موقع علمي زراعى ثقافى اجتماعى
د/ مروة عزمى جنينة
حديثنا اليوم عن نبتة عربية مصرية أصيلة , عثر على أثار منها في الصحراء الشرقية بمصر، كما وردت في المخطوطات الفرعونية ضمن عدة وصفات علاجية و احتلت مكاناً علاجياً هاماً عند الفراعنة. ومازالت تزرع بكثرة حتى اليوم في محافظات الصعيد بمصر وانتشرت زراعتها في معظم الدول العربية وغيرها من دول العالم. أوصى أبقراط ، بتناول بذور اليانسون لتخلص الجهاز التنفسي من المواد المخاطية، أما معاصره (ثيوفراست), فكان أكثر رومانسية عندما قال: “إذا وضع المرء بذور هذه النبتة قرب سريره ليلاً فسوف يرى أحلاما جميلة”، بسبب عطرها العذب”. أما “بلين” عالم الطبيعة الروماني، فأوصى بمضغ بذورها الطازجة لترطيب وإنعاش النفس والمساعدة على الهضم بعد وجبات الطعام الثقيلة. وفي كتاب الطب للعالم العربي لابن سينا ذكر انه “إذا سحقت بذوره وخلطت بدهن الورد وقطر في الأذن شفى المريض, وإذا شرب ساخنا مع الحليب عالج الأرق وساعد على هدوء الأعصاب. أما المرأة العربية فتحتل بذور اليانسون منزلة كبيرة لديها كمشروب ساخن يتمتع بطعم ورائحة فواحة, بالإضافة إلى إدخاله في عمل العديد من أنواع الفطائر والكعك والمعمول لإكسابها طعما ومذاقا خاصا. أطلق العرب علي اليانسون مسميات عديدة منها “ينكون” و”تقده” و”كمون حلو”، أما بلاد المغرب فيسمونها “الحبة الحلوة” وبلاد الشام يسمونها “ينسون”.
هيا بنا نقترب أكثر من نبتتنا الحلوة لنتعرف عليها وعلى فوائدها الجمة:
الوصف النباتي
اليانسون: Aniseمن النباتات الطبية العطرية، اسمه العلمي Pimpinella anisum وينتمى إلى الفصيلة الخيمية Apiaceae or Umbelliferae. وهو نبتة حولية يبلغ ارتفاعها من 75إلى50 سم , ساقه رفيعة مضلعة يخرج منها فروع طويلة تحمل أوراقا مسننة مستديرة الشكل , وتحمل نهاية الأفرع أزهارا صغيرة بيضاوية الشكل مضغوطة الرأس بيضاء اللون تتحول بعد النضج إلى ثمار صغيرة بنية اللون ذات رائحة زكية ونفاذة وترجع رائحتها العطره النفاذة إلى وجود زيوت طيارة بها , وهذه الثمار الجافة تحتوى بداخلها على ثميرات صغيرة ,والتي يطلق عليها بذور اليانسون, وهى الجزء المعروف والمستخدم. يحتاج اليانسون لنموه إلى الشمس والدفء والى التربة الرطبة الخصبة , لكنه لا ينمو في المناطق الاستوائية شديدة الارتفاع في درجات الحرارة.
الجزء المستعمل :
هى الثميرات ويطلق عليها أيضا البذور وكذلك الزيت الطيار المستخرج منها.
* الموطن الاصلى:
مصر، حيث عثر علماء الآثار على ثمار اليانسون في مقابر الصحراء الشرقية لمدينة طيبة (مصر حاليا).
* المكونات الكيميائية للبذور:
تحتوى البذور على العديد من المركبات منها البروتينات والزيوت الطيارة والألياف والسكريات والنشا ، وتحتوى أيضاً على مادة (Choline) وهى ضرورية لقيام الكبد بوظائفه ,كما تحتوى على فيتامين (ب) المركب وفيتامين (سي) وكذلك كميات من الكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والكبريت والحديد.
* المكونات الكيميائية للزيت:
زيت اليانسون عبارة عن سائل عديم اللون مائل إلى الصفرة ذو رائحة ومذاق مميز. والمكون الرئيسي فيه مادة (Anthole) وتواجد بكميات كبيرة فيه وتكسب الزيت نكهته، كما يحتوى الزيت على كميات ضئيلة من مادة (Terpenes) والكبريت.
الفوائد الصحية :
* أنفلونزا الطيور:
أكد تقرير نشرته مجلة “ميديكل ريسرتشز” الصينية أهمية اليانسون في الوقاية من أنفلونزا الطيور، إذ تضمنت المجلة إشارة إلى أن”شرب اليانسون الفاتر يفوق في فاعليته تناول دواء “تامي فلو” الذي طورته إحدى شركات الأدوية لعلاج أنفلونزا الطيور والذي يستخدم حاليا على نطاق واسع عالميا”. وذكرت المجلة أن أحد المكونات الأساسية المستخدمة في إنتاج هذا العقار هو نوع من الأحماض المستخرجة من بذور اليانسون وذلك بعد أن تترك بضعة أسابيع لتتخمر. كما يعمل شراب اليانسون على تهدئة الكحة ويخفف أزمات الربو.
* اضطرا بات الهضم:
أفادت دراسة حديثة بأن اليانسون يساعد على التخلص من الانتفاخ ومنبه قوي للجهاز الهضمي وفاتح للشهية , كما انه يفيد في تخفيف الآم الناتجة عن المغص المعوي للكبار والأطفال وهذا نتيجة لوجود الزيت العطري في بذوره.
* تخفيف الآم الولادة:
يستخدم شراب اليانسون الساخن لتقوية الطلق قبل الولادة ويعمل على تسهيله, كما يفيد في تهدئة أعصاب المرأة وإزالة القلق عنها قبل الولادة وأثناء الطلق . كما أن شراب اليانسون يساعد على انقباض عضلات الرحم وإدرار الطمث. أما بعد الولادة فعلى كل سيدة تناول مشروب اليانسون الدافئ الذي يعمل على إدرار اللبن.
*نوم هادئ:
شراب اليانسون الدافئ يعمل على استرخاء وتهدئة الأعصاب وإزالة التوتر والقلق وذلك بشرابه قبل الذهاب إلى الفراش , مما يساعد على النوم الهادئ
استعمالات الزيت :
يستعمل زيت اليانسون لمكافحة قمل الرأس وذلك بإذابة قليل منه في الكحول بنسبة 5% حيث تدلك فروة الرأس بهذا السائل ومن ثم يغسل بالماء الساخن والصابون بعد 24ساعة على أن يستعمل مرتين كل أسبوع عند الحاجة . كما يدخل زيت اليانسون في صناعة الأقراص الملينة والمسهلات وكذلك في صناعة أنواع كثيرة من المستحلبات التي تؤخذ لتخفيف آلام الحلق والزور.
أضرار جانبية:
لا يوجد لليانسون أضرارا جانبية طالما يتم تناوله في حدود الاعتدال. لكنه يتداخل مع الأدوية المضادة لتجلط الدم, لذا ننصح الأشخاص التي تتناول هذه الأدوية بعدم تناول اليانسون معها.
والطريقة السليمة لتحضير شراب اليانسون بوضع ملعقتين كبيرتين من البذور في كوب ثم يصب عليه الماء المغلي ويقلب جيداً ويغطى بعد تحليته بالسكر لمدة 5دقائق ثم يصفى ويشرب. وينصح بعدم غلى اليانسون مع الماء لأنه يفقد الكثير من قيمته وزيته الطيار.
طريقة عمل كعك اليانسون:
المقادير:
كوبان ونصف كوب دقيق
نصف كوب زيت ذرة
نصف كوب سمن
نصف كوب سمسم
ربع كوب يانسون غير مطحون
ربع كوب سكر
ملعقة صغيرة بيكنغ بودر
قليل من الماء للعجن
الطريقة: -
يضاف الزيت والسمن للدقيق ثم بقية المقادير الجافة.
يضاف الماء بالتدريج أثناء العجن حتى تتكون عجينة جامدة.
تشكل قطعة من العجين على شكل اسطوانة ، ثم تقطع بالسكين بالتساوي.
- تبرم كل قطعة على شكل كعكة.
- تخبز في فرن متوسط الحرارة …………….. وبالهنا والشفا .
المقال تم نشره فى مجلة عالم الغذاء عدد شهر مارس
د/ مروة عزمى جنينة
حديثنا اليوم عن نبتة عربية مصرية أصيلة , عثر على أثار منها في الصحراء الشرقية بمصر، كما وردت في المخطوطات الفرعونية ضمن عدة وصفات علاجية و احتلت مكاناً علاجياً هاماً عند الفراعنة. ومازالت تزرع بكثرة حتى اليوم في محافظات الصعيد بمصر وانتشرت زراعتها في معظم الدول العربية وغيرها من دول العالم. أوصى أبقراط ، بتناول بذور اليانسون لتخلص الجهاز التنفسي من المواد المخاطية، أما معاصره (ثيوفراست), فكان أكثر رومانسية عندما قال: “إذا وضع المرء بذور هذه النبتة قرب سريره ليلاً فسوف يرى أحلاما جميلة”، بسبب عطرها العذب”. أما “بلين” عالم الطبيعة الروماني، فأوصى بمضغ بذورها الطازجة لترطيب وإنعاش النفس والمساعدة على الهضم بعد وجبات الطعام الثقيلة. وفي كتاب الطب للعالم العربي لابن سينا ذكر انه “إذا سحقت بذوره وخلطت بدهن الورد وقطر في الأذن شفى المريض, وإذا شرب ساخنا مع الحليب عالج الأرق وساعد على هدوء الأعصاب. أما المرأة العربية فتحتل بذور اليانسون منزلة كبيرة لديها كمشروب ساخن يتمتع بطعم ورائحة فواحة, بالإضافة إلى إدخاله في عمل العديد من أنواع الفطائر والكعك والمعمول لإكسابها طعما ومذاقا خاصا. أطلق العرب علي اليانسون مسميات عديدة منها “ينكون” و”تقده” و”كمون حلو”، أما بلاد المغرب فيسمونها “الحبة الحلوة” وبلاد الشام يسمونها “ينسون”.
هيا بنا نقترب أكثر من نبتتنا الحلوة لنتعرف عليها وعلى فوائدها الجمة:
الوصف النباتي
اليانسون: Aniseمن النباتات الطبية العطرية، اسمه العلمي Pimpinella anisum وينتمى إلى الفصيلة الخيمية Apiaceae or Umbelliferae. وهو نبتة حولية يبلغ ارتفاعها من 75إلى50 سم , ساقه رفيعة مضلعة يخرج منها فروع طويلة تحمل أوراقا مسننة مستديرة الشكل , وتحمل نهاية الأفرع أزهارا صغيرة بيضاوية الشكل مضغوطة الرأس بيضاء اللون تتحول بعد النضج إلى ثمار صغيرة بنية اللون ذات رائحة زكية ونفاذة وترجع رائحتها العطره النفاذة إلى وجود زيوت طيارة بها , وهذه الثمار الجافة تحتوى بداخلها على ثميرات صغيرة ,والتي يطلق عليها بذور اليانسون, وهى الجزء المعروف والمستخدم. يحتاج اليانسون لنموه إلى الشمس والدفء والى التربة الرطبة الخصبة , لكنه لا ينمو في المناطق الاستوائية شديدة الارتفاع في درجات الحرارة.
الجزء المستعمل :
هى الثميرات ويطلق عليها أيضا البذور وكذلك الزيت الطيار المستخرج منها.
* الموطن الاصلى:
مصر، حيث عثر علماء الآثار على ثمار اليانسون في مقابر الصحراء الشرقية لمدينة طيبة (مصر حاليا).
* المكونات الكيميائية للبذور:
تحتوى البذور على العديد من المركبات منها البروتينات والزيوت الطيارة والألياف والسكريات والنشا ، وتحتوى أيضاً على مادة (Choline) وهى ضرورية لقيام الكبد بوظائفه ,كما تحتوى على فيتامين (ب) المركب وفيتامين (سي) وكذلك كميات من الكالسيوم والفسفور والبوتاسيوم والكبريت والحديد.
* المكونات الكيميائية للزيت:
زيت اليانسون عبارة عن سائل عديم اللون مائل إلى الصفرة ذو رائحة ومذاق مميز. والمكون الرئيسي فيه مادة (Anthole) وتواجد بكميات كبيرة فيه وتكسب الزيت نكهته، كما يحتوى الزيت على كميات ضئيلة من مادة (Terpenes) والكبريت.
الفوائد الصحية :
* أنفلونزا الطيور:
أكد تقرير نشرته مجلة “ميديكل ريسرتشز” الصينية أهمية اليانسون في الوقاية من أنفلونزا الطيور، إذ تضمنت المجلة إشارة إلى أن”شرب اليانسون الفاتر يفوق في فاعليته تناول دواء “تامي فلو” الذي طورته إحدى شركات الأدوية لعلاج أنفلونزا الطيور والذي يستخدم حاليا على نطاق واسع عالميا”. وذكرت المجلة أن أحد المكونات الأساسية المستخدمة في إنتاج هذا العقار هو نوع من الأحماض المستخرجة من بذور اليانسون وذلك بعد أن تترك بضعة أسابيع لتتخمر. كما يعمل شراب اليانسون على تهدئة الكحة ويخفف أزمات الربو.
* اضطرا بات الهضم:
أفادت دراسة حديثة بأن اليانسون يساعد على التخلص من الانتفاخ ومنبه قوي للجهاز الهضمي وفاتح للشهية , كما انه يفيد في تخفيف الآم الناتجة عن المغص المعوي للكبار والأطفال وهذا نتيجة لوجود الزيت العطري في بذوره.
* تخفيف الآم الولادة:
يستخدم شراب اليانسون الساخن لتقوية الطلق قبل الولادة ويعمل على تسهيله, كما يفيد في تهدئة أعصاب المرأة وإزالة القلق عنها قبل الولادة وأثناء الطلق . كما أن شراب اليانسون يساعد على انقباض عضلات الرحم وإدرار الطمث. أما بعد الولادة فعلى كل سيدة تناول مشروب اليانسون الدافئ الذي يعمل على إدرار اللبن.
*نوم هادئ:
شراب اليانسون الدافئ يعمل على استرخاء وتهدئة الأعصاب وإزالة التوتر والقلق وذلك بشرابه قبل الذهاب إلى الفراش , مما يساعد على النوم الهادئ
استعمالات الزيت :
يستعمل زيت اليانسون لمكافحة قمل الرأس وذلك بإذابة قليل منه في الكحول بنسبة 5% حيث تدلك فروة الرأس بهذا السائل ومن ثم يغسل بالماء الساخن والصابون بعد 24ساعة على أن يستعمل مرتين كل أسبوع عند الحاجة . كما يدخل زيت اليانسون في صناعة الأقراص الملينة والمسهلات وكذلك في صناعة أنواع كثيرة من المستحلبات التي تؤخذ لتخفيف آلام الحلق والزور.
أضرار جانبية:
لا يوجد لليانسون أضرارا جانبية طالما يتم تناوله في حدود الاعتدال. لكنه يتداخل مع الأدوية المضادة لتجلط الدم, لذا ننصح الأشخاص التي تتناول هذه الأدوية بعدم تناول اليانسون معها.
والطريقة السليمة لتحضير شراب اليانسون بوضع ملعقتين كبيرتين من البذور في كوب ثم يصب عليه الماء المغلي ويقلب جيداً ويغطى بعد تحليته بالسكر لمدة 5دقائق ثم يصفى ويشرب. وينصح بعدم غلى اليانسون مع الماء لأنه يفقد الكثير من قيمته وزيته الطيار.
طريقة عمل كعك اليانسون:
المقادير:
كوبان ونصف كوب دقيق
نصف كوب زيت ذرة
نصف كوب سمن
نصف كوب سمسم
ربع كوب يانسون غير مطحون
ربع كوب سكر
ملعقة صغيرة بيكنغ بودر
قليل من الماء للعجن
الطريقة: -
يضاف الزيت والسمن للدقيق ثم بقية المقادير الجافة.
يضاف الماء بالتدريج أثناء العجن حتى تتكون عجينة جامدة.
تشكل قطعة من العجين على شكل اسطوانة ، ثم تقطع بالسكين بالتساوي.
- تبرم كل قطعة على شكل كعكة.
- تخبز في فرن متوسط الحرارة …………….. وبالهنا والشفا .
المقال تم نشره فى مجلة عالم الغذاء عدد شهر مارس