منتدى معمري للعلوم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى معمري للعلوم

منتدى يهتم بالعلوم الحديثة والمعاصرة، خاصة منها العلاقة بين الطب الأصلي والطب المازي او كما يسمى الطب البديل - ولا أرام بديلا -،كما يختص منتداي في كل ما يختص بتحليل الخطاب: الأدبي والعلمي، ونظرية المحاكاة: سواء في الطب أو علم التغذية او في الفن.


    مذكرة تخرج حول النقد الأدبي جامعة الجزائر

    avatar


    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    مذكرة تخرج حول النقد الأدبي جامعة الجزائر Empty مذكرة تخرج حول النقد الأدبي جامعة الجزائر

    مُساهمة   الإثنين يناير 02, 2012 1:00 pm

    [center]
    مذكرة تخرج حول النقد الأدبي جامعة الجزائر

    الفصل الأول

    المبحث الأول : النقد :
    المطلب الأول : تعريفه وماهيته:
    من الأنسب قبل أن نبدأ في الحديث عن القواعد الصحيحة لتدريس النقد الأدبي ، ان نتوقف ملياً أمام كلمة " نقد " محاولين تحديد مفهومها ، وليس من الدقة العلمية أن نوافق بعض الباحثين على زعمهم بأنه أصل هذه الكلمة يرجع إلى نقد الدراهم ، أي تتميز جيدها من رديئها[1] . لأن هناك معاني في ثقافتنا العربية أقد بكثير من هذه المعنى سبقته إلى الظهور وهي تمثل في الواقع مرحلة من مراحل التطور الدلالي لهذه اللفظة ولكي تتضح لنا هذه الحقيقة يجدر بنا أن نتتبع التطور الدلالي لها في الثقافة العربية وذلك بدءاً بالمرحلة الحسية ثم المرحلة النفسية ، ثم المعنوية وأخيرا المرحلة الإصلاحية أي حين أصبحت مصطلحا على فن من الفنون الأدبية ومن الصعوبات التي واجهتها إغفال الكثير عن معاجمنا القديمة بنوع خاص التطور الدلالي للألفاظ وترتيب المعاني طبقا لتطور المعرفة الإنسانية ولذا فقد نعثر على دلالات كثيرة لهذه اللفظة ولغيرها من الألفاظ ،وعلينا طبقا لنظرية التطور الدلالي أن نضع كل معنى في مرحلة الخاصة به .
    من أقدم المعاني الحسية لهذه اللفظة " الخدش " أو الشق يقال : " نقد أرنية أنفه " أي خدشها أو شقها ويقال كذلك " نقد الطائر الأرض بمنقاره بحثا عن الحب " [2] .
    أي شقها ليستخرج منها الحبة " ونقدته الحية[3] " أي لدغته ثم تطلق بعد ذلك على فصل الأغنام الجيدة من الرديئة ، ويبدوا أن النقاد أي الراعي هو الذي كان يقوم بهذه المهمة [4]
    ويظهر أن هذا كان يحدث حين كانت الأغنام تستخدم للمقايضة في البيع والشراء وذلك قبل ظهور العملة المعدنية من الذهب والفضة ولما حلت العملة المعدنية محـــل الماشية أطلق على تمييز الدراهم الأصيل من الزائف اسم النقد " يقال" نقد النقاد الدراهم ميز جيدها عن رديئها ، والنقد جيد والنقود جياد [5] .

    ثم تأخذ هذه اللفظة معنى نفسي فتطلق على الخدش النفسي " إن نقدت الناس نقدوك ، وإن عبتهم عابوك " [6] .
    ثم يتطور استعمال هذه اللفظة من الخدش النفسي للخدش المعنوي فتطلق على الكلام وفصل جيده من رديئه و عثمان موافي ، دراسات في النقد العربي – دار المعرفة الجامعية ص 11يله من زائفه ، وعلى أيت حال فإن التطور الدلالي في هذه اللفظة في الثقافة العربية ينتهي إلى ان كلمة نقد تستعمل بمعنايين: معنى فني إجمالي ومعنى علمي ، والمتأمل في مفهوم هذه اللفظة في الآداب الأوربية يلحظ أنها تستعمل بهاذين المعنيين الفني والعلمي فيطلق على الأول النقد الفني بينما يطلق على الثاني إسم النقد التاريخي يقول أحمد ابن فارس [7] في " معجم مقاييس اللغة " (( النون والقاف والدال أصل صحيح يدل على إبراز الشيء وبروزه من ذلك : النقد في الحافر ، وهو تقشره ، حافر النقد : متقشر...
    ومن باب : نقد الدرهم : وذلك أن يكشف عن حاله في جودته أو غير ذلك ، ودرهم نقد : وازن جيد ، كأنه يكشف عن حاله فعلم ، وتقول العرب : مازال فلان ينقد الشيء إذ لم يزل ينظر إليه ، ومن ما شذ عن الباب : النقد صغار الغنم ، و بها يشبه الصبي العمتي الذي لا يكاد يشيب [8]. ويستفاد من هذا أن أصل مادة ( نقد) أنها تعني الإبراز والبروز والكشف عن حال الشيء من أجل جودته أو رداءته ويبدوان شيئا من التخصيص ألم باستعمال الكلمة . فغدا (النقد )كما يقول صاحب "تاج العروس" (تميز الدراهم وإخراج الزائف منها وكذا تمييز غيرها ) ، وينسب الراغب الأصفهاني إلى أبي عمر بن العلاء [9] . انه قال : ( إنتقاد الشعر أشد من نظمه وإختيار الرجل قطعة من عقله [10] .

    المطلب الثاني : نشأة النقد وتطوره
    لنا أن نقول أن الإنسان ناقد بالطبع ، لما أوتي من مؤهلات خاصة به الذوق ، والذكاء ، القدرة على الفهم ، والتفهم والمحاورة ، والمناقشة والاستفادة من تجاربه وخبراته ونقل هذه التجارب والخبرات إرثا في الأجيال فهو ناقد في الحياة ، في كل شان من شئونها يرتاح للحسن وينقبض للقبح ومن شؤون الحياة أنه أن يعرب أناس ( شعرا) ، ارتياح والانقباض ... ومن شؤونها أن يعرب آخرون ارتياحا وانقباضا عما ترك فيهم ذلك
    (الشعر ) من أثر أو صلة إليهم من مادة العطف والخيال والفكر الممتزج بالعاطفة والخيال ، سمينا الأول شاعرا على سبيل العموم وسمينا الثاني ناقدا وهو الذي يعلن عن الأثر . ويعرب ويحكم بالجودة والرداءة كلما تقد الزمن تعقدت مهمته ولكن هذا الزمن – لسبب أو لآخر – لم يحفظ من تراث النقد ما حفظه من تراث الشعر فترك إزاءنا الحال وسعة للتصور ، وإلا فليس ممن المعقول أن يكون للإنسان شعرا ولا يكون له نقدا ، ومؤرخي النقد الأدبي يبدءون صفحات كتبهم باليونان لّأنهم لا يملكون من المادة التي تستلزم البدء غير المادة اليونانية على أنهم لا يعرفون جيدا بدأ هذه المادة وهم لا يقفون عندها إلى بعد مسيرة غير قصيرة من تاريخ الأدب نفسه وبقية بداية التاريخ في النقد الأدبي – شأن الكثير من البدايات – في عالم من الجهل والفرضيات وتوقع الحصول على معلومات جديدة للعودة إلى سنوات القرون أبعد . وإلى أمم أخرى ، أما في الحضارة الراهنة فهم يبدءون باليونان – كما رأينا – ولا يسعنا إلى أن نبدأ معهم .


    والنقد يعني باليونانية الحكم والمعروف أن عالم اليونان تسوده عبقرية سياسية مرتبطة تماما تمام الارتباط بالدين ، ولا يستطيع النقد في عالم كهذا أن ينسي تأثير الأدب في حياة المواطنين الاجتماعية والأخلاقية إنك واحد هوميروس شيئا من النقد وواحد من الآخرون مثل بنداروس على شكل واضح مرة وغير واضح عددا من المسميات والمصطلحات ثم تميز في القرن الخامس وحواليه ثلاثة من جملة ما بعد : نقدا أدبيا ، السفسطائيون مؤلفو المسرحيات ، الفلاسفة وقد عني السفسطائيون بدراسة الشعر والخطابة وبيان أثارهما ومكانة اللغة واشتهر منهم على وجه الخصوص جورجياس [11]

    وفي المآسي إشارات نقدية، وقد روي أنا سوفوكليس نظم في أصول التراجيدي ووردت أكبر نسبة من النقد لدى اريستوفانس [12] .حتى خصص له الباحثون منزلة مهمة في تاريخ النقد ومنهم من عدّه خالق النقد القديم ومنه من عدّه أولا ناقد بالمعنى الصحيح ، وقد وردت هذه المادة في أربع مسرحياته التي وصلت إلينا مرتبة على تسلسلها الزمني : أهل أخارناي السحب ، الشتاء في أعياد شاسموفوريا ، الضفادع ، وهو في خلاصة نقده يواجه السوفسطائيون ومن تأثرهم في الخطابة والتعليم بالأجرة ، وكان يريد من النص الأدبي أن يكون جيّد الموضوع ، جيّد الفن ، ولا بد من جمع الصناعة مع الوحي . وأشد ما هاجم السوفسطائيين في " السحب " وصب غضبه فيها على سقراط ، وكان اريستوفانيس نقده كثير الغضب من شان معاصريه من ّأدباء لم يكن لهم الحض يذكر في الفن وإنهم من اسيخولوس مثلا . ومن الأخلاق وأين هم من أسلافهم ؟ .
    إن هذا الذي أجراه اريستوفانيس ضربة من النقد العملي ( التطبيقي ) يمكن أن يقابه ما أجراه أفلطون [13] . من النقد يدخل في الضرب النظري أو الفلسفي لأن أفلطون فيلسوف قبل كل شيء ، وهوفي فلسفته يريد أن يكون أخلاقيا ، مصلحا إجتماعيا ، متدينا صادقا ، الإمان بآلهته قوي العقيدة ، وهو من هذا المنطق تقدم إلى النقد الأدبي ، فسجل من الأراء والمواقف ما لا يمكن معه لتاريخ النقد أن يجهله وأن يتجاهله والطبيعي أن يكون في نقده لموروث عصره ومن أراءه المهم أن الشعر وحي وإلهام من الآلهة ولا فضل للشاعر فيه بل أنه لا يدري مايقول ، ولا يختلف موقف أفلا طون من الشعراء السابقين على جمهوريته من الشعر والمعاصرين او المقيمين فيها فالمقياس واحد وهو يستهين أشد الإستهانة بشعراء الذين تحدثوا عن الآلهة وكأنهم بشر لهم أحقادهم وشرورهم نه لا يدري ما يقول ، ولا يختلف موقف أفلاطون من شعرا

    وكانت صرامته مع هوميروس وهيسودا نموذجية ، ويذكر الباحثون أسباب شدته مع الشعراء ما كان عليه مجتمعه المعاصر من تأخر وتحلل ورذيلة ومع ذلك كان للشعر في هذا المجتمع مكانة وتأثير ، وما يتصف به الشعراء – على صنفهم – من فساد على كل حال ،إن أفلاطون يمثل النقد الفلسفي الذي يضع النظرية قبل النقد يقف إزاء النص الأدبي يتأمله ويحلله ويخرج صفاته الخاصة ثم العامة التي تجمعه ونظائره مع عناية خاصة بالاسلوب وإعجاب خاص بالغبداع ، كما سيكون أرسطو ، ، ولا شك في أن ارسطو فيلسوف كبير كأفلاطون ولا ذراع في أنه أعلى مكانى في تاريخ الأدب وقد عدّه كثيرون المؤسس الحقيقي ومنهم من يبدأ التاريخ به متناسيا كل ما قبله ولكنه يتميز عن افلاطون أنه عالج النقد معالجة أدبية أي أنه لم يضع الفلسفة والعقيدة والأخلاق والتربية اولا وإنما إنطلق من النصوص الأدبية يقرها ويشهدها ويتأملها بعيدا فيكشف عن صفاتها ماهو كائن فيها ثم يجمع صفات النص الواحد إلى ما تلتقي به من صفات النص الأخر المناظر ...ويجمع المتشابهات في اختراعات في حق الأخر ، وهكذا كانت لديهم ملحمة بها صفات تراجيديا والكوميديا ... وفرق بين الشعر والتاريخ وبين التاريخ والفلسفة ،وبذلك إتضح ما يعرف بالأنواع الادبية ومزايا النوع الواحد من هذه الأنواع إذا كانت الأنوا معروفة قبله لدى اليونان ، وحتى لدى المواطن منهم ، فإنها لم تكن على الدرجة التي قدمها ارسطو وحددها حتى تولد على يده يرفع من شان الشاعر ويجعل المحاكاة ابداعا ويرفع من شان الخطيب .
    توفي أرسطو سنة 322 ق م وجاء بعده يونانيين أخرون يدرجون في حضيرة النقد ولكننا لا نجد بينهم من كان له الأثر الذي تركه أرسطو منهم : تيوفراست الذي خلف أرسطو في مدرسته واشتهر بكتابه في "الأخلاق" [14] .

    واحتلت فيما بعد الإسكندرية مكانا خاصًا في الحركة الثقافية ومعلوم أن ألكسندر المقدوني أسس هذه المدينة المصرية سنة 332 ق م . وشرعت ان تكون مقرا علميا ، وبعد وفات الالكسندر توزعت إمبراطوريته ، كانت اسكندرية منذ عام 323ق، م . عاصمة
    ( البطالسة ) وبلغت منزلة مرموقة في دنيا العلم والبحث والتأليف والكتب وتأسست فيها مكتبة ضخمة ، واحتملت ما يقرب نصف مليون كتاب تولى زيودوتس. أول أمانة لها وعمل على تصنيف كتبها وفهرستها فوجدوا علما خاصا يستغل فيها العلماء علمهم فيتقابلون ويدرسون ثم يثبتون الوجه الصحيح وقد ورد في هذا العلم أنه دراسة نقدية للنصوص ، وواضح أنه وإن وردت في بعض أسمائها أو أصنافها كلمة النقد – ليس نقدا بالمعنى الصحيح لأنه مقصود به التحقيق بين النسخ ودراستها واستثمار العلم اللغوي لدى التحقيق وهو ضرب من النقد النحوي ومن ثم حقق هو وغيره أصول الكتب من النصوص اليونانية القديمة في الأشعار الغنائية والمسرحيات وقد تميز في هذا الضرب من النشاط العلمي اريستاخوس وهو الذي أعد النسخة النقدية المحققة ملحمة هوميروس " إلياذة والأوديسا " وهو الذي تطوع وقسم كل منهما إلى أربع وعشرون نشيدا ثم شرع عصر البطالمة بالذبول ليفسح المجال لسيادة روما . لقد كانت الدولة الرومانية تتسع ولم تعرف المعنى الحقيقي للأدب ، إلى بالتأثير اليوناني لدى احتلالها بلاد اليونان ولكنهم لم يكونوا دون أدب قبل ذلك بل لم يعيروا أهمية تذكر لهذا النشاط الإنساني .
    ولقد وجد الرومان لديى اليونان تراثا ضخما ينتفع به وأضافوا ما يدخل في مسيرة النقد الأدبي إشتهر منه في فن" الخطابة " شيميثرون [15] وكونتاليانس في القرن الأول للميلاد ويحل هورانيوس [16] المكان الأول من النقد الروماني ، فهو شاعر كبير عنوانها " رسالة إلى آل يسون " وقد طابق في مجملها قواعد ارسطو كما وصلت إلى علمه وأعلن إعجابه الشديد بالأدب الإغريقي ودعا إلى محاكاته ، وشدد هورانيوس على تقسيم الشعر لأنواع متميزة ، واشترط أن تأتي المسرحية في خمسة فصول ودعا إلى توفيق بين الفائدة والمتعة ، وتحدث عن الوحي والعبقرية والمحاكاة والبحور والنماذج .
    إن تاريخ النقد الأدبي في هذه الحقبة من الزمان ، ونحن ندخل القرن الأول قبل الميلاد ونمضي نحو الميلاد ، لا يقف عند الرومان وحدهم لأنهم وإن كانوا أصحاب السلطة والشهرة وصار لهم الأدباء والنقاد فإنهم لا يحتكرون الميدان ولم يحولوا دون استمرار الأعمال السابقة والمعاصرة في الأسكندرية بمعناه الذيق أو الواسع لدى من أقام فيها وأنتقل بينها وبين مدن أخرى من العلماء وهم يزاولون نشاطهم في التحقيق والنقد النحوي والبلاغة وممن يذكر من الأعلام –هنا- ديونسيون هاليكارناسو ، هرموجين كما يمكن أن يذكر بلوتارك .
    وهو كتاب نقدي بمعنى الكلمة ومن الدارسين من عدّه في النقد البلاغي ، ومنهم من عدّه في النقد الأسلوبي ، وقد أبتعد به مؤلفه عن الطابع الفلسفي وأيد أقواله بأمثلة من الأدبين: اليوناني والروماني ، في نصوصها في الخطابة والشعر ، نذكر على أنه عرف على أنه من تأليف لا نجينوس وهو وزير الملكة زنوبيا بمعنى أنه من القرن الثالث للميلاد ، لكن طول البحث توصل إلى أنه ليس له وليس من القرن الثالث ، وإنما هو لمؤلف مجهول تدل دراسته المخطوطة على أنه من القرن الأول [17] . وهو كتاب مهم جدا في النقد الأدبي وتوالت في الأقطار الأوربية أحداث وحروب ، وتدخل أوربا منذ القرن العاشر في مرحلة تاريخية جديدة عرفت بالقرون الوسطى [18]. وقد سادت خلال هذه القرون الجامعات ، وليس للأدب حظا في ذلك وقد كانت إيطاليا أكثر من سواها تقدما لا سيما في القرن الثالث عشر ، وقد بدأ الأديب الشاعر دانتي [19] .في مطلع القرن الرابع عشر يكتب ملحمة باللغة المحلية ، يؤلف كتابين في سلسلة تاريخ النقد الأدبي هما : " فصاحة العامية " و"المأدبة " ومن أحداث النقد الأدبي في القرن الخامس عشر اكتشاف كتاب أرسطو في " فن الشعر " وقد نشرت ترجمة له سنة 1498 بالبندقية ، وتناوله الباحثون بالدرس والتحقيق والشرح
    شرع الإيطاليون يقيمون النقد على قواعده ، عرفت هذه الحركة النقدية والأدب المصنوع في ضلها بالكلاسيكية الجديدة ، تميزا له عن الأدب القديم ( اليونان والرومان )
    إن أقرب من تأثر بالنهضة الإيطالية هم الفرنسيون ، فإهتموا بقضايا النقد في معاني الأدب وأنواعه وما كان منه بالقدماء من اليونان والرومان ومن الفرنسيين السابقين على القرن السادس عشر أو جاؤوا في أوائله وعلى رأسهم شاعر عصره الكبير مارو ومدرسته في الصناعة اللفظية ، وكثر خلال ذلك التأليف في فن الشعر ، وجاء في طليعة هذه الأثار عمل سبيتة (1548) فقد تأثر بالقدماء ودعا إلى محاكاتهم ، كما تأثر بالأقطار الأخرى ، فقد ذاع كتاب أرسطو أو ذاعت شروطه - بمعنى أدق – شروحه ، ونشهد في انجلترا أدبا يذكر تاريخ النقد اسمه هو فيليب سدني [20] ، مؤلف " دفاع عن الشعر " أو اعتذار من أجل الشعر وفي خلاصة الفهم الإنكليزي للشعر في عصر النهضة ، وكلما ابتعدنا عن القرن السادس عشر ... ودخلنا القرن السابع عشر .... رأينا التقدم الذي تحرزه فرنسا حتى انتقل إليها مركز السلطة النقدية في القارة الأوربيين إيطاليا وهي تمضي ضمن مجال النقد الأرسطو الطاليسي واتخاذ الأدب القديم قدوة مثلا ، وكان بوالو [21] ، قد تميز ناقدا محافظا ن وكان من أعماله أن ترجمة رسالة" السمو "المنسوبة إلى لونجينوس إلى الفرنسية وشرع ينظم قصيدة تعليمية في الفن الشعري متأثرا بأرسطو وهوراس شرع النقد الكلاسيكي يفقد من سلطانه قليلا وكان القرن الثامن عشر كله ضربا من محاولة زعزعة هذا النقد ّ، مع محاولات لإيجاد نقد بديل وكان من عناصر قوته في القرن الثامن عشر أن تبناه أديبا كبيرا جدا هو فولتير ولكنه مهما بلغ من السلطان لا يسد طريق التطور ... فلقد كان مقابله وإلا جواره أديب كبير أخر وهو جان جاك روسو لقد كان بشيرا بعصر جديد ، وقد قيل : مع فولتير عالم ينتهي ، ومع روسو عالم يبتدأ وخلاصة في النقد في القرن الثامن عشر أنه سعى إلى التخلص من النقد الكلاسيكي وبناء أدب ونقد جديدين ، ولقد توطدت الكلاسيكية الجديدة في انجلترا بالتأثر من النقد الفرنسي ... وكان نموذجا الشاعر الناقد الكسندريوب [22] .ونظم قصيدة تعليمية سنة 1711 بعنوان "مقال في النقد" وهو يرى فيها أنه ما يقلل الخطأ الذي يقع فيه المعاصرون هو التمسك بالقوانين القديمة ثم جاء صموئيل جونسون [23] ، اشتهر بمقالات نقدية وكتابه" حياة الشعراء " فهو داعية للكلاسيكية الجديدة ، أما ألمانيا فقد تمكنت منها الكلاسيكية الجديدة بمفهومها الرسمي ، ويقترن نقلها من فرنسا إلى ألمانيا باسم الأديب الألماني كوتشد [24] وهو يزاول التأليف المسرحي ويعمل أستاذا في جامعة لابيزك، وقد ألف كتابا عنوانه "مقال عن الفن شعري نقدي " سنة 1729 ، وهكذا تمكن المهذب الكلاسيكي وبلغ عصره الأدبي ، واتضح في البلاد إتجاهت متناقضات من قديم وجديد ولابد للمفكر الحر التفكير أنه يعني بالحال السائدة

    ويرى فيها الرأي وكان من هؤلاء لسنك [25] ، قد شرع يرعى الجدي ويتجه نحو شكسبير وألفها 1766 القسم الأول من كتاب مهم في تاريخ النقد الأدبي سمات اللاكون ووضع تحت العنوان " عن الصراع بين الشعر والرسم " وقد فضل فيه شعر على الرسم وعمل سلما للفنون جعل الشعر أعلاها ، ومضى الأدب الجديد يقوى ، ففي العام الذي ألف فيه لسلك اللاكون توفي حامي حمى الكلاسيكية المتجبر كوتشد ففقد الأدب القديم أحد أنصاره الداعينا إليه ثم ظهرت الرومانتيكية في الجو وتقدمت في انجلترا وبرز فيها الشاعر ولدرورث وكلودج وأصدرا ديوانهما المشترك عام 1789 ثم كانت المقدمة التي كمتبها الأول للطبعة الثانية 1800 و" السيرة الذاتية " التي ألفها الثاني متوقفن عند النقاط التي أثارتها المقدمة وتوالتها النقاد في هذا المذمار سوني ، ولامن ، ، وهنت ن وهازلت [26]
    وهو يعد اهمهم ، وطال صراع فرنسا مع كلاسيكيتها مع القرن الثامن عشر للتمهيد إلى أدب ةجديد يعرف بالرومانتيكي ممثلة بمدام ( دستال وشانوبربان) وقد أصبحت الرومانتيكية حركة نقدية مهمة في المجالس والمنتديات وبدا هيكوا زعيما للحركة وتيوفيل كوتيه مناضلا عنها .
    إلى الجوار من ألمانيا يقوم العالم النفساني النمساوي فرويد بتأسيس مدرسة في تحليل نفسي يّاخذ طابعا جديدا في النقد ّ، وترى انكلترا نقاد عديدين رأينا أبرز أعلامهم في الرومانتيكية واستمر الحال لكن تغير الأمر في العصر الفيكتوري قلل من شانهم ، ويحتل ماتيو آرلنولدا [27] .
    لقد رأت انكلترا موجات مختلفة وشهدت مذاهب متعددة بين الرومانتيكية والواقعية والرمزية ، المهم أننا نستطيع أن نتصور ما كانت عليه قضايا الأدب والنقد في الأقطاب التي لم نقف عندها مابين شمال أوربا جنوبها ، شرقها وغربها أما بالنسبة للنقد الأمريكي فقد كان على صلة قوية بالنقد الأنكليزي أما روسيا فقد أثمرت أدبا ممتعاً عالياً جدا في الشعر والقصة ومن أدبائها دستو ينيسكي وقد تميز أدبها بالعمق الإنساني [28] .

    المطلب الثالث : أسسه وطرقه
    يجب وضع بعض الأسس والقواعد و المنهجية الصحيحة التي تعّصم الدرس النقدي من الزلل وأهمها :
    أولا : قيام الدرس النقدي على التراث العربي :
    من الضروري أن يؤسس الدرس النقدي في أقسام اللغة العربية على ورثناه من أجدادنا من تراث نقدي ، ومن أنسب الوسائل لتحقيق ذلك دراسة تاريخ النقد العربي وقضاياه دراسة موسعة – من خلال كتب التراث النقدي ومصادره الأصيلة وتدريب الطلاب على القراءة في هذه الكتب محاولة فهم أساليبه التعبيرية ، وتفسير ما قد يغمض من معنيها ولا ينبغي أن تقتصر دراسة هذه المصادر على تلخيص موضوعاتها ، وإنما ينبغي أن تتعدى هذه الناحية إلا دراسة تحليلية لمناهج هذه الكتب ومناقشة قضاياه مناقشة علمية دقيقة من الأنسب أن يشترك الطلاب مع الأساتذة للقيام بهذ الدراسة وبمناقشة هذه الكتب وقضاياها ، ولا بأس من أن يوجه الدرس النقدي وجه شطر النقد العربي الحديث بعد أن يفرغ من القديم


    ثانيا : الاستضاءة بقواعد ونظريات النقد الأوربي
    لا ينبغي أن يفهم من مناداته بأن يقوم الدرس النقدي العربي ، أن تضربا صفعا عن النقد الأوربي ونسقطه من حسابنا فلا ينبغي أن يعتمد عليه وحده في الدرس النقدي ولا ينبغي كذلك أن يأسس عليه الدرس النقدي ، وإنما تستضيء بعض نظريات وقواعده في فهم ومناقشة بعض قضايا النقد العربي وبنوع خاص تلك التي لها نظائر في النقد الأوربي ، وتفيد كذلك مناحي وإتجاهات بعض علماء النقد الأوربي في فهم وتسيير بعض الظواهر الأدبية والنقدية ، على هدى من مناهج بعض العلوم الإنسانية كعلم الجمال والتاريخ ، ولكن بالقدر الذي لا يؤدي إلغاء شخصية النقد العربي والذي لا يؤدي كذلك إلى تجريد الظواهر الأدبية والنقدية في خصائصها الفنية [29]
    ثالــثا : وصل الدرس النقدي بالدرس الأدبي
    وقد تبدو الصلة بين النقد والأدب ، أقرب شبها بتلك الصلة التي تقوم بين المنتج للسلع والمستهلك لها ، فالعلاقة بينهما قائمة على النفع المتبادل إذ أن كل منها يحتاج إلى الأخر ، وقد يصعب على المرء أن يتصور وجود أحدهما بمعزل عن الآخر ، والمتأمل الفطن في تاريخ أداب الأمم يلحظ أن إزدهار النقد الأدبي يتوقف في كثير من الأحيان على إزدهار الأدب ، ولما كانت الصلة بين الأدب والنقد وثيقة على النحو الذي رىيناه ن فليس من المعقول أن يقوم الدرس النقدي منفصلا تماما عن الدرس الأدبي . الأقرب إلى الصواب ربط هذا بذاك على النحو من الأنحاء ، تربط تاريخ النقد بتاريخ الأدب ، بمعنى أن يتناول الدرس تاريخ النقد العصر الأدبي فإن كان مثلا في العصر الجاهلي فيحسن ةأن يتناول تاريخ النقد التراث النقدي الذي يدور حول أدب هذا العصر وقضاياه الأدبية والنقدية ، ومن المفيد أن يشترك الطلاب مع الأساتذة في مناقشة هذه القضايا [30] وعرض وجهات نظرهم فيها أما من ناحية التطبيق فمن الأنسب أن نختار نماذج من أدب هذه الفترة ويطبق عليها القواعد النقدية التي تناولها درس تاريخ النقد [31] .
    رابعا : ربط الدرس النقدي بالدرس البلاغي
    لكي يتسنى للدرس النقدي تحقيق الغاية المنشودة فيحسن ربط هذا الدرس بالدرس البلاغي ، وصحيح ان مجال هذا قد يختلف اختلاف طفيفا من مجال ذاك ، فقد يعني الدرس البلاغي بالشكل ، وقد يعنى النقد بالعمل الأدبي كله ، لكنهما على كل حال يلتقاين في النهاية حول تقويم العمل الأدبي ونقده ،ولما كان تقويم العمل الأدبي وقياس جودته ، لا يرجع إلى الشكل وحده ولا للمضمون وحده ، وإنما يرجع إلى هذا وذاك ، فليس من الصواب الفصل بين درس البلاغة ودرس النقد بينما الأقرب إلى الصواب وصل هذا بذاك ، يضاف إلى ذلك أن هناك كثير من القضايا تعد قاسما مشتركا بين النقد والبلاغة كاللفظ والمعنى مثلا والخيال والصورة .
    وقد كان أسلافنا من متقدمي النقاد والبلاغيين لا يفرقون في تناولهم في هذه القضايا بينما يدخل في نطاق البلاغة وبين ما يدخل في نطاق النقد [32] ، والواقع أن النقد الأدبي الحديث ينظر إليها نظرة واحدة ، أي على أنها قضايا نقدية تمس العمل شكله ومضمونه فمن المفيد ربط درس النقد بدرس البلاغة ، ولا يعني هذا دمج هذين الدرسين معا بإعتبارهما درسًا واحدًا . وإنما القصد من تناول القضايا المشتركة منها و دراستها معا ، وليكن ذلك مثلا في المراحل المتقدمة من الدراسة الجامعية ولا يمنع من دراسة موضوعات البلاغة كما جاءت في كتب المتأخرين المنفصلة عن النقد في مراحل متأخرة ، أما في التطبيق فيحسن عدم الفصل بين قواعد البلاغة وقواعد النقل حتى يتسنى للناقد تناول العمل الأدبي من جميع جوانبه [33]


    خامسا : الاهتمام بالناحية التطبيقية
    لا شك أن من أهم الأسس والقواعد المنهجية الصحيحة ، التي ينبغي أن يقوم عليها الدرس النقدي الجمع بين الناحية النظرية والناحية التطبيقية ، من ثم فليس من صعوب الاهتمام بناحية واحدة منها على حساب الناحية الأخرى ، لقد لاحظنا أن الدرس النقدي بالجامعة يفتقر في الوقت الحاظر إلى الناحية التطبيقية وربما كان هذا إلى أحد الأسباب التي أدت إلى إضعاف ملكة الذوق الفني لدى الطلاب وضياع الكثير من ثمار هذا الدرس ، ولهذا فليس بغريب أن نرى مستوى تحصيل الطلاب للثقافة اللغوية التي عمادها النص الأدبي فيتضائل يوما بعد يوم ، وتفاديا لهذا كله يجب أن يعنى بالدرس النقدي علاوة على الناحية النظرية ، ولا ينبغي أن يقتصر التطبيق على ذكر الشواهد والأمثلة التي تدعم هذه القاعدة النقدية أو تلك ، كما لا ينبغي أن يقصر على النقد الجزئي لبعض الأبيات الشعرية وإنما يجب أن يتعدى ذلك النقد الجزئي إلى النقد الكلي للعمل الأدبي المتكامل ، سواء أكان قاعدة شعرية أو عملا نثريا [34]
    على أن يتبع في النقد هذه الأعمال الأدبية الخطوات الأتية :
    أولا : قراءة النص قبل نقده
    تدريب الطلاب على ذلك ولهذا فوائد كثيرة منها ، تقويم ألسنة الطلاب وتدريبهم على النطق الصحيح ، وتهيئتهم ذهنيا وشعوريا لفهم النص وتذوقه ، ومن المعروف أن كثرة القراءة والإمعان في النظر إلى أي نص من النصوص تعين على فهم المعنى وقد توضحه مصداقا لهذا القول ناقدنا العربي ابن سلام وأنه كثرة المدارسة للتعدي على العلم به[35] .
    ثانيا : تقــــويم النص فنيا
    ونعني بذلك الكشف عن القيم النص الأدبي الفنية والجمالية ، قد يتطلب هذا الأمر دراسة البنية الفنية للنص الأدبي ولغته وصوره وموسيقاه ، والكشف عن صلته بصاحبه وعصره ومجتمعه ، ويعتد الدارس أو الناقد في هذا بعض المقاييس النقدية وبعض المعارف الغير نقدية مثل معطيات بعض العلوم الإنسانية كعلم النفس والجمال والإجتماع ... يضاف إلى ذلك ذوقه الفني الذي أصّلته كثرة القراءة في النصوص الأدبية ومعايشته الطويلة لها ، وصحيح أن الناقد الجيد قارئ جيد ومن ثم فإن إبداع الناقد لا ينشا من فراغ بل يأتي ثمرة لقراءته الكثيرة [36].
    وعلى أي حال فإن كان نقص النص الأدبي أو الجانب التطبيقي من الدرس النقدي الأدبي يتطلب من الدارس كثرة القراءة والإطلاع على النصوص الأدبية بعض المعارف النقدية وغير النقدية – فإن النقد النظري لا يختلف عن النقد التطبيقي في ذلك – وبهذا ينبغي على من يتصدى لتناول هذا الجانب النظري أن يكون على وعي تامن بالمنهج النقدي الأدبي وقضاياه ن وأن يلم بتراث أمته الأدبي والنقدي إلماما تاما وأن يقف على ذوق العصر الذي يدرسه ومناحيه الأدبية والنقدية .[37]

    من الذين جمعوا واهتموا بترسيخ النقد وغرسوا أيديهم في عمق التاريخ عند العرب : عبد العزيز عتيق وهذا موجز عن حياته :
    المبحث الثاني : نشأته وحياته
    يحتاج الدارس وهو يحاول الولوج في عالم عبد العزيز عتيق الأدبي بوجه عام وفضائه الشعري والنقدي والتعليمي على وجه الخصوص أن يستجلي مكونات نفسه ويكشف غوامض شخصيته ولن يأتي ذلك إلا بتتبع مراحل حياته , التي كان لها انعكاس كبير على أدبه وشعره فكان خلاصة عوامل وراثية وتنشأة اجتماعية وبيئة خاصة وعناصر ثقافية مختلفة وبناء على ما تقدم أردت أن أورد بعض الومضات من حيات الأستاذ الشاعر عبد العزيز عتيق , لعلها تكون معينا لنا في الكشف عن موهبته الأدبية المتميز . ولد عبد العزيز عتيق سنة 1906 بالقيلوبية وهي إحدى محافظات مصر وعاصمتها بنها إذ تقع بمنطقة شرق النيل عند رأس الديلتا ويحدها من الجنوب محافظة القاهرة والجيزة وشمالا الدقهلية وشرقا محافظة الشرقية وأهم ما تشتهر به المحافظة انتاجها الزراعي , وبالنظر إلى موقع القيلوبية المتميز فكان لا بد من الاتجاه إلى التوسع في العملية التعليمية حيث نظم 12 كلية جامعة بالإضافة إلى معاهد عليا مما يضع ارتفاع نسبة التعليم الجامعي التي درس فيها أستاذنا , فقد تميزت بكثرة العلماء والأساتذة
    حصل الدكتور عبد العزيز على الدكتوراه في انجلترا [38] وقد درس في جامعة بيروت وكان لي الحظ أن وجدت أحد تلاميذه أحمد جذع : في قوله هذا لخص لنا مرحلة التدريس التي أداها عبد العزيز عتيق حيث قال عنه : يدرك المتلقي في العلم مدى إخلاص أستاذه من الطريقة التي يناسب فيها العلم من عقل الأستاذ ومن قبله ومن الطريقة التي يدخل بها هذا العلم إلى عقل المتلقي وقلبه وكثيرا من الأساتذة حببوا إلى تلاميذهم العلم - فأحب التلاميذ الأساتذة – وكثيرا من الأساتذة أيضا أبغضوا إلى التلاميذ العلم فنفروا التلاميذ من الأساتذة والعلم معا , وأنا درست في جامعة على كثير من الأساتذة لم أتلقى عنهم مشافهة لأنني درست عن بعد وهذه الدراسة عن بعد كانوا يسمونها انتسابا , كنا ندرس كتبهم التي ألفوها لغاية , فنشعر أن بعضهم ألفها مخلصا وهدفه فائدة تلاميذه ورقيهم , وبعضهم الآخر ألفها وعينه على ما تدره عليه من مال ! فأين هذا من ذاك ... ؟ أين هذا من ذاك ... ؟
    ومن من درست كتبهم في الجامعة ونهلت من علمهم وفضلهم الأستاذ عبد العزيز عتيق كان أحد الأساتذة القادمين من جامعة بيروت العربية , وإن كانت جامعة بيروت العربية فرع من جامعة الإسكندرية , كان أول من عرفت الدكتور عبد العزيز عتيق عندما قرأت عته في كتاب "سيد قطب" .
    فقد كان سيد قطب يستشهد بشعره على اعتبار أنه من الشعراء الشباب الواعين وعبد العزيز شاعر قبل أن يكون أستاذ جامعيا فقد صدر له ثلاث دواوين وكان من حظي أن يكون أستاذي في البلاغة والنحو والعرض والصرف وقد قرأت كتابه تاريخ البلاغة العربية واستفدت منه كثيرا , وذلك لحسن العرض ودقة المعلومات [39]
    كما قرأت كتابه في علم النحو والصرف فكان هو الآخر مفيدا حقا قد رجعت إليه أكثر من مرة بعدما أنهيت دراستي الجامعية , وأنا قد جمعت كتابين في مجلد واحد حرصا مني عليهما وحبي لهما وبمؤلفهما .
    الدكتور عبد العزيز عتيق من أعلام الشعر العربي المعاصر وهو من أعمدة الدراسات الجامعية وأفخر أن أكون من تلامذته رحمه الله وأجز له الأجر والثواب [40]
    لم يشتغل عبد العزيز عتيق منذ بدا عمله الجامعي في أواخر الخمسينيات بغير النقد الأدبي , اكتمل تأهيله العالي في جامعة بيروت العربية , ومعلما يعلم الشباب في الجامعة كيف يفهمون النص الأدبي ويحللونه ويفسرونه , وباحثا متمكنا متميزا يثري المكتبة النقدية بأبحاثه وكتبه , ومترجما مقتدرا يختار من الكتب ما يمكن أن يتلائم مع النسيج العربي ويطور منه , ومشاركا بالأبحاث في المجلات الكبرى وبعض المؤتمرات ذات الأهمية الكبرى , لم يلتف عن هدفه للتطلع إلى المنصب أو السعي له وحتى أنه عندما شغل منصب من مناصب وزارة الثقافة , سارع بعد عامين إلى تقديم استقالته منها , وهذا ما لا يعهد من مثل من يشغلون هذه المناصب مؤثرا العودة السريعة إلى مهمته الأولى التي يبذل لها نفسه ووقته فأخلص لها وأخلصت له وهي النقد الأدبي [41] .
    إن مثل عبد العزيز عتيق مع منهجه النقدي مثل أصحاب الرسالات الحقيقية يؤمن بنفسه وبرسالته .
    هذا شأن عبد العزيز عتق في كل ما يطالعه من مذاهب وما يتابعه من أفكار وآراء الفرق لديه واضح بين المتابعة النقدية والرأي الخاص الذي يعتنقه ويعمل على تطويره [42]
    وفاته
    توفي عبد العزيز عتيق سنة 1976 عن عمر يناهز 76 سنة مخلفا من وراءه فراغا كبيرا لا يحل محله إلا آثاره وبصماته في المكتبات وحتى المنتديات .
    ومع ذلك فقد وهب الشاعر والناقد نفسه للعطاء الفني والعلمي ويتجلى ذلك في مختلف آثاره وبمناسبة وفاته قيل "ليس لذكرى العباقرة يوما فهم بعد موتهم كما هم قبلهم حيات الأحياء يفر منهم العيش على خبز وماء , لحم وعظاما ودماء , غاب أستاذنا عبد العزيز عتيق يوم هو انطلاق ... غاب يوم لبنان ينكمش بكلتى يديه يريد عرشا من عروشه التي تظل في تعاليها حتى تنطح السحاب " [43]
    آثاره
    لعبد العزيز عتيق باع طويل في المجال الفني رغم وفاته المبكرة نسبيا إلا أنه ترك العديد من المؤلفات المتنوعة من الشعر والنقد وعلوم النقد من بلاغة ونحو فاجتمعت له الآثار التالية : نوردها حسب تسلسلها الزمني
    ديوان عتيق صدر عام 1932 وهو العام الذي توفي فيه أمير الشعراء أحمد شوقي
    ديوان أحلام النخيل سنة 1935
    ثم تخير منهما وزاد عليهما ما أنشاه بعد عام 1935 وأصدر الجزء الثاني من أحلام النخيل أوائل عام 1960
    وهناك مؤلفات أخرى هي : - كتاب علم المعاني والبيان والبديع وهي عبارة عن مجموعة محاضرات التي ألقاها على تلاميذه إذ تناول فيه فهو مفصل أيما تفصيل يضم أكثر من 600 صفحة [44]
    كتاب تاريخ النقد الأدبي عند العرب وكان هذا الكتاب موضوع بحثي وكتاب آخر بعنوان – علم البديع وهو أيضا محاضرات ألقاها
    وكل هذه الكتب نشرت من دار النهضة العربية بيروت لبنان [45]


    [1] الدكتور عثمان موافي ، دراسات في النقد العربي – دار المعرفة الجامعية ص 11

    [2] ابن منظور لسان العرب ، د ،فصل النون

    [3] عثمان موافي دراسات في النقد العربي – دار المعرفة الجامعية ص 12

    [4] ابن منظور لسان العرب ، د ،فصل النون

    [5] عثمان موافي ، دراسات في النقد العربي – دار المعرفة الجامعية ص12

    [6] ابن منظور: لسان العرب، حرف الدال ، فصل النون

    [7] توفي سنة 395 هـ

    [8] د ، عيسى على العاكوب ، التفكير النقدي عند العرب : مدخل إلى نظرية
    الأدب العربي ، دار الفكر المعاصر بيروت لبنان ص 17

    [9] توفي سنة 154 هـ

    [10] المرجع نفسه ص 18

    [11] 483-375 قبل الميلاد

    [12] ( 450-كان حيا عام 385 قبل الميلاد)

    [13]( 427-347 قبل الميلاد )

    [14] د. علي جواد الطاهر ، مقدمة في النقد الأدبي ص 357

    [15]( 106- 43 ق .م )

    [16]( 65- 8 ق.م )

    [17] د. علي جواد الطاهر ، مقدمة في النقد الأدبي –ص 361

    [18] اعتاد المترجمون العرب بأن يترجموها بالقرون الوسطى ومنهم من يفضل الوسطية

    [19](1265-1321)

    [20] (1545- 1586)

    [21] (1936- 1711)

    [22]( 1688-1741)

    [23] (1709-1784)

    [24] (1700-1766)

    [25] (1729 – 1781 )

    [26]( 1778- 1830 )

    [27]( 1778- 1830)

    [28] د .علي جواد الطاهر – مقدمة في النقد الأدبي ص 386

    [29] د. عثمان مرافي – دراسات في النقد العربي ص 21

    [30] وليم هازلت : مهمة الناقد : ترجمة نظمي خليل , دار المعرفة الجامعية الاسكندرية ص 56

    [31] د. عثمان موافي دراسات في النقد العربي ص 21

    [32] كصنيع الجاحظ في البيان والتبيين ، ، والعسكري في الصناعتين ، وقداما في نقد الشعر وابن رشيق في العمدة


    [33] المرجع نفسه – ص 22

    [34] د. عثمان الوافي ص 23

    [35] ابن سلام الجمحي طبقة فحول الشعراء ط2 جزء واحد ص 7

    [36] الدكتور عثمان الموافي – دراسات في النقد العربي ص 23

    [37] المرجع نفسه ص 25

    [38] جورج غريب : أعلام من لبنان والمشرق دار الثقافة بيروت لبنان , ص 32

    [39]www.albatain.prize.org./default

    [40] نفس الموقع

    [41]www.albatain.prize.org/default

    [42] جورج غريب , أعلام من لبنان والمشرق دار الثقافة بيروت لبنان ص 46

    [43] نفس المرجع

    [44]www.wikipidia.org

    [45]www.adabwa.fan.com/browse/entityusp.id12239





      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 4:24 am