الأندلسيون ومحاكم التحقيق
<div align="center"><b>[size=21][color=Purple] <font face=]]باهتمام وخشوع لكنها لم تكن راهبة في دير. ونجد أن إيزابيلا وحفيدها كارلوس
[color=Purple] <font face=]] دائماً إلى الكردينالات جيداً ووضعوا مصلحة الكاثوليكية في مرتبة عالية
[color=Purple] <font face=]]وأمام الشعب وأمام النبلاء، وأن يحافظوا على التوازنات القائمة، وأن يأخذوا
[color=Purple] <font face=]]تكن خادمة للبابا إلا في رسائلها، وربما شعرت بعد تحقيق انتصارها على
[color=Purple] <font face=]]الهائلة التي وفرتها البابوية لتحقيق الانتصار على غرناطة فلعلنا نقول إن
[color=Purple] <font face=]]الإسلام. وكانت إيزابيلا ككاثوليكية تقبّل يدي البابا وقدميه إلا أنها تقف
[color=Purple] <font face=]]غرار ما فعله ملوك قشتالة على مر العصور. ونجد في تاريخ قشتالة عدداً من
[color=Purple] <font face=]]اختاره البابا لمنصب أسقف مدينة قونقة. وردّ البابا على هذا الموقف بابقاء
[color=Purple] <font face=]]إيزابيلا. وعاد البابا بعد ذلك فاقترح عليها تعيين ابن اخته رئيساً لأساقفة
[color=Purple] <font face=]]الذي وافق على إنشاء محكمة التحقيق في قشتالة لكنّه لا بدّ أن يكون ندم بعد
[color=Purple] <font face=]]المحكمة فتركها أداة تستخدمها إيزابيلا كما تشاء، ووضعت ملكها وسلطتها
[color=Purple] <font face=]]الكاثوليكية والبابوية لصالحها.
[color=Purple] <font face=]]مطالب النبلاء، أركان مملكتها، الذين وفّروا القسم الأكبر من آلة الحرب ضد
[color=Purple] <font face=]]بجيش كبير. وعندما تنشب حرب ما فإن كل نبيل ودوق وكونت مشارك يتعهد بتقديم
[color=Purple] <font face=]]هؤلاء النبلاء تواقين إلى إشعال الحرب مع غرناطة لأنّ الحرب كانت أهم السبل
[color=Purple] <font face=]]السلام سعى هؤلاء إلى جمع ثروتهم من انتاج الأراضي التي اقطعتهم إيزابيلا
[color=Purple] <font face=]]الاستمرار في الضغط على الأندلسيين الحاق الضرر بالنبلاء. وهكذا تغلبت
[color=Purple] <font face=]]محكمة للتحقيق في غرناطة ومنعت عمالها في حالات كثيرة من التدخل في شؤونهم.
[color=Purple] <font face=]] الكوارث الشخصية على إيزابيلا ففجعت بابنها الوحيد وبقيت ابنتها كاتلينا
[color=Purple] <font face=]]خوانا صوابها، وفقدت إيزابيلا حفيدها ميغيل. وهكذا عاشت إيزابيلا سنواتها
[color=Purple] <font face=]]فرناندو تسليم مملكة زوجته إلى فيليب (الوسيم) زوج ابنته خوانا ثم اعترف به
[color=Purple] <font face=]]عام 1506 فآل إليه عرش قشتالة من دون أي معارضة. ووجد فرناندو نفسه فجأة
[color=Purple] <font face=]]الآن تخطيط مستقبل البلاد في الصورة التي يريدها لكن كان عليه في الوقت
[color=Purple] <font face=]]يثير استياء مراكز القوى فيها خصوصاً النبلاء والكنيسة ومحاكم التحقيق التي
[color=Purple] <font face=]]الكنيسة القشتالية فجمع أطراف السلطتين بيده وتخطت أهميته حدود آيبرية فبات
[color=Purple] <font face=]] إلى قمة جديدة فقسم البلاد إلى عشر مقاطعات شكّل في كل منها محكمة، ووضع
[color=Purple] <font face=]]الثورة الأندلسية الأولى التي تسبب بقيامها، واعتقد بعد استلامه منصب
[color=Purple] <font face=]]الملك فرناندو تدخل وكفّ يده عن الأندلسيين في غرناطة متابعاً بذلك النهج
[color=Purple] <font face=]]فرناندو مرسوماً أعاد تأكيد المحظورات على الأندلسيين الغرناطيين وشدّد على
[color=Purple] <font face=]]سنة اخرى. ولم تعمل السلطات على تنفيذ بنود هذا المرسوم لأن السلطة الأولى
[color=Purple] <font face=]] تكن موجودة في غرناطة. وحاولت محكمة التحقيق في قرطبة، التي كانت الأقرب
[color=Purple] <font face=]]وعلى رغم المكانة الكبيرة التي تمتّع بها خيمينس لم يستطع معارضة فرناندو،
[color=Purple] <font face=]]إيزابيلا بنقل الحرب إلى الإسلام في العدوة لإضعاف قدرة أهلها على تهديد
[color=Purple] <font face=]]خيمينس بالفعل حملة كبيرة على وهران عام 1509 انفق عليها من عائدات بيع
[color=Purple] <font face=]]الأندلسيون واللوترية (البروتستانتية)
[color=Purple] <font face=]]الكاثوليكية القشتالية. لكن الخطر الأكبر لم يأت من المغرب ولا من
[color=Purple] <font face=]]ثمانية أيام من موته علّق استاذ العلوم اللاهوتية التوراتية في جامعة مدينة
[color=Purple] <font face=]]لائحة احتوت 59 أطروحة للمناقشة حدّد فيها اعتراضاته على صكوك الغفران. ولم
[color=Purple] <font face=]]الأطروحات شق الكنيسة ولا الحديث عن فساد الكنيسة الكاثوليكية لأنه كان لا
[color=Purple] <font face=]]بالذات شجّع بعض الألمان على توجيه انتقادات إلى سلطات البابا كاستمرار
[color=Purple] <font face=]]والباباوات منذ نهاية القرن الحادي عشر. واتسع نطاق هذه الانتقادات مع
[color=Purple] <font face=]]وأدت إلى انفجار صراع ديني دموي رهيب انتهى بأحداث شرخ في الكنيسة
[color=Purple] <font face=]]وعكس لوتر مشاعر استياء رجل الشارع الألماني عندما انتقد في 13 تشرين الأول
[color=Purple] <font face=]]حظيت أطروحاته به. فخلال تلك الفترة كان الألمان العاديون يعانون ضائقة
[color=Purple] <font face=]]الأجنبية ذات التكلفة العالية في البلاد مما أثّر في الصناعة الوطنية.
[color=Purple] <font face=]]مع ذلك مخنوقاً لأن إظهاره كان يعني انتقاد البابوية وبالتالي الكاثوليكية
[color=Purple] <font face=]]إذ مكّنه تعمّقه في دراسة أصول المسيحية من ملاحظة الاختلاف بين
[color=Purple] <font face=]]انتشارها، كما وجد اختلافات في الترجمات الكثيرة التي أعدّت للعهدين القديم
[color=Purple] <font face=]]وفي زمن لوتر كانت الترجمة "الرسمية" الوحيدة للعهدين القديم والجديد التي
[color=Purple] <font face=]]Vulgate، أي النسخة الشائعة. ولا تعكس هذه التسمية واقع حال أوروبة لأن تلك
[color=Purple] <font face=]]جداً من المتعلمين الذين اتقنوا اللاتينية وربما لم يتجاوز عدد هؤلاء
[color=Purple] <font face=]]البداية كانت التوراة بالعبرية لكن يهوداً كثيرين كانوا ينطقون بالآرامية
[color=Purple] <font face=]]الإسكندر الأكبر أسس أحد قواده (بطليموس) مملكة في الإسكندرية وبنى مكتبة
[color=Purple] <font face=]] اليونانية الدارجة آنذاك هي المعروفة باسم Septuagint، أي ترجمة السبعين،
[color=Purple] <font face=]] إلى إعداد ترجمات أخرى في القرن الثاني للميلاد منها ترجمة إلى السريانية
[color=Purple] <font face=]]الرومان. وفي عام 504 أتمّ القديس جيروم، بناء على تكليف سابق من البابا
[color=Purple] <font face=]] إعدادها إلى ترجمات سابقة. واعتمدت البابوية تلك الترجمة منذ ذلك الوقت
[color=Purple] <font face=]] لوتر إلى الألمانية عام 1517 وعلى إنجيل (القديس) برنابا الذي كان يهودياً
[color=Purple] <font face=]]ومنذ الاعتماد البابوي لتلك الترجمة نُشرت عشرات الترجمات بلغات كثيرة
[color=Purple] <font face=]]الموجودة في النصوص الأولى اعتماداً على توسع المعرفة باللغات القديمة.
[color=Purple] <font face=]]ترجم العهد الجديد إلى الألمانية، وبات في استطاعة مواطنين عاديين لا
[color=Purple] <font face=]]بتوفير تلك الترجمة الناس في ما بعد في الحوار الدائر في شأن طبيعة مهام
[color=Purple] <font face=]]الطقوس والممارسات الشائعة في الكنيسة الكاثوليكية وليس فيه ما يسوّغ عملاً
[color=Purple] <font face=]]ولا نعرف متى طرحت البابوية أول صك غفران ولا سببه، غير أن الهدف من الصكوك
[color=Purple] <font face=]]تطوير فكرة بيع الصكوك كانت الكنيسة تقضي على المذنب الذي يعترف بذنوبه
[color=Purple] <font face=]]الصيام والتقشف فترة معلومة وفقاً لطبيعة الذنب المُرتكب، وصار في إمكان
[color=Purple] <font face=]]قبل عام 1509 اختفت لذا لا يعرف أحد قيمة كل تلك الصكوك لكن بعض التقديرات
[color=Purple] <font face=]] البابوية القيام بهذا الجهد، بمن فيهم الحكومة القشتالية، صكوك غفران
[color=Purple] <font face=]] على الحرب ضد غرناطة. وخلال السنوات الأولى من الحرب طلبت إيزابيلا من
[color=Purple] <font face=]]قيمة متدنية وصلت أحياناً إلى ريالين فضيين وأحياناً أقل من ذلك لذا بات في
[color=Purple] <font face=]]الغفرانات في هذه الصكوك فباتت تضمّ لائحة طويلة من الذنوب المشفوعة، وجرى
[color=Purple] <font face=]]التي مُنحت له.
[color=Purple] <font face=]]للبابوية، وبدأ بعض مُسوقي هذه الصكوك يبالغون في الغفرانات لزيادة التسويق
[color=Purple] <font face=]]1515 خوّل البابا ليو العاشر رئيس أساقفة مدينة مينز Mainz الألمانية
[color=Purple] <font face=]]روما فكلّف شخصاً يدعى يوهان تتسل Tetzel عملية التسويق فصار يقول للناس إن
[color=Purple] <font face=]]النار. وسمع لوتر ادعاء تتسل فبعث إلى رئيس الأساقفة رسالة احتجاج ضمّنها
[color=Purple] <font face=]] الناس عن طلب التوبة الخالصة للذنوب المرتكبة ويمكن ان يساعد على ارتكاب
[color=Purple] <font face=]]وفيما عكفت البابوية على دراسة الاطروحات بدأ بعض الألمان توسيع نطاق
[color=Purple] <font face=]]السلطات البابوية الزمنية، ثم صارت اللوترية حركة أصولية نصرانية نادت
[color=Purple] <font face=]]البدع التي دخلت على الدين. وظل لوتر في البداية مصراً على أن انتقاده
[color=Purple] <font face=]] البابا والكاثوليكية لم يكن واضحاً آنذاك فالبابا رأس الكاثوليكية
[color=Purple] <font face=]]الوسائل وصاحبها "مهرطق" يجب ألا يبقى كاثوليكياً.وحاولت الكنيسة حتى
[color=Purple] <font face=]]الطقوس الكاثوليكية السبعة إلى اثنين فقط هما التعميد والمناولة. ولم يحتمل
[color=Purple] <font face=]] الكنيسة.
[color=Purple] <font face=]]ووجد نفسه يتصدى للوتر بوصفه أمبراطوراً على ألمانيا وهولندا وأمبراطوراً
[color=Purple] <font face=]]وحاول كارلوس التوصل إلى حل توفيقي لهذه المشكلة فأعطى لوتر الإمان من
[color=Purple] <font face=]]نيسان (إبريل) عام 1521 برئاسته، وأمره بسحب أقواله واطروحاته. وعرف كارلوس
[color=Purple] <font face=]]وسنجده يندم على تلك الخطوة بقية حياته.
[color=Purple] <font face=]]مبدأه القائم على أن الدين في نظره يضع الإنسان مباشرة أمام الخالق، وبأن
[color=Purple] <font face=]]الإيمان بالمسيح الذي يوجد فيه فقط الصلاح الكافي لتحقيق الخلاص. وبعدما
[color=Purple] <font face=]]الكتاب المقدس أو بسبب واضح (لأنني لا أثق بالبابا ولا بالُمجمعات الكنسية
[color=Purple] <font face=]] المقدس الذي اقتطفت منه وضميري أسير كلمة الله. لذا لا استطيع سحب أي شيء
[color=Purple] <font face=]]وأعطى كارلوس لوتر بعض الوقت لمراجعة نفسه، ولما وجده متشبثاً بآرائه أحل
[color=Purple] <font face=]]الناس فخشي أمير ساكسون الألماني فريدريش الملقب بـ"الحكيم" من ثورة الناس
[color=Purple] <font face=]]الحركة الإصلاحية ضد ممارسات البابوية 25 عاماً حتى موته عام 1546. ولا
[color=Purple] <font face=]]للمرة الأولى في محفل عُقد في مدينة شبير Speyer الألمانية عام 1529 "احتج"
[color=Purple] <font face=]] يمارسها عليهم للتخلي عن مساندة لوتر. ولم تكن اللوترية حتى ذلك التاريخ
[color=Purple] <font face=]]Augsburg عندما قدم إليه فيليب ميلانشتون وثيقة اللوتريين التي عُرفت باسم
[color=Purple] <font face=]]وإكرام القديسين والقدّاس وغيرها. وأضافت جماعات إصلاحية مبادىء أخرى إلى
[color=Purple] <font face=]]المُضادة للتعميد Anapaptist). ومن أشهر الكنائس التي تفرّعت من
[color=Purple] <font face=]]كلفين (1509-1564). ووضع كلفين واحداً من أهم كتب الإصلاح الديني هو "الأسس
[color=Purple] <font face=]] يُعرفون هناك باسم "أوغنو" Huguenots.
[color=Purple] <font face=]]الكاثوليكية في فرنسا عام 1572 بتحريض البابوية والملك الإسباني فيليب
[color=Purple] <font face=]] في وسط أوروبة. وفيما بدأت الحركة البروتستانتية تنتشر في شمال أوروبة
[color=Purple] <font face=]]اسلحتها لمواجهة هذا الخطر المتعاظم في كل مكان. وسخّر كارلوس الخامس لهذه
[color=Purple] <font face=]] كانت أكبر قوة اقتصادية في أوروبة ومالكة أعظم أسطول تجاري فيها. وزج
[color=Purple] <font face=]]من أهم الأسلحة. ولم يتصومع كارلوس في دير يوست عام 1556 ويتنازل عن الحكم
[color=Purple] <font face=]]ووجد الأندلسيون في البروتستانتية المظاهر التي عرفوها في النصرانية
[color=Purple] <font face=]]والتماثيل في الكنيسة سمات وثنية لا تجدي والعبادة والصلاة والابتهال لله
[color=Purple] <font face=]]بها البروتستانت فوضعتهم الكاثوليكية في صف واحد مع أعدائها الإصلاحيين.
[color=Purple] <font face=]]لوتر هو أنه يتبنّى التعاليم الإسلامية ويؤيد بحركته هدف المسلمين شق
[color=Purple] <font face=]]الإسلام وعدّد انتقاداته للدين الإسلامي ومن بينها عدم الإعتراف بصلب
[color=Purple] <font face=]]العثمانيين لكنّه عاد وقال إن الحملات الصليبية أعمال مسيحية غير شرعية.
[color=Purple] <font face=]]فساعدوهم في اشكال عدّة، وحصلوا منهم على المساعدة أيضاً خصوصاً من جانب
[color=Purple] <font face=]]كما يبدو فيما انضم آخرون إلى اللوترية نكاية بالقشاتلة الكاثوليك وسعوا من
[color=Purple] <font face=]]الأندلسيين البروتستانت المعروفين خوان غونثاليث الذي اعتقله عمال محاكم
[color=Purple] <font face=]]غونثاليث في ما بعد قساً وراح ينادي في اشبيلية باصلاح الكنيسة علناً
[color=Purple] <font face=]]آخر من "الهراطقة" في 14 كانون الأول (ديسمبر) 1559. ومن الذين صاروا
[color=Purple] <font face=]]الأم. ولم تردنا هذه الإشارة إليه لولا أنه قدّم إلى المحاكمة مع قسيس آخر
[color=Purple] <font face=]]على الترجمة القشتالية.
[color=Purple] <font face=]]لا رينا Casiodoro de la Reina. والثابت أن كاسيودورو من مواليد غرناطة حيث
[color=Purple] <font face=]]إلى اللوترية في بداية عهدها وأصبح واحداً من أهم دعاتها، وساهم في إعداد
[color=Purple] <font face=]]يرسل الأناجيل اللوترية إلى قشتالة في براميل النبيذ من محلته في بال
[color=Purple] <font face=]]الثاني في الحركة البروتستانتية بعد مارتين لوتر.
[color=Purple] <font face=]]وجد كارلوس نفسه فجأة صاحب سلطة هائلة لم تنافسه في اتساعها وقوتها سوى
[color=Purple] <font face=]]ضد خطرين داخليين هما الحركة اللوترية في المانيا وسويسرا وثورات أهل المدن
[color=Purple] <font face=]] أهل المدن لا شيء تقريباً في مقابل خطر التصدي للوترية التي كرّس لها جل
[color=Purple] <font face=]]اللوترية لكان كارلوس، على الأرجح، حلّ محاكم التحقيق في إسبانيا، إلا أنه
[color=Purple] <font face=]]مصالحه الدولية. ولم يحدث بعد ذلك ما كان سيغيّر رأيه ويلغي محاكم التحقيق
[color=Purple] <font face=]]عند كارلوس الخامس واكب فيه تشدّده وتهاونه مع الأندلسيين ازدياد الخطر
[color=Purple] <font face=]] هزائمه، وكذا حال الحرب المستعرة في صورة شبه مستمرة مع فرنسا، جارة أرغون
[color=Purple] <font face=]]وألغت السياسة الجديدة التي بدأ كارلوس يفكّر بها ليس فقط تعهدهّ عدم
[color=Purple] <font face=]] الملوك الذين سبقوه، ووضع بذلك نهاية لتقليد ملكي استمر نحو ثلاثة قرون.
[color=Purple] <font face=]] الحرية الدينية والاجتماعية مكّنهم من الاستقرار والنمو. وتبوأ بعض هؤلاء
[color=Purple] <font face=]]الفرنسيين الذين حاولوا التوغل في المناطق الشمالية من المملكة. وبما أن
[color=Purple] <font face=]]دائماً الاعتماد على حمايتهم دفاعاً عن المصالح المشتركة. ووقف النبلاء في
[color=Purple] <font face=]]النبلاء اغتيال المحقق العام بدرو دو أريويس، وتابعوا معارضة قوية لأي
[color=Purple] <font face=]] الأندلسية العالية في بلنسية والمدن والأرياف في أرغون. ووجد فرناندو في
[color=Purple] <font face=]]الأراضي الميرية التي استأجرها الأندلسيون يستدعيان وضع مصالحها ومصالح
[color=Purple] <font face=]]الأندلسيين في أرغون أو طردهم أو التعدّي على أملاكهم أو التدخل في شؤونهم.
[color=Purple] <font face=]]الحقوق وباتت جهود محكمة التحقيق فيها موجهة إلى عدد صغير من اليهود
[color=Purple] <font face=]]وكان الأندلسيون الغرناطيون سمعوا بنهوض الحركة اللوترية وبنشوب الحرب مع
[color=Purple] <font face=]]سيظهر امتنانه للولاء الكبير الذي أدّوه له خلال ثورات أهل المدن فيرفع
[color=Purple] <font face=]]بعدما خطا خطوة إيجابية بإلزام نفسه في خطاب استلام عرش أرغون بعدم التدخل
[color=Purple] <font face=]]أن كارلوس استمع إلى شكاويهم ووعد بدرس مطالبهم إلا أنه كان قرر أن فرنسا
[color=Purple] <font face=]] اللوترين تقتضي أولاً ضبط إسبانيا باعتبارها قاعدته الأساسية، والعمل على
[color=Purple] <font face=]]النتيجة.
[color=Purple] <font face=]]شؤونهم الدينية فقد كتب إلى البابا يطلب منه أن يحلّه من هذا التعهد. وكان
[color=Purple] <font face=]] إيذاناً بإطلاق كارلوس يد محاكم التحقيق لتنفيذ سياسته الجديدة شاملة جميع
[color=Purple] <font face=]]البابا بدأت المحاكم اتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ أوامر كارلوس الخامس،
[color=Purple] <font face=]]الأندلسية الأولى مع فارق أساسي هو أن الأندلسيين الأرغونيين كانوا هذه
[color=Purple] <font face=]]عيونها.
[color=Purple] <font face=]]… ”وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب باصبعه على الأرض. ولما استمروا
[color=Purple] <font face=]]لماذا لم يستوقف هذا المشهد المُدهش عمّال محاكم التحقيق كما استوقف معظم
[color=Purple] <font face=]]الرأفة في تغيير عقول الناس وقلوبهم فلماذا تجاهله معظمهم في تعامله اليومي
[color=Purple] <font face=]]جنوداً في جيش كاثوليكية قشتالة ونفذوا الأوامر ثم اعترضوا، أم أنهم لم
[color=Purple] <font face=]]بالمراسيم نصارى طيبين، أم كانوا يريدونهم أن يصبحوا شيئاً آخر؟ أين اخطأ
[color=Purple] <font face=]]التي واجهت محاكم التحقيق، ومن الذي حددها فعلاً، ومن خدمت في النهاية؟
[color=Purple] <font face=]]وُضعت لهذه المؤسسة. ويوجد خطأ كبير ما في قشتالة القرن السادس عشر جعل
[color=Purple] <font face=]]تُنزله محاكم التحقيق بالخطأة والمخالفين والساخرين من التعاليم
[color=Purple] <font face=]]باحترام ويستمع إلى القداس؟ نكاد نظن أن المكافأة، في معظم الحالات، كانت
[color=Purple] <font face=]]القشتالية من ورائها لم تكونا راغبتين دائماً في تقديم المكافأة لأنهما
[color=Purple] <font face=]]تقديم المكافأة الحقيقية، ولم تكونا في النهاية إلا أداتين استجابتا في
[color=Purple] <font face=]]لماذا؟
[color=Purple] <font face=]] عبدالله بن أحمد السّراج الغرناطي اليمني الأرومة تنصّر باختياره وعن
[color=Purple] <font face=]]ويجمع لها التبرعات وينصت بخشوع للقداس فأي نصراني سيكون بعد كل هذا؟ سيكون
[color=Purple] <font face=]]النصراني الجديد يستطيع أن يأمل في أن يصبح يوماً مساوياً للنصراني القديم؟
[color=Purple] <font face=]]القديم من جهة الواجبات لكن ليس الحقوق. لماذا؟ لأن شغل المناصب الرفيعة
[color=Purple] <font face=]]فقط بل من الجد وجد الجد أيضاً، وربما الرجوع بالنسب الرفيع إلى فارس حارب
[color=Purple] <font face=]]يستطيع أحد أن يُثبت شيئاً مثل هذا؟ طبعاً! إذا كان النصراني يستطيع أن
[color=Purple] <font face=]]معركة العقاب. لماذا نتصوّر أن ما يحدث اليوم لم يحدث في الماضي؟
[color=Purple] <font face=]]العام الخامس ألفونصو مانريك تعاقب على هذا المنصب المهم ديثا وخيمينس
[color=Purple] <font face=]]تعزيز عمل محاكم التحقيق وتوسيع صلاحياتها ومد أذرعها خلف حدود الممالك
[color=Purple] <font face=]]بيروقراطي كبير ضم عدداً متزايداً من القضاة والمحققين والمعرّفين والعيون
[color=Purple] <font face=]] المطابع الخاصة بالمحاكم والمحاسبين والمخمّنين والمسؤولين عن حجز الأموال
[color=Purple] <font face=]]موظفين وعمّال. وكانت مهمة هذه المحاكم في المراحل الأوليّة محصورة باليهود
[color=Purple] <font face=]]الآريوسي وبعض الأندلسيين في قشتالة أو الفارين من مناطق سكنهم لسبب أو آخر
[color=Purple] <font face=]]وشهدت مهام محاكم التحقيق اعتباراً من عام 1523 توسيعاً هائلاً في دائرة
[color=Purple] <font face=]]اللوتريين أو أنصارهم في إسبانيا وخارجها. وفي إسبانيا نفسها اعتمدت محاكم
[color=Purple] <font face=]]المرسوم المشهور الذي أصدرته إيزابيلا. ولم يكن الإبلاغ عن مظاهر الهرطقة
[color=Purple] <font face=]]عقاب شديد. وقدمت محاكم التحقيق إلى جانب التهديد بالعقاب حافزاً مادياً
[color=Purple] <font face=]]المتهمين في حال ثبوت التهم الموجهة إليهم. وإضافة إلى المكافأة المالية،
[color=Purple] <font face=]]جانب شهادات نقاء الدم، لشغل المناصب الرفيعة أو المهمة. ومع الزمن تطورت
[color=Purple] <font face=]]تحفظ سرّية اسمائهم وعناوينهم وتمنع المتهم من مواجهة مُتهمه مهما كانت
[color=Purple] <font face=]]الانتقام دائماً فبعض الوشاة كانوا مواطنين صالحين وكاثوليكيين أتقياء
[color=Purple] <font face=]]موقفهم وعدالته.
[color=Purple] <font face=]] كان سهلاً على الإسبان، وحتى بعض اليهود وربما بعض الأندلسيين أيضاً،
[color=Purple] <font face=]] هذه اللوائح كانت خاصة باليهود وببعض المسيحيين ذوي الممارسات الدينية غير
[color=Purple] <font face=]]بالأندلسيين تمهيداً لدعوة الشعب الإسباني إلى الوشاية بهم. ووقعت هذه
[color=Purple] <font face=]] للوشاية بها في لائحة جرى تعليقها في الأماكن العامة يتقدمها أمر بأهمية
[color=Purple] <font face=]]تعريض نفسه للعقوبات الصارمة ومخالفة تعاليم الكاثوليكية.
[color=Purple] <font face=]]الأفضل، وأن لا سبيل لغيره إلى الجنة، وأن المسيح نبي وليس إلهاً، وأن أمّه
[color=Purple] <font face=]]ببعض طقوس أعياد دين محمد مثل الاحتفال بيوم الجمعة بأكل اللحم وقولهم إنه
[color=Purple] <font face=]]ذبحوا الدواجن أو الحيوانات قاطعين العنق بسكين وتاركين إشارة على الرأس
[color=Purple] <font face=]]المذبوح، وإذا رفضوا أكل لحم الحيوانات غير المذبوحة أو التي ذبحتها
[color=Purple] <font face=]]بتلقيبهم بتلك الاسماء ونادوهم بها، وإذا قالوا وجب الإيمان بالله وإن
[color=Purple] <font face=]]ذلك أثناء عيد الفصح وسلموا بعض الصدقات ولم يأكلوا ولم يشربوا حتى يلاحظوا
[color=Purple] <font face=]] إلى فراشهم، وإذا توضأوا فغسلوا السواعد والأيدي حتى المناكب والوجه والفم
[color=Purple] <font face=]]الشرق فوق حصير أو قطعة قماش ثم حرّكوا رؤوسهم قائلين بعض الكلمات العربية
[color=Purple] <font face=]] وإذا تزوجوا على سنة محمد، وإذا غنوا الأغاني العربية ونظموا حفلات أو
[color=Purple] <font face=]]شكل يد بخمسة أصابع كذكرى للفرائض الخمس، وإذا احترموا تعاليم الإسلام
[color=Purple] <font face=]] أو في قبر عميق واضجعوهم فيه واضعين حجارة تحت رؤوسهم وتاركين على اللحد
[color=Purple] <font face=]]الحاجة وقالوا إنه نبي الله ورسوله، وقالوا إن أول بيت لله هو ببكة، وان
[color=Purple] <font face=]]في التجائه الى دينه واليهودي الى عقيدته، وإذا اجتاز أحدهم البلاد الى
[color=Purple] <font face=]] محمد".
[color=Purple] <font face=]] بلنسية فور تعميم اللائحة فقبضوا على عدد كبير من الأندلسيين لأسباب
[color=Purple] <font face=]] اللائحة لصالح خزانة الدولة ومحاكم التحقيق والواشين. ووقعت هذه الأعمال
[color=Purple] <font face=]]الأخيرة كانت سلّمت الأمر إلى محاكم التحقيق وبدأ قطار نشاطها يندفع بسرعة
[color=Purple] <font face=]]العام مانريك في مدينة برغش الواقعة في قشتالة القديمة شمال البلاد وفداً
[color=Purple] <font face=]]أجبرَ رئيس محكمة التحقيق في بلنسية غاسبار دافالوس أسقف وادي آش وعمّاله
[color=Purple] <font face=]]هنا لأن الكاثوليكية تعتبره عقداً بين
[color=Purple] <font face=]]اعتقاله أينما كان ومهما كانت جنسيته. وعندما فرضت الكنيسة على الأندلسيين
[color=Purple] <font face=]](مايو) من العام التالي (1525) جميع الأندلسيين المُعمدين بالتوجه إلى
[color=Purple] <font face=]]التعميد بالإعدام ومصادرة الأموال والممتلكات. وفي 13 أيلول (سبتمبر) عام
[color=Purple] <font face=]]"إنقاذ أرواحكم وانتزاعكم من الضلال الذين تعيشون فيه"، وتبع ذلك قرار في
[color=Purple] <font face=]]بأنفسهم عن طريق وضع هلال من قماش أزرق على قبعاتهم بحجم البرتقالة، ولحق
[color=Purple] <font face=]] على الإبلاغ عن أي أندلسي يرجع إلى الإسلام.
[color=Purple] <font face=]]كانون الاول ونصّ على وجوب قيام محاكم التحقيق والكنيسة بتعميد جميع
[color=Purple] <font face=]]منتهى ما تحمّله أندلسيو أرغون فثاروا في انتفاضة اشترك فيها نحو 26 ألف
[color=Purple] <font face=]]خصوصاً جبال Espadan لكن جيش كارلوس الخامس هاجم الثائرين وتمكّن من إنهاء
[color=Purple] <font face=]]الأندلسيين الذين احتموا بالجبال.
[color=Purple] <font face=]]إذ أمر بتأسيس محكمة للتحقيق في مدينة غرناطة عام 1526، وقدمت في أيار
[color=Purple] <font face=]]الآتين: ملحد، مزور جوازات مرور باسم محاكم التحقيق، ثلاثة رجال تزوجوا من
[color=Purple] <font face=]]متنصّرة، أندلسيين مسلمين، سبعة رموز شخصية ليهود متنصّرين فارّين، عشرة
[color=Purple] <font face=]]فر من وجه عمال محاكم التحقيق.
[color=Purple] <font face=]]بدأت سياسة كارلوس الخامس تتغير في نهاية العشرينات من القرن السادس عشر.
[color=Purple] <font face=]]الأندلسيين الموجودين في إقطاعية مونزون (منتيشون) الواقعة في الشمال
[color=Purple] <font face=]]لاردة ووشقة. وتابع كارلوس سياسة التهدئة في السنوات اللاحقة فوجّه محكمة
[color=Purple] <font face=]] أملاك جديدة تخص الأندلسيين المتهمين بالهرطقة لمدة 40 سنة. ولحق بذلك
[color=Purple] <font face=]]الأندلسيين المُعمدين. وفي عام 1536 أصدر كارلوس قراراً يقضي بعدم مصادرة
[color=Purple] <font face=]] الأندلسيين في بلنسية وقطالونيا، كما رافق هذه القرارات قرار خاص بمملكة
[color=Purple] <font face=]]وبات واضحاً أن كارلوس غيّر سياسته.
[color=Purple] <font face=]]توجد أسباب محلّية ودوليّة عدّة وراء تتابع القرارات بكف يد محاكم التحقيق
[color=Purple] <font face=]]غرناطة وقشتالة خصوصاً قشتالة القديمة شمال البلاد. ويمكن البرهنة على
[color=Purple] <font face=]]نقدية كبيرة لمرة واحدة ودفعات سنوية و"تبرعات" من جانب الأندلسيين
[color=Purple] <font face=]]الكاثوليكية بعد عاصفة العشرينات من القرن السادس عشر الألوف من المُعمّدين
[color=Purple] <font face=]]الدولة خسرت مباشرة أو من خلال الحصة التي كانت تقتطعها من إيرادات محاكم
[color=Purple] <font face=]]المحليّة والمجالس البلدية التي كانت "تجبي" من الأندلسيين أنواعاً عدّة من
[color=Purple] <font face=]]والمبيعات وغيرها.
[color=Purple] <font face=]]الأندلسيين وملاحقتهم خلال تلك الفترة المضطربة. وحاول كارلوس الخامس تلطيف
[color=Purple] <font face=]] أرغون بعد تحويلها إلى كنائس فلم يلق هذا الاجراء قبول الجميع. وتطورت
[color=Purple] <font face=]]الامبراطور محليّاً ثم إفشال تنفيذها كمقدمة لتجميدها مدة 04 سنة في قسم
[color=Purple] <font face=]] التي صادرتها محاكم التحقيق من الأندلسيين كبيرة في البداية وعوّضت تراجع
[color=Purple] <font face=]]الأولى من المصادرات والغرامات قسماً مهماً من ثروتهم. ووجدت محاكم التحقيق
[color=Purple] <font face=]]تدفق الأموال عليها وعلى الدولة.
[color=Purple] <font face=]]لم تكن آنذاك العملة التي يريدها كارلوس. ففي عام 1529 ضرب العثمانيون
[color=Purple] <font face=]] في عهدة أخيه فرديناند، ووجد نفسه بلا جيش ولا مال لدعم دفاعات النمسا،
[color=Purple] <font face=]]الموافقة على معاهدة "الصلح الديني" في نورمبرغ عام 1532 للحصول على الدعم
[color=Purple] <font face=]]وفي الوقت نفسه بدأت سفن خير الدين بربروسا اعتراض السفن الإسبانية وشن
[color=Purple] <font face=]]فنظّم حملة احتل خلالها تونس عام 1535 ثم اشتعلت الحرب مرة أخرى بينه وبين
[color=Purple] <font face=]] فرانسيس الأول على مساعدته ضد الأمراء البروتستانت في ألمانيا وتخلّى
[color=Purple] <font face=]]على الجزائر ثم خسر بودابست فالمجر كلّها لصالح العثمانيين.
[color=Purple] <font face=]] الأندلسيين المُعمدين في الكنيسة الإسبانية، إلا أن الحصول على مال
[color=Purple] <font face=]] الأساسي إذ كان العثمانيون والمغاربيون يعرفون ما يحصل في إسبانيا وكان
[color=Purple] <font face=]]إسبانيا ومعاملة الأسرى الإسبان في بعض الحالات بقسوة تماثل قسوة معاملة
[color=Purple] <font face=]]إسبانيا إلى الجزائر وتونس.
[color=Purple] <font face=]]إلى الأسباب التي تقدم ذكرها، لعب دوراً في انتقال سياسة كارلوس الخامس
[color=Purple] <font face=]]برنارد ان قيمتها بلغت 6.597 بليون مرابطي بين اعتلاء كارلوس العرش ونشوب الثورة الأندلسية الكبرى عام 1568.