب تكلم بذاك. وقال أبو تمام من الطويل
    جلا ظلمات الظلم عن وجه أمة ... أضاء لها من كوكب الحق آفله
    وسرقه من قول النبي صلى الله عليه الذي تقدم. وقال القطامي من الوافر
    ولما ردها في الشول شالت ... بذيال يكون لها لفاعا
    ويروى في بعض الحديث عن عمر رضي الله عنه أنه قال هاجروا ولا تهجروا. وقال محمد بن كناسة من الطويل
    وسميته يحيى ليحيى ولم يكن ... إلى رد أمر الله فيه سبيل
    تيممت فيه الفأل حين رزقته ... ولم أدر أن الفأل فيه يفيل
    وقال جرير من الطويل
    فما زال معقولاً عقال عن الندى ... وما زال محبوساً عن المجد حابس
    وقال ذو الرمة من الطويل
    كأن البرى والعاج عيجت متونه ... على عشر يرمى به السيل أبطح
    وقال زياد الأعجم من الطويل
    ونبئتهم يستنصرون بكاهل ... وللوم منهم كاهل وسنام
    وفي هذا البيت تجنيس واستعارة. وقال رجل من بني عبس من البسيط
    أبلغ لديك بني سعد مغلغلة ... إن الذي بيننا قد مات أو دنفا
    وذاكم أن ذل الجار حالفكم ... وأن أنفكم لا يعرف الأنفا
    وقال مسكين الدارمي من البسيط

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 5:01 am